سلسلة الهدى والنور-572
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
شرح حديث ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوء مقعده من النار ) . وفيه كيف يقرب الداعية الدعوة السلفية للناس .
الشيخ : إذًا حديث (من أحب أن يتمثل له الناس قيامًا ) هذا الحديث يتعلق بالذي يحب ، ولكن الذين يقومون بهذا المحب هل هم يساعدونه على الخير أم على الشر ؟ لا شك يساعدونه على الشر ، هذا إذا عرفنا بأنه يحبه ، نقطع بأنهم إذا قاموا له ساعدوه على الشر على أن يكون من أهل النار ( فليتبوأ مقعده من النار ) .
وليس كل عالم مثلًا نستطيع أن نقول : فلان متكبر ، فلان متعجرف ، القيام له مساعدة له بأن يتبوأ مقعده من النار .
ليس كل العلماء بطبيعة الحال هكذا ، فهل يجوز القيام له ؟ نقول : لا ، لم ؟
أولًا : أولًا : اقتداء بالرسول وأصحابه .
ثانيًا : من باب سد الذريعة .
أي : إذا العالم اعتاد الناس أن يقوموا له تشوفت نفسه لهذا القيام .
فقد يأتي زمن حينما يرى تلميذه البار المحب له المخلص له كان يقوم له ثم إذا به لا يقوم ، فستجري مناقشة ثم معاتبة ثم ربما أكثر من ذلك بين العالم وبين التلميذ ، لماذا ؟ لأن هذا العالم اعتادت نفسه حب هذا القيام فأوقعه في هذا الحب المكروه المحرم اعتياد الناس له .
والبحث في هذا طويل أيضًا لكني أردت أن أذكر بأن العلماء وطلاب العلم يجب ألا يسايروا المجتمعات . لأن هذه المسايرة ليس لها حدود ، اليوم مثلًا تخرج بدعة ، أنا أقول : معلهش هناك ما هو أهم من ذلك ، وغدًا بدعة أخرى ونقول : معلهش ، معلهش ، حتى يصبح المجتمع بعيدًا عن العمل بما جاء به الإسلام بمثل هذه التأويلات وهذه التفسيرات .
واجب الداعية فقط أن يبين على منهج الآية الكريمة (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) .
يعجبني مناسبة حديث ( من أحب أن يتمثل له الناس قيامًا ) فقهًا دقيقًا جدًا قرأته في " سنن الترمذي " من معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - حيث دخل مجلسًا فيه رجلان : أحدهما صحابي بن صحابي ، والآخر تابعي ، وكلاهما من العبادلة ، الصحابي هو عبد الله بن الزبير بن العوام - رضي الله عنهما - .
التابعي عبد الله بن عامر ، فقام عبد الله بن عامر لمعاوية ولم يقم لعبد الله بن الزبير ، ومن فقه معاوية أنه نهى عبد الله بن عامر عن القيام له محتجًا بحديث ( من أحب أن يتمثل له الناس قيامًا ) هذا الاحتجاج قد لا يتنبه له بعض الناس ، لأن المقام له هو معاوية ، وهو يقول له : لا تقوم ، لأن الرسول قال : ( من أحب ) إيش هو ؟ يعني : حب القيام ، فهو رمى إلى المعنى الذي قلناه أخيرًا وهو من باب سد الذريعة ، أي : إذا اعتدتم على القيام فسأعتاد على هذا القيام ثم سيشغف قلبي بحبه وسيأتي يوم إذا ما قمتم وقعتم في الإثم الذي ذكرته الرسول - عليه السلام - في هذا الحديث .
لذلك قال له : لا تكون محتج بالحديث الذي قد يعود أثره على نفسه في يوم مما يأتي من الأيام ، ولذلك سد هذا الباب هو من واجب الدعاة الإسلاميين عملًا لأن الداعية إذا تفرد فقط بدعوة الناس إلى أن يعملوا بالشرع سواء ما كان منه واجبًا أو كان سنة مستحبة وهو نفسه لم يطبق هذه الأحكام بين الناس في نفسه فسوف لا يكون له ذلك الأثر المرجو ، لأن عامة الناس كما نعلم جميعًا يتأثرون بفعل العالم أكثر مما يتأثرون بقوله وتوجيهه ونصيحته .
أيضًا أختم هذه الكلمة بما جاء في ترجمة ابن بطة المحدث الحنبلي المعروف ، كان يشتد في مسألة القيام ويصرح بتحريمه ، أما أنا شخصيًا لا أصل إلى مرتبة التحريم لكني أقل ما أقول : إنه مكروه لمخالفته للسنة إلا في حالة أن نعلم أن رجل يحب القيام فحينئذ يجب الجلوس ، هذا كان يقول : بتحريم هذا القيام ، فذات يوم كان يمشي في بعض الأزقة ومعه تلميذ له ساعي ، فمر بعالم يبدو أن له رأيًا بجواز هذا القيام ويعلم أن ابن بطة يكرهه أشد الكراهة فقام له ، واعتذر له ببيتين من الشعر :
لا تلمني على القيام فحقي *** حين تبدو ألا أمل القيام
أنت من أكرم البرية عندي *** ومن الأحق أن أجل الكرامَ
فقال له ابن بطة لصاحبه : أغبه عني .
المهم يا إخوانا الشاعر تلميذ ابن بطة يقول : من تمام الأبيات يقول له : فسأجزيك بالقيامِ القيام ، يعني : لا تقم لي وإن كنت تحب احترام الكرام
فستضطرني أن أجزيك بالقيام القيام *** وأنا كاره لذلك جدًا
إن فيه تملقًا وآثامًا *** لا تكلف أخاف أن يتلقاك بما يستحل لي لحرامَ
وإذا صحت الضمائر منا *** اكتفينا من أن نثرب الأجسام
كلنا واثق بود أخيه *** ففيم إزعاجنا وعلامَ
هذا المعنى الإسلامي الصافي ، كلنا واثق بحب أخيه ففيم انزعاجنا وعلامَ ، لأن هذا الحب خرج من القلوب وتلبس الأبدان عارية عن هذه القلوب مثل هذا النفاق في هذه المجتمعات .
الحديث طويل ، فيه هناك في الشام في دمشق مكتبة اسمها "المكتبة العربية الهاشمية" كانت المكتبة لثلاثة من الإخوة طيبين صالحين لكن حسب البلد كلهم حليقين ، لكن متدينين يحافظون على الصلاة وكل شيء طيب ، أحدهم استجاب للدعوة وكنت أتردد عليهم بحكم عندهم مكتبة للبيع كبيرة جدًا ، هذا الرجل اسمه حمدي عبيد ، فيه أحمد وهذا أعلمهم أديب وشاعر ، وفيه حمدي ، وفيه توفيق .
حمدي هذا كان أقربهم للدعوة السلفية يحدثني بما يأتي ، قال : حضرنا حفلًا كبيرًا وفيه باب من الأبواب القديمة الخشبية العالية قال : بعد ما جلسنا وتكامل الحفل صارت إشاعة الآن يدخل الأمير الفلاني وتوجهت الأنظار إلى الباب طلع الأمير الفلاني قام المجلس ، فاستمروا قيامًا حتى جلس حضرة الأمير ، قال : فجلسنا ، قال : ما كدنا أن نجلس صارت إشاعة إنه الآن يأتي الآن الباشا الفلاني ، طلع الباشا الفلاني قمنا ، انتظرنا حتى جلسنا ، ما كدنا نجلس صارت إشاعة الآن يأتي الوزير الفلاني وهكذا ، يقول صاحبي : قال ما شفت غير قائم وقاعد كأن فيها نار يسمونها "زمبراك" تحت .... قائم وقاعد ، قلنا : والله ما يخلصنا من الشغلة هذه إلا نأخذ بالسنة التي يحدثنا فيها الشيخ الألباني فبقيت لذلك .
يعني : هذه الصورة تمثل هذا النفاق الاجتماعي هذا ، هذا واقع في أهل العلم ، مع ما نتكلم عن الأمراء والوزراء وإلى آخره ، ولذلك فأنا أقول : في كثير من الأحيان أهم شيء يجب تنبيه الناس هو ما اعتادوه على أنه لا شيء فيه ، كثير من الخطباء خاصة جماعة التبليغ الذين لا علم عندهم يدندنوا حول تذكير بأشياء محرمة لا يكاد مسلم يجهلها ، إياكم والزنا والسرقة ، والغيبة ، هذا شيء طيب التذكير فيه ، لكن ما لكم لا تبحثون العقيدة ، الشركيات ، الوثنيات ، الحلف بغير الله ، الحلف برأس أبوه ، وشوارب أبوه . . وإلى آخره ؟ هذه أشياء تُقَرِّص الناس وتنفر الناس ، سنة صلاة النبي ، حجة النبي ، كل هذه الأشياء لا تُثار وإنما الأشياء التي هم يعلمونها هم بحاجة إلى التذكير نعم ، لكن هناك أشياء بحاجة للتعليم .
فإذًا على طلاب العلم فضلًا عن العلماء الذين من آثارهم طلاب العلم هم أن ينبهوا عامة المسلمين على ما يصدر منهم من مخالفات شرعية حتى ما تصبح معهم عادي وتقليد لا يشعرون بآثارها السيئة في المجتمع الإسلامي .
طيب وإيش عندك يا عبد الله ؟
السائل : بالنسبة لو كان الوقت تأخر لكن بإيجاز غير مخل - حفظك الله -
وليس كل عالم مثلًا نستطيع أن نقول : فلان متكبر ، فلان متعجرف ، القيام له مساعدة له بأن يتبوأ مقعده من النار .
ليس كل العلماء بطبيعة الحال هكذا ، فهل يجوز القيام له ؟ نقول : لا ، لم ؟
أولًا : أولًا : اقتداء بالرسول وأصحابه .
ثانيًا : من باب سد الذريعة .
أي : إذا العالم اعتاد الناس أن يقوموا له تشوفت نفسه لهذا القيام .
فقد يأتي زمن حينما يرى تلميذه البار المحب له المخلص له كان يقوم له ثم إذا به لا يقوم ، فستجري مناقشة ثم معاتبة ثم ربما أكثر من ذلك بين العالم وبين التلميذ ، لماذا ؟ لأن هذا العالم اعتادت نفسه حب هذا القيام فأوقعه في هذا الحب المكروه المحرم اعتياد الناس له .
والبحث في هذا طويل أيضًا لكني أردت أن أذكر بأن العلماء وطلاب العلم يجب ألا يسايروا المجتمعات . لأن هذه المسايرة ليس لها حدود ، اليوم مثلًا تخرج بدعة ، أنا أقول : معلهش هناك ما هو أهم من ذلك ، وغدًا بدعة أخرى ونقول : معلهش ، معلهش ، حتى يصبح المجتمع بعيدًا عن العمل بما جاء به الإسلام بمثل هذه التأويلات وهذه التفسيرات .
واجب الداعية فقط أن يبين على منهج الآية الكريمة (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )) .
يعجبني مناسبة حديث ( من أحب أن يتمثل له الناس قيامًا ) فقهًا دقيقًا جدًا قرأته في " سنن الترمذي " من معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - حيث دخل مجلسًا فيه رجلان : أحدهما صحابي بن صحابي ، والآخر تابعي ، وكلاهما من العبادلة ، الصحابي هو عبد الله بن الزبير بن العوام - رضي الله عنهما - .
التابعي عبد الله بن عامر ، فقام عبد الله بن عامر لمعاوية ولم يقم لعبد الله بن الزبير ، ومن فقه معاوية أنه نهى عبد الله بن عامر عن القيام له محتجًا بحديث ( من أحب أن يتمثل له الناس قيامًا ) هذا الاحتجاج قد لا يتنبه له بعض الناس ، لأن المقام له هو معاوية ، وهو يقول له : لا تقوم ، لأن الرسول قال : ( من أحب ) إيش هو ؟ يعني : حب القيام ، فهو رمى إلى المعنى الذي قلناه أخيرًا وهو من باب سد الذريعة ، أي : إذا اعتدتم على القيام فسأعتاد على هذا القيام ثم سيشغف قلبي بحبه وسيأتي يوم إذا ما قمتم وقعتم في الإثم الذي ذكرته الرسول - عليه السلام - في هذا الحديث .
لذلك قال له : لا تكون محتج بالحديث الذي قد يعود أثره على نفسه في يوم مما يأتي من الأيام ، ولذلك سد هذا الباب هو من واجب الدعاة الإسلاميين عملًا لأن الداعية إذا تفرد فقط بدعوة الناس إلى أن يعملوا بالشرع سواء ما كان منه واجبًا أو كان سنة مستحبة وهو نفسه لم يطبق هذه الأحكام بين الناس في نفسه فسوف لا يكون له ذلك الأثر المرجو ، لأن عامة الناس كما نعلم جميعًا يتأثرون بفعل العالم أكثر مما يتأثرون بقوله وتوجيهه ونصيحته .
أيضًا أختم هذه الكلمة بما جاء في ترجمة ابن بطة المحدث الحنبلي المعروف ، كان يشتد في مسألة القيام ويصرح بتحريمه ، أما أنا شخصيًا لا أصل إلى مرتبة التحريم لكني أقل ما أقول : إنه مكروه لمخالفته للسنة إلا في حالة أن نعلم أن رجل يحب القيام فحينئذ يجب الجلوس ، هذا كان يقول : بتحريم هذا القيام ، فذات يوم كان يمشي في بعض الأزقة ومعه تلميذ له ساعي ، فمر بعالم يبدو أن له رأيًا بجواز هذا القيام ويعلم أن ابن بطة يكرهه أشد الكراهة فقام له ، واعتذر له ببيتين من الشعر :
لا تلمني على القيام فحقي *** حين تبدو ألا أمل القيام
أنت من أكرم البرية عندي *** ومن الأحق أن أجل الكرامَ
فقال له ابن بطة لصاحبه : أغبه عني .
المهم يا إخوانا الشاعر تلميذ ابن بطة يقول : من تمام الأبيات يقول له : فسأجزيك بالقيامِ القيام ، يعني : لا تقم لي وإن كنت تحب احترام الكرام
فستضطرني أن أجزيك بالقيام القيام *** وأنا كاره لذلك جدًا
إن فيه تملقًا وآثامًا *** لا تكلف أخاف أن يتلقاك بما يستحل لي لحرامَ
وإذا صحت الضمائر منا *** اكتفينا من أن نثرب الأجسام
كلنا واثق بود أخيه *** ففيم إزعاجنا وعلامَ
هذا المعنى الإسلامي الصافي ، كلنا واثق بحب أخيه ففيم انزعاجنا وعلامَ ، لأن هذا الحب خرج من القلوب وتلبس الأبدان عارية عن هذه القلوب مثل هذا النفاق في هذه المجتمعات .
الحديث طويل ، فيه هناك في الشام في دمشق مكتبة اسمها "المكتبة العربية الهاشمية" كانت المكتبة لثلاثة من الإخوة طيبين صالحين لكن حسب البلد كلهم حليقين ، لكن متدينين يحافظون على الصلاة وكل شيء طيب ، أحدهم استجاب للدعوة وكنت أتردد عليهم بحكم عندهم مكتبة للبيع كبيرة جدًا ، هذا الرجل اسمه حمدي عبيد ، فيه أحمد وهذا أعلمهم أديب وشاعر ، وفيه حمدي ، وفيه توفيق .
حمدي هذا كان أقربهم للدعوة السلفية يحدثني بما يأتي ، قال : حضرنا حفلًا كبيرًا وفيه باب من الأبواب القديمة الخشبية العالية قال : بعد ما جلسنا وتكامل الحفل صارت إشاعة الآن يدخل الأمير الفلاني وتوجهت الأنظار إلى الباب طلع الأمير الفلاني قام المجلس ، فاستمروا قيامًا حتى جلس حضرة الأمير ، قال : فجلسنا ، قال : ما كدنا أن نجلس صارت إشاعة إنه الآن يأتي الآن الباشا الفلاني ، طلع الباشا الفلاني قمنا ، انتظرنا حتى جلسنا ، ما كدنا نجلس صارت إشاعة الآن يأتي الوزير الفلاني وهكذا ، يقول صاحبي : قال ما شفت غير قائم وقاعد كأن فيها نار يسمونها "زمبراك" تحت .... قائم وقاعد ، قلنا : والله ما يخلصنا من الشغلة هذه إلا نأخذ بالسنة التي يحدثنا فيها الشيخ الألباني فبقيت لذلك .
يعني : هذه الصورة تمثل هذا النفاق الاجتماعي هذا ، هذا واقع في أهل العلم ، مع ما نتكلم عن الأمراء والوزراء وإلى آخره ، ولذلك فأنا أقول : في كثير من الأحيان أهم شيء يجب تنبيه الناس هو ما اعتادوه على أنه لا شيء فيه ، كثير من الخطباء خاصة جماعة التبليغ الذين لا علم عندهم يدندنوا حول تذكير بأشياء محرمة لا يكاد مسلم يجهلها ، إياكم والزنا والسرقة ، والغيبة ، هذا شيء طيب التذكير فيه ، لكن ما لكم لا تبحثون العقيدة ، الشركيات ، الوثنيات ، الحلف بغير الله ، الحلف برأس أبوه ، وشوارب أبوه . . وإلى آخره ؟ هذه أشياء تُقَرِّص الناس وتنفر الناس ، سنة صلاة النبي ، حجة النبي ، كل هذه الأشياء لا تُثار وإنما الأشياء التي هم يعلمونها هم بحاجة إلى التذكير نعم ، لكن هناك أشياء بحاجة للتعليم .
فإذًا على طلاب العلم فضلًا عن العلماء الذين من آثارهم طلاب العلم هم أن ينبهوا عامة المسلمين على ما يصدر منهم من مخالفات شرعية حتى ما تصبح معهم عادي وتقليد لا يشعرون بآثارها السيئة في المجتمع الإسلامي .
طيب وإيش عندك يا عبد الله ؟
السائل : بالنسبة لو كان الوقت تأخر لكن بإيجاز غير مخل - حفظك الله -
1 - شرح حديث ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوء مقعده من النار ) . وفيه كيف يقرب الداعية الدعوة السلفية للناس . أستمع حفظ
ما هو المنهج السلفي في الرد على المخالف ؟
السائل : المنهج السلفي في الرد على المخالف ؟ نريد المنهج السلفي في الرد على المخالف ؟
الشيخ : الذي أعتقده أن الذي يريد أن يرد على المخالفين يجب أن نبين له أن الإخوة الإسلامية تجمعه معه ، وأنه مسلم يؤمن بالله ورسوله كما هو أيضًا يؤمن بالله ورسوله ، حتى يشعر المدعو إلى منهج الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح أنه يحب له الخير ، ولا يريد له الشر ، وأنه له ناصح أمين ، هذا أولًا .
وثانيًا : أن يقدم له من الآيات والأحاديث ما يُيسر له فهمها وأنها تبين له أنه على خطأ ، ولا يكتفي بذلك بل يضم إذا كان هناك أعمال يفعلها مخالفة للكتاب والسنة يأتي بالنصوص التي تدخل في باب الترغيب والترهيب .
لأن الحقيقة أن الفقه الإسلامي تتطور مع الزمن أصبح كما يقال : جامدًا ، لا روح ولا حياة فيه ، كأي علم آخر مثلًا : شروط الصلاة ، أركان الصلاة ، واجبات الصلاة ، سنن الصلاة ، ليس في هذه البيانات التي يجب بيانها ما يحض المسلم على الإيمان بها وعلى الاهتمام بتطبيقها من آية أو حديث فيها أو فيه ترغيب وترهيب .
فلابد من الإتيان أيضًا بشيء من هذه المرغبات والمنبهات لتفتح قلب المدعو إلى الاستجابة للداعي .
وأخيرًا لابد من الاستشهاد وليس الاستدلال بأقوال الأئمة والعلماء الذين هو مقتنع بفضلهم وبعلمهم وبأنهم كانوا على هدى من ربهم لأن المشكلة في العصر الحاضر أننا نجابه : هؤلاء العلماء ما فهمانين مثل ما أنت تقول ؟ ! هذا يقال لجهله ، فيجب أن يذكر بإنه هذا الذي ندعوهم إليه هو ما كان عليه العلماء الذين يجلهم كل بحسبه ، إن كان مثلًا متبع بالمذهب من المذاهب الحنفي أو الشافعي أو المالكي يؤتى له بأقوال هؤلاء الأئمة فيما هذا السائل للعلم أو الداعية في صدد تنبيهه على خطأ ما هو عليه .
كذلك إن كان يدعي مثلًا التصوف فنحن نأتي بناس من كبار الصحابة الذين عُرفوا بالزُّهد والإعراض عن الدنيا والتكالب عليها فنأمره بأن يقتدي بهؤلاء وليس بأمثال الصوفية المعروفين بالانحراف عن العقيدة الصحيحة باسم التصوف كابن عربي مثلًا وابن سبعين وأمثالهما ، هذا ما يحضرني من ضرورة أن يسلك الداعية هذا السبيل لتقريب الدعوة السلفية إلى أذهان الناس الباعدين عن هذه الدعوة .
هل من شيء آخر ؟
الشيخ : الذي أعتقده أن الذي يريد أن يرد على المخالفين يجب أن نبين له أن الإخوة الإسلامية تجمعه معه ، وأنه مسلم يؤمن بالله ورسوله كما هو أيضًا يؤمن بالله ورسوله ، حتى يشعر المدعو إلى منهج الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح أنه يحب له الخير ، ولا يريد له الشر ، وأنه له ناصح أمين ، هذا أولًا .
وثانيًا : أن يقدم له من الآيات والأحاديث ما يُيسر له فهمها وأنها تبين له أنه على خطأ ، ولا يكتفي بذلك بل يضم إذا كان هناك أعمال يفعلها مخالفة للكتاب والسنة يأتي بالنصوص التي تدخل في باب الترغيب والترهيب .
لأن الحقيقة أن الفقه الإسلامي تتطور مع الزمن أصبح كما يقال : جامدًا ، لا روح ولا حياة فيه ، كأي علم آخر مثلًا : شروط الصلاة ، أركان الصلاة ، واجبات الصلاة ، سنن الصلاة ، ليس في هذه البيانات التي يجب بيانها ما يحض المسلم على الإيمان بها وعلى الاهتمام بتطبيقها من آية أو حديث فيها أو فيه ترغيب وترهيب .
فلابد من الإتيان أيضًا بشيء من هذه المرغبات والمنبهات لتفتح قلب المدعو إلى الاستجابة للداعي .
وأخيرًا لابد من الاستشهاد وليس الاستدلال بأقوال الأئمة والعلماء الذين هو مقتنع بفضلهم وبعلمهم وبأنهم كانوا على هدى من ربهم لأن المشكلة في العصر الحاضر أننا نجابه : هؤلاء العلماء ما فهمانين مثل ما أنت تقول ؟ ! هذا يقال لجهله ، فيجب أن يذكر بإنه هذا الذي ندعوهم إليه هو ما كان عليه العلماء الذين يجلهم كل بحسبه ، إن كان مثلًا متبع بالمذهب من المذاهب الحنفي أو الشافعي أو المالكي يؤتى له بأقوال هؤلاء الأئمة فيما هذا السائل للعلم أو الداعية في صدد تنبيهه على خطأ ما هو عليه .
كذلك إن كان يدعي مثلًا التصوف فنحن نأتي بناس من كبار الصحابة الذين عُرفوا بالزُّهد والإعراض عن الدنيا والتكالب عليها فنأمره بأن يقتدي بهؤلاء وليس بأمثال الصوفية المعروفين بالانحراف عن العقيدة الصحيحة باسم التصوف كابن عربي مثلًا وابن سبعين وأمثالهما ، هذا ما يحضرني من ضرورة أن يسلك الداعية هذا السبيل لتقريب الدعوة السلفية إلى أذهان الناس الباعدين عن هذه الدعوة .
هل من شيء آخر ؟
هل تراجعتم عن فتواكم بالجهاد العيني في أفغانستان .؟
السائل : نعم ، سؤال بإيجاز : الوضع في أفغانستان تغير عن ذي قبل فهل يا ترى أن الشيخ تراجع عن فتواه من فرض العين إلى فرض الكفاية ؟
الشيخ : لا أتراجع عن فتواي إنما توقفت وصرَّحت بهذا أكثر من مرة حتى تعود المياه إلى مجاريها ويتبين لنا بوضوح أن القضية ليست قضية تخاصم على مراكز وعلى ولايات وعلى التأمُّر فبعد الفتنة التي وقعت ثم الركوض هذا المريب واتصال بعض الأحزاب بالروس وذهابهم إليهم ، ورجوعهم يشيعون بعض الأخبار يكذبها الآخرون من نفس الأحزاب أصبحنا في ريب كبير من استمرارية الذهاب للجهاد في سبيل الله حقًّا .
وأنا من قبل لم يكن لي أيُّ علاقة بهذا القتال لبعدنا عنهم وإن كنا نبين الأحكام التي نعرفها من شريعتنا لكن أخيرًا وجدت بعض الأسباب التي جعلتني أفتُر عن حماسي السابق ، إضافة إلى ما ذكرناه آنفًا من الفتنة التي لم تخفَ على أحد ذلك أنه حضر شاب من المجاهدين هناك من جماعة " حِكمة يار " كنا في دار الأخ هذا حسين فأثار موضوع الخلاف القائم هناك وقتل جميل الرحمن - رحمه الله - فتبين لي بأن هذا الشاب متحمس لحكمة يار ، مع أنه فيما يبدو سلفي العقيدة والتوحيد ، فتحدثنا وكان الأستاذ أيضًا أبو مالك حاضرًا ، بعد حديث طويل طلبت منه أن يبلغ حكمة يار سلامي أولًا وطلبين اثنين :
الأول : ألا يكتفي بإعلام براءته من قتل جميل الرحمن ، فيه مثلًا بعض الكتابات وهي لا تتعدى المجتمع الذي نعيش فيه ، وإنما ليعلن ذلك بكل الوسائل الإعلام المعروفة اليوم خاصة لهم بعض المجلات توزع في البلاد العربية ، أن يُعلن أولًا براءته من أن يكون مشاركًا في قتل جميل الرحمن أولًا .
وثانيًا : أن يعلن بأنهم إذا فتحوا "كابُول" عاصمة الشيوعيين راجين أن يكون ذلك قريبًا أن يعلنوا أن الحكم سيكون بالكتاب والسنة ، وليس على مذهب الحنفية الذين يتعبدون الله به ، وسافر الرجل وقد وعد أن يفعل ، أي : أن يبلغ هذه الرسالة الشفهية إلى حكمة يار ، ثم رجع بعد أسابيع ومعه خطاب من حكمة يار إلى الألباني ، سبحان الله ! يدندن حول الجواب عن السؤال الأول وبشيء من الدبلوماسية .
أما الجواب عن السؤال الثاني فلم يتعرض له أبدًا ، أما الدبلوماسية التي دندن حولها فهو يقول : أننا صحيح على المذهب الحنفي لكن هذا المذهب يدين الله كبار علم الفقه وخدم الحديث وخدم الفقه وكلهم يقول : إذا صح الحديث فهو مذهبي . . ومن هذا الكلام.
فأنا قلت لصاحبي الذي جاءنا بهذه الرسالة وشرحت له الموضوع : إنه يا أخي هذا أولًا لم يجب عن السؤال الثاني ، وجوابه عن السؤال الأول ليس فيه صراحة لأنه صحيح هؤلاء كل إمام أخذ من الكتاب والسنة لكنهم اختلفوا وحين الاختلاف يجب على أهل العلم أن يرجعوا إلى الكتاب والسنة فهذا ما نراه في رءوسكم وفي قوادكم لا يعلنون نحن مع الكتاب والسنة ، نحن على المذهب الحنفي ، والمذهب الحنفي مذهب من المذاهب المتبعة ، فلهذا وذاك لا أزال إنه واجب ، لكن فتر عن هذا الأمر من نفسي إنما وقعت فتنة القتل المذكور أولًا ، ثم لما وجدت حكمة يار لا يفصح بإقامة الدولة المسلمة على الكتاب والسنة إذا ما استطاعوا أن يقيموها في أفغانستان وبخاصة في عاصمة أفغانستان ألا وهي " كابول " فنسأل الله عز وجل أن يعيد نشاط هؤلاء إلى مجاهدة هؤلاء الكفار من الشيوعيين وأن يمكن لهم في الأرض ، وحتى قلت لذلك الشاب : أن عليهم أن يستعينوا بأهل العلم في مختلف البلاد الإسلامية لأنه إذا أرادوا أن يقيموا دولة الإسلام فلابد من وضع قانون ودستور على أساس الكتاب والسنة وألا يقيموه على مذهب الكتاب الحنفي الذي يقول مثلًا : يقتل المسلم بكافر ، ودية الذمي كدية المسلم ، يعني : مخالفات صريحة للسنة ، إذا كانوا ليسوا على علم مثلًا بمذهب الكتاب والسنة فعليهم أن يستعينوا على الأقل بالعلماء الآخرين في مختلف البلاد .
فما جاء الجواب المرضي إطلاقًا ، ومع ذلك أنا قلت ولا أزال أقول : أن تقوم دولة الإسلام على المذهب الحنفي في أفغانستان خير بكثير من النظام الشيوعي ، قد يقيموها لكن لا يقفوا عندها ، عليهم أن يتعاونوا مع علماء المسلمين الآخرين .
هذا ما عندي أيضًا عن هذا السؤال الأخير ، ولعلنا نكتفي بهذا القدر .
الشيخ : لا أتراجع عن فتواي إنما توقفت وصرَّحت بهذا أكثر من مرة حتى تعود المياه إلى مجاريها ويتبين لنا بوضوح أن القضية ليست قضية تخاصم على مراكز وعلى ولايات وعلى التأمُّر فبعد الفتنة التي وقعت ثم الركوض هذا المريب واتصال بعض الأحزاب بالروس وذهابهم إليهم ، ورجوعهم يشيعون بعض الأخبار يكذبها الآخرون من نفس الأحزاب أصبحنا في ريب كبير من استمرارية الذهاب للجهاد في سبيل الله حقًّا .
وأنا من قبل لم يكن لي أيُّ علاقة بهذا القتال لبعدنا عنهم وإن كنا نبين الأحكام التي نعرفها من شريعتنا لكن أخيرًا وجدت بعض الأسباب التي جعلتني أفتُر عن حماسي السابق ، إضافة إلى ما ذكرناه آنفًا من الفتنة التي لم تخفَ على أحد ذلك أنه حضر شاب من المجاهدين هناك من جماعة " حِكمة يار " كنا في دار الأخ هذا حسين فأثار موضوع الخلاف القائم هناك وقتل جميل الرحمن - رحمه الله - فتبين لي بأن هذا الشاب متحمس لحكمة يار ، مع أنه فيما يبدو سلفي العقيدة والتوحيد ، فتحدثنا وكان الأستاذ أيضًا أبو مالك حاضرًا ، بعد حديث طويل طلبت منه أن يبلغ حكمة يار سلامي أولًا وطلبين اثنين :
الأول : ألا يكتفي بإعلام براءته من قتل جميل الرحمن ، فيه مثلًا بعض الكتابات وهي لا تتعدى المجتمع الذي نعيش فيه ، وإنما ليعلن ذلك بكل الوسائل الإعلام المعروفة اليوم خاصة لهم بعض المجلات توزع في البلاد العربية ، أن يُعلن أولًا براءته من أن يكون مشاركًا في قتل جميل الرحمن أولًا .
وثانيًا : أن يعلن بأنهم إذا فتحوا "كابُول" عاصمة الشيوعيين راجين أن يكون ذلك قريبًا أن يعلنوا أن الحكم سيكون بالكتاب والسنة ، وليس على مذهب الحنفية الذين يتعبدون الله به ، وسافر الرجل وقد وعد أن يفعل ، أي : أن يبلغ هذه الرسالة الشفهية إلى حكمة يار ، ثم رجع بعد أسابيع ومعه خطاب من حكمة يار إلى الألباني ، سبحان الله ! يدندن حول الجواب عن السؤال الأول وبشيء من الدبلوماسية .
أما الجواب عن السؤال الثاني فلم يتعرض له أبدًا ، أما الدبلوماسية التي دندن حولها فهو يقول : أننا صحيح على المذهب الحنفي لكن هذا المذهب يدين الله كبار علم الفقه وخدم الحديث وخدم الفقه وكلهم يقول : إذا صح الحديث فهو مذهبي . . ومن هذا الكلام.
فأنا قلت لصاحبي الذي جاءنا بهذه الرسالة وشرحت له الموضوع : إنه يا أخي هذا أولًا لم يجب عن السؤال الثاني ، وجوابه عن السؤال الأول ليس فيه صراحة لأنه صحيح هؤلاء كل إمام أخذ من الكتاب والسنة لكنهم اختلفوا وحين الاختلاف يجب على أهل العلم أن يرجعوا إلى الكتاب والسنة فهذا ما نراه في رءوسكم وفي قوادكم لا يعلنون نحن مع الكتاب والسنة ، نحن على المذهب الحنفي ، والمذهب الحنفي مذهب من المذاهب المتبعة ، فلهذا وذاك لا أزال إنه واجب ، لكن فتر عن هذا الأمر من نفسي إنما وقعت فتنة القتل المذكور أولًا ، ثم لما وجدت حكمة يار لا يفصح بإقامة الدولة المسلمة على الكتاب والسنة إذا ما استطاعوا أن يقيموها في أفغانستان وبخاصة في عاصمة أفغانستان ألا وهي " كابول " فنسأل الله عز وجل أن يعيد نشاط هؤلاء إلى مجاهدة هؤلاء الكفار من الشيوعيين وأن يمكن لهم في الأرض ، وحتى قلت لذلك الشاب : أن عليهم أن يستعينوا بأهل العلم في مختلف البلاد الإسلامية لأنه إذا أرادوا أن يقيموا دولة الإسلام فلابد من وضع قانون ودستور على أساس الكتاب والسنة وألا يقيموه على مذهب الكتاب الحنفي الذي يقول مثلًا : يقتل المسلم بكافر ، ودية الذمي كدية المسلم ، يعني : مخالفات صريحة للسنة ، إذا كانوا ليسوا على علم مثلًا بمذهب الكتاب والسنة فعليهم أن يستعينوا على الأقل بالعلماء الآخرين في مختلف البلاد .
فما جاء الجواب المرضي إطلاقًا ، ومع ذلك أنا قلت ولا أزال أقول : أن تقوم دولة الإسلام على المذهب الحنفي في أفغانستان خير بكثير من النظام الشيوعي ، قد يقيموها لكن لا يقفوا عندها ، عليهم أن يتعاونوا مع علماء المسلمين الآخرين .
هذا ما عندي أيضًا عن هذا السؤال الأخير ، ولعلنا نكتفي بهذا القدر .
هل من منهج السلف في الرد على المخالف أسلوب الموازنة .؟
السائل : حول منهج السلف في الرد على المخالف ، فهل من منهج السلف في الرد على المخالف أسلوب الموازنة أي : ذكر حسنات المخالف وذكر سيئاته أمه أنه تمحيص موضع المخالفة والرد عليها دون الالتفات إلى ما له من حسنات أخرى ؟
الشيخ : لا ، هو ذكر السيئات ما أظن هذا أمر وارد في السيئات ، أما ذكر الأخطاء ، لعلك تريد أن تقول : الأخطاء ، المخالفات ، ليتك قلت : المخالفات بدل السيئات .
السائل : هذا هو الذي جرى على ألسنتهم .
الشيخ : هذا هو الأصل أنه ما تذكر السيئات إنما تذكر الأخطاء التي تخالف الكتاب والسنة ، أما أنه أساء بأنه قال كذا وكذا هذا ليس من أسلوب الدعوة .
السائل : هل يلزم من كل مخالفة أن يذكر معها حسنات أخرى ؟
الشيخ : والله هذا يختلف باختلاف المجال ، المجال أن يذكر فحسن أن يفعل ، أما ممكن أن يذكر الحسنات قد تضيع الفائدة بذكر الحسنات عن الحسنة الكبرى .
الشيخ : لا ، هو ذكر السيئات ما أظن هذا أمر وارد في السيئات ، أما ذكر الأخطاء ، لعلك تريد أن تقول : الأخطاء ، المخالفات ، ليتك قلت : المخالفات بدل السيئات .
السائل : هذا هو الذي جرى على ألسنتهم .
الشيخ : هذا هو الأصل أنه ما تذكر السيئات إنما تذكر الأخطاء التي تخالف الكتاب والسنة ، أما أنه أساء بأنه قال كذا وكذا هذا ليس من أسلوب الدعوة .
السائل : هل يلزم من كل مخالفة أن يذكر معها حسنات أخرى ؟
الشيخ : والله هذا يختلف باختلاف المجال ، المجال أن يذكر فحسن أن يفعل ، أما ممكن أن يذكر الحسنات قد تضيع الفائدة بذكر الحسنات عن الحسنة الكبرى .
ما نصيحتكم للشباب الملتزم في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ثم تكلم على فضل الحجاز على باقي الدول الإسلامية الأخرى .
السائل : نحن نحمد الله عز وجل على ما منَّ علينا به من نعم ، أن وفقنا لهذا المنهج ، وما كنا لُنوفَّق لولا أن وفقنا الله ، فكما تعلمنا أنه يُبنى على التصفية التربية ، ومما أن منَّ الله عز وجل به على ... أن تميزت بمنهج التصفية حتى برزت وفاقت قد تكون هي ملكت قصب السبق اليوم في سائر البلدان وهذا من فضل الله عليها ، وأنا لا أستطيع أن أحكم في ليلتين أو ثلاث ، ألحظ يا شيخ الضعف في مسألة الدعوة وهذا مما أراه من كثرة المنكرات في الشوارع ، فما أدري يا شيخ ما هو الواجب من إخواننا مع العلم بأننا نؤمن بأن الوضع لا يحتمل الإنكار من أكثر أن نكون كما كان النبي r في مكة ، وكما قلت أنت للجزائري : فإن لم تكن كالنبي صلى الله عليه وسلم فكن كأبي بكر في مكة .
فأنا أقول يا شيخ : ما هو نصيحتك للإخوان هنا ؟ لأنها وما هي من الظالمين ببعيد .
الشيخ : والله أعتقد أنه يكفي ما تشير إليه من الفرق بين هذه البلاد وبين البلاد التي لا تزالون تُحكمون بشيء كبير من الأحكام الشرعية ، وأرجو من الله عز وجل أن هذا الكبير يصير أكبر مع الأيام وألا يقل .
الوضع هنا يختلف تمام الاختلاف عن بلادكم ، بلادكُم ورثت الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وراثة من عهد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - أما هنا المسألة تختلف تمامًا فهنا نقطة الانطلاق في الدعوة إلى الكتاب وإلى السنة وإلى تحقيق هذه الدعوة عمليًا مما نقِل عنه بالتربية مع التصفية .
فلذلك هذه مفارقات تفارق الوضع الذي عندكم .
شيء ثاني وثالث ورابع وشيء كثير وكثير جدًا : هنا مذاهب عديدة ، منها ما هي من المذاهب الإسلامية ، ومنها ما هي بعيدة عن الإسلام بالكلية ، بينما بلادكم لا يوجد فيها شيء من هذه المتناقضات ، فما يُمكن أن يُقام عندكم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحقيق التصفية والتربية لا يُمكن الآن تحقيق هذا إلا إذا عادت بلادنا كبلادكم ، يومئذ يسهل أن يتحقق شيء مما نريده من دعوة التصفية والتربية .
فلعلك علمت بأن هنا مذاهب هدَّامة غير إسلامية ، وعندنا شيوخ الطرق الصوفية الكثير والكثير جدًا ، وعندنا إسلاميون يخالفون دعوة الكتاب والسنة مخالفة صريحة وجذرية حتى من أولئك الذين يدعون إلى إقامة الدولة المسلمة ، فهم لا يرون ولا يؤيدون دعوة الكتاب والسنة لأنهم يزعمون بأن هذه الدعوة تفرق الأمة ، ولذلك فنحن على قلتنا بل على عجرنا وبجرنا لا نستطيع أن نجابه كل هذه العداوات المختلفة الأشكال والأنواع ، فيما أرى أنه من البداهة في مكان أن تشعر بما شعرته ولكن إذا عرفت هذه الحقائق فحينئذ ستتحقق معنى بأن عدم وصولنا لشيء مما يسر كل مسلم فهذا مما قد نُعذر فيه كما نرجو من الله - تبارك وتعالى - .
باختصار : الذين استجابوا لدعوة الحق قلة ، والمعرضون لها كثرة كثيرًا جدًا ومن مختلف الأنواع والأشكال .
فلذلك كما قيل : " وبضدها تتميز الأشياء " فإذا قست المجتمع العام عندكم بالمجتمع العام عندنا فلابد أن ترى هذه المفارقات .
ولعل الأستاذ أبو مالك يمدنا أيضًا بمدده في هذه القضية .
فأنا أقول يا شيخ : ما هو نصيحتك للإخوان هنا ؟ لأنها وما هي من الظالمين ببعيد .
الشيخ : والله أعتقد أنه يكفي ما تشير إليه من الفرق بين هذه البلاد وبين البلاد التي لا تزالون تُحكمون بشيء كبير من الأحكام الشرعية ، وأرجو من الله عز وجل أن هذا الكبير يصير أكبر مع الأيام وألا يقل .
الوضع هنا يختلف تمام الاختلاف عن بلادكم ، بلادكُم ورثت الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وراثة من عهد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - أما هنا المسألة تختلف تمامًا فهنا نقطة الانطلاق في الدعوة إلى الكتاب وإلى السنة وإلى تحقيق هذه الدعوة عمليًا مما نقِل عنه بالتربية مع التصفية .
فلذلك هذه مفارقات تفارق الوضع الذي عندكم .
شيء ثاني وثالث ورابع وشيء كثير وكثير جدًا : هنا مذاهب عديدة ، منها ما هي من المذاهب الإسلامية ، ومنها ما هي بعيدة عن الإسلام بالكلية ، بينما بلادكم لا يوجد فيها شيء من هذه المتناقضات ، فما يُمكن أن يُقام عندكم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحقيق التصفية والتربية لا يُمكن الآن تحقيق هذا إلا إذا عادت بلادنا كبلادكم ، يومئذ يسهل أن يتحقق شيء مما نريده من دعوة التصفية والتربية .
فلعلك علمت بأن هنا مذاهب هدَّامة غير إسلامية ، وعندنا شيوخ الطرق الصوفية الكثير والكثير جدًا ، وعندنا إسلاميون يخالفون دعوة الكتاب والسنة مخالفة صريحة وجذرية حتى من أولئك الذين يدعون إلى إقامة الدولة المسلمة ، فهم لا يرون ولا يؤيدون دعوة الكتاب والسنة لأنهم يزعمون بأن هذه الدعوة تفرق الأمة ، ولذلك فنحن على قلتنا بل على عجرنا وبجرنا لا نستطيع أن نجابه كل هذه العداوات المختلفة الأشكال والأنواع ، فيما أرى أنه من البداهة في مكان أن تشعر بما شعرته ولكن إذا عرفت هذه الحقائق فحينئذ ستتحقق معنى بأن عدم وصولنا لشيء مما يسر كل مسلم فهذا مما قد نُعذر فيه كما نرجو من الله - تبارك وتعالى - .
باختصار : الذين استجابوا لدعوة الحق قلة ، والمعرضون لها كثرة كثيرًا جدًا ومن مختلف الأنواع والأشكال .
فلذلك كما قيل : " وبضدها تتميز الأشياء " فإذا قست المجتمع العام عندكم بالمجتمع العام عندنا فلابد أن ترى هذه المفارقات .
ولعل الأستاذ أبو مالك يمدنا أيضًا بمدده في هذه القضية .
5 - ما نصيحتكم للشباب الملتزم في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ثم تكلم على فضل الحجاز على باقي الدول الإسلامية الأخرى . أستمع حفظ
تكلم أبو مالك على بعض النعم في الأردن وهو منهج التصفية والتربية .
السائل : نقطة انطلاق الدعوة طبعًا لاشك أن هذه القرون التي مرت علينا قرونًا كثيرة لاشك أنها كان لها الفضل بعد الله أن يفيض منها الأقطار الإسلامية والعربية كافة ، وهذا طبعًا الفائدة التي جُنيت من الجزيرة كانت بتفاوت طلاب العلم عليها على جامعات ... التلاوة وقبل الجامعات والمدارس كان الذاهبون إلى هناك على قلتهم كانون يحملون شيئًا من الأفكار والدعوة ، عندنا هنا في الأردن الانطلاقة الصحيحة لفكرة الدعوة كانت في الثمانينات في منتصف أقدر أقول : عام ألف وثلاثمائة وأربعة وثمانين يعني : في أوائل الثمانينات ، هجري .
فطبعًا الحقيقة إنه الله - سبحانه وتعالى - وفَّق وأعان والتف الإخوة حول الدعوة وكان الفضل لله عز وجل ثم أيضًا للزيارات المنتشرة التي بدأها شيخنا وكانت أول زيارة له فيما أذكر في عام ألف وثمانمائة وخمسة وثمانين للأردن هنا ، وبعدين تتابعت زيارات الشيخ - جزاه الله خير - والحمد لله رب العالمين كان فيها الخير والفضل الكثير ، طبعًا كنت أعجب ، يعني : أنا كنت الحقيقة أطمئنك وأطمئن الإخوان جميعًا لما بدأنا نتكلم في أمر الدعوة هنا في هذا البلد كنا غرباء حقيقة ، الغربة كنت تشعر فيها تمامًا تعرف أنك غريب ، أنت من نفسك تدرك هذا ، أما الناس الآخرون طبعًا فكان يرمونك بأشد ما يمكن أن يُرىم به إنسان خارج عن الإسلام ، الآن إذا دخلت المساجد أنت لا تعرف كيف كانت المساجد ؟ لكن لو عشت الفترة التي عشناها في هذا البلد قبل أن تصبح المساجد على هذا النحو الذي ترى ، كيف أصبحت السنن تنتشر فيها ؟ كيف أصبحت الصلوات المهجورة تؤتى ؟ الأذكار والبدع التي كانت فيها الآن بدأت تنمحي وتختفي ، وهكذا الكثير الكثير ، حتى الأذان أيضًا فيه بعض المساجد طبعًا لولا هذه البدعة التي سمعت اليوم وإلا كان ممكن إنه المساجد تتحول بأذانها إلى السنة العملية التطبيقية ، فأحمد الله عز وجل إنه كان لها أثر كبير جدًا .
يعني مثلًا من الأشياء : أول مصلى بدئ هنا كان المصلى اللي هنا قريب يعني في " رطيفة " فلما جاء الشيخ - جزاه الله خير - وقال : خليني نحيي سنة العيد في المصلى ، هذه السنة أصبحت بدعة الآن ؟ كيف أصبحت ؟ كثرت المصليات مصليات المسلمين في هذا البلد بحيث إنه صار بين كل مصلى ومصلى لا يزيد عن نصف كيلو متر ، وربما أسوأ من هذا أيضًا ، كيف بدعة ؟ لأنه لم يقصد بها إحياء السنة وإنما قُصد بها مثل ما أفتى شيخنا حتى الجماعات الإسلامية في هذا البلد أرادت أن تناهض الدعوة السلفية في هذا البلد بأنه خلينا نعمل إحنا كمان مصلى ، فإيش صار يعملوا ؟ يخرجوا من داخل المسجد إلى حضير المسجد أو إلى الشارع قريب من المسجد ، هذا هو المصلى ، كثرت المصليات بشكل غريب وعجيب جدًا ، والشيء الأغرب من هذا إنه صار هذا منهم من صنعهم أو من إحيائهم هم لهذه السنة ، ما قالوا : والله هذه السنة سبقناهم بها ونحن الذين أحييناها - لا - هم الذين نسبوها إلى أنفسهم ، وكذلك قس على هذا الكثير الكثير .
فنحمد الله عز وجل إنه أحيينا سننًا وانتشرت هذه السنة ، على قلة العدد في هذا البلد لكن تأثير الدعوة انتشر من فضل الله ، انتشرت انتشار كبير جدًا ، وانتشاره ربما لا تلمسه لكثرة العدد الإخوة المنتمين لهذا المنهج وإنما أثر الدعوة في الواقع العملي للدعوة أو لتأثيرها في واقع الناس .
أيضًا مما يُفرح الحقيقة إنه المكتبات الإسلامية الموجودة لن تجد كتابًا أروج من الكتب السلفية ذات المنهج ، كتب الشيخ مثلًا دعها لا تتحدث على كتب الشيخ ، فكتب الشيخ موجودة في كل أنحاء الدنيا والناس يتسابقونها ، لكن الكتب الأخرى أيضًا ذات المنهج المحدد الواضح الناس أقبلوا عليها ، الآن شوف مثلًا " المجموع " للنووي ، ابن قدامة ، ابن حزم ، كتب السنن والآثار ، هذه إقبال الشباب عليها غريب وعجيب ، من الذي أصَّل هذا المنهج في الإقبال على الكتاب ؟ في الحقيقة إخوانا هم اللي أصلوا هذا المنهج وأقبلوا عليه ، فالشباب الآن خاصة الشباب المثقف يقبلون عليها ، ولولا ما يجدوا طبعًا من صد من بعض الشباب أو من يسمون أنفسهم بالدعاة الإسلاميين بالجماعات الأخرى الحقيقة لوجدت الدعوة السلفية في كل مكان هي المهيمنة والمسيطرة حقيقة يعني .
إحنا طبعًا ما يفهم مثل ما أشار الشيخ - جزاه الله خير - إنه أيضًا المقارنة كثيرة وكثيرة جدًا وعنيدة ، وهم يعرفون بأن المنهج السلفي إذا خُلي بينه وبين الناس قضى على كل هذه الدعوات نهائيًا ، هم الآن على كل ما يجدونه من أسباب المقاومة ما يستطيعوا يصدوا أو يردوا هذا التأثير الذي فرض نفسه على واقع البلد هنا ، والحمد لله رب العالمين هذا أمر الله - سبحانه وتعالى - هو الذي وفقنا إليه ، ونسأل الله أن يوفق دائمًا ، ولا تنسوا على إنه لو أنتم تتكلموا في قضايا التوحيد هنا نقدر نسميه من باب نافلة القول يعني: الأمور عندهم لا تحتاج إلى أنكم تتكلموا في قضية التوحيد ، يعني : إحنا صحيح إذًا نتكلم على أصول في الدعوة ، إحنا عندنا هنا لما تتكلم عن قضية واحدة مثلًا ، خلينا نتكلم مثلًا على التوسل تحتاج إلى مقدمات طويلة حتى تقنع الناس بهذه القضية ، قضية التوسل أنا أتكلم في التوسل ما تحتاج إلى كثير تمهيد وإطالة في الحديث .
سائل آخر : قد تضر .
السائل : أي نعم ، هذا هو . أما عندنا يختلف الحقيقة الحاجة ، والخطبة التي سمعتموها بالأمس وفيه خطبتين قبلها أيضًا كانوا أظن .
الشيخ : يعني قبلها نعم .
السائل : تكلمنا فيها على هذه المسألة ، هذه المسائل الحقيقة الناس أنا أمشي ... سبحان الله ! بعد الصلاة وإذا جاءني واحد شاب يبدو إنه صاحب منزلة أو ثري أو رجل من أعيان الناس ، سلم علي وقال : أنا أول مرة أشوفك ، أنا دائمًا أصلي تحت ، أصلي عندك من زمان ، وأنا سعدت نعم ، وأنا سعدت اليوم إني شفتك ، قال : وأنا مسرور بخطبتك اليوم وكل خطبك أنا مسرور فيها ، هذا كلامه يعني .
لكن قل لي : هذه الخطبة التي تكلمت اليوم عن مسألة القبور هي في كل القبور يعني عامة ؟ قلت له : عامة طبعًا ، قال : طيب يا أخي إحنا نشوف بعض المقابر ، نشوف بعض المساجد مثلًا مثل سيدنا الحسين في مصر ، مثل سيدتنا زينب ومش عارف إيش ، قلت له : هذه كلها تدخل في نطاق هذه الخطبة ولا تخرج عنها أبدًا ، قال : بارك الله فيك ، وجزاك الله خير .
وطبعًا هو شكل لا يوحي بأنه هو ملتزم التزام صحيح لأنه حالق اللحية والشاربين وإلى آخره ، ورجل متطفل يعني .
فأقول : على كل حال إحنا من فضل الله عز وجل يأتونا الإخوان بحماسة وشدة ومش عارف إيه ، الدعوة ما دعوة ، يعني : يشتدوا يعني ، فأنا في الحقيقة أحيانًا أقابلهم بعدم اكتراث ، يعني : ما بعد اكترث بكلامهم ، مش لا أكترث بكلامهم إني لا أريد ، لكن أبدي عدم اكتراث بهذا الأمر لأنه عندي أهون من أين يرد عليه بمثل هذه الحماسة اللي يجوها .
فأقول لهم : دائمًا أولًا أن الحق هو يجب أن إحنا ندعو إلى الحق هذا أمر مسلَّم ، والحق إذا علم الله - سبحانه وتعالى - إخلاصنا فيه ربنا - سبحانه وتعالى - ينصرنا في هذا الحق ، لكن إذا علم بأنه إحنا مش مخلصين فيه ، ولذلك عليكم أنتم أولًا أنك تأتون تتعلموا العلم الصحيح وتصفوا أنفسكم وتربوها على الكتاب والسنة وبعدين تلوموا غيركم ، لكن تتكلموا عن الأشاعرة وعن الصوفية وعن الطرق الأخرى وعن المذاهب .
بالأمس جاءني أخوين اثنين متحمسين ومنزعجين يا مالك شد حيلك ، قلت له : إيش ؟ قال : يا أخي المعتزلة ملأت البلد ، فعاد المعتزلة يعني : هذا الشخص اللي جاءنا نعم أمين هذا هو طبعًا حتى الشيخ الغزالي ... قبل الغزالي هو قال له : أنا معتزلي . قال له : قول والنبي قول ، معتزلي ما شاء الله فين بقه .
هو الغزالي يسخر منه حقيقة ، لأنه ما فيش معتزلي على وجه الأرض ، ما في شيء اسمه معتزلي الآن ما في ، يعني : أنا الحقيقة لما سمعته وقال لي : أنا معتزلي . يعني أنا قلت : هذا شيء مجنون هذا بالتأكيد ، لأنه ..
الشيخ : ما في معتزلي اسمًا ، أما فيه معتزلة عقيدة .
السائل : معروف يا شيخ .
الشيخ : والذي يسخر بالمعتزلي اسمًا هو معتزلي فعلًا .
السائل : صحيح ، أنا أقول : كاسم علم غير موجود .
الشيخ : هذا صحيح .
السائل : هذا حتى الشخص يعني ما هو عارف نفسه إنه معتزلي ، ولذلك أنكر على هذا الكلام ، فاطمئن يا شيخ أبو عبد الله إن شاء الله إحنا بخير وأنتم بخير ، وربنا - سبحانه وتعالى - يمنُّ علينا بأنه نقدر نحمل العبء اللي إحنا إن شاء الله نحمله .
فطبعًا الحقيقة إنه الله - سبحانه وتعالى - وفَّق وأعان والتف الإخوة حول الدعوة وكان الفضل لله عز وجل ثم أيضًا للزيارات المنتشرة التي بدأها شيخنا وكانت أول زيارة له فيما أذكر في عام ألف وثمانمائة وخمسة وثمانين للأردن هنا ، وبعدين تتابعت زيارات الشيخ - جزاه الله خير - والحمد لله رب العالمين كان فيها الخير والفضل الكثير ، طبعًا كنت أعجب ، يعني : أنا كنت الحقيقة أطمئنك وأطمئن الإخوان جميعًا لما بدأنا نتكلم في أمر الدعوة هنا في هذا البلد كنا غرباء حقيقة ، الغربة كنت تشعر فيها تمامًا تعرف أنك غريب ، أنت من نفسك تدرك هذا ، أما الناس الآخرون طبعًا فكان يرمونك بأشد ما يمكن أن يُرىم به إنسان خارج عن الإسلام ، الآن إذا دخلت المساجد أنت لا تعرف كيف كانت المساجد ؟ لكن لو عشت الفترة التي عشناها في هذا البلد قبل أن تصبح المساجد على هذا النحو الذي ترى ، كيف أصبحت السنن تنتشر فيها ؟ كيف أصبحت الصلوات المهجورة تؤتى ؟ الأذكار والبدع التي كانت فيها الآن بدأت تنمحي وتختفي ، وهكذا الكثير الكثير ، حتى الأذان أيضًا فيه بعض المساجد طبعًا لولا هذه البدعة التي سمعت اليوم وإلا كان ممكن إنه المساجد تتحول بأذانها إلى السنة العملية التطبيقية ، فأحمد الله عز وجل إنه كان لها أثر كبير جدًا .
يعني مثلًا من الأشياء : أول مصلى بدئ هنا كان المصلى اللي هنا قريب يعني في " رطيفة " فلما جاء الشيخ - جزاه الله خير - وقال : خليني نحيي سنة العيد في المصلى ، هذه السنة أصبحت بدعة الآن ؟ كيف أصبحت ؟ كثرت المصليات مصليات المسلمين في هذا البلد بحيث إنه صار بين كل مصلى ومصلى لا يزيد عن نصف كيلو متر ، وربما أسوأ من هذا أيضًا ، كيف بدعة ؟ لأنه لم يقصد بها إحياء السنة وإنما قُصد بها مثل ما أفتى شيخنا حتى الجماعات الإسلامية في هذا البلد أرادت أن تناهض الدعوة السلفية في هذا البلد بأنه خلينا نعمل إحنا كمان مصلى ، فإيش صار يعملوا ؟ يخرجوا من داخل المسجد إلى حضير المسجد أو إلى الشارع قريب من المسجد ، هذا هو المصلى ، كثرت المصليات بشكل غريب وعجيب جدًا ، والشيء الأغرب من هذا إنه صار هذا منهم من صنعهم أو من إحيائهم هم لهذه السنة ، ما قالوا : والله هذه السنة سبقناهم بها ونحن الذين أحييناها - لا - هم الذين نسبوها إلى أنفسهم ، وكذلك قس على هذا الكثير الكثير .
فنحمد الله عز وجل إنه أحيينا سننًا وانتشرت هذه السنة ، على قلة العدد في هذا البلد لكن تأثير الدعوة انتشر من فضل الله ، انتشرت انتشار كبير جدًا ، وانتشاره ربما لا تلمسه لكثرة العدد الإخوة المنتمين لهذا المنهج وإنما أثر الدعوة في الواقع العملي للدعوة أو لتأثيرها في واقع الناس .
أيضًا مما يُفرح الحقيقة إنه المكتبات الإسلامية الموجودة لن تجد كتابًا أروج من الكتب السلفية ذات المنهج ، كتب الشيخ مثلًا دعها لا تتحدث على كتب الشيخ ، فكتب الشيخ موجودة في كل أنحاء الدنيا والناس يتسابقونها ، لكن الكتب الأخرى أيضًا ذات المنهج المحدد الواضح الناس أقبلوا عليها ، الآن شوف مثلًا " المجموع " للنووي ، ابن قدامة ، ابن حزم ، كتب السنن والآثار ، هذه إقبال الشباب عليها غريب وعجيب ، من الذي أصَّل هذا المنهج في الإقبال على الكتاب ؟ في الحقيقة إخوانا هم اللي أصلوا هذا المنهج وأقبلوا عليه ، فالشباب الآن خاصة الشباب المثقف يقبلون عليها ، ولولا ما يجدوا طبعًا من صد من بعض الشباب أو من يسمون أنفسهم بالدعاة الإسلاميين بالجماعات الأخرى الحقيقة لوجدت الدعوة السلفية في كل مكان هي المهيمنة والمسيطرة حقيقة يعني .
إحنا طبعًا ما يفهم مثل ما أشار الشيخ - جزاه الله خير - إنه أيضًا المقارنة كثيرة وكثيرة جدًا وعنيدة ، وهم يعرفون بأن المنهج السلفي إذا خُلي بينه وبين الناس قضى على كل هذه الدعوات نهائيًا ، هم الآن على كل ما يجدونه من أسباب المقاومة ما يستطيعوا يصدوا أو يردوا هذا التأثير الذي فرض نفسه على واقع البلد هنا ، والحمد لله رب العالمين هذا أمر الله - سبحانه وتعالى - هو الذي وفقنا إليه ، ونسأل الله أن يوفق دائمًا ، ولا تنسوا على إنه لو أنتم تتكلموا في قضايا التوحيد هنا نقدر نسميه من باب نافلة القول يعني: الأمور عندهم لا تحتاج إلى أنكم تتكلموا في قضية التوحيد ، يعني : إحنا صحيح إذًا نتكلم على أصول في الدعوة ، إحنا عندنا هنا لما تتكلم عن قضية واحدة مثلًا ، خلينا نتكلم مثلًا على التوسل تحتاج إلى مقدمات طويلة حتى تقنع الناس بهذه القضية ، قضية التوسل أنا أتكلم في التوسل ما تحتاج إلى كثير تمهيد وإطالة في الحديث .
سائل آخر : قد تضر .
السائل : أي نعم ، هذا هو . أما عندنا يختلف الحقيقة الحاجة ، والخطبة التي سمعتموها بالأمس وفيه خطبتين قبلها أيضًا كانوا أظن .
الشيخ : يعني قبلها نعم .
السائل : تكلمنا فيها على هذه المسألة ، هذه المسائل الحقيقة الناس أنا أمشي ... سبحان الله ! بعد الصلاة وإذا جاءني واحد شاب يبدو إنه صاحب منزلة أو ثري أو رجل من أعيان الناس ، سلم علي وقال : أنا أول مرة أشوفك ، أنا دائمًا أصلي تحت ، أصلي عندك من زمان ، وأنا سعدت نعم ، وأنا سعدت اليوم إني شفتك ، قال : وأنا مسرور بخطبتك اليوم وكل خطبك أنا مسرور فيها ، هذا كلامه يعني .
لكن قل لي : هذه الخطبة التي تكلمت اليوم عن مسألة القبور هي في كل القبور يعني عامة ؟ قلت له : عامة طبعًا ، قال : طيب يا أخي إحنا نشوف بعض المقابر ، نشوف بعض المساجد مثلًا مثل سيدنا الحسين في مصر ، مثل سيدتنا زينب ومش عارف إيش ، قلت له : هذه كلها تدخل في نطاق هذه الخطبة ولا تخرج عنها أبدًا ، قال : بارك الله فيك ، وجزاك الله خير .
وطبعًا هو شكل لا يوحي بأنه هو ملتزم التزام صحيح لأنه حالق اللحية والشاربين وإلى آخره ، ورجل متطفل يعني .
فأقول : على كل حال إحنا من فضل الله عز وجل يأتونا الإخوان بحماسة وشدة ومش عارف إيه ، الدعوة ما دعوة ، يعني : يشتدوا يعني ، فأنا في الحقيقة أحيانًا أقابلهم بعدم اكتراث ، يعني : ما بعد اكترث بكلامهم ، مش لا أكترث بكلامهم إني لا أريد ، لكن أبدي عدم اكتراث بهذا الأمر لأنه عندي أهون من أين يرد عليه بمثل هذه الحماسة اللي يجوها .
فأقول لهم : دائمًا أولًا أن الحق هو يجب أن إحنا ندعو إلى الحق هذا أمر مسلَّم ، والحق إذا علم الله - سبحانه وتعالى - إخلاصنا فيه ربنا - سبحانه وتعالى - ينصرنا في هذا الحق ، لكن إذا علم بأنه إحنا مش مخلصين فيه ، ولذلك عليكم أنتم أولًا أنك تأتون تتعلموا العلم الصحيح وتصفوا أنفسكم وتربوها على الكتاب والسنة وبعدين تلوموا غيركم ، لكن تتكلموا عن الأشاعرة وعن الصوفية وعن الطرق الأخرى وعن المذاهب .
بالأمس جاءني أخوين اثنين متحمسين ومنزعجين يا مالك شد حيلك ، قلت له : إيش ؟ قال : يا أخي المعتزلة ملأت البلد ، فعاد المعتزلة يعني : هذا الشخص اللي جاءنا نعم أمين هذا هو طبعًا حتى الشيخ الغزالي ... قبل الغزالي هو قال له : أنا معتزلي . قال له : قول والنبي قول ، معتزلي ما شاء الله فين بقه .
هو الغزالي يسخر منه حقيقة ، لأنه ما فيش معتزلي على وجه الأرض ، ما في شيء اسمه معتزلي الآن ما في ، يعني : أنا الحقيقة لما سمعته وقال لي : أنا معتزلي . يعني أنا قلت : هذا شيء مجنون هذا بالتأكيد ، لأنه ..
الشيخ : ما في معتزلي اسمًا ، أما فيه معتزلة عقيدة .
السائل : معروف يا شيخ .
الشيخ : والذي يسخر بالمعتزلي اسمًا هو معتزلي فعلًا .
السائل : صحيح ، أنا أقول : كاسم علم غير موجود .
الشيخ : هذا صحيح .
السائل : هذا حتى الشخص يعني ما هو عارف نفسه إنه معتزلي ، ولذلك أنكر على هذا الكلام ، فاطمئن يا شيخ أبو عبد الله إن شاء الله إحنا بخير وأنتم بخير ، وربنا - سبحانه وتعالى - يمنُّ علينا بأنه نقدر نحمل العبء اللي إحنا إن شاء الله نحمله .
اضيفت في - 2004-08-16