تتمة لباب : " باب الرجل راع في أهله " شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( ... فالأمير راع وهو مسؤول والرجل راع على أهله ... ).
1 - تتمة لباب : " باب الرجل راع في أهله " شرح حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( ... فالأمير راع وهو مسؤول والرجل راع على أهله ... ). أستمع حفظ
شرح حديث: مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: ( أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة ... ) .
عن أبي سليمان مالك بن الحويرث عن أبي سليمان مالك بن الحويرث قال : ( أتينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة فظن أنا اشتهينا أهلينا فسألنا عمن تركنا في أهلينا فأخبرناه وكان رفيقا رحيما فقال ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم ) .
وهذا الحديث من الأحاديث التي أخرجها المصنف في كتابه الصحيح أيضا وكذلك الإمام مسلم وفيه فوائد عديدة وإنما ساقه المصنف ها هنا لأجل هذه الفقرة في أوله ألا وهي قوله عليه الصلاة والسلام ( ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم ) فهذا مما يدخل تحت قوله عليه الصلاة والسلام ( والرجل راعٍ على أهله وهو مسؤول عن رعيته ) فما هي المسؤولية التي تعلقت بالرجل تجاه أهله أهي مسؤولية الإنفاق فقط أهي مسؤولية الإطعام والشراب والإسكان فقط لا ليس هذا فقط وإنما هناك مسؤوليات قد تكون في وزن المسؤوليات السابقة أو أهم منها .
فقد ساق المصنف رحمه الله تحت هذا الباب هذا الحديث ليبين أن المسؤولية الموكل عليها الرجل تجاه أهله ليست محصورة فقط بالأمور المادية بل هناك أيضا أمور أخرى تتعلق بتربية أهل الرجل يجب على الرجل من باب أنه راعٍ على أهله أن يتولى تعليم أهله بما هم جاهلون به ويجب على الرجل أن يأمر أهله بالقيام بما هم مقصرون به وإلا إن لم يفعل الرجل ذلك واقتصر على ما يقتصر عليه كثير من الآباء على القيام بواجب فقط الكسوة والطعام والشراب والإسكان والتعليم العصري المادي الذي لا يوجد الشاب المسلم إن اقتصر فقط على هذا فهو مقصر وتارك واجبا هاما سيسأل عنه أمام الله تبارك وتعالى .
كما أشار إلى ذلك ربنا عز وجل في قوله (( قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )) فهذه الآية تأمر الرجال أن يحافظوا على أنفسهم وعلى أهليهم أن يكون مصيرهم النار وذلك يكون بأمرهم بما أوجب الله عليهم وبتعليمهم ماهم جاهلون له لذلك ساق المصنف هذه القصة التي فيها ( أن مالك بن الحويرث صحابي من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام ورد وفد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) ليتعلم منه العلم ومعه وهو معه نحو عشرين من الرفاق فيصف هؤلاء بأنهم كانوا شببة ما كانوا رجالا كبارا شبابا فتيانا يقول فجلسوا عند الرسول عليه الصلاة والسلام وأقاموا ضيوفا لديه عشرين يوما وبعد ذلك قال مالك بن الحويرث ( فظن أنا اشتهينا أهلينا ) يعني اشتقنا إلى الرجوع إلى أهلينا إلى أولادنا ونسائنا وبناتنا فسألنا عمن تركنا في أهلينا وهذا من لطف الرسول عليه الصلاة والسلام من جهة واهتمامه بمصالح أصحابه حيث أنه سأل هؤلاء العشرين نفرا عمن تركوا خلفهم هل تركوا رجالا يستطيعون أن يقوموا بما يجب على هؤلاء الوافدين إلى الرسول عليه السلام فلا بأس من أن يتأخروا لديه لأن هناك في قومهم من ينوب عنهم أم تركوا نساء وأطفالا وهم بحاجة إلى هؤلاء الشباب فيسألهم ليطمئن على أحوالهم.
فيقول مالك بن الحويرث ( فأخبرناه ) والظاهر أن الخبر كان مما أشعر الرسول عليه الصلاة والسلام بأن هؤلاء النفر لابد من أن يرجعوا إلى بلدهم لأن هناك من هم مسؤولون عنهم قال ( وكان يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رقيقا رحيما ) يعني كان شفوقا على أصحابه رحيما يهتم بشؤونهم وبمراعاة عواطفهم .
2 - شرح حديث: مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: ( أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة ... ) . أستمع حفظ
تتمة شرح حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: ( ... ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم ... ) .
الأول: أن يأمروهم أي بما أمرهم الله ورسوله والمقصود بهذا أن ينصحوا أهليهم ولا يسكتوا عن إهمالهم أو عن كسلهم بالقيام بما فرض الله عليهم ونحو ذلك .
والشيء الثاني: أن يعلموهم الحرام والحلال ولا يدعوا أهاليهم في جهل بحيث أنهم يقعون في مخالفة الشارع وهم لا يشعرون فقال عليه الصلاة والسلام ( ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم وأمروهم ) العلم شيء والأمر شيء فعلى الوالد أن يعلم الأولاد ثم عليه أن يراقبهم هل هم يطبقون ما تعلموا من الواجبات من الأوامر هل هم مثلا يقومون بالصلوات هل هم يحافظون على الصدق فلا يكذبون هل هل إلى آخره فلا يكفي على الوالد أن يعلم الولد بل عليه أن يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر ولذلك حينما نسمع هذا الحديث أن الرسول عليه السلام يأمر هؤلاء أن يرجعوا إلى أهليهم فيعلموهم ويأمروهم نتبين حين ذاك مبلغ تقصير الآباء مع الأولاد حيث أن جماهير هؤلاء الأباء يهتمون بتعليم أولادهم فيدخلونهم مدارس وقد ينفقون عليهم أموالا طائلة لاسيما إذا بلغوا في دراستهم الدراسة العالية حيث تكلف هذه الدراسة على الآباء ألوف مؤلفة من الليرات فهذا يدل على اهتمام الآباء بتعليم الأولاد ولكن ينكشف فيما بعد بأن هذا الاهتمام بالتعليم لم يكن لوجه الله عز وجل بدليل أن الولد يتعلم وبيتخرج فيصبح مثلا دكتورا في الطب أو في علم الفلك أو في أي علم من العلوم الأخرى ولكنه لا يفقه من الإسلام شيئا ولكنه يعرف مثلا على الأقل بأن الله فرض عليه الصلوات فهو لا يحافظ على الصلاة والوالد والوالدة ساكتون لا يأمرونهم بالمحافظة على الصلاة وعلى الآداب الإسلامية فحين ذاك يكونوا قد قصروا بالقيام بهذه الواجبات التي يلفت النظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ) .
وفي هذا الحديث الذي نحن الآن في صدده حيث يقول عليه السلام ( علموهم ومروهم ) إذن لا يكفي أن نقنع بتعليم الأولاد فقط بل لابد من أمرهم بأن يكونوا على الاستقامة كما قال تعالى (( واستقم كما أمرت )) هكذا يجب العناية بالأهل حتى نكون قد قمنا بواجب الرعاية عليهم والمحافظة عليهم أن يكونوا هم وأهلهم وقودا للنار يوم القيامة لا سمح الله .
فمن أجل هذه الفقرة أورد المصنف رحمه الله هذا الحديث تحت باب الرجل راعٍ في أهله فيشرح بذلك نوعا من أنواع الرعاية كما ذكرت آنفا ليس المقصود فقط من الرعاية هو -وعليكم السلام- هو فقط القيام بالواجب المادي من طعام وشراب ونحو ذلك بل الأوجب من كل هذا هو تعليمهم ما يهمهم من أمر دينهم ثم تربيتهم على هذا العلم وذلك يستدعي أمرهم بما قد يقصرون فيه من الواجبات الدينية .
3 - تتمة شرح حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: ( ... ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم ... ) . أستمع حفظ
تتمة شرح حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: ( ... وصلوا كما رأيتموني أصلي ... ) .
بعد أن أمر الرسول عليه السلام هؤلاء النفر بأن يقوموا بواجب تعليمهم لأولادهم وأمرهم بما يجب عليهم أمرهم هم أنفسهم بأن يصلوا كما رأوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي فقال ( وصلوا كما رأيتموني أصلي ) فلا شك أن هذا يتضمن أن الرسول عليه السلام إذا أمر هؤلاء الشباب بأن يصلوا كما رأوه عليه الصلاة والسلام يصلي فمعنى ذلك أنه يلزم عليهم أن يأمروا من هم رعاة عليهم أن يصلوا أيضا كما رأوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يصلوا كما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهذا فيه تنبيه أيضا لأن راعي أهل البيت إذا تعلم مسألة فقهية فلا ينبغي أن ينطوي هو عليها فقط فهو يصلي كما علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ثم لا يبالي بصلاة أولاده وعياله زوجته وابنته لا يباليه مبالاة فهذا يدل على التقصير في تعليم الأولاد وفي أمرهم بما يجب عليهم ومن ذلك أن يقال لهم صلوا كما رأيتموني أصلي .
وهذا بالطبع يقتضي التنبيه على أن حياة المسلمين اليوم العامة فيما يتعلق بهذه العبادة خاصة أي الصلاة وبسائر العبادات هم جميعا مقصرون في تنفيذ هذا الأمر النبوي الكريم كلهم مقصرون إلا أفرادا قليلين جدا في المجتمع الإسلامي لأن أحدهم أولا في واقع أمره لا يصلي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فكلنا يعلم فلان يصلي على المذهب الحنفي والثاني على المذهب المالكي والثالث على المذهب الشافعي ثم الرابع على المذهب الحنبلي أما أن أحدا يصلي على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فهذا مما لا يهتم به جماهير المسلمين اليوم بسبب بسبب جهلهم بالسنة أولا .
وبسبب غلبة التعصب المذهبي على جماهير المسلمين ثانيا .
لذلك ففي هذا الحديث تنبيه هام على أنه يجب على الآباء وكذلك الأمهات أن أولا يتعلموا كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وثانيا أن يعلموا أولادهم أطفالهم وبناتهم يعلموهم كما ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه من الهدي في الصلاة فهذا يتطلب إذن التفقه في السنة لأن الذي لم يتفقه على طريقة الكتاب والسنة فهو لا يستطيع أبدا أن يحقق هذا الأمر النبوي الكريم ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) .
ومن الأدلة أو ومن الدليل الواضح في ذلك وهذا مما نعلمه بالتجربة أننا لو التقينا مع أي رجل مع أي شيخ فضلا عن طالب علم فقلنا له من فضلك أرنا كيف كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي فستسمع الجواب صراحة والله لا أدري كيف كان رسول الله يصلي لكني أدري كيف يصلي الإمام الحنفي فهذا إذا كان حنفيا وإن كان شافعيا قال أنا أدري كيف كان الإمام الشافعي يصلي وهكذا يقول المالكي وكذلك الحنبلي ولا ترى إلا نادرا جدا رجل يجيبك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة استقبل القبلة وأول ما يتكلم به إنما هو الله أكبر إلى آخر ما هنالك ما تجد هذا البيان إطلاقا لأنهم لا يعلمون السنة بل على العكس من ذلك سيبتدع وصف للصلاة بقوله أقوم استقبل القبلة وأقول نويت أن أصلي لله تعالى أربع ركعات فرض العصر مبتدئا منفردا إلى آخره .
فيفتتح الصلاة بخلاف السنة لأن السنة افتتاح الصلاة بالله أكبر وهؤلاء جميعا يفتتحون الصلاة بترجمة ما أنزل الله بها من سلطان نويت أن أصلي لله تعالى أربع ركعات مستقبل القبلة منفردا مبتدئا إلى آخره هذا ليس له أصل في السنة .
إذن هل يصدق في هؤلاء أنهم حققوا أمر الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الصحيح ( وصلوا كما رأيتموني أصلي ) لا وهذا كما يقولون مبين المكتوب من عنوانه أول الصلاة يبتدؤونها بمخالفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بال فما يكون الحال ما بعد ذلك من أمور أيضا في الصلاة في وسطها وفي آخرها في كل ذلك يخالفون هدي الرسول عليه السلام وسنته في الصلاة .
بيان النهي ألا يبرك في صلاته كالبعير يقدم ركبتيه أولا.
وهذا هو حقيقة الأمر أن جماهير المصلين اليوم حينما يبركون كما يبرك البعير فيضعون ركبهم قبل أيديهم إنما يفعلون ذلك لجهلهم بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام الفعلية والقولية فعله كان إذا سجد وضع يديه قبل ركبتيه أمره ( إذا سجد أحدكم فلا يضع ركبتيه قبل يديه وإنما وليضع يديه قبل ركبتيه ) .
طبعا لأنه إذا كان المسلم يعلم مثل قوله تعالى (( وأقيموا الصلاة )) هذا لا يتصور إنه مسلم يجهل هذا الأمر ثم إذا كنا نعلم مثل هذا الحديث إنه الرسول عليه السلام يقول ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ثم هذا المسلم لا يهتم بأن يعرف كيف ينبغي أن يصلي فهو مؤاخذ بلا شك هذا بعكس مسائل تعرض للإنسان يفعل فعلا ما يعرف يا ترى هذا يجوز أو لا يجوز فما يخطر في باله إنه بلكي هذا حرام فيسأل لكن صلاة يكررها في اليوم مرارا وتكرارا ويعلم أن الله عز وجل أمر بإقامة الصلاة أي إحسان الصلاة والرسول يؤكد ذلك فيقول ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) ثم هو لا يبالي بذلك ولا يهتم به مطلقا فهو بلا شك مسؤول ومؤاخذ عن هذا التقصير .
تتمة شرح حديث مالك بت الحويرث رضي الله عنه قال : ( ... وصلوا كما رأيتموني أصلي ... ) .
هذا الأمر الأول هو أن نتعلم صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد ذللنا السبيل ويسرناه للناس ليتمكنوا من تحقيق هذا الأمر ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) بأن ألفت منذ نحو عشرين سنة كتابي المعروف " صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من التكبير إلى التسليم " كأنك تراها وهو كتاب معروف وأعرف أن كثيرا من النساء والرجال يقتنون هذا الكتاب ولكن في الوقت نفسه أعلم أن كثيرا من المقتنين لهذا الكتاب من النساء والرجال لا يقرأونه قراءة تدبر وتفهم ولذلك ننذكر والذكرى تنفع المؤمنين بأنه لابد من دراسة هذا الكتاب حتى ليكاد يحفظ غيبا لأنه متعلق بعبادة نكررها في اليوم على الأقل خمس مرات الفرائض وهذا التكرار مما يرسخ في الذهن ما نقرؤه في الكتاب بخلاف مثلا كتاب حجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنه كتاب يتضمن عبادة يفرض على الإنسان أن يأتي بها في العمر مرة فإذا قرأ هذا الكتاب من أوله إلى آخره ثم لم يطبقه في واقع الحياة فقد ينسى أما الصلاة فيتكرر خمس مرات وأكثر فينبغي أن تكون محفوظة لدى كل المسلمين يهمه أن يطبق هذا الأمر الكريم ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) فمن اهتم هذا الاهتمام أصبحت صلاته كأنها آلة لا يمكن إلا أن يصيب السنة فالذي يعتاد مثلا أضرب مثلا بسيطا الذي يعتاد أن يحرك أصبعه في التشهد بصورة كما يقولون اليوم أوتوماتيكيا لما يجلس في التشهد فسنراه يحرك أصبعه حتى لو افترضنا بأن أصبعه غللت وربطت بالأصابع الأخرى فلابد من أن نحس بأنه يحركها لأنه هكذا اعتاد على السنة الذي اعتاد مثلا أن يسجد على يديه لا يمكن أن يسجد على ركبتيه وهكذا لذلك قالوا " العادة طبيعة ثانية " فإذا كان الإنسان عنده طبيعة سيئة فعليه أن يجاهد فيها حتى تصبح الطبيعة الثانية هي عادته وذلك مما أشار إليه الرسول عليه السلام بقوله ( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ) فليس من الضروري أن يخلق الإنسان عالما بل هو يخلق جاهلا لا يدري شيئا لكن بالتعلم يصبح عالما كذلك ليس من الضروري أن يخلق كل إنسان حليما فكثير من الناس لا حلم عندهم فيأمرهم الرسول عليه السلام بتكلف الحلم فيقول ( وإنما الحلم بالتحلم ) أي تكلف التحلم أي أن يصبر فلا يؤاخذ الإنسان إذا أخطأ وإنما يحلم عليه الشاهد أن هذا الحديث ( وصلوا كما رأيتموني أصلي ) يوجب علينا إذن أن نتعلم كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ثم أن نجعلها منهاجنا وبرنامجنا في صلواتنا كلها .
6 - تتمة شرح حديث مالك بت الحويرث رضي الله عنه قال : ( ... وصلوا كما رأيتموني أصلي ... ) . أستمع حفظ
تتمة شرح حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: ( ... فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ... ) .
أي ماهو المقصود من نفس الصلاة والخضوع لله والتعبد له كذلك من المقاصد المقصودة من الأذان أيضا التعبد لله عز وجل والخضوع له لكن الأذان فيه مقصد آخر ألا وهو الإعلام هذا المقصد أيضا يجب أن نعلم أنه لا يتحقق فقط بالنسبة للمساجد الإعلام قلت أكرر ما أقول ليس المقصود من الأذان الإعلام فقط بل المقصود به التعبد أيضا بذكر الله وتوحيده .
ثم ليس المقصود بالإعلام بالأذان هو إعلام الناس بهذا الأذان الذي يعلن من المساجد فقط بل يقصد به أيضا إعلام ناسا وبعبارة أخرى خلقا قد لا نراهم نحن وقد أشار الرسول عليه السلام إلى هذه الحقيقة في حديث رواه عبدالرزاق في مصنفه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما معناه ( ما من رجل يكون في أرض قي ) يكون في أرض قي أي أرض فلاة ( تحضره الصلاة فيؤذن ويقيم ويصلي إلا صلى خلفه من خلق الله ما لا يرى طرفاه ) هذا خلق الله مين هذول بأى إما ملائكة وإما من الجن المسلمين .
فإذن ينبغي ألا نتوهم أن الأذان مشروع فقط من أجل إعلام الناس الذين هم حول المسجد لا، يشرع الأذان حتى في الصحراء حيث لا ترى بعينك إنسانا فقد يقول جاهل لمن يؤذن في هذه الصحراء يأتيك البيان في حديث الرسول عليه السلام حيث قال ما سبق أن الرجل إذا كان في الفلاة فحضرته الصلاة فأذن وأقام صلى خلفه من خلق الله ما لا يرى طرفاه إذن الأذان هناك ناس يسمعونه ليسوا من جنسنا ليسوا بشرا فقد يكونون من الملائكة وقد يكونون من الجن المسلمين وقد يكونوا من ... إذن يجب أن نتذكر هذه الخلاصة وهي أن الأذان جزء من الصلاة هي مفروضة فكما أنه لا يجوز لنا أن نصلي ونترك الواجبات التي أمرنا بها في الصلاة كذلك لا ينبغي أن نصلي بدون أذان فكل صلاة لابد لها من أذان .
السائلة : طيب إذا صلى الفرض يعني بيصلي السنة ... بيحقق ... لازم يرجع يأذن .
الشيخ : لا لا الأذان للفريضة بس .
السائلة : نعم للفريضة .
الشيخ : الأذان للفريضة إنما أريد الدندنة حول هذه النقطة إنه لا يقول المصلي هاللي بيصلي بالبيت خاصة النساء إنه والله أذنوا بالجامع وخلاص فنحن عم نصلي أنا أعرف الرجال يصلوا في البيوت ما بيؤذنوا وإنما يقتصرون على الإقامة فقط فالنساء من باب أولى هكذا يفعلن هذا وهذا خطأ ويروي بعض الناس خطأ عن بعض السلف " أنه حين صلى في بيته إماما صلى بدون أذان أو هم أن يصلي بدون أذان فقيل له ألا تؤذن قال أذان الحي يكفينا "
يعني أذان المسجد الذي هو في الحي يكفينا عن أن نؤذن نحن في بيتنا هذا ليس صحيحا بل الصحيح هو أنه لابد لكل من يصلي الفرض أن يؤذن له كما أنه لابد من أن يقيم له لهذا الفرض فإذن قبل التكبير للصلاة لابد من الأذان ولابد من الإقامة وهذا حكم عام لا يختص به الرجال دون النساء .
7 - تتمة شرح حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: ( ... فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ... ) . أستمع حفظ
تتمة شرح حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: ( ... فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ... ) ، وبيان صفات المؤذن وما يشترط في الإمام.
أما الأذان فلا يشترط في المؤذن شروط مثلا أن يكون أعلم الحاضرين أو أن يكون أفقههم أو أن يكون أقرأهم مما يشترط للإمامة كما سأذكر لا حيث قال عليه الصلاة والسلام : ( فليؤذن لكم أحدكم ) إنما يستحسن ويستحب أن يكون المؤذن صيتا أن يكون صوته رفيعا نديا بحيث إنه يبلغ صوته إلى أبعد مدى ممكن فهو من هذه الناحية يرجح على غيره وهذا مما دل عليه حديث مشروعية الأذان الذي خلاصته أن الصحابة في العهد الأول مع الرسول عليه السلام كانوا يجتمعون للصلاة بدون أذان ثم جمعهم الرسول عليه السلام وشاورهم في أن يتخذوا شعارا للإعلام بدخول وقت الصلاة فاقترح بعضهم أن يتخذوا نارا عظيمة يوقدونها حينما يدخل وقت الصلاة فينتبه الناس لهذه النار العظيمة فيعلمون بأن الصلاة قد حضر وقتها فأبى ذلك الرسول عليه السلام وقال ( النار شعار المجوس ) فاقترح ثانٍ بأن يضرب في وقت الصلاة أو للإعلام بوقت الصلاة بالبوق أي برازان فقال ( هذا صنيع اليهود شعار اليهود واقترح ثالث بالضرب على الناقوس وقال عليه السلام هذا شعار النصارى ) وتفرقوا على لا شيء وفي الليل رأى أحد الصحابة واسمه عبدالله بن زيد الأنصاري رؤيا خلاصتها أنه ( كان يمشي في المدينة وإذا به يرى رجلا بيده ناقوس فقال له عبدالله بن زيد ) في المنام طبعا ( يا عبدالله أتبيعني هذا الناقوس قال لم قال لنضرب عليه في وقت الصلاة قال أفلا أدلك على ماهو خير لك من ذلك وقام على جذر جدر ) أي على بقية جدار متهدم نعرف من الواقع أن الجدار حينما ينهدم ما يقص قص من الأساس وإنما يبقى فيه شيء بارز ( فقام ذلك الرجل وقف على هذه البقية الباقية من الجدار بحيث ارتفع قليلا ووضع يديه على أذنيه ) وأذن الأذان المعروف اليوم بدون طبعا الزيادة في المقدمة أو في المؤخرة ( ثم نزل إلى الأرض وأقام الصلاة فقص هذه الرؤية على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عليه الصلاة والسلام إنها رؤيا حق فألقه على بلال فإنه أندى صوتا منك ) الشاهد هنا ( فألقه على بلال فإنه أندى صوتا منك ) أي أرفع لذلك فلا يشترط في المؤذن أن يكون له شروط أو أوصاف يتميز بها على غيره وإنما يستحب أن يكون المؤذن صيتا رفيع الصوت لأجل التبليغ لذلك قال عليه السلام ( فليؤذن لكم أحدكم ) لا على التعيين.
أما في الإمامة فقال ( وليؤمكم أكبركم ) إذن يشترط في الإمام إذا كانوا اثنين فصاعدا أن يكون الإمام هو أكبر الجماعة هل المقصود بالأكبر هنا سنا أم أكبر منزلة وجاها ونحو ذلك من المناقب الجواب في هذا هو أكبركم يعني سنا لأنه قد جاء التصريح بذلك في بعض الأحاديث الصحيحة مع ضميمة شروط أخرى يجب أن تراعى في تقديم الإمام أو أحد الجماعة على الآخرين ذلك هو قوله عليه الصلاة والسلام ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأكبرهم سنا ) هنا صرّح الرسول عليه السلام قال ( أكبرهم سنا فإن كانوا في السن سواء فأقدمهم هجرة ) هذا الحديث زاد على حديثنا فحديثنا ذكر منقبة واحدة فقط في الإمام إذا وجدت فيه فهذا أحق به من غيره وهو كبر السن أما الحديث الثاني فقد وضع المنهج بتمامه حيث قال عليه الصلاة والسلام ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ) والمقصود بقوله عليه الصلاة والسلام أقرؤهم لكتاب الله هو ظاهر الحديث ليس المقصود بأقرؤهم أعلمهم وإنما أقرؤهم يعني أحفظهم للقرآن بدليل أنه عقّب على ذلك وهذا يتحمل بحث طويل فلا نقف عنده والشاهد أنه عليه السلام صنّف الخصال التي يكون الإمام أحق بها إذا وجدت فيه فأول خصلة هو أن يكون أقرؤهم فإن كانوا جماعة في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأكبرهم سنا كما جاء في هذا الحديث فإن كانوا في السن سواء فأقدمهم هجرة يعني إذا جماعة في ذاك الزمان هاجروا من مكة إلى المدينة فأقيمت الصلاة فمن يؤمهم على هذا الترتيب أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأكبرهم سنا فإن كانوا في السن سواء فأقدمهم هجرة مين هاجر من مكة إلى المدينة قبل الآخر فهو الأحق بإمامة الناس إذا استووا في الخصال الثلاثة الأولى لكن الظاهر أن الهجرة في الحديث ليست مخصوصة بالهجرة من مكة إلى المدينة فقط بل هذا حكم عام .
بمعنى لو فرضنا جماعة هاجروا من بلادهم مثل الألبان والصرب واليوغسلاف وإلى آخره تركوا بلادهم هناك وهاجروا إلى البلاد الشامية أو الحجازية أو نحو ذلك من البلاد التي لا يزال الإسلام فيها قائما أكثر من البلاد التي هاجروا منها فحضرت الصلاة فمن يؤم إن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأكبرهم سنا فإن كانوا في السن سواء فأقدمهم هجرة من هاجر من الألبان قبلي فهو الأحق إذا استووا في كل الخصال مين هاجر من يوغسلافيا قبلي فهو الأحق هذا هو النظام في الإمامة والقدوة .
هذا الحديث ذكر الرسول عليه السلام لهم خصلة واحدة والظاهر في اقتصاره على هذه الخصلة وما سبق ذكره في الحديث أنهم كانوا شببة متقاربين يعني ما فيهم شيخ وشاب كانوا شببة متقاربين وكانوا في الفقه أيضا والقراءة سواء ولذلك نبههم فقط على هذه الخصلة فقال ( وليؤمكم أكبركم ) أي سنا وبهذا القدر كفاية والحمدلله رب العالمين في عندنا الآن بعض الأسئلة فنجيب عنها.
8 - تتمة شرح حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: ( ... فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ... ) ، وبيان صفات المؤذن وما يشترط في الإمام. أستمع حفظ
هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يواصل الصيام ؟ وهل تكون سنة لمن يستطيع أن يواصل في صيامه أم أنه خاص به ؟
لقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مواصلته للصيام فهل تكون هذه سنة لمن يستطيع من أمته المواصلة في الصيام أم إنها حكم خاص لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وماهو الدليل على ذلك ؟
الجواب : أن المواصلة في الصيام حكم خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام فلا يجوز للمسلم أن يواصل صيام النهار بالليل ذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد صرّح بالإنكار على الصحابة الذين قلدوه في مواصلة الصيام فقد جاء في الصحيح ( أن النبي صلى الله عليه وسلم واصل يوما ) أي صوم النهار بالليل بمعنى ما أفطر ( فواصل بعض أصحابه معه ثم واصل الرسول عليه السلام اليوم الثاني وهكذا الثالث وبعض الصحابة مستمرون على المواصلة فنهاهم الرسول عليه السلام وقال لهم إياكم والوصال قالوا يا رسول الله إنك لتواصل قال إني لست مثلكم ) أو قال ( لست كأحدكم إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني ) هذا نص صريح بأن المواصلة في الصيام حكم خاص بالرسول عليه الصلاة والسلام فلا يجوز لغيره أن يواصل بعد نهي أمته نهيا عاما عن ذلك .
9 - هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يواصل الصيام ؟ وهل تكون سنة لمن يستطيع أن يواصل في صيامه أم أنه خاص به ؟ أستمع حفظ
ما صحة حديث ( من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ) ؟ وهل هناك حديث آخر بمعناه ؟
أولا عن عبد الله بن أبي أوفى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ) إلى آخره .
الحديث ضعيف .
ولكن هل هناك حديث صحيح بمعناه ؟
الجواب لا
10 - ما صحة حديث ( من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ) ؟ وهل هناك حديث آخر بمعناه ؟ أستمع حفظ
لقد علمنا أهمية صلاة الجماعة ووجوبها بالنسبة للرجال في المساجد والتحذير من مخالفة ذلك فهل هناك إثم على النساء إذا اجتمعن ولم يصلين جماعة ؟
لقد علمنا أهمية صلاة الجماعة ووجوبها بالنسبة للرجال في المساجد والتحذير من مخالفة ذلك فهل هناك إثم على النساء إذا اجتمعن ولم يصلين جماعة ؟
الجواب : لا إثم ولكن فيه إضاعة الأجر والفضل في الاجتماع
11 - لقد علمنا أهمية صلاة الجماعة ووجوبها بالنسبة للرجال في المساجد والتحذير من مخالفة ذلك فهل هناك إثم على النساء إذا اجتمعن ولم يصلين جماعة ؟ أستمع حفظ
هل صحيح ما تقول الحنفية والشافعية " أن المؤتم يسجد لسهو الإمام ولا يسجد لسهو نفسه " ؟
الجواب : نعم هو صحيح لا يسجد المقتدي لسهوه في نفسه لأن الإمام ضامن فهو يتحمل ما قد يسهو عنه المقتدي خلفه فلا ينبغي للمقتدي إذا سلم الإمام أن يسجد لسهو وقع منه في صلاته وراء الإمام
12 - هل صحيح ما تقول الحنفية والشافعية " أن المؤتم يسجد لسهو الإمام ولا يسجد لسهو نفسه " ؟ أستمع حفظ
هل يجوز انتقال الإمام مأموما إذا جاء الإمام المخصص للمسجد أم هذا خاص بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندما أمّ أبو بكر الناس ؟
هل يجوز انتقال الإمام مأموما إذا جاء الإمام المخصص للمسجد أم هذا كان خاصا بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندما أمّ أبو بكر الناس ثم تراجع إلى الصف بعد حضور الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؟
الجواب : ليس هناك ما يدل على خصوصية هذا الأمر بالرسول عليه الصلاة والسلام فالذي ينبغي أن يراعى فقط أن الإمام الثاني لا يكون هو الأحق بالإمامة بمعنى إنه للمسجد مثلا إمام راتب فتأخر هذا الإمام فقدموا رجلا آخر وبينما هو يصلي جاء الإمام الأصيل فهو الأحق بهذه الإمامة فيجوز للإمام الثاني الذي ناب عن الإمام الأول أن يتأخر وذلك اعتراف منه بإعطائه الحق لصاحبه .
السائلة : طيب إذا كان يصلي بالمتأخرين
الشيخ : مين هو
السائلة : الإمام الثاني ... الإمام الأول .
الشيخ : يسلم وبيكمل هذاك الصلاة ثم بيسلموا وهن على رأس الركعتين الأخريين وبيتمي ماشي في صلاته باعتبار ... .
13 - هل يجوز انتقال الإمام مأموما إذا جاء الإمام المخصص للمسجد أم هذا خاص بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندما أمّ أبو بكر الناس ؟ أستمع حفظ
ما هو معنى حديث ( إنما الأعمال بالنيات ). والتنبيه على أخطاء بعض من يستدل به في غير موضعه ؟
شرح الحديث مع بيان كيفية اقتران النية بالعمل ونلاحظ أن كثيرا من المسلمين اليوم يشوهون معنى الحديث من جانب يمكن نياتهم الطيبة وأعمالهم التي تنافي الشرع مصرحين إنما الأعمال بالنيات فما الجواب ؟
كأنه السائل يريد أن يسأل عن قضية فعلا يخطئ فيها كثير من المسلمين وذلك حينما يأتي أحدهم بعمل غير مشروع فإذا نبئ ونبه عن عمله هذا وأنه غير مشروع بادر بقوله يا أخي إنما الأعمال بالنيات أنا نيتي طيبة فهذا الاستدلال بالحديث في هذا المقام خطأ ولنضرب على هذا مثلا واضحا رجل مثلا يصلي في وقت الكراهة فبتنبه بتقول له يا أخي هلا الصلاة منهي عنها بيقول لك أنا نيتي طيبة ماني قاصد لا الصلاة سجود الشمس ولا لأي شيء آخر
مثال ثاني إنسان يصلي يأتي إلى قبر ويصلي عنده باسم التبرك بنبي أو ولي أو نحو ذلك فيقال له يا أخي ما بيجوز الصلاة عند القبر بيقول لك أنا نيتي طيبة أنا مو نيتي إني أعبد صاحب القبر أنا أصلي لله تعالى .
ومثلا ثالثا وأخيرا إنسان بيتشبه بالكفار بيضع القبعة على رأسه فينكر عليه ذلك هذا التشبه بالكفار بيقول لك يا أخي ( إنما الأعمال بالنيات ) أنا ماني قاصد التشبه بالكفار لكن شو قاصد بيقول لك مثلا منشان ضربة الشمس أو الشمس بتضرني أو ما نحو ذلك من التعليلات وقد يحتج بعضهم لبالغ جهله بحديث يحرّفه بسبب جهله بالحديث فيحتج ويقول العبرة بما في القلب والله عز وجل يقول والرسول عليه السلام يقول ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم ) فيحتج بكلمة القلب وبيقول وأنا قلبي طيب إذا شفته لابس برنيطة مو معناه إنه أنا بحب الكفار لا إذا شفتني إنه أنا عم أصلي عند القبر مو معناته إنه أنا أعظم صاحب القبر إذا إذا إلى آخره .
والرد على هذا بالنسبة للحديث الآخر وبالنسبة للحديث المسؤول عنه وهو ( إنما الأعمال بالنيات ) ما يأتي الحديث ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ) له تتمة إذا استحضرنا هذه التتمة بيّنا خطأ المستدل بالحديث فالتتمة ولكن ينظر إلى قلوبكم عطف على ذلك وقال ( وأعمالكم ) ليس ينظر فقط إلى القلوب بل وإلى الأعمال ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) .
فإذن الأعمال يجب أن تكون طاهرة كالقلوب فلا يشفع لتصليح هذه الأعمال الفاسدة صلاح القلب فلابد من صلاح الأمرين القلب والعمل ولذلك قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المشهور ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) نرجع إلى الحديث ( إنما الأعمال بالنيات ) فمعنى الحديث إنما الأعمال الصالحة بالنيات الصالحة هذا معنى الحديث ليس معنى إنما الأعمال يعني أي عمل كان ولو كان فاسدا ولو كان منهيا عنه فإذا كان هذا العمل منهيا عنه وكانت النية الصالحة انقلب العمل السيء إلى عمل صالح لا وإنما الحقيقة أن هذا الحديث هو كالتفسير أو كالتأييد لقول الله تبارك وتعالى (( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) قال علماء التفسير في هذه الآية دليل أن العمل لا يقبل إلا إذا توفر فيه شرطان
الأول بيكون صالحا والصالح لا يكون إلا موافقا للسنة كما ذكرنا مرارا وتكرارا .
والآخر أن يكون خالصا لوجه الله فالعمل المقبول يتوفر فيه شرطان الشرط الأول يكون موافقا للسنة والشرط الثاني أن يكون خالصا لوجه الله تبارك وتعالى هذا الحديث ( إنما الأعمال بالنيات ) هو دعم لهذه الآية ومعناه باختصار إنما الأعمال الصالحة للنيات الصالحة فإذا اختل أحد الشرطين لم يكن عملا صالحا إنما الأعمال الصالحة بالنيات الصالحة فإذا كانت النية غير صالحة فسد العمل وبالعكس إذا كانت النية صالحة لكن العمل ليس صالحا أي ليس موافقا للكتاب والسنة فليس مقبولا عند الله تبارك وتعالى فلا يجوز إذن الاحتجاج بقوله عليه السلام إنما الأعمال الصالحة في سبيل إصلاح العمل الفاسد بدعوى إنه النية صالحة فالعمل الفاسد لا يصبح أبدا صالحا لمجرد أن النية صالحة فلابد من صلاح النية وصلاح العمل وهذا هو المقصود لحديث ( إنما الأعمال بالنيات ) والدليل على ذلك كمان بالحديث ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ) الهجرة المقصود هنا السفر إلى الرسول للجهاد في سبيل الله كأنه يقول فمن كان جهاده في سبيل الله فهو كذلك فالجهاد عمل صالح لذلك قال ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ) هي فساد النية ( فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) فإذن الحديث دل على ضرورة توفر الشرطين العمل الصالح كالهجرة في سبيل الله والنية الصالحة التي هي الإخلاص لله فلا يقصد دنيا بهجرته ولا بعلمه ولا بقراءته ولا بأي شيء إنما يبتغي وراء ذلك رضا الله تبارك وتعالى فإذن ( إنما الأعمال بالنيات ) أي إنما الأعمال الصالحة تكون مقبولة عند الله بالنيات الصالحة .
وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .