تتمة تفسير قوله تعالى : (( قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ))، وبيان الفرق بين الكفر والشرك حفظ
قال الله تعالى: (( ومن كفر )) يعني فأرزقه، وقلنا فيما سبق: إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام إنما قال: (( من آمن )) أخذا بتأديب الله عزوجل حيث قال في أول الأمر: (( لا ينال عهدي الظالمين )) قال: (( ومن كفر )) والكفر في اللغة: الستر، ومنه سمي كافور النخلة لأنه يستر التمر، ولكنه في الشرع: هو الخروج عن الإسلام، يعني من ليس بمسلم فهو كافر، وقد سبق لنا أن الكفر يدور على أمرين: أحدهما الاستكبار، والثاني: الجحود، ثم هل الكفر والشرك سواء ؟ أو بينهما عموم وخصوص ؟ أو متباينان تباين الغيرين؟ نقول بينهما عموم وخصوص، فكل مشرك فهو كافر وليس كل كافر مشركا، فالذي يكذب ويجحد هذا ليس بمشرك، لكنه كافر، والذي يدعوا مع الله إله آخر هذا مشرك فهو في نفس الوقت كافر، فالنسبة بينهما العموم والخصوص، اللهم إلا أن يريد القائل أن يريد بالشرك إتباع الهوى، فإن إتباع الهوى شرك بالمعنى الأعم، قال الله تعالى: (( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه )) فجعل الله سبحانه وتعالى إتباع الهوى من باب التأله له، وعلى هذا فنقول: إن أريد به المعنى الأعم للشرك فإنه فكل كافر مشرك بهذا المعنى، لكن من حيث المعنى الاصطلاحي المحدد لمفهومه فإن الشرك بينه وبين الكفر أيش؟ عموم وخصوص.
وقوله تعالى: (( فأمتعه قليلا )) وفي قراءة (( فأمتعه )) من الإمتاع أو من التمتيع، والمراد بالتمتيع أو الإمتاع أن يعطى الإنسان بلغته من الدنيا أن يعطى البلغة من الدنيا يتمتع به ما شاء الله ولكنه قال: (( قليلا )) ما هذا الزمن الذي وصفه الله بالقلة ؟ هو الدنيا، والقلة هنا تتناول الزمن وتتناول عين الإنفاع، عين الإنفاع والزمن يعني زمنه وعينه، فالزمن قصير مهما طال الإنسان بالعمر فإنه قصير، مهما طال بالإنسان العمر... [ اقرب ]. فهو قليل، قال الله عزوجل: (( كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ )) كذلك أيضا عين الممتع به قليل حتى ما يحصل للإنسان في هذه الدنيا من اللذة والمتاع هو في الحقيقة قليل، لأنه مشوب بتنغيص في نفس المتاع وفيما يحيط به قبله أو بعده، كما قال الشاعر:
" فيوم علينا ويوم لنا ويوم نساء ويوم نسر "
ويقول شاعر آخر:
" لا طيب للعيش مادامت منغصة لذاته بادكار الموت والهرم " .
فصار القلة في الدنيا من وجهين، الوجه الأول: الزمن، فإنه مهما طال الإنسان من زمن فهو قليل، والناحية الثانية: نفس المممتع به، فإنه قليل لأنه ليس بكامل فهو ناقص مصحوب بتنغيص وملحوق بتنغيص وهو بنفسه أيضا ليس بكامل.
وقوله تعالى: (( فأمتعه قليلا )) وفي قراءة (( فأمتعه )) من الإمتاع أو من التمتيع، والمراد بالتمتيع أو الإمتاع أن يعطى الإنسان بلغته من الدنيا أن يعطى البلغة من الدنيا يتمتع به ما شاء الله ولكنه قال: (( قليلا )) ما هذا الزمن الذي وصفه الله بالقلة ؟ هو الدنيا، والقلة هنا تتناول الزمن وتتناول عين الإنفاع، عين الإنفاع والزمن يعني زمنه وعينه، فالزمن قصير مهما طال الإنسان بالعمر فإنه قصير، مهما طال بالإنسان العمر... [ اقرب ]. فهو قليل، قال الله عزوجل: (( كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ )) كذلك أيضا عين الممتع به قليل حتى ما يحصل للإنسان في هذه الدنيا من اللذة والمتاع هو في الحقيقة قليل، لأنه مشوب بتنغيص في نفس المتاع وفيما يحيط به قبله أو بعده، كما قال الشاعر:
" فيوم علينا ويوم لنا ويوم نساء ويوم نسر "
ويقول شاعر آخر:
" لا طيب للعيش مادامت منغصة لذاته بادكار الموت والهرم " .
فصار القلة في الدنيا من وجهين، الوجه الأول: الزمن، فإنه مهما طال الإنسان من زمن فهو قليل، والناحية الثانية: نفس المممتع به، فإنه قليل لأنه ليس بكامل فهو ناقص مصحوب بتنغيص وملحوق بتنغيص وهو بنفسه أيضا ليس بكامل.