تفسير قوله تعالى : (( وآتى المال على حبه )) وبيان فضل الصدقة ذكر أمثلة من كرم الصحابة وحبهم للخير. حفظ
بمعنى أعطى إذا هي تنصب مفعولين، مفعول الأول: المال ، مفعول الثاني ؟الطالب : على حقه الشيخ : لا الطالب : ذوي القربى ، الشيخ : ذوي القربى معطوف عليه، وقوله: (( وآتى المال )) المال كل عين مباحة النفع بلا حاجة هذا مال ، أو إن شئت قل بحاجة أيضا ، كل عين مباحة النفع فهو مال نعم سواء كان هذا المال نقدا أو ثيابا أو طعاما أو عقارا أو أي شيء . وقوله: (( على حبه )) هذه جار ومجرور حال من فاعل آتى، يعني حال كونه محبا له ، محبا له لا لحاجته فيه أو بتعلق نفسه به ولو بدون حاجة ، أو لحاجة ، لأنك قد تحب المال لأنك محتاج إليه كما لو عند الإنسان بطانية في زمن الشتاء يحبه لأنه محتاج إليه أو سيارة موديل ثلاث وسبعين نعم ؟ لا لا ثلاث وسبعين ، موديل ثلاث وسبعين كفراتها ولا تمشي إلا الدفع لكنه محتاج لها هذا ما هو برغبته فيها الذي جعله يرغب يحبه ما هو ؟ الحاجة ، أو إنسان عنده سيارة موديل خمس وثمانين من أفخم سيارات العالم وعنده غيرها سيارات كثيرة هذه يحبها لأيش ؟ لتعلق نفسه بها صح ولا لا؟ طيب كان ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه إذا أعجبه في ماله شيء تصدق به وقال إن الله يقول: (( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون )) وهذا طبق الآية التي معنا (( وآتى المال )) الآية يتكلم الله فيها عن البر (( وآتى المال على حبه )) فهو يحبه لحاجته إليه أو لتعلق نفسه به فيعطيه هؤلاء المحتاجين إليه وأبو طلحة لا يخفى على الجميع ماذا فعل لما سمع هذه الآية تصدق ببستان الذي هو أغلى شيء عنده فيما أظن لا لأنه بستانه فقط لكن لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأتي إليه ويشرب فيه من ماء طيب وقريبا من مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنا أعتقد أن إنسانا يجيء الرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بستانه ويشرب فيه من الماء الطيب ويش يصير البستان عنده ؟ رخيص ولا غالي ؟ الطالب : غالي، الشيخ : غالي جدا ، يعني أن الرسول يجيء إلى هذا البستان شيء يوجب الرسول صلى الله عليه وسلم يجيء إلينا هذا أحب إلينا من كل شيء من المال ومع ذلك لما نزلت الآية ذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله هو صدقة إلى الله ورسوله فضعه حيث أراك الله فقال له النبي عليه الصلاة والسلام ( بخ بخ ذاك مال رابح ذاك مال رابح ) صدق الرسول عليه الصلاة والسلام هذا ربح نعم؟ لو اشترى منه بعشرة ملايين ربح لكن أيها أربح في هذا ؟ هذا أربح بكثير إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ثم قال ( أرى أن تجعله في الأقربين ) ، المهم إن (( آتى المال على حبه )) لماذا اشترط أن يكون على حبه ؟ لأن الذي يأتي على غير حبه كلنا ما يهمه الواحد لأنها في مشقة كلنا يدخل ، ثم إنه يدخل أيضا في قوله: (( على حبه )) أن يكون في حال الصحة نعم وفي حال الإشفاق على المال كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في خير الصدقة وأفضلها: ( أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل البقاء ) وتأمل البقاء البقاء هذا اللفظ صحيح ، ولا فيها الغنى لكن تأمل البقاء هذا هو محل الشح الحقيقة يخاف من الفقر ويؤمن ن لكن واحد عمره مائة سنة وعنده ملايين الملايين هذا يخشى الفقر ؟ لا ، ويأمل البقاء ؟ لا ، لكن الشاب الذي ما عنده إلا شوي هذا هو الذي يخشى الفقر ويأمل البقاء يصير المال عنده غالي، فالمهم الحب إذا هذا تبين لنا المعنى الجديد بقوله : (( على حبه )) تعلق رغبته بالمال، حاجته إليه، كونه يخشى الفقر ويأمل البقاء .