تفسير قوله تعالى : (( واتقوا يوماً لا تجزي نفسٌ عن نفسٍ شيئاً )) حفظ
(( واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا )) (( اتقوا يوما )) أيش معنى (( اتقوا )) ؟ اتخذوا وقاية من العذاب الذي يقع فيه، لأن التقوى أصلها على حسب التصريف اللغوي أصلها وقوى فقلبت الواو تاء فصار التقوى وهي من والوقاية، والممتثل لأوامر الله سبحانه تعالى لاشك أنه اتخذ وقاية من عذاب الله، (( اتقوا يوما )) لاشك أنه لا يراد اتقوا يوما أن لا يقع، فإن هذا اليوم لابد أن يقع، لكن اتقوا ما يكون فيه من أين؟ من العذاب والنكال للمخالف، وقال: (( لا تجزي نفس عن نفس شيئا )) فليس تفضيل آبائكم على العالمين بمغن عنكم شيئا، لا تقولوا لنا آباء مفضلون على العالمين وسنسلم بهم من النار أو من عذاب هذا اليوم لا (( لا تجزي نفس عن نفس شيئا )) إلا الوالد فيجزي عن ولده
الطالب: ما يجزي والد عن ولده
الشيخ : ما يجزي؟ ولا المولود؟
الطالب: ولا المولود
الشيخ : (( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه )) والدليل على العموم أن قوله: (( نفس )) نفس نكرة في سياق يا غانم؟
الطالب: النفي
الشيخ : النفي؟ فتكون؟
الطالب:للعموم
الشيخ : تكون للعموم النكرة في سياق النفي والنهي والشرط والاستفهام الإنكاري تكون للعموم، فهنا النكرة في سياق النفي فتكون للعموم أي نفس ما تجزي عن نفس أخرى شيئا، هذا النبي صلى الله عليه وسلم لا يجزي عن أبيه شيئا قال للرجل: ( أبي وأبوك في النار ) ولا يجزي عن أمه شيئا استأذن من الله عزوجل أن يستغفر لأمه فمنعه ومن دون الرسول صلى الله عليه وسلم من باب أولى، (( فلا تجزي نفس عن نفس شيئا )) وقوله: (( شيئا )) نكرة في سياق النفي أيضا فتعم أي شيء، ولا يرد على هذا الشفاعة الشرعية التي ثبتت بها السنة فإن هذه الآية مخصوصة بيها.