تحت باب اللباس.
تتمة للحديث السابق ( وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما أنها أخرجت جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مكفوفة الجيب والكمين والفرجين بالديباج. رواه أبو داود، وأصله في مسلم، وزاد: كانت عند عائشة رضي الله عنها حتى قبضت، فقبضتها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها، فنحن نغسلها للمرضى، نستشفى بها. وزاد البخاري في الأدب المفرد: وكان يلبسها للوفد والجمعة ).
الشاهد من هذا الحديث المناسب للباب أن جبة الرسول عليه الصلاة والسلام كانت مكفوفة الجيب والكمين والفرجين بالديباج، فدل هذا على أنه يجوز أن يكف مثل هذه الأشياء وأن تخاط بالديباج، وقاس شيخ الإسلام رحمه الله على هذه المسألة قاس عليها مسألة الذهب وقال : إن الذهب والحرير بابهما واحد، وأن العباءة التي تجعل بالزر الذي يكون من الذهب لا بأس بها، لأنها تابعة وليست مستقلة، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يجوز الذهب ولو كان يسيرًا تابعًا وقال : إن الأصل بقاء الأحاديث على عمومها خرج ما كان موضع أصبعين أو ثلاث أو أربع من الحرير بالنص، فبقي الذهب آه على حاله محرمًا نعم، قال : " كتاب الجنائز ".
الطالب : الفوائد .
الشيخ : الفوائد نعم الفوائد .
2 - تتمة للحديث السابق ( وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما أنها أخرجت جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مكفوفة الجيب والكمين والفرجين بالديباج. رواه أبو داود، وأصله في مسلم، وزاد: كانت عند عائشة رضي الله عنها حتى قبضت، فقبضتها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها، فنحن نغسلها للمرضى، نستشفى بها. وزاد البخاري في الأدب المفرد: وكان يلبسها للوفد والجمعة ). أستمع حفظ
فوائد حديث :( أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما أنها أخرجت جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مكفوفة الجيب ... ).
ومن فوائد الحديث أيضًا : جواز الاستشفاء والتبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن فوائد الحديث : أن آثار الرسول عليه الصلاة والسلام قد تكون سببًا للشفاء، كما كان عند أم سلمة جلجل من فضة وفيها شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم يستشفى بها.
ومن فوائد الحديث : أنه ينبغي للإنسان أن يتجمل للوفد وأن يتجمل للجمعة لقولها : ( وكان يلبسها للوفد والجمعة ) وعلى هذا فلا يلام الإنسان إذا جاءه ضيف وذهب إلى بيته دخل بيته ولبس ثيابًا جميلة لا يلام على ذلك، بل إنه يحمد على ذلك لأن هذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم، أما أن تأتي إلى ضيوفك وأنت حاسر عن رأسك فاتح عن صدرك مشمر لأكمامك نعم فهذا لا ينبغي، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتجمل للوفد وهو من مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، وكذلك الجمعة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلبس فيه أحسن ثيابه ومنها أنه كان يلبس هذه الجبة التي فيها الحرير .
3 - فوائد حديث :( أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما أنها أخرجت جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مكفوفة الجيب ... ). أستمع حفظ
سؤال عن حكم تتبع الأماكن التي كان يردها النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : لا هذه أماكن هذه .
السائل : أماكن .
الشيخ : أي هذه أماكن، لكن الآثار التي باشرت جلده وصار فيها من عرقه او ريحه أو ما أشبه ذلك .
ما حكم ما يوضع في الساعات من الذهب ونحوه ؟
الشيخ : هذا بالنسبة للمرأة لا بأس به، وبالنسبة للرجل الصحيح أنه حرام، لأن هذا من اللباس لباس الذهب حرام على الرجل، وأما ما يوضع في الأقلام وشبهها ففيه خلاف بين العلماء، فمنهم من أجازه وقال: إن الرسول إنما نهى عن شرب الذهب عن الشرب والأكل بآنية الذهب والفضة ولم ينه عن الاستعمال مطلقًا، وهذا ليس من باب اللبس أما اللبس فهو حرام .
السائل : الماس يقاس عليه ؟
الشيخ : ها ؟
ما حكم الألماس ؟
الشيخ : لا الماس حلال ليس ذهبًا .
السائل : ... .
الشيخ : ما فيه الآن شيء للرسول لا فيه ثياب ولا شيء .
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم نعم ها ؟
ما حكم لبس الثوب المعصفر ؟
الشيخ : المعصفر إذا كان الثوب كله معصفر، أما إذا كان بعضه ما يقال إنه معصفر .
السائل : ... .
الشيخ : إي ما يخالف ما هو بمعصفر الآن هذا فيه لون معصفر ولون غير معصفر .
السائل : الجاهل ... .
الشيخ : أي نعم .
كتاب الجنائز.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثروا ذكر هادم اللذات : الموت ) . رواه الترمذي والنسائي ، وصححه ابن حبان .
أكثروا ذكره في نفوسكم أو فيما بينكم ؟ يشمل هذا وهذا.
وقوله : هاذم وهادم لغتان، فـهاذم بمعنى قاطع، وهادم من الهدم الذي هو هدم البنيان.
وقوله - يرحمك الله - : ( هاذم اللذات ) يعني: الذي يهذمها ويقطعها، والمراد باللذات لذائذ الدنيا وإلا فإن الموت بالنسبة للإنسان المؤمن ابتداء لذة لا تشبه لذات الدنيا، لكن لذات الدنيا تنقطع بالموت، وإنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكره لأن ذلك يلين القلوب ويزهدها في الدنيا ويذكرها الحال التي لا بد من عبورها، فكما قال كعب بن زهير :
" كل ابن أنثى وإن طالت سلامته *** يومًا على آلة حدباء محمول "
هذه الحقيقة الواقع يجب على الإنسان أن يتذكرها لا لأجل أن يبكي أو لأجل أن يقول : سأفارق أهلي وبلدي وإخواني وأصحابي، لكن يكثر من ذكرها لأجل الاعتبار والاتعاظ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( زوروا القبور فإنها تذكر الآخرة ) وإذا أكثر الإنسان من ذكر الشيء فإنه لا بد أن يستعد له، والاستعداد للموت يكون بالإيمان والعمل الصالح، ولهذا لا ينفع الإنسان أن يقوم فيذكر الناس بالموت وأنهم سوف ينتقلون من دارهم إلى القبور وما أشبه ذلك حتى يقرن هذا بالحث على العمل الصالح واغتنام الوقت .
9 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثروا ذكر هادم اللذات : الموت ) . رواه الترمذي والنسائي ، وصححه ابن حبان . أستمع حفظ
فوائد حديث ( أكثروا ذكر هادم اللذات ... ).
ويستفاد من ذلك : أنه ينبغي للإنسان أن يكثر من ذكر هاذم اللذات سواء يذكر بذلك نفسه أو يذكر بذلك غيره.
ومن فوائد الحديث : أن الموت يقطع كل لذة، فإن كان الإنسان مؤمنًا انقطعت لذته من الدنيا إلى لذة خير منها، وإن كان كافرًا انقطعت لذته من الدنيا إلى حال لا لذة فيها إطلاقًا وإنما فيها الشقاء والبلاء، ولهذا ورد في الحديث الصحيح ( أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) فالدنيا للمؤمن سجن لأنه ينتظر ما وراءها من النعيم المقيم، فهو بالنسبة لما ينتظره كأنه في السجن، وأما الكافر فإن الدنيا جنته لأنه مهما وجد في الدنيا من بؤس فإنه بالنسبة لعذاب القبر وعذاب النار يعتبر جنة، وقد ذكرت لكم ما أثر عن ابن حجر العسقلاني رحمه الله وكان قاضي القضاة في مصر، وكان إذا حضر إلى مجلس القضاء يحضر على عربة تجرها البغال وفي موكب، فمر ذات يوم بيهودي دهان زيات ثيابه ملوثة وتعبان فأوقف هذا الموكب اليهودي وقال لابن حجر : إن نبيكم يقول : ( إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) والآن أنت مؤمن وأنت على ما أنت عليه من النعيم والاحترام والتعظيم وهو أي : هذا اليهودي يعتبر في عيش ضيق معيشة ضنك وتعبان، فقال له ابن حجر : ما أنا فيه من النعيم بالنسبة لنعيم الآخرة يعتبر سجنًا، وما أنت عليه من البؤس يعتبر بالنسبة لعذاب الآخرة جنة فاتعظ اليهودي وقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، الله أكبر الله أكبر .
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، فإن كان لا بد متمنياً فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي ، وتوفني ما كانت الوفاء خيراً لي ) . متفق عليه .
قوله : ( لا يتمنين ) التمني هو طلب الشيء طلب الشيء الذي يستبعد حصوله أو يتعذر حصوله، والفرق بين التمني والرجاء أن الرجاء فيما هو قريب الحصول، والتمني فيما هو بعيد الحصول.
وفي قوله : ( لا يتمنين ) إشكال حيث كانت لا ناهية ونصبت الفعل المضارع، والمعروف أن لا الناهية تجزم الفعل المضارع، وليجب عن هذا الإشكال فهد .
الطالب : ... .
الشيخ :يبنى على الفتحة، إذًا فالفتحة هنا فتحة بناء لا إعراب ها متأكد إيش تقولون يا إخوان ؟
الطالب : صحيح .
الشيخ : بناء لا إعراب أنت الآن تقول يبنى على الفتح فالفتحة إذًا فتحة بناء لا إعراب.
وقوله : ( لا يتمنين أحدكم الموت ) يعني لا يقول : اللهم أمتني لا بقلبه ولا بلسانه نعم.
وقوله : ( لضر ) اللام للتعليل للتعليل أي : من أجل ضر نزل به، سواء كان هذا الضر في بدنه أو في أهله أو في ماله أو في مجتمعه أو في دينه أو في دنياه -حطوا بالكم- كل العمومات هذه لأنه قال : ( لضر نزل به ) مثال الضر في بدنه : أن يصاب بمرض مرض شديد سواء كان المرض بدنيًّا أو فكريًّا أو نفسيًّا، أصيب بمرض فتمنى أنه يموت من أجل هذا الضر الذي نزل به، بماله مثل إيش ؟ آه أصيب بجوائح نزول أسعار تلف وما أشبه ذلك، في أهله : بموت أو أمراض عقلية أو نفسية أو جسمية في مجتمعه: آه نكسات في المجتمع معاصي فسوق وما أشبه ذلك، ويش بعد ؟ في دينه في دينه : مثل أن يجد من نفسه إعراضًا عن دين الله وتكاسلًا في الخير وما أشبه ذلك، في دنياه واضح، المهم أن الحديث عام ( لضر نزل به فإن كان لا بد متمنيًا ) شوف فإن كان لا بد هذا يدل على أنها حالة غير مرغوب فيها، ولكن إن كان ولا بد فليقل : ( اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي ) اللهم يا الله أصلها يا الله، ولكنها حذفت منها ياء النداء وعوضت عنها الميم، حذفت ياء النداء تبركًا بالبداءة باسم الله عز وجل، وعوض عنها الميم وجعلت في الآخر لأنها أي : الميم تدل على الضم وهو الجمع، وكأن الإنسان جمع قلبه على ربه اللهم طيب ( أحيني ) فعل دعاء ولا أمر ؟ دعاء ما هو فعل أمر لأنك لا يمكن أن تأمر الله عز وجل.
وقوله : ( ما كانت الحياة خيرًا لي ) ما هذه مصدرية ظرفية مصدرية ظرفية كيف مصدرة ظرفية إيش هذا ؟ اسم جديد ولا غير جديد ؟ ها جديد مر علينا في كان وأخواتها، مصدرية لأنها تؤول بمصدر، ظرفية لأنه يقدر قبلها ظرف، ( فما كانت ) الحياة أي مدة كون الحياة ما كانت الحياة أي : مدة كون الحياة خيرًا لي.
( وتوفني ما كانت الوفاة خيرًا لي ) مثلها أقول في توفني كما قلنا في أحيتني في أحيني، وما كانت الوفاة كما قلنا في ما كانت الحياة، وإنما يقول الإنسان ذلك لأنه لا يعلم هل الخير في البقاء أم في الموت فيقول : ( أحيني ما كانت الحياة خيراً لي ، وتوفني ما كانت الوفاء خيراً لي ) وأكثر الناس يظنون أن الحياة خير للإنسان وليس الأمر كذلك، بل قد تكون الحياة شرًّا للإنسان، قال الله تعالى : (( ولا يحسبنَّ الَّذين كفروا أنَّما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنَّما نملي لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذابٌ مهينٌ ))... وقال تعالى : (( فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملي لهم إنَّ كيدي متين )) .
الطالب : ... .
الشيخ : طيب انتبه الآن أقول : ولهذا كره بعض العلماء أن يدعى للإنسان بطول البقاء، يعني ما تقول : أطال الله بقاءك أو أطال الله عمرك إلا إذا قيدته فقلت مثلًا على طاعة الله، لأنك لا تعلم إذا طال عمره هل يكون ذلك خيرًا له أو شرًّا له، وأنا أقول : إن الإنسان قد يدرك أنه في أول شبابه خير منه اليوم ولا لا كثير من الناس الآن يدركون أنهم في أول شبابهم خير منهم اليوم، حتى الصحابة رضي الله عنهم كان بعضهم حينما فتحت الدنيا خاف على نفسه وأقر بأنه في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام خير منه اليوم، فالإنسان لا يدري والحي لا يأمن الفتنة ولهذا ينبغي لك إذا دعوت الله بطول العمر لك أو لغيرك أن تقيده بماذا ؟ بأن يكون على طاعة الله عز وجل نسأل الله أن يطيل أعمارنا وأعماركم على طاعته نعم.
في هذا الحديث الآن نهى الرسول عليه الصلاة والسلام أن يتمنى الإنسان الموت لضر نزل به، وإنما نهى عن ذلك لأن هذا يدل على عدم الصبر على عدم الصبر والواجب على الإنسان أن يصبر وينتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى فقد قال تعالى : (( فإنَّ مع العسر يسرًا * إنَّ مع العسر يسرًا )) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا ) نعم يقال : إن الحجاج قال لشخص من الناس اختلف معه في كلمة فُعْلة هل تأتي في اللغة العربية ولا لا ؟ فذهب هذا الرجل إلى البوادي والأعراب يسأل هل تأتي فعلة على هذا أم لا ؟ وتعرفون الحجاج لو ما جاء بها ربما يقتله فقيل له هذا البيت :
" ربما تكره النفوس من الأمـر *** له فرجة كحل العقال "
ثم إنه لما أنشد هذا البيت جاء الخبر بأن الحجاج قد مات نعم فانطبق هذا البيت تمامًا على الحالة الواقعة، أقول : إن الإنسان يجب عليه أن ينتظر الفرج من الله عز وجل وانتظار الفرج مع الصبر عبادة يستفاد من هذا الحديث .
الطالب : شيخ .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : لو لاحظنا هذا المعنى كان يمكن ... .
الشيخ : نعم نعم .
الطالب : ... .
11 - وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، فإن كان لا بد متمنياً فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي ، وتوفني ما كانت الوفاء خيراً لي ) . متفق عليه . أستمع حفظ
سؤال عن الحكمة من إطالة عمر الكافر ؟
فوائد حديث ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ... ).
ويستفاد منه وانتبهوا لهذه الفائدة: جواز تمني الموت لغير الضر، نعم كيف ؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قيد قال : ( لضر نزل به ) آه نقول : هذا قيد أغلبي هذا قيد أغلبي، قال أهل الأصول : القيد الأغلب لا مفهوم له، القيد الأغلبي ما له مفهوم، فهمتم؟ وضربوا لذلك أمثلة منها : (( وربائبكم اللاتي في حجوركم من نساءكم اللاتي دخلتم بهنَّ )) من الربائب ؟ بنات الزوجات لكن قال : (( اللاتي في حجوركم )) يعني عندكم في بيوتكم من (( نساءكم اللاتي دخلتم بهنَّ )) لو أخذنا بظاهر هذا القيد لكانت الربيبة التي ليست في بيت زوج أمها آه حلالًا، والصحيح أن الأمر ليس كذلك بدليل أن الله عز وجل ذكر مفهوم القيد الثاني دون الأول، حيث قال : (( فإن لم تكونوا دخلتم بهنَّ فلا جناح عليكم )) عرفتم؟ إذًا فالقيد هذا أغلبي لا مفهوم له، ومثلوا لذلك أيضًا بقوله تبارك وتعالى : (( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصُّنًا )) طيب فإن أردن غير التحصن مثل أن قالت : لا أريد البغاء لأن هذا الرجل الذي جبتولي رجل ذميم كريه المنظر ما أبيه شوفوا لي رجل جميل وتقول : أهلًا وسهلًا هذه أرادت التحصن ولا لا ؟ أبت البغاء لماذا ؟ لقبح الرجل لا للتحصن فهل نقول : إذا إذا أبت البغاء لقبح الرجل يجبرها ؟ لا الله يقول : (( إن أردن تحصُّنا )) يقول : لأن هذا القيد أغلبي إذًا قول النبي صلى الله عليه وسلم هنا : ( لضر نزل به ) آه بناء على الأغلب، لأن الإنسان اللي ما جاه ضرر ما أحد يتمنى الموت ولا لا ؟ طيب إذًا.
ويستفاد من هذا الحديث : وجوب الصبر يستفاد من هذا الحديث : وجوب الصبر على الأضرار النازلة بالإنسان، نعم منين نأخذه ؟ من النهي عن تمني الموت لأجل الضرر معناها اصبر.
ويستفاد من هذا الحديث : أن الإنسان إذا كان لا بد متمنيًا وهي حالة نادرة فليقل ما ذكر: ( اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي ).
ويستفاد منه : أن الإنسان لا يعلم الغيب، من أين تؤخذ ؟ من التفويض : ( اللهم أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي ) لأنني ما أعلم.
ويستفاد منه : ثبوت علم الله عز وجل بالمستقبل أو لا ؟ نعم ( ما علمت الحياة ) و( ما علمت الوفاة خيرًا لي ) أو ما كانت نعم ها ما كانت نعم ما يضر لأن مين اللي يعلم أنها تكون خيرًا أو شرًّا.
ويستفاد منه : أن الموت قد يكون خيرًا للإنسان كما أن الحياة قد تكون خيرًا له لقوله : ( ما كانت الوفاة خيرًا لي ) وهذا لا شك أن الوفاة قد تكون خيرًا للإنسان، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الرجل يأتي في آخر الزمان إلى القبر فيقول : يا ليتني مكان صاحب هذا القبر لما يرى من الفتن العظيمة التي قد تحول بينه وبين السعادة الأبدية، فإن قلت : ما الجواب أو ما الجمع بين هذا الحديث وبين قول مريم عليها الصلاة والسلام أو نقول : مريم رضي الله عنها ؟ الأخير مريم رضي الله عنها قالت : (( يا ليتني متُّ قبل هذا وكنت نسيًا مَّنسيًا )) وكذلك ما جاء في الحديث : ( إن أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون ) نعم وكذلك ما جاء عن يوسف : (( أنت ولي وفي الدُّنيا والآخرة توفَّنى مسلمًا وألحقنى بالصَّالحين )) هذه ثلاثة نصوص ويمكن نصوص أخرى كيف نجمع بينها وبين هذا الحديث ؟ هذا يقول : يا ليتني مت قبل هذا وهذا يقول : اقبضني إليك غير مفتون ويوسف يقول ها : توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين قلنا الجواب: أما قول مريم : (( يا ليتني متُّ قبل هذا وكنت نسيًا مَّنسيًا )) وكذلك قوله : ( اقبضني إليك غير مفتون ) فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن تمني الموت إذا كان لضرر ديني خوف الفتنة فإنه لا بأس به فإنه لا بأس به، وحمل هذا الحديث الذي معنا على الضرر غير الديني على الضرر غير الديني، وهذا الجمع قد يكون مقبولًا ولكننا نقول : إن هناك جمعًا أيسر منه وأبقى لعموم هذا الحديث الذي معنا وهو أن يقال : إن مريم رضي الله عنها لم تتمن الموت وإنما تمنت أنها ماتت ولم تحصل هذه الفتنة، فهي ما تمنت أنها ماتت فقط تمنت أنها لم تحصل عليها هذه الفتنة حتى ماتت، وأظن أن هناك فرقًا بين الأمرين نعم بين أن يتمنى الإنسان أنه لم يحصل هذا الشيء حتى مات وبين أن يتمنى الموت متقدمً، فالمعنى أنها تقول : (( يا ليتني متُّ قبل هذا )) أي : يا ليتني لم يصبني ذلك حتى الموت وكذلك قوله : ( اقبضني إليك غير مفتون ) ما فيها تعجل الموت فيها أن الله يقبضه على حال وهو غير مفتون، ولهذا ( غير )منصوب على الحال ( اقبضني إليك غير مفتون ) ما هو بيقول : أسرع بقبضي وإهلاكي وموتي لكن يقول : اقبضني على حال أكون فيها غير مفتون حتى لو حضرت الفتنة وحضور الفتنة مع الثبات أبلغ أجرًا من الموت قبل الفتنة طيب، كذلك أيضًا قول يوسف عليه الصلاة والسلام : (( توفني مسلمًا وألحقنى بالصًّالحين )) هل هو طلب من الله أن يتوفاه ؟ ها وإنما طلب أن يتوفاه على الإسلام بهذا القيد، وكذلك أيضًا قول أولو الألباب : ((وتوفَّنا مع الأبرار )) ليس طلبا للوفاة ولكنه طلب لوفاة مقيدة وبهذا تلتئم النصوص ولا يناقض بعضها بعضًا، والإنسان في الحقيقة حتى في الأضرار الدينية وفي الفتن لا يتمنى الموت إن كان لابد متمنيًا وخاف على نفسه من الفتنة الدينية لقوة الدافع ففي هذه الحال يقول : ( اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي وتوفني ما كانت الوفاة خيرً لي ) طيب إذًا هذا هو الجمع نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : آه .
الطالب : أقول الثلاثة أحاديث كلها توافق .
الشيخ : ما في معارضة .
الطالب : ما في معارضة .
الشيخ : ما في معارضة .
الطالب : قبل حصول هذا الأمر .
الشيخ : نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : كيف ؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم .
الطالب : إذا تمنى الموت قبل حصوله .
الشيخ : أي نعم .
الطالب : فهذا من باب أولى .
سؤال عن ضابط تمني الموت ؟
السائل : شيخ ما يدخل هذا في ... .
الشيخ : ها .
هل هذا الحديث على عمومه ( ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ... ) ؟
الشيخ : ما فيه استثناء أصل الحديث هذا الحديث هذا على عمومه نحن لا نرى أن فيه استثناء نقول هذا الحديث على عمومه نعم .
السائل : جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن عبدًا من عباد الله ) .
هل في حديث ( إن عبدا من عباد الله خيره الله تعالى بين أن يعيش في الدنيا ما شاء الله أن يعيش وبين ما عند الله فاختار ماعنده ) تمني الموت ؟
السائل : ... .
16 - هل في حديث ( إن عبدا من عباد الله خيره الله تعالى بين أن يعيش في الدنيا ما شاء الله أن يعيش وبين ما عند الله فاختار ماعنده ) تمني الموت ؟ أستمع حفظ
ما هي أنوع الإسلام ؟
الشيخ : أصله بارك الله فيك الإسلام نوعان: إسلام خاص وهذا ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، وإسلام عام وهو الاستسلام لله ظاهرًا وباطنًا في كل ملة، ألم تسمع إلى قول ملكة اليمن : (( رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين )) وكذلك أيضًا قول يعقوب لبنيه : (( يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) فكل من استسلم لله في أي شريعة من الشرائع فهو مسلم نعم ؟
السائل : صح عن عمر يا شيخ أنه ... .
ما رأيكم في تمني بعض الصالحين الموت ؟
السائل : يا شيخ ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : ... كيف إذا أصاب الإنسان ضرر في دينه نقول لا ... .
الشيخ : لا .
هل إذا أصابته فتنة دينية يدعو بهذا الدعاء الذي في الحديث ؟
الشيخ : لا .
الشيخ : لا لا نقول ادع بهذا الدعاء إذا أصابته فتنة دينية يدعو بهذا الدعاء .
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم لأن الرسول قال : ( إن كان متمنيًا ) إن كان متمنيًا، ولهذا لا شك أن الله إذا أعان الإنسان وصبر على الفتن فهو أكمل، لأن بقاءه قد يكون خيرًا لغيره قد يكون سببًا في كشف هذه الشبهات وهذه الفتن في الدعاء عن الإسلام .
هل تمني الشهادة من باب تمني الموت ؟
الشيخ : مثل ما هو من باب تمني الموت، تمني الشهادة معناه أن يموت الشهادة، مثل توفني مسلمًا ومثل ( فاقبضني إليك غير مفتون ) .
سؤال عن تمني مريم الموت كما في قوله تعالى (( يا ليتني مت قبل هذا ... )) ؟
الشيخ : أبدًا أصلًا ما فيه معارضة يا أخي، لأنه معروف عندنا القاعدة أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه، فهنا نقول : هل ورد شرعنا بخلاف ما كانت عليه مريم أو بخلاف شريعة مريم ؟ نقول لا كما ورد، والمهم يا إخواننا الآن المهم أن الإنسان لا يتمنى الموت لضر نزل به، فماذا يصنع بهذا الضرر؟ يقابله بالصبر والاحتساب والمدافعة بغير ما يمكن، فإن كان لا بد متمنيًا بأن خاف على نفسه من عدم الصبر أو ما أشبه ذلك فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي .
لو تمنى الإنسان أن يموت قبل أن يفتن فهل هذا ينافي الصبر ؟
الشيخ : أي لا ما في شيء هذا ما ينافي الصبر يعني معناه أنه يتمنى أنه مات قبل أن يفتن هذا صحيح نعم أي نعم .
سؤال عن آية مريم (( يا ليتني مت قبل هذا ... )) ؟
وعن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( المؤمن يموت بعرق الجبين ) . رواه الثلاثة ، وصححه ابن حبان .
قال عليه الصلاة والسلام : ( المؤمن يموت ) ( المؤمن ) : مبتدأ وجملة ( يموت ) خبره، وقوله : ( بعرق الجبين ) الباء هذه للملابسة والمصاحبة أي : يموت وجبينه إيش ؟ يموت وجبينه في عرق إيش معنى هذا ؟ قيل : معناه إن المؤمن يشدد عليه النزع حتى يعرق جبينه، وقيل : معناه إن المؤمن يعمل ويكدح ويتطوع لله عز وجل حتى يأتيه الموت وهو لا يزال في عناء العمل ومشقته، فهذان قولان والحديث يحتملهما وهما وهما لا يتعارضان، وقد بينا مرارًا أن النص إذا كان يحتمل المعنيين ولا معارضة بينهما آه فإنه يحمل عليهما، فإن تعارضا طلب المرجح، وعلى هذا فنقول : إن معنى الحديث إن الحديث له معنيان أقول : إن الحديث له معنيان وربما يكون له معنى ثالث أيضًا وهو أن المؤمن يموت وهو في حياء وخجل من الله عز وجل، والعادة أن الإنسان إذا صار عنده خجل وحياء نعم يعرق يعرق جبينه، والكافر والعياذ بالله قلبه قاسي لا عنده خجل ولا حياء من الله سبحانه وتعالى والله أعلم قال : والله فلان عنده ملايين الدراهم وسيارات وقصور وأولاد وأنا ما عنديش اللهم توفني .
24 - وعن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( المؤمن يموت بعرق الجبين ) . رواه الثلاثة ، وصححه ابن حبان . أستمع حفظ
وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) . رواه مسلم والأربعة .
" وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) رواه مسلم والأربعة ".
قوله عليه الصلاة والسلام : ( لقنوا موتاكم ) معنى التلقين : أن الإنسان يقول الشيء ليتبعه غيره كما يلقن المدرس الطفل الصغير القراءة مثلًا يقول أو يقرأ ثم ذاك يتبعه، فالمعنى قولوا : ( لا إله إلا الله ) من أجل أن يتبعوكم ويتلقنوا.
وقوله : ( موتاكم ) كلمة ( موتاكم ) يراد بها هنا : الذين هم في سياق الموت، فهو باعتبار باعتبار ما سيكون، والوصف قد يطلق على ما يتلوه إذا كان عاقبًا له مثل : (( فإذا قرأت القرآن )) إذا قرأت القرآن هل المعنى إذا أنهيت قراءته أو إذا أردت أن تقرأ بحيث تكون القراءة تالية لهذا ؟ هذا هو المراد فالوصف قد يوصف به من لم يتلبس به إذا كان قريبًا من ذلك، والموت يطلق على من أخذه سبب الموت كما في الحديث الذي نتلوه كل وقت ( أعوذ بك من فتنة المحيا والممات )
وقوله : ( لا إله إلا الله ) هذه الجملة هي كلمة التوحيد وما معنى ( لا إله إلا الله ) أي : لا معبود حق يستحق أن يعبد إلا الله عز وجل، وليس معناها أنه لا توجد آلهة سوى الله لأن هناك آلهة كثيرة تعبد من دون الله سماها الله تعالى آلهة فقال : (( فلا تدع مع الله إلاهًا آخر )) وقال : (( فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء )) وعلى هذا يتبين لنا أن النفي الموجود في لا إله إلا الله أو النفي الموجود في قول الرسل لقومهم : (( ما لكم من إله غيره )) أن المراد من إله حق مستحق لذلك فإنه لا أحد يستحق هذا إلا الله عز وجل.
وقوله : ( لا إله إلا الله ) اختلف العلماء لماذا لم يقل : ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ؟ فقيل : لأن من أقر بالتوحيد فإنه مقر بالرسالة، لأن ألوهية الله عز وجل تقتضي لكمالها أن يكون محمد رسول الله، وقيل : بل المعنى لقنوهم لا إله إلا الله محمد رسول الله فحذف الثانية استغناء عنها بالأولى، ولكن ظاهر الحديث أنه لا حذف فيه وأن من شهد أن لا إله حق إلا الله فإن هذه الشهادة تتضمن الشهادة بأن محمدًا رسول الله، ولهذا في حديث أسامة الذي لحق بالرجل المشرك فلما أدركه قال الرجل إيش ؟ قال : لا إله إلا الله فقتله أسامة رضي الله عنه فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال له : ( قتلته بعد أن قال : لا إله إلا الله . قال : يا رسول الله إنما قالها تعوذًا ) ويش معنى تعوذًا ؟ يستعيذ بها من القتل وينجو بها من القتل فجعل الرسول عليه الصلاة والسلام يكررها : ( قتلته بعد أن قال : لا إله إلا الله ؟ ) حتى قال أسامة : ( تمنيت أني لم أكن أسلمت بعد ) نعم فهذا يدل على أن لا إله إلا الله إذا قالها الإنسان فهو مؤمن ثم يطالب بعد ذلك بلوازمها وقوله : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) عرفنا معنى التلقين وهذا الأمر ليس على سبيل الوجوب ولكنه على سبيل الاستحباب، إذ لم يعلم أن أحدًا من أهل العلم قال بوجوبه ثم إن قوله : ( موتاكم ) الضمير يعود على من ؟ على المسلمين فيكون التلقين لمن مات من المسلمين، وأما الكفار فإنهم يؤمرون أمرًا يقال لهم : قولوا كذا قولوا لا إله إلا الله قولوا لا إله إلا الله ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمه أبي طالب وقد حضرته الوفاة قال له : ( يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ) قال أهل العلم : والفرق بين المؤمن والكافر : أن المؤمن لو أنك أمرته أمرا فلربما اشمأز ونفر وكره ما قلت وربما يقول : فعلًا ما ني قايل هذا نسأل الله العافية، أما الكافر فإنك إذا أمرته فإن قال ذلك فقد ربح وإن لم يقل ذلك فهو خاسر من الأصل على كفره وقال بعض أهل العلم : بل يفرق بين الرجل الذي نرى أنه قد ضجر وضاق صدره عند نزول الموت به وهو مؤمن فهذا لا نقول : قل ولكننا نلقنه لا إله إلا الله لا إله إلا الله نقول عنده هكذا، أما إذا كان قد انشرح صدره لأن الناس يختلفون عند الموت واطمأن فهذا لا بأس أن نقول له : قل لا إله إلا الله أو اذكر الله أو ما أشبه ذلك لأنه ورد ( أن الرسول عليه الصلاة والسلام عاد رجلًا من الأنصار فقال له : قل لا إله إلا الله ) فعلى هذا القول يكون التلقين أو الأمر عائدا إلى حال الميت وإلى اجتهاد الحاضر فإذا لقنته لا إله إلا الله وقال لا إله إلا الله فاسكت ولا تكلمه بشيء لماذا ؟ حتى يكون آخر كلامه لا إله إلا الله فإن تكلم هو بشيء مثل قال : أعطوني ماء أو ما أشبه ذلك فإنك تعيد تلقينه فإذا لقنته ولم يقل : لا إله إلا الله فأعد التلقين مرة ثانية فإن ذكر الله فاسكت وإن لم يذكر الله فأعد التلقين مرة ثالثة فإن ذكر الله فذاك، وإن لم يذكر الله فقد قال العلماء : لا يعيد تلقينه بعد الثلاث لئلا يضجر لأنه في حالة لا يشعر بها إلا من أصابته، فلأجل ألا يضجر لا تعدها عليه ثلاث مرات وينبغي أن يقال في هذه الحال أنه ينظر إلى حال الميت وربما يكون عندما قلت له مرتين أو ثلاثا قد يكون في إغماء أو في شدة شديدة فإذا أعدت عليه تذكر، فالحاصل مثل هذه الأمور الإنسان الحكيم يعرف كيف يتصرف ولكل مقام مقال، أحيانًا ربما إننا نرى هذا المحتضر يتحرك حركات شديدة ويتنهد نهدات عظيمة وربما يتضجر ربما يقول : يا ويلاه وما أشبه ذلك من الأشياء فهذا لا بأس أن تقول له : اصبر احتسب انتظر الفرج من الله عز وجل وما أشبه ذلك، فالذي أرى في هذه المسألة أنها ترجع إلى ما تقتضيه الحال ويستعمل الإنسان الحكيم ما يراه أصلح .
25 - وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) . رواه مسلم والأربعة . أستمع حفظ
فوائد حديث : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ).
ويستفاد منه : أن هذا التلقين للموتى المسلمين لقوله : ( موتاكم ) أما غير المسلمين فيؤمرون كما عرفتم.
ويستفاد منه : فضيلة هذه الكلمة لا إله إلا الله بحيث يلقن بها الإنسان عند مفارقة الدنيا، وقد ورد في الحديث أن ( من كان آخر كلامه لا إله الله دخل الجنة ).
ويستفاد منه : أنه ينبغي أن يكون الناس متعاونين فيما بينهم على نفع بعضهم بعضا لأن هذه من مصلحة الميت وهي أيضًا من مصلحته فإن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ( لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ) وربما إذا رفقت بهذا المحتضر ربما ييسر الله لك من يرفق بك عند احتضارك، لأن هذه الحال ستمر بك فإذا رفقت بإخوانك المسلمين في مثل هذه الحال فقد ييسر الله لك إذا وصلت إلى هذه الحال .
وعن معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اقرءوا على موتاكم يس ) . رواه أبو داود والنسائي ، وصححه ابن حبان .
لكن عندنا تعليق عليه ونقل عن الدارقطني أنه قال : " هذا حديث مضطرب الإسناد ومجهول المتن ولا يصح " انتهى.
قوله : ( اقرءوا على موتاكم ) نقول في ( موتاكم ) هنا مثل ما قلنا في ( لقنوا موتاكم ) أي : المحتضر، وليس المراد : أن نقرأها عليه بعد الموت لأنه بعد الموت ما نقول : قرأت عليه نقول : قرأت عنده أما قرأت عليه فمعناه أنه يسمع، كما يقول المحدثون : قرأت على الشيخ نعم وكما يقول : قرأ علي سورة كذا وكذا المعنى قرأها وأنا أستمع إليه فقوله : ( اقرءوا على موتاكم ) أي : في حال وجودهم قبل أن يموتوا لكنهم في حال احتضار.
وقوله : ( يس ) يعني سورة يس ولا بس يس وحدها ؟ سورة يس لكن يس علم لها ويس من الحروف المقطعة في كتاب الله والحروف المقطعة في كتاب الله أصح ما قيل فيها ما قاله مجاهد : " من أنها حروف هجائية لا معنى لها " ووجه كون هذا هو القول الراجح : أن القرآن نزل بماذا ؟ بلسان عربي باللغة العربية ومثل هذه الحروف في اللغة العربية ليس لها معنى إذًا ما الفائدة منها ؟ ذكر بعض العلماء أن الفائدة منها : هو بيان أن هذا القرآن الذي أعجز العرب وغير العرب لم يأت بجديد من الحروف وإنما أتى بحروف كانوا يؤلفون منها كلامهم ومع ذلك يعجزون أن يؤلفوا من هذه الحروف ما يشبه كلام الله عز وجل قالوا : والدليل على هذا أنك لا تكاد تجد آية مبدوءة بهذه الحروف الهجائية إلا وبعدها ذكر القرآن (( ألم * ذلك الكتاب لا ريب فيه )) (( ألم * الله لا إله إلَّا هو الحيُّ القيُّوم * نزَّل عليك الكتاب )) وهكذا وهذا القول أصح ما قيل في ذلك، وأما من قال : إن يس اسم من أسماء الرسول عليه الصلاة والسلام واستدل لذلك بالخطاب الذي بعده (( يس * والقرءان الحكيم * إنَّك لمن المرسلين )) فإننا نقول له : إذًا من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم المص لأنه قال بعدها : (( كتابٌ أنزل إليك )) نعم وهذا لا يقوله أحد فطه ويس ليستا من أسماء الرسول عليه الصلاة والسلام وإن كان قد اشتهر حتى عند بعض العلماء أن طه من أسماء الرسول عليه الصلاة والسلام لكن هذا لا يصح وإنما طه ويس مثل : (( ن )) و(( ق )) و(( الر )) و(( الم )) و(( المص )) هذا الحديث عند من صححه يقولون : إن الفائدة هي أن قراءة يس على الميت تسهل خروج الروح نقله الإمام أحمد عن أشياخه وعن سلفه أنه إذا قرئت عليه هذه السورة صار ذلك سببًا لتسهيل خروج الروح عنه، لأن فيها ذكر الجنة والتشويق إليها مثل قوله : (( قيل ادخل الجنَّة قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين )) ومثل قوله : (( إنَّ أصحاب الجنَّة اليوم في شغلٍ فاكهون * هم وأزواجهم في ظلالٍ على الآرائك متكئون * لهم فيها فاكهةٌ ولهم ما يدعون )) وفيها أيضًا إثبات البعث وتقريره بأحسن تقرير نعم : (( أو لم ير الإنسان أنَّا خلقناه من نطفةٍ فإذا هو خصيمٌ مبينٌ * وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم )) قال الله تعالى : (( يحييها الذي أنشأها أول مرة إلى آخر السورة فإن فيها ثمانية أدلة عقلية كلها تدل على إمكان البعث نعم.
وعند من لم يصحح هذا الحديث يقول : إن قراءة سورة يس عند الميت على الميت بدعة لأنه إذا لم يثبت الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام فإنه لا يتعبد لله بشيء لم يشرعه نعم .
27 - وعن معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اقرءوا على موتاكم يس ) . رواه أبو داود والنسائي ، وصححه ابن حبان . أستمع حفظ
في الحديث المار قول" لا إله إلا الله " ولو لم يعمل بمقتضاها إذا قالها في آخر عمره ؟
الشيخ : أي نعم نعم الحديث عام .
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة ، وقد شق بصره ، فأغمضه ، ثم قال : ( إن الروح إذا قبض اتبعه البصر ) فضج ناس من أهله ، فقال : ( لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير ، فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون ) ثم قال : ( اللهم اغفر لأبي سلمة ، وارفع درجته في المهديين ، وافسح له في قبره ، ونور له فيه ، واخلفه في عقبه ) . رواه مسلم .
( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة ) عندنا وقد شق لكن ضبطها عندنا في الشرح بالفتح على الروايتين ( وشق بصرَه أو بصرُه
فأغمضه ، ثم قال : ( إن الروح إذا قبض اتبعه البصر، فضج ناس من أهله ) إلى آخره دخل النبي عليه الصلاة والسلام على أبي سلمة وهو زوج أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها.
( وقد شقَّ بصرُه ) أو بصرَه شق يعني انفتح انفتاحًا واسعًا وصار لا ينظر إلا إلى جهة واحدة فهو كشخص البصر كما يقال : شخص بصره وإنما شق بصره ينظر إلى روحه روحه اللي في جسده تقبض بإذن الله وتخرج إذا خرجت، ويقال : إنها تخرج من الخياشيم إذا خرجت رآها الميت رآها فينظر إليها تعالى الله، وهذا دليل على أن الحياة تبقى في العين بعد خروج الروح يجي بالفوائد لما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قد شق بصره أغمض عينيه أغمضه ثم قال : ( إن الروح إذا قبض ) هنا ذكره ( الروح إذا قبض ) وكان ظاهر الأمر أن يقول : إذا قبضت ولكنه قال : ( إذا قبض ) ذكره باعتباره لفظه لأن الروح مذكر لفظا فذكره باعتبار لفظه ( اتبعه البصر ) أي بصر ؟ بصر الميت ( اتبعه ) يعني يتابعه ويشاهده ( فضج ناس من أهله ) ضجوا يعني بالصياح وخرجت منهم أصوات وقوله : ( من أهله ) يعني من أهل أبي سلمة لأنه لما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الروح إذا قبض ) علموا أنه قد توفي علموا أنه قد توفي فضجوا كعادة الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ) ( تؤمن على ما تقولون ) ( لا تدعوا على أنفسكم ) يحتمل أن المعنى لا تدعوا على الميت، لأن الميت من أنفسهم أو على أنفسكم أنتم كما هي عادتهم في الجاهلية إذا أصيبوا بمصائب يقولون : واثبوراه وانقطاع ظهراه وما أشبه ذلك أيهما أقرب ؟ الثاني أقرب الثاني هو الأقرب، لأن دعاءهم على الميت بعيد أو متعذر وقوله عليه الصلاة والسلام : ( لا تدعوا إلا بخير ) يعني ولا تدعوا بشر ها نعم بل إن لدينا ثلاثة أمور : خير وشر ولا خير ولا شر والرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( لا تدعوا إلا بخير ) ثم علل ذلك بقوله : ( فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون ) أي ملائكة هم ؟ الذين حضروا لقبض روح الميت أو الملائكة الموكلون بكتابة أعمال بني آدم أم هم ملائكة وكلهم الله عز وجل بحضور المحتضرين ليؤمنوا على دعاء أهليهم ؟ نعم أما الأول فبعيد لأن الملائكة الذين حضروا لقبض روح الميت مشغولون بماذا ؟ بما أمروا به وأما الثاني والثالث فكلاهما محتمل يحتمل أنهم الملائكة الذين هم حفاظ على أعمال بني آدم ويحتمل أنهم ملائكة آخرون وكلهم الله عز وجل بحضور الأموات وأيا كان فإن تأمين الملائكة على ما ندعو به سبب إيش ؟ لإجابة الدعوة سبب لإجابة الدعوة وقوله : ( فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون ) على ما تقولون على أنفسكم وللميت أو على أنفسكم فقط ؟ الظاهر العموم ولهذا ينبغي في مثل هذه الحال أن يدعى للميت ينبغي أن يدعى للميت : ( اللهم اغفر له اللهم تغمده بالرحمة ) كما سيأتي إن شاء الله أن الرسول دعا له نعم ( فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون ) ويقولون أيضًا من أحسن ما يقولون : ( اللهم أجرنا في مصيبتنا ) نعم ( وأخلف لنا خيرًا منها ) ثم قال الرسول عليه الصلاة والسلام الذي بالمؤمنين رؤوف رحيم وأشفق عليهم من آبائهم وأمهاتهم قال صلى الله عليه وسلم هذه الكلمات العظيمة التي كل أحد يتمنى أنها له قال : ( اللهم اغفر لأبي سلمة ) اغفر له إيش ؟ ذنوبه ( اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين ) وارفع درجته في الجنة ( في المهديين ) أي : معهم ففي هنا للمصاحبة كقوله تعالى : (( وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين )) أي : معهم وقوله : ( وارفع درجته في المهديين ) أي : معهم ومن هم المهديون ؟ هم الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ودليل ذلك قوله تعالى : (( اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين )) إذًا فالذين أنعمت عليهم مهديون ولا لا ؟ ... اهدنا صراطهم إذًا فهم مهديون إلى صراط مستقيم فيكون معنى ( ارفع درجته في المهديين ) في الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ثم قال : ( وافسح له في قبره ) افسح بمعنى وسع والقبر كما نعلم من الناحية الحسية ضيق لكنه قد يوسع للإنسان حتى يكون مد بصره حتى يكون مد بصره كيف يوسع وهو ضيق حسا ؟ نعم لأن أحوال الآخرة غير أحوال الدنيا إذا كان الإنسان وهو نائم أحيانًا يرى في المنام أنه في مكان واسع فسيح بستان وما أشبه ذلك، ولا لا وأحيانًا يرى أنه في مكان ضيق نعم يرى أنه في مكان ضيق في نفق أحيانًا يجد أنه في نفق يلا يطلع منو أليس كذلك ؟ نعم بلى لمن رأى نعم أو لمن قال إن هذا محتمل على كل حال ومع هذا فهو في غرفته التي لا تزيد ولا تنقص ولا لا وهو متغط في لحافه أيضًا، فإذا كانت هذه حال الروح في الدنيا فما بالك بحالها في الآخرة قال : ( وافسح له في قبره ) زيادة ( ونور له فيه ) القبر ظلمة من حيث الحس ولا لا ما فيه درايش أبدًا ظلمة مختومة على الإنسان اللهم اجعله لنا ولكم روضة من رياض الجنة، لكن يقول : ( ونور له فيه ) اجعل له فيه نورًا إذا كان القبر فسيحًا ونورًا تنسى الدنيا كلها نعم ( وافسح له في قبره ، ونور له فيه ) بعده ( واخلفه في عقبه ) أي : كن خليفته في عقبه أي : فيمن عقب من زوجة وولد لننظر هذه الدعوات العظيمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم هل قبلت أم ردت نحن نعلم منها ما وقع وهو أن الله خلفه في عقبه أتدرون من كان خليفته في عقبه ؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خليفته في عقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا أعظم خلافة أعظم خلافة أن يكون زوجته وأولاده تحت رعاية النبي صلى الله عليه وسلم نحن نقول : إن بقية الجمل الأربع إننا نرجو من الله عز وجل أنه استجاب دعاء رسوله صلى الله عليه وسلم، لاسيما وأن الملائكة في مثل هذه الحال تؤمن على ما يقول، فاجتمع دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم وتأمين الملائكة، والقرينة التي شاهدناها أو التي علمناها وهي أنه خلفه في عقبه فيكون كل هذا مما يؤيد أن الله استجاب دعاء رسوله صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل .
29 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة ، وقد شق بصره ، فأغمضه ، ثم قال : ( إن الروح إذا قبض اتبعه البصر ) فضج ناس من أهله ، فقال : ( لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير ، فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون ) ثم قال : ( اللهم اغفر لأبي سلمة ، وارفع درجته في المهديين ، وافسح له في قبره ، ونور له فيه ، واخلفه في عقبه ) . رواه مسلم . أستمع حفظ
فوائد حديث ( ... إن الروح إذا قبض اتبعه البصر ... ).
ثانيًا : أنه ينبغي تغميض عين الميت الدليل، الدليل يا توفيق ؟
الطالب : ... .
الشيخ : أغمضه، ثالثًا : أن الروح جسم مرئي .
الطالب : لأن البصر يتبعه .
الشيخ : لأن البصر يتبعه نعم ثالثًا أنه قد يبقى .
الطالب : أربعة .
الشيخ : رابعا إذًا نقول من فوائد الحديث .
الطالب : ... .
الشيخ : من فوائد الحديث من فوائد الحديث: أنه قد يبقى الإحساس في البدن مع مفارقة الروح له، لأن البصر يتبع الروح بعد قبضه وهذا من الناحية الطبية الآن مشاهد، وأنا قد ذبحت دجاجة وبعد أن ذبحتها وماتت وسلخت جلدها وفكيت صدرها وجدت أن قلبها ينبض ينبض نعم ما هو القلب له جهتان : جهة تدفع الدم وجهة تستقبله، فوجدت أن هذا القلب ينبض تمامًا ينفتح وينغلق وينفتح الثاني هذه حركة دي .
الطالب : ... .
الشيخ : إيش ؟
الطالب : راحت روحها وإلا بعد ؟
الشيخ : راحت روحها من زمان ... نعم .
الطالب : ... .
الشيخ : وهو ميت سبحان الله .
الطالب : ... .
الشيخ : ومن فوائد الحديث : أنه ينبغي في هذه الحال ألا يدعى إلا بالخير لقوله : ( لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير ).
ومن فوائده : أنه لا يلام الأهل إذا ضجوا من موت الميت من أين يؤخذ ؟ من إقرار الرسول له ما قال : لا تضجوا بل قال : ( لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير ).
ومن فوائدها : إثبات الملائكة من فوائد الحديث : إثبات الملائكة لقوله : ( فإن الملائكة يؤمنون ).
ومن فوائده : عناية الله تعالى ببني آدم حيث وكل ملائكة يتابعونهم ويؤمنون على دعائهم ومن الملائكة ؟ الملائكة : عالم غيبي خلقهم الله عز وجل من نور وأعطاهم الله تعالى قوة في الإرادة وقوة في التنفيذ (( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )) (( يسبّحون الليل والنَّهار لا يفترون )) ومع ذلك فلهم سرعة عظيمة في الذهاب والمجيء أشد من سرعة الجن دليل هذا : (( قال عفريتٌ من الجن )) يقول لسليمان (( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مَّقامك وإنِّي عليه لقويٌ أمينٌ * قال الذي عنده علمٌ من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك )) يعني ما تقول كذا تناظر من بعيد ثم يرد هذا سريع ولا بطيء ؟ أسرع من السريع قال العلماء : إن هذا الذي عنده علم من الكتاب دعا الله فحملته الملائكة وجاءت به بهذه اللحظة العظيمة من وين ؟ باليمن وهو بالشام لا إله إلا الله الله أكبر سأل الملائكة لمصالح بني آدم عبد الله .
الطالب : ... .
الشيخ : على دعاء أهل الميت .
وعن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي سجي ببرد حبرة . متفق عليه .
قولها : ( حين توفي سجِّي ) سجي بمعنى غطي وقوله : ( ببرد حبرة ) أي : معلمة والبرود : نوع من الثياب البرود نوع من الثياب تأتي من اليمن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها فسجوه بها وين حِبرة بكسر الحاء فسجوه بها وتسجيتهم إياه بها مع بقاء ثيابه عليه بدليل ما سيأتي إن شاء الله تعالى، أما غير النبي صلى الله عليه وسلم فإنه تخلع ثيابه ثم يغطى، قال أهل العلم : والحكمة من ذلك لئلا يحتمي مع بقاء ثيابه عليه فيسرع إليه الانتفاخ والتغير فيسجى بعد أن تنزع ثيابه .
31 - وعن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي سجي ببرد حبرة . متفق عليه . أستمع حفظ
فوائد حديث ( أن النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي سجي ببرد حبرة ).
الطالب : إجماع الصحابة على ذلك ثم الرسول أمرنا باتباع الخلفاء الراشدين .
الشيخ : نقول لا شك أن هذا صادر بعد موافقة الخلفاء الراشدين والخلفاء الراشدون لهم سنة متبعة .
الطالب : جواب آخر يا شيخ .
الشيخ : وهو ؟
الطالب : أن ثبت في " صحيح مسلم " أنهم خلعوها .
الشيخ : خلعوا إيش ؟
الطالب : خلعوا ... .
الشيخ : أزالوها بس مين الفاعل ؟
الطالب : الصحابة .
الشيخ : أي هذا هي قد يقول قائل فعل الصحابة بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم لا دليل فيه .
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا ما تراجعوا أزالوها عمدًا لأجل التغفيل طيب إذًا نقول في هذا دليل على تسجية الميت لفعل الصحابة رضي الله عنهم مع النبي صلى الله عليه وسلم نعم، ثم نقول : إن هذا إذا صح ما سيأتي حين قالوا : ( أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نجرد موتانا ؟ فسمعوا هاتفًا يهتف : أن غسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوبه أو في قميصه ) إذا صح هذا فإن إقرار الله لهم بالتسجية بدون أن يهتف هاتف يدل على أنها مشروعة، وهل يستفاد من الحديث أن يسجى الميت بما يحب أن يستعمله في حياته ؟ نعم نعم إذا صحت العلة التي ذكرها بعض شراح الحديث من أن الرسول عليه الصلاة والسلام إنما سجي بهذه البردة لأنه كان يحب ذلك .
وعنها : أن أبا بكر الصديق قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته . رواه البخاري .
وسبب ذلك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح يوم مات أحسن منه من الأيام التي قبلها، وكان أبو بكر رضي الله عنه ملازمًا للبقاء في المدينة - يرحمك الله - حين مرض النبي صلى الله عليه وسلم واشتداد المرض به فلما رآه قد أصبح بارئًا وأحسن من ذي قبل خرج إلى مكان له يسمى السنح خارج المدينة، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم من ضحى ذلك اليوم وحصل ما حصل من انزعاج الصحابة رضي الله عنهم، حتى إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على شدة بأسه وقوته أشكل عليه الأمر وقام في الناس في المسجد يقول : والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما صعق وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم من خلاف، أبو بكر لما بلغه الخبر دخل من مكانه ثم دخل على النبي عليه الصلاة والسلام ووجده مغطى فكشف عنه وقبله وبكى وقال : ( بأبي وأمي يا رسول الله طبت حيًّا وميتًا والله لا يجعل الله عليك موتتين أما الموتة الأولى فقد متها ثم غطاه وخرج إلى الناس ووجد عمر بن الخطاب يتكلم به فقال له : على رسلك يا هذا ثم صعد المنبر فخطب تلك الخطبة العظيمة قال : أما بعد أيها الناس فمن كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم قرأ رضي الله عنه : (( وما محمَّد إلَّا رسولٌ قد خلت من قبله الرُّسل أفأين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرَّ الله شيئًا وسيجزي الله الشَّاكرين )) قال عمر : فوالله ما أن سمعتها حتى عقرت فلم تقلني رجلاي ) وعرف الحق حتى كأن الناس ما قرؤوا هذه الآية فعرفوا أن النبي صلى الله عليه وسلم مات حقًّا، وفي هذا دليل على ثبات أبي بكر رضي الله عنه لأننا نعلم والعلم عند الله عز وجل أن أشد الناس مصيبة برسول الله صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر لأنه أحب الناس إليه حتى صرح بذلك في مرض موته قال : ( لو كنت متخذا من أمتي خليلًا لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ) ومع هذا ثبت هذا الثبات وله مقامات أخرى تدل على ثباته مثل قتال أهل الردة، وإرسال جيش أسامة بن زيد مع الضائقة التي كان عليها الصحابة، الشاهد من هذا الحديث أن أبا بكر قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته .
فوائد حديث ( أن أبا بكر الصديق قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته ).
الطالب : ... .
الشيخ : الأصل عدم الخصوصية كيف والسؤال يا حيدر ما أنت معنا ؟ السؤال هل يؤخذ من هذا الحديث طهارة بدن الميت ؟ ها .
الطالب : نعم ... .
الشيخ : ها موافقون كلكم على نعم ؟
الطالب : لا .
الشيخ : لا .
الطالب : ... .
الشيخ : دعنا من هذا ما نحن بنقول جيبوا دليل عى طهارة بدن الميت لكن نقول هل هذا فيه دليل على طهرة بدن الميت أم لا ؟ كيف ذلك ؟
الطالب : ... .
الشيخ : ... يقال إنه حتى لو فرض أن الإنسان باشر نجاسة وليس فيه ما يوجب أن تعلق النجاسة به فإنه لا يتنجس بذلك، يعني مثلًا لو باشر نجاسة وهو يابس وهي يابسة هل يلزمه الغسل ؟ لا لا يلزمه، وعلى فرض أن الميت نجس فإذا مسه الإنسان بدون أن يكون مبتلًا نعم لم يجب غسله لم يجب أن يغسل ما أصاب الميت نعم فهمتم الآن؟ ومن هنا قال العوام والعوام هوام لكن الهوام في بعض الأحيان تأكل الأذى ويصير فيها فائدة، قال العوام : ليس بين اليابسين نجاسة، ليس بين اليابسين نجاسة صحيح هذا ؟ صحيح يعني تمس نجاسة وأنت يابس ما تلوثت ما عليك شيء ولا يجب عليك أن تغسل يديك نعم مباشرة النجس إذا لم يتعد إليك فلا بأس بها، فإن تعدى إليك فإن كان لحاجة أو لمصلحة فلا بأس به أيضًا كما لو باشرت النجس لإزالته، ولهذا الإنسان المستنجي بالماء يمس النجاسة بيده أليس كذلك ؟ وكذلك لو كان لحاجة كما ذكر بعضهم أن شحم الخنزير يستفاد منه في بعض الجروح فهذا أيضًا لا بأس به للحاجة، لكن بشرط إذا جاء وقت الصلاة أن تطهر المحل وتزيل هذه النجاسة .
الطالب : ... .
الشيخ : هذا ينبني عاد على الخلاف هل هي طاهرة ولا نجسة الصحيح أنها طاهرة أن عرقها طاهر نعم .