ذكر مسألة عقدية: هل الحروف التي نطق الله بها هي الحروف التي يستعملها الناس في لغتهم ؟
بقينا هل الحروف التي نطق الله بها هي الحروف التي يستعملها الناس في لغاتهم؟ ما تقولون ؟ نعم هي التي يتكلم بها الناس في لغاتهم، لكن كيفية أدائها والصوت بها هذا هو الذي لا يشبهه شيء، ما يمكن أن نقول إن تصويت الله بهذه الكلمات كتصويت الإنسان هذا ما يجوز، لأن الله ليس كمثله شيء، أما الحروف فهي الحروف.
تتمة فوائد الآية (( أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ))
الفائدة أظنها السابعة: بيان قبح تحريف هؤلاء اليهود، لأنهم حرفوا بعد ما عقلوا بعد ما عقلوه، والتحريف بعد العقل، بعد عقل المعنى أعظم وإلا لا؟ لأن الإنسان الجاهل قد يعذر بجهله، لكن الإنسان العالم الذي عقل الشيء يكون عمله أقبح ـ والعياذ بالله ـ لأنه نسأل الله السلامة تجرأ على المعصية مع علمه بها فهو أعظم
. وفيه أيضا دليل على قبح تحريف كلام الله، وأن ذلك من صفات اليهود، ياولد وهل هذه الأمة ارتكبته؟ نعم ارتكبته لكن التحريف اللفظي محفوظ، لأنه ما يمكن أن يغير القرآن لفظا لو غير أطلع عليه، وكذلك معنى لا يمكن أن يغير معنى ويستقر على المعنى المحرف بل لابد أن يقيض الله من علماء المسلمين من يبطل هذا المعنى ويرده، لكن المهم إنه وجد من حرف هذا الكتاب من حرف كلام الله وجد أناس متعصبون يحرفون الآيات حسب مذاهبهم حتى إنه تجد بعض العلماء ـ عفا الله عنا وعنهم ـ يحرفون الآيات على وجه مستكره كيف ينطقون بهذا الشيء نعم؟ وإذا شئت الأمثلة على هذا فراجع كتب الفروع في الفقه وراجع أيضا كتب الأصول في العقيدة تجد التحريف العظيم، ومن أعظم الملل أو من أعظم الطوائف تحريفا الروافض، عندهم في تفسير القرآن والعياذ بالله تحريفات عظيمة، كبيرة، فظيعة ـ نسأل الله العافيةـ نعم؟ فهم وغيرهم من من ابتلي بهذه البلية يحرفون كلام الله من بعد ما عقلوه ، طيب،
يقول: (( وهم يعلمون )) يستفاد منها أيضا: أن هؤلاء اليهود حرفوا بعد العقل وهم يعلمون أن فعلهم منكر فاجتمع فيهم منكران: المنكر الأول: التحريف بعد عقل المعنى، والمنكر الثاني: العلم بأن هذه الطريقة محرمة ومع ذلك حرفوها.
طيب تعرفون شيئا م ما حرفوه لفظا؟
الطالب : قولهم حنطة .
الشيخ : قيل لهم: (( قولوا حطة )) فقالوا: حنطة، وقيل (( ادخلوا الباب سجدا )) فدخلوا يزحفون على أستاهم، فهذا تحريف، تحريف لفظا ومعنى وكذلك أيضا وتطبيقا حرفوا تطبيقا ، في التوراة أنزل الحكم بالرجم على الزاني إذا كان محصنا، وهم حرفوه، جعلوا بدل هذه الحكم إنه تسود وجوههم ويركب الزاني والزانية على حمار مقلوبين وجه أحدهما للآخر و يطاف بهم في الأسواق وهذا يكفي، {الماء يناديك ربما نومك يكفي } وهم حرفوا مع أن نص الرجم موجود في التوراة أي نعم .
2 - تتمة فوائد الآية (( أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون )) أستمع حفظ
فوائد الآية (( أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ))
وفيها أيضا توبيخ من يستحقه ، وهذا أيضا مشروع أن من يستحق التوبيخ فليوبخ وليس بذلك عدوانا عليه.
وفيها من الفوائد: إثبات عموم علم الله، لقوله: (( يعلم ما يسرون وما يعلنون )) .
وفيها أيضا الوعيد على مخالفة أمر الله، من أين يتضمن الوعيد على المخالفة ؟ أي لأن كون الله يعلم ما يسر وما يعلن الإنسان لا شك إنه وعيد يعني احذر أن يعاقبك الله فقال الله تعالى: (( واعلم أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله شديد العقاب )).
الطالب :.............
الشيخ : نعم طيب على كل حال هذه أربع فوائد من الآية هذه، ونعود إلى ما نسينا .
فوائد الآية (( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعضٍ قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحآجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون ))
يستفاد منها أن في اليهود منا فقين، لقوله: (( إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا )) كما قال في أول السورة عن المنافقين: (( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم )).
وفيها أيضا دليل على أن من سجايا اليهود وطباعهم الغدر، من أين تؤخذ يا آدم؟
الطالب : (( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ))
الشيخ : وجه؟
الطالب :......
الشيخ : يعني أن هذا النوع نوع من الغدر، نوع من الغدر بالمؤمنين ولا هي طبيعتهم الغدر والخديعة .
الفائدة الثانية أن فيهم منافقين.
الفائدة الثالثة : أن بعضهم يلوم بعض حينما يرجعون إليهم، لقوله: (( وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم )).
الفائدة الرابعة: أن العلم من الفتح، لقوله: (( بما فتح الله عليكم )) وإلا لا؟ ولا شك أن العلم فتح يفتح الله به على المرء من أنواع العلوم والمعارف ما ينير به قلبه فهو فتح.
الفائدة الخامسة: أن المؤمن والكافر يتحاجان عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، لقوله: (( ليحاجوكم به عند ربكم )) .
الفائدة السادسة: سفه هؤلاء اليهود الذين يتخذون من صنيعهم سلاحا عليهم، من أين تؤخذ؟ (( أفلا تعقلون))؟ كيف تحدثهم شيء هو سلاح عليك؟ سلاح على نفسك على الأقل إذا لم تستح فاصنع ما شئت، على الأقل إذا كنت لا تريد الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم فلا تخبرهم أن الرسول حق، لأنهم يقولون آمنا يعني أن الرسول حق ولكنهم والعياذ بالله مستكبرون منافقون.
وفيها دليل على الثناء على العقل والحكمة، لأن قولهم: (( أفلا تعقلون )) توبيخ لهم على هذا الفعل وأنه يجب على الإنسان أن يكون عاقل ما يخطو خطوة إلا وقد عرف أين يضع قدمه، ما هو بس يمشي خبط عشوا لا، الإنسان ينبغي أن يكون في أموره كلها ما يتكلم إلا ويشوف ويش النتيجة من الكلام، ما يفعل إلا ويشوف نتيجة الفعل ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) أما كون الإنسان يتكلم خط عشوا ولا يهمه النتائج هذا خلاف العقل واضح يا جماعة؟ نعم، إذا كان فيه فوائد ثاني عندكم لا بأس المسألة موضع بحث .
4 - فوائد الآية (( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعضٍ قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحآجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون )) أستمع حفظ
هل يؤخذ فائدة من الآية أن كفر اليهود برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كان عن علم ؟
الشيخ : أي نعم أن كفرهم بالرسول عليه الصلاة والسلام عن علم، لقوله: (( أتحاجونهم بما فتح الله عليكم )) ولهذا صاروا مغضوبا عليهم حيث خالفوا الحق مع علمهم به .
في قوله تعالى : (( ليحآجوكم به عند ربكم )) كيف نأخذ فائدة من كلام اليهود ؟
الشيخ : معلوم لأن الله ما ذكره إلا مقرا له، وذكرنا أيضا في التفسير شاهدا عليه لكن ما أدري أنت حاضر وإلا لا؟ نعم، من قوله تعالى: (( لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم )).
فوائد الآية (( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون )) بيان أن وصف الأمي بالنسبة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصف كمال.
يستفاد من هذه الآية: أن الأمية يوصف بها من لا يقرأ، ومن يقرأ ولا يفهم، بقوله: (( أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني )) ومعنى (( أماني )) قراءة .
الفائدة الثانية: ذم من لا يفهم معاني كتاب الله، لأن الأمي وصف عيب وإلا وصف ثناء؟ وصف عيب في الأصل إلا في الرسول عليه الصلاة والسلام، فإنها وصف كمال، لأن فيها زيادة إثبات رسالته صلى الله عليه وسلم.
وفيه أيضا دليل على أن من لا يفهم المعنى فإنه لا يتكلم إلا بالظن، لقوله: (( وإن هم إلا يظنون )) وصحيح الذي ما يفهم المعنى العامي أن يقرأ القرآن من أوله إلى آخره لكن ما يفهم معناه، فإذا تكلم في الحكم الشرعي من أحكام الله التي دل عليه الكتاب فإنما كلامه عن ظن، لأنه في الحقيقة ما يعلم ولا يمكن أن يعلم إلا إذا فهم المعنى.
وفيه دليل أيضا على ذم الحكم بالظن، وأنه من صفات اليهود وهذا موجود كثيرا عند بعض الناس الذين يحبون أن يقال عنهم إنهم علماء، تجده يفتي بدون علم، وربما أفتى بما يخالف القرآن والسنة وهو لا يعلم.
هل نأخذ من هذا أن المقلد ليس بعالم ؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : ويش السبب ؟
الطالب : لأنه لا يفهم،
الشيخ : أي نعم لأنه ما يفهم المعنى حقيقة المقلد ما يفهم فليس بعالم، وقد قال ابن عبد البر: إن العلماء أجمعوا على أن المقلد لا يعد في عداد العلماء هو صحيح ما هو بعالم المقلد، غالبا ما هنالك أنه نسخة من كتاب والكتاب أضبط منه، لأن الكتاب ما ينسى لكن هو قد ينسى، وليس معنى ذلك أننا نذم التقليد مطلقا، التقليد في موضعه هو الواجب ومتى يكون موضعه؟ إذا عجز عن الاستدلال إذا كان لا يعلم وجب عليه التقليد، لقوله تعالى: (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر)) الذي ما يعلم وظيفته السؤال وإلا ماذا يصنع؟ .
7 - فوائد الآية (( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون )) بيان أن وصف الأمي بالنسبة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصف كمال. أستمع حفظ
الحكم بالظن مفيد ففي بعض الأحاديث ظنية، وهل الأحاديث الآحاد ظنية ؟
الشيخ : لا، هذه علمية علم .
الطالب : أحاديث الآحاد ظنية ؟
الشيخ : لا، أولا آحاد ليست ظنية كلها، والثاني إنه علم لأنك مأمور بان تحكم بعلم، وما هو معنى العلم أنك تعرف إنك أصبت الصواب، لأن كونه ظني بمعنى إني أظن أني أصبت الصواب، لكني مأمور بأن أحكم في هذه الحال ما ترجح عندي فأنا مأمور به، إذا فهذا علم .
الطالب : الدليل ظني ؟
الشيخ : لا، الدليل ظني لكن ويش معنى ظني ؟ يعني ما أتيقن أني أصبت، لأني مجتهد واضح؟ لكن كوني أحكم به إذا ترجح عندي ويش يصير؟ هذا علم، هذا علم، لكن كوني أنني أتيقن أني مصيب هذا ما يمكن أتيقن إني مصيب إلا في أمور قطعية الدلالة مثل: (( حرمت عليكم الميتة )) ومثل: (( كتب عليكم الصيام )) ومثل: (( لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها )) ومثل: (( لكم نصف ما ترك أزواجكم )) وما أشبه ذلك.
الاستدلال بالآية (( فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) في الأمور الشرعية أم في جميع الأمور الدينية والدنيوية ؟
الشيخ : أي آية؟
الطالب: ((فاسألوا أهل الذكر. . .))
الشيخ : عامة.
الطالب : أي شيء لا يعرفه الإنسان يسأل عنه؟
الشيخ : يسأل عنه نعم.......{بس عاد} لا تسوي مثل البدوي يشرب الموية ويقول يا ولد هو حلو ؟ هذا مايصلح ، نبدأ بدرس جديد الآن
الطالب : شيخ؟ نعم. السؤال في الأمور العامة الدنيوية الله بين في آخر .... الكتاب؟
الشيخ : نعم في آيتين: (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وقال: (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر ))، (( بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) الطالب : بالبينات والزبر ايش إعرابه؟
9 - الاستدلال بالآية (( فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) في الأمور الشرعية أم في جميع الأمور الدينية والدنيوية ؟ أستمع حفظ
ما متعلق قوله تعالى : (( بالبينات والزبر )) وهل سؤال أهل العلم في الأمور الدنيوية ؟
الطالب: تشمل هذه الآية الأشياء الدنيوية؟
الشيخ :بلى، يستدل لأننا قلنا إذا كانت ما تشمله الآية مطلقة في آيتين: (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) وفي آية ثانية: (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر )) فهمت؟ فالأولى مطلقة والثاني مقيدة، إذا قلنا إن الآية ما تشمل الأمور الدنيوية باللفظ فهي تشملها بالقياس، وهذه طريقة الآن، الآن الذي مثلا ما يعرف الطريق خارج يسافر مثلا مكة وما يعرف الطريق؟
الطالب: نحن مؤمنين بذلك يا شيخ نحن نحمل الآية على هذا ؟.
الشيخ : نعم نحمل الآية إما بشمول لفظي أو بشمول معنوي وهو القياس.
ما الفرق بين الاجتهاد والتقليد، وهل يكون الشخص مجتهدا ومقلدا ؟
الشيخ : يعني إن كان الاجتهاد المطلق في مرتبة وهو الاجتهاد في مذهب معين .
الطالب: يعني في مذهب معين مجتهد و مقلد ؟
الشيخ : أي ممكن يصير مجتهد ومقلد مجتهد في بعض الأشياء ومقلد في بعض الأشياء.
الطالب: لكن بعض الناس في التقليد والإتباع بعضهم يقول فيه فرق يعني فيه شيء يسمى التقليد وفيه شيء يسمي إتباع ؟.
الشيخ : لا، إذا كان من غير دليل فهو تقليد يعني قبول قول الغير بدون دليل هو تقليد وإذا كان بدليل فليس بتقليد، ولهذا لا يصح أن نسمي إتباعنا الرسول عليه الصلاة والسلام تقليدا، ما يصح أن نسميه تقليد، بل نسميه إتباعا كما قال الله تعالى: (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) لماذا؟ لأن قوله صلى الله عليه وسلم وسنته دليل قوله وسنته دليل.
الطالب:إذا الذي يتبع الدليل يكون مقلد أو يكون. . ؟
الشيخ : لا،لا، يكون متبعا وليس مقلدا.
الطالب: اذا فيه فرق فيه مرتبة ؟
الشيخ : لا ما فيه مرتبة فيه فرق بالمعنى المقلد هو الذي يكون من لا يجب قبول قوله يتبع من لا يجب قبول قوله، والمتبع هو الذي يتبع من يجب قبول قوله .
الطالب: إذا هو المجتهد؟
الشيخ : هو هذه المجتهد يحكم بالدليل والدليل من أين يصدر؟ من الرسول صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة، فالذي يحكم بذلك يسمى مجتهدا، ويسمى متبعا، وأما الذي لا يستطيع أن يعرف ذلك بنفسه من كتاب الله وسنة رسوله فإنه يسمى مقلدا.
الطالب: شيخ؟ نعم، فيه أشياء منكر هذا المنكر لا تفعله إذا لو أنت تعرفه المنكر ما يفعل لكن لا تعرفه من تسأل؟
الشيخ : هذا المنكر ما تفعله لا أنك تعرفه، المنكر مايفعل لكن الكلام لو أنك تعرفه من تسال الذي يعرفه نعم؟ أي نعم.
هل يؤخذ من الآية فائدة أن الإنسان الذي يقتصر على مجرد قراءة القرآن بتدبر وعملا به يكون مشابها لليهود في هذا الوجه ؟
الشيخ : يمكن يؤخذ منها هذا: أن الإنسان الذي يقتصر على مجرد القراءة يكون مشابها لهؤلاء اليهود من هذا الوجه وهذا ذكرناه فيما سبق في التفسير أنه يجب علينا أن نقرأ كتاب الله ونتدبر معناه ونطبقه كما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون ذلك.
12 - هل يؤخذ من الآية فائدة أن الإنسان الذي يقتصر على مجرد قراءة القرآن بتدبر وعملا به يكون مشابها لليهود في هذا الوجه ؟ أستمع حفظ
في قوله تعالى : (( إلا أماني )) هل الأماني هي القراءة من العلم ، وما إعرابه ؟
الشيخ : أماني مسلط عليها لا يعلمون فالكتاب مفعول أول وأماني مفعول ثاني
الطالب: خبر....
الشيخ :نعم نعم ...مفعول ثان.
تفسير قوله تعالى : (( فويلٌ للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هـذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً ))
الطالب: ثاني خبر جار ومجرور.
الشيخ : ما يكفي هذا، لو قلت: رجل في البيت ما صح، ما عندك إلا هذا ؟
الطالب: نعم، نكره مخصصة،
الشيخ : ويش هو؟ (( للذين ))، لا (( للذين )) خبر مبتدأ، نعم؟ (( للذين )) هي خبر مبتدأ ما هي صفة لها، الطالب: (( للذين )) خبر؟
الشيخ : نعم، ما تقولون لأنها أفادت، ابن مالك ويش يقول؟ ما لم تفد، فمعنى ذلك إن مناط الجواز الإفادة، يكفي أن نقول: أفادت، فويل لفلان مثلا أفادت، أما هذا المعنى الخاص لها فيقولون لأنها وعيد فهي قد أفادت الوعيد، ويقولون في مثل سلام عليكم لأنها دعاء، فأما قولهم هنا الذي سوغ الابتداء أنها وعيد، والوعيد يفيد أي نعم. (( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله )) (( للذين يكتبون الكتاب بأيديهم )) قوله: (( الكتاب )) بمعنى المكتوب وفعال بمعنى مفعول تأتي في اللغة العربية كثيرا ولها أمثلة منها؟ فراش بمعنى مفروش، وغراس بمعنى مغروس، بناء بمعنى مبني، والصراط بمعنى مصروط .
طيب قوله: (( يكتبون الكتاب بأيديهم )) هذا الجمع مفعول مؤكد للفعل، إذ أن الكتابة لا تكون إلا باليد، يعني يكتبون بأيديهم لا يأمرون غيرهم هم مباشرون هذه الجناية العظيمة، (( ثم يقولون )) بعد ما كتبوه بأيديهم وعرفوا أنه من صنع أيديهم (( يقولون هذا من عند الله )) أعوذ بالله نزل من عند الله نعم؟، وقولهم: (( من عند الله )) أي كتاب الله، لأن الكتاب الذي يأتي من عنده فهو كتاب الله ، لماذا؟ التعليل: (( ليشتروا به ثمنا )) قوله: (( هذا من عند الله )) مبتدأ وخبر؟ أي نعم، مبتداء مبني على السكون (( هذا )) هاء للتنبيه، وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، و(( من عند الله )) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ.
وقوله : (( ليشتروا به )) اللام للتعليل (( ليشتروا به )) واللام الداخلة على الفعل تكون للتعليل مثل: (( ليشتروا به )) وتكون للعاقبة مثل قوله: (( ليكون لهم عدوا وحزنا )) (( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ))، وتكون زائدة مثل: (( يريدون ليطفئوا نور الله )) أي يريدون أن يطفئوا، لأن الفعل يريد يتعدى بنفسه بدون حرف الجر، وتأتي للأمر مثل: (( لينفق ذوا سعة من سعته )) وتأتي لتحقيق النفي وتسمى لام الجحود مثل: (( وما كان الله ليعذبهم )) (( لم يكن الله ليغفر لهم )) ، فصار اللام المتصل بالمضارع صار تكون على خمسة أوجه، وهذه من، تحبون هذا ولا نتركها؟ لكني أنا أشوف أنكم راضون بالنحو؟ يقولون: النحو في الكلام كالملح في الطعام، ما نبغي أن نكثر الملح إذا نقول: اللام الداخل على فعل المضارع لها خمسة أوجه، اللام هنا ليشتروا به لام التعليل يكتبونه ويقولون هذا من عند الله يزيفون لهذا الغرض،
الطالب: ......
الشيخ : أيهم؟
الطالب: اللام ....
الشيخ : اللام هذه للتعليل (( ليشتروا به )) ؟
الطالب: لام الجحود؟
الشيخ : لام الجحود.
الطالب: .........؟
الشيخ : نعم الصحيح أنها للوعيد ما هي للتعليل نعم.
الطالب: .....ما عليه دليل ؟
الشيخ : ما عليه دليل يقول: (( ليشتروا به ثمنا )) (( ليشتروا به )) أصل يشتروا أصلها: يشترون، لكن حذفت النون لأن الفعل منصوب بأن، التقدير: لأن يشتروا، طيب قوله: (( ليشتروا )) أي يبيعوا وإلا يأخذوا؟
الطالب: يأخذوا
الشيخ : وشرى؟
الطالب: باع.
الشيخ : باع ،لكن العامة عندهم الآن شرى أي اشترى أخذ، وحقيقة شرى يعني أعطى بمعنى باع، وباع بمعنى أعطى، وابتاع بمعنى أخذ، صار ابتاع يعني افتعل من شرى وافتعل من باع هي التي بمعنى الأخذ وإلا لا؟ وفعل من شرى ومن باع بمعنى أعطى، قال الله تعالى: (( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله )) (( يشري )) بمعنى يبيع. طيب (( ليشتروا به ثمنا قليلا )) الثمن العوض عوض الشيء يسمى ثمنا أي ليأخذوا به ثمنا. (( قليلا )) أي ضد الكثير ضد الكثير ،ومعلوم الكثير في الكمية ولا في الكيفية ؟ في الكمية ، ما هو هذا الثمن القليل ؟ هو الرئاسة والجاه وما أشبه ذلك، يكتبون البرهان من عند الله لأجل أن يداروا به عباد الله نعم؟ في تحليل حرام أو إسقاط واجب أو تزلف لرئيس أو ما أشبه ذلك عشان الناس...... عليهم ولكن كل هذا الأمر الذي حصل ثمن قليل، قال الله تعالى: (( قل متاع الدنيا قليل )) مهما حصل في الدنيا من رئاسة وجاه ومال وولد فهو قليل، قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد من حديث مستورد بن شداد: ( لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) من الدنيا أي دنيا ؟ كلها، من أولها وآخرها برئاساتها وأموالها وبنيها وقصورها وكل ما فيها موضع سوط السوط ويش يجيء منه؟ متر تقريبا موضع سوط خير من الدنيا وما فيها إذا الدنيا قليل، ولهذا قال الله تعالى: (( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى )) أنت إذا ارتقيت بعلمك درجة واحدة خير لك من أن تكون فوق قمم الرؤوس على وجه دنيوي وإلا لا؟ لأن كل هذا يزول، كل هذا سيزول، لكن ما عند الله سبحانه وتعالى يبقى ولا يزول.(( ليشتروا به ثمنا قليلا )) .
14 - تفسير قوله تعالى : (( فويلٌ للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هـذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً )) أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( فويلٌ لهم مما كتبت أيديهم وويلٌ لهم مما يكسبون ))
قوله تعالى : (( ليشتروا به ثمناً قليلاً )) هل يشمل المال ؟
الشيخ : إلا يشمل كل ما في الدنيا من مال وجاه ورئاسة و غيرها، نعم؟
ما الفرق بين القليل والضعيف ؟
الشيخ : المعروف إن القليل إنه يكون في الكمية، والضعيف يكون في الكيفية هذا معروف، ولكن ما يمنع أن يكون قليلا لهذا الغاية وأن يستعمل في المعنى هذا وهذا .
الآن الكثير من أهل الترف والغنى من أهل الدنيا يستدلون بحديث ( إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) فكيف الجواب عليهم ؟
الشيخ : يحب أن يرى أثر نعمته عليه صحيح، لكن أثر النعمة بالشكر ما هو بالبطر، لأن آثار النعمة من أهمها الشكر لله عزوجل، ولهذا الرسول أنعم الله عليه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وماذا فعل قام حتى تفطرت قدماه وقال: ( أفلا أكون عبدا شكورا ) .......وهذا أثر النعمة ما صحيح.
18 - الآن الكثير من أهل الترف والغنى من أهل الدنيا يستدلون بحديث ( إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) فكيف الجواب عليهم ؟ أستمع حفظ
وبعضهم يستدل من القرآن بقوله تعالى (( ولا تنسى نصيبك من الدنيا )) ؟
الشيخ : أحسنت نصيبك منها يقول لا تنس نصيبك، لا يعطيك الله مالا ولا تتمتع به على وجه مباح، يقول أنا عندي مال لكن أحط ....شينة وأحط مركبي شين وأجي احط فراشي شين ، وبيتي شين وما أنا إلا متزوج عجوز ما هو صحيح لا تنس نصيبك من الدنيا ما قال الله خل الدنيا كلها ذكر واقعد، نحن ما نخالف نرد عليهم نحن نقول أقول لك هذا ترد عليهم به،
الطالب :هذه الآية بعض الناس يكتبون بعض الآيات ويشربونها ..... ؟
الشيخ : هذه إن شاء الله تجيء في الفوائد.
تفسير قوله تعالى : (( وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودةً ))
فوائد الآية (( فويلٌ للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هـذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويلٌ لهم مما كتبت أيديهم وويلٌ لهم مما يكسبون ))
الفائدة الثانية : أن هؤلاء الذين يكتبون الكتاب يكتبونه بأيديهم تحقيقا لهذا الأمر، يعني ليس مثلا يأمرون أو يلمحون وإنما يباشرون ذلك بأيديهم عتوا وعنادا من غير مبالاة.
الثالث هنا : الوعيد على الذين يكتبون الكتاب بأيديهم فقط؟ أو ثم يقولون هذا من عند الله؟ ثم يقولون هذا من عند الله نعم.
الفائدة الثالثة: الرابعة، لا، هذه ترى...... ما هي الفائدة ،الفائدة الثالثة: أنهم يفعلون ذلك من أجل الرئاسة والمال والجاه، لقوله: (( ليشتروا به ثمنا قليلا )).
الفائدة الرابعة: أن الدنيا كلها مهما بلغت فإنها قليل كما قال الله تعالى: (( قل متاع الدنيا قليل )) وإلا لا؟ مهما بلغت الدنيا فهي قليل، وقد مر علينا في حديث صحيح ( أن موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ).
الفائدة الخامسة: أن الجزاء من جنس العمل، لقوله: (( فويل لهم مما كتبت أيديهم )).
الفائدة السادسة: إثبات العلل ومسببات، لقوله: (( مما كتبت أيديهم )) فإن هذا بيان للعلة علة الوعيد (( فويل لهم )) والسبب أنهم كتبوا بأيديهم، وهذا غير الفائدة الأولى، لأن الفائدة الأولى إن الجزاء من جنس العمل فجزاؤهم بقدر ما كتبوا.
الفائدة السابعة: أن عقوبة القول على الله بغير علم تشمل الفعل وما ينتج عنه من كسب محرم، لقوله: (( وويل لهم مما يكسبون )) فهذه دليل على أن المحرم، ما نتج عن المحرم من الكسب فإنه يأثم فيه الإنسان، يعني يأثم الإنسان بفعل المحرم وبما كسبه منه فهمتم؟ مثلا إنسان عمل عملا محرما كالغش مثلا فهو آثم بالغش وهذا الكسب الذي أخذه هو أيضا آثم به، فالفعل المحرم وما نتج عنه كله إثم، لقوله: (( وويل لهم مما يكسبون )). هل يستفاد من هذه الآية تحريم أخذا الأجرة على كتابة القرآن ؟
الطالب :....
الشيخ : (( يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ))؟ وليس من عند الله وليس من عند الله، إذا ما يستدل منها على تحريم أخذ الأجرة على كتابة القرآن، لأن هنا ما هم عوقبوا على كتابة التوراة مثلا لو كتبوا التوراة كما أنزلت ما عوقبوا عليه، لكن عوقبوا على أنهم كتبوا وقالوا هذا من عند الله وليس من عنده . طيب فيها شيء بعد من الفوائد وإلا نأخذ الآية الثانية؟.
21 - فوائد الآية (( فويلٌ للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هـذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويلٌ لهم مما كتبت أيديهم وويلٌ لهم مما يكسبون )) أستمع حفظ
تتمة تفسير قوله تعالى : (( وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودةً ))
وقوله: (( إلا أياما )) (( أياما )) نكرة للتقليل ومعدودة مؤكدة للقلة أيضا، يعني إلا أيام قليلة معدودة، فما هذه الأيام المعدودة ؟ المشهور وهو الأظهر والله أعلم أنها أيام عبادتهم العجل كم؟ أربعين يوما، هذه الأيام المعدودة، قالوا إنها لن تمسنا النار إلا هذه الأيام فقط ثم بعد ذلك نخرج منها وتخلفوننا فيها يعني الرسول صلى الله عليه وسلم وأمته، فهم يقولون أنتم النار لكم، لكن نحن تصيبنا أياما معدودة فقط، فنحن نقول إقراركم على أنفسكم مقبول ودعواكم الخروج من النار دعوى لا بينة لها