الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد : فإننا في هذا اليوم الخميس اليوم الأول من شهر صفر أو الثلاثين من شهر محرم نفتتح هذه الجلسة كالعادة بالحمد لله عز وجل والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فإننا في هذا اليوم الخميس اليوم الأول من شهر صفر أو الثلاثين من شهر محرم نفتتح هذه الجلسة كالعادة بالحمد لله عز وجل والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم نبتدأ هذه الجلسة بالحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
ورأيت أن نستفتح جلساتنا بشيء من تفسير القرآن الكريم وليكن ذلك من سورة النبأ لأن هذه السور كثيرا ما تقرأ كثيرا ما تقرأ في الصلوات المغرب والعشاء فنبدأ أولا بسورة النبأ قال الله عز وجل : (( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنْ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ )) يعني عمَّ يتساءل هؤلاء ؟ ثم أجاب الله عز وجل عن هذا السؤال فقال : (( عَنْ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ )) وهذا النبأ هو ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من البينات والهدى ولاسيما ما جاء به من الأخبار عن اليوم الآخر والبعث والجزاء وقد اختلف الناس في هذا النبأ الذي جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمنهم من آمن به وصدق ومنهم من كفر به وكذب فبين الله أن هؤلاء الذين كذبوا سيعلمون ما كذبوا به علم اليقين وذلك إذا رأوا يوم القيامة (( يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ )) ولهذا قال هنا : ((كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ )) والجملة الثانية توكيد للأولى من حيث المعنى وإن كانت ليست توكيدا باعتبار اصطلاح النحويين لأنه فصل بينها وبين التي قبلها بحرف العطف والتوكيد لا يفصل بينه وبين مؤكده بشيء من الحروف والمراد بالعلم الذي توعدهم الله به هو علم اليقين الذي يشاهدونه حسب على حسب ما أخبروا به ثم بين الله تعالى نعمه على عباده ليقرر هذه النعم فيلزمهم شكرها فقال : (( أَلَمْ نَجْعَلْ الأَرْضَ مِهَاداً * وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً * وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً )) إلى آخره فالأرض جعلها الله تعالى مهادا ممهدة للخلق ليست بالصلبة التي لا يستطيعون حرثها ولا المشي عليها إلا بصعوبة وليست باللينة الرخوة التي لا ينتفعون بها ولكنها ممهدة لهم على حسب مصالحهم وحسب ما ينتفعون به أما الجبال فجعلها الله تعالى أوتادا بمنزلة الوتد للخيمة حيث يثبتها فتثبت به وهو أيضا ثابت كما قال تعالى : (( وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا )) وهذه الأوتاد قال علماء الأرض : إن هذه الجبال لها جذور راسخة في الأرض كما يرسخ جذر الوتد بالجدار ولذلك تجدها صلبة قوية لا تزعزعها الرياح وهذا من تمام قدرته ونعمته (( وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً )) أي : أصنافا ما بين ذكر وأنثى وصغير وكبير وأسود وأحمر وشقي وسعيد إلى غير ذلك مما يختلف الناس فيه فهم أزواج مختلفون على حسب ما أراده الله عز وجل واقتضته الحكمة ليعتبر الناس بقدرة الله تعالى وأنه قادر على أن يجعل هذا البشر الذين خلقوا من مادة واحدة أنواعا وأصنافا متنوعة متباينة (( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً )) أي : قاطعا للتعب فالنوم يقطع ما سبقه من التعب ويستجد به الإنسان نشاطا للمستقبل ولذلك تجد الرجل إذا تعب ثم نام واستراح وتجدد نشاطه وهذا من النعمة وهو في نفس الوقت من آيات الله كما قال تعالى : (( وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ )) (( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً )) أي : جعل الله هذا الليل على الأرض بمنزلة اللباس كأن كأنه يلبس كأن الأرض تلبسه ويكون جلبابا لها وهذا لا يعرفه تمام المعرفة إلا من صعد فوق ظل فوق ظل الأرض وقد رأينا ذلك من الآيات العجيبة إذا صعدت في الطائرة وارتفعت وقد غابت الشمس عن سطح الأرض ثم تبينت لك الشمس بعد أن ترتفع تجد الأرض وكأنما كسيت بلباس أسود لا ترى شيئا من الأرض كله سواد من تحتك فيتبين بهذا قوله تعالى : (( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً )) أما النهار فجعله معاشا يعيش الناس فيه في طلب الرزق على حسب درجاتهم وأحوالهم وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى على العباد ولنقتصر على هذا الجزء من هذه السورة ونسأل الله تعالى أن ينفع به وأن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته وأن يجعلنا ممن قرأ وانتفع إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

السائل : يا شيخ رجل أصيب بالجن .
الشيخ : نعم .
السائل : أصيب بالجن .
الشيخ : رجل .
السائل : نعم أصيب بالجن فذهب به والده إلى الكاهن وهو على اعتقاد والديه أن هذا ليس كاهن إنما عالم في مصطلحاتهم ويعتقدون ذلك ثم ذهبا فأخرج منه هذا الكاهن الجن منه وشفى ولكن حين شفي كلمه قال له : أنت تعلم هذا وهذا من ضمن كلامه قال له : أنت تعلم الغيب ؟ قال الكاهن : نعم إني أعلم الغيب ثم أخذ والديه من هذا الكاهن أدوية أخذا منه أدوية وهو شافي لكن ليس بكامل قواه فأخذ الأدوية كرها على أن والديه إذا لم يأخذ الأدوية يفعلا معه فعل غير ما يناسب هذا المريض فما حكم هذا المريض هل يأثم وما حكم الوالدين إن أجبراه وهم في اعتقادهم أن هذا عالم وليس كاهن ؟
الشيخ : أما أما شأن الوالدين حيث أجبرا الولد على أن يذهب إلى هذا الرجل وهما يعتقدان أنه ليس بكاهن فلا إثم عليهما لكن الواجب أنه لما تبين لهم أنه كاهن الواجب على الرجل وعلى والديه أيضا ألا يرجعا إلى هذا الكاهن بل يكذبانه لأن ( من أتى كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) نعم .

السائل : عفا الله عنك حامل أسقطت مضغة لم يتبين فيها تخليق فما حكم الدم المصاحب لهذه المضغة ؟ وهل تنقضي بها العدة ؟
الشيخ : نعم يقول العلماء رحمهم الله : إن النفاس لا يثبت إلا إذا وضعت المرأة ما تبين فيه خلق إنسان فإذا وضعت مضغة لم تخلق فالدم دم فساد لا يمنعها من صلاة ولا غيرها نعم .
السائل : والعدة .
الشيخ : نعم .
السائل : بالنسبة للعدة .
الشيخ : عدة لا تنقضي بالعدة لا تنقضي العدة إلا إذا وضعت ما تبين به خلق إنسان .

السائل : فضيلة الشيخ البسملة في وسط السورة بعض الفقهاء رحمهم الله قالوا : إنها مستحبة لأنه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع أو أبتر ) فاستدلوا بهذا الحديث فهل هي مستحبة أو غير مشروعة ؟
الشيخ : الصحيح أن البسملة إذا قرأ الإنسان من أثناء السورة لا تستحب لأن الله قال في كتابه : (( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )) ولم يأمر بسوى ذلك فما دامت المسألة فيها نص خاص بأن المطلوب ممن أراد قراءة القرآن أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فإن هذا يخصص العام وهو قوله : ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر ) نعم .

السائل : يا شيخ ما حكم قراءة التكلم أثناء قراءة القرآن في المجالس العامة كما يقرأ القرآن شريط فيتكلم مجموعة من الأشخاص ما حكم هذا العمل ؟
الشيخ : قال الله تعالى : (( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )) فإذا كان عندنا مسجل يخرج منه صوت القارئ فإما أن نغلق هذا المسجل وإما أن نستمع إليه أما أن نبقى في لغونا وكلامنا وكأننا لا نسمع إلا أصوات بشر فإن هذا خلاف الأدب مع القرآن فنحن نقول : إما أن تغلق المسجل وإما أن تستمع نعم حتى لو يستمع واحد والبقية على لغوهم فهذا الواحد يخفض الصوت بحيث لا يسمعه إلا هو فقط نعم .

السائل : فضيلة الشيخ بعض علماء التجويد قالوا : إن قراءة القرآن بالتجويد واجبة فما صحة قولهم ؟
الشيخ : الصحيح أن قراءة القرآن بالتجويد ليست واجبة وأن التجويد ليس إلا لتحسين القراءة فقط فإذا قرأ الإنسان قراءة أوضح فيها الحرف والحركة وجعله محركا بما هو محرك به فإن هذا كاف نعم .
السائل : قوله تعالى : (( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً )) .
الشيخ : (( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً )) فليس معناها جوده المعنى اقرأه على مهل نعم .

السائل : نفاة الصفات نفات الصفات يعني لا يثبتون لله سبحانه وتعالى صفات ثبوتية وإنما يثبتون له صفات سلبية أو إضافية أو مركبة منهما ما السلبية والإضافية والمركبة منهما ؟
الشيخ : هؤلاء المبتدعة يقولون : إن الله تعالى لا يثبت له صفات ثبوتية إنما يثبت له صفات إضافية أو سلبية أو مركبة منهما فالصفات الإضافية إذا قلنا إنه خالق ليس معناه أنه اتصف بالخلق ولكن معناه أن له مخلوقا فوصفه بالخلق من باب الإضافة فقط أما السلبية فيقولون : إننا لا نثبت لله شيئا هو ثبوتي فلا نثبت له سبحانه علما ولكن نقول : إن الله ليس بجاهل ولا نقول : إن الله سميع بل نقول : إن الله ليس بأصم وهكذا فيحولون الصفات الثبوتية إلى صفات سلبية هذا معنى قولهم : إنهم لا يثبتون إلا صفات إضافية أو سلبية أو مركبة منهما يجعلونها إضافية سلبية نسأل الله العافية .
السائل : فضيلة الشيخ .
الشيخ : سؤال واحد بس نعم .
السائل : معنى سلبية إضافية .
الشيخ : السلبية الإضافية نفس الشيء يقول مثلا : إن الله خالق يعني ليس بعاجز عن الخلق وهو خالق له مخلوق فيجعلونها سلبية إضافية .

السائل : فضيلة الشيخ ما الحكم إذا قال فلان : " والله والتراب بك " ؟
الشيخ : إيش ؟
السائل : إذا قال : " والله والتراب بك " .
الشيخ : والله ها . والله .
السائل : إذا أدخل الله مع .
الشيخ : والله والتراب .
السائل : بك .
الشيخ : " والله والتراب بك " ويش معنى الكلمة هذه أقول : ما معنى هذه الكلمة ما فهمت معناها .
السائل : فيه بعض الأشخاص يقولون لبعض أصدقائهم .
الشيخ : أي ويش يريدون ؟
السائل : إذا قال ما اسمك ؟ قال : " والله والتراب بك " .
الشيخ : ما اسمك ؟
السائل : أي .
الشيخ : إذا قال ما اسمك ؟ قال : " والله والتراب بك " .
السائل : يدخل الله في معنى أن يقول : والله والتراب بك .
الشيخ : لعل هذا قسم .
السائل : ... .
الشيخ : إذًا والله قسم مثلما يقول : والله والنعم والله والخير نعم أي هذا قسم ما فيه تنقص لله عز وجل لكن فيه تنقص لأخيه المسلم وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) نعم .
السائل : ( تحب موتي فلو كان ذلك لظللت آخر عمرك آخر يومك معرسا ببعض أزواجك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ( بل أنا وارأساه فقد هممت إلى أبي بكر وأعهد إليه أن يقول القائلون ويتمنى المتمنون ويدفع الله ويأبى المؤمنون ) .

السائل : فهل هذا يعد قول عائشة : ( واثكلاه ) من النياحة ؟
الشيخ : يقول العلماء : إن هذا من الندب اليسير الذي تمليه قريحة ولا وليس من الندب المحرم الندب المحرم الذي ينبئ عن سخط وعدم رضا وأما هذا الذي تمليه القريحة ويأتي بغير قصد غالبا فإنه لا إثم عليه لقول الله تعالى : (( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم )) وهذا ليس للقلب فيه كسب لأنه مما يجري على اللاسن لوا ينبئ عن تسخط على الله عز وجل نعم .

السائل : فضيلة الشيخ حمل سقط قبل وقته هل تنتهي به العدة علما أنه لم يسقط في وقته ؟ وسواء كان سقطه بسبب خارجي أو بدون سبب ؟
الشيخ : نعم يقول العلماء : السقط إذا كان قد تبين فيه خلق إنسان فإنه تنتهي به العدة ويكون الدم فيه دم نفاس وأما إذا لم يتبين فيه خلق إنسان فلا عبرة به لا تنقضي به العدة وليس الدم الذي حصل على المرأة دم نفاس .

السائل : ولو تعمدت المرأة سقطه .
الشيخ : لا يحل لها أن تتعمد إسقاطه بعد أن تبين فيه خلق الإنسان الإسقاط يجوز إذا كان في الأربعين الأول على رأي بعض العلماء بعض العلماء يرى أنه لا يجوز حتى في الأربعين الأولى وأما بعد أن تبين فيه خلق الإنسان فلا يجوز لها إسقاطه اللهم إلا لو تبين أن هذا الجنين فيه آفة كتشويه لا يحتمل ورأى الأطباء أن ينزل فلا بأس نعم .

السائل : فضيلة الشيخ ما تقولون في صيام يوم بعد عاشوراء والمشروع الصيام قبله هل الصيام بعد عاشوراء مشروع أو ثبت به حديث صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : نعم في * مسند الإمام أحمد * ( صوموا يوما قبله أو يوما بعده خالفوا اليهود ) وفي لفظ ( أو يوم بعده ) ومخالفة اليهود تكون إما بصوم اليوم التاسع كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) يعني مع العاشر وتكون بصوم يوم بعده لأن اليهود كانوا يفردون اليوم العاشر فتحصل مخالفتهم بصيام يوم قبله أو يوم بعده وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في * زاد المعاد * أن صيام عاشوراء ثلاثة أنواع : إما أن يصوم اليوم العاشر وحده أو مع التاسع أو مع العاشر أو يصوم الثلاثة وصوم الثلاثة يكون فيه فائدة أيضا وهي الحصول على صيام ثلاثة أيام من الشهر أي نعم .

السائل : فضيلة الشيخ مما يطلق على الله سبحانه وتعالى بأنه النافع الضار فهل هما اسمان أم صفتان ؟ وهل ثبت حديث فيهما ؟
الشيخ : الحديث الذي فيه تعداد أسماء الله ضعيف وليس من أسماء الله النافع الضار بل هما من صفات الله عز وجل هو الذي بيده النفع وبيده الضر وليس هذا من الاسم وليس هذا من الصفة التي تقال وحدها بل يقال : النافع الضار جميعا وإن قيل : النافع فقط فلا بأس لكن النافع الضار فيه أن الله عز وجل بيده الأمر كله من نفع وضرر وعلى كل حال فهما ليسا من أسماء الله وإنما هما مما يوصف الله به فقط .

السائل : يا شيخ من له أسهم في شركة ثم تبين أن فيها نسبة ربوية وأراد التخلص منها من هذه النسبة ففي أي الوجوه يصرفها مثلا مساجد أو كذا أو فيه أشياء مخصصة فقط يصرف فيها ؟
الشيخ : هو بارك الله فيك كل مال يدخل على الإنسان بطريق محرم ثم يتوب منه فإنه يصرفه بما يقرب إلى الله من بناء المساجد والصدقة على الفقراء وغير ذلك المهم أن يخرجه من ملكه تخلصا منه على أي وجه من وجوه الخير حتى في بناء المساجد حتى في الصدقات على الفقراء نعم .

السائل : فضيلة الشيخ امرأة أهلت بعمرة عن والدها المتوفى وكان معها طفلها الرضيع وحينما وصلت الحرم كان الهواء باردا فخافت على وليدها ولم تكمل عمرتها ثم رجعت إلى جدة وحلت فما الذي يجب عليها ؟
الشيخ : فعلها هذا محرم ولا يحل لها أن تحل من عمرتها والواجب عليها الآن أن تكمل عمرتها فتطوف وتسعى وتقصر وما فعلته من المحظور من محظورات الإحرام فإنه لا شيء عليها فيه لأنها جاهلة وعليك أن تنصحها في ألا تتسرع في شيء من العبادات إلا بعد سؤال أهل العلم أي نعم .

السائل : فضيلة الشيخ هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة ؟ نرجو التوضيح .
الشيخ : الأشاعرة من أهل السنة والجماعة فيما وافقوا فيه أهل السنة والجماعة وهم مخالفون لأهل السنة والجماعة في باب الصفات لأنهم لا يثبتون من صفات الله إلا سبعا فقط ومع هذا لا يثبتونها على الوجه الذي أثبتها عليه أهل السنة فلا ينبغي أن نقول هم من أهل السنة على الإطلاق ولا أن ننفي عنهم كونهم من أهل السنة على الإطلاق نقول : هم من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة وهم مخالفون لأهل السنة فيما خالفوا فيه أهل السنة فالتفصيل هو الذي يكون به الحق وقد قال الله تعالى : (( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا )) فإخراجهم من أهل السنة مطلقا ليس من العدل وإدخالهم في أهل السنة مطلقا ليس من العدل أيضا والواجب أن يعطى كل ذي حق حقه نعم .

السائل : فضيلة الشيخ امرأة ليس لها زوج ولا ولد ولكن لها أخ وأعمام كتبت في وصيتها بأن جميع ما تخلفه من مال بعد وفاتها صدقة للفقراء والمساكين فهل تجوز هذه الوصية ؟
الشيخ : هذه الوصية تجوز بشرط إجازة الورثة لها فإذا أجازها الورثة وهو أخوها أعمامها لكن إذا أجاز أخوها هذه الوصية فلا بأس وإن لم يجزها فله أن يمنع ما زاد على الثلث لأن الوصية لا تجوز بزائد عن الثلث إلا بإجازة الورثة .

السائل : ما حكم الذبح لله عند القبر ؟
الشيخ : ما حكم ؟
السائل : ما حكم الذبح لله عند القبر ؟
الشيخ : الذبح لله عند القبر بدعة وهو في الحقيقة ذريعة إلى الشرك الأكبر لأن من رآك تذبح عند القبر فإنه لا يظن إلا أنك تذبح لصاحب القبر ويكون شركا أكبر إذا نوى به التقرب إلى صاحب القبر وتعظيم صاحب القبر لأن الذبح على سبيل التعظيم والتقرب لا يجوز إلا لله فهو من العبادات فإذا صرفه للقبر فقد صرف شيئا من أنواع العبادة لله فيكون بذلك مشركا نعم .

السائل : فضيلة الشيخ كيف نوفق بين قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ) وبين قوله صلى الله عليه وسلم : ( فر من المجذوم فرارك من الأسد ) ؟
الشيخ : نعم نوفق بينهما بأن النفي في قوله : ( لا عدوى ولا طيرة ) نفي لما يعتقده أهل الجاهلية أن العدوى مؤثرة بنفسها دون تقدير الله عز وجل وأما الأمر بالفرار من الأسد فهو أمر بالفرار مما يخشى شره لأن الجذام نسأل الله العافية من الأمراض المعدية السريعة العدوى فالأمر بالفرار منه أمر بالأسباب الواقية كما نقول مثلا اتق النار بالبعد عنها مع أن قربك من النار وبعدك عنها كله بقضاء الله وقدره فيكون النفي منصبا على ما كان معهودا أو معتقدا عندهم في الجاهلية من أن العدوى مؤثرة بنفسها ولهذا .