تفسير قوله تعالى : (( وآتى الزكاة )) وتعريف الزكاة لغة واصطلاحا وبيان فضلها وذكر الأصناف التي تصرف إليهم الزكاة، وإعراب الجملة حفظ
(( وآتى الزكاة )) آتى بمعنى أعطى آتى يعني أعطى والزكاة أيضا من الكلمات التي نقلها الشرع عن معناها اللغوي إلى المعنى الشرعي ، الزكاة في اللغة من زكى يزكوا أي نما وزاد وصلح أيضا ، والزكاة أيضا في اللغة بمعنى الصلاح ومنه قوله تعالى: (( قد أفلح من زكاها )) أي أصلحها وقومها لكنها في الشرع الزكاة هي : التعبد ببذل مال واجب في مال خاص لطائفة مخصوصة هذه هي الزكاة وسميت زكاة لأنها تنمي الخلق وتنمي المال وتنمي الثواب ، تنمي الخلق كيف ؟ يكون الإنسان بها كريما من أهل البذل والجود والإحسان وهذا لاشك أنه من أفضل الأخلاق شرعا وعادة ، وتنمي المال ، تنمي المال كيف ؟ أنا عندي مائة ريال أخفضت منها ريالين ونصف وبقي عندي سبع وتسعين ونصف نقص المال كيف فتنمي؟ نعم نقول تنمي بالبركة والحماية والحفظ ، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( ما نقصت صدقة من مال ) ما يمكن تنقصه يعني لو لم تخرج هذا القدر من المال ربما يأتيه آفات تبيع وتشتري وتخسر ، ربما تصاب أنت وأهلك بأمراض تحتاج إلى علاج نعم فيفنى كل ما عندك، ربما يأتي السارق ويسرقه ، ربما تعطيه عند إنسان فيجحده أليس كذلك؟ لكن الزكاة حماية وحفظ وبركة ، من بركة المال تشتري بعشرة ريالات ثوب ربما إذا كنت لا تزكي يتمزق بسرعة وإذا كنت تزكي ينزل الله فيه البركة ويبقى سنتين ثلاث نعم هذا على حسب الحال، الطالب : عندي ثوب منذ أربع سنين يا شيخ ، الشيخ : ما نقول شيء هذه من البركة ، المهم إن من أنواع البركة التي تنزل في المال كثيرة ، فلهذا قلنا: إن الزكاة تزكي المال، طيب تزكي الثواب ولا لا ؟ تزكي الثواب ؟ نعم (( مثل الذين ينفقون في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء )) فوق ذلك (( والله واسع عليم )) وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام وصح عنه: ( أن من تصدق بعدل تمرة أو بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يأخذها بيمينه فيربيها كما يربي الإنسان فلوه حتى تكون مثل الجبل ) وهي عدل تمرة تكون مثل الجبل أليس هذا تزكية ؟ الطالب : بلى ، الشيخ : بلى والله تزكية هذه التزكية حقيقية هذه الذي أزكى من أنك تعطي إنسانا يطالب بمالك هذا الذي تعطيه يطالب بمالك كم يربح ؟ خلها يربح العشرة مائة أو يخسر لكن هذه تقع في يمين الرحمن عزوجل ونعم اليمين يمين الرب، فيربيها سبحانه وتعالى وينميها لك حتى تكون مثل الجبل ، هذا الربح هذا الربح العظيم ، (( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط )) إذا سمي زكاة لأنه يزكي المال والخلق والثواب نعم (( وأقام الصلاة وآتى الزكاة )) طيب عندنا آتى تنصب مفعولين أين مفعولها الأول ؟ الطالب : الزكاة ، الشيخ : الزكاة أين مفعول الثاني؟ الطالب : محذوف الشيخ : محذوف ويش التقدير؟ مستحقها ، تمام ، مستحقها ، شف (( آتى المال ذوي القربى )) أتى المفعول الثاني (( ذوي القربى )) هذه (( آتي الزكاة )) لم يأت بالمفعول الثاني لكنه محذوف معلوم وأهل الزكاة تكفل الله عزوجل بقسمها عليهم فقال: (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل )) ثمانية فقط لا تحل لغيرهم نعم .