كيف يوجه قول ابن عباس " أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولوا قال أبو بكر وعمر " ؟
السائل : كيف يوجه قول ابن عباس " أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولوا قال أبو بكر وعمر " ؟ الشيخ : ... لا شك أن الذي يعارض كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلام من دونه ولو كان أفضل الأمة أنه خطأ ولا يجوز، (( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله أن يقولوا سمعنا وأطعنا )) لكن تعرف العامة أنهم يقولون للشخص الشيخ الفلاني ما قال هذا، لا ردا لكلام الرسول لكن يقولون إن الشيخ أعلم منك، فهم لو علموا أن الرسول قاله ما قدموا عليه أحد. لكن يقولون : طيب، أنت تقول كذا والشيخ الفلاني يقول كذا، لا لأنهم يريدون أن يردوا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم بكلام هذا الشيخ أو كلام أبي بكر أو عمر أو غيرهم ، لكن من أجل أنهم يقولون نحن نثق بعلمهم أكثر مما نثق بعلمك، هذا معناه هذا مرادهم.
هل نقول أنه ينبغي على الإنسان إذا جلس في مجلس ورأى أن صاحب البيت يريد أن يقوم فإنه يقوم ؟
السائل : هل نقول أنه ينبغي على الإنسان إذا جلس في مجلس ورأى أن صاحب البيت يريد أن يقوم فإنه يقوم ؟ الشيخ : ما فيه شك أن الإنسان ينبغي أن يكون نبيها، إذا كان جالسا ورأى أن صاحب البيت يحب أن يخرج، حنى في غير البيت أيضا، حتى وأنت واقف أنت وصاحبك ورأيت مثلا أنه يتملل ويرغب أنك تنهي الجلسة فلا تحرجه لأنه بعض الناس يستحي ولا يمكن أن يقول لأي واحد من الناس قم، فتحرجه، فإذا رأيت من صاحبك أنه لا يرغب فلا تحرجه.
السائل : هل يؤخذ من الحديث السّابق أنه لا يجوز طرد الضيف يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بالخروج؟ الشيخ : ما مر علينا البارحة (( وإذا قيل لكم انشزوا فانشزوا )) لكن الرسول عليه الصلاة والسلام يستحي أنه هو الذي دعاهم، وكان أشد الناس حياء عليه الصلاة والسلام. وإلا لو أن صاحب البيت قال يا جماعة انشزوا اخرجوا ما في مانع. خلصنا أخذنا ثلاثة الآن.
تتمة شرح الآية : (( يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم )) إلى قوله : (( إن ذلكم كان عند الله عظيمًا )) .
الشيخ : هذا الحديث مرّ علينا من قبل لكن نتكلم يسيرا على الآيات. يقول الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم )) إلى قوله : (( إن ذلكم كان عند الله عظيما )). هنا أضاف البيوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وتأتي أحيانا البيوت مضافة إلى عائشة، إلى حفصة، إلى أم سلمة، إلى زينب، إلى آخره، إلى النساء. والجمع بين الإضافتين ظاهر، فإضافة البيوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إضافة ملك، وإضافة البيوت إلى النساء إضافة اختصاص، وليس إضافة ملك، فالملك للرسول صلى الله عليه وسلم، والاختصاص كل واحدة لها بيت يخصها. وقوله : (( إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه )) يعني إلا إذا أذن لكم إلى طعام، وهذا بيان للواقع، وإلا فلو أذن لهم إلى غير طعام فلا حرج أن يأذن لهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدخلوا بيوته كما شاء (( ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا )) فعندنا أمر وعندنا نهي، (( لا تدخلوا بيوت النبي))، ثم قال : (( ولكن إذا دعيتم فادخلوا )) فكأنه أكد هذا النهي بقوله : (( إذا دعيتم فادخلوا )) وقبل (( لا تدخلوا )). وهذا الأمر في قوله : (( فادخلوا )) هل هو للإباحة، أو للطلب ؟ يحتمل أن يكون للإباحة، لأنه ورد بعد النهي في قوله : (( لا تدخلوا بيوت النبي )) فهو كقوله تعالى : (( وإذا حللتم فاصطادوا )). (( فإذا طعمتم فانتشروا )) هذا أمر طلب أن الإنسان إذا طعم فقد انتهت الدعوة فلينتشر وليذهب وليتفرق. (( ولا مستأنسين لحديث )) يعني ولا تقعدوا مستأنسين لحديث، لأن الإنسان إذا قعد مستأنسا للحديث فسوف يطيل الجلوس. ثم علل ذلك بقوله : (( إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم )) عليه الصلاة والسلام، ما يقول قوموا لكن يتأذى بهذا. (( والله لا يستحيي من الحق )) وانتشاركم بعد الطعام حق، ولهذا أمرنا الله به. وفي قوله : (( والله لا يستحيي من الحق )) دليل على وصف الله تعالى بالحياء، وهو على قاعدة السلف حياء يليق بجلال الله عز وجل، ليس فيه انكسار كحياء الآدمي لكنه حياء لائق بجلال الله وعظمته. (( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ))(( إذا سألتموهن )) الضمير يعود على من ؟ هل تقدم ذكر للنساء حتى نقول إنه عائد إليهن ؟ نقول : لا، لكن علم ذلك من أين ؟ من السّياق. (( ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن )) يعني سؤالكم إيّاهن من وراء الحجاب دون المواجهة أطهر لقلوبكم وقلوبهن، وأطهر هنا اسم تفضيل. وإذا كان هذا الخطاب للصحابة مع زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو أن سؤالهن من وراء حجاب أطهر للقلوب، فما بالك بقلوب ذئاب اليوم ؟ ألا يكون وجوب الحجاب في عصرنا هذا أمرا واضحا ؟ الجواب بلى، وجوب الحجاب في هذا العصر أمر ظاهر، حتى لو فرض أن الشريعة الإسلامية أباحته فإنه في هذا العصر يجب أن يمنع النساء منه أي من الكشف، يعني لو أباحت الشريعة الكشف فإنه يجب أن يكون في هذا العصر ممنوعا منع الذرائع، فكيف والشريعة قد جاءت بوجوبه بوجوب الحجاب والتحذير من الكشف. ومن المعلوم أن الوسائل والذرائع لها أحكام الغايات، وقد ذكر الشوكاني رحمه الله أظنه عن ابن علّان أنه قال إنه أي الحجاب واجب باتفاق المسلمين في هذه العصور، وذلك لفساد الناس من الذكور ومن الإناث. ثم قال عز وجل : (( ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن )) وفي هذه الآية دليل على أن العمدة على طهارة القلب، وأن الميل إلى الفاحشة من أرجاس القلوب ونجاساتها وأقذارها لأن الطهر إنما يكون عن شيء مضاد. ثم قال : (( وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا )) الله أكبر حماية عظيمة، ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله، في أي شيء ؟ أولا في المسألة التي في نفس الآية، وهي الجلوس مستأنسين لحديث بعد الطعام، وكذلك أن تسألوا زوجاته مقابلة بدون حجاب لأنه يتأذى بذلك. (( ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا )) يعني وما كان لكم أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا احتراما له عليه الصلاة والسلام، ولهذا كان بعض الناس في العهد السابق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان الإنسان المعروف بالغيرة لا يتزوج الناس مطلقاته وهو حي احتراما له، فكان من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته أن لا يتزوجوا أزواجه من بعده أبدا، وهذا تحريم مؤبد، سببه الزوجية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنهن حرام غير محارم، ولهذا قال : ((وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب )) ولو كن محارم لم يجب الحجاب، لكنهن حرام، وكن رضي الله عنهن من شدة الإعلان على عدم الرغبة بالزواج كن يقصصن رؤوسهن، يقصصن الرؤوس حتى تكون كالوفرة يعني إلى حد المنكبين أو أنزل قليلا من أجل أن يظهر الناس أنهن أبعد النساء عن طلب إيش ؟ عن طلب الزواج، لأنه من المعروف أن المرأة تتجمل برأسها، وأن رأسها نصف جمالها، فلذلك كن رضي الله عنهن يقصصن رؤوسهن. وانظر إلى حكمة الله لما كان رأس المرأة من جمالها لم يوجب عليها في الحج إلا قدر أنملة، يعني فصة إصبع من أجل أن تبقى زينتها غير متغيرة، ولكن لما استعمرنا الكفار ديارا وأفكارا صار النساء الآن يرغبن قص الرؤوس وصارت المرأة تأتي جبعة رأسها يصل إلى الرقبة فقط، يعني تكاد أن تغلط في رأسها ورأس الرجل، ومعلوم أنها إذا وصلت إلى هذا الحد حرم عليها من أجل التشبه بالرجال، وكل هذا في الحقيقة في غفلة من الرجال، والنساء لا شك أنهن قاصرات في العقول وضعيفات الدين، إذا ترك لهن الحبل على الغارب فعلن أشياء لا تحمد عقابها، فلو أن الرجال انتبهوا لهذه الأمور وأن انسياب النساء في تلقي كل ما يرد علينا من الخارج له خطره العظيم، لو أن الرجال فهموا ذلك لوضعوا كوابح أو على الأصح مكابح لانطلاق النساء وانزلاقهن في هذه الأمور. ثم قال الله عزّ وجل : (( إن ذلكم كان عند الله عظيما )) المشار إليه ما سبق من إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم، أو نكاح زوجاته من بعده.
حدثني محمد بن أبي غالب قال : أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال : حدثنا محمد بن فليح عن أبيه عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة محتبيًا بيده هكذا .
القارئ : حدثنا محمد بن أبي غالب، أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا محمد بن فليح، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة، محتبيا بيده ) هكذا.
فوائد حديث : ( ... عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة محتبيًا بيده هكذا )
الشيخ : اللهم صل وسلم عليه. الاحتباء يكون باليد وبغير اليد، باليد يعني يضم يديه واحدة إلى الأخرى ويجلس القرفصاء هكذا، والإمام أحمد يقول لا جلسة أخشع منها. ويكون القرفصاء بغير اليد، يكون بسير يربطه الإنسان بين ساقيه وظهره. القرفصاء في الحقيقة بالسير كأن الإنسان معتمد على جدار، وفيها راحة عظيمة، وكل هذا جائز، وليس فيه شيء من الكراهة سواء بحضرة الناس أو بغير حضرة الناس.
ما معنى قوله صلى الله عليه مسلم : ( الأكثرون هم الأقلون ) ؟
السائل : ما معنى قوله صلى الله عليه مسلم : ( الأكثرون هم الأقلون ) ؟ الشيخ : يعني الأكثرون مالا هم الأقلون، لأن الغالب على أهل الأموال الغالب عليهم الترف والبعد عن عمل الآخرة. السائل : الأقلون أيش ؟ الشيخ : الأقلون يوم القيامة، الفقراء أكثر، هذا المعنى. السائل : في الجنة ؟ الشيخ : في الجنة.
ما صحت القاعدة التي تقول : " ترك الممنوع لا يستلزم المكروه " وهل هي عامة في كل شيئ ؟
السائل : ما صحة القاعدة التي تقول : " ترك المندوب لا يستلزم المكروه " وهل هي عامة ؟ الشيخ : صحيح، عامة. السائل : في كل شيء ؟ الشيخ : في كل شيء، إلا إذا قام الدليل على كراهة الشيء نفسه، إذا قام دليل لا بأس.
هل يؤخذ من حديث معاذ السابق أنه يجوز للإنسان إذا سئل عن شيئ لا يعلمه أن يقول : " لا " ؟
السائل : هل يؤخذ من حديث معاذ السابق أنه يجوز للإنسان إذا سئل عن شيء لا يعلمه أن يقول : " لا " ؟ الشيخ : إي نعم، فيه دليل على جواز قول لا. الطالب : ما هو السؤال ؟ الشيخ : السؤال يقول إن معاذ لما سأله النبي صلى الله عليه وسلم : ( أتدري ما حق الله على العباد ؟ ) قال : لا. هذا لا بأس به، حتى جابر لما قال : بعنيه بأوقيه، بعني الجمل، قال : لا. هذا ما فيه شيء. بس هو يقول إن الناس الآن يقولون بدل لا سلامتك، فإذا كان عند الناس أن هذا من سوء الأدب ما فيه مانع أن تقول سلامتك.
حدثنا علي بن عبد الله قال : حدثنا بشر بن المفضل قال : حدثنا الجريري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بأكبر الكبائر ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : الإشراك بالله وعقوق الوالدين .
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا الجريري، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا أخبركم بأكبر الكبائر ) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ( الإشراك بالله، وعقوق الوالدين ).
حدثنا مسدد قال : حدثنا بشر مثله وكان متكئًا فجلس فقال : ألا وقول الزور فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت .
القارئ : حدثنا مسدد: حدثنا بشر، مثله، وكان متكئا فجلس، فقال: ( ألا وقول الزور )، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت. الشيخ : الشاهد قوله : ( وكان متكئا فجلس ) والمتكئ هو المعتمد على إحدى يديه، وكذلك المعتمد على ظهره يسمى متكئا لكن في هذا الحديث المراد متكئا على إحدى يديه بدليل قوله : ( فجلس ) يعني فاستقام في جلوسه صلى الله عليه وسلم. ثم قال : ( ألا وقول الزور ) فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت، لأن قول الزور وأعظمه شهادة الزور خطره عظيم، فالكذب قول زور، والشهادة بالزور قول زور فكان النبي عليه الصلاة والسلام يكررها حتى قال الصحابة ليته سكت من كثرة تكراره صلوات الله وسلامه عليه.
فوائد حديث : ( ... حدثنا مسدد قال : حدثنا بشر مثله وكان متكئًا فجلس فقال : ألا وقول الزور فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت )
الشيخ : إذن يؤخذ من هذا الحديث جواز الاتكاء بين يدي أصحابه، ولكن هذا في مقام يعني يسقط فيه الأدب، أما مع الناس الأجلة الذين تخشى أن ترمى بسوء الأدب بين أيديهم فلا ينبغي أن تجلس هكذا، لأنه خلاف الأدب، لكن لو جلس كبير القوم بين أصحابه فلا بأس لأنهم لا يرون فيه هذا سوء أدب، إنما لو حضرت عالم كبير وفي مجلس علماء وجلست أنت متكئ وش يكون هذا ؟ كل الناس يرمونك بسوء الأدب، لكن كونك كبير من هؤلاء الجماعة متكئا لرأوا أن ذلك أهون. شف الترجمة.
القارئ : بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " قوله : باب من اتكأ بين يدي أصحابه، قيل الاتكاء الاضطجاع، وقد مضى في حديث عمر في كتاب الطلاق : وهو متكئ على سرير، أي مضطجع، بدليل قوله : قد أثر السرير في جنبه، كذا قال عياض، وفيه نظر، لأنه يصح مع عدم تمام الاضطجاع. وقد قال الخطابي : كل معتمد على شيء متمكن منه فهو متكئ. وإيراد البخاري حديث خباب المعلق يشير به إلى أن الاضطجاع اتكاء وزيادة. وأخرج الدارمي والترمذي وصححه وأبو عوانة وابن حبان عن جابر بن سمرة : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم متكئا على وسادة. ونقل ابن العربي عن بعض الأطباء أنه كره الاتكاء، وتعقبه بأن فيه راحة كالاستناد والاحتباء. قوله : وقال خباب، بفتح المعجمة وتشديد الموحدة وآخره موحدة أيضا، هو ابن الأرت الصحابي. وهذا القدر المعلق طرف من حديث له تقدم موصولا في علامات النبوة، ثم ذكر حديث أبي بكرة في أكبر الكبائر، وأورده من طريقين لقوله فيه : وكان متكئا فجلس، وقد تقدمت الإشارة إليه في أوائل كتاب الأدب. وورد في مثل ذلك حديث أنس في قصة ضمام بن ثعلبة لما قال : أيكم بن عبد المطلب؟ فقالوا : ذلك الأبيض المتكئ. قال المهلب : يجوز للعالم والمفتي والإمام الاتكاء في مجلسه بحضرة الناس لألم يجده في بعض أعضائه، أو لراحة يرتفق بذلك ولا يكون ذلك في عامة جلوسه ".
حدثنا أبو عاصم عن عمر بن سعيد عن ابن أبي مليكة أن عقبة بن الحارث حدثه قال : صلى النبي صلى الله عليه وسلم العصر فأسرع ثم دخل البيت .
القارئ : حدثنا أبو عاصم، عن عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة، أن عقبة بن الحارث، حدثه قال: ( صلى النبي صلى الله عليه وسلم العصر، فأسرع ثم دخل البيت ). الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا الباب، قال المؤلف باب من أسرع في مشيه لحاجة أو قصد. وذلك أن الأصل .. غير مستعجل، لكن إذا كان هناك شيء يدعو إلى ذلك فلا حرج، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر حاجة فأسرع، لما صلى العصر ذكر حاجة ... عمر بن الخطاب إذا رأى رجلا يسير متماوتا يضربه بالدرة.
السائل : هل الاحتباء جائز في كل الأحوال ؟ الشيخ : إي نعم، إلا إذا خاف الإنسان أن يغلبه النوم، أو خاف من كشف عورته إذا كان عليه إزار فإنه إذا احتبى بانت عورته.
حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا مشى تكفأ كأنما ينحدر من صبب ألا يدل على الإسراع في المشي ؟
السائل : حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا مشى تكفأ كأنما ينحدر من صبب ألا يدل على الإسراع في المشي ؟ الشيخ : لا ما هو إسراع، على القوة في المشي، ... إنسان قوي ...
حدثنا قتيبة قال : حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وسط السرير وأنا مضطجعة بينه وبين القبلة تكون لي الحاجة فأكره أن أقوم فأستقبله فأنسل انسلالا .
القارئ : حدثنا قتيبة، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وسط السرير، وأنا مضطجعة بينه وبين القبلة، تكون لي الحاجة، فأكره أن أقوم فأستقبله، فأنسل انسلالا ).
فوائد حديث : ( ... عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وسط السرير وأنا مضطجعة بينه وبين القبلة تكون لي الحاجة فأكره أن أقوم فأستقبله فأنسل انسلالا )
الشيخ : ... كانت تنسل انسلالا خشية أن تقوم ... بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنها تنسل أي تتزحلق من على السرير حتى تقوم بعد أن ... النبي صلى الله عليه وسلم.
جاءت بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى لا يضعه عرقوبه على الأرض ألا يدل هذا على السرعة في المشي ؟
السائل : جاءت بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى لا يضعه عرقوبه على الأرض - أطراف قديمه - ألا يدل هذا على السرعة في المشي ؟ الشيخ : أحيانا، لا، يدل على القوة.
حدثنا إسحاق قال : حدثنا خالد ح و حدثني عبد الله بن محمد قال : حدثنا عمرو بن عون قال : حدثنا خالد عن خالد عن أبي قلابة قال : أخبرني أبو المليح قال : دخلت مع أبيك زيد على عبد الله بن عمرو قال : فحدثنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر له صومي فدخل علي فألقيت له وسادةً من أدم حشوها ليف فجلس على الأرض وصارت الوسادة بيني وبينه فقال : لي أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام ؟ قلت : يا رسول الله قال : خمسًا قلت : يا رسول الله قال : سبعًا قلت : يا رسول الله قال : تسعًا قلت : يا رسول الله قال : إحدى عشرة قلت : يا رسول الله قال : لا صوم فوق صوم داود شطر الدهر صيام يوم وإفطار يوم .
القارئ : حدثنا إسحاق، حدثنا خالد، ح وحدثني عبد الله بن محمد، حدثنا عمرو بن عون، حدثنا خالد، عن خالد، عن أبي قلابة، قال: أخبرني أبو المليح، قال: دخلت مع أبيك زيد على عبد الله بن عمرو، فحدثنا: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر له صومي، فدخل علي، فألقيت له وسادة من أدم حشوها ليف، فجلس على الأرض وصارت الوسادة بيني وبينه، فقال لي: ( أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام ) قلت: يا رسول الله، قال: ( خمسا ) قلت: يا رسول الله، قال: ( سبعا ) قلت: يا رسول الله، قال: ( تسعا ) قلت: يا رسول الله، قال: ( إحدى عشرة ) قلت: يا رسول الله، قال: ( لا صوم فوق صوم داود، شطر الدهر: صيام يوم، وإفطار يوم ).
فوائد حديث : ( ... عبد الله بن عمرو قال : فحدثنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر له صومي فدخل علي فألقيت له وسادةً من أدم حشوها ليف فجلس على الأرض وصارت الوسادة بيني وبينه فقال : لي أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام ؟ قلت : يا رسول الله قال : خمسًا قلت : يا رسول الله قال : سبعًا قلت : يا رسول الله قال : تسعًا قلت : يا رسول الله قال : إحدى عشرة قلت : يا رسول الله قال : لا صوم فوق صوم داود شطر الدهر صيام يوم وإفطار يوم )
الشيخ : الذي جاء عن عبد الله بن عمرو أنه قال : " لأصومنّ النهار ولأقومن الليل ما عشت " فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فناقشه فيما قاله، لأنه قال ... واجتهاد وحرص على الخير، لكنه يشق على نفسه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن لنفسك عليك حقا، وإن لربك عليك حقا ) فما زال ... حتى وصل به الحال إلى أن رخص له أن يصوم يوما ويفطر يوما، وينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وقال: ( إن هذا قيام داود وصوم داود ). لكنه رضي الله عنه تمنى بعد أن كبر تمنى أنه قبل رخصة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه صار يشق عليه أن يصوم يوما ويدع يوما، فصار يصوم خمسة عشر يوما تباعا ويفطر خمسة عشر يوما تباعا. الشاهد من هذا الحديث أنه وضع له وسادة، فدل ذلك على جواز وضع الوسادة ليتكئ عليها الإنسان، وأن هذا لا يعد من الترف الممنوع، بل هذا من إعطاء النفس حقها من الراحة والطمأنينة.
هل ما ألزم به عبد الله بن عمرو نفسه من العبادة صار فرضا عليه ؟
السائل : هل ما ألزم به عبد الله بن عمرو نفسه من العبادة صار فرضا عليه ؟ الشيخ : لا لا، بس هو قال : " إنه يكره أن يدع شيئا فارق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم " وإلا فهي نفل.
هل يفهم من الحديث أنه يجوز للإنسان أن يقدم في الشهر مثلا سبعة أيام أو تسعة أيام ؟
السائل : ... هل يفهم من الحديث أنه يجوز للإنسان أن يقدم في الشهر مثلا سبعة أيام أو تسعة أيام ؟ الشيخ : نعم، لا بأس، ما فيه مانع. السائل : ... الشيخ : ... أو متتابع.
حدثنا يحيى بن جعفر قال : حدثنا يزيد عن شعبة عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة أنه قدم الشام ح و حدثنا أبو الوليد قال : حدثنا شعبة عن مغيرة عن إبراهيم قال : ذهب علقمة إلى الشام فأتى المسجد فصلى ركعتين فقال : اللهم ارزقني جليسًا فقعد إلى أبي الدرداء فقال : ممن أنت ؟ قال : من أهل الكوفة قال : أليس فيكم صاحب السر الذي كان لا يعلمه غيره يعني حذيفة أليس فيكم أو كان فيكم الذي أجاره الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الشيطان يعني عمارًا أوليس فيكم صاحب السواك والوساد يعني ابن مسعود كيف كان عبد الله يقرأ (( والليل إذا يغشى )) قال : والذكر والأنثى فقال : فما زال هؤلاء حتى كادوا يشككوني وقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
القارئ : حدثنا يحيى بن جعفر، حدثنا يزيد، عن شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة أنه قدم الشام، ح وحدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: ذهب علقمة، إلى الشأم، فأتى المسجد فصلى ركعتين، فقال: اللهم ارزقني جليسا، فقعد إلى أبي الدرداء، فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل الكوفة؟ قال: " أليس فيكم صاحب السر الذي كان لا يعلمه غيره - يعني حذيفة - أليس فيكم - أو كان فيكم - الذي أجاره الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الشيطان - يعني عمارا - أوليس فيكم صاحب السواك والوساد - يعني ابن مسعود - كيف كان عبد الله يقرأ: (( والليل إذا يغشى ))، قال: والذكر والأنثى " فقال: " ما زال هؤلاء حتى كادوا يشككوني، وقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
فوائد حديث : ( ... قال : ذهب علقمة إلى الشام فأتى المسجد فصلى ركعتين فقال : اللهم ارزقني جليسًا فقعد إلى أبي الدرداء فقال : ممن أنت ؟ قال : من أهل الكوفة قال : أليس فيكم صاحب السر الذي كان لا يعلمه غيره يعني حذيفة أليس فيكم أو كان فيكم الذي أجاره الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الشيطان يعني عمارًا أوليس فيكم صاحب السواك والوساد يعني ابن مسعود كيف كان عبد الله يقرأ (( والليل إذا يغشى )) قال : والذكر والأنثى فقال : فما زال هؤلاء حتى كادوا يشككوني وقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم )
الشيخ : هذا الحديث فيه دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله سبحانه وتعالى جليسا صالحا، لأن الجليس الصالح كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم كحامل المسك إما أن يحذيك يعني يهدي لك، وإما أن يبيعك، وإما أن تجد منه رائحة طيبة. بخلاف جليس السوء فهو كنافخ الكير، إما الأخ كمّل لنا ؟ الطالب : ( جليس السوء إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة كريهة ). الشيخ : نعم. وفيه دليل على فضيلة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فإنه كان صاحب السواك والوساد، وهذا هو الشاهد من الحديث، سواك النبي عليه الصلاة والسلام ووساده. والرسول عليه الصلاة والسلام من حكمته أنه كان يرتب أصحابه، يجعل لكل واحد خصيصة لما في ذلك من عدم المشقة، لأن الأعمال المركزية في الحقيقة ... الأعمال وتشق على الناس ، لكن إذا وزعت الأعمال بين ... صار في هذا راحة للناس من وجه، وراحة للعامل من جه آخر. وأكثر ما يكون الخلل أن تجعل الأعمال المركزية بمعنى تركز على شخص واحد، لأن الإنسان بشر ما يستطيع أن يقوم بكل شيء، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يوزع أصحابه. وقوله هنا : " أليس فيكم صاحب السر يعني حذيفة " لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبره بأسماء أناس منافقين لم يطّلع عليهم أحد غيره، حتى كان عمر بن الخطاب يقول لحذيفة : " أنشدك الله هل سمّاني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع من سمّى من المنافقين ؟ " الله أكبر، عمر يخاف النفاق على نفسه، والواحد من الناس اليوم يرى أنه مؤمن كإيمان أبي بكر أو أشد، لا يخاف النفاق على نفسه، مع أن النفاق يعني سر لطيف يدخل القلب من حيث لا يشعر به العبد في كل شيء، حتى في النفاق الاعتقادي، قد يكون في الإنسان نفاق اعتقادي كالرياء مثلا وهو لا يشعر ، ولهذا كان الرسول يقول : ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ) والشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته مما يرى من نظر الرجل إليه. فالحاصل أن حذيفة يسمّى صاحب السر. " أو كان فيكم الذي أجاره الله على لسان رسوله من الشيطان يعني عمّارا " يعني عمار بن ياسر رضي الله عنه، وهذا من منقبته. الثالث : يقول : " أوليس فيكم صاحب السواك والوساد يعني ابن مسعود " وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد حث على تلقي القرآن منه فقال : ( من أحب أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل فليقرأ بقراءة ابن أم عبد ) ابن مسعود رضي الله عنه، كان يقرأ : (( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ))، والذكر والأنثى، (( إن سعيكم لشتى )) هكذا يقرؤها سمعها من فم النبي صلى الله عليه وسلم، والقراءة المعروفة : (( وما خلق الذكر والأنثى )) يعني والذي خلق الذكر والأنثى، أو وخلق الذكر والأنثى، فيكون إقساما بالله أو بإيش ؟ أو بصفة من صفاته. إذا جعلنا ما اسما موصولا صار قسما بالله، وإذا جعلناها مصدرية صارت قسما بصفة من صفاته أي وخلق الله. لكن قراءة ابن مسعود تتناسب مع سياق الآيات، لأن الله أقسم بمخلوقاته : (( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى )) وهذان زوجان متقابلان، والذكر والأنثى زوجان متقابلان، فتكون الآيات الثلاثة متناسقة، كلها إقسام بإيش ؟ بمخلوقات الله المتقابلة، على شيء متقابل أيضا (( إن سعيكم لشتى )) فالمقسم به أشياء متقابلة، والمقسم عليه أيضا أشياء متقابلة، لكن مع ذلك القراءة السبعية معروفة إقسام بالله عزّ وجل أو إقسام بصفة من صفاته. ولكن يبقى علينا إشكال، إذا جعلنا ما اسما موصولا والمعروف أنه إذا عُبّر عن العالم باسم موصول يقال : مَن ، فلماذا عبر بما ؟ الطالب : ... الشيخ : ... لأنه إذا كان المقصود الوصف أتي بما دون العين ...، ومن ذلك قوله تعالى : (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء )) ولم يقل : من طاب، لأن التركيز هنا على الوصف، على وصف المرأة لا على شخصها، فإذا كان المقصود الوصف فإنه يؤتى بما. وهنا لا شك أن المقصود الوصف، يعني الإقسام بالله عز وجل بوصفه خالقا، ولهذا قال : (( وما خلق الذكر والأنثى )). طيب، هل يجوز لنا أن نقرأ بهذه القراءة ؟ الأخ ؟ (( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ))، والذكر والأنثى ؟ الطالب : يقرأ. الشيخ : يجوز، توافقونه ؟ الطلاب : نعم. الشيخ : هذا هو الصحيح، الصحيح أنه يجوز القراءة بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يكن متواترا، وهذا صح عن النبي عليه الصلاة والسلام فتجوز القراءة بها. لكن سبق لنا أن قلنا إن القراءة بغير ما يعرفه العوام لا تنبغي، لأنها توجب الفتنة والشك في القرآن، وغدا تخرج العامة تقول بدأ الناس يلعبون حتى بالقرآن، ما ... أن يختلفوا في الأحكام ويقول هذا حرام وهذا حلال، حتى بدؤوا يغيرون القرآن، وهذه فتنة عظيمة، ولكن الإنسان فيما بينه وبين نفسه، أو مع طلبة العلم الذين يعرفون الحق ينبغي أن يقرأ بهذا مرة وبهذا مرة. شف الشرح.
القارئ : " قوله الذي أجاره الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الشيطان يعني عمارا، وفي رواية إسرائيل الذي أجاره الله من الشيطان يعني على لسان رسوله، وفي رواية أبي عوانة : ألم يكن فيكم الذي أجير من الشيطان، وقد تقدم بيان المراد بذلك في المناقب. ويحتمل أن يكون أشير بذلك إلى ما جاء عن عمّار إن كان ثابتا فإن الطبراني أخرج من طريق الحسن البصري قال : كان عمّار يقول : قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجن والإنس، أرسلني إلى بئر بدر فلقيت الشيطان في صورة إنسي فصارعني فصرعته الحديث، وفي سنده الحكم بن عطية مختلف فيه، والحسن لم يسمع من عمّار ". الشيخ : ... القارئ : " قوله : الذي أجاره الله من الشيطان يعني على لسان نبيه، في رواية شعبة : أجاره الله على لسان نبيه يعني من الشيطان، وزاد في رواية شعبة : يعني عمارا. وزعم ابن التين أن المراد بقوله على لسان نبيه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ويح عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ) وهو محتمل. ويحتمل أن يكون المراد بذلك حديث عائشة مرفوعا : ( ما خُيّر عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما ) أخرجه الترمذي، ولأحمد من حديث ابن مسعود مثله أخرجهما الحاكم. فكونه يختار أرشد الأمرين دائما يقتضي أنه قد أجير من الشيطان الذي من شأنه الأمر بالغي. وروى البزار من حديث عائشة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مليء إيمانا إلى مشاشه ) يعني عمارا، وإسناده صحيح. ولابن سعد في الطبقات من طريق الحسن قال : قال عمار : نزلنا منزلا فأخذت قربتي ودلوي لأستقي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( سيأتيك من يمنعك من الماء )، فلما كنت على رأس الماء إذا رجل أسود كأنه مرس فصرعته فذكر الحديث، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ذاك الشيطان ). فلعل ابن مسعود أشار إلى هذه القصة، ويحتمل أن تكون الإشارة بالإجارة المذكورة إلى ثباته على الإيمان لما أكرهه المشركون على النطق بكلمة الكفر فنزلت فيه: (( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )). وقد جاء في حديث آخر : ( إن عمارا مليء إيمانا إلى مشاشه ) أخرجه النسائي بسند صحيح، والمشاش : بضم الميم ومعجمتين، الأولى خفيفة. وهذه الصفة لا تقع إلا ممن أجاره الله من الشيطان. وقد تقدم شرح الحديث الذي أشار إليه ابن التين في باب التعاون في بناء المسجد مستوفى ولله الحمد. قوله : أو ليس فيكم صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يعلم أحد غيره، كذا فيه بحذف المفعول، وفي رواية الكشميهني : الذي لا يعلمه. والمراد بالسر ما أعلمه به النبي صلى الله عليه وسلم من أحوال المنافقين. قوله : ثم قال : كيف يقرأ عبد الله ؟ يعني ابن مسعود، وسيأتي الكلام على ما يتعلق بهذا القدر من القراءة في تفسير : (( والليل إذا يغشى )) إن شاء الله تعالى حيث أورده المصنف وفيه زيادة فيما يتعلق به على ما هنا. تنبيه : توارد أبو هريرة في وصف المذكورين مع أبي الدرداء بما وصفهم به وزاد عليه، فروى الترمذي من طريق خيثمة بن عبد الرحمن قال : أتيت المدينة فسألت الله أن ييسر لي جليسا صالحا فيسر لي أبا هريرة، فقال : ممن أنت ؟ قلت : من الكوفة، جئت ألتمس الخير، قال : أليس منكم سعد بن مالك مجاب الدعوة، وابن مسعود صاحب طهور رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعليه، وحذيفة صاحب سره، وعمار الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه، وسلمان صاحب الكتابين ". الشيخ : الله أكبر. وفي هذا الحديث دليل على أن أبا الدرداء رضي الله عنه سمع القراءة من النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤوها : والذكر والأنثى، فيكون رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود وأبو الدرداء رضي الله عنهما.
بعض الناس يقول : ما تقرأ بالقراءة إذا خالفت الرسم العثماني هل هذا صحيح ؟
السائل : بعض الناس يقول : ما تقرأ بالقراءة إذا خالفت الرسم العثماني هل هذا صحيح ؟ الشيخ : أبدا تقرأ، إذا صحت تقرأ، إذا كانت من السبع المتواترة بالاتفاق، وفي بعض القراءات السبع فيها حذف بعض الحروف الواو مثلا.
كيف نرد على من رد هذا الحديث لأنه يخالف ظاهر القرآن ؟
السائل : ماذا نجيب على من رد هذا الحديث لأنه يخالف ظاهر القرآن ؟ الشيخ : وين هو ظاهر القرآن ؟ السائل :(( وما خلق الذكر والأنثى )) ... الشيخ : ... نقول هما قراءتان، أنزلها الله على الوجيه، وما خلق، والذكر والأنثى، ولا مانع.
حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب وإن كان ليفرح به إذا دعي بها جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة عليها السلام فلم يجد عليًا في البيت فقال : أين ابن عمك ؟ فقالت : كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان : انظر أين هو ؟ فجاء فقال : يا رسول الله هو في المسجد راقد فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه وهو يقول : قم أبا تراب قم أبا تراب .
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب، وإن كان ليفرح به إذا دعي بها، جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة عليها السلام، فلم يجد عليا في البيت، فقال: ( أين ابن عمك ؟ ) فقالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني فخرج فلم يَقِلْ عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: ( انظر أين هو )، فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه وهو يقول: ( قم أبا تراب، قم أبا تراب ).