تفسير قوله تعالى : (( للطائفين والعاكفين والركع السجود )) والحكمة في ابتداء ذكر الطائفين ثم العاكفين ثم المصلين حفظ
وقوله: (( بيتي للطائفين )) يعني للذين يطوفون به، والثاني: العاكفين الذين يقيمون فيه للعبادة والثالث: الركع السجود الذين يصلون فيه، وعبر عن الصلاة بالركوع والسجود لأنهما ركنان فيها، وقد تقدم لنا بعيدا بأنه إذا أطلق جزء العبادة عليها كان ذلك دليلا على أن هذا الجزء ركن فيه ما تصح بدونه، هنا بدأ بالطائفين لاختصاصهم بذلك البيت، ثم ثنى بالعاكفين لأنها أوسع دائرة من الطائفين لكنها مختصة بالمساجد، ثم قال بالركع السجود هذه لا تختص بالمساجد، ( جعلت الأرض مسجدا وطهورا ) فإذا يكون الله سبحانه وتعالى بدا بالأخص فالأخص، أخص ما يكون ببيت الحرام الطواف، ثم الاعتكاف، أما الصلاة فلا تختص بمكان، ولهذا يقول بعض أهل العلم إن ملكا من الملوك نذر لله نذرا أن أعبد الله عبادة لا يشاركني فيها أحد فاستفتى بعض أهل العلم قالوا أيش لون إن صمت يجوز أن يكون فيه ناس صائمين، إن صليت يجوز فيه ناس يصلون، إن تصدقت يجوز فيه ناس يتصدقون فذهبوا إلى عالم من العلماء وقال فقال لهم اخلوا له المطاف يعني خله يطوف وحده وحينئذ شارك واحد ولا لا؟ ما يمكن يشاركه واحد، لأنه حقيقة ما أحد يطوف أبدا إلا بهذا البيت
الطالب: لكن خالف النص ؟ ( لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت )؟
الشيخ : نعم؟ المهم إن هذا حل المسألة، أما كونه يجوز ولا ما يجوز هذا هم يمنعون بغير هذا السبب، لكنه ما فيه يعني ما يمكن الوفاء بهذا النذر إلا بهذا، هذا يمكن بدون منع الناس هذا يمكن لو يجيء في آخر الليل يعني في غير المواسم أحيانا تجدوه فاضيا، فارغا أو يجيء مثلا بعد طلوع الشمس دائما إلى في أيام الاعتمار التي ..اليوم على كل حال يجد... وقوله: (( للطائفين )) طهر للطائفين اللام هذه للتعليل أي لأجلهم، وقوله: (( والركع السجود )) الركع معروف أنه جمع راكع، والسجود جمع ساجد وتصح أن تكون مصدرا سجد يسجد سجودا، لكن سجود وقعود هي مصدر وفي نفس الوقت جمع قال النبي عليه الصلاة والسلام:( فصلوا قعودا أجمعون ) (( وطهر بيتي للطائفين والعاكفين )) وطهر، (( أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود )). الفوائد إن شاء الله نأخذها بعد.