سلسلة الهدى والنور-545
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
ما حكم الدخان ؟
السائل : أتعبناك يا شيخ ، السؤال الأخير .
الشيخ : تفضل ، ما هي بشارة هذي .
السائل : نحن نعلم أن الحلال والحرام هو من الله عزّ وجل ، ما أحله الله في كتابه أو على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وما حرمه الله في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فهو حرام ، فما حكم الدخان هنا والدليل على ذلك ، بارك الله فيك ؟
الشيخ : على الخبير سقطت ، نحن لا نشك من عشرات السنين وليس بعد ما أُذيع في الإذاعات المسموعة والمرئية كما يقولون اليوم عن أضرار الدخان وأنه من الأسباب القوية لمرض الخبيث السرطان ، فقد كان معلوما منذ القديم بأن شرب الدخان يضر بالأبدان ولكن لم يكن عند بعضهم هذا الضرر مقطوعا بالنسبة لكل الذين يدمنون شرب الدخان فكان يُظن إنو يمكن البعض يتضرر والبعض لا يتضرر لكن الآن أصبح حقيقة طبية لا مراء فيها ولا جدال أن الدخان بالمادّة التي فيه وهي المعروفة بنيكوتين فهي مادة مضرة جدا بالبدن ، ولذلك فالدخان حرام عندنا من جهات ممكن أن تحصر بثلاث جهات الجهة الأولى وهي الواضحة التي لا إشكال فيها رائحته الكريهة التي تؤذي المؤمنين المعافين من شرب الدخان ، ولا بد قبل إتمام الكلام هذا من لفت النظر أنْ لا أحد سواء كان من المدمنين لشرب الدخان أو من الأطباء الذين يدرسون هذا الدخان دراسة طبية ، لا أحد منهم يستطيع أن يقول أن الدخان من حيث هو دخان مفيد في الصحة لا أحد يقول هذا إطلاقا ، فإذًا إذْ خلا من أي فائدة وتطبّع بطابع الرائحة الخبيثة واقترن مع هذه الرائحة الخبيثة الإيذاء فمن هذه الناحية يحرم استعمال الدخان والآن أنا أتكلم فقط من ناحية الرائحة وليس من ناحية الضرر الصحي البدني لأننا نعلم من السنة الصحيحة أن الإيذاء لا يجوز إسلاميا حتى بأطيب الكلام حتى بتلاوة القرآن ، وهذا صريح في حديث سنن أبي داود والإمام أحمد مسند أحمد وموطأ مالك من حديث أبي سعيد الخدري ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سمع بعض أهل المسجد يرفعون أصواتهم بتلاوة القرآن فقال يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذوا المؤمنين ) فتؤذوا المؤمنين ، إذًا نهاهم عن أن يؤذوا برفع صوتهم بتلاوة كلام الله فتؤذوا المؤمنين من هؤلاء المؤمنين هم الذين يشاركون هؤلاء الجاهرين بتلاوة قرآن بالجلوس في المسجد وكل واحد بقا إلو غاية في جلوسه ، إما أن يذكر الله سرّا وذلك أفضل الذكر وإما أن يدرس مع بعض إخوانه فقه علم حديث إلى آخره فيشوش عليه اولئك الجاهرون بالقرآن فيتأذّون بالجهر فنهاهم الرسول عليه السلام عن مثل هذا الإيذاء ، فإذا كان الشرع الحكيم نهى عن مثل هذا الإيذاء وما ألطفه من إيذاء بإسماعهم لكلام الله عزّ وجل مع ذلك ما دام اقترن به إيذاء لم يجز أن ترفع صوتك بكلام الله عزّ وجل القرآن ، هذا شيء لطيف جدا يمكن للمسلم المتجرد عن الهوى أولا وعن العصبية العلمية ثانيا أن يقنع بأن الدخان هذا لو لم يكن فيه إلا إيذاء من حوله من الجالسين ولا أقول من المصلين لأننا حينما نقوم في الصف ويأتينا رجل شرّيب دخان نكاد نقطع الصلاة من رائحته الكريهة فهو يؤذينا ونحن نصلي ونحن نناجي ربنا عز وجل في الصلاة هذا أشد إيذاءً من إيذاء أولئك برفع الصوت بالقرآن .
الشيخ : تفضل ، ما هي بشارة هذي .
السائل : نحن نعلم أن الحلال والحرام هو من الله عزّ وجل ، ما أحله الله في كتابه أو على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وما حرمه الله في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فهو حرام ، فما حكم الدخان هنا والدليل على ذلك ، بارك الله فيك ؟
الشيخ : على الخبير سقطت ، نحن لا نشك من عشرات السنين وليس بعد ما أُذيع في الإذاعات المسموعة والمرئية كما يقولون اليوم عن أضرار الدخان وأنه من الأسباب القوية لمرض الخبيث السرطان ، فقد كان معلوما منذ القديم بأن شرب الدخان يضر بالأبدان ولكن لم يكن عند بعضهم هذا الضرر مقطوعا بالنسبة لكل الذين يدمنون شرب الدخان فكان يُظن إنو يمكن البعض يتضرر والبعض لا يتضرر لكن الآن أصبح حقيقة طبية لا مراء فيها ولا جدال أن الدخان بالمادّة التي فيه وهي المعروفة بنيكوتين فهي مادة مضرة جدا بالبدن ، ولذلك فالدخان حرام عندنا من جهات ممكن أن تحصر بثلاث جهات الجهة الأولى وهي الواضحة التي لا إشكال فيها رائحته الكريهة التي تؤذي المؤمنين المعافين من شرب الدخان ، ولا بد قبل إتمام الكلام هذا من لفت النظر أنْ لا أحد سواء كان من المدمنين لشرب الدخان أو من الأطباء الذين يدرسون هذا الدخان دراسة طبية ، لا أحد منهم يستطيع أن يقول أن الدخان من حيث هو دخان مفيد في الصحة لا أحد يقول هذا إطلاقا ، فإذًا إذْ خلا من أي فائدة وتطبّع بطابع الرائحة الخبيثة واقترن مع هذه الرائحة الخبيثة الإيذاء فمن هذه الناحية يحرم استعمال الدخان والآن أنا أتكلم فقط من ناحية الرائحة وليس من ناحية الضرر الصحي البدني لأننا نعلم من السنة الصحيحة أن الإيذاء لا يجوز إسلاميا حتى بأطيب الكلام حتى بتلاوة القرآن ، وهذا صريح في حديث سنن أبي داود والإمام أحمد مسند أحمد وموطأ مالك من حديث أبي سعيد الخدري ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سمع بعض أهل المسجد يرفعون أصواتهم بتلاوة القرآن فقال يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذوا المؤمنين ) فتؤذوا المؤمنين ، إذًا نهاهم عن أن يؤذوا برفع صوتهم بتلاوة كلام الله فتؤذوا المؤمنين من هؤلاء المؤمنين هم الذين يشاركون هؤلاء الجاهرين بتلاوة قرآن بالجلوس في المسجد وكل واحد بقا إلو غاية في جلوسه ، إما أن يذكر الله سرّا وذلك أفضل الذكر وإما أن يدرس مع بعض إخوانه فقه علم حديث إلى آخره فيشوش عليه اولئك الجاهرون بالقرآن فيتأذّون بالجهر فنهاهم الرسول عليه السلام عن مثل هذا الإيذاء ، فإذا كان الشرع الحكيم نهى عن مثل هذا الإيذاء وما ألطفه من إيذاء بإسماعهم لكلام الله عزّ وجل مع ذلك ما دام اقترن به إيذاء لم يجز أن ترفع صوتك بكلام الله عزّ وجل القرآن ، هذا شيء لطيف جدا يمكن للمسلم المتجرد عن الهوى أولا وعن العصبية العلمية ثانيا أن يقنع بأن الدخان هذا لو لم يكن فيه إلا إيذاء من حوله من الجالسين ولا أقول من المصلين لأننا حينما نقوم في الصف ويأتينا رجل شرّيب دخان نكاد نقطع الصلاة من رائحته الكريهة فهو يؤذينا ونحن نصلي ونحن نناجي ربنا عز وجل في الصلاة هذا أشد إيذاءً من إيذاء أولئك برفع الصوت بالقرآن .
الأدلة على تحريم الدخان .
الشيخ : ... ثم يضاف إلى هذا الأحاديث التي جاءت لتصرّح بالنسبة لآكل الثوم والبصل مع أن الثوم والبصل من البقول التي فيها فائدة للجسم وربما تستخلص منهما خلاصات تدخل في بعض العلاجات في بعض الأدوية مع ذلك قال عليه الصلاة والسلام ( من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربنّ مصلانا ، فإن الملائكة تتأذّى مما يتأذّى منه بنو آدم ) ، هسا إنت يمكن الدقائق تبعاتك انتهت من زمان ما هيك ؟
أبو ليلى : كيف شيخنا ؟
الشيخ : الدقائق .
أبو ليلى : نعم بس ..
سائل آخر : .. شيخي ..
الشيخ : هههه ، ( من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مصلانا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم )، إذًا الرائحة الكريهة لا تؤذي الإنس المؤمنين فقط بل والملائكة أيضا ، وهذا ما لا يخطر في بال الشاربين للدخان ، أكثر من هذا جاء في صحيح مسلم ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل المسجد يوما فشمّ من أحدهم رائحة الثوم أو البصل فأمر بإخراجه من المسجد إلى البقيع ) إلى المقبرة كأنه يشير إلى أن هذا الذي يؤذي إخوانه المسلمين وفي بيت من بيوت الله لا يحق ولا يستحق أن يعيش مع الأحياء ليعش مع الأموات الذين لا يحسون ولا يشعرون أيّان يبعثون ، إذا كان الرسول عليه السلام اهتم بمن يؤذي المسلمين بالطعام الحلال بالثوم والبصل والمفيدين فقط لأنهما ذات رائحة كريهة فماذا كان يقول الرسول عليه السلام لو أنه كان في هذا الزمان ، ألا يعامل الدخان على الأقل بمثل ما عامل رائحة الثوم والبصل أم سيعامل الدخان بأكثر من ذلك وأنا لا أشك في هذا لأن الدخان مضر من الناحية الصحية كما تعلمون ولذلك فنحن مع إيمانّا بأن الحرام ما حرمه الله والحلال ما أحله الله ولكن لا ينبغي أن نقتصر على تحريم أشياء بمجرد هذا النص حرام وعلى تحليل بمجرد هذا النص حلال فهناك قواعد مثلا كما تعلمون فيما يقابل الحلال المباح الاصل في الأشياء الإباحة فنحنا نقول مثلا شرب الشاي مباح لسنا بحاجة إنو يكون عندنا نص يُفصَّل تفصيلا ، فالمقصود إنو إذا أردنا أن نثبت أمرا حلالا كشرب الشاي مثلا أو نحو ذلك من المشروبات الحديثة العهد اليوم لسنا بحاجة ليكون عندنا نص مفصل تفصيلا على إباحة هذا الشراب ، لكن يكفينا أنه يدخل في القاعدة " الأصل في الأشياء الإباحة " كذلك يكفينا في النهي عن أشياء لم تكن معروفة من قبل لأن فيها ضررا وبخاصة إذا كان فيها إضرارا فهنا يدخل في القاعدة التي قعّدها الرسول عليه السلام في الحديث المعروف ( لا ضرر ولا ضرار ) كذلك ما سبق ذكره آنفا فتؤذوا المؤمنين وهناك آية في القرآن الكريم عن إيذاء المؤمنين ، فالغرض أن الحرام ما حرمه الله والحلال ما أحله الله لكن أحيانا بكون التحريم والتحليل ليس بلفظ الحرام أو بلفظ الحلال وإنما بما يؤدي إلى أحدهما ، وإلا وقعنا في مشكلة بعض الجهلة المدمنين ليس للدخان فقط بل وللخمر بقلك هات نص في القرآن إنو الخمر حرام وقد يشكل هذا على بعض الجهلة لأنو ما حدا بيقدر يجبلو آية من القرآن إنو شرب الخمر حرام ، لكن العالم الفقيه كما قلت آنفا ليس من الضروري أن يجمد على لفظة الحرام أو لفظة الحلال بل هو يتوسع في فهم أحد الحكمين بنصوص أخرى كما هو ما يتعلق بذاك السؤال الجاهل وهو ما في نص في القرآن في تحريم الخمر ، فيه نص في القرآن لأنّ الله عزّ وجل أولا يقول (( فاجتنبوه )) فاجتنبوه هذا يفيد وجوب اجتناب الخمر فإذًا هو بمعنى فهو حرام ، ثانيا في القرآن الكريم (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) ، ثالثا الحديث المعروف ( ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرّم الله ) وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام ) الشاهد فالدخان ليس من الضروري إنو يكون عندنا نص شرب الدخان حرام لأ يكفينا أنه يدخل في بعض الدلالات العامة كما سبق ذكره منّا آنفا ، وإلا من أين نأتي بتحريم الحشيش المخدر أو الأفيون المخدر من نفس الباب الذي حرّمنا به شرب الدخان ، لأنو قد يشكل هذا الجواب بالنسبة لبعض من يقرؤون كتب السّنة فيجد في سنن أبي داود ( كل مفتّر حرام ) لكن هذا الحديث في سنده ضعف فيه رجل اسمه شهر بن حوشب وهو مع كونه صدوقا في نفسه كان سيئ الحفظ في ذاكرته ، فالشاهد تحريم هذه الأنواع من المخدرات وما أكثرها اليوم وما أكثر أسماءها فهي يكفي للقضاء عليها هذه الأدلة التي قدمناها آنفا في تحريم شرب الدخان مع أن الدخان يتميز في شدة التحريم على تلك المخدرات لأنو تلك المخدرات تحريمها يأتي من باب الضرر في البدن لكن ليس لها تلك الرائحة الكريهة حتى بالنسبة للمصلين منهم إذا دخلوا المسجد نفّروا من حولهم ، هؤلاء الذين يشربون الحشيش ليس كذلك بينما الذين يبتلون بشرب الدخان فهم منفرون برائحتهم الكريهة لأنها تصبح جزءا لا يتجزأ من حياتهم من طبيعتهم حتى ترى ذي الأصابع منهم آثار الدخان بين الأصابع ذي الشارب منهم صار شاربو أشقر وهو أسود من كتر ما بيشرب الدخان وهكذا ، أما إذا دخلنا بقا في تفاصيل الضرر من الناحية الطبية فأنتم على علم بذلك ، هذا ما لدينا من جواب يناسب المقام الآن حول الدخان .
السائل : جزاك الله خير .
الشيخ : آ انتهى وقتك ؟
أبو ليلى : والله شيخنا ما كمّل الشريط .
الشيخ : هه تيكمل الشريط .
أبو ليلى : كيف شيخنا ؟
الشيخ : الدقائق .
أبو ليلى : نعم بس ..
سائل آخر : .. شيخي ..
الشيخ : هههه ، ( من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مصلانا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم )، إذًا الرائحة الكريهة لا تؤذي الإنس المؤمنين فقط بل والملائكة أيضا ، وهذا ما لا يخطر في بال الشاربين للدخان ، أكثر من هذا جاء في صحيح مسلم ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل المسجد يوما فشمّ من أحدهم رائحة الثوم أو البصل فأمر بإخراجه من المسجد إلى البقيع ) إلى المقبرة كأنه يشير إلى أن هذا الذي يؤذي إخوانه المسلمين وفي بيت من بيوت الله لا يحق ولا يستحق أن يعيش مع الأحياء ليعش مع الأموات الذين لا يحسون ولا يشعرون أيّان يبعثون ، إذا كان الرسول عليه السلام اهتم بمن يؤذي المسلمين بالطعام الحلال بالثوم والبصل والمفيدين فقط لأنهما ذات رائحة كريهة فماذا كان يقول الرسول عليه السلام لو أنه كان في هذا الزمان ، ألا يعامل الدخان على الأقل بمثل ما عامل رائحة الثوم والبصل أم سيعامل الدخان بأكثر من ذلك وأنا لا أشك في هذا لأن الدخان مضر من الناحية الصحية كما تعلمون ولذلك فنحن مع إيمانّا بأن الحرام ما حرمه الله والحلال ما أحله الله ولكن لا ينبغي أن نقتصر على تحريم أشياء بمجرد هذا النص حرام وعلى تحليل بمجرد هذا النص حلال فهناك قواعد مثلا كما تعلمون فيما يقابل الحلال المباح الاصل في الأشياء الإباحة فنحنا نقول مثلا شرب الشاي مباح لسنا بحاجة إنو يكون عندنا نص يُفصَّل تفصيلا ، فالمقصود إنو إذا أردنا أن نثبت أمرا حلالا كشرب الشاي مثلا أو نحو ذلك من المشروبات الحديثة العهد اليوم لسنا بحاجة ليكون عندنا نص مفصل تفصيلا على إباحة هذا الشراب ، لكن يكفينا أنه يدخل في القاعدة " الأصل في الأشياء الإباحة " كذلك يكفينا في النهي عن أشياء لم تكن معروفة من قبل لأن فيها ضررا وبخاصة إذا كان فيها إضرارا فهنا يدخل في القاعدة التي قعّدها الرسول عليه السلام في الحديث المعروف ( لا ضرر ولا ضرار ) كذلك ما سبق ذكره آنفا فتؤذوا المؤمنين وهناك آية في القرآن الكريم عن إيذاء المؤمنين ، فالغرض أن الحرام ما حرمه الله والحلال ما أحله الله لكن أحيانا بكون التحريم والتحليل ليس بلفظ الحرام أو بلفظ الحلال وإنما بما يؤدي إلى أحدهما ، وإلا وقعنا في مشكلة بعض الجهلة المدمنين ليس للدخان فقط بل وللخمر بقلك هات نص في القرآن إنو الخمر حرام وقد يشكل هذا على بعض الجهلة لأنو ما حدا بيقدر يجبلو آية من القرآن إنو شرب الخمر حرام ، لكن العالم الفقيه كما قلت آنفا ليس من الضروري أن يجمد على لفظة الحرام أو لفظة الحلال بل هو يتوسع في فهم أحد الحكمين بنصوص أخرى كما هو ما يتعلق بذاك السؤال الجاهل وهو ما في نص في القرآن في تحريم الخمر ، فيه نص في القرآن لأنّ الله عزّ وجل أولا يقول (( فاجتنبوه )) فاجتنبوه هذا يفيد وجوب اجتناب الخمر فإذًا هو بمعنى فهو حرام ، ثانيا في القرآن الكريم (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) ، ثالثا الحديث المعروف ( ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرّم الله ) وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام ) الشاهد فالدخان ليس من الضروري إنو يكون عندنا نص شرب الدخان حرام لأ يكفينا أنه يدخل في بعض الدلالات العامة كما سبق ذكره منّا آنفا ، وإلا من أين نأتي بتحريم الحشيش المخدر أو الأفيون المخدر من نفس الباب الذي حرّمنا به شرب الدخان ، لأنو قد يشكل هذا الجواب بالنسبة لبعض من يقرؤون كتب السّنة فيجد في سنن أبي داود ( كل مفتّر حرام ) لكن هذا الحديث في سنده ضعف فيه رجل اسمه شهر بن حوشب وهو مع كونه صدوقا في نفسه كان سيئ الحفظ في ذاكرته ، فالشاهد تحريم هذه الأنواع من المخدرات وما أكثرها اليوم وما أكثر أسماءها فهي يكفي للقضاء عليها هذه الأدلة التي قدمناها آنفا في تحريم شرب الدخان مع أن الدخان يتميز في شدة التحريم على تلك المخدرات لأنو تلك المخدرات تحريمها يأتي من باب الضرر في البدن لكن ليس لها تلك الرائحة الكريهة حتى بالنسبة للمصلين منهم إذا دخلوا المسجد نفّروا من حولهم ، هؤلاء الذين يشربون الحشيش ليس كذلك بينما الذين يبتلون بشرب الدخان فهم منفرون برائحتهم الكريهة لأنها تصبح جزءا لا يتجزأ من حياتهم من طبيعتهم حتى ترى ذي الأصابع منهم آثار الدخان بين الأصابع ذي الشارب منهم صار شاربو أشقر وهو أسود من كتر ما بيشرب الدخان وهكذا ، أما إذا دخلنا بقا في تفاصيل الضرر من الناحية الطبية فأنتم على علم بذلك ، هذا ما لدينا من جواب يناسب المقام الآن حول الدخان .
السائل : جزاك الله خير .
الشيخ : آ انتهى وقتك ؟
أبو ليلى : والله شيخنا ما كمّل الشريط .
الشيخ : هه تيكمل الشريط .
هل شرب سجارة واحدة أو شفط شفطة واحدة فقط حرام ؟
علي الحلبي : في شيخنا إشكال هنا البعض أثناء مناقشتنا إلو
الشيخ : أي نعم .
علي : طبعا أذكر الحمد لله الأدلة إللي استفدناها من فضيلتكم في هذه القضية فكان أن طرح إشكالا قال هل شرب سيجارة واحدة حرام أو شفطة واحدة أيضا حرام ، كل الإشكالات التي أنتم حرّمتم بها الدخان لا ترد علينا لا في شرب سيجارة ولا في شرب يعني رشفة واحدة من هذا الدخان ...
الشيخ : نحن نقول لهذا السائل أو المتسائل : هل وجدت إنسانا شرب سيجارة وحدة في الدنيا ؟ ، فإذًا هو يسأل سؤال خيالي نحن نقول له أظن هذا البحث نحن تطرّقناه معكم ماذا يقول في إنسان يأخذ الإبرة ويغمّسها في الخمر ...
سائل آخر : ههههه .
الشيخ : يجوز ذلك ، هل يُجيز هذا ، ما أخاله ، فإن تعدّى وتجبر وطغى زدناه الثانية قلنا له إبرة أخمل شوي ههههه ، فمتى يقول هذا الإنسان حرام .
علي الحلبي : نقطة .
الشيخ : آه متى يقول لا يستطيع أن يحدد حدّا دقيقا ، من أجل ذلك قال عليه السلام ( ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) فهذا إذا كان مخلصا يقال له اسأل عن أمور واقعية ولا تسأل عن أمور خيالية هذا هو الجواب عن الإشكال هذا
علي الحلبي : جزاك الله خير.
الشيخ : وإياكم ، نعم .
الشيخ : أي نعم .
علي : طبعا أذكر الحمد لله الأدلة إللي استفدناها من فضيلتكم في هذه القضية فكان أن طرح إشكالا قال هل شرب سيجارة واحدة حرام أو شفطة واحدة أيضا حرام ، كل الإشكالات التي أنتم حرّمتم بها الدخان لا ترد علينا لا في شرب سيجارة ولا في شرب يعني رشفة واحدة من هذا الدخان ...
الشيخ : نحن نقول لهذا السائل أو المتسائل : هل وجدت إنسانا شرب سيجارة وحدة في الدنيا ؟ ، فإذًا هو يسأل سؤال خيالي نحن نقول له أظن هذا البحث نحن تطرّقناه معكم ماذا يقول في إنسان يأخذ الإبرة ويغمّسها في الخمر ...
سائل آخر : ههههه .
الشيخ : يجوز ذلك ، هل يُجيز هذا ، ما أخاله ، فإن تعدّى وتجبر وطغى زدناه الثانية قلنا له إبرة أخمل شوي ههههه ، فمتى يقول هذا الإنسان حرام .
علي الحلبي : نقطة .
الشيخ : آه متى يقول لا يستطيع أن يحدد حدّا دقيقا ، من أجل ذلك قال عليه السلام ( ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) فهذا إذا كان مخلصا يقال له اسأل عن أمور واقعية ولا تسأل عن أمور خيالية هذا هو الجواب عن الإشكال هذا
علي الحلبي : جزاك الله خير.
الشيخ : وإياكم ، نعم .
ما حكم الجماعة الثانية في المسجد ؟
السائل : شيخنا ما هو حكم اثنان أو ثلاث رجال حضروا إلى المسجد بعد انتهاء صلاة الظهر أو العصر أو أي فريضة كان أن يصلوا جماعة أو منفردين هؤلاء الثلاثة أو الاثنان ؟
الشيخ : نحن نعتقد جازمين بما قال به أئمة المسلمين الأقدمين كالإمام مالك والشافعي نصا من كتبهم وكذلك أبو حنيفة وإن كان ليس له كتب لكن كتب أصحابه كلهم مجتمعون على أنه تُكره تكرار الجماعة في مسجد له إمام راتب ومؤذن راتب ، يفرق هؤلاء الأئمة بفقههم بين مسجد على قارعة الطريق أشبه ما يكون بالمساجد في طريق المدينة ... المدينة ، مساجد صغيرة المارة يدخلون فيها فيصلون فالجماعة هنا جائزة أما مسجد محلة هذا المسجد له جواره وله أهله وأصحابه والمصلون فيه له مؤذن يخبرهم بحضور وقت الصلاة وله إمام يؤمهم فمثل هذه المساجد اتفق هؤلاء الأئمة الذين سميتهم لك آنفا بعدم شرعية الصلاة جماعة ثانية أو ثالثة أو ما بعدها ، ونص على ذلك الإمام مالك والإمام الشافعي كما قلت في كتبهم ، ومن أغرب ما ورد عن الإمام مالك أنه قال " لو أن إمام مسجد لم يحضر ولا حضر أحد إلا المؤذن فصلى وحده ثم حضر الجماعة قال يصلون وحدهم " كلهم مع أنو لم تُقَم جماعة لكن المؤذن قام بواجب الإخبار والإمام لعذرٍ أو آخر لم يحضر فصلى هذا المؤذن وحده ثم جاءت الجماعة قال يصلون فرادى ، هذا كله من باب سد الذريعة .
علي الحلبي : طب أيش رأيك إنت شيخنا في هالمسألة .
الشيخ : كيف .
علي : هذه المسألة بالذات الصورة هذه ما هو رأيك فيها
الشيخ : أنا معه ، حتى في هذه الصورة نعم ، أي نعم المسجد إللي وصفتُه آنفا .
علي الحلبي : نعم نعم .
الشيخ : أي نعم ، إخوانّا يعرفون قصتي أنا مع الجماعة الأولى والثانية فأنا برهة طويلة من الدهر ساعاتي أصلح الساعات وكان محلي دكاني بجانب المسجد فكنت أسمع الأذان بأذاني ولكن كنت متأثرا بالفقه السائد والمشاهد في المساجد تكرار الجماعة الوحدة بعد الأخرى فأنا مثلا عم أشتغل في الساعة بدي ركّب برغي أو بدي ركّب عقرب بسمع الأذان بعلل نفسي إنو هه شغلة بسيطة سرعان ما أنتهي منها وبقوم بأدرك صلاة الجماعة ، هاللي بيصير أحيانا ما هي بسيطة صعبة وطويلة الأمد فبيصير نقاش بيني ، بين عقلي وبين نفسي إنو هلأ بتفوتك صلاة الجماعة اترك الساعة بتلاقيها في أرضا وروح أدرك الجماعة نفسي بتقلّي لأ ولو كان راحت الجماعة بتشوف جماعة تانية عقلي بقول بلكين ما وجدنا إمام يصلي فينا ، إنت طالب علم ، نفسك مو عاجبتك إنت بتصلي بالناس إمام ههههه ، هذا صار معي مدة إلى أن فقهني الله عزّ وجل على الأقل في هذه المسألة فاقتنعت إنو كما أنه في المجتمع العام لا يشرع إلا إمام واحد هو الخليفة كذلك في المجتمع الخاص وهو المسجد لا يشرع إلا إمام واحد ، اقتنعت في هذا ، بعد هذا الاقتناع الساعة بيدي وضعتها على الطاولة أمامي وانطلق سراعا نادر جدا جدا بعد ما حملت في نفسي هذه العقيدة الصحيحة أن تفوتني صلاة الجماعة ، ولذلك فالقول بجواز الجماعة الثانية هي تصد عن ذكر الله مع الجماعة الأولى هذا أمر واقع ما له من دافع ، وأنا ربيت في دمشق وكنت أدخل مسجد بني أمية بعد صلاة العصر لحضور بعض الدروس هناك كنت في بعض الأحيان اسمع أذان المغرب وجماعة صلاة العصر لسا ما سلمت أي من جملة الجماعات صلى الإمام الأول الحنفي هذا في الزمن الأول بعدين صار الإمام الأول هو الشافعي بعدين لأنو كان الشيخ تاج الدين هذا رئيس الجمهورية السورية كان مذهبه شافعي فهو ورث المساجد يصلي الإمام الحنفي تبعا للتقاليد التركية العثمانية القديمة فهو لما كان رئيس جمهورية وشافعي المذهب قدم المذهب الشافعي على المذهب الحنفي فالمهم صلى الإمام الأول في محرابه والإمام الثاني في محرابه والثالث والرابع أربعة محاريب أربعة أئمة يصلون بصورة رسمية ونظامية في المسجد الأموي الكبير مع ذلك تستمر الجماعات حتى ندرك جماعة تصلي العصر وأذان المغرب يؤذن ، فالقول بجواز جماعة ثانية وإدخالها تحت قوله عليه السلام ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ) هذا فيه تعطيل للجماعة الأولى ، ولذلك هلأ نجد الفرق بين صلاة الجمعة وصلاة الجماعة صلاة الجمعة لأن الناس يعلمون لا تكرر فيغص المسجد بالمصلين صلاة الظهر بيعرفوا إنو بتتكرر بيكملوا صف أو صفين ، هذه الآثار كافية لتنبيه المسلم بصحة هذا القول الذي نقلته لكم آنفا إنو لا جماعة ثانية في مسجد له إمام راتب ومؤذن راتب وهذا القول مدعم بالسنة العملية أي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن في مسجده إلا جماعة واحدة وهذا يُستَنبط باستنباطات دقيقة جدا منها قوله عليه السلام ( لقد هممت أن آمر رجلا فيصلي بالناس ثم آمر رجالا فيحطبوا حطبا ثم أخالف إلى أناس يدعون الصلاة مع الجماعة فأحرّق عليهم بيوتهم والذي نفس محمد بيده لو يعلم أحدهم أن في المسجد مرماتين حسنتين لشهدها ) أي صلاة العشاء ، وجه الاستنباط من الحديث قال الرسول عليه السلام هم إنو يوكّل واحد يصلي نيابة عنه ويروح هو يغافل المتخلفين عن صلاة الجماعة ويحرّق البيوت عليهم لماذا لأنهم تركوا فريضة الجماعة وهذا معناه إنو لا جماعة ثانية ، لأنه لو قال الرسول ماذا تفعلون هنا لماذا لا تحضرون صلاة الجماعة كان بيقولوا في
يا رسول الله جماعة تانية في جماعة تالتة لكن لا مسدود عليهم طريق الاحتجاج على الرسول وحجة الرسول قائمة عليهم لأنه نبأهم أنه لا جماعة إلا الجماعة الأولى ولذلك جاز له عليه الصلاة والسلام أن يخالف إلى أولئك الأقوام ويحرق عليهم بيوتهم لكنه لم يفعل لسبب معروف عند العلماء وهو أن في البيوت من لا تجب عليهم صلاة الجماعة من النساء والأطفال إلى آخره ، وهذا أسلوب رائع جدا من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الترهيب من مخالفة الشرع وهو ... بالتحريق بالنار لماذا لم يفعل لأنه قام المانع ، وجِد المقتضي للتحريق فهددهم بذلك لكن قام المانع فلم ينفّذ هذا أسلوب رائع جدا ، فإذًا لهذا الحديث ولغيره لم يكن السلف الصالح يعرفون جماعتين في مسجد واحد ، ولذلك صح عن عبد الله بن مسعود أنه كان عنده رجلان من أصحابه التابعين الذين نقلوا العلم عنه فانطلقوا إلى المسجد وإذا الناس خارجون انتهت الصلاة فعاد بهما إلى بيته وصلى بهم جماعة وهو يعلم قوله صلى الله عليه وسلم ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) فلماذا لم يدخل المسجد ويصلي الفريضة لأن الرسول يعني أفضل صلاة جماعة لكن لما كان لا جماعة ثانية رجع بهم وجمّع بهم في بيته ، ومن هذه النقول وهي كثيرة وكثيرة جدا لذلك فالجماعة الثانية لا تُشرع نصا وعقلا نقلا وعقلا لأنها تفرق جماعة المسلمين وتُتّخذ وسيلة للتباغض والتنافر والتشاحن ، الآن حسبك هذا المقدار إن شاء الله .
السائل : جزاك الله خير يا شيخ .
علي الحلبي : بارك الله فيكم .
الشيخ : وننهي جماعتنا هذه بكفارة المجلس " سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألّا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك " نعم .
الشيخ : نحن نعتقد جازمين بما قال به أئمة المسلمين الأقدمين كالإمام مالك والشافعي نصا من كتبهم وكذلك أبو حنيفة وإن كان ليس له كتب لكن كتب أصحابه كلهم مجتمعون على أنه تُكره تكرار الجماعة في مسجد له إمام راتب ومؤذن راتب ، يفرق هؤلاء الأئمة بفقههم بين مسجد على قارعة الطريق أشبه ما يكون بالمساجد في طريق المدينة ... المدينة ، مساجد صغيرة المارة يدخلون فيها فيصلون فالجماعة هنا جائزة أما مسجد محلة هذا المسجد له جواره وله أهله وأصحابه والمصلون فيه له مؤذن يخبرهم بحضور وقت الصلاة وله إمام يؤمهم فمثل هذه المساجد اتفق هؤلاء الأئمة الذين سميتهم لك آنفا بعدم شرعية الصلاة جماعة ثانية أو ثالثة أو ما بعدها ، ونص على ذلك الإمام مالك والإمام الشافعي كما قلت في كتبهم ، ومن أغرب ما ورد عن الإمام مالك أنه قال " لو أن إمام مسجد لم يحضر ولا حضر أحد إلا المؤذن فصلى وحده ثم حضر الجماعة قال يصلون وحدهم " كلهم مع أنو لم تُقَم جماعة لكن المؤذن قام بواجب الإخبار والإمام لعذرٍ أو آخر لم يحضر فصلى هذا المؤذن وحده ثم جاءت الجماعة قال يصلون فرادى ، هذا كله من باب سد الذريعة .
علي الحلبي : طب أيش رأيك إنت شيخنا في هالمسألة .
الشيخ : كيف .
علي : هذه المسألة بالذات الصورة هذه ما هو رأيك فيها
الشيخ : أنا معه ، حتى في هذه الصورة نعم ، أي نعم المسجد إللي وصفتُه آنفا .
علي الحلبي : نعم نعم .
الشيخ : أي نعم ، إخوانّا يعرفون قصتي أنا مع الجماعة الأولى والثانية فأنا برهة طويلة من الدهر ساعاتي أصلح الساعات وكان محلي دكاني بجانب المسجد فكنت أسمع الأذان بأذاني ولكن كنت متأثرا بالفقه السائد والمشاهد في المساجد تكرار الجماعة الوحدة بعد الأخرى فأنا مثلا عم أشتغل في الساعة بدي ركّب برغي أو بدي ركّب عقرب بسمع الأذان بعلل نفسي إنو هه شغلة بسيطة سرعان ما أنتهي منها وبقوم بأدرك صلاة الجماعة ، هاللي بيصير أحيانا ما هي بسيطة صعبة وطويلة الأمد فبيصير نقاش بيني ، بين عقلي وبين نفسي إنو هلأ بتفوتك صلاة الجماعة اترك الساعة بتلاقيها في أرضا وروح أدرك الجماعة نفسي بتقلّي لأ ولو كان راحت الجماعة بتشوف جماعة تانية عقلي بقول بلكين ما وجدنا إمام يصلي فينا ، إنت طالب علم ، نفسك مو عاجبتك إنت بتصلي بالناس إمام ههههه ، هذا صار معي مدة إلى أن فقهني الله عزّ وجل على الأقل في هذه المسألة فاقتنعت إنو كما أنه في المجتمع العام لا يشرع إلا إمام واحد هو الخليفة كذلك في المجتمع الخاص وهو المسجد لا يشرع إلا إمام واحد ، اقتنعت في هذا ، بعد هذا الاقتناع الساعة بيدي وضعتها على الطاولة أمامي وانطلق سراعا نادر جدا جدا بعد ما حملت في نفسي هذه العقيدة الصحيحة أن تفوتني صلاة الجماعة ، ولذلك فالقول بجواز الجماعة الثانية هي تصد عن ذكر الله مع الجماعة الأولى هذا أمر واقع ما له من دافع ، وأنا ربيت في دمشق وكنت أدخل مسجد بني أمية بعد صلاة العصر لحضور بعض الدروس هناك كنت في بعض الأحيان اسمع أذان المغرب وجماعة صلاة العصر لسا ما سلمت أي من جملة الجماعات صلى الإمام الأول الحنفي هذا في الزمن الأول بعدين صار الإمام الأول هو الشافعي بعدين لأنو كان الشيخ تاج الدين هذا رئيس الجمهورية السورية كان مذهبه شافعي فهو ورث المساجد يصلي الإمام الحنفي تبعا للتقاليد التركية العثمانية القديمة فهو لما كان رئيس جمهورية وشافعي المذهب قدم المذهب الشافعي على المذهب الحنفي فالمهم صلى الإمام الأول في محرابه والإمام الثاني في محرابه والثالث والرابع أربعة محاريب أربعة أئمة يصلون بصورة رسمية ونظامية في المسجد الأموي الكبير مع ذلك تستمر الجماعات حتى ندرك جماعة تصلي العصر وأذان المغرب يؤذن ، فالقول بجواز جماعة ثانية وإدخالها تحت قوله عليه السلام ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ) هذا فيه تعطيل للجماعة الأولى ، ولذلك هلأ نجد الفرق بين صلاة الجمعة وصلاة الجماعة صلاة الجمعة لأن الناس يعلمون لا تكرر فيغص المسجد بالمصلين صلاة الظهر بيعرفوا إنو بتتكرر بيكملوا صف أو صفين ، هذه الآثار كافية لتنبيه المسلم بصحة هذا القول الذي نقلته لكم آنفا إنو لا جماعة ثانية في مسجد له إمام راتب ومؤذن راتب وهذا القول مدعم بالسنة العملية أي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن في مسجده إلا جماعة واحدة وهذا يُستَنبط باستنباطات دقيقة جدا منها قوله عليه السلام ( لقد هممت أن آمر رجلا فيصلي بالناس ثم آمر رجالا فيحطبوا حطبا ثم أخالف إلى أناس يدعون الصلاة مع الجماعة فأحرّق عليهم بيوتهم والذي نفس محمد بيده لو يعلم أحدهم أن في المسجد مرماتين حسنتين لشهدها ) أي صلاة العشاء ، وجه الاستنباط من الحديث قال الرسول عليه السلام هم إنو يوكّل واحد يصلي نيابة عنه ويروح هو يغافل المتخلفين عن صلاة الجماعة ويحرّق البيوت عليهم لماذا لأنهم تركوا فريضة الجماعة وهذا معناه إنو لا جماعة ثانية ، لأنه لو قال الرسول ماذا تفعلون هنا لماذا لا تحضرون صلاة الجماعة كان بيقولوا في
يا رسول الله جماعة تانية في جماعة تالتة لكن لا مسدود عليهم طريق الاحتجاج على الرسول وحجة الرسول قائمة عليهم لأنه نبأهم أنه لا جماعة إلا الجماعة الأولى ولذلك جاز له عليه الصلاة والسلام أن يخالف إلى أولئك الأقوام ويحرق عليهم بيوتهم لكنه لم يفعل لسبب معروف عند العلماء وهو أن في البيوت من لا تجب عليهم صلاة الجماعة من النساء والأطفال إلى آخره ، وهذا أسلوب رائع جدا من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الترهيب من مخالفة الشرع وهو ... بالتحريق بالنار لماذا لم يفعل لأنه قام المانع ، وجِد المقتضي للتحريق فهددهم بذلك لكن قام المانع فلم ينفّذ هذا أسلوب رائع جدا ، فإذًا لهذا الحديث ولغيره لم يكن السلف الصالح يعرفون جماعتين في مسجد واحد ، ولذلك صح عن عبد الله بن مسعود أنه كان عنده رجلان من أصحابه التابعين الذين نقلوا العلم عنه فانطلقوا إلى المسجد وإذا الناس خارجون انتهت الصلاة فعاد بهما إلى بيته وصلى بهم جماعة وهو يعلم قوله صلى الله عليه وسلم ( أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) فلماذا لم يدخل المسجد ويصلي الفريضة لأن الرسول يعني أفضل صلاة جماعة لكن لما كان لا جماعة ثانية رجع بهم وجمّع بهم في بيته ، ومن هذه النقول وهي كثيرة وكثيرة جدا لذلك فالجماعة الثانية لا تُشرع نصا وعقلا نقلا وعقلا لأنها تفرق جماعة المسلمين وتُتّخذ وسيلة للتباغض والتنافر والتشاحن ، الآن حسبك هذا المقدار إن شاء الله .
السائل : جزاك الله خير يا شيخ .
علي الحلبي : بارك الله فيكم .
الشيخ : وننهي جماعتنا هذه بكفارة المجلس " سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألّا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك " نعم .
اضيفت في - 2004-08-16