سلسلة الهدى والنور-757
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
هل حديث ( لا تكتبوا عني غير القرآن ومن كتب عني غير ذلك فليمحه) صحيح .؟ وهل هو مرفوع أو موقوف.؟ وهل هو منسوخ أم لا وما ناسخه .؟ وهل هو دال على تحريم الكتابة وما توجيهكم له وكيف الرد على من يريد أن يرد السنةبمثل هذا الحديث بحجة أن السنة لم تدون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .؟
السائل : الحمدلله والصلاة و السلام على رسول الله و آله و بعد ، شيخنا جزاكم الله خيراً سمعنا كثيرين و لعلكم تعلمون أن قولهم هذا له جذور تعود إلى المستشرقين و افتراءاتهم وهو أن الحديث الشريف لم يكتب حتى القرن الثاني هجري أو الثالث الهجري و استدلوا طبعا بأحاديث و لعل أصحها أو الذي لم يصح غيره في هذا الباب الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ( لاتكبوا عني غير القرآن ، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه ) و أيضا استدلوا بآثار عن أبي بكر و عمر رضي الله عنهما بحرمة أو كراهة كتابة الأحاديث النبوية ثم رأينا علماء أيضاً قالوا نعم إن هذا الحديث يدل على عدم جواز كتابة الحديث أولا في أول الأمر ثم نسخ الأمر فالسؤال جزاكم الله خيراً هو هل حقاً هذا الحديث يدل على حرمة كتابة الحديث أولاً هناك اختلاف في رفعه و وقفه فنريد بيانا في صحته مرفوعا ثم هل حقا يدل على حرمة كتابة الحديث ثم ما هو ناسخه إذا كان له ناسخ أو ماهو تأويلكم أو توجيهكم لهذا الحديث ، و جزاكم الله خيراً
الشيخ : إن الحمدلله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها و بث منهما رجالاً كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله و قولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار و بعد ، كان السؤال من أحد إخواننا الجالسين معنا وهو طالب علم قوي إن شاء الله عن مسألة طالما يثيرها أعداء الإسلام من المستشرقين ومن المسلمين المتغربين و المتأثرين بتوجيهات الكفار المستشرقين تلك المسألة هي عدم الوثوق بالأحاديث المروية الآن في كتب السنة لا فرق عندهم بين ما كان منها صحيح الإسناد أو كان غير صحيح الإسناد و بالتالي لا فرق بين ما كان في الصحيحين أو في السنن أو المسانيد أو غيرها من كتب الحديث ذلك لأنهم يريدون تشكيك المسلمين بالمصدر الثاني من مصادر الشريعة الإسلامية بعد القرآن الكريم ذلك لأنهم يعلمون يقينا وأقول آسفا يعلمون حقيقة علمية طالما غفل عنها بعض علماء المسلمين و بخاصة منهم بعض المعاصرين لا ينتبهون لأهمية السنة و تعلقها بالقرآن الكريم و بمعنى أنه لا يمكن للعالم المسلم أن يفهم القرآن كما أراد الله تبارك و تعالى إلا بطريق حديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله و سلم وهم و أعني المستشرقين يعلمون أن من أهم أسباب افتراق الفرق الإسلامية في فهم كتاب الله عز و جل إنما هو خلافهم في السنة ، واختلافهم في السنة يعود كما ذكر ذلك شيخ الإسلام في رسالته المعروفة و التي يبين فيها أسباب اختلاف علماء المسلمين يعد أكثر من عشرة أسباب منها أن العالم من أولئك العلماء كان يبلغه الحديث فيعمل به و الآخر لا يبلغه الحديث فيجتهد برأيه وهذا الاجتهاد بالرأي لا ضير فيه إطلاقا لأنه من المصادر الأربعة بعد الكتاب و السنة يأتي إجماع الأمة ثم يأتي الاجتهاد الذي فتح بابه نبينا صلوات الله و سلامه عليه بالحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه و على آله و سلم أنه قال ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، و إن أخطأ فله أجر واحد ) الاجتهاد هو من جملة أسباب الخلاف بين علماء المسلمين لأنه متى يجتهد المجتهد ؟ إذا فقد النص من الكتاب أو السنة أما الكتاب فكما تعلمون جميعاً هو محفوظ بحفظ الله عز و جل له بالحرف الواحد أما السنة فمن حكمة الله تبارك و تعالى أن قدّر أن تحفظ بجهود العلماء و ليس بحفظ الله مباشرةً كما فعل في القرآن الكريم و لذلك فعلماء المسلمين كان من أسباب الخلاف الحديث النبوي فمنهم من كان يرد الحديث إليه و منهم من لا يرد إليه فمن كان وصله الحديث أفتى به ومن لم يصله اجتهد رأيه فقد يصيب و قد يخطأ وعلمتم أنه لو أصاب له أجران و إن أخطأ فله أجر واحد و هناك ناحية أخرى قد يرد الحديث إلى العالم المجتهد ثم لا يعمل به لماذا لأنه جاء من سند ضعيف و هذا الضعف قد يكون نسبيا أي هو ضعيف بالنسبة إليه أما بالنسبة لإمام آخر فقد يكون قويا ، هذا الإمام الآخر قد يأخذ به و الإمام الأول لا يأخذ به ، هذا الذي لم يأخذ به يجتهد فيفتي برأيه فيتفق في كثير من الأحيان أن اجتهاده خالف حديث ذاك العالم الذي ثبت لديه و قد و قد و هناك تفاصيل كثيرة جدا و كثيرة جدا تتعلق بعلم الحديث و مصطلح الحديث و رجال رواة الحديث و نحو ذلك فلا نريد أن نذهب بكم بعيدا عن الإجابة عن السؤال
الشيخ : إن الحمدلله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها و بث منهما رجالاً كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله و قولوا قولاً سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار و بعد ، كان السؤال من أحد إخواننا الجالسين معنا وهو طالب علم قوي إن شاء الله عن مسألة طالما يثيرها أعداء الإسلام من المستشرقين ومن المسلمين المتغربين و المتأثرين بتوجيهات الكفار المستشرقين تلك المسألة هي عدم الوثوق بالأحاديث المروية الآن في كتب السنة لا فرق عندهم بين ما كان منها صحيح الإسناد أو كان غير صحيح الإسناد و بالتالي لا فرق بين ما كان في الصحيحين أو في السنن أو المسانيد أو غيرها من كتب الحديث ذلك لأنهم يريدون تشكيك المسلمين بالمصدر الثاني من مصادر الشريعة الإسلامية بعد القرآن الكريم ذلك لأنهم يعلمون يقينا وأقول آسفا يعلمون حقيقة علمية طالما غفل عنها بعض علماء المسلمين و بخاصة منهم بعض المعاصرين لا ينتبهون لأهمية السنة و تعلقها بالقرآن الكريم و بمعنى أنه لا يمكن للعالم المسلم أن يفهم القرآن كما أراد الله تبارك و تعالى إلا بطريق حديث الرسول صلى الله عليه وعلى آله و سلم وهم و أعني المستشرقين يعلمون أن من أهم أسباب افتراق الفرق الإسلامية في فهم كتاب الله عز و جل إنما هو خلافهم في السنة ، واختلافهم في السنة يعود كما ذكر ذلك شيخ الإسلام في رسالته المعروفة و التي يبين فيها أسباب اختلاف علماء المسلمين يعد أكثر من عشرة أسباب منها أن العالم من أولئك العلماء كان يبلغه الحديث فيعمل به و الآخر لا يبلغه الحديث فيجتهد برأيه وهذا الاجتهاد بالرأي لا ضير فيه إطلاقا لأنه من المصادر الأربعة بعد الكتاب و السنة يأتي إجماع الأمة ثم يأتي الاجتهاد الذي فتح بابه نبينا صلوات الله و سلامه عليه بالحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه و على آله و سلم أنه قال ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، و إن أخطأ فله أجر واحد ) الاجتهاد هو من جملة أسباب الخلاف بين علماء المسلمين لأنه متى يجتهد المجتهد ؟ إذا فقد النص من الكتاب أو السنة أما الكتاب فكما تعلمون جميعاً هو محفوظ بحفظ الله عز و جل له بالحرف الواحد أما السنة فمن حكمة الله تبارك و تعالى أن قدّر أن تحفظ بجهود العلماء و ليس بحفظ الله مباشرةً كما فعل في القرآن الكريم و لذلك فعلماء المسلمين كان من أسباب الخلاف الحديث النبوي فمنهم من كان يرد الحديث إليه و منهم من لا يرد إليه فمن كان وصله الحديث أفتى به ومن لم يصله اجتهد رأيه فقد يصيب و قد يخطأ وعلمتم أنه لو أصاب له أجران و إن أخطأ فله أجر واحد و هناك ناحية أخرى قد يرد الحديث إلى العالم المجتهد ثم لا يعمل به لماذا لأنه جاء من سند ضعيف و هذا الضعف قد يكون نسبيا أي هو ضعيف بالنسبة إليه أما بالنسبة لإمام آخر فقد يكون قويا ، هذا الإمام الآخر قد يأخذ به و الإمام الأول لا يأخذ به ، هذا الذي لم يأخذ به يجتهد فيفتي برأيه فيتفق في كثير من الأحيان أن اجتهاده خالف حديث ذاك العالم الذي ثبت لديه و قد و قد و هناك تفاصيل كثيرة جدا و كثيرة جدا تتعلق بعلم الحديث و مصطلح الحديث و رجال رواة الحديث و نحو ذلك فلا نريد أن نذهب بكم بعيدا عن الإجابة عن السؤال
1 - هل حديث ( لا تكتبوا عني غير القرآن ومن كتب عني غير ذلك فليمحه) صحيح .؟ وهل هو مرفوع أو موقوف.؟ وهل هو منسوخ أم لا وما ناسخه .؟ وهل هو دال على تحريم الكتابة وما توجيهكم له وكيف الرد على من يريد أن يرد السنةبمثل هذا الحديث بحجة أن السنة لم تدون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .؟ أستمع حفظ
بيان مكر المستشرقين بالأمة الإسلامية وبيان الرد عليهم من وجوه عدة .
الشيخ : لما علم المستشرقون بأن من أقوى أسباب الخلاف الذي نشب بين الفرق الإسلامية هو ما يتعلق بالحديث و بشيء من هذا التفصيل الذي ذكرته آنفا أرادوا أن يشككوا المسلمين في هذا الأصل الثاني ألا وهو الحديث النبوي فكيف يشككون ، الأمر كما يقال في بعض الأمثال " الغريق يتعلق ولو بخيوط القمر " ولو بقشة كما يقولون في بعض البلاد ، وهؤلاء المستشرقون هكذا يفعلون يتمسكون ببعض النصوص و يوحون فيها بأسلوب منهم و مكر خبيث إلى المسلمين أن النبي صلى الله عليه و على آله و سلم نهى عن كتابة الحديث ، فإذن لابد للمسلمين أن يستجيبوا لهذا النهي لأن نبيهم نهاهم وهم بلا شك مأمورون باتباعه إذن المسلمون لم يكتبوا الحديث فإذن بهذا الطرح لهذا الحديث ، ألقوا شبهة وهي قولهم ما دام أن الحديث لم يكتب في عهد النبي صلى الله عليه و على آله و سلم و إنما كتب فيما بعد فهنا يمكن أن يدخل في الحديث ما ليس منه نحن معاشر المسلمين أولاً لنا أصول لابد لنا من اتباعها و الرجوع إليها حينما يشتد الخلاف بسبب بعض الإشكالات أو الشبهات من ذوي الأهواء أو الفتن كهؤلاء المستشرقين و أذنابهم من المستغربين من هذه الأصول ما ذكره الله تبارك و تعالى في قوله عز و جل (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا )) إذن سبيل المؤمنين من المراجع و المصادر التي يؤخذ العلم الشرعي منها سبيل المؤمنين أي ما سار عليه المسلمون من هدي و طريق و سبيل فلابد لهؤلاء المسلمين أن يسلكوا سبيل الأولين منهم ومن هنا استدل الإمام الشافعي رحمه الله بهذه الآية الكريمة على الإجماع ، و الإجماع له أقسام كثيرة منه ما هو حجة و منه ما ليس بحجة وأيضا نعرض عن الكلام في هذه النقطة حتى أيضا لا نبعد كثيرا عن جواب السؤال المطروح آنفا إذا كان من الواجب علينا أن نسلك سبيل المؤمنين فنحن يجب أن ننظر ماذا فعل المسلمون الأولون هل كتبوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أم أهملوا الكتابة و إذا كانوا أهملوا الكتابة متى بدؤوا الكتابة جوابنا على هذا أن كتابة الحديث ليس كما يقول المستشرقون أنه كتب في العهد إيش يقولون
السائل : في بداية القرن الثاني
الشيخ : ليس الأمر كما يزعم هؤلاء المستشرقون لأن كتابة الحديث بدأ و رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بين ظهراني أصحابه كتب الحديث في قيد حياته عليه الصلاة و السلام و من هنا يبدو أن المستشرقين ليسوا كما يتظاهرون أو يدعون لأنهم حينما يبحثون يبحثون للعلم متجردين للعلم ليس تعصبا لمذهب أو دين أو ما شابه ذلك فهم في الواقع غير صادقين في هذا لماذا لأننا نراهم حينما يجدون حديثا و أي حديث في زعمهم لم يسجل في عهد الرسول عليه السلام إذن هم يحتجون به فهذا الاحتجاج لهذا الحديث إما أن يكون قد ثبتت صحته بطريقة علمية هم يؤمنون بها أو لا يؤمنون بها فإن كانت الطريقة الأولى أنهم يثبتون هذا الحديث و يحتجون به على المسلمين أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم نهى عن كتابة الحديث إذا كان هذا الحديث ثبت لديهم بالسند كما هو طريق علماء الحديث إذن دندنتهم حول تلك الشبهة أن الحديث لم يكتب في عهد الرسول لا يضر لأنهم وصلوا إلى معرفة هذا الحديث الصحيح باتفاقهم مع علماء الحديث بطريق إيش السند و إن كانوا لا يعترفون بالأسانيد و يزعمون و هذه حقيقة دعواهم أنه قد دخل و دس في الحديث ما بين نطق الرسول به و ما بين عهد كتابته قد فعل بالحديث ما فعل بتوراتهم و بإنجيلهم من الزيادة و النقص إن كانوا يتبنون هذا المذهب حينئذ لا يصلح لهم أن يحتجوا على المسلمين الذين يخالفونهم في نهجهم العلمي هذا ، فهذا أول رد عليهم كسد طريق إلقاء الشبهة في السنة من طريق التشكيك فيها أنها لم تدون في عهد الرسول عليه السلام هذا أولاً و ثانيا نحن نقول أن الحديث النبوي بدئ كما ذكرت آنفا تسجيله و كتابته في عهد الرسول عليه الصلاة و السلام طبعا نحن ندعي هذه الدعوة بناءً على الخط و الطريق العلمي الذي سلكه أئمة الحديث سابقا و لاحقا في معرفة الأحاديث الصحيحة ضاربين عرض الحائط بتشكيكهم في هذا الأسلوب في رواية الحديث أو إثبات الحديث كما ذكرت آنفا على هذا نحن أن الحديث النبوي بدئ بتدوينه و تسجيله في عهد الرسول عليه السلام و عندنا إثباتات كثيرة غير حديث واحد أو رواية واحدة أول ذلك مثلا و أعتقد أن بعض هؤلاء المستشرقين يريدون قصة كتابة الرسول عليه الصلاة و السلام إلى هرقل ملك الروم و إلى المقوقس مقوقس مصر و إلى ملوك آخرين كسرى مثلا إلى آخره و من هذه الكتب المعروف صحتها عند علماء الحديث وفي ظني أنهم لا ينكرون ذلك أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كتب إلى هرقل كتب إليه من محمد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إلى هرقل عظيم الروم بعد البسملة طبعا قال له ( أسلم تسلم و إلا فإنما عليك إثم الأريسيين ) هذا كتاب أرسل إليه مع يحيى الكلبي فإطلاق القول أن الحديث لم يكتب باطل لأن هذا كتاب كتبه الرسول إلى هرقل ثم إلى الملوك آخرين ثم ورد في صحيح البخاري أصح الكتب بعد كتاب الله ثم عندنا في صحيح البخاري شهادة من صحابي جليل ابن صحابي أيضا عظيم ألا و هما عبد الله بن عمرو بن العاص ، عبد الله بن عمرو يشهد بأن أبا هريرة كان أكثر حديثا منه لأنه كان عفوا على العكس على العكس أبو هريرة يشهد لعبد الله بن عمرو بأنه كان أكثر حديثا منه قال لأنه كان يكتب و لا أكتب فإذن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يكتب الحديث في عهد الرسول عليه السلام وهذه الكتابة جعلت أبا هريرة وهو أحفظ أصحاب الرسول عليه السلام قاطبة لا اختلاف بين علماء الحديث في هذه الحقيقة العلمية أن أبا هريرة كان أحفظ أصحاب الرسول عليه السلام و السبب في ذلك يعود إلى أمرين اثنين الأمر الأول أنه كان رجلا قنوعا يكتفي بلقيمات يقمن صلبه ثم كان ديدنه أن يتابع الرسول عليه السلام و يسمع الأحاديث منه ثم يدور على سائر الصحابة و يلتقط الأحاديث منهم التي كان قد فاته سماعها مباشرة من النبي صلى الله عليه و آله و سلم لهذا و للسبب الآخر ألا وهو أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم دعا له حينما بسط له البساط أن يكون حافظا لحديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فيقول ما نسيت شيئا حفظته بعد ذلك ، قصدي من هذا الحديث وهو في صحيح البخاري كما ذكرته أن عبدالله بن عمرو بن العاص كان يكتب الحديث في عهد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ففيه رد أيضا على المستشرقين ثم هناك أحاديث أخرى تشهد بأن ابن عمرو هذا كان يكتب حديث الرسول صلى الله عليه و آله و سلم من ذلك ما جاء في مسند الإمام أحمد و غيره من كتب السنة بالسند القوي أن ابن عمرو هذا جمعه مجلس مع المشركين فشككوه فيما يكتبه عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من حديث قالوا له أنت تكتب الحديث هنا الشاهد أنت تكتب الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هو بشر كيف تكتب يشككونه فجاء عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لينقل إليه هذه الشبهة التي طرحها المشركون عليه فما كان منه عليه الصلاة و السلام إلا أن قال له ( اكتب فوالذي نفس محمد بيده ما يخرج منه إلا حق )
إذن هنا جاء الأمر بالكتابة جاء الأمر بالكتابة فنحن نقول بعد أن نورد الحديث الأخير فيما يتعلق بهذا الموضوع لنعود إلى حديث النهي عن الكتابة أما الحديث الأخير ففيه دلالة قوية أنه لم يكن ابن عمرو هو الذي كان يكتب الحديث فقط و إنما كان يكتبه أيضا أصحاب آخرون معه ثم في هذا الحديث بشارة عظيمة جدا للمسلمين في العصر الحاضر الذي يكاد بعضهم ييئس من روح الله و ييئس من نصر الله ألا إن نصر الله قريب ذلك الحديث كما يرويه ابن أبي شيبة في مصنفه و الحاكم في مستدركه من طريقه وغيره أيضا بالسند الصحيح عن عبد الله بن عمرو هذا قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم نكتب الحديث عنه إذ قال له رجل يا رسول الله أقسطنطينية نفتحها أولا أم رومية ، قسطنطينية معروف عندكم هي إسطنبول عاصمة تركيا أما رومية فهي روما عاصمة البابا اليوم و قبل اليوم ، سأل السائل أقسطنطينية نفتحها أولا أم رومية هذا السؤال يلقي معنى في البال من أين تلقى هذا السائل أن هناك فتحين فتح لقسطنطينية و فتح لرومية من أين تلقى هذين الفتحين حتى اندفع ليسأل أي الفتحين يكون أولا لاشك أنه تلقى ذلك من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لأن هذا الفتح و ذاك من الأمور الغيبية التي ليست في طوق البشر إطلاقا أن يعرفوها إلا من طريق الوحي الذي ينزل على قلب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ومن هنا لابد من لفت النظر إلى هذه الحقيقة العقدية الإسلامية و هي كما قال تعالى (( قل لا يعلم من في السماوات و الأرض الغيب إلا الله )) حتى رسول الله المصطفى والذي هو سيد الرسل و الأنبياء يقول (( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير و ما مسني السوء )) وهذا بحث له مجال آخر أيضا و إنما هي الذكرى لكي تنتبهوا أن العلم بالغيبيات أمر مستحيل مغلق بابه لا يعرفه أحد من الرسل المصطفين الأخيار إلا بوحي السماء فإذا علم مسلم ما أن هناك فتحين فلا يمكن أن يكون قد عرفه إلا ممن ينزل الوحي عليه وهو رسولنا صلوات الله و سلامه عليه من هنا كان إنطلاق السائل بذاك السؤال أقسطنطينية نفتحها أولا أم رومية قال عليه السلام ( بل قسطنطينية ) و فتح القسطنطينية معروف لديكم و صار من التاريخ حيث فتحها ذلك الملك العثماني المعروف عثمان الفاتح إذن بقي أمام المسلمين فتح آخر وهو الفتح الأكبر وهو فتح عاصمة النصارى عاصمة إيطاليا وهي روما اليوم و لابد أن يكون هذا الفتح ولكن آسف أن أقول ليس بأيدينا لعله يكون بأيدي أجيال أو جيل يأتي من بعدنا هذا الجيل لابد أن يكون قد اتصف بصفتين اثنتين ديننا الحاضر دخل في طريق إحدى الصفتين أما الصفة الأخرى فهو مع الأسف الشديد بعيد عنها أما الصفة الأولى فهي ما يعرف اليوم بالصحوة الإسلامية نحن لا نشك بأن المسلمين اليوم هم خير من ناحية الصحوة مما كانوا عليه من قبل ربع قرن من الزمان فأنتم تعلمون أنه أصبح معروفا لدى كثير من عامة الناس فضلا عن طلاب العلم أن هناك كتاب و سنة و أن العلم هو ما جاء في الكتاب و السنة وليس أن يقول قال الشيخ فلان أو العالم فلان أو الدكتور فلان هذا أصبح في خبر كان ومن ذلك قول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله الذي يعود إليه و بعد شيخه بن تيمية فضل هذه الصحوة الحقيقة لأنه كان يعيش في جو جاهلي محض حينما دعا من حوله علماء و طلاب علم و عوام إلى أن يعودوا إلى الكتاب و السنة كما تعلمون فالآن نحن نعيش في بدء هذه الصحوة أقول بدء لأن الجمهور من المسلمين لا يزالون في تقليدهم القديم لا يزالون يقولون إذا قلت لهم يا أخي هذا مايجوز هذا خلاف الحديث يجابهونك بأنه هذا مذهبي هذا مذهب إمامي إلى آخره لكن الحمد لله التفتح الآن موجود في كثير من المسلمين لا أعني العلماء أي بعض العلماء ولا أعني طلاب العلم بل حتى العامة منهم صار أحدهم يقول فيه عليه دليل هذا مع أنه لا يفهم الدليل لكن صار عنده وعي و انتباه أما الشيء الثاني وهو الذي أقول لابد من التصفية و التربية نحن الآن في دورة تصفية أما التربية فمع الأسف الشديد نحن بعيدون كل البعد وهذا ظاهر حتى في بعض طلاب العلم الذين يتهافتون لتأليف رسائل و نشرها ليظهروا أمام الناس بأنهم مؤلفون وهذا بحث أيضا طويل و طويل جدا إذن هذا الحديث يبشرنا بأن أمام المسلمين فتحا عظيما جدا وهو فتح روما عاصمة إيطاليا من يفتح روما المسلمون الذين جمعوا بين التصفية و التربية و يعودون كما قال عليه الصلاة و السلام في الحديث المعروف صحته ( مثل المؤمنين في توادّهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد ) إلى آخر الحديث يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ، إذا عرفنا هذه النصوص وهي تدل دلالة قاطعة على أن الحديث النبوي قد بدئ بتسجيله في عهده عليه الصلاة و السلام و ليس كما يزعم المستشرقون و أذنابهم حينئذ نعود لنقول حقيقة لا تضرنا وهي هل كُتبَ الحديث كله في عهد الرسول عليه الصلاة السلام الجواب لا ولا يضرنا ذلك إنما أردت أن أبطل دعوى باطلة لأولئك المستشرقين حينما يتكئون فيها على قوله عليه السلام ( لا تكتبوا الحديث عني ) لنقول أن هذا الحديث صحيح وأنه فعلا كما جاء في سؤال السائل روي موقوفا و روي مرفوعا وكل من الموقوف و المرفوع صحيح ولا يضر الوقف في الرفع ذلك لأن العبرة في نهاية المطاف هل صح المرفوع أم شذ رافعه فإن كان لم يشذ رافعه و إنما حفظه حينئذ يقول فقهاء الحديث في الحديث لا ضير أن يروى الحديث موقوفا و مرفوعا و أن يصح موقوفا و مرفوعا فإن الراوي تارة ينشط لرفع الحديث و تارة لا ينشط تارة يقنع بأن يذكر الحديث لا لأنه لم ينشط لرفعه و إنما يكون في جو يغنيه عن التصريح برفعه أي جو علم و طلاب علم فيقول جاء مثلا عن أبي سعبد الخدري الذي هو راوي هذا الحديث أنه قال لا تكتبوا الحديث عني ثانيا مما يؤكد أن الحديث لفظه يشعر برفعه و إذا كان و لابد من القول بخطأ الرافع أو الموقف له فالأرجح أن نقول أن الذي أوقفه أخطأ لأن من الذي يقول لا تكتبوا الحديث عني زيد و بكر و عمر أم الذي يجب على المسلمين أجمعين أن يتقبلوا حديثه بقبول حسن خلاصة القول أن هذا الحديث رفعه صحيح عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ولكن لايعني هذا الحديث أن النهي استمر إلى ما بعد وفاته صلى الله عليه و آله و سلم و أن المحو المأمور به في الحديث استمر عليه المسلمون إلى ما بعد و فاته عليه الصلاة و السلام لماذا ؟ لأننا أولا قد عرفنا أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أمر بكتابة الحديث في حديث ( اكتب فوالذي نفس محمد بيده ما يخرج منه إلا حقا ) فإذن الأمر بالشيء المنهي عنه من قبل يرفع هذا النهي و ينسخه و يلغيه كما هو معلوم في كثير من الأحكام الشرعية مثل مثلا (( يا أيها الذين ءامنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله و ذروا البيع )) حرم البيع إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة ، لكنه قال بعد ذلك (( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض و ابتغوا من فضل الله )) كذلك مثلا قوله تعالى (( و إذا حللتم فاصطادوا )) أي المحرم كان محرّما عليه أن يصطاد فأمر بالصيد فألغى الأمر الذي استلزم تحريم الصيد بالنسبة للمحرم هكذا ...
سائل آخر : السلام عليكم
الشيخ : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته هكذا في حديث أبي سعيد الخدري فيه النهي عن كتابة الحديث فرفع بأمره صلى الله عليه و آله و سلم و بالتالي رفع الأمر بمحوه كذلك لأننا كما قدمنا في أول الجواب عن هذا السؤال أن المستشرقين حاولوا التشكيك في الحديث لأنهم يعلمون أن القرآن لا يفسر تفسيرا كما أراده الله إلا بطريق حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم
السائل : في بداية القرن الثاني
الشيخ : ليس الأمر كما يزعم هؤلاء المستشرقون لأن كتابة الحديث بدأ و رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بين ظهراني أصحابه كتب الحديث في قيد حياته عليه الصلاة و السلام و من هنا يبدو أن المستشرقين ليسوا كما يتظاهرون أو يدعون لأنهم حينما يبحثون يبحثون للعلم متجردين للعلم ليس تعصبا لمذهب أو دين أو ما شابه ذلك فهم في الواقع غير صادقين في هذا لماذا لأننا نراهم حينما يجدون حديثا و أي حديث في زعمهم لم يسجل في عهد الرسول عليه السلام إذن هم يحتجون به فهذا الاحتجاج لهذا الحديث إما أن يكون قد ثبتت صحته بطريقة علمية هم يؤمنون بها أو لا يؤمنون بها فإن كانت الطريقة الأولى أنهم يثبتون هذا الحديث و يحتجون به على المسلمين أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم نهى عن كتابة الحديث إذا كان هذا الحديث ثبت لديهم بالسند كما هو طريق علماء الحديث إذن دندنتهم حول تلك الشبهة أن الحديث لم يكتب في عهد الرسول لا يضر لأنهم وصلوا إلى معرفة هذا الحديث الصحيح باتفاقهم مع علماء الحديث بطريق إيش السند و إن كانوا لا يعترفون بالأسانيد و يزعمون و هذه حقيقة دعواهم أنه قد دخل و دس في الحديث ما بين نطق الرسول به و ما بين عهد كتابته قد فعل بالحديث ما فعل بتوراتهم و بإنجيلهم من الزيادة و النقص إن كانوا يتبنون هذا المذهب حينئذ لا يصلح لهم أن يحتجوا على المسلمين الذين يخالفونهم في نهجهم العلمي هذا ، فهذا أول رد عليهم كسد طريق إلقاء الشبهة في السنة من طريق التشكيك فيها أنها لم تدون في عهد الرسول عليه السلام هذا أولاً و ثانيا نحن نقول أن الحديث النبوي بدئ كما ذكرت آنفا تسجيله و كتابته في عهد الرسول عليه الصلاة و السلام طبعا نحن ندعي هذه الدعوة بناءً على الخط و الطريق العلمي الذي سلكه أئمة الحديث سابقا و لاحقا في معرفة الأحاديث الصحيحة ضاربين عرض الحائط بتشكيكهم في هذا الأسلوب في رواية الحديث أو إثبات الحديث كما ذكرت آنفا على هذا نحن أن الحديث النبوي بدئ بتدوينه و تسجيله في عهد الرسول عليه السلام و عندنا إثباتات كثيرة غير حديث واحد أو رواية واحدة أول ذلك مثلا و أعتقد أن بعض هؤلاء المستشرقين يريدون قصة كتابة الرسول عليه الصلاة و السلام إلى هرقل ملك الروم و إلى المقوقس مقوقس مصر و إلى ملوك آخرين كسرى مثلا إلى آخره و من هذه الكتب المعروف صحتها عند علماء الحديث وفي ظني أنهم لا ينكرون ذلك أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كتب إلى هرقل كتب إليه من محمد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إلى هرقل عظيم الروم بعد البسملة طبعا قال له ( أسلم تسلم و إلا فإنما عليك إثم الأريسيين ) هذا كتاب أرسل إليه مع يحيى الكلبي فإطلاق القول أن الحديث لم يكتب باطل لأن هذا كتاب كتبه الرسول إلى هرقل ثم إلى الملوك آخرين ثم ورد في صحيح البخاري أصح الكتب بعد كتاب الله ثم عندنا في صحيح البخاري شهادة من صحابي جليل ابن صحابي أيضا عظيم ألا و هما عبد الله بن عمرو بن العاص ، عبد الله بن عمرو يشهد بأن أبا هريرة كان أكثر حديثا منه لأنه كان عفوا على العكس على العكس أبو هريرة يشهد لعبد الله بن عمرو بأنه كان أكثر حديثا منه قال لأنه كان يكتب و لا أكتب فإذن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يكتب الحديث في عهد الرسول عليه السلام وهذه الكتابة جعلت أبا هريرة وهو أحفظ أصحاب الرسول عليه السلام قاطبة لا اختلاف بين علماء الحديث في هذه الحقيقة العلمية أن أبا هريرة كان أحفظ أصحاب الرسول عليه السلام و السبب في ذلك يعود إلى أمرين اثنين الأمر الأول أنه كان رجلا قنوعا يكتفي بلقيمات يقمن صلبه ثم كان ديدنه أن يتابع الرسول عليه السلام و يسمع الأحاديث منه ثم يدور على سائر الصحابة و يلتقط الأحاديث منهم التي كان قد فاته سماعها مباشرة من النبي صلى الله عليه و آله و سلم لهذا و للسبب الآخر ألا وهو أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم دعا له حينما بسط له البساط أن يكون حافظا لحديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فيقول ما نسيت شيئا حفظته بعد ذلك ، قصدي من هذا الحديث وهو في صحيح البخاري كما ذكرته أن عبدالله بن عمرو بن العاص كان يكتب الحديث في عهد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم ففيه رد أيضا على المستشرقين ثم هناك أحاديث أخرى تشهد بأن ابن عمرو هذا كان يكتب حديث الرسول صلى الله عليه و آله و سلم من ذلك ما جاء في مسند الإمام أحمد و غيره من كتب السنة بالسند القوي أن ابن عمرو هذا جمعه مجلس مع المشركين فشككوه فيما يكتبه عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من حديث قالوا له أنت تكتب الحديث هنا الشاهد أنت تكتب الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هو بشر كيف تكتب يشككونه فجاء عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لينقل إليه هذه الشبهة التي طرحها المشركون عليه فما كان منه عليه الصلاة و السلام إلا أن قال له ( اكتب فوالذي نفس محمد بيده ما يخرج منه إلا حق )
إذن هنا جاء الأمر بالكتابة جاء الأمر بالكتابة فنحن نقول بعد أن نورد الحديث الأخير فيما يتعلق بهذا الموضوع لنعود إلى حديث النهي عن الكتابة أما الحديث الأخير ففيه دلالة قوية أنه لم يكن ابن عمرو هو الذي كان يكتب الحديث فقط و إنما كان يكتبه أيضا أصحاب آخرون معه ثم في هذا الحديث بشارة عظيمة جدا للمسلمين في العصر الحاضر الذي يكاد بعضهم ييئس من روح الله و ييئس من نصر الله ألا إن نصر الله قريب ذلك الحديث كما يرويه ابن أبي شيبة في مصنفه و الحاكم في مستدركه من طريقه وغيره أيضا بالسند الصحيح عن عبد الله بن عمرو هذا قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم نكتب الحديث عنه إذ قال له رجل يا رسول الله أقسطنطينية نفتحها أولا أم رومية ، قسطنطينية معروف عندكم هي إسطنبول عاصمة تركيا أما رومية فهي روما عاصمة البابا اليوم و قبل اليوم ، سأل السائل أقسطنطينية نفتحها أولا أم رومية هذا السؤال يلقي معنى في البال من أين تلقى هذا السائل أن هناك فتحين فتح لقسطنطينية و فتح لرومية من أين تلقى هذين الفتحين حتى اندفع ليسأل أي الفتحين يكون أولا لاشك أنه تلقى ذلك من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم لأن هذا الفتح و ذاك من الأمور الغيبية التي ليست في طوق البشر إطلاقا أن يعرفوها إلا من طريق الوحي الذي ينزل على قلب رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ومن هنا لابد من لفت النظر إلى هذه الحقيقة العقدية الإسلامية و هي كما قال تعالى (( قل لا يعلم من في السماوات و الأرض الغيب إلا الله )) حتى رسول الله المصطفى والذي هو سيد الرسل و الأنبياء يقول (( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير و ما مسني السوء )) وهذا بحث له مجال آخر أيضا و إنما هي الذكرى لكي تنتبهوا أن العلم بالغيبيات أمر مستحيل مغلق بابه لا يعرفه أحد من الرسل المصطفين الأخيار إلا بوحي السماء فإذا علم مسلم ما أن هناك فتحين فلا يمكن أن يكون قد عرفه إلا ممن ينزل الوحي عليه وهو رسولنا صلوات الله و سلامه عليه من هنا كان إنطلاق السائل بذاك السؤال أقسطنطينية نفتحها أولا أم رومية قال عليه السلام ( بل قسطنطينية ) و فتح القسطنطينية معروف لديكم و صار من التاريخ حيث فتحها ذلك الملك العثماني المعروف عثمان الفاتح إذن بقي أمام المسلمين فتح آخر وهو الفتح الأكبر وهو فتح عاصمة النصارى عاصمة إيطاليا وهي روما اليوم و لابد أن يكون هذا الفتح ولكن آسف أن أقول ليس بأيدينا لعله يكون بأيدي أجيال أو جيل يأتي من بعدنا هذا الجيل لابد أن يكون قد اتصف بصفتين اثنتين ديننا الحاضر دخل في طريق إحدى الصفتين أما الصفة الأخرى فهو مع الأسف الشديد بعيد عنها أما الصفة الأولى فهي ما يعرف اليوم بالصحوة الإسلامية نحن لا نشك بأن المسلمين اليوم هم خير من ناحية الصحوة مما كانوا عليه من قبل ربع قرن من الزمان فأنتم تعلمون أنه أصبح معروفا لدى كثير من عامة الناس فضلا عن طلاب العلم أن هناك كتاب و سنة و أن العلم هو ما جاء في الكتاب و السنة وليس أن يقول قال الشيخ فلان أو العالم فلان أو الدكتور فلان هذا أصبح في خبر كان ومن ذلك قول الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله الذي يعود إليه و بعد شيخه بن تيمية فضل هذه الصحوة الحقيقة لأنه كان يعيش في جو جاهلي محض حينما دعا من حوله علماء و طلاب علم و عوام إلى أن يعودوا إلى الكتاب و السنة كما تعلمون فالآن نحن نعيش في بدء هذه الصحوة أقول بدء لأن الجمهور من المسلمين لا يزالون في تقليدهم القديم لا يزالون يقولون إذا قلت لهم يا أخي هذا مايجوز هذا خلاف الحديث يجابهونك بأنه هذا مذهبي هذا مذهب إمامي إلى آخره لكن الحمد لله التفتح الآن موجود في كثير من المسلمين لا أعني العلماء أي بعض العلماء ولا أعني طلاب العلم بل حتى العامة منهم صار أحدهم يقول فيه عليه دليل هذا مع أنه لا يفهم الدليل لكن صار عنده وعي و انتباه أما الشيء الثاني وهو الذي أقول لابد من التصفية و التربية نحن الآن في دورة تصفية أما التربية فمع الأسف الشديد نحن بعيدون كل البعد وهذا ظاهر حتى في بعض طلاب العلم الذين يتهافتون لتأليف رسائل و نشرها ليظهروا أمام الناس بأنهم مؤلفون وهذا بحث أيضا طويل و طويل جدا إذن هذا الحديث يبشرنا بأن أمام المسلمين فتحا عظيما جدا وهو فتح روما عاصمة إيطاليا من يفتح روما المسلمون الذين جمعوا بين التصفية و التربية و يعودون كما قال عليه الصلاة و السلام في الحديث المعروف صحته ( مثل المؤمنين في توادّهم و تراحمهم كمثل الجسد الواحد ) إلى آخر الحديث يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ، إذا عرفنا هذه النصوص وهي تدل دلالة قاطعة على أن الحديث النبوي قد بدئ بتسجيله في عهده عليه الصلاة و السلام و ليس كما يزعم المستشرقون و أذنابهم حينئذ نعود لنقول حقيقة لا تضرنا وهي هل كُتبَ الحديث كله في عهد الرسول عليه الصلاة السلام الجواب لا ولا يضرنا ذلك إنما أردت أن أبطل دعوى باطلة لأولئك المستشرقين حينما يتكئون فيها على قوله عليه السلام ( لا تكتبوا الحديث عني ) لنقول أن هذا الحديث صحيح وأنه فعلا كما جاء في سؤال السائل روي موقوفا و روي مرفوعا وكل من الموقوف و المرفوع صحيح ولا يضر الوقف في الرفع ذلك لأن العبرة في نهاية المطاف هل صح المرفوع أم شذ رافعه فإن كان لم يشذ رافعه و إنما حفظه حينئذ يقول فقهاء الحديث في الحديث لا ضير أن يروى الحديث موقوفا و مرفوعا و أن يصح موقوفا و مرفوعا فإن الراوي تارة ينشط لرفع الحديث و تارة لا ينشط تارة يقنع بأن يذكر الحديث لا لأنه لم ينشط لرفعه و إنما يكون في جو يغنيه عن التصريح برفعه أي جو علم و طلاب علم فيقول جاء مثلا عن أبي سعبد الخدري الذي هو راوي هذا الحديث أنه قال لا تكتبوا الحديث عني ثانيا مما يؤكد أن الحديث لفظه يشعر برفعه و إذا كان و لابد من القول بخطأ الرافع أو الموقف له فالأرجح أن نقول أن الذي أوقفه أخطأ لأن من الذي يقول لا تكتبوا الحديث عني زيد و بكر و عمر أم الذي يجب على المسلمين أجمعين أن يتقبلوا حديثه بقبول حسن خلاصة القول أن هذا الحديث رفعه صحيح عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ولكن لايعني هذا الحديث أن النهي استمر إلى ما بعد وفاته صلى الله عليه و آله و سلم و أن المحو المأمور به في الحديث استمر عليه المسلمون إلى ما بعد و فاته عليه الصلاة و السلام لماذا ؟ لأننا أولا قد عرفنا أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أمر بكتابة الحديث في حديث ( اكتب فوالذي نفس محمد بيده ما يخرج منه إلا حقا ) فإذن الأمر بالشيء المنهي عنه من قبل يرفع هذا النهي و ينسخه و يلغيه كما هو معلوم في كثير من الأحكام الشرعية مثل مثلا (( يا أيها الذين ءامنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله و ذروا البيع )) حرم البيع إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة ، لكنه قال بعد ذلك (( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض و ابتغوا من فضل الله )) كذلك مثلا قوله تعالى (( و إذا حللتم فاصطادوا )) أي المحرم كان محرّما عليه أن يصطاد فأمر بالصيد فألغى الأمر الذي استلزم تحريم الصيد بالنسبة للمحرم هكذا ...
سائل آخر : السلام عليكم
الشيخ : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته هكذا في حديث أبي سعيد الخدري فيه النهي عن كتابة الحديث فرفع بأمره صلى الله عليه و آله و سلم و بالتالي رفع الأمر بمحوه كذلك لأننا كما قدمنا في أول الجواب عن هذا السؤال أن المستشرقين حاولوا التشكيك في الحديث لأنهم يعلمون أن القرآن لا يفسر تفسيرا كما أراده الله إلا بطريق حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم
الكلام على أن السنة جاءت مبينة لكتاب الله تعالى وبيان أن السنة دلت على كتابة الحديث بالقول والفعل والتقرير .
الشيخ : و هنا لابد لي من كلمة قصيرة لبيان و تأكيد هذه النقطة بدءا من قوله تبارك و تعالى في القرآن الكريم (( و أنزلنا إليك الذكر لتبيّن للناس ما نزّل إليهم )) وأنزلنا إليك يا رسول الله الذكر أي القرآن كما قال في آية أخرى (( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون )) أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم فهذه الآية تتضمن شيئين اثنين أحدهما أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة و السلام و الآخر بيان الرسول قيامه بواجب البيان لهذا الذي أنزل عليه من القرآن (( و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) فبيانه عليه السلام هو حديثه إذن لابد أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم بحكم هذه الآية الكريمة أن يقوم ببيان ما أنزل إليه من القرآن وهذا البيان له أنواع النوع الأول بقوله صلى الله عليه و آله و سلم كما جاء في حديث النهي عن الكتابة و في حديث الأمر بالكتابة و الآخر بفعله عليه الصلاة و السلام وهذا واضح جدا في كثير من العبادات و بخاصة منها الصلاة فكيفية الصلاة و كيفية الصيام كثير من الأحكام إن لم نقل أكثر الأحكام فهمت من بيانه عليه السلام فعلا و بعضه قولا و القسم الثالث من البيان التقرير ، التقرير إذن بيانه صلى الله عليه و آله و سلم للقرآن كان بهذه الطرق الثلاثة ومن الطرائف أن الحديث بيّن كتبه بهذه الطرق الثلاثة بالأمر و الفعل و التقرير ذلك لأن الرسول أمر بالكتابة ذلك أن الرسول كتب إلى هرقل و إلى كما ذكرنا ذلك أن الكتابة وقعت بين يديه عليه السلام و استمرت الكتابة إلى آخر وفاته و في مرض موته كما تعلمون أمر أن يؤتى إليه ليكتب له لكن شاء الله لحكمة بالغة أن يختلف الصحابة و أن يقول عمر بن الخطاب حسبنا كتاب الله المهم أنه في آخر رمق من حياته عليه السلام أقر الكتابة و أمر بها لذلك يبقى موضوع كتب الحديث أمر قد ثبت بقوله و فعله و تقريره و المسلمون جروا على كتابة الحديث و على حفظ الحديث و انتهى بنا كلامنا أخيرا أنه لا يضرنا أن نعترف بالواقع أن حديث النبي صلى الله عليه و آله و سلم قسم كبير منه حفظ حفظا و لم يكتب كتابة ، لكن الكتابة لها أصل و إذا كان الله عز و جل قد تعهد بصريح القرآن الكريم بحفظه كما ذكرت آنفا في قوله تبارك و تعالى (( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون )) و إذا كان لا سبيل لفهم القرآن إلا ببيان الرسول عليه الصلاة و السلام و لذلك اقتضت حكمة الله تبارك و تعالى أن يحفظ على المسلمين أيضا حديث النبي صلى الله عليه و آله و سلم بأقسامه الثلاثة من قول و فعل و تقرير لأن هذا الحفظ من تمام حفظ القرآن الكريم لأننا لو تصورنا المستحيل ضياع السنة و ذهابها من بين يدي الأمة ماذا سيقع في المسلمين سيتفرقون أكثر مما تفرقوا أكثر من ثلاث و سبعين فرقة مع أنهم تفرقوا هذا التفرق و السنة معروفة لكن طريقة الحصول عليها كما هو معلوم بطريقة طلب الأسانيد و الاتصال بالصحابة ثم بالتابعين ثم بأتباعهم و هكذا فالله عز و جل إذن قد حفظ على المسلمين حديث النبي صلى الله عليه و آله و سلم و سنته لأن في ذلك حفظا لمعاني القرآن الكريم المعاني هذه هي التي تكون ألفاظ القرآن قوالب لها و ليس المقصود بالقرآن هو الألفاظ دون المعاني و إنما اللفظ و المعنى معا بل إن الألفاظ بالنسبة للمعاني تجري مجرى الوسائل بالنسبة للغايات و لذلك فلا يكفي أن يؤمن مسلم ما و لنضرب على ذلك مثلا أن يؤمن بكل حرف في القرآن الكريم بكل آية في القرآن الكريم لكنه يحول معناها و يصرف معنى الآية إلى معنى غير صحيح فهو يؤمن ببعض الكتاب و يكفر ببعض يؤمن باللفظ و يكفر بالمعنى لنضرب مثلا معاصرا اليوم توجد طائفة جديدة هي بلا شك من الفرق الضالة مع أنها تتبنى الأركان الخمسة و الإسلام و أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله و يصلوا و يصوموا و يحجون و يتصدقون و هم طائفة القاديانية طائفة القاديانية لكن هؤلاء لهم عقائد خالفوا فيها لا أقول السلف فقط كما هو شأن بعض الفرق القديمة التي منها مثلا الأشاعرة و الماتريدية بل خالفوا السلف و الخلف معا في بعض عقائدهم منها اعتقادهم بأنهم يأتي أنبياء بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هم يعتقدون بأنه قد جاء فعلا أحدهم وهو المسمى بميرزا غلام أحمد القادياني هم يعتقدون ببقاء النبوة في الأمة الإسلامية و يؤمنون معنا بقوله تبارك و تعالى (( و لكن رسول الله و خاتم النبيين )) لكن ينفرقون عنا بتأويلهم لهذه الآية و تعطيلهم لمعناها فإنهم يقولون ليس معنى الآية آخر الأنبياء خاتم الأنبياء ، آخر الأنبياء لا ليس هذا هو المعنى و إنما المعنى أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم هو زينة الأنبياء كالخاتم في الإصبع هو زينة الأصابع هو زينة الكف حرفوا الكلم من بعد مواضعه فوقعوا في الضلال المبين و خالفوا سبيل المؤمنين فصدق فيهم الوعد الكريم (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا )) إذن السنة محفوظة و النبي صلى الله عليه و آله و سلم نهى عنها في أول الأمر ثم أمر بكتابة الحديث و فعله و أقر الكتابة بين يديه و ختاما أقول يذكر المحدثون الحكمة في نهي الرسول عليه السلام عن كتابة الحديث قالوا لكي يتعلم المسلمون الفرق بين القرآن و بين حديث الرسول عليه السلام ذلك لأن القرآن كلام الله يتعبد بتلاوته بخلاف حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم يتعبد بحفظه و العمل به فحينما علم النبي صلى الله عليه و آله و سلم أن الحكمة و الغاية من النهي عن كتابة الحديث قد تحققت أذن لهم بكتابة الحديث فهذا النهي و هذا الأمر له أمثلة كثيرة في السنة أكتفي الآن بمثال واحد ختاما لجواب عن ذاك السؤال ألا وهو قوله عليه الصلاة و السلام ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة غير ألا تقولوا هجرة ) كنت نهيتكم عن زيارة القبور لماذا لأنهم كانوا حديثي عهد بالشرك كانوا حديثي عهد بعبادة الأصنام و كانوا حديثي عهد بعبادة الأشخاص و الأصنام فلما علم النبي صلى الله عليه و آله و سلم أن الإيمان تمكن من قلوبهم و عرفوا التوحيد الصحيح أذن لهم بزيارة القبور لأن في زيارتها عبرة و ذكرى و بهذا القدر كفاية و الحمدلله رب العالمين
3 - الكلام على أن السنة جاءت مبينة لكتاب الله تعالى وبيان أن السنة دلت على كتابة الحديث بالقول والفعل والتقرير . أستمع حفظ
ما هو الرد على من منع التعدد مستدلاً بقوله صلى الله عليه وسلم ( لا يجمع بين بنت رسول الله وبنت عدو الله ) في حديث علي عندما أراد أن يعدد.؟
السائل : شيخنا أشرتم في كلامكم السابق الإجابة عن سؤال الأخ خالد إلى مآخذ أهل البدع و الضلال في الاستدلال الذين ذهبوا إلى تحريف النصوص و تغيير المعاني و نحن في أيامنا هذه نرى من بعض الناس من ينحى هذا المنحى منحى أهل البدع و الضلالة في الاستدلال فنسمع من بعضهم يحتج بحديث علي عندما أراد أن يخطب ابنة أبي ذهل و لم يأذن له النبي عليه الصلاة و السلام و قال له ( إني لا أحل حراما و لا أحرم حلالا ) يحتجون بهذا الحديث على من التعداد ، تعداد الزوجات فما هو الجواب عن هذه الشبهة و جزاكم الله خير
الشيخ : والله أنا ما سمعت هذا من يقول هذا الكلام ؟
السائل : كثير من الناس الذين انساقوا وراء الغرب
الشيخ : لكن هذا أنا أعرف الكثير خاصة في الإذاعة المصرية طبع المصريين على أنه لا يجوز التعدد إلا لضرورة لكن ما سمعت مثل هذا الهراء أن في الاستدلال بحديث علي الزواج على فاطمة حينما أراد علي رضي الله عنه ما سمعتهم يحتجون بهذا الحديث وهذا لأول مرة يطرق سمعي و بيجوز نحن كل يوم نحن في جهل الشاهد كلما كانوا يدندنون حوله أن الله عز و جل قيد الزواج بأربعة هو بالعدل فإذا كان الإنسان لا يعدل فلا يجوز الزواج وهذا صحيح لكنهم يقولون بالآية الأخرى (( ولن تستطيعوا أن تعدلوا )) يأولونها تأويلا باطلا فهذا الذي نحن نسمعه من أولئك المنحرفين عن الجادة أما أن يحتجوا بمثل هذا الحديث هذا أمر غريب جدا فحجتنا واضحة (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلاث و رباع )) أولا و ثانيا عمل المسلمين أنا لماذا قدمت في أول الكلمة (( و يتبع غير سبيل المؤمنين )) لأن كثيرا من الدعاة اليوم لا يدندنون كثيرا حول الاستدلال بهذه الآية أنه لا يجوز للمسلمين المتأخرين أي الخلف أن يخالفوا السلف في منهجهم بينما هذه الآية نص صريح في ذلك فالسلف الصالح في مقدمتهم كبار الصحابة منهم علي نفسه فهو تزوج غير فاطمة فيما بعد منهم أبوبكر فقليل من هم كان ليس عنده أكثر من زوجة واحدة فإذن كيف يمكن أن نقول أنه لا يجوز الزواج بأكثر من واحدة وهذا نص القرآن و القيد المذكور (( لن تستطيعوا أن تعدلوا )) العدل الذي لا يمكن وهو العدل القلبي و لذلك نهى عن أن يجعلها كالمعلقة ما قال لا تتزوج لكن نهاه أن يجعلها كالمعلقة لاهي ذات زوج و لا هي مطلقة فلذلك هذا الاستدلال مع كونه مبتدعا فهو أيضا مما يخالف النصوص الشرعية المقطوع بدلالتها
السائل : الله يجزيك بالخير .
الشيخ : و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله أنت استغفرك و أتوب إليك
الشيخ : والله أنا ما سمعت هذا من يقول هذا الكلام ؟
السائل : كثير من الناس الذين انساقوا وراء الغرب
الشيخ : لكن هذا أنا أعرف الكثير خاصة في الإذاعة المصرية طبع المصريين على أنه لا يجوز التعدد إلا لضرورة لكن ما سمعت مثل هذا الهراء أن في الاستدلال بحديث علي الزواج على فاطمة حينما أراد علي رضي الله عنه ما سمعتهم يحتجون بهذا الحديث وهذا لأول مرة يطرق سمعي و بيجوز نحن كل يوم نحن في جهل الشاهد كلما كانوا يدندنون حوله أن الله عز و جل قيد الزواج بأربعة هو بالعدل فإذا كان الإنسان لا يعدل فلا يجوز الزواج وهذا صحيح لكنهم يقولون بالآية الأخرى (( ولن تستطيعوا أن تعدلوا )) يأولونها تأويلا باطلا فهذا الذي نحن نسمعه من أولئك المنحرفين عن الجادة أما أن يحتجوا بمثل هذا الحديث هذا أمر غريب جدا فحجتنا واضحة (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلاث و رباع )) أولا و ثانيا عمل المسلمين أنا لماذا قدمت في أول الكلمة (( و يتبع غير سبيل المؤمنين )) لأن كثيرا من الدعاة اليوم لا يدندنون كثيرا حول الاستدلال بهذه الآية أنه لا يجوز للمسلمين المتأخرين أي الخلف أن يخالفوا السلف في منهجهم بينما هذه الآية نص صريح في ذلك فالسلف الصالح في مقدمتهم كبار الصحابة منهم علي نفسه فهو تزوج غير فاطمة فيما بعد منهم أبوبكر فقليل من هم كان ليس عنده أكثر من زوجة واحدة فإذن كيف يمكن أن نقول أنه لا يجوز الزواج بأكثر من واحدة وهذا نص القرآن و القيد المذكور (( لن تستطيعوا أن تعدلوا )) العدل الذي لا يمكن وهو العدل القلبي و لذلك نهى عن أن يجعلها كالمعلقة ما قال لا تتزوج لكن نهاه أن يجعلها كالمعلقة لاهي ذات زوج و لا هي مطلقة فلذلك هذا الاستدلال مع كونه مبتدعا فهو أيضا مما يخالف النصوص الشرعية المقطوع بدلالتها
السائل : الله يجزيك بالخير .
الشيخ : و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله أنت استغفرك و أتوب إليك
4 - ما هو الرد على من منع التعدد مستدلاً بقوله صلى الله عليه وسلم ( لا يجمع بين بنت رسول الله وبنت عدو الله ) في حديث علي عندما أراد أن يعدد.؟ أستمع حفظ
تلاوة الشيخ ما تيسر من كتاب الله تعالى .
تلاوة الشيخ لما تيسر من سورة غافر " من الآية 38 إلى الآية 44 "
تلاوة الشيخ لما تيسر من سورة الفرقان " من الآية 61 إلى الآية 70 "
تلاوة الشيخ لما تيسر من سورة الفرقان " من الآية 61 إلى الآية 70 "
اضيفت في - 2004-08-16