تفسير سورة البقرة-29b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير قوله تعالى : (( وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره )) والكلام على استقبال الكعبة لمن هو داخل مكة
ومن كان بعيدا عنه، ولهذا جاء التعبير بقوله: (( شطره )) أي نحوه، ويشمل من كان في جوف الكعبة ولا لا؟ نعم يشمله، لأنه لعموم قوله: (( حيث ما كنتم )) إذا إذا كان في جوف الكعبة يستقبل أمام وجهه من أي الجهات كان أليس كذلك ؟ من أين الجهات إلا أن بعض أهل العلم يقول لا يستقبل الباب إذا كان مفتوحا ما لم يكن له عتبة، لأنه لابد من شاخص يكون بين يديه، حتى يصح أن يقال إنه ولى وجهه شطره.
طيب إذا كنا خارج البيت لكن في المسجد ندور عليه وإلا لا؟ ندور عليه لأننا لو استقمنا في صف مستقيم ما ولينا وجوهنا نحوه أي شطره، يصير من خرج عن مسامتته ولى وجهه جهة غيره، لأنه محصور الآن، وإذا ابتعدنا فإننا، بعض العلماء يقول: إن كنت في مكة فاستقبل المسجد وإن كنت خارج مكة فاستقبل مكة، لكن هذا تقريبي، إنما الصواب في هذه المسألة أن من أمكنه مشاهدة عين الكعبة وجب عليه استقبال العين لا يخرج عن مسامتتها، ومن لا يمكنه مشاهدتها لبعد أو حيلولة شيء دونها استكفى بالجهة، لقوله تعالى: (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) نعم.
الطالب: وإن حال عمود بينه؟
الشيخ : إن حال عمود يمكن أن يتجه يعني في مسجد؟
الطالب: عمود. . . ؟
الشيخ : أي هذا يمكن يصيب عينها ولو حال.
الطالب: أنه ما هو المقصود بإصابة الجهة ؟
الشيخ : أي نعم المقصود أنك تكون أنت محاذيا لها.
الطالب: على هذا القول ما يجوز أن يصلي فوق سطح الكعبة ؟
الشيخ : على هذا القول؟ نعم على هذا القول بأنه لابد من شاخص لا يصلي فوق سطحها لكن سطحها فيه جدار، السطح فيه جدار، فيه جدار يصل إلى فوق الركبة أي نعم
الطالب: وعتبة الباب ؟
الشيخ : إذا قلت لك عتبة الباب تجزئ عند الذين يقولون لابد من شاخص يقولون عتبة الباب تجزئ
الطالب: تجاه العتبة نصلى ولا ؟
الشيخ : لا يقولون المهم أن يكون شاخص بين يديه يعني يكون شيء مرتفع يكون بين يديه .
وقوله: (( حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره )) يشمل من كان في الطائرة؟ ، نعم أو في الباخرة، أو في القطار، أو في السيارة فلابد أن يستقبل القبلة، ولكن عند ذكر الفوائد سنذكر إن شاء الله ما يستثنى من ذلك.
طيب إذا كنا خارج البيت لكن في المسجد ندور عليه وإلا لا؟ ندور عليه لأننا لو استقمنا في صف مستقيم ما ولينا وجوهنا نحوه أي شطره، يصير من خرج عن مسامتته ولى وجهه جهة غيره، لأنه محصور الآن، وإذا ابتعدنا فإننا، بعض العلماء يقول: إن كنت في مكة فاستقبل المسجد وإن كنت خارج مكة فاستقبل مكة، لكن هذا تقريبي، إنما الصواب في هذه المسألة أن من أمكنه مشاهدة عين الكعبة وجب عليه استقبال العين لا يخرج عن مسامتتها، ومن لا يمكنه مشاهدتها لبعد أو حيلولة شيء دونها استكفى بالجهة، لقوله تعالى: (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) نعم.
الطالب: وإن حال عمود بينه؟
الشيخ : إن حال عمود يمكن أن يتجه يعني في مسجد؟
الطالب: عمود. . . ؟
الشيخ : أي هذا يمكن يصيب عينها ولو حال.
الطالب: أنه ما هو المقصود بإصابة الجهة ؟
الشيخ : أي نعم المقصود أنك تكون أنت محاذيا لها.
الطالب: على هذا القول ما يجوز أن يصلي فوق سطح الكعبة ؟
الشيخ : على هذا القول؟ نعم على هذا القول بأنه لابد من شاخص لا يصلي فوق سطحها لكن سطحها فيه جدار، السطح فيه جدار، فيه جدار يصل إلى فوق الركبة أي نعم
الطالب: وعتبة الباب ؟
الشيخ : إذا قلت لك عتبة الباب تجزئ عند الذين يقولون لابد من شاخص يقولون عتبة الباب تجزئ
الطالب: تجاه العتبة نصلى ولا ؟
الشيخ : لا يقولون المهم أن يكون شاخص بين يديه يعني يكون شيء مرتفع يكون بين يديه .
وقوله: (( حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره )) يشمل من كان في الطائرة؟ ، نعم أو في الباخرة، أو في القطار، أو في السيارة فلابد أن يستقبل القبلة، ولكن عند ذكر الفوائد سنذكر إن شاء الله ما يستثنى من ذلك.
1 - تتمة تفسير قوله تعالى : (( وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره )) والكلام على استقبال الكعبة لمن هو داخل مكة أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون )) والكلام على الصفات السلبية
وقوله: (( وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم )) (( إن الذين أوتوا الكتاب )) والمراد بالكتاب الجنس، وهو التوراة والإنجيل، والذين أوتوا هم اليهود والنصارى، وقوله: (( ليعلمون )) اللام هنا للتوكيد، فالجملة مؤكدة إذا بإن واللام، (( أنه الحق من ربهم )) أنه أي استقبالك المسجد الحرام الحق من ربهم، لكنهم ـ والعياذ بالله ـ يشوهون وإلا فهم يعلمون أن الرسول عليه الصلاة والسلام سيستقبل الكعبة، من أين علموا ذلك؟ مما جاء في كتبهم من وصف الرسول صلى الله عليه وسلم فإنهم يعلمون أن هذا النبي الأمي سوف يتجه إلى الكعبة، وقوله: (( ليعلمون )) العلم هو إدراك؟ إدراك الشيء إدراكا جازما ويش بعده؟ إدراكا جازما مطابقا للواقع.
وقوله: (( أنه الحق من ربهم )) ذكرنا أن الحق معناه الشيء الثابت، فإن أضيف إلى الخبر فهو الصدق وإن أضيف إلى الحكم فهو العدل، قال الله تعالى: (( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا )) وقوله: (( أنه الحق من ربهم )) الرب تقدمنا مرارا وتكرارا أنه الخالق المالك الكامل السلطات، وإنما أضاف الربوبية هنا إليهم من ربهم لإقامة الحجة عليهم حيث يعترفون بربوبيته ومن اعترف بربوبيته لزم أن يعترف بأحكامه وتصرفه، لأن الرب له الملك المطلق يتصرف كيف يشاء، وإلا فهو رب الجميع، لكن هذا فائدة إضافته إليه.
(( وما الله بغافل عما يعملون )) ما هنا حجازية وإلا تميمية ؟
الطالب: حجازية
الشيخ : ويش الدليل؟
الطالب: لأنها عملت....
الشيخ : وتدخل حتى التميمية نعم؟
الطالب: فإن القرآن بلغات قريش
الشيخ :هذه صح لأن القرآن بلغة قريش والدليل على هذا قوله في سورة يوسف: (( ما هذا بشرا )) ولم يقل بشر، (( إن هذا إلا ملك كريم )) فالقرآن بلغة قريش، وقريش حجازيون ليسوا تميميين، وقوله: (( بغافل )) الباء زائدة إعرابا مفيدة معنى، ما فائدتها؟ توكيد، التوكيد، وقوله: (( وما الله بغافل )) إذا الباء حرف جر من حيث الإعراب زائد، وغافل خبر ما، منصوب بها وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وقوله: (( بغافل )) الغفلة: اللهو والسهو عن الشيء، وقوله: (( عما يعملون )) ما اسم موصول تفيد العموم يعني عن أي عمل يعملونه سواء كان عملا قلبيا أم جارحيا يعني أن يتعلق بالجوارح أو يتعلق بالقلوب، فيشمل الاعتقاد ويشمل القول والفعل، وقوله: (( وما الله بغافل عما يعملون )) يفيد التهديد لهؤلاء، لأن الغرض من هذه الجملة تهديدهم على مخالفتهم حيث أنكروا ما يعلمون أنه الحق من ربهم، وهذه الصفة (( وما الله بغافل عما يعملون )) من صفات الله الإيجابية ثبوتية أو سلبية؟ السلبية المنفية، وقد ذكرنا فيما سبق أن الصفات السلبية لا يقصد بها مجرد السلب والنفي، وإنما يقصد بها مع ذلك يا مصطفى؟ يقصد بها مع ذلك ؟ إثبات كمال الضد، إثبات كمال الضد، فمثلا (( وما الله بغافل عما يعملون )) تستلزم كمال العلم والمراقبة لأعمالهم التي لا يعتريها أي غفلة، وقد ذكرنا فيما سبق أن النفي المجرد لا يستلزم كمالا لأنه قد يستلزم نقصا وقد لا يدل على مدح ولا نقص، أو نسيتم؟ طيب مثال النفي الذي يستلزم النقص عبد الله؟
الطالب: نفي الغفلة
الشيخ : لا هذه تستلزم الكمال، ما يمكن نفي لله يستلزم النقص أبدا هذا، يعني نفي الغفلة ما تستلزم النقص لأنه لكماله ليس بغافل، من يعرف؟ هو نفي، نفي شيء مذموم هو ما يستلزم الكمال بل هو نقص؟
الطالب: قوله الضعيف لا ....
الشيخ : ممكن
الطالب: من القرآن أو من غيره؟
الشيخ : لا من غير القرآن
الطالب: " قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل "
الشيخ : صح " قبيلة لا يقدرون بذمة ولا يخدمون الناس حبة خردل "، عند ما أسمع هذا الكلام أقول إن هؤلاء القوم أوفياء وغير معتدين أو فياء لا يغدرون بذمة غير معتدين لا يظلمون الناس، والواقع أنه وصفهم بالنقص، وصفهم بالنقص فهمتم؟ وكذلك قول الشاعر:
" لكن قومي وإن كانوا ذوي حسب ليسوا من الشر في شيء وإن هانوا يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ومن إساءة أهل السوء إحسانا. " هذا يذمهم ولا يمدحهم ؟
الطالب: الظاهر يمدحهم
الشيخ : ظاهر الكلام أنهم يمدحهم والواقع أنه يريد؟ الذم، أي نعم، أما الذي لا يستلزم نقصا ولا مدحا فمثل لو قلت جدارنا لا يظلم أحدا، الجدار لا يظلم أحد، لأنه غير قابل للظلم، فنفي الظلم عنه ليس مدحا لكن بالنسبة لله عزوجل الأمر بالعكس كل صفة منفية عنه فإنها تستلزم كمال ضدها من المدح.
وقوله: (( أنه الحق من ربهم )) ذكرنا أن الحق معناه الشيء الثابت، فإن أضيف إلى الخبر فهو الصدق وإن أضيف إلى الحكم فهو العدل، قال الله تعالى: (( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا )) وقوله: (( أنه الحق من ربهم )) الرب تقدمنا مرارا وتكرارا أنه الخالق المالك الكامل السلطات، وإنما أضاف الربوبية هنا إليهم من ربهم لإقامة الحجة عليهم حيث يعترفون بربوبيته ومن اعترف بربوبيته لزم أن يعترف بأحكامه وتصرفه، لأن الرب له الملك المطلق يتصرف كيف يشاء، وإلا فهو رب الجميع، لكن هذا فائدة إضافته إليه.
(( وما الله بغافل عما يعملون )) ما هنا حجازية وإلا تميمية ؟
الطالب: حجازية
الشيخ : ويش الدليل؟
الطالب: لأنها عملت....
الشيخ : وتدخل حتى التميمية نعم؟
الطالب: فإن القرآن بلغات قريش
الشيخ :هذه صح لأن القرآن بلغة قريش والدليل على هذا قوله في سورة يوسف: (( ما هذا بشرا )) ولم يقل بشر، (( إن هذا إلا ملك كريم )) فالقرآن بلغة قريش، وقريش حجازيون ليسوا تميميين، وقوله: (( بغافل )) الباء زائدة إعرابا مفيدة معنى، ما فائدتها؟ توكيد، التوكيد، وقوله: (( وما الله بغافل )) إذا الباء حرف جر من حيث الإعراب زائد، وغافل خبر ما، منصوب بها وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وقوله: (( بغافل )) الغفلة: اللهو والسهو عن الشيء، وقوله: (( عما يعملون )) ما اسم موصول تفيد العموم يعني عن أي عمل يعملونه سواء كان عملا قلبيا أم جارحيا يعني أن يتعلق بالجوارح أو يتعلق بالقلوب، فيشمل الاعتقاد ويشمل القول والفعل، وقوله: (( وما الله بغافل عما يعملون )) يفيد التهديد لهؤلاء، لأن الغرض من هذه الجملة تهديدهم على مخالفتهم حيث أنكروا ما يعلمون أنه الحق من ربهم، وهذه الصفة (( وما الله بغافل عما يعملون )) من صفات الله الإيجابية ثبوتية أو سلبية؟ السلبية المنفية، وقد ذكرنا فيما سبق أن الصفات السلبية لا يقصد بها مجرد السلب والنفي، وإنما يقصد بها مع ذلك يا مصطفى؟ يقصد بها مع ذلك ؟ إثبات كمال الضد، إثبات كمال الضد، فمثلا (( وما الله بغافل عما يعملون )) تستلزم كمال العلم والمراقبة لأعمالهم التي لا يعتريها أي غفلة، وقد ذكرنا فيما سبق أن النفي المجرد لا يستلزم كمالا لأنه قد يستلزم نقصا وقد لا يدل على مدح ولا نقص، أو نسيتم؟ طيب مثال النفي الذي يستلزم النقص عبد الله؟
الطالب: نفي الغفلة
الشيخ : لا هذه تستلزم الكمال، ما يمكن نفي لله يستلزم النقص أبدا هذا، يعني نفي الغفلة ما تستلزم النقص لأنه لكماله ليس بغافل، من يعرف؟ هو نفي، نفي شيء مذموم هو ما يستلزم الكمال بل هو نقص؟
الطالب: قوله الضعيف لا ....
الشيخ : ممكن
الطالب: من القرآن أو من غيره؟
الشيخ : لا من غير القرآن
الطالب: " قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل "
الشيخ : صح " قبيلة لا يقدرون بذمة ولا يخدمون الناس حبة خردل "، عند ما أسمع هذا الكلام أقول إن هؤلاء القوم أوفياء وغير معتدين أو فياء لا يغدرون بذمة غير معتدين لا يظلمون الناس، والواقع أنه وصفهم بالنقص، وصفهم بالنقص فهمتم؟ وكذلك قول الشاعر:
" لكن قومي وإن كانوا ذوي حسب ليسوا من الشر في شيء وإن هانوا يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ومن إساءة أهل السوء إحسانا. " هذا يذمهم ولا يمدحهم ؟
الطالب: الظاهر يمدحهم
الشيخ : ظاهر الكلام أنهم يمدحهم والواقع أنه يريد؟ الذم، أي نعم، أما الذي لا يستلزم نقصا ولا مدحا فمثل لو قلت جدارنا لا يظلم أحدا، الجدار لا يظلم أحد، لأنه غير قابل للظلم، فنفي الظلم عنه ليس مدحا لكن بالنسبة لله عزوجل الأمر بالعكس كل صفة منفية عنه فإنها تستلزم كمال ضدها من المدح.
2 - تفسير قوله تعالى : (( وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون )) والكلام على الصفات السلبية أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آيةٍ ما تبعوا قبلتك ))
قال الله تعالى: (( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك )) في (( لئن )) أمران متنازعان: قسم وشرط، قسم مدلول عليه باللام، لأن اللام واقعة في جواب القسم المقدر، أي والله لئن، الثاني المنازع للقسم: إن الشرطية، وكل من القسم والشرط يحتاج إلى جواب، طيب أين الجواب في قوله: (( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب )) ؟ قوله: (( ما تبعوا قبلتك )) هذا الجواب هل هو جواب للشرط أو جواب للقسم؟
الطالب: جواب للشرط؟
الشيخ : لا هذا جواب للقسم، يقول ابن مالك:
"واحذف لدى اجتماع شرط وقسم جواب ما أخرت فهو ملتزم "
. والمؤخر الآن هو الشرط، وعلى هذا فيكون قوله: (( ما تبعوا )) جوابا للقسم لا محل له من الإعراب، لأن جملة القسم ليس لها محل من الإعراب، وجواب الشرط المحذوف دل عليه جواب القسم، وقوله: (( ولئن أتيت )) إن ويش؟ ويش إن؟ شرطية، وأتيت بمعنى جئت (( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب )) يعني اليهود والنصارى (( بكل آية )) الباء للمصاحبة يعني مصطحبا لكل آية، آية أي علامة على صدق ما أتيت إليهم، لئن أيتهم بكل آية. تدل على صدق ما أتيت به نعم؟ (( ما تبعوا قبلتك )) أي شيء قبلته؟ الكعبة، يعني لا يتبعون هذه القبلة ولا يتولونها، لو تأتيهم بكل آية، وذلك لأنهم لا يريدون الحق وإنما هم معاندون، لأن الذي يعلم الحق ولا يتبعه معاند ما في فائدة تأتي بكل آية ما يفهم ما يقبل، وقوله: (( بكل آية ما تبعوا قبلتك )) قد نقول إنهم كما لا يتبعون قبلته لا يتبعون دينه أيضا نعم لا يتبعون دينه، لأنه من لازم إتباع الدين أن يتبعوا القبلة، وقوله: (( ما تبعوا قبلتك )) قد يقول قائل: إن هذه القبلة من خصائص هذه الأمة لأنه أضافها إليهم فقال: (( ما تبعوا قبلتك )) ولكن الظاهر والله أعلم أن المسجد الحرام قبلة لكل الأنبياء لقوله تعالى: (( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا )) وهكذا قال شيخ الإسلام إن المسجد الحرام قبل لكل الأنبياء لكن أتباعهم من اليهود والنصارى هم الذين بدلوا هذه القبلة.
الطالب: جواب للشرط؟
الشيخ : لا هذا جواب للقسم، يقول ابن مالك:
"واحذف لدى اجتماع شرط وقسم جواب ما أخرت فهو ملتزم "
. والمؤخر الآن هو الشرط، وعلى هذا فيكون قوله: (( ما تبعوا )) جوابا للقسم لا محل له من الإعراب، لأن جملة القسم ليس لها محل من الإعراب، وجواب الشرط المحذوف دل عليه جواب القسم، وقوله: (( ولئن أتيت )) إن ويش؟ ويش إن؟ شرطية، وأتيت بمعنى جئت (( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب )) يعني اليهود والنصارى (( بكل آية )) الباء للمصاحبة يعني مصطحبا لكل آية، آية أي علامة على صدق ما أتيت إليهم، لئن أيتهم بكل آية. تدل على صدق ما أتيت به نعم؟ (( ما تبعوا قبلتك )) أي شيء قبلته؟ الكعبة، يعني لا يتبعون هذه القبلة ولا يتولونها، لو تأتيهم بكل آية، وذلك لأنهم لا يريدون الحق وإنما هم معاندون، لأن الذي يعلم الحق ولا يتبعه معاند ما في فائدة تأتي بكل آية ما يفهم ما يقبل، وقوله: (( بكل آية ما تبعوا قبلتك )) قد نقول إنهم كما لا يتبعون قبلته لا يتبعون دينه أيضا نعم لا يتبعون دينه، لأنه من لازم إتباع الدين أن يتبعوا القبلة، وقوله: (( ما تبعوا قبلتك )) قد يقول قائل: إن هذه القبلة من خصائص هذه الأمة لأنه أضافها إليهم فقال: (( ما تبعوا قبلتك )) ولكن الظاهر والله أعلم أن المسجد الحرام قبلة لكل الأنبياء لقوله تعالى: (( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا )) وهكذا قال شيخ الإسلام إن المسجد الحرام قبل لكل الأنبياء لكن أتباعهم من اليهود والنصارى هم الذين بدلوا هذه القبلة.
تفسير قوله تعالى : (( وما أنت بتابعٍ قبلتهم وما بعضهم بتابعٍ قبلة بعضٍ ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذاً لمن الظالمين ))
قال: (( وما أنت بتابع قبلتهم )) الواو هنا واو العطف ولا واو الاستئناف ؟
الطالب: واو العطف
الشيخ : الواو هذه عاطفة أو استئنافية ؟
الطالب: استئنافية
الشيخ : هذه استئنافية، لأننا لو جعلناها عاطفة على قوله: (( ما تبعوا قبلتك )) لصار المعنى: وما أنت بتابع قبلتهم في حال إتيانك بالآيات التي تدل على صدق ما جئت به، ومعلوم أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يتبعهم مطلقا، وهذا هو السر في التعبير والله أعلم للجملة الاسمية في قوله: (( وما أنت بتابع )) وهم أتى بالجملة الفعلية في قوله: (( ما تبعوا قبلتك )) فهم لا يتبعون قبلة الرسول والنبي عليه الصلاة والسلام مستحيل أن يكون تابعا لقبلتهم، لأن قبلتهم هذه منكرة لم يأت بها الشرع، ثم لو فرض أن الأديان التي هم عليها قد جاءت بهذه القبلة فإنها نسخت بقبلة الإسلام، وقوله: (( ما أنت بتابع قبلتهم )) ويش الذي ناصب (( قبلتهم )) ؟ رشيد ويش الذي ناصب (( بتابع قبلتهم )) ؟ نعم؟
الطالب: باسم الفاعل
الشيخ : أي نعم منصوبة باسم الفاعل، طيب لو في غير القرآن لو أضيف بتابع قبلتهم صح وكانت الإضافة لفظية.
(( وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض )) ما بعضهم، أي الذين أوتوا الكتاب، (( بتابع قبلة بعض )) فاليهود ما تتبع قبلة النصارى، والنصارى ما تتبع قبلة اليهود، لأن النصارى يقولون إن اليهود كفار، واليهود يقولون إن النصارى كفار ليسوا على حق، ولهذا يكذبون عيسى صلى الله عليه وسلم ويقولون إنه ـ والعياذ الله ـ ولد زنا، وفعلا حاولوا قتله وشبه لهم فقتلوا الشبيه وصاروا يقولون إننا قتلنا المسيح عيسى بن مريم يفتخرون بذلك نعم؟ ـ قاتلهم الله ـ هؤلاء بعضهم لبعض عدو، لكنهم مع ذلك بالنسبة للمسلمين بعضهم لبعض ولي، (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم )) فبعضهم يتولى بعضا على المسلمين لكن بالنسبة لإقرار بعضهم على دين بعض نعم؟ لا يقرون، هؤلاء لا يقرون اليهود وهؤلاء لا يقرون النصارى، ولهذا سبق لنا أن اليهود قالوا ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء.
(( وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين )) .
الطالب: (( وما بعضهم بتابع قبلة بعض )) هل لكل من اليهود والنصارى لهم قبلة ؟
الشيخ : أي نعم هذه تحتاج إلى تنبيه
الطالب: واو العطف
الشيخ : الواو هذه عاطفة أو استئنافية ؟
الطالب: استئنافية
الشيخ : هذه استئنافية، لأننا لو جعلناها عاطفة على قوله: (( ما تبعوا قبلتك )) لصار المعنى: وما أنت بتابع قبلتهم في حال إتيانك بالآيات التي تدل على صدق ما جئت به، ومعلوم أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يتبعهم مطلقا، وهذا هو السر في التعبير والله أعلم للجملة الاسمية في قوله: (( وما أنت بتابع )) وهم أتى بالجملة الفعلية في قوله: (( ما تبعوا قبلتك )) فهم لا يتبعون قبلة الرسول والنبي عليه الصلاة والسلام مستحيل أن يكون تابعا لقبلتهم، لأن قبلتهم هذه منكرة لم يأت بها الشرع، ثم لو فرض أن الأديان التي هم عليها قد جاءت بهذه القبلة فإنها نسخت بقبلة الإسلام، وقوله: (( ما أنت بتابع قبلتهم )) ويش الذي ناصب (( قبلتهم )) ؟ رشيد ويش الذي ناصب (( بتابع قبلتهم )) ؟ نعم؟
الطالب: باسم الفاعل
الشيخ : أي نعم منصوبة باسم الفاعل، طيب لو في غير القرآن لو أضيف بتابع قبلتهم صح وكانت الإضافة لفظية.
(( وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض )) ما بعضهم، أي الذين أوتوا الكتاب، (( بتابع قبلة بعض )) فاليهود ما تتبع قبلة النصارى، والنصارى ما تتبع قبلة اليهود، لأن النصارى يقولون إن اليهود كفار، واليهود يقولون إن النصارى كفار ليسوا على حق، ولهذا يكذبون عيسى صلى الله عليه وسلم ويقولون إنه ـ والعياذ الله ـ ولد زنا، وفعلا حاولوا قتله وشبه لهم فقتلوا الشبيه وصاروا يقولون إننا قتلنا المسيح عيسى بن مريم يفتخرون بذلك نعم؟ ـ قاتلهم الله ـ هؤلاء بعضهم لبعض عدو، لكنهم مع ذلك بالنسبة للمسلمين بعضهم لبعض ولي، (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم )) فبعضهم يتولى بعضا على المسلمين لكن بالنسبة لإقرار بعضهم على دين بعض نعم؟ لا يقرون، هؤلاء لا يقرون اليهود وهؤلاء لا يقرون النصارى، ولهذا سبق لنا أن اليهود قالوا ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء.
(( وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين )) .
الطالب: (( وما بعضهم بتابع قبلة بعض )) هل لكل من اليهود والنصارى لهم قبلة ؟
الشيخ : أي نعم هذه تحتاج إلى تنبيه
4 - تفسير قوله تعالى : (( وما أنت بتابعٍ قبلتهم وما بعضهم بتابعٍ قبلة بعضٍ ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذاً لمن الظالمين )) أستمع حفظ
هل لليهود والنصارى قبلة تخصهم وما هي ؟
(( وما بعضهم بتابع قبلة بعض )) قبلة اليهود إلى بيت المقدس، إلى الصخرة، وقبلة النصارى إلى المشرق، قبلة النصارى إلى المشرق يتجهون نحو الشمس، فاليهود يقولون للنصارى أنتم ضالون والنصارى يقولون لليهود أنتم ضالون، ولا يتبع بعضهم بعضا في القبلة، (( ولئن اتبعت أهوائهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين )) قوله: (( ولئن اتبعت ))
تفسير قوله تعالى : (( ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم ))
نقول فيها مثل ما قلنا في؟ (( ولئن أتيت )) ففيها قسم وشرط، والجواب للقسم ولا للشرط ؟ للقسم، للقسم وهو قوله: (( إنك إذا )) ولهذا لم تقترن بالفاء ولو كانت جوابا للشرط لوجبت اقترانه بالفاء لأنها جملة اسمية، (( ولئن اتبعت )) الخطاب لمن؟ للنبي صلى الله عليه وسلم، وإن الشرطية لا تقتضي أو لا تستلزم وجود شرطها، لا تستلزم وجود الشرط، إن الشرطية لا تستلزم وجود الشرط،، وإنما قلنا ذلك لئلا يقول قائل: هل من الممكن أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتبع أهواءهم من بعد ما جاءه من العلم ؟ لا ما يمكن، كيف يقول:(( لئن اتبعت )) نقول هذه لا تستلزم جواب شرطها، جواب وقوع الشرط ما تستلزم، ألم يقل الله تعالى: (( لئن أشركت ليحبطن عملك )) ؟ بلى، وهل يمكن هذا؟ لا، لا، ألم يقل الله: (( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين )) ؟ وهذا يمكن ولا لا؟ ما يمكن، إذا فالشرط المعلق بإن لا يستلزم الوقوع، ولاحظوا الفرق نحن لسنا نقول لا يمكن وقوعه، نقول لا يستلزم الوقوع بمعنى أنه قد يقع في بعض الأشياء وقد لا يقع في بعض الأشياء، ما أدري اللغة المفهومة؟ نعم، أقول الفرق بين لا يستلزم الوقوع وبين لا يقتضي الوقوع، إذا قلنا لا يقتضي الوقوع هذا ليس بصحيح فإن المعلق بإن قد يقع، وإذا قلنا لا يستلزم فالمعنى ليس بلازم الوقوع، ليس بلازم، قد يعلق بإن وهو غير ممكن، وقوله: (( ولئن اتبعت أهواءهم )) جمع هوى، والأصل في الهوى، الهوى بمعنى الميت ومنه يقال للنجم هوى إذا مال وسقط، ويطلق الهوى في الغالب على الميل عن الحق ويقابله الهدى، فيقال: اتبع الهوى بعد الهدى، فهمتم ؟وهل يطلق الهوى على الهدى؟ نعم؟ إن صح الحديث وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تباعا لما جئت به ) فهو دليل على أن الهوى يكون في الخير كما يكون في الشر، ولكن مع ذلك فالغالب أن الهوى يكون في الشر، (( ممن بعد ما جاءك من العلم )) متعلق باتبعت نعم؟
الطالب: الحديث هذا لا يصح
الشيخ : أقول إن صح إذا ما صح ما أحد يكون فيه شاهد على أن الهوى تكون بمعنى الهدى
الطالب: من باب اللغة يعني؟ الحديث من باب اللغة بغض النظر . . ؟
الشيخ : لا لو ما صح فإنه لا يصح أن نقول إن الهوى يكون في الشيء المحمود، لأن كل ما في القرآن السنة من ذكر الهوى فإنها في الأشياء المذمومة.
الطالب: الحديث بعضه . . . لكن له شاهد من القرآن فلا وربك لا يؤمن حتى يحكموك فيما شجر بينهم؟
الشيخ : أيه هو معناه صحيح، المعنى لاشك صحيح لكن اللفظ.
طيب قوله: (( من بعد ما جاءك من العلم )) هذا متعلق باتبعت يعني إذا وقع هذا الاتباع بعد العلم فإنه يكون الظلم، وقوله: (( من بعد ما جاءك )) وردت في القرآن على ثلاثة أوجه : هذا أحدها، والثاني: (( بعد ما جاءك العلم )) والثالث: (( بعد الذي جاءك من العلم )) كذا؟ أما (( بعد ما جاءك من العلم )) و (( بعد الذي )) فلا فرق بينهما إلا أنه عبر بما عن الذي، وأما (( من بعد ما جاءك )) فهي أبلغ من قوله: (( بعد الذي جاءك )) لأن من تدل على أنه جاءه العلم وتمهل وحصل هذا الأمر نعم؟ بعد مجيء العلم، نظير ذلك أن دخول من يكون أبلغ قوله تعالى: (( ومن بيننا وبينك حجاب )) أشد من قوله: (( وبيننا وبينك حجاب )) لأن من تدل على المسافة قبل الحجاب ثم حجاب بخلاف وبيننا وبينك حجاب فهي ما تدل على هذا، وقوله: (( من بعد ما جاءك من العلم )) المراد بالعلم أيش؟ علم الشريعة الوحي، علم الشريعة، الوحي الذي جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام .
(( إنك )) هذه جواب القسم
الطالب: الحديث هذا لا يصح
الشيخ : أقول إن صح إذا ما صح ما أحد يكون فيه شاهد على أن الهوى تكون بمعنى الهدى
الطالب: من باب اللغة يعني؟ الحديث من باب اللغة بغض النظر . . ؟
الشيخ : لا لو ما صح فإنه لا يصح أن نقول إن الهوى يكون في الشيء المحمود، لأن كل ما في القرآن السنة من ذكر الهوى فإنها في الأشياء المذمومة.
الطالب: الحديث بعضه . . . لكن له شاهد من القرآن فلا وربك لا يؤمن حتى يحكموك فيما شجر بينهم؟
الشيخ : أيه هو معناه صحيح، المعنى لاشك صحيح لكن اللفظ.
طيب قوله: (( من بعد ما جاءك من العلم )) هذا متعلق باتبعت يعني إذا وقع هذا الاتباع بعد العلم فإنه يكون الظلم، وقوله: (( من بعد ما جاءك )) وردت في القرآن على ثلاثة أوجه : هذا أحدها، والثاني: (( بعد ما جاءك العلم )) والثالث: (( بعد الذي جاءك من العلم )) كذا؟ أما (( بعد ما جاءك من العلم )) و (( بعد الذي )) فلا فرق بينهما إلا أنه عبر بما عن الذي، وأما (( من بعد ما جاءك )) فهي أبلغ من قوله: (( بعد الذي جاءك )) لأن من تدل على أنه جاءه العلم وتمهل وحصل هذا الأمر نعم؟ بعد مجيء العلم، نظير ذلك أن دخول من يكون أبلغ قوله تعالى: (( ومن بيننا وبينك حجاب )) أشد من قوله: (( وبيننا وبينك حجاب )) لأن من تدل على المسافة قبل الحجاب ثم حجاب بخلاف وبيننا وبينك حجاب فهي ما تدل على هذا، وقوله: (( من بعد ما جاءك من العلم )) المراد بالعلم أيش؟ علم الشريعة الوحي، علم الشريعة، الوحي الذي جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام .
(( إنك )) هذه جواب القسم
تفسير قوله تعالى : (( إنك إذا لمن الظالمين ))
(( إنك إذًا لمن الظالمين )) إذا في إذ التي مرت علينا بالإضافة؟ ولا غيرها؟ هي ظرف ما فيه شك لكن نحن قلنا إنها إذ، إذاً وإذا نعم؟ وإذا وأن هذه الأدوات الثلاث تنازعت الأزمنة: إذ للماضي، وإذا للمستقبل، وإذاً للحال، يعني إنك إذاً في حال إتباعك أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم في هذه الحال لمن الظالمين، الله أكبر! أكده بإن وإذاً واللام، واللام في قوله: (( لمن الظالمين )) وصدق الله عزوجل الذي يتبع أهواء الضالين والمغضوب عليهم بعد ما جاءه العلم الصحيح الشرعي فهو لاشك من الظالمين، وتأمل اللطف في الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل: إنك إذا ظالم، قال: (( لمن الظالمين )) وهذا لاشك أنه أيش؟ تلطف في الأسلوب، لأني لو أقول الآن لك: أنت رجل ظالم أيهما أشد وقعا أو أن أقول: أنت من الظالمين؟ الأول، الأول أشد وقعا أشد وقع في النفس، ولهذا نقول إن قوله تعالى: (( إنك إذا لمن الظالمين )) من باب التلطف للرسول صلى الله عليه وسلم، نظيره شف، نظيره قوله تعالى: (( عبس وتولى أن جاء الأعمى وما يدريك لعله يزكى )) عندما تقرأ عبس وتولى تظن أن العابس والمتولي من؟ غير الرسول صلى الله عليه وسلم، غير الرسول، تظن أنه رجل آخر، ولكن المراد به الرسول عليه الصلاة والسلام، النبي صلى الله عليه وسلم، فعليه يكون الله عزوجل تلطف في الأسلوب بالنسبة لقول الله : (( لمن الظالمين )) لأن الظالمين فهيا ضمير مستتر يعود على من؟ على غير الرسول على الظالم، لكن لو قال: إنك ظالم صار الضمير يعود عليه نفسه، (( إنك إذا لمن الظالمين ))
الطالب: خاص للرسول ولا؟
الشيخ : ويش خاص؟
الطالب: (( إنك لمن الظالمين ))؟
الشيخ : لا الرسول غيره، وقوله: (( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )).
الطالب: خاص للرسول ولا؟
الشيخ : ويش خاص؟
الطالب: (( إنك لمن الظالمين ))؟
الشيخ : لا الرسول غيره، وقوله: (( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )).
ما المراد بالظلم في قوله تعالى : (( إنك إذا لمن الظالمين )) وهل يخرج عن الملة ؟
الطالب: شيخ؟ الرسول . . . ؟
الشيخ : لا المراد الظالمين الذين لم يعدلوا في تصرفهم لأن الظلم هو في الأصل النقص وهو عدم العدل فقد يكون يصل إلى درجة الكفر وقد لا يصل، حسب ما اتبعهم فيه إن اتبعهم في أمر لا يخرج عن الملة لم يكن خارجا عن الملة وإن اتبعهم في أمر يخرج صار خارجا .
الشيخ : لا المراد الظالمين الذين لم يعدلوا في تصرفهم لأن الظلم هو في الأصل النقص وهو عدم العدل فقد يكون يصل إلى درجة الكفر وقد لا يصل، حسب ما اتبعهم فيه إن اتبعهم في أمر لا يخرج عن الملة لم يكن خارجا عن الملة وإن اتبعهم في أمر يخرج صار خارجا .
تفسير قوله تعالى : (( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )) وذكر فائدة فقهية وهو المقصود بالأبناء في الآية والحكمة في سبب نضح بول الصبي وغسل بول الجارية
((الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم)) (( الذين )) مبتدأ فأين الخبر؟ جملة (( يعرفونه )) وقوله: ((آتيناهم )) أعطيناهم، والإيتاء هنا شرعي ولا كوني؟
الطلاب: شرعي، كوني وشرعي
الشيخ : نعم جامع بينهما كونيا وشرعيا، لأن الكتاب شرعي شرع والإعطاء هنا كوني قدر الله تعالى أن ينزل عليهم الكتاب فنزل، وقوله: (( آتيناهم الكتاب )) الفعل هنا ناصب مفعولين، أولهما: الهاء والثاني: الكتاب، أصلهما مبتدأ والخبر ولا لا؟
الطلاب: لا، لا
الشيخ : أصلهما ليس مبتدأ والخبر؟ لا، أي نعم إذا من أخوات كسا، الذي قال فيها ابن مالك: " والثاني منهما كثاني اثني كسا " نعم (( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )) الضمير في قوله: (( يعرفونه )) يعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، (( كما يعرفون أبناءهم )) الكاف للتشبيه، وما مصدرية أي يا عبد الرحمن؟
الطالب: يعلمون، أي يعلمون
الشيخ : لا قصدي كما يعرفون الكاف؟
الطالب: للتشبيه،
الشيخ : للتشبيه ولا حرف جر؟
الطالب: هما مصدرية
الشيخ : أي؟
الطالب: يعلمون
الشيخ : لا لا أقولك هذا مصدرية ؟ أي كمعرفة أبنائهم، وهنا عبر بيعرفونه دون يعلمونه، لأن الغالب أن العلم يعبر به عن الأمور المعقولة التي تدرك بالحس الباطن، والمعرفة تطلق أو يعبر بها عن الأمور المحسوسة المدركة بالحس، فأنا أقول لك أعرفت فلانا؟ أو أقول لك أعلمت فلانا ويش تقول؟ عرفت فلان، ما تقول علمت، لكني أقول أعرفت فلانا فعلمت ما فعل، فهنا جعلنا العلم في الفعل والمعرفة في الجسم، فهنا يعرفونه ليست بمعنى يعلمونه، لأن المعلومات تكون في المعقولات أو في الصفات، أما في الأشخاص فإنه يطلق فيها المعرفة. وقوله: (( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )) أبناءهم جمع ابن وخصه دون البنت، لأن تعلق الإنسان بالذكر أقوى من تعلقه بالأنثى فهو به أعرف، فهو به أعرف أليس كذلك؟
الطالب: الابن ما تعم البنت؟
الشيخ : لا الابن ما تعم البنت، الأولاد هي التي تعم البنت والولد الأولاد
الطالب: يقال تغليبا؟
الشيخ : لا لا ما هو تغليبا، أبناءهم لأن تعلق الإنسان بالابن أكثر من تعلقه بالبنت فيكون معرفته له أكثر من معرفته للبنت، واضح؟ هذا هو السبب في أنه عبر بالأبناء دون البنات. الطالب: والبنون يا شيخ البنون داخل في الأولاد ولا؟
الشيخ : لا البنون ذكور فقط، عبر بالأبناء الآن أنا قبل قليل أنا معطيكم ....واحد قلت لكم إذا وقفت نخليكم تسألون، (( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )) نقول عبر بالأبناء دون الأولاد أو دون البنات لأن تعلق الإنسان بالابن الذكر أكثر من تعلقه بالبنت فيكون به أعرف، يكون به أعرف، وقد ذكر الله عن الإنسان أنه (( إذا بشر بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم )) (( وإذا بشر بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم )) ولهذا يجزئ في غسل بول الذكر يجزئ فيه النضح دون بول الأنثى الصغيرة التي ما تأكل الطعام أو الذكر الصغير الذي ما يأكل الطعام، الذكر يجزئ فيه النضح والأنثى لابد فيه من الغسل، وذلك لأن الابن يلطف به أكثر من البنت في الغالب، وهناك علة أخرى وعلة ثالثة قرأناها في الفقه، العلة الثانية هي أن بول الذكر ينتشر لأنه يخرج بارزا بقوة فيلوث من الثياب ما هو أكثر فيشق التحرز منه، وقالوا أيضا إن الذكر أقوى طبيعة من الأنثى، وأنه يلطف الفضلات أكثر من تلطيف الأنثى، وقيل لأن الأنثى خلقت من دم والذكر من طين، لكن هذا ما هو بصحيح نعم؟ إنما على اعتبارات الأولى هي أقرب، وقال بعضهم إنه تعبدي ما نعرف الحكمة، وعلى كل حال هذه مسألة ليست من بحثنا إنما نقول عبر بالأبناء لهذا السبب.
الطلاب: شرعي، كوني وشرعي
الشيخ : نعم جامع بينهما كونيا وشرعيا، لأن الكتاب شرعي شرع والإعطاء هنا كوني قدر الله تعالى أن ينزل عليهم الكتاب فنزل، وقوله: (( آتيناهم الكتاب )) الفعل هنا ناصب مفعولين، أولهما: الهاء والثاني: الكتاب، أصلهما مبتدأ والخبر ولا لا؟
الطلاب: لا، لا
الشيخ : أصلهما ليس مبتدأ والخبر؟ لا، أي نعم إذا من أخوات كسا، الذي قال فيها ابن مالك: " والثاني منهما كثاني اثني كسا " نعم (( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )) الضمير في قوله: (( يعرفونه )) يعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، (( كما يعرفون أبناءهم )) الكاف للتشبيه، وما مصدرية أي يا عبد الرحمن؟
الطالب: يعلمون، أي يعلمون
الشيخ : لا قصدي كما يعرفون الكاف؟
الطالب: للتشبيه،
الشيخ : للتشبيه ولا حرف جر؟
الطالب: هما مصدرية
الشيخ : أي؟
الطالب: يعلمون
الشيخ : لا لا أقولك هذا مصدرية ؟ أي كمعرفة أبنائهم، وهنا عبر بيعرفونه دون يعلمونه، لأن الغالب أن العلم يعبر به عن الأمور المعقولة التي تدرك بالحس الباطن، والمعرفة تطلق أو يعبر بها عن الأمور المحسوسة المدركة بالحس، فأنا أقول لك أعرفت فلانا؟ أو أقول لك أعلمت فلانا ويش تقول؟ عرفت فلان، ما تقول علمت، لكني أقول أعرفت فلانا فعلمت ما فعل، فهنا جعلنا العلم في الفعل والمعرفة في الجسم، فهنا يعرفونه ليست بمعنى يعلمونه، لأن المعلومات تكون في المعقولات أو في الصفات، أما في الأشخاص فإنه يطلق فيها المعرفة. وقوله: (( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )) أبناءهم جمع ابن وخصه دون البنت، لأن تعلق الإنسان بالذكر أقوى من تعلقه بالأنثى فهو به أعرف، فهو به أعرف أليس كذلك؟
الطالب: الابن ما تعم البنت؟
الشيخ : لا الابن ما تعم البنت، الأولاد هي التي تعم البنت والولد الأولاد
الطالب: يقال تغليبا؟
الشيخ : لا لا ما هو تغليبا، أبناءهم لأن تعلق الإنسان بالابن أكثر من تعلقه بالبنت فيكون معرفته له أكثر من معرفته للبنت، واضح؟ هذا هو السبب في أنه عبر بالأبناء دون البنات. الطالب: والبنون يا شيخ البنون داخل في الأولاد ولا؟
الشيخ : لا البنون ذكور فقط، عبر بالأبناء الآن أنا قبل قليل أنا معطيكم ....واحد قلت لكم إذا وقفت نخليكم تسألون، (( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )) نقول عبر بالأبناء دون الأولاد أو دون البنات لأن تعلق الإنسان بالابن الذكر أكثر من تعلقه بالبنت فيكون به أعرف، يكون به أعرف، وقد ذكر الله عن الإنسان أنه (( إذا بشر بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم )) (( وإذا بشر بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم )) ولهذا يجزئ في غسل بول الذكر يجزئ فيه النضح دون بول الأنثى الصغيرة التي ما تأكل الطعام أو الذكر الصغير الذي ما يأكل الطعام، الذكر يجزئ فيه النضح والأنثى لابد فيه من الغسل، وذلك لأن الابن يلطف به أكثر من البنت في الغالب، وهناك علة أخرى وعلة ثالثة قرأناها في الفقه، العلة الثانية هي أن بول الذكر ينتشر لأنه يخرج بارزا بقوة فيلوث من الثياب ما هو أكثر فيشق التحرز منه، وقالوا أيضا إن الذكر أقوى طبيعة من الأنثى، وأنه يلطف الفضلات أكثر من تلطيف الأنثى، وقيل لأن الأنثى خلقت من دم والذكر من طين، لكن هذا ما هو بصحيح نعم؟ إنما على اعتبارات الأولى هي أقرب، وقال بعضهم إنه تعبدي ما نعرف الحكمة، وعلى كل حال هذه مسألة ليست من بحثنا إنما نقول عبر بالأبناء لهذا السبب.
9 - تفسير قوله تعالى : (( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )) وذكر فائدة فقهية وهو المقصود بالأبناء في الآية والحكمة في سبب نضح بول الصبي وغسل بول الجارية أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ))
(( وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون )) الله اكبر العدل في التعبير القرآني، (( وإن فريقا منهم ليكتمون )) يعني طائفة منهم تكتم الحق، وعلم من ذلك أن طائفة أخرى لا تكتم الحق وهذا هو الواقع، فإن من النصارى كالنجاشي من آمن، ومن اليهود كعبد الله بن سلام من آمن ولم يكتم الحق، لكن فريقا منهم يكتمون الحق أي يخفونه فلا يبينونه، ما يبينونه ـ والعياذ بالله ـ نعم؟ ولهذا ذكر الله في سورة آل عمران أن بعضهم يقول لبعض كيف إنكم تتبعون الهدى من محمد وأصحابه، إذا بينتموه يحاجونكم به عند الله أفلا تعقلون؟ فهم يتواصون بالكتمان ـ والعياذ بالله ـ وقوله: (( وهم يعلمون )) الجملة في موضع نصب على الحال من فاعل (( يكتمون )) أين فاعل (( يكتمون )) ؟ الواو، الواو يعني ليكتمون والحال أنهم يعلمون أنه الحق، وهذا أبلغ في الذم أن يكونوا كاتمين الحق وهم يعلمون به، فيكونون قد كتموه عن علم فهم عالمون ظالمون، (( يكتمون الحق وهم يعلمون )) أي وهو يعلمون به، قال الله تعالى: (( الحق من ربك فلا تكونن من الممترين )).
فوائد الآية (( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ))
(( قد نرى تقلب وجهك في السماء )) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (( فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ))
من هنا ابتدأ الحكم بتغيير القبلة، فيستفاد من هذه الآية الكريمة: إثبات رؤية الله عزوجل، من قوله: (( قد نرى تقلب وجهك )) .
ومن فوائدها: جواز النظر إلى السماء، (( تقلب وجهك في السماء )) وأنه ليس سوء أدب مع الله إلا في حال الصلاة، في حالة الصلاة لا يجوز أن يرفع الإنسان بصره إلى السماء.
ومنها: إثبات علو الله، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه في السماء، لأن الوحي يأتيه من السماء.
ومنها:
من هنا ابتدأ الحكم بتغيير القبلة، فيستفاد من هذه الآية الكريمة: إثبات رؤية الله عزوجل، من قوله: (( قد نرى تقلب وجهك )) .
ومن فوائدها: جواز النظر إلى السماء، (( تقلب وجهك في السماء )) وأنه ليس سوء أدب مع الله إلا في حال الصلاة، في حالة الصلاة لا يجوز أن يرفع الإنسان بصره إلى السماء.
ومنها: إثبات علو الله، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه في السماء، لأن الوحي يأتيه من السماء.
ومنها:
اضيفت في - 2006-04-10