تفسير قوله تعالى : (( والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس )) وإعراب الآية، وتعريف الصبر لغة واصطلاحا وذكر أنواعه وهي الصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله والصبر على أقدار الله المؤلمة. حفظ
قوله تعالى: (( والصابرين )) هذا فيه إشكال من حيث الإعراب ، لأن الذي قبله مرفوع وهو غير مرفوع نعم فلماذا ؟ الطالب : التقدير الشيخ : التقدير؟ طيب يقول بعض العلماء إنه منصوب بفعل محذوف تقديره: وأخص الصابرين ، وحينئذ نقول لماذا عدل به عن العطف كأخواته السابقة ؟ نقول الحكمة أو البلاغة من هذا أنه إذا تغير أسلوب الكلام كان ذلك أدعى للانتباه فإن الإنسان إذا قرأ الكلام على نسق واحد غفل ولهى وصار كأنه شيء يدرج به ولا يلتفت فإذا تغير الأسلوب فإنه يوجب الانتباه ، وهذا مثلما قلنا في شيء يمر علينا كثيرا وهو؟ الالتفات فإنه يتغير الأسلوب يتوجب على المخاطب أو القارئ أن ينتبه ، ثم إن هنا الصابرين في البأساء الصبر في الواقع ليس بذل شيء ولكنه تحمل شيء وما سبق كله بذل شيء فهو مختلف من حيث النوع من حيث النوع مختلف شف من آمن ، وأقام ، وآتى المال ، وأوفى بالعهد كل هذه أفعال لكن (( الصابرين )) هذا ما هو فعل ما هو يبذل الإنسان شيء لكنه يتحمل ، وقوله: (( الصابرين )) الصبر في اللغة الحبس ومنه قولهم: فلان قتل صبرا أي حبسا نعم وأما في الشرع فإنه حبس النفس على طاعة الله أو عن معصيته أو على أقداره عرفتم ؟ فإذا الصبر ثلاثة أنواع: ثبر عل الطاعة ، وصبر عن المعصية ، وصبر على الأقدار المؤلمة أليس كذلك ؟ الطالب : بلى، الشيخ : أيهما أفضل؟ أفضلها الصبر على الطاعة هو أفضلها لأنه جهاد وعمل فإن الإنسان يجاهد نفسه على الصبر على الطاعة ومصابراتها وعمل ، ويليها الصبر عن المعصية لأنه كف ، كف لنفس وليس فيه إيجاد وإن كان في بعض الأحيان الصبر عن المعصية أشق من الصبر على الطاعة .