تفسير قوله تعالى : (( وأولـئك هم المتقون )) وتعريف التقوى، وإعراب الآية حفظ
ثم قال: (( وأولئك هم المتقون )) أي القائمون بالتقوى ، والتقوى هي اتخاذ الوقاية من عذاب الله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه وهذا أجمع ما قيل في تعريف التقوى هي اتخاذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وتأمل كيف جاءت هذه الجملة بالجملة الاسمية المؤكدة (( أولئك هم المتقون )) الجملة اسمية في دلالتها على ؟ الثبوت والاستمرار لأن الجملة اسمية تدل على أن المتصف بها ، على أنها صفة ملازمة للمتصف بها ، على أنها صفة ملازمة للمتصف بها وهي مؤكدة هذه الجملة بماذا ؟ بضمير فصل هم ، لأن ضمير الفصل له ثلاث فوائد : فائدة لفظية تتعلق بالإعراب ، وفائدتان معنويتان ، الفائدة اللفظية التي تتعلق بالإعراب هي ؟ أنه يفصل بين الخبر والنعت ويبين أن ما بعده خبر لا نعت ، الفائدتان معنويتان : أنه يفيد التوكيد هذه واحدة ، ثانيا: يفيد الحصر هو إثبات الحكم في المذكور ونفيه عمن سواه ، نضرب مثلا: إذا قلت زيد الفاضل ، كلمة الفاضل في هذا السياق هل تتعين أن تكون خبرا ؟ لا، لجواز أن تكون المعنى زيد الفاضل خير الناس مثلا أليس كذلك ؟ بلى، فإذا يمكن أن تكون الفاضل هذه صفة لا خبرا، فإذا قلت: هو الفاضل، زيد هو الفاضل ؟ تعين أن تكون خبرا، طيب إذا قلت: زيد هو الفاضل فهو أوكد من قولك: زيد الفاضل أوكد في إثبات الفضل ، إذا قلت: زيد هو الفاضل أفاد أن غيره لا يشاركه في هذا الوصف لأنك تقول هو لا غيره هو الفاضل ، فهذه فوائد ضمير الفصل ، وهل هذا الضمير له محل من الإعراب ؟ فيه خلاف ، بعضهم قال محله ما قبله محله من الإعراب محل ما قبله ، بعضهم قال إنه حرف لا محل له من الإعراب ، ولهذا يسميه الكوفيون يسمونه حرف عماد ، حرف عماد يعني تعتمد عليه الجملة وليس له محل من الإعراب وهذا هو المعروف ، فيقولون هو ضمير فصل لا محل له من الإعراب ، وقوله: (( أولئك هم المتقون )) هؤلاء جمعوا بين البر والتقوى البر بالصدق والتقوى بهذا الوصف (( أولئك هم المتقون )) وإنما قلنا إن الصدق برا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ) فجمع بين البر والتقوى بين البر والتقوى وهذا ما أمر الله في قوله: (( وتعاونوا على البر والتقوى )) .