باب : ما يجوز من اللو . وقوله تعالى : (( لو أن لي بكم قوة ))
تتمة شرح حديث النهي عن الوصال .
شرح حديث بناء الكعبة .
الجدر : هو الحجر ، جدار مبني معروف ، كلكم تعرفونه (...) ، أمن البيت هو ، ( قال : نعم )، يعني أنه من البيت ، وظاهر هذا الحديث أن جميع الحجر من البيت ، لكن أكثر العلماء يقولون إن الذي من البيت من الحجر ستة أذرع ونصف تقريبا ، ستة أذرع ونصف ليس الحجر كله ، فلعل الحجر في ذلك العهد ، في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كان دون هذا ، وهذا هو الأقرب ، لأن الحجر كما تشاهدون مقوس والكعبة لا تكون كعبة إلا إن كانت بناء مربعا ، ولهذا نقول الأقرب أنه من حيث يبتدئ التقويس تنتهي الكعبة ، من حيث يبتدئ تنتهي ، وكأن الذي بناه مقوسا والله أعلم ، كأنه أراد أن لا يكون مربعا فيتمسح الناس بأركانه كما يتمسحون بالحجر والركن اليماني ، لإنه إذا كان مقوسا ما فيها أركان تمسح ، بخلاف ما لو كان مربعا ، ونظير هذا ما فعله بعض الولاة في الشاذرواني .
أتعرفون الشاذروان ؟ الشاذروان العتبة المبنية أسفل الكعبة دائرة عليها ، هذا البناء كان بالأول مسطحا وكان الناس يركبونه يطوفون عليه إذا زحموا ،لأنه كان مسطح فجاء بعض الخلفاء جزاهم الله خيرا وجعله غير مسطح، بحيث لا يتمكن الإنسان من إيش ؟ من الوقوف عليه والطواف به ، لأنهم يرون أنه من أصل الكعبة ومعلوم أن الطواف يجب أن يكون بجميع البيت ، لكن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله يرى أن الشاذروان ليس من الكعبة وإنما بني لدعم الكعبة ، فهو عماد لها وليس منها ، ولكن الإحتياط لاشك أن يطوف الإنسان من وراء الشاذروان ، أقول يظهر لي والله أعلم أن الحجر من حين التقويس ينتهي حد الكعبة ، وهو من حين التقويس كل ثلاثة ، ستة أذرع ونصف تقريبا ، فلعله في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان مربعا إلى ذلك الحد ( أمن البيت هو ؟ قال : نعم . قالت فما لهم لم يدخلوه في البيت ؟ ) مناقشة ، والصحابة عندهم الصراحة ، يعني لو أنها اقتصرت لما قال نعم انتهى الموضوع ، لكنها أوردت إشكالا إذا كان من البيت فلماذا لم يدخل ، قال : ( إن قومك قصرت بهم النفقة ) يعني فلم يتمكنوا من بناء البيت كله .
لكن لماذا اختاروا تلك الجهة ؟ نعم اختاروا تلك الجهة لأن الجهة اليمانية فيها الحجر والركن اليماني ، ولا يمكن أن تختل ولهذا رأوا يمكن أن يكون التقصير من الجهة الشمالية . انتهى الإشكال ، ولا لا أو ما انتهى ؟
السائل : انتهى .
الشيخ : انتهى . قصرت فيهم النفقة وعززوا أن يبنوا بقيتها ، لكنك تتعجب كيف عجزوا أن يبنوا بقيتها مع أنهم أصحاب إبل وأصحاب أموال ولهم تجارات من الشام و تجارات من اليمن ، وفيهم الأغنياء ، فلماذا ، فلماذا قصرت بهم النفقة ، لأنهم اختاروا أن لا يبنوه من شيء محرم ، لا من الربا ولا من الميسر ، قالوا لا يمكن أن نبني بيت الله إلا بأطيب أموالنا ، وهذه من حماية الله للبيت ، سبحان الله ، كفار لا يحلون ولا يحرمون ، لكن حمى الله البيت أن يبنى بكسب من حرام .
السائل : ... ؟ .
الشيخ : هاه .
السائل : ... ؟ .
الشيخ : حمى الله البيت أن يبنى بكسب حرام .
السائل : ... ؟ .
الشيخ : طيب ، فقصرت بهم النفقة فبنوه على هذا ، جاء إشكال آخر من عائشة رضي الله عنها قالت : " قلت فما شأن بابه مرتفعاً " وهي حجرة من الحجر والمفروض أن تكون ، أن يكون بابها لاطئا بالأرض حتى يدخله من يدخله من الناس ، أو أن يكون له درج إذا رفع والدرج ممتنع لأن الدرج يعيق الطائفين ، فما بالهم رفعوه قالت : ( فعل ذاك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا ) تحكم والعياذ بالله ، لأجل من شاء يدخلوه ، إذا جاء إنسان كبير له جاه أو غنى أو ما أشبه ذلك دخلوه في الكعبة ، وإذا جاء من سواه قالوا الباب مغلق والعتبة رفيعة ولم يدخلوه ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : ( ولولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدر في البيت وأن ألصق بابه في الأرض ) يعني لفعلت ، الشاهد من هذا الحديث قوله لولا أن قومك حديث عهدهم فبين الرسول صلى الله عليه وسلم المانع له من إعادة البيت على قواعد إبراهيم وعلى الوصف الذي ذكره وهو أن قريشا كانوا حديث عهد بكفره ، والكافر لضعف إيمانه ، ولأن الإيمان لم يرسخ في قلبه يستنكر كل شيء ، كل شيء يستنكره ، فأخاف أن تنكر قلوبهم يعني ما أفعل لفعلت .
فوائد حديث بناء الكعبة .
بناء الزبير الكعبة على ما تمناه الرسول صلى الله عليه وسلم .
شرح حديث الأنصار .
الشيخ : آه ؟
السائل : من الخبر .
الشيخ : من الخبر ، هذا من الخبر نعم .
هل يجوز الوصال إلى السحور ؟
باب : ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض .
الشيخ : نعم ؟
السائل : حديث نهي الرسول عن الوصال ؟
الشيخ : هاه ؟
السائل : حديث نهي الرسول عن الوصال ؟
الشيخ : عن الوصال إي نعم ؟
السائل : هل يجوز الوصال إلى السحور ؟
الشيخ : لا بأس به هذالم ينهى عنه ، قال : أيهما أراد أن يواصل ، فليواصل للسحر ، نعم .
قول النبي صلى الله عليه وسلم ( أيكم مثلي ) هذا الحديث يحتج به الصوفية أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس كالبشر مخلوق من الطين فما الرد عليهم ؟
الشيخ : نعم .
السائل : هذا الحديث يحتج به الصوفية ؟
الشيخ : نعم .
السائل : أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس كالبشر مخلوق من الطين ؟
الشيخ : نعم .
السائل : فما الرد عليهم ؟
الشيخ : نحن أعطيناكم بارك الله فيكم قاعدة، لكن بعضكم لا يفهم، قلنا أن الله سبحانه وتعالى يقول : (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه )) وكما أن هذا في القرآن هو أيضا في السنة ، فيه أحاديث متشابهة ، فإذا رأيت الذي يتبع المتشابه فهو ممن سمى الله فاحذره ، نقول لهم كيف تقولون ليس له خصائص البشر وهو نفسه يقول إنما أنا بشر مثلكم ، نعم .
8 - قول النبي صلى الله عليه وسلم ( أيكم مثلي ) هذا الحديث يحتج به الصوفية أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس كالبشر مخلوق من الطين فما الرد عليهم ؟ أستمع حفظ
تسمية حجر إسماعيل بدون ذكر إسماعيل هل فيه شيء ؟
الشيخ : نقول الحجر .
السائل : فقط ولا ؟
الشيخ : ونقول الحطيب، ونقول الجدر .
السائل : لا يضاف إلى اسمه ؟
الشيخ : لا ما يضاف إلى اسمه .
السائل : (..) ؟
الشيخ : لا، نعم .
كتاب اخبار الآحاد .
باب : ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام . وقول الله تعالى : (( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )) . ويسمى الرجل طائفة لقوله تعالى : (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا )) . فلو اقتتل رجلان دخلا في معنى الآية . وقوله تعالى : (( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )) . وكيف بعث النبي صلى الله عليه وسلم أمراءه واحد بعد واحد ، فإن سها أحد منهم رد إلى السنة .
الشيخ : دخلا بالألف، ولا دخل ؟
السائل : دخلا .
الشيخ : آه ، عندنا دخل ، نعم .
القارئ : وقوله تعالى : (( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ))، وكيف بعث النبي صلى الله عليه وسلم أمراءه واحد بعد واحد ، فإن سها أحد منهم رد إلى السنة .
الشيخ : قوله : باب ما جاء إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام .
خبر الواحد، الخبر : كل ما يحتمل أن يصدق قائله أو يكذب لذاته . أي لذات الخبر يعني بقطع النظر عن المخبر به ، فإن خبر النبي عليه الصلاة والسلام بأنه رسول الله هذا لا يمكن تكذيبه ، وخبر مسيلمة أنه رسول لا يمكن تصديقه ، لكن نفس الخبر بقطع النظر عن المخبر يصح أنه يصدق ويصح أن يقال أنه كذب ، والشهادة خبر مؤكد ، خبر مؤكد لأن الشاهد يقول أشهد كأنما شاهده بعينه ، وخبر الواحد هل يجوز في كل شيء ؟
بين المؤلف أنه يجوز في الآذان فيعمل بقول المؤذن في دخول وقت الصلاة وفي الإمتناع عن الأكل في الصوم ، وفي حل الأكل عند غروب الشمس ، كذلك في الصلاة إذا أخبره شخص بأنه ليس إلى اتجاه القبلة وهو ثقة ، فإنه يتبعه ، وكذلك على القول الصحيح إذا سبح به واحد ، وهو، ليس عنده ما يخالفه فإنه يتبعه ، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما منعهم من إتباع ذي اليدين ما كان عنده من الجزم بأنه على صواب ، ولهذا قال لم أنسى ولم تقصر .
تعرفون قصة ذو اليدين، سلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في إحدى صلاته العشي الظهر أو العصر ركعتين ، فقال له ذو اليدين : "يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة " . فقال : (لم أنسى ولم تقصر ) . نفى الأمرين جميعا، كيف نفى الأمرين جميعا وهو وأحدهما متأكد لأن الإنسان يجوز أن يخبر عما في ظنه ولا يعد هذا كذبا ، ولا يحنث به ولو حلف عليه ، لو قال والله ليقدمن زيد غدا بناء على ما في قلبه أنه سيقدم ثم لم يقدم ، فإنه لا يحنث ولا كفارة عليه ، لأن هذا خبر عما في نفسه وهو صادق فلما قال لم أنس ولم تقصر فهم الصحابي رضي الله عنه أن يصمت ، لأنه يمكن أن يخطأ في الذكر ولا يخطئ في الشرع ، لأنه النفي هنا لم أنسى هذا نفي ذكر، ولم تقصر نفي شرع، وهو أن يخطئ في الذكر أقرب من أن يخطئ في الشرع بل لا يخطئ ، يقول شرع الله وهو لم يشرع ، فقال بلى قد نسيت ، فاجتمع الآن قول ذي اليدين واعتقاد الرسول عليه الصلاة والسلام فلا بد من مرجح ، فلهذا قال أحق ما يقول ذو اليدين ، قالوا نعم ، الشاهد أنه يقبل في الصلاة حتى في السهو هذا القول الراجح مالم يخالفه عقيدة الإمام مثلا ، الصوم كذلك (كلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم )، الفرائض ، الفرائض مثل الزكاوات وغيرها ، كل ما فرضه الله والأحكام يعني الأحكام الشرعية ، وأحكام القضاء بين الناس والقاعدة في هذا أن كل خبر ديني فإنه يقبل فيه قول الخبر الواحد ، قوله الخبر الواحد ، يقبل فيه قول الخبر الواحد، لكن المؤلف يقول الصدوق ، يعني الذي يغلب على الظن صدقه لأمانته ومعرفته ، فأما ما يغلب على الظن كذبه فإنه لا يقبل ، فلو تراءى الناس الهلال ، وقال رجل ضعيف البصر رأيته ، وقال الأقوياء في البصر لم نره ، فماذا نعمل ، نأخذ بقوله ؟
لا، لا نأخذ بقوله، لأنه ضعيف البصر ، وضعيف البصر ربما يرى الواحد اثنين ، أو ثلاثة ، نعم ، وربما يرى الثلاثة اثنين أو واحد ، ويذكر أن شريح القاضي أو غيره أنه جاء إليه رجل ثقة أمين ، فقال إني رأيت الهلال ، وكان قد تراءاه مع الناس ، فقال الناس لم نره ، هذا الرجل قال رأيته والناس كلهم قالوا ما رأيناه ، فالقاضي توقف ، هذا ثقة و الناس خالفوه ، فقال إذهب أو قم معي ، قم معي نرى الهلال ، نتراءى الهلال ، فقام معه ، فتراءيا الهلال ، فقال أتراه ، فقال نعم ، والقاضي لا يراه ، فمسح حاجبه ، فقال له أتراه الآن ، قال لا أراه ، وإذا هي شعرة بيضاء في حاجه متقوسة فهي كالهلال ، فهذا لا نقبل شهادته ، لأنه يغلب على ظننا أنه ليس بصادق وإن كان ثقة ، كما أن حاد النظر إذا كان غير ثقة لا نقبله ، لعدم ثقتنا بقوله كذلك ضعيف البصر ، نعم .
11 - باب : ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام . وقول الله تعالى : (( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )) . ويسمى الرجل طائفة لقوله تعالى : (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا )) . فلو اقتتل رجلان دخلا في معنى الآية . وقوله تعالى : (( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )) . وكيف بعث النبي صلى الله عليه وسلم أمراءه واحد بعد واحد ، فإن سها أحد منهم رد إلى السنة . أستمع حفظ
شرح قول الله تعالى : (( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )) .
يعني في الجهاد ، يعني ما كان لهم أن ينفروا جميعا ، ولكن فلولا نفر ، يعني فهلا لا نفر من كل فرقة منهم طائفة وقال من كل فرقة منهم ليكون الجهاد موزعا على الجميع ، ولم يقل فلولا نفرت منهم طائفة من كل فرقة من الأوس من الخزرج من بطونهما ، من كل فرقة ، من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ، ظاهر السياق أن التعليل للنافرين ، والحقيقة أنه للباقين ، الضمير في قوله يتفقهوا للنافرين أو الباقين ؟
للباقين، لأن الذين ينفرن للجهاد إنما يقاتلهم ، والباقون عند الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هم الذين يتفقهون ، ولهذا قال يتفقهون في الدين ، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم ، يعني بما سمعوا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلهم يحذرون .
12 - شرح قول الله تعالى : (( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )) . أستمع حفظ
فوائد الآية : (( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )) . .
13 - فوائد الآية : (( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )) . . أستمع حفظ
فائدة : الأصل هو الفقه في الدين وليس الفقه بالواقع .
تتمة شرح باب : ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام .
لا، لا يرد ولا يقبل ، لا يرد ولا يقبل ، بل يتبين الأمر ، ولهذا قال فتبينوا ، أي اطلبوا بيان الواقع ، هل هو على حسب ما أخبر به هذا الفاسق أو لا ، وهذا من الإنصاف ، أن لا نرد خبر الفاسق مطلقا ولا نقبله مطلقا ، لأن قبوله مطلقا مشكل فهو متهم في خبره ورده مطلقا أيضا فهو مشكل ، لاحتمال أن يكون صادق ، قالوا وكيف بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمراءه واحدا بعد واحدا؟
نعم كان الرسول عليه الصلاة والسلام كان يبعث بدين الله الرجل الواحد ، وربما يردفه بأخر وربما لا يردفه ، فإن سها أحد منهم رد إلى السنة ، سها يعني غفل ، فإنه يرد إلى السنة وجوبا ، نعم .
15 - تتمة شرح باب : ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الأذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام . أستمع حفظ
قراءة من الشرح .
القارئ : " قوله وكيف بعث النبي صلى الله عليه وسلم أمراءه واحدا بعد واحد فإن سها أحد منهم رد إلى السنة سيأتي في أواخر الكلام على خبر الواحد، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث من الأمراء والرسل واحدا بعد واحد فزاد فيه بعث الرسل والمراد بقوله واحدا بعد واحد تعدد الجهات المبعوث إليها بتعدد المبعوثين وحمله الكرماني على ظاهره فقال فائدة بعث الآخر بعد الأول ليردُه إلى الحق عند سهوه " .
ليردَه يا شيخ؟
: الشيخ : نعم.
القارئ : " أو يردُه ما في مشكلة ولا يخرج بذلك عن كونه خبر واحد وهو استدلال قوي لثبوت خبر الواحد من فعله صلى الله عليه وسلم لأن خبر الواحد لو لم يكف قبوله ما كان في إرساله معنى وقد نبه عليه الشافعي أيضا كما سأذكره وأيده بحديث ( ليبلغ الشاهد الغائب ) وهو في الصحيحين وبحديث ( نضر الله امرأ سمع مني حديثا فأداه ) وهو في السنن واعترض بعض المخالفين بأن إرسالهم إنما كان لقبض الزكاة والفتيا ونحو ذلك وهي مكابرة فإن العلم حاصل بإرسال الأمراء لأعم من قبض الزكاة وإبلاغ الأحكام وغير ذلك ولو لم يشتهر من ذلك إلا تأمير معاذ بن جبل وأمره له وقوله له ( إنك تقدم على قوم أهل كتاب فأعلمهم أن الله فرض عليهم ) إلخ والأخبار طافحة بأن أهل كل بلد منهم كانوا يتحاكمون إلى الذي أُمِرَ عليهم ".
الشيخ : أُمِّر.
السائل : نعم.
الشيخ : أُمِّر عليهم.
السائل : أنا قلت هكذا يا شيخ.
الشيخ : ... .
القارئ : " كانوا يتحاكمون إلى الذي أُمِّرَ عليهم ويقبلون خبره ويعتمدون عليه من غير التفات إلى قرينة وفي أحاديث هذا الباب كثير من ذلك واحتج بعض الأئمة بقوله تعالى (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )) مع أنه كان رسولا إلى الناس كافة ويجب عليه تبليغهم فلو كان خبر الواحد غير مقبول لتعذر إبلاغ الشريعة إلى الكل ضرورة لتعذر خطاب جميع الناس شفاها وكذا تعذر إرسال عدد التواتر إليهم وهو مسلك جيد ينضم إلى ما احتج به الشافعي ثم البخاري واحتج من رد خبر الواحد بتوقفه صلى الله عليه وسلم في قبول خبر ذي اليدين ولا حجة فيه لأنه عارض عِلمُه " يا شيخ؟
الشيخ : عارض .
القارئ : " لأنه عارض عِلمَه ".
الشيخ : نعم .
القارئ : " لأنه عارض عِلمَه وكل خبر واحد إذا عارض العلم لم يقبل وبتوقف أبي بكر وعمر في حديثي المغيرة في الجدة وفي ميراث الجنين حتى شهد بهما محمد بن مسلمة وبتوقف عمر في خبر أبي موسى في الاستئذان حتى شهد له أبو سعيد وبتوقف عائشة في خبر ابن عمر في تعذيب الميت ببكاء الحي وأجيب بأن ذلك إنما وقع منهم إما عند الارتياب كما في قصة أبي موسى فإنه أورد الخبر عند إنكار عمر عليه رجوعه بعد الثلاث وتوعده فأراد عمر الاستثبات خشية أن يكون دفع بذلك عن نفسه وقد أوضحت ذلك بدلائله في كتاب الاستئذان وأما عند معارضة الدليل القطعي كما في إنكار عائشة حيث استدلت بقوله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى وهذا كله إنما يصح أن يتمسك به من يقول لا بد من اثنين عن اثنين ".