سلسلة الهدى والنور-760
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
ما علينا فعله شيخنا ونحن نرى الإسلام يحارب من كل جهة والحكومات لا تقيم لذلك بالا فهل نأثم بقعودنا .؟
السائل : نعلم شيخنا في هذه الأيام الإسلام محارب في جميع الأرض و بعدم اهتمام من الحكومات فماذا علينا نحن في هذا الأمر و هل نأثم بجلوسنا بعدم عمل أي شيء فهذا السؤال الأول ؟
الشيخ : إن الحمدلله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سئيات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ، السؤال كأنه من حيث ظاهره و ألفاظه أقل مما يقصده لافظه حين يقول نقعد و لا نعمل أي شيء فهو يعني في أي شيء ليس أي شيء مطلقا و إنما يعني شيئا معينا لأنه لا أحد إطلاقا يقول بأن المسلم عليه أن يعيش كما تعيش الأنعام لا يعمل أي شيء ، لأنه خلق لشيء عظيم جدا وهو عبادة الله وحده لا شريك له ولذلك فلا يتبادر إلى ذهن أحد من مثل هذا السؤال أنه يقصد أن لا يعمل أي شيء و إنما يقصد أن لا يعمل شيئا يناسب هذا الواقع الذي أحاط بالمسلمين من كل جانب هذا هو الظاهر من مقصود السائل و ليس من ملفوظ السائل
السائل : نعم جزاك الله خير
الشيخ : و على ذلك نجيبه إن وضع المسلمين اليوم لا يختلف كثيرا و لا قليلا عما كان عليه وضع الدعوة الإسلامية في عهدها الأول و أعني به العهد المكي ، أقول لا يختلف وضع الدعوة الإسلامية اليوم لا في قليل و لا في كثير عما كانت عليه الدعوة الإسلامية في عهدها الأول ألا وهو العهد المكي و كلنا يعلم أن القائم على الدعوة يومئذ هو نبينا محمد صلى الله عليه و آله و سلم أعني بهذه الكلمة أن الدعوة كانت محاربة من القوم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من أنفسهم كما في القرآن الكريم ثم لما بدأت الدعوة تنتشر و تتسع دائرتها بين القبائل العربية حتى أمر النبي صلى الله عليه و آله و سلم بالهجرة من مكة إلى المدينة طبعا نحن نأتي الآن برؤوس أقلام لأن التاريخ الإسلامي الأول و السيرة النبوية الأولى معروفة معلومة عند كثير من الحاضرين لأنني أقصد بهذا الإيجاز و الإختصار الوصول إلى المقصود من الإجابة على ذاك السؤال و لذلك فإني أقول بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه و آله و سلم و تبعه بعض أصحابه إلى المدينة و بدء عليه الصلاة و السلام يضع النواة لإقامة الدولة المسلمة هناك في المدينة المنورة بدأت أيضا عداوة جديدة بين هذه الدعوة الجديدة أيضا في المدينة حيث اقتربت الدعوة من عقر دار النصارى و هي سوريا يومئذ التي كان فيها هرقل ملك الروم فصار هناك عداء جديد للدعوة ليس فقط من العرب في الجزيرة العربية بل و من النصارى أيضا في شمال الجزيرة العربية أي من سوريا ثم أيضا ظهر عدو آخر ألا وهو فارس فصارت الدعوة الإسلامية محاربة من كل الجهات من المشركين في الجزيرة العربية و من النصارى و اليهود في بعض أطرافها ثم من قبل فارس التي كان العداء بينها وبين النصارى شديدا كما هو معلوم من قوله تبارك و تعالى (( الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين )) الشاهد هنا لا نستغربن وضع الدعوة الإسلامية الآن من حيث أنها تحارب من كل جانب فمن هذه الحيثية كانت الدعوة الإسلامية في منطلقها الأول أيضا كذلك محاربة من كل الجهات و حينئذ يأتي السؤال و الجواب .
الشيخ : إن الحمدلله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سئيات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ، السؤال كأنه من حيث ظاهره و ألفاظه أقل مما يقصده لافظه حين يقول نقعد و لا نعمل أي شيء فهو يعني في أي شيء ليس أي شيء مطلقا و إنما يعني شيئا معينا لأنه لا أحد إطلاقا يقول بأن المسلم عليه أن يعيش كما تعيش الأنعام لا يعمل أي شيء ، لأنه خلق لشيء عظيم جدا وهو عبادة الله وحده لا شريك له ولذلك فلا يتبادر إلى ذهن أحد من مثل هذا السؤال أنه يقصد أن لا يعمل أي شيء و إنما يقصد أن لا يعمل شيئا يناسب هذا الواقع الذي أحاط بالمسلمين من كل جانب هذا هو الظاهر من مقصود السائل و ليس من ملفوظ السائل
السائل : نعم جزاك الله خير
الشيخ : و على ذلك نجيبه إن وضع المسلمين اليوم لا يختلف كثيرا و لا قليلا عما كان عليه وضع الدعوة الإسلامية في عهدها الأول و أعني به العهد المكي ، أقول لا يختلف وضع الدعوة الإسلامية اليوم لا في قليل و لا في كثير عما كانت عليه الدعوة الإسلامية في عهدها الأول ألا وهو العهد المكي و كلنا يعلم أن القائم على الدعوة يومئذ هو نبينا محمد صلى الله عليه و آله و سلم أعني بهذه الكلمة أن الدعوة كانت محاربة من القوم الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من أنفسهم كما في القرآن الكريم ثم لما بدأت الدعوة تنتشر و تتسع دائرتها بين القبائل العربية حتى أمر النبي صلى الله عليه و آله و سلم بالهجرة من مكة إلى المدينة طبعا نحن نأتي الآن برؤوس أقلام لأن التاريخ الإسلامي الأول و السيرة النبوية الأولى معروفة معلومة عند كثير من الحاضرين لأنني أقصد بهذا الإيجاز و الإختصار الوصول إلى المقصود من الإجابة على ذاك السؤال و لذلك فإني أقول بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه و آله و سلم و تبعه بعض أصحابه إلى المدينة و بدء عليه الصلاة و السلام يضع النواة لإقامة الدولة المسلمة هناك في المدينة المنورة بدأت أيضا عداوة جديدة بين هذه الدعوة الجديدة أيضا في المدينة حيث اقتربت الدعوة من عقر دار النصارى و هي سوريا يومئذ التي كان فيها هرقل ملك الروم فصار هناك عداء جديد للدعوة ليس فقط من العرب في الجزيرة العربية بل و من النصارى أيضا في شمال الجزيرة العربية أي من سوريا ثم أيضا ظهر عدو آخر ألا وهو فارس فصارت الدعوة الإسلامية محاربة من كل الجهات من المشركين في الجزيرة العربية و من النصارى و اليهود في بعض أطرافها ثم من قبل فارس التي كان العداء بينها وبين النصارى شديدا كما هو معلوم من قوله تبارك و تعالى (( الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين )) الشاهد هنا لا نستغربن وضع الدعوة الإسلامية الآن من حيث أنها تحارب من كل جانب فمن هذه الحيثية كانت الدعوة الإسلامية في منطلقها الأول أيضا كذلك محاربة من كل الجهات و حينئذ يأتي السؤال و الجواب .
1 - ما علينا فعله شيخنا ونحن نرى الإسلام يحارب من كل جهة والحكومات لا تقيم لذلك بالا فهل نأثم بقعودنا .؟ أستمع حفظ
كيف واجهه النبي صلى الله عليه وسلم المشركين و المجوسيين و أهل الكتاب في أول دعوته ؟
الشيخ : ماهو العمل ، ماذا عمل النبي صلى الله عليه و آله و سلم و أصحابه الذين كان عددهم يومئذ قليلا بالنسبة لعدد المسلمين اليوم حيث صار عددا كثيرا و كثيرا جدا هذا هنا يبدأ الجواب هل حارب المسلمون العرب المعادين لهم أي قومهم في أول الدعوة هل حارب المسلمون النصارى في أول الأمر هل حاربوا فارس في أول الأمر الجواب لا لا كل ذلك الجواب لا إذا ماذا فعل المسلمون نحن الآن يجب أن نفعل ما فعل المسلمون الأولون تماما لأن ما يصيبنا هو الذي أصابهم و ما عالجوا به مصيبتهم هو الذي يجب علينا أن نعالج مصيبتنا و أظن أن هذه المقدمة توحي للحاضرين جميعا الجواب إشارة و ستتأيد هذه الإشارة بصريح العبارة فأقول يبدو من هذا التسلسل التاريخي و المنطقي في آن واحد أن الله عز و جل إنما نصر المسلمين الأولين الذين كان عددهم قليلا جدا بالنسبة للكافرين و المشركين جميعا من كل مذاهبهم و مللهم إنما نصرهم الله تبارك و تعالى بإيمانهم إذا ما كان العلاج أو الدواء يومئذ لذلك العداء الشديد الذي كان يحيط بالدعوة هو نفس العداء الذي ينبغي على المسلمين اليوم أن يتعاطوه لتتحقق ثمرة هذه المعالجة كما تحققت ثمرة تلك المعالجة الأولى و الأمر كما يقال التاريخ يعيد نفسه بل خير من هذا القول أن لله عز و جل في عباده و في كونه الذي خلقه و أحسن خلقه و نظمه و أحسن تنظيمه له في ذلك كله سننا أو سنن لا تتغير و لا تتبدل سنة الله و لن تجد لسنة الله تبديلا و لن تجد لسنة الله تحويلا هذه السنن لابد للمسلم أن يلاحظها و أن يرعاها حق رعايتها و بخاصة ما كان منها من السنن الشرعية هناك سنن شرعية و هناك سنن كونية و قد يقال اليوم في العصر الحاضر سنن طبيعية هذه السنن الكونية الطبيعية يشترك في معرفتها المسلم و الكافر و الصالح و الطالح بمعني مالذي يقوم حياة الإنسان البدنية الطعام و الشراب و الهواء النقي و نحو ذلك فإذا الإنسان لم يأكل لم يشرب لم يتنفس الهواء فمعنى ذلك أنه عرض نفسه للموت موتا ماديا هل يمكنه أن يعيش إذا ما خرج عن اتخاذه هذه السنن الكونية الجواب لا سنة الله و لن تجد لسنة الله تبديلا هذا ما كما قلت آنفا يعرفه معرفة تجربيبة كل إنسان لا فرق بين مسلم كافر و الصالح و الطالح لكن الذي يهمنا الآن أن نعرف أن هناك سننا شرعية يجب أن نعلم أن هناك سننا شرعية من اتخذها وصل إلى أهدافها و جنى منها ثمراتها و من لم يتخذها فسوف لن يصل إلى الغايات التي و ضعت تلك السنن الشرعية لها تماما كما قلنا بالنسبة للسنن الكونية إذا تبناها الإنسان و طبقها وصل إلى أهدافها كذلك السنن الشرعية إذا أخذها المسلم تحققت الغاية التي وضع الله تلك السنن من أجلها من أجل تحقيقها و إلا فلا .
بيان العلاج الناجع الذي لابد أن يسلكه المسلمون اليوم .
الشيخ : أظن هذا الكلام مفهوم و لكن يحتاج إلى شيء من التوضيح وهنا بيت القصيد وهنا يبدأ الجواب عن ذاك السؤال الهام كلنا يقرأ آية من آيات الله عز و جل بل إن هذه الآية قد تزين بها صدور بعض المجالس أو جدر بعض البيوت و هي قوله تعالى (( إن تنصروا الله ينصركم )) لافتات توضع و تكتب بخط ذهبي جميل رقعي أو فارسي إلى آخره و توضع على الجدر مع الأسف الشديد هذه الآية أصبحت الجدر مزينة بها أما قلوب المسلمين فهي منها خاوية على عروشها لا نكاد نشعر ماهو الهدف الذي ترمي إليه هذه الآية (( إن تنصروا الله ينصركم )) و لذلك أصبح وضع العالم الإسلامي اليوم في بلبلة و قلقلة لا يكاد يجد لها مخرجا مع أن المخرج مذكور في كثير من الآيات وهذه الآية من تلك الآيات إذا ما ذكّرنا المسلمين بهذه الآية أظن أن الأمر لا يحتاج إلى كبير شرح و بيان و إنما هو فقط التذكير و الذكرى تنفع المؤمنين كلنا يعلم إن شاء الله أن قوله تبارك و تعالى إن تنصروا الله شرط جوابه ينصركم إن تأكل إن تشرب إن إن الجواب تحيا إن لم تأكل إن لم تشرب ماذا ؟ تموت كذلك تماما المعنى في هذه الآية (( إن تنصروا الله ينصركم )) المفهوم و كما يقول الأصوليون مفهوم المخالفة إن لم تنصروا الله لم ينصركم هذا هو واقع المسلمين اليوم توضيح هذه الآية جاءت في السنة في عديد من النصوص الشرعية و بخاصة في الأحاديث النبوية إن تنصروا الله معلوم بداهة أن الله لا يعني أن ننصره على عدوه بجيوشنا و أساطيلنا و قواتنا المادية ؟ لا إن الله عز و جل غالب على أمره فهو ليس بحاجة إلى أن ينصره أحد نصرا ماديا هذا أمر معروف بدهيا لذلك كان معنى إن تنصروا الله أي إن تتبعوا أحكام الله فذلك نصركم لله تبارك و تعالى و الآن هل المسلمون قد قاموا بهذا الشرط قد قاموا بهذا الواجب أولا ثم هو شرط لتحقيق نصر الله للمسلمين ثانيا الجواب عند كل واحد منكم ما قام المسلمون بنصر الله عز و جل و أريد أن أذكر هنا كلمة أيضا من باب التذكير و ليس من باب التعليم على الأقل بالنسبة لبعض الحاضرين إن عامة المسلمين اليوم قد انصرفوا عن معرفتهم أو عن تعرفهم على دينهم عن تعلمهم لأحكام دينهم فأكثرهم لا يعلمون الإسلام و كثير أو الأكثرون منهم إذا ما عرفوا من الإسلام شيئا عرفوه ليس إسلاما حقيقيا عرفوه إسلاما منحرفا عما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أصحابه لذلك فنصر الله الموعود به من نصر الله يقوم على معرفة الإسلام أولا معرفة صحيحة كما جاء في القرآن و السنة ثم على العمل به ثانيا و إلا كانت المعرفة وبالا على صاحبها كما قال تعالى (( يا أيها الذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون )) إذن نحن بحاجة إلى تعلم الإسلام و إلى العمل بالإسلام فالذي أريد أن أذكر به كما قلت آنفا هو أن عادة جماهير المسلمين اليوم هو أن يصبوا اللوم كل اللوم بسبب ما ران على المسلمين قاطبة من ذل و هوان على الحكام أن يصبوا اللوم كل اللوم على حكامهم الذين لا ينتصرون لدينهم و هم مع الأسف كذلك لا ينتصرون لدينهم لا ينتصرون للمسلمين المذلين من كبار الكفار من اليهود والنصارى و غيرهم هكذا العرف القائم بين المسلمين اليوم صب اللوم كل اللوم على الحكام و مع ذلك أن المحكومين كأنهم لا يشملهم اللوم الذي يوجهونه إلى الحاكمين و الحقيقة أن هذا اللوم ينصب على جميع الأمة حكاما ومحكومين و ليس هذا فقط بل هناك طائفة من أولئك اللائمين للحكام المسلمين بسبب عدم قيامهم بتطبيق أحكام دينهم وهم محقون في هذا اللوم ولكن قد خالفوا قوله تعالى (( إن تنصروا الله )) أعني نفس اللائمين للحاكمين حينما يخصونهم باللوم قد خالفوا أحكام الإسلام حينما يسلكون سبيل تغيير هذا الوضع المحزن المحيط بالمسلمين بالطريقة التي تخالف طريقة الرسول صلى الله عليه و آله و سلم حيث أنهم يعلنون تكفير حكام المسلمين هذا أولا ثم يعلنون وجوب الخروج عليهم ثانيا فتقع هنا فتنة عمياء صماء بكماء بين المسلمين أنفسهم حيث ينشق المسلمون بعضهم على بعض فمنهم وهم هؤلاء الذين أشرت إليهم الذين يظنون أن تغيير هذا الوضع الرذيل المصيب للمسلمين إنما تغييره بالخروج على الحاكمين ثم لا يقف الأمر عند هذه المشكلة و إنما تتسع و تتسع حتى يصبح الخلاف بين المسلمين أنفسهم و يصبح الحكام في معزل عن هذا الخلاف بدأ الخلاف من غلو بعض الإسلاميين في معالجة هذا الواقع الأليم أنه لابد من محاربة الحكام المسلمين لإصلاح الوضع و إذا بالأمر ينقلب إلى أن هؤلاء المسلمين يتخاصمون مع المسلمين الآخرين الذين يرون أن معالجة الواقع الأليم ليس هو بالخروج على الحاكمين و إن كان كثيرون منهم يستحقون الخروج عليهم بسبب أنهم لا يحكمون بما أنزل الله و لكن هل العلاج كما يزعم هؤلاء الناس هل يكون إزالة الذل الذي أصاب المسلمين من الكفار أن نبدأ بمحاكمة الحاكمين في بلاد الإسلام من المسلمين ولو أن بعضهم نعتبرهم مسلمين جغرافيين كما يقال في العصر الحاضر هنا نحن نقول " أوردها سعد و سعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل " مما لا شك فيه أن موقف أعداء الإسلام أصالة و هم اليهود و النصارى و الملاحدة من خارج بلاد الإسلام هم أشد بلا شك ضررا من بعض هؤلاء الحكام الذين لا يتجاوبون مع رغبات المسلمين أن يحكموهم بما أنزل الله فماذا يستطيع هؤلاء المسلمون و أعني طرفا أو جانبا منهم وهم الذين يعلنون وجوب محاربة الحاكمين من المسلمين ماذا يستطيع أن يفعل هؤلاء لو كان الخروج على الحكام واجبا قبل البدء بإصلاح نفوسنا نحن كما هو العلاج الذي بدأ به الرسول عليه السلام إن هؤلاء لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا إطلاقا و الواقع أكبر دليل على ذلك مع أن العلاج الذي يبتغونه وهو أن يبدؤوا بمحاربة الحكام المسلمين لا يثمر الثمرة المرجوة لأن العلة كما قلت آنفا ليست في الحاكمين فقط بل و في المحكومين أيضا فعليهم جميعا أن يصلحوا أنفسهم و الإصلاح هذا له بجث آخر قد تكلمنا عليه مرارا و تكرارا وقد نتكلم إن شاء الله قريبا عنه ، المهم الآن المسلمون كلهم متفقون على أن وضعهم أمر لا يحسدون عليه و لا يغبطون عليه بل هو من الذل و الهوان بحيث لا يعرفون الإسلام فمن أين نبدأ هل يكون البدء بمحاربة الحاكمين الذين يحكمون المسلمين أو يكون البدء بمحاربة الكفار أجمعين من كل البلاد أم يكون البدء بمحاربة النفس الأمارة بالسوء ؟ من هنا يجب البدء ذلك أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم إنما بدء بإصلاح نفوس أفراد من المسلمين المدعوين في أول دعوة الإسلام كما ذكرنا في أول هذا الكلام بدأت الدعوة في مكة ثم انتقلت إلى المدينة ثم بدأت المناوشة بين الكفار و المسلمين ثم بين المسلمين و الروم ثم بين المسلمين و فارس و هكذا كما قلنا آنفا التاريخ يعيد نفسه فالآن المسلمون عليهم أن ينصروا الله لمعالجة هذا الواقع الأليم و ليس بأن يعالجوا جانبا لا يثمر الثمرة المرجوة فيها لو استطاعوا القيام بها ما هو هذا الجانب ؟ محاربة الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله هذا أولا كما قلت آنفا و لابد من وقفة قصيرة غير مستطاع اليوم محاربة هؤلاء الحكام ذلك لأن هؤلاء الحكام لو كانوا كفارا كاليهود و النصارى فهل المسلمون اليوم يستطيعون محاربة اليهود و النصارى ؟ الجواب لا الأمر تماما كما كان المسلمون الأولون في العهد المكي كانوا مستضعفين أذلاء محاربين معذبين مقتلين لماذا لأنهم كانوا ضعفاء لا حول لهم و لا قوة إلا إيمانهم الذي حل في صدورهم بسبب اتباعهم لدعوة نبيهم صلى الله عليه و آله و سلم هذا الإتباع مع الصبر على الأذى هو الذي أثمر الثمرة المرجوة التي نحن ننشدها اليوم فما هو سبيل الوصول إلى هذه الثمرة نفس السبيل الذي سلكه الرسول عليه الصلاة و السلام مع أصحابه الكرام إذن اليوم لا يستطيع المسلمون محاربة الكفار على اختلاف ضللاتهم فماذا عليهم ؟ عليهم أن يؤمنوا بالله و رسوله حقا ولكن المسلمين اليوم كما قال رب العالمين (( و لكن أكثر الناس لا يعلمون )) المسلمون اليوم مسلمون اسما و ليسوا مسلمين حقا أظنكم تشعرون معي بالمقصود من هذا النفي و لكني أذكركم بقوله تعالى (( قد أفلح المؤمنون 1 الذين هم في صلاتهم خاشعون 2 و الذين هم عن اللغو معرضون 3 والذين هم للزكاة فاعلون 4 و الذين هم لفروجهم حافظون 5 إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين 6 فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون 7 )) أي الباغون الظالمون فإذا أخذنا هذه الخصال فقط و لم نتعدى هذه الآيات المتضمنة لهذه الخصال إلى آيات أخرى التي فيها ذكر لبعض الصفات و الخصال التي لم تذكر في هذه الآية و هي كلها تدور حول العمل بالإسلام فمن تحققت هذه الصفات المذكورة في هذه الآيات المتلوة آنفا و في آيات أخرى أولئك هم الذين قال الله عز و جل في حقهم (( أولئك هم المؤمنون حقا )) فهل نحن مؤمنون حقا الجواب لا إذن يا إخوانا لاتضطربوا ولا تجهلوا و تذكروا لتعرفوا داءكم فتعرفوا دواءكم المسلمون اليوم ليسوا مؤمنين حقا لأن الإيمان الحق يتطلب العمل بالحق فنحن المصلين اليوم هذه الخصلة قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون هل نحن خاشعون في صلاتنا أنا ما أتكلم عن فرد اثنين خمسة عشرة مئة مئتين ألف ألفين لا أتكلم عن المسلمين الذين على الأقل الذين يتساءلون ماهو الحل لما أصاب المسلمين ؟ لا أعني أولئك المسلمين اللاهيين الفاسقين الذين لا يهمهم آخرتهم و إنما يهمهم شهواتهم و بطونهم لا أنا أتكلم عن المسلمين المصلين فهل هؤلاء المصلون قد اتصفوا بهذه الصفات المذكورة في أول سورة المؤمنون ؟ الجواب كجماعة كأمة لا إذن " ترجو النجاة و لم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس " فلابد من اتخاذ الأسباب التي هي من تمام السنن الشرعية بعد السنن الكونية حتى يرفع ربنا عز و جل هذا الذل الذي ران علينا جميعا أنا ذكرت هذه الأوصاف من صفات المؤمنين المذكورة في أول هذه السورة لكن هناك في الأحاديث النبوية التي نذكر بها إخواننا دائما ما يذكر بسوء حال المسلمين اليوم و أنهم لو تذكروا هذا السوء لكان من العار عليهم أن يتساءلوا لماذا أصابنا هذا الذل لأنهم قد غفلوا عن مخالفتهم لشريعة الله من تلك الأحاديث قوله عليه الصلاة و السلام ( إذا تبايعتم بالعينة و أخذتم أذناب البقر و رضيتم بالزرع و تركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) هذا الحديث تكلمت عليه كثيرا و كثيرا جدا و بمناسبات عديدة و إنما أنا أقف فقط عند قوله ( إذا تبايعتم بالعينة ) العينة نوع من الأعمال الربوية و لا أريد أيضا أن أدخل فيها بالذات فهل منكم من يجهل تعامل المسلمين بأنواع من الربا وهذه البنوك الربوية قائمة على ساق و قدم في كل بلاد الإسلام و معترف بها بكل الأنظمة القائمة في بلاد الإسلام و أعود لأقول ليس فقط من الحكام بل و من المحكومين لأن هؤلاء المحكومين هم الذين يتعاملون مع هذه البنوك و هم الذين إذا نوقشوا و قيل لهم أنتم تعلمون أن الربا حرام و أن الأمر كما قال عليه السلام ( درهم ربا يأكله الرجل أشد عند الله من ست و ثلاثين زنية ) لماذا يا أخي تتعامل بالربا يقول لك شو بدنا نساوي بدنا نعيش إذن القضية مالها علاقة بالحكام إلا علاقة قبل الحكام بالمحكومين المحكومون هم في حقيقة أمرهم يليق بهم مثل هؤلاء الحكام و كما يقولون " دود الخل منه و فيه " " دود الخل منه و فيه " هؤلاء الحكام ما نزلوا علينا من المريخ و إنما نبعوا منا و فينا فإذا أردنا صلاح أوضاعنا فلا يكون ذلك بأن نعلن الحرب الشعواء على حكامنا و أن ننسى أنفسنا و نحن من تمام مشكلة الوضع القائم اليوم في العالم الإسلامي لذلك نحن ننصح المسلمين أن يعودوا إلى دينهم و أن يطبقوا ما عرفوه من دينهم و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله كل المشاكل القائمة اليوم و التي يتحمس بعض الشباب و يقول ما العمل سواء قلنا ماهو بجانبنا من المصيبة التي حلت بالعالم الإسلامي و العالم العربي وهو احتلال اليهود لفلسطين أو قلنا مثلا محاربة الصليبيين للمسلمين في أرتيريا و في الصومال في البوسنة و الهرسك في ... إلى آخر البلاد المعروفة اليوم هذه المشاكل كلها لا يمكن أن تعالج بالعاطفة و إنما تعالج بالعلم و العمل (( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله ثم تردون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )) وقل اعملوا الآن نقف عند هذه النقطة العمل للإسلام اليوم في الساحة الإسلامية له صور كثيرة و كثيرة جدا وفي جماعات و أحزاب متعددة والحقيقة أن هذه الأحزاب من مشكلة العالم الإسلامي التي تكبر المشكلة أكثر مما يراها بعضهم بعضهم يرى أن المشكلة احتلال اليهود لفلسطين أن المشكلة ما ذكرناه آنفا محاربة الكفار لكثير من البلاد الإسلامية و أهلها لا نحن نقول المشكلة أكبر وهو تفرق المسلمين ، المسلمون أنفسهم متفرقون شيعا و أحزابا خلاف قول الله تبارك و تعالى (( و لا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )) الآن الجماعات الإسلامية مختلفون في طريقة معالجة المشكلة التي يشكو منها كل الجماعات الإسلامية وهي الذل الذي ران على المسلمين و كيف السبيل للخلاص منه هناك طرق الطريقة الأولى وهي الطريقة المثلى التي لا ثاني لها وهي التي ندعو إليها دائما أبدا و هي فهم الإسلام فهما صحيحا و تطبيقه و تربية المسلمين على هذا الإسلام المصفى تلك هي سنة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كما ذكرنا و نذكر دائما و أبدا فرسول الله بدأ بأصحابه أن دعاهم إلى الإيمان بالله و رسوله أن علمهم بأحكام الإسلام و أمرهم بتطبيقها و حينما كانوا يشكون إليه ما يصيبهم من ظلم المشركين و تعذيبهم إياهم كان يأمرهم بالصبر يأمرهم بالصبر و أن هكذا سنة الله في خلقه أن يحارب الحق بالباطل و أن يحارب المؤمنون بالمشركين و هكذا فالطريق الأولى لمعاجة هذا الأمر الواقع العلم النافع و العمل الصالح هناك حركات و دعوات أخرى كلها تلتقي على خلاف الطريقة الأولى و المثلى و التي لا ثاني لها وهي اتركوا الإسلام الآن جانبا من حيث وجوب فهمه و من حيث وجوب العمل به الأمر الآن أهم من هذا الأمر وهو أن نتجمع و أن نتوحد على محاربة الكفار سبحان الله كيف يمكن محاربة الكفار بدون سلاح كل إنسان عنده ذرة من عقل أنه أنه إذا لم يكن لديه سلاح مادي فهو لا يستطيع أن يحارب عدوه المسلح ليس بسلاح مادي بل بأسلحة مادية فإذا أراد أن يحارب عدوه هذا المسلح وهو غير مسلح ماذا يقال له حاربه حاربه دون أن تتسلح أم تسلح ثم حارب لا خلاف في هذه المسألة أن الجواب تسلح ثم حارب هذا من الناحية المادية لكن من الناحية المعنوية الأمر أهم بكثير من هذا إذا أردنا أن نحارب الكفار فسوف لا يمكننا أن نحارب الكفار بأن ندع الإسلام جانبا لأن هذا خلاف ما أمر الله عز و جل و رسوله المؤمنين في مثل آيات كثيرة منها قوله تعالى (( و العصر 1 إن الإنسان لفي خسر 2 إلا الذين ءامنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر 3 )) إن الإنسان لفي خسر نحن الآن بلا شك في خسر لماذا لأننا لم نأخذ بما ذكر الله عز و جل من الاستثناء حين قال (( إن الإنسان لفي خسر 2 إلا الذين ءامنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )) نحن الآن نقول أمنا بالله و رسوله لكن حينما ندعو المسلمين المتحزبين المتجمعين المتكتلين على خلاف دعوة الحق الرجوع إلى الكتاب و السنة يقولون هذا ندعه الآن جانبا الأمر الأهم و هو محاربة الكفار فنقول بسلاح أم بدون سلاح
بيان أته لابد من السلاح المعنوي(الاهتمام بالإسلام ) لمواجهة الكفار اليوم .
الشيخ : لابد من سلاحين السلاح الأول السلاح المعنوي وهم يقولون الآن دعوا هذا السلاح المعنوي جانبا و خذوا بالسلاح المادي ثم لا سلاح مادي لأن هذا غير مستطاع بالنسبة للأوضاع التي نحن نحكم بها الآن ليس فقط من الكفار الذين يحيطون بنا من كل جانب بل و من بعض الحكام الذين يحكموننا فنحن لا نستطيع اليوم رغم أنوفنا أن نأخذ بالاستعداد بالسلاح المادي هذا لا نستطيعه فنقول نريد أن نحارب بالسلاح المادي و هذا لا سبيل إليه و السلاح المعنوي الذي هو بأيدينا (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) العلم ثم العمل في حدود ما نستطيع هذا نقول بكل يعني بساطة متناهية دعوا هذا جانبا هذا مستطاع و نؤمر بتركه جانبا و ذاك غبر مستطاع و نقول يجب أن نحارب و بماذا نحارب خسرنا السلاحين معا السلاح المعنوي العلمي نقول نؤجله لأن هذا ليس وقته و زمانه السلاح المادي لا نستطيعه فبقينا خرابا يبابا ضعفاء في السلاحين المعنوي و المادي إذا رجعنا إلى العهد الأول الأنور وهو عهد الرسول عليه السلام الأول هل كان عنده سلاح مادي الجواب لا لماذا إذا كان مفتاح النصر السلاح المادي أم السلاح المعنوي لا شك أنه كان السلاح المعنوي و به بدأت الدعوة في مثل تلك الآية (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) إذن العلم قبل كل شيء العلم بالإسلام قبل كل شيء ثم تطبيق هذا الإسلام في حدود ما نستطيع ، نستطيع أن نعرف العقيدة الإسلامية الصحيحة طبعا نستطيع أن نعرف العبادات الإسلامية نستطيع أن نعرف الأحكام الإسلامية نستطيع أن نعرف السلوك الإسلامي هذا الأشياء كلها مع أنها مستطاعة فجماهير المسلمين بأحزابهم و تكتلاتهم هم معرضون عنها ثم نرفع أصواتنا عاليا نريد الجهاد ، أين الجهاد ما دام السلاح الأول مفقود و السلاح الثاني غير موجود بأيدينا نحن لو و جدنا اليوم جماعة من المسلمين متكتلين حقا على الإسلام الصحيح و طبقوه تطبيقا صحيحا لكن لا سلاح مادي عندهم هؤلاء يأتيهم أمره تعالى في الآية المعروفة (( و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم )) لو كان عندنا السلاح الأول المعنوي فنحن مخاطبون بهذا الإعداد المادي فهل نحارب إذا لم يكن عندنا إعداد مادي ؟ الجواب لا ، لأننا لم نحقق هذه الآية التي تأمرنا بالإعداد المادي فما بالنا كيف نستطيع أن نحارب و نحن مفلسون من السلاحين المعنوي و المادي ، المادي لا نستطيعه المعنوي نستطيعه إذن لا يكلف الله نفسا إلا و سعها اتقوا الله ما استطعتم فالذي نستطيعه الآن العلم النافع و العمل الصالح لعلي أطلت في الجواب أكثر من اللازم لكني أنا ألخص الآن فأقول ليست مشكلة المسلمين في فلسطين فقط يا إخوانا لأن مع الأسف الشديد من جملة الانحرافات التي تصيب المسلمين اليوم أنهم يخالفون علمهم عملا حينما نتكلم عن الإسلام و عن الوطن الإسلامي نقول كل البلاد الإسلامية هي وطن لكل مسلم ما فيه فرق بين عربي و عجمي ما فيه فرق بين مثلا حجازي و أردني و مصري و إلى آخره لكن هذه فروق عملية موجودة هذه الفروق عملية موجودة ليس فقط سياسيا هذا غير مستغرب أبدا لكن موجود حتى عند الإسلاميين مثلا تجد بعض الدعاة الإسلاميين يهتمون بفلسطين ثم لا يهمهم ما يصيب المسلمين الآخرين في البلاد أخرى مثلا حينما كانت الحرب قائمة بين المسلمين الأفغان و بين السوفييت و أذنابهم من الشيوعيين كان هناك حزب أو أحزاب إسلامية لا يهتمون بهذه الحرب القائمة بين المسلمين الأفغان و الشيوعيين لماذا ؟ لأن هؤلاء ليسوا مثلا سوريين أو مصريين أو ما شابه ذلك إذن المشكلة الآن ليست محصورة في فلسطين فقط بل تعدت إلى بلاد إسلامية كثيرة فكيف نعالج هذه المشكلة العامة بالقوتين المعنوية و المادية بماذا نبدأ ، نبدأ قبل كل شيء بالأهم فالأهم و بخاصة إذا كان الأهم ميسورا وهو السلاح المعنوي فهم الإسلام فهما صحيحا و تطبيقه تطبيقا صحيحا ثم السلاح المادي إذا كان ميسورا اليوم مع الأسف الشديد الذي وقع في أفغانستان الأسلحة التي حارب المسلمون المادية ، الأسلحة المادية التي حارب المسلمون بها الشيوعيين هل كانت أسلحة إسلامية ؟ الجواب لا كانت أسلحة غربية إذن نحن الآن من ناحية السلاح المادي مستعبدون لو أردنا أن نحارب و كنا أقوياء من حيث القوة المعنوية إذا أردنا أن نحارب بالسلاح المادي فنحن بحاجة إلى أن نستورد هذا السلاح إما بالثمن و إما بالمنحة أو شيء مقابل شيء كما تعلمون السياسة الغربية اليوم على حد المثل العامي " حكّلّي لحكّلّك " يعني أي دولة الآن حتى بالثمن لا تبيعك السلاح إلا مقابل تنازلات تتنازل أنت أيها الشعب المسلم مقابل هذا السلاح الذي تدفع ثمنه أيضا فإذن يا إخواننا الأمر ليس كما نتصور عبارة عن حماسات و حرارات الشباب و ثورات كرغوة الصابون تثور ثم تخور في أرضها لا أثر لها إطلاقا أخيرا أقول (( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله )) إلى آخر الآية ، لكن أكرر أن العمل لا ينفع إلا إذا كان مقرونا بالعلم النافع ، و العلم النافع إنما هو قال الله قال رسول الله كما قال ابن القيم رحمه الله " العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول و بين رأي فقيه كلا و لا جحد الصفات و نفيها *** حذرا من التعطيل و التشبيه " مصيبة العالم الإسلامي اليوم مصيبة أخطر و قد يستنكر بعضكم هذا الذي أقوله مصيبة العالم الإسلامي اليوم أخطر من احتلال اليهود لفلسطين مصيبة العالم الإسلامي اليوم أنهم ضلوا سواء السبيل أنهم ما عرفوا الإسلام الذي به تتحقق سعادة الدنيا و الآخرة معا و إذا عاش المسلمون في بعض الظروف أذلاء مضطهدين من الكفار و المشركين و قتلوا و صلبوا ثم ماتوا فلا شك أنهم ماتوا سعداء و لو عاشوا في الدنيا أذلاء مضطهدين أما من عاش عزيزا في الدنيا و هو بعيد عن فهم الإسلام كما أراد الله عز و جل و رسوله فهو سيموت شقيا و إن عاش سعيدا في الظاهر إذن بارك الله فيكم و لعلنا نتلقى أسئلة أخرى العلاج هو فروا إلى الله العلاج فروا إلى الله ، فروا إلى الله تعني افهموا ما قال الله و رسول الله و اعملوا بما قال الله و رسول الله و بهذا أنهي هذا الجواب
السائل : جزاك الله خير
الشيخ : و إياكم ، دعوتكم
أبو ليلى : الله يبارك في عمرك .
السائل : سؤال آخر عشان نفتح المجال لإخواننا و يا ليت ما طوّلش علينا بالجواب و بعدين يوجدوا في أنفسهم منا
الشيخ : أنا أسمع جاري و أقول أن الذي سأل السؤال أوصاني و نحن خارجين من المسجد أن أشرح و أطيل ... المشكلة وضع حدود مادية للأفكار العلمية النظرية و هذا الشيء من أصعب الأمور فما هو حد طوّل ... طوّلت يا أخي
السائل : بدنا طوّل بارك الله كذلك ... .
الشيخ : طيب أعط الدور تفضل شو عندكم ؟
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول و بين رأي فقيه كلا و لا جحد الصفات و نفيها *** حذرا من التعطيل و التشبيه " مصيبة العالم الإسلامي اليوم مصيبة أخطر و قد يستنكر بعضكم هذا الذي أقوله مصيبة العالم الإسلامي اليوم أخطر من احتلال اليهود لفلسطين مصيبة العالم الإسلامي اليوم أنهم ضلوا سواء السبيل أنهم ما عرفوا الإسلام الذي به تتحقق سعادة الدنيا و الآخرة معا و إذا عاش المسلمون في بعض الظروف أذلاء مضطهدين من الكفار و المشركين و قتلوا و صلبوا ثم ماتوا فلا شك أنهم ماتوا سعداء و لو عاشوا في الدنيا أذلاء مضطهدين أما من عاش عزيزا في الدنيا و هو بعيد عن فهم الإسلام كما أراد الله عز و جل و رسوله فهو سيموت شقيا و إن عاش سعيدا في الظاهر إذن بارك الله فيكم و لعلنا نتلقى أسئلة أخرى العلاج هو فروا إلى الله العلاج فروا إلى الله ، فروا إلى الله تعني افهموا ما قال الله و رسول الله و اعملوا بما قال الله و رسول الله و بهذا أنهي هذا الجواب
السائل : جزاك الله خير
الشيخ : و إياكم ، دعوتكم
أبو ليلى : الله يبارك في عمرك .
السائل : سؤال آخر عشان نفتح المجال لإخواننا و يا ليت ما طوّلش علينا بالجواب و بعدين يوجدوا في أنفسهم منا
الشيخ : أنا أسمع جاري و أقول أن الذي سأل السؤال أوصاني و نحن خارجين من المسجد أن أشرح و أطيل ... المشكلة وضع حدود مادية للأفكار العلمية النظرية و هذا الشيء من أصعب الأمور فما هو حد طوّل ... طوّلت يا أخي
السائل : بدنا طوّل بارك الله كذلك ... .
الشيخ : طيب أعط الدور تفضل شو عندكم ؟
نرجوا توضيح عدم جواز العمليات الانتحارية وهل يجوز للرجل أن يخرج للجهاد بدون إذن والديه.؟
السائل : لو تسمحوا لنا يا أخوانا ذكرت في جلسة سابقة ما أجزت العمليات الانتحارية ، العمليات الانتحارية ما أجزتها فبدنا توضيح بسيط بارك الله فيك و هل يستطيع الرجل أو المرء أن يخرج للجهاد بعدم سماح والديه له ؟
الشيخ : أنا في ظني بالنسبة للعمليات الانتحارية تكلمت أكثر من مرة بشيء من التفصيل لكن المشكلة أن المجالس تختلف تارة نوجز تارة نفصل من المعلوم عند العلماء جميعا دون خلاف بينهم أنه لا يجوز للمسلم أن ينتحر انتحارا بمعنى خلاصا من مصائب من ضيق ذات اليد من مرض ألم به حتى صار مرضا مزمنا فهذا الانتحار للخلاص من مثل هذه الأمور بلا شك أنه حرام و أن هناك أحاديث صحيحة في البخاري و مسلم أن من قتل نفسه بسم أو بنحر نفسه أو نحو ذلك بأنه لا يزال يعذب بتلك الوسيلة يوم القيامة حتى فهم بعض العلماء بأن الذي ينتحر يموت كافرا لأنه ما يفعل ذلك إلا و قد نقم على ربه عز و جل ما فعل به من مصائب لم يصبر عليها المسلم بلا شك لا يصل به الأمر إلى أن يفكر في الإنتحار فضلا عن أن ينفذ فكرة الإنتحار ذلك لأن المسلم و هنا مثال للموضوع السابق أن العلم يحب أن يقترن به العمل وأنه إذا كان ليس هناك علم صحيح فلا عمل صحيح حينما يعلم المسلم و يربى المسلم على ما جاء في الكتاب و السنة تختلف ثمرات انطلاقاته في الحياة الدنيا و تختلف أعماله فيها عن أعمال الآخرين الذين لا أقول لم يؤمنوا بالله و رسوله لا ، آمنوا بالله و رسوله و لكن ما عرفوا ما قاله الله و رسوله فمما قاله الله عز و جل على لسان نبيه صلى الله عليه و آله وسلم ( عجب أمر المؤمن كله ، إن أصابته سراء حمد الله و شكر فكان خيرا له ، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) فأمر المؤمن كله خير و ليس ذلك إلا للمؤمن فمن أصابه مرض مزمن من أصابه فقر مدقع وهو مؤمن ما بتفرق معه إن كان صحيح البنية أو كان عليلها إن كان غني المال أو كان فقيره ما تفرق معه لأنه كما يقال في بعض الأمثال العامية " هو كالمنشار الطالع عالنازل هو مأجور " يأكل الحسنات إن أصابته سراء شكر الله عز و جل فأثيب خيرا و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له فمن الذي ينتحر هذا في الغالب لا يكون مؤمنا لكن يمكن نستطيع أن نتصور أن مسلما ما أصابته نوبة فكر انحرف به فانتحر هذا يمكن أن يقع لهذا الإمكان و لهذا الإحتمال ما نقول نحن يقينا هذا ليس مؤمنا هذا كتارك الصلاة الجاحد لشرعيتها إذا مات مسلم اسمه أحمد بن محمد أو محمد بن زيد أو ما شابه ذلك لكن كان معلوما بإنكاره للصلاة بإنكاره لشرائع الإسلام هذا إذا مات لا يدفن في مقابر المسلمين ، كذلك بالنسبة لمن انتحر و عرف أنه انتحر نقم على الله عز و جل ما أحل به من مصائب أما قلنا بأنه يمكن تصيبه نوبة عصبية فكرية فينتحر لهذا الاحتمال لا نقول نحن أن كل من انتحر فهو كافر و لا يدفن في مقابر المسلمين الآن نأتي إلى إيش الانتحارية
السائل : العمليات الانتحارية
الشيخ : العمليات الانتحارية ، هذه عرفناها من اليابانيين و أمثالهم حينما كان الرجل يهاجم باخرة حربية أمريكية مثلا بطائرته فينفجر مع طائرته و لكن يقضي على الجيش الذي هو في تلك الباخرة الحربية الأمريكية مثلا نحن نقول العمليات الانتحارية في الزمن الحاضر الآن كلها غير مشروعة و كلها محرمة و قد تكون من النوع الذي يخلد صاحبه في النار و قد تكون من النوع الذي لا يخلد صاحبه في النار كما شرحت آنفا أما أن يكون عملية الانتحار قربة يتقرب بها إلى الله اليوم إنسان يقاتل في سبيل أرضه في سبيل وطنه هذه العمليات الانتحارية ليست إسلامية إطلاقا بل أنا أقول اليوم ما يمثل الحقيقة الإسلامية و ليس الحقيقة التي يريدها بعض المسلمين المتحمسين أقول اليوم لا جهاد في الأرض الإسلامية إطلاقا هناك قتال ، هناك قتال في كثير من البلاد أما جهاد يقوم تحت راية إسلامية و يقوم على أساس أحكام إسلامية و من هذه الأحكام أن الجندي لا يتصرف برأيه لا يتصرف باجتهاد من عنده و إنما هو يأتمر بأمر قائده و هذا القائد ليس هو الذي نصب نفسه قائدا و إنما هو الذي نصبه خليفة المسلمين فأين خليفة المسلمين اليوم أين الخليفة من الحاكم الذي رفع راية الإسلام و دعا المسلمين أن يلتفوا حوله و أن يجاهدوا في سبيل الله عز و جل هذا لا وجود له فما دام أن هذا الجهاد الإسلامي يشترط أن يكون تحت راية إسلامية هذه الراية الإسلامية لا وجود لها فإذن جهاد إسلامي لا وجود له إذن انتحار إسلامي لا وجود له أنا أعني انتحارا قد كان معروفا من قبل في عهد القتال بالحراب و بالسيوف و بالسهام نوع من هذا القتال كان يشبه الانتحار مثلا حينما يهجم فرد من أفراد الجيش بسيفه على ... على جماعة من الكفار المشركين فيعمل فيهم ضربا يمينا و يسارا هذا في النادر قل ما يسلم فهل يجوز له أن يفعل ذلك ؟ نقول يجوز و لا يجوز إذا كان قائد الجيش المسلم هو في زمن الرسول هو الرسول عليه السلام إذا أذن له جاز له ذلك أما أن يتصرف بنفسه فلا يجوز له لأنها مخاطرة و مغامرة إن لم نقل مقامرة تكون النتيجة خاسرة لا يجوز إلا بإذن الحاكم المسلم أو الخليفة المسلم لم ؟ لأن المفروض في هذا الخليفة المسلم أنه يقدر الأمور حق قدرها وهو يعرف متى ينبغي أن يهجم مثلا مئة من المسلمين على ألف أو أقل أو أكثر فيأمرهم بالهجوم و هو يعلم أنه قد يقتل منهم عشرات لكن يعرف أن العاقبة هي للمسلمين فإذا قائد الجيش المسلم المولى لهذه القيادة من الخليفة المسلم أمر جنديا بطريقة من طرق الانتحار العصرية يكون هذا نوع من الجهاد في سبيل الله عز و جل أما انتحار باجتهاد شاب متحمس كما نسمع اليوم مثلا أفراد يتسلقون الجبال و يذهبون إلى جيش من اليهود و يقتلون منهم عددا ثم يقتلون ما الفائدة من هذه الأمور هذه تصرفات شخصية لا عاقبة لها لصالح الدعوة الإسلامية إطلاقا لذلك نحن نقول للشباب المسلم حافظوا على حياتكم بشرط أن تدرسوا دينكم و إسلامكم و أن تتعرفوا عليه تعرفا صحيحا و أن تعملوا به في حدود استطاعتكم هذا العمل و لو كان بطيئا ولو كان ... فهو الذي سيثمر الثمرة المرجوة التي يطمع فيها كل مسلمي اليوم مهما كانت الخلافات الفكرية أو المنهجية قائمة بينهم كلهم متفقون على أن الإسلام يجب أن يكون حاكما لكن يختلفون في الطرق كما ذكرت أولا و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و آله و سلم . غيره ؟
الشيخ : أنا في ظني بالنسبة للعمليات الانتحارية تكلمت أكثر من مرة بشيء من التفصيل لكن المشكلة أن المجالس تختلف تارة نوجز تارة نفصل من المعلوم عند العلماء جميعا دون خلاف بينهم أنه لا يجوز للمسلم أن ينتحر انتحارا بمعنى خلاصا من مصائب من ضيق ذات اليد من مرض ألم به حتى صار مرضا مزمنا فهذا الانتحار للخلاص من مثل هذه الأمور بلا شك أنه حرام و أن هناك أحاديث صحيحة في البخاري و مسلم أن من قتل نفسه بسم أو بنحر نفسه أو نحو ذلك بأنه لا يزال يعذب بتلك الوسيلة يوم القيامة حتى فهم بعض العلماء بأن الذي ينتحر يموت كافرا لأنه ما يفعل ذلك إلا و قد نقم على ربه عز و جل ما فعل به من مصائب لم يصبر عليها المسلم بلا شك لا يصل به الأمر إلى أن يفكر في الإنتحار فضلا عن أن ينفذ فكرة الإنتحار ذلك لأن المسلم و هنا مثال للموضوع السابق أن العلم يحب أن يقترن به العمل وأنه إذا كان ليس هناك علم صحيح فلا عمل صحيح حينما يعلم المسلم و يربى المسلم على ما جاء في الكتاب و السنة تختلف ثمرات انطلاقاته في الحياة الدنيا و تختلف أعماله فيها عن أعمال الآخرين الذين لا أقول لم يؤمنوا بالله و رسوله لا ، آمنوا بالله و رسوله و لكن ما عرفوا ما قاله الله و رسوله فمما قاله الله عز و جل على لسان نبيه صلى الله عليه و آله وسلم ( عجب أمر المؤمن كله ، إن أصابته سراء حمد الله و شكر فكان خيرا له ، و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) فأمر المؤمن كله خير و ليس ذلك إلا للمؤمن فمن أصابه مرض مزمن من أصابه فقر مدقع وهو مؤمن ما بتفرق معه إن كان صحيح البنية أو كان عليلها إن كان غني المال أو كان فقيره ما تفرق معه لأنه كما يقال في بعض الأمثال العامية " هو كالمنشار الطالع عالنازل هو مأجور " يأكل الحسنات إن أصابته سراء شكر الله عز و جل فأثيب خيرا و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له فمن الذي ينتحر هذا في الغالب لا يكون مؤمنا لكن يمكن نستطيع أن نتصور أن مسلما ما أصابته نوبة فكر انحرف به فانتحر هذا يمكن أن يقع لهذا الإمكان و لهذا الإحتمال ما نقول نحن يقينا هذا ليس مؤمنا هذا كتارك الصلاة الجاحد لشرعيتها إذا مات مسلم اسمه أحمد بن محمد أو محمد بن زيد أو ما شابه ذلك لكن كان معلوما بإنكاره للصلاة بإنكاره لشرائع الإسلام هذا إذا مات لا يدفن في مقابر المسلمين ، كذلك بالنسبة لمن انتحر و عرف أنه انتحر نقم على الله عز و جل ما أحل به من مصائب أما قلنا بأنه يمكن تصيبه نوبة عصبية فكرية فينتحر لهذا الاحتمال لا نقول نحن أن كل من انتحر فهو كافر و لا يدفن في مقابر المسلمين الآن نأتي إلى إيش الانتحارية
السائل : العمليات الانتحارية
الشيخ : العمليات الانتحارية ، هذه عرفناها من اليابانيين و أمثالهم حينما كان الرجل يهاجم باخرة حربية أمريكية مثلا بطائرته فينفجر مع طائرته و لكن يقضي على الجيش الذي هو في تلك الباخرة الحربية الأمريكية مثلا نحن نقول العمليات الانتحارية في الزمن الحاضر الآن كلها غير مشروعة و كلها محرمة و قد تكون من النوع الذي يخلد صاحبه في النار و قد تكون من النوع الذي لا يخلد صاحبه في النار كما شرحت آنفا أما أن يكون عملية الانتحار قربة يتقرب بها إلى الله اليوم إنسان يقاتل في سبيل أرضه في سبيل وطنه هذه العمليات الانتحارية ليست إسلامية إطلاقا بل أنا أقول اليوم ما يمثل الحقيقة الإسلامية و ليس الحقيقة التي يريدها بعض المسلمين المتحمسين أقول اليوم لا جهاد في الأرض الإسلامية إطلاقا هناك قتال ، هناك قتال في كثير من البلاد أما جهاد يقوم تحت راية إسلامية و يقوم على أساس أحكام إسلامية و من هذه الأحكام أن الجندي لا يتصرف برأيه لا يتصرف باجتهاد من عنده و إنما هو يأتمر بأمر قائده و هذا القائد ليس هو الذي نصب نفسه قائدا و إنما هو الذي نصبه خليفة المسلمين فأين خليفة المسلمين اليوم أين الخليفة من الحاكم الذي رفع راية الإسلام و دعا المسلمين أن يلتفوا حوله و أن يجاهدوا في سبيل الله عز و جل هذا لا وجود له فما دام أن هذا الجهاد الإسلامي يشترط أن يكون تحت راية إسلامية هذه الراية الإسلامية لا وجود لها فإذن جهاد إسلامي لا وجود له إذن انتحار إسلامي لا وجود له أنا أعني انتحارا قد كان معروفا من قبل في عهد القتال بالحراب و بالسيوف و بالسهام نوع من هذا القتال كان يشبه الانتحار مثلا حينما يهجم فرد من أفراد الجيش بسيفه على ... على جماعة من الكفار المشركين فيعمل فيهم ضربا يمينا و يسارا هذا في النادر قل ما يسلم فهل يجوز له أن يفعل ذلك ؟ نقول يجوز و لا يجوز إذا كان قائد الجيش المسلم هو في زمن الرسول هو الرسول عليه السلام إذا أذن له جاز له ذلك أما أن يتصرف بنفسه فلا يجوز له لأنها مخاطرة و مغامرة إن لم نقل مقامرة تكون النتيجة خاسرة لا يجوز إلا بإذن الحاكم المسلم أو الخليفة المسلم لم ؟ لأن المفروض في هذا الخليفة المسلم أنه يقدر الأمور حق قدرها وهو يعرف متى ينبغي أن يهجم مثلا مئة من المسلمين على ألف أو أقل أو أكثر فيأمرهم بالهجوم و هو يعلم أنه قد يقتل منهم عشرات لكن يعرف أن العاقبة هي للمسلمين فإذا قائد الجيش المسلم المولى لهذه القيادة من الخليفة المسلم أمر جنديا بطريقة من طرق الانتحار العصرية يكون هذا نوع من الجهاد في سبيل الله عز و جل أما انتحار باجتهاد شاب متحمس كما نسمع اليوم مثلا أفراد يتسلقون الجبال و يذهبون إلى جيش من اليهود و يقتلون منهم عددا ثم يقتلون ما الفائدة من هذه الأمور هذه تصرفات شخصية لا عاقبة لها لصالح الدعوة الإسلامية إطلاقا لذلك نحن نقول للشباب المسلم حافظوا على حياتكم بشرط أن تدرسوا دينكم و إسلامكم و أن تتعرفوا عليه تعرفا صحيحا و أن تعملوا به في حدود استطاعتكم هذا العمل و لو كان بطيئا ولو كان ... فهو الذي سيثمر الثمرة المرجوة التي يطمع فيها كل مسلمي اليوم مهما كانت الخلافات الفكرية أو المنهجية قائمة بينهم كلهم متفقون على أن الإسلام يجب أن يكون حاكما لكن يختلفون في الطرق كما ذكرت أولا و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و آله و سلم . غيره ؟
5 - نرجوا توضيح عدم جواز العمليات الانتحارية وهل يجوز للرجل أن يخرج للجهاد بدون إذن والديه.؟ أستمع حفظ
هل للمسلم أن يعتزل الفرق والفتن في هذا الزمان ويلزم نفسه فقط.؟
السائل : السائل يقول ... في هذا الزمان من الفتن و تعددت الفتن ثم يقول هل يعني على المسلم أن يعتزل و ماذا تقول في قول الله تعالى (( يا أيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم )) و هل يكون كذلك قول النبي صلى الله عليه و سلم لحذيفة ( فاعتزل تلك الفرق كلها ) إلى آخر الحديث هذا السؤال ؟
الشيخ : هذا هو السؤال فيه عدة أسئلة إبدأ بالسؤال الأول شو هو؟
السائل : هل للمسلم أن يعتزل ؟
الشيخ : المسلم يختلف باختلاف أولا إيمانه و باختلاف زمانه و مكانه فمن كان قوي الإيمان و لا يخشى على نفسه أن يصاب بانحراف في عقيدته أو في سلوكه فالأفضل له أن يخالط المسلمين و ألا يعتزلهم و هذا نص صريح في قوله عليه السلام الذي رواه الترمذي و غيره من أهل السنن عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ( المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم و لا يصبر على أذاهم ) المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم و لا يصبر على أذاهم مما يتمم الجواب السابق أن الأمر يختلف باختلاف إيمان المسلم و باختلاف زمانه و مكانه أن هناك أحاديث في صحيح البخاري و مسلم و غيرهما أن خير الناس في زمن الفتن رجل عنده غنم فهو يعتزل الناس في شعب من هذه الشعاب يأكل و يشرب من رسلها و يكفي الناس من شره و يكتفي هو من شر الناس هذا يكون في زمن الفتن و لا شك أن زمن الفتن تختلف قلة و كثرة فيعود المسألة إلى ملاحظة إيمان المؤمن فمن كان كما قلنا آنفا إيمانه قويا و لايخشى على نفسه انحرافا في عقيدته في عبادته في سلوكه فخير له أن يبقى مع الناس و لا شك أن في بقائه معهم سيقوم بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و المناصحة و نحو ذلك فذلك خير له و أفضل من أن يعتزل الناس و أن ينجو بنفسه هذا السؤال الأول
الشيخ : هذا هو السؤال فيه عدة أسئلة إبدأ بالسؤال الأول شو هو؟
السائل : هل للمسلم أن يعتزل ؟
الشيخ : المسلم يختلف باختلاف أولا إيمانه و باختلاف زمانه و مكانه فمن كان قوي الإيمان و لا يخشى على نفسه أن يصاب بانحراف في عقيدته أو في سلوكه فالأفضل له أن يخالط المسلمين و ألا يعتزلهم و هذا نص صريح في قوله عليه السلام الذي رواه الترمذي و غيره من أهل السنن عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ( المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم و لا يصبر على أذاهم ) المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم و لا يصبر على أذاهم مما يتمم الجواب السابق أن الأمر يختلف باختلاف إيمان المسلم و باختلاف زمانه و مكانه أن هناك أحاديث في صحيح البخاري و مسلم و غيرهما أن خير الناس في زمن الفتن رجل عنده غنم فهو يعتزل الناس في شعب من هذه الشعاب يأكل و يشرب من رسلها و يكفي الناس من شره و يكتفي هو من شر الناس هذا يكون في زمن الفتن و لا شك أن زمن الفتن تختلف قلة و كثرة فيعود المسألة إلى ملاحظة إيمان المؤمن فمن كان كما قلنا آنفا إيمانه قويا و لايخشى على نفسه انحرافا في عقيدته في عبادته في سلوكه فخير له أن يبقى مع الناس و لا شك أن في بقائه معهم سيقوم بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و المناصحة و نحو ذلك فذلك خير له و أفضل من أن يعتزل الناس و أن ينجو بنفسه هذا السؤال الأول
ما معنى قوله تعالى "يأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم ....."الآية .
الشيخ : السؤال الثاني
السائل : في قوله تعالى (( يا أيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ))
الشيخ : هذه الآية جاء تفسيرها أيضا في السنن و في مسند الإمام أحمد من حديث أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أنه خطب الناس يوما فقال لهم يا أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية بغير تأويلها سمعت النبي صلى الله عليه و آله و سلم يقول ( يا أيها الناس مروا بالمعروف و انهوا عن المنكر ) فإذا أمرتم بالمعروف و نهيتم عن المنكر فحينئذ لا يضركم من ضل إذا اهتديتم فليس معنى الآية اعتزلوا الناس و حطوا وجهكم بموية باردة و لا تأمروا بالمعروف لا تنهوا عن المنكر ، لا . إذا أمرتم بالمعروف و نهيتم عن المنكر و ما تجاوب الناس معكم فحينئذ لا يضركم من ضل إذا اهتديتم و من تمام اهتدائكم أنكم إذا رأيتم منكرا أنكرتموه و إذا رأيتم أمرا يستدعي الأمر به أمرتم بالمعروف و هكذا هذا السؤال الثاني
السائل : في قوله تعالى (( يا أيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ))
الشيخ : هذه الآية جاء تفسيرها أيضا في السنن و في مسند الإمام أحمد من حديث أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أنه خطب الناس يوما فقال لهم يا أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية بغير تأويلها سمعت النبي صلى الله عليه و آله و سلم يقول ( يا أيها الناس مروا بالمعروف و انهوا عن المنكر ) فإذا أمرتم بالمعروف و نهيتم عن المنكر فحينئذ لا يضركم من ضل إذا اهتديتم فليس معنى الآية اعتزلوا الناس و حطوا وجهكم بموية باردة و لا تأمروا بالمعروف لا تنهوا عن المنكر ، لا . إذا أمرتم بالمعروف و نهيتم عن المنكر و ما تجاوب الناس معكم فحينئذ لا يضركم من ضل إذا اهتديتم و من تمام اهتدائكم أنكم إذا رأيتم منكرا أنكرتموه و إذا رأيتم أمرا يستدعي الأمر به أمرتم بالمعروف و هكذا هذا السؤال الثاني
ما معنى حديث حذيفة " إعتزل الفرق كلها ...." ؟
الشيخ : السؤال الثالث له علاقة بحديث حذيفة فإيش فدع تلك الفرق كلها
السائل : فاعتزل تلك الفرق كلها شيخ
الشيخ : هذا الحديث له علاقة بوضعنا الحاضر تماما أي إذا تفرق المسلمون شيعا و أحزابا و تكتلات كل يتعصب لجماعته و حزبه و فلا يجوز للمسلم و الحالة هذه أن ينطوي إلى فرقة من هذه الفرق إلا فرقة واحدة إذا وجدت و عليها إمام بويع من المسلمين فينبغي أن يكون مع هذه الفرقة و مع هذه الطائفة أما إذا لم يكن هناك جماعة وعليها إمام قد بويع فيدع الفرق كلها و لا يعني هذا يدع الفرق كلها يعني يعتزل على رأس جبل لا و إنما معناه لا يتحزب لطائفة على طائقة هذا هو المقصود بحديث حذيفة رضي الله تعالى عنه
السائل : فاعتزل تلك الفرق كلها شيخ
الشيخ : هذا الحديث له علاقة بوضعنا الحاضر تماما أي إذا تفرق المسلمون شيعا و أحزابا و تكتلات كل يتعصب لجماعته و حزبه و فلا يجوز للمسلم و الحالة هذه أن ينطوي إلى فرقة من هذه الفرق إلا فرقة واحدة إذا وجدت و عليها إمام بويع من المسلمين فينبغي أن يكون مع هذه الفرقة و مع هذه الطائفة أما إذا لم يكن هناك جماعة وعليها إمام قد بويع فيدع الفرق كلها و لا يعني هذا يدع الفرق كلها يعني يعتزل على رأس جبل لا و إنما معناه لا يتحزب لطائفة على طائقة هذا هو المقصود بحديث حذيفة رضي الله تعالى عنه
قراءة الشيخ لما تيسر من القرآن الكريم .
تلاوة الشيخ لما تيسر من سورة آل عمران " من الآية 102 إلى الآية 106 "
تلاوة الشيخ لما تيسر من سورة غافر " من الآية 38 إلى الآية 44 "
تلاوة الشيخ لما تيسر من سورة الفرقان " من الآية 61 إلى الآية 77 "
تلاوة الشيخ لما تيسر من سورة غافر " من الآية 38 إلى الآية 44 "
تلاوة الشيخ لما تيسر من سورة الفرقان " من الآية 61 إلى الآية 77 "
اضيفت في - 2004-08-16