تفسير سورة البقرة-37b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تفسير قوله تعالى : (( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلاً )) وإعراب الآية
ثم قال الله تعالى: (( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار )) الجملة (( إن الذين )) مكونة من إن الدال على التوكيد والذين اسمها، و(( أولئك )) أولاء مبتدأ (( ما يأكلون )) جملة الجملة خبره والجملة من المبتداء وخبره خبر إن ، (( إن الذين يكتمون ما أنزل الله )) يكتمون بمعنى يخفون ، والإخفاء يكون عند السؤال وعند عدم السؤال فمتى دعت الحاجة إلى بيان العلم بسؤال أو غيره وجب على من عنده علم أن يبينه، وقوله: (( يكتمون ما أنزل الله من الكتاب )) الكتاب المراد به إما أن تكون أل للعهد أو أل للجنس ، فإن لنا للعهد فالمراد به التوراة ويكون المراد بالذين يكتمون اليهود لأنهم كتموا صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن قلنا بأن أل للعموم شمل جميع الكتب التوراة والإنجيل وغيرهما ويكونون الذين يكتمون يشمل اليهود والنصارى وغيرهم وهذا أرجح لعمومه ، وقوله: (( ما أنزل الله من الكتاب )) أنزله على رسله فإن الله تعالى يقول: (( لقد أرسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب )) فكل رسول فإن معه كتاب من الله عز وجل يهدي به الناس ، وقوله: (( ويشترون به ثمنا قليلا )) يشترون يعني يأخذون ، (( به )) أي بما أنزل الله ، ويجوز أن يكون الضمير عائدا على الكتم يعني يشترون بهذا الكتم ، (( ثمنا قليلا )) هذا الثمن ما هو ؟ هل هو المال أو الجاه ؟ الحقيقة أن كل منهما يصح أن يكون ثمنا ويصح أن يكون مرادا لو لا أن قوله: (( أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار )) ترجح أن المراد به المال ، وقوله: (( ويشترون به ثمنا قليلا )) يعني يعطون مالا ويقال : اكتموا هذا العلم ، لا تبينونه ، أسكتوا عن بيانه وهذا واقع من اليهود والنصارى ومن هذه الأمة أيضا فإن من أهل العلم من يكتم العلم من أجل الدنيا فيشتري به ثمنا قليلا . طيب ولو اشترى ثمنا كثيرا ؟ فهو قليل ، فهو بالنسبة للآخرة قليل قال تعالى: (( وما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل )) .
1 - تفسير قوله تعالى : (( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلاً )) وإعراب الآية أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( أولـئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليمٌ ))
عقوبة هؤلاء: (( أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار )) ما يأكلون إلا النار النار مفعول ليأكلون لأن الاستثناء هنا مفرغ يعني هؤلاء ما يأكلون إلا النار ، وتأمل العقوبة كيف جاءت بالجملة الاسمية ويش الأجل ثبوت هذه العقوبة واستقرارها فكأنها كررت مرتين لو كانت الآية : (( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا ما يأكلون في بطونهم إلا النار )) استقام الكلام لكن (( أولئك ما يأكلون )) أعيد المبتدأ مرة ثانية فكأن الجملة مكررة ، وقوله: (( أولئك )) الإشارة للقريب ولا للبعيد ؟ الطالب : للبعيد ، الشيخ : للبعيد ، هل هي لعلو مرتبتهم أو لبعد مرتبتهم والنفور منها ؟ الطالب : للبعد، الشيخ : نعم للبعد منهم والتنفير منهم وليس لعلوهم وأن كما في قوله: (( ذلك الكتاب )) فهذا لدنو المرتبة والبعد عنهم . وقوله: (( إلا النار )) كيف إلا النار ؟ نقول نعم هذا المال يتجرئونه نارا والعياذ بالله ـ الآن ما هو نار الآن أكل وشرب لكنه يوم القيمة يكون نارا وهذا كثيرا ما يعبر الله سبحانه وتعالى بالنار عن شيء من الأفعال ، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم ) وقال في الذي لبس ذهبا وهو رجل: ( يعمد أحدكم إلى جمرة فيلقيها في يده ) نعم وقال: ( ويل للأعقاب من النار ) حين فرطوا في غسلها ، وقال: ( ما أسفل من الكعبين ففي النار ) لأن هذا العمل مخالفة لأمر الله ورسوله ومعصية فاستحق العقوبة بالنار . طيب قوله: (( ما يأكلون في بطونهم إلا النار )) يعني معنى هذا أنهم يجرئون هذه الأشياء يوم القيمة نارا ، (( ولا يكلمهم الله يؤم القيمة )) لا يكلمهم تكليم الرضا النفي هنا ليس نفي لمطلق الكلام ولكنه للكلام المطلق الذي هو كلام الرضا ولا يمنع أن يكلمهم كلام التوبيخ كما في قوله تعالى: (( اخسئوا فيها ولا تكلمون ))، (( ولا يكلمهم الله ولا يزكيهم )) نعم ما يزكون يوم القيمة لأن المؤمنين يزكون ويشهد لهم بالتزكية يزكيهم الله عز وجل فيقول: ( سترتها عليك في الدنيا وأغفر لك اليوم ) فيكون مغفورا له ، كذلك أيضا يزكون بأنهم أخذوا كتابهم بأيمانهم ، لأن أخذ الكتاب باليمين أو إعطاء الكتاب باليمين تزكية لكن غير المؤمنين لا يزكون يأخذون كتبهم بالشمال وينادى على رؤوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على ربهم آلا لعنة الله على الظالمين ، قوله: (( ولهم عذاب أليم )) فعيل هنا بمعنى مفعل مؤلم أي موجع والعذاب هو النكال والعقوبة .
2 - تفسير قوله تعالى : (( أولـئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليمٌ )) أستمع حفظ
فوائد الآية (( إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ))
(( إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم )) . مناسبة هذه الآية بما قبلها واضحة ، لأنه قال: (( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقنكم واشكروا لله )) فلما أمر بالأكل من الطيبات بين ما حرم علينا من الخبائث ، فيستفاد من هذه الآية الكريمة : تحريم أكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله أربعة أشياء ، تحريم هذه الأشياء الأربعة ، ومن فوائدها : أن التحريم إلى الله، لقوله: (( إنما حرم عليكم )) والمحرم هو الله عز وجل وهو المحلل . ويستفاد من هذه الآية الكريمة : حصر المحرمات في هذه الأشياء الأربعة: الميتة ، والدم ، ولحم الخنزير ، وما أهل به لغير الله ، من أين يؤخذ ؟ (( إنما )) لأنها أداة حصر ، لكن هذا الحصر قد بين أنه غير مقصود ، لأن الله حرم في آية أخرى غير هذه الأشياء نعم حرم ما ذبح على النصب وليس داخل في هذه الأشياء ، وحرم النبي عليه الصلاة والسلام كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير وليسا داخلا في هذه الأشياء ، وحرم النبي عليه الصلاة والسلام الحمر الأهلية وليس داخلا في هذه الأشياء إذا فيكون هذا الحصر قد بين انفكاكه في القرآن ويش بعد ؟ والسنة . من فوائد هذه الآية : تحريم جميع الميتات ، لقوله: (( الميتة )) وأل هذه للعموم إلا أنه يستثنى من ذلك السمك والجراد يعني ميتة البحر والجراد للأحاديث الواردة في ذلك ، ويستثنى من الميتة ؟ الطالب : الجلد ، الشيخ : الجلد ؟ ولكنه الصحيح أنه لا يصح ، لأنه غير داخل في ذلك، غير داخل في التحريم ، المحرم هنا أيش ؟ الأكل ، لأنه قال: (( كلوا من طيبات )) ثم قال: (( إنما حرم عليكم )) وقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إنما حرم من الميتة أكلها ) وعلى هذا فلا يستثنى من هذا شيء نعم ما يستثنى . ويستفاد من هذه الآية : تحريم الدم ، لقوله تعالى: (( والدم )) وهو هنا مطلق لكنه قيد في سورة الأنعام بالدم المسفوح وعلى هذا فيكون إطلاق هذه الآية مقيدا بسورة الأنعام يعني الدم المسفوح ، وبناء على هذا القيد يستفاد منه : أن الدم الذي يبقى بعد خروج الروح بالحيوان المذكى ؟ حلال ولا ؟ حلال .
ويستفاد من الآية الكريمة : تحريم لحم الخنزير، لقوله: (( ولحم الخنزير )) وهو شامل لشحمه وجميع أجزائه ، وليس من باب العموم المعنوي بل هو من باب العموم اللفظي لحم الخنزير لأن اللحم يطلق على كل ما يؤكل من الحيوان وإن كان بعضه عند القرن أو عند الاقتران يخرج منه فإذا قلت لحم وشحم صار اللحم غير الشحم وإذا قلت لحم وكبد صار الكبد غير اللحم وعند الإطلاق يشمل الجميع .
ويستفاد من الآية الكريمة : تحريم لحم الخنزير، لقوله: (( ولحم الخنزير )) وهو شامل لشحمه وجميع أجزائه ، وليس من باب العموم المعنوي بل هو من باب العموم اللفظي لحم الخنزير لأن اللحم يطلق على كل ما يؤكل من الحيوان وإن كان بعضه عند القرن أو عند الاقتران يخرج منه فإذا قلت لحم وشحم صار اللحم غير الشحم وإذا قلت لحم وكبد صار الكبد غير اللحم وعند الإطلاق يشمل الجميع .
فوائد الآية (( وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه إن الله غفورٌ رحيمٌ )) والكلام على الضرورة وحكم التداوي بالمحرم
ومن فوائد الآية : تحريم ما ذكر اسم غير الله عليه ، من أين ؟ (( ما أهل به لغير الله )) . من فوائدها أيضا : تحريم ما ذبح لغير الله ولو ذكر اسم الله عليه مثل من يقول : بسم الله والله أكبر اللهم هذا للصنم الفلان ، لأنه أهل به لغير الله . ومن فوائد الآية : أن الشرك يؤثر حتى في الأعيان ، حتى في الأعيان ، هو نجاسة معنوية لكن يؤثر حتى في الأعيان هذا البهيمة التي ذكر أهل لغير الله بها ويش تكون ؟ نجسة خبيثة ، محرمة ، والتي ذكر اسم الله عليها ؟ طيبة ، حلال ، تأمل قدر الشرك وأنه يتعدى من المعاني إلى المحسوس وهو جدير بأن يكون كذلك ، ولهذا قال الله عزوجل: (( إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا )) لة أنهم ما هم بنجاسة بدنهم ما هو نجس لكن لقوة خبثهم المعنوي وفساد عقيدته وطويته صار مؤثرا حتى في الأمور المحسوسة .ومن فوائد الآية : فضيلة الإخلاص لله، من أين نأخذ ؟ مصطفى ؟ ومن فوائد الآية : أن الضرورة تبيح المحظور ، لقوله : (( فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه )) من قوله: (( فلا إثم عليه )) . ومنها : لكن هذه الضرورة لاحظوا أنها تبيح المحرم بشرطين ، الشرط الأول : صدق الضرورة بحيث لا يندفع الضرر إلا بتناوله ، والشرط الثاني : زوال الضرورة به بحيث يندفع الضرر أنتم فاهمين ؟ نعم ، اشترط شرطان ، الشرط الأول : صدق الضرورة بحيث لا يندفع الضرر إلا به ، الثاني : زوال للضرورة به إنما قلنا ذلك لئلا يورد علينا مورد مسألة التداوي بالمحرم ، التداوي بالمحرم بعض العلماء أو بعض العوام يظنون أنه من باب الضرورة وأن الإنسان إذا اضطر إلى التداوي بالمحرم حل له ، نقول هذا ما هو الصحيح بسببين لأن كلا الشرطين منتفي ، كلها منتفيات في باب التداوي كيف ذلك ؟ لأن صدق الضرورة غير موجود إذ يمكن أن يتداوى بشيء مباح ويمكن أن يشفى بدون تدواي ما هو بظاهر ؟ طيب ثانيا : هل إذا تدواى بهذا المحرم تندفع ضرورته ؟ الطالب : يمكن ، الشيخ : يمكن يشفى ويمكن يموت وليس هذا ن جنس الأكل الذي ما عنده إلا ميتة ما عنده إلا غيرها هذا نعلم أنه إذا أكل منها تندفع ضرورته ، ونعلم أنه ما عنده غيرها مضطر ، فبينهما فرق . ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات رحمة الله عز وجل ، لقوله: (( إن الله غفور رحيم )) نعم لأن هذا من رحمة الله بالعبد أن أباح له المحرم لدفع ضرورته . ومنها : أن الأعيان الخبيثة تنقلب طيبة حين يحكم الشرع بإباحتها من أين نأخذها ؟ نحن ذكرنا أثناء الشرح وجهين وهما: هل هذه الأعيان انقلبت طيبة أو هي باقية على خبثها ، لكنها أبيحت للضرورة ولأن النفس لشدة حاجتها إليها تهضمها وتقبلها حتى لا تتضرر بها ذكرنا في هذا قولين لأهل العلم أو وجهين وقلنا إن كليهما حق فكما أن الحمير كانت بعد أن كانت حلالا طيبة صارت بتحريمها رجسا صارت رجسا نجسا وهي أمس هذا الحمار حلال طيب واليوم ؟ خبيث ، صار حراما خبيثا (( والله على كل شيء قدير )) . ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات اسمين من أسماء الله ، وهما : الغفور والرحمة . ومنها : إثبات ما ذكره أهل السنة والجماعة الأئمة من أن أسماء الله سبحانه وتعالى متعدية يستفاد منها : ثبوت تلك الأحكام المأخوذة منها ، ما قلنا الأسماء المتعدية تتضمن الاسم والصفة والآثار الذي هو الحكم ، العلماء يأخذون من مثل هذه الآية ثبوت الأثر وهو الحكم ، لأنه لكونه غفورا رحيما غفر لمن تناول هذه الميتة لضرورته ورحمه بحلها نعم فيكون في هذا دليل واضح على أن أسماء الله عز وجل تدل على الذات والصفة والحكم ، على الذات الذي هو الاسم على الاسم والصفة والحكم كما أخذ ذلك أهل العلم رحمهم الله . ومن فوائد الآية الكريمة : أن من تناول المحرم فهو آثم بدون عذر من أين نأخذ ؟ (( فلا إثم عليه )) فعلم منه أنه إذا كان غير مضطر فعليه الإثم . ومن فوائدها عند بعض أهل العلم : أن العاصي بسفره لا يترخص ، من أين تؤخذ على هذا الرأي ؟ من قوله: (( غير باغ ولا عاد )) فإنهم قالوا إن الباغي خارج عن الإمام والعادي العاصي بسفره ، وقالوا إن العاصي بسفره أو الباغي عن الإمام لا يترخص بأي رخص من رخص السفر فلا يقصر الصلاة ولا يمسح ثلاثة أيام ولا يأكل الميتة جميع رخص السفر ما تحل له ولا يفطر في رمضان نعم وهذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم وقد أشرنا إليه فيما سبق .
4 - فوائد الآية (( وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه إن الله غفورٌ رحيمٌ )) والكلام على الضرورة وحكم التداوي بالمحرم أستمع حفظ
أسئلة
السائل : شيخ ؟ الشيخ : نعم، السائل : هل يستفاد من الآية إن المحرم إذا انتهك فهو دليل على الوجوب ؟ الشيخ : ما هو بواضح ، لأن الآية فيها إباحة لكن قد يقال إنه يستفاد من إباحة المحرم وجوب تناوله لأن المحرم ما ينتهك إلا بواجب نعم وهذه القاعدة ذهب إليها بعض أهل العلم قال إن المحرم إذا انتهك فهو دليل على الوجوب لكنها هي المطردة في الحقيقة مثل ما قالوا في وجوب الختان بعض العلماء قرروا وجوبه من هذه القاعدة قالوا إن الأصل أن قطع الإنسان شيئا من بدنه حلال ولا لا ؟ الطالب : حرام الشيخ : حرام ، والخطان قطع شيء من بدنه ولا ينتهك المحرم إلا بواجب فقرروا وجوب الختان من هذه القاعدة ، لكنها من المطردة تمام الاطراد ، ولهذا مثلا يجوز للمسافر أن يفطر والفطر انتهاك المحرم وأن الفطر ليس بواجب فهي مطردة اطرادا بينا نعم .
س
السائل : هل فيه دليل لمن يفرق بين العاصي بسفره وبين غيره ؟ الشيخ : ذكرنا فيما سبق قلنا شيخ الإسلام يرى أنه لا فرق بين العاصي بسفره وغير العاصي لأن هذه الأحكام علقت بالسفر والعاصي يأثم وأحكام السفر باقية أي نعم .
س
السائل : ما هو دليل أكل ذبائح الكفار ؟ الشيخ : لقوله تعالى: (( وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم )) طعامهم ذبائحهم كما قال ابن عباس رضي الله عنه، السائل : ولو هم ذبحوا عن طريق غير طريق الإسلام ؟ إذا أنهر الدم وذكر اسم الله عليه حل ، السائل : لابد من ذكر اسم الله ؟ لابد من ذكر اسم الله نعم ، السائل : لو ضربوها الشيخ : لو ضربوها ضربة معينة ولما غشي عليها ذبحوها حلت ، السائل : ما ذبحوها بطريق المعروفة ، السائل : ويش لون ذبحوها كيف ذبحوها ؟ السائل : بالظفر يذبحونها ، الشيخ : بالظفر ؟ نعم، بالظفر ما تحل، لأن الرسول استثناها قال: ( ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه إلا السن والظفر ) السائل : إذا كانت هذه طريقتهم ؟ الشيخ : ما تحل ،
سؤال
السائل : هل فيه دليل على المكان الطيب قبل التحليل ؟ الشيخ : أي نعم حله يدل على طيبه السائل : أليس من أعمال الجاهلة مثل اليوم الميتة ما نقول حلال من قبل الشيخ : لا أحله الشرع يأكلونه ، السائل : الميتة هل نقول الشيخ :الميتة كانت طيبة فخبثت بموتها ، السائل :كانت ميتة طيبة فصارت خبيثة ، الشيخ :لا لا مو بحلال ما جاءت في الشرع حلها ، السائل :ما الفرق بينها وبين الحمار؟ الشيخ :الحمار كان حلالا يأكلونها لكن ميتة ما كانوا يأكلونها أصلا ولهذا يرى ابن عباس رضي الله عنه حلة حمار حتى بعد التحريم لأن الله يقول : (( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه ولا )) وأين الحمار ؟ وبعض العلماء يحرمها إذا دعت الحاجة إلى بقائها فمثل وقتنا على رأي بعض العلماء يجوز أكلها لكن الصحيح أنها رجس ما تحل .
هل نجاسة الخمر حسية أم معنية ؟
السائل : شرب الخمر خبيثة ؟ الشيخ :الخمر أيضا حرم لكن الخمر الصحيح ما هو بنجس لذاته ما هي نجاسة عينية ، السائل :الخبث الشيخ :الخبث عملي ، فنجاسة الخمر معنوية هذا هو الصحيح ولهذا لا ينجس الثياب يؤثر في العقل يؤثر في العقل غالبا مؤثر في العقل أكثر ما حرم من أجل هذا ، ولهذا علل التحريم (( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة )).
س
السائل :شيخ ولد الشاة يكون في بطنها ما ذكى ؟ الشيخ :أيه ذكاته ذكاة أمه، نحن اشترطنا أن لا تخرج الأصل عن الموضوع يا جماعة ، المهم إننا نقول يا إخواننا بالنسبة للذكاة والصيد وما أشبه ذلك لها أبواب معينة لكن الذي في بطن الأم إذا ذبحت فذكاته ذكاة أمه
س
السائل : في حديث عائشة قال النبي صلى الله عله وسلم ( سموا أنتم وكلوا ) ؟ ما بينها تناقض الشيخ : ما بينها تعارض يحتاج الجمع ، لكن هذا أكل الذبح ، هذا أكل الذبح لكن أصلها أن ما ذبحه المسلم فقد سم هذا هو الأصل فأنت لا تشكك على غيرك لو قال لو كان القوم الذين سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا إن قوما يأتون باللحم لا يذكرون اسم الله عليه صار فيه شيء من المعارضة .
فوائد الآية (( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمناً قليلاً ))
قال الله عز وجل: (( إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار )) ذكر الله في هذه الآية: (( إن الذين يكتمون )) أي يخفون، وقوله: (( ما أنزل الله )) عجيب ما كملناها يا جماعة ، الفوائد ؟ طيب يستفاد من هذه الآية الكريمة وجوب نشر العلم ، لقوله تعالى: (( إن الذين يكتمون )) ويتأكد وجوب نشره إذا دعت الحاجة إليه بالسؤال عنه إما بلسان الحال وإما بلسان المقال ، كيف لسان المقال ؟ يأتي إنسان ويسألك، ولسان الحال أن يقع الناس في أمر يحتاجون إلى بيان أنه محرم أو يهمل أمرا يحتاجون إلى بيان أنه واجب . ويستفاد من هذه الآية الكريمة : أن الكتب منزلة من عند الله، لقوله: (( ما أنزل الله من الكتاب )) ويستفاد منها: أنها كلام الله ، من أين تؤخذ يا غانم ؟ (( إن الذين يكفرون ما أنزلنا من البينات )) (( من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا )) (( وأنزلنا )) يستفاد أنها كلام الله ، الطالب : قوله: (( ما أنزل الله )) الشيخ : (( ما أنزل الله من الكتاب )) طيب فتكون كلامه . ويستفاد منها: العلو ، علو الله عز وجل ، لقوله: (( ما أنزل )) فإذا ذكر أن الأشياء تنزل منه فهو عال سبحانه وتعالى .ويستفاد من هذه الآية : أن هذا الوعيد على من جمع بين الأمرين : يكتمون، ويشترون به ثمنا قليلا ، فأما من كتم بدون إشتراء أو اشترى بدون كتم فإن الحكم فيه يختلف، إذا كتم بدون إشتراء فقد قال الله تعالى: (( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون )) ، وأما الذين اشتروا بدون كتمان فقال تعالى: (( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون )) فالناس ثلاثة أقسام : قسم يكتم لا للدنيا لكن بخلا في العلم أو ما أشبه ذلك ، قسم آخر يبين لكن لا لله بل للدنيا فهذا أراد بعمله الدنيا مثل الإنسان يعلم بأجرة ، يعلم الناس بأجرة أو قصدي ينشر العلم بالأجرة وإلا التعليم الصحيح أنه جائز ، عليم بالأجرة الصحيح أنه جائز لكن يتعلم للدنيا هذا لاشك أن نيته باطلة ، وقسم ثالث يكتم لا لغرض من الدنيا لا قسم ثالث يكتم لغرض من الدنيا مثلا يكتم لأجل رئاسته مثل ما فعل اليهود كتموا صفة النبي عليه الصلاة والسلام لتبقى رئاستهم أو إنسان مثلا قال قولا ثم تبين له أن الحق بخلافه ثم كتم الحق يظن بنظره القاصر أنه إذا رجع عن قوله الأول انحطت مرتبته عند الناس فيريد أن يبقي على منزلته على زعمه ولا يرجع عن قوله الذي تبين له خطأه وهذا أيضا كتم ويش أجله ؟ ليشتري ثمنا قليلا وهو الجاهل كل شيء يراد للدنيا فهو ثمن قليل سواء كان جاه أو رئاسة أو مال أو زوجة أو أي شيء كل ما يراد للدنيا فهو قليل فهو من الثمن القليل واضح الآن ؟ فصار الناس ينقسمون في هذا الباب إلى كم ؟ ثلاثة أقسام كلهم مذمومون ، أما من أظهر لله وتعلم لله فهذا هو خير الأقسام وهو القسم الرابع الذي يبين بلسانه وقلمه ما أنزل الله عز وجل فهذا هو القسم الرابع وهو خير الأقسام . السائل : يكتم خوفا ؟ الشيخ :والذي يكتم خوفا إذا كان سيبين في موضع آخر فلا بأس أما إذا يكتم مطلقا فهذا ما يجوز يجب أن يبين لو قتل ، السائل : كتم لقيام غيره بالبيان ؟ الشيخ :إن دعت الحاجة إلى بيانه وجب عليه أن يبين ولا يجوز كتمه فإن لم تدعوا افرض أنه في بلد في ناس مثلا يبينون لهم العلم ويشرونه بين الناس وهو عنده علم لكنه يقول علمي ما احتيج إليه ولا سألني سائل فهذا ما يجب عليه ، إن بين فهو أولى لاشك لأنه يزيد الآخرين قوة إلى قوتهم وإن سكت فأظن أن يكون فيه حل مادام إن الأمر قد قام به غيره .ومن فوائد الآية الكريمة : أن جميع الدنيا قليل، لقوله: (( ويشترون به ثمنا قليلا )) هذا وجه في الآية ويحتمل أنهم يشترون ثمنا قليلا حتى في أعين الناس لكن بانحطاط هدفهم ومرتبتهم كانوا يخفون عدة آيات من أجل الحصول على درهم واحد يكون هنا القليل حتى بالنسبة لأعين الناس وليس هذا ببعيد لأنهم يكتمون لأجل حظ قليل من الدنيا والدنيا كلها قليل لأن بعض الناس والعياذ بالله قد يفعل عالم الدولة لا عالم الملة قد يفعل هذا قد ينظر ما تختار دولته من رأي ثم يحاول أن يطوع النصوص لهذا الرأي أول ما ظهرت اشتراكية في العالم العربي بدأ بعض الناس الذين ينتسبون إلى العلم بدءوا يطوعون بعض النصوص إلى رأيهم إلى اشتراكية يسمي نحن بأنفسنا من الكتاب والسنة وقالوا الكتاب والسنة مملوءة أن الاشتراكية حق نعم واستدلوا بمثل قوله تعالى: (( ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقنكم فأنتم فيه سواء )) شف كيف عين الأعور ويش لون نظرت إلى زاوية وتركت زاوية، قالوا فأنتم فيه سواء خلاص أنتم فيه سواء الناس سواء فيما رزقهم الله لكن تركوا أول الآية وهو ؟ (( هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقنكم )) ومعنى الآية هذه فأنتم فيه سواء مبني على الأول يعني هل لكم شركاء فيساوونكم ويش الجواب لا ولا نعم ؟ لا أبدا هل عبد يجيء شاك قال والله أنا عبدك أنا آخذ من مالك ويش الجواب ؟ لا كيف العبيد هذه عبيد لله و تعبدون من دون الله هذا مثل لمشرك هؤلاء فرحوا فأنتم فيه سواء خذ ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار ) فأثبت الاشتراكية نعم وهاتوا منها الأدلة التي جمعوها من الآيات والأحاديث المتشابهة لما يوهم على الناس مثل هؤلاء العلماء يدخلون في الآية هذه اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا والعياذ بالله والواجب أن يكون العالم عالم ملة لا عالم دولة حتى يكون لله عز وجل قائما بأمر الله عز وجل، السائل : الجواب على الحديث ؟ الشيخ :أي ؟ شركاء في ثلاثة ؟ الشيخ : الجواب أنه خص ثلاثة هذا عليهم ما هو لهم ، لكن هذه الثلاث حيث ما لهم بها قدرة من الله عز وجل الماء والكلأ والنار ، والناس ما يختصون بها فالأنهار كل يأخذون منها كذلك نقع البئر ما هو لك الذي يخرجه الله عزوجل وكذلك الكلأ الذي ينبت بدون إنباتك في الأرض ما هي لك كذلك أيضا النار لو أن أحدا أراد يقتبس تقول لا تقتبس هذه ناري أنا نقول لا هذه شركاء من الذي أوقد النار لك؟ الله عزوجل، شيخ ؟ أيه لكن أنت أحق به لأنك حفرت لكن تمنع ما يجوز هذا، طيب زين .
فوائد الآية (( أولـئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليمٌ ))
ومن فوائد الآية الكريمة: إطلاق السبب على المسبب ، إطلاق المسبب على السبب ، من أين نأخذها ؟ (( أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار )) هم ما هم يأكلون النار هم يأكلون المال لكنه مال سبب للنار فيكون هذا من باب إطلاق المسبب على السب، وبعدين فيه أيضا إثبات العدل في الجزاء ، لقوله: (( أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار )) فجعل المأكول على قدر المأكول ، ما يأكل إلا النار وفاقا بوفاق على قدر ما يأكل، يأكل نارا فيكون في هذا إثبات العدل في الجزاء . يقول الشاعر على هذه المسألة وإن كان محلها التفسير يقول : أكلت دما إن لم أصبك بضرة بعيدة محو القرط طيبة النشر أكلت دما يخاطب زوجته هذا رابطة زوج وامرأة ، ولكنه قيل له إنك لرحت الشام ففيها وباء يقتل النساء وراحت إلى الشام وقال : دمشق نسيت آخر البيت وقال واعلمي دمشق خذيها واعلمي أن يوما تحملين عودي نعشها ليلة القدر، دمشق خذيها واعلمي أن ليلة تحملين نسيت الكلمة في هذا تحملين عودي نشرها ليلة القدر، يعني يقول للشام خذي هذه المرأة واعلمي أن اليوم الذي تحمل فيه هذه المرأة على عواد النعش الليلة هي عندي ليلة القدر، مثل ليلة القدر ، ثم قال: أكلت دما هذا الشاهد ، أكلت دما إن لم أصبك بضرة بعيدة مهو القرط طيبة النشر ويش معنى بعيدة مهو القرط ؟ يعني أن فنقها طويل، القرط الذي يكون في الأذن إذا صار بعيدا مهواه معناه أن الرقبة طويلة وطول الرقبة في النساء محمود ، وطيبة النشر طيبة الرائحة ، قوله: أكلت دما قال بعضهم إن المعنى : أكلت دية سببها الدم وأنهم كانوا في الجاهلية يعيرون الإنسان إذا قتل له قتيل فأخذ الدية ، وهو يدعوا على نفسه بهذا الذل إني ما آخذ بالثار آخذ الدية فقال أكلت دما نعم جاءوا به شاهدا على هذه الآية . ومن فوائد الآية الكريمة : إثبات كلام الله عز وجل، لقوله: (( ولا يكلمهم الله )) ولكن لماذا لا تقولون الآن الكلام منفي كيف تستدل به على إثبات الكلام ؟ نقول لو كن لا يتكلم لا معهم ولا مع غيرهم ما صار في نفي الكلام عنهم فائدة ولا لا ؟ فنفيه لكلامه هؤلاء يدل على أن غيرهم يكلمه ، ولهذا قال: (( ولا يكلمهم الله )) طيب كلام الله عزوجل هل هو المعنى القائم بنفسه المعبر عنه بالحروف؟ أو هو الحرف والمعنى؟ الحرف والمعنى، هو الحرف والمعنى ، الله تعالى يتكلم بكلام بحروف وأصوات ، أين الذي ما يشبه كلام المخلوقين هل هي حروف ولا .
اضيفت في - 2006-04-10