سلسلة الهدى والنور-802b
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
ذكر أبو مالك مقدمة عن عبد الرحيم طحان من أجل الحديث الذي صححه وضعفه الشيخ الألباني (حياتي خير لكم ومماتي خير لكم) .
أبو مالك : و إن كان مرادك أن إحسان الله إلى نبيه بعد موته كإحسانه له في حياته مما أجرى على يده من الخير إلى أمته فأصاب من الثواب و الفضل ما لو أصاب أدناه عديد من الأنبياء لوسعهم فنحن نسلم لك هذا و لا ريب و لا يستطيع واحد من العقلاء أن ينفيه و الله سبحانه يجزي على الإحسان الإحسان مثله و فضله واسع و خيره عظيم و قد أوحى إلى نبيه أن يقول لأمته ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجره و أجر من عمل بها إلى يوم القيام لا ينقص من أجورهم شيء ) فإن كان واحد من الأمة يصيب من الفضل بسنة أظهرها من سنن المصطفى عليه الصلاة و السلام ما يصيب من هذا الأجر فكيف إذا سيكون الفضل الذي سيدركه عليه الصلاة و السلام بالرسالة و النبوة التي أخرج بها الملايين من الظلمات إلى النور و من المعلوم بداهة أن الذين دخلوا في الإسلام في حياته عليه السلام يعدون في قلة عددهم كالشعرة السوداء في الثوب الأبيض بالنسبة إلى الأعداد التي دخلت الإسلام من بعد موته صلى الله عليه و سلم و إذا فإن ينيله الله إحسانا بعد موته هذا أمرا ليس يحتاج إثباته إلى برهان بل لو قلنا إن إحسانه إليه بعد موته لما أجرى الله على يده من الخير للقرون العاقبة من الأمة ربما كان أضعاف ما أجراه من الإحسان له في حياته على ما تحمل من الأذى و شدة الوحي و مسؤولية البلاغ أعظم أعظم من الإحسان الذي ناله إياه قبل موته لما جاوزت الصواب لكنه يبقى إحسانا وهبه بفضل النبوة و الرسالة التي أكرمه الله سبحانه بها و مثل هذا التوضيح يندفع الإيهام الذي يقع في الأذهان بسبب الإطلاق غير المقيد و التعميم غير المخصص و لا ريب أن السامع الذي يسمع قولك و هوإحسان ممتد إلى الأمة لا يبعد أن يظن أنك إنما تريد أن الرسول عليه الصلاة و السلام ينفع أمته بشيء يصدر عنه في قبره كشيء كان يصدر منه قبل موته بل هو صرحت به تصريحا لا يقبل الخفاء معتمدا على الحديث الذي جعلته محور هذه المسألة و هو قوله عليه السلام ( حياتي خير لكم و مماتي خير لكم ) و لو أننا جرينا على سنن التسليم و التأويل و التصديق لكل من ينقل للناس من الكتب بلا تمحيص و لا تدقيق لرضينا بالذي قلت و لصدقنا بالذي حكمت و مثل هذا يوقعنا في حيرة مظلمة لا نستفيد منها بصيص شعاع لنقف به على حدود صواب المعرفة فضلا عن أن نتوسطها أو نجاوز طرفها و ليس هذا انتقاصا لك و لا تبخيسا لعلمك فيكفي أن تشتغل في علوم السنة المطهرة و هذه نعمة تغبط عليها لكن يا شيخ عبد الرحيم أما كان الأمثل و الأجمل أن تسمع لحكم الشيخ ناصر لهذا الحديث بدلا من أن تحكم عليه حكما ربما كان الظن فيه على الأقل يكفي ببطلان ما حكم فكنت بذلك قد جانبت اثنتين الأولى جورك على الشيخ ظلمك إياه بقولك يجب الحجر عليه و الثاني أن تحقق فائدة علمية إما أن تلزم الشيخ بها فيفرح بها و يحمدها لك و إما أن تدع خطأ وقعته و ذممت به الشيخ فتفرح به و تحمده له و تكون قد عملت بأدب الذي تعلم الناس سنته في دروسك و مواعظك صلوات الله و سلامه عليه و من بده القول أن التسوية في الخيرية حتى على فرض صحة الحديث كما ذهب لا يستقيم و موته صلى الله عليه و سلم كان مصيبة عظيمة على الأمة ( إذا عظمت مصيبة أحدكم فليذكر مصيبته فيّ ) ... إلا أن تكون مصبية الأمة في موته عليه الصلاة و السلام على فداحتها تعرض الخير الذي يفيئ الله بها عليها من حياته صلى الله عليه و سلم فيظل موصلا بها ما دام حيا و لا يشك إنسان في أن فضل الصحبة التي كانت للصحابة رضوان االله عليهم لم تكن لسائر الأمة سواء من جاء منهم بعد موته أم من كان في حياته و لم يكتب له شرف الصحبة و لو لا ذلك لما كان حرص البعيدين عن المدينة أن يأتوها ليلقوه عليه الصلاة و السلام فينال بلقياه شرف صحبته و لا أحسبك إلا أنك قائل معي إن الخيرية التي نالها الصحابة بصحبته عليه السلام فاقوا بها الأمة كلها شرفا من غير منازع إذا فالخيرية التي أجراها الله لبعض هذه الأمة بلقياه عليه السلام جعلت له فضلا زائدا على سائرها و ما كان ليكون لهم هذا الفضل إلا بشيء أدركوه هم بحياته فيهم و بصحبتهم إياه و مكثهم معه و إلا لكان محصلا هذا الفضل أويس القرني فأين إذا الإحسان الذي تفضل به عليه في حياته من أويس القرني هذا أفلا يكون أويس الذي بشر به الرسول صلى الله عليه و سلم أصحابه و طلب منهم أن يطلبوا منه أن يدعوا لهم إن لقوه أولى بالإحسان أو بإحسان رسول الله صلى الله عليه و سلم في حال حياته فيكون له منه حظ كحظ أصحابه و لا يرد هنا أن إحسانه عليه السلام بعد موته ممتد إلى أمته يتفاوت فيهم بتفاوتهم في القرب منه و البعد عنه فإن ذلك يبقى أمرا غيبيا محظا لا يجوز الحكم عليه بمثل هذا و كلامنا هنا مثل كلامنا فيما أسلفنا القول فيه و المحظور الذي يخشى يا شيخ عبد الرحيم من هذه المسألة ليس محظورا ينشأ بمخالفة عن حكم شرعي فرعي و لو كان لهان بل إنه محظور ناشئ من مخالفة عن عقيدة يقضي المخالف بها إلى أمر إد ليس له منزع إلا بالمخالفة عن هذه المخالفة محظور لا يدفع معه من بعد القواعد الشرعية كلها و أولها قاعدة سد الذريعة و قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح يا شيخ عبد الرحيم هل جرّ على المسلمين بلاء الشرك كالاستغاثة بالأنبياء و الصالحين و الذبح لغير الله و مضاهاة الكفار في عباداتهم و ما إلى ذلك من المخالفات الصارخة في العقيدة إلا التساهل في الألفاظ و فضفضة المصطلحات و فقدان الدقة الضابطة للمعاني الشرعية و بناء على ما قررت يا عبد الرحيم من صحة الحديث وعلى اعتمادك على الكتب التي أوردت طرقه و على كلام العلماء الذين لا ينكر علمهم و لا فضلهم في علوم السنة فيه .
1 - ذكر أبو مالك مقدمة عن عبد الرحيم طحان من أجل الحديث الذي صححه وضعفه الشيخ الألباني (حياتي خير لكم ومماتي خير لكم) . أستمع حفظ
سئل عبدالرحيم الطحان : هل إستغفار النبي صلى الله عليه وسلم لأمته حياً كاستغفاره لهم ميتاً ,والعمدة في ذلك الحديث الذي صححه وضعفه الشيخ الألباني وما معنى البركة.؟
أبو مالك : فإني سائلك أولا هل استغفاره عليه الصلاة و السلام لأمته بعد موته هو كاستغفاره لها قبل موته هذا الأول أما الثاني إذا كان هو هو فهل يستثنى من استغفاره هذا أحد من الأمة أو طائفة من طوائفها أم لا يستثنى من الأمة فرد من أفرادها و لا طائفة من طوائفها فإن كان الجواب عن السؤال الأول أن استغفاره عليه الصلاة و السلام بعد موته للأمة ليس كاستغفاره لها في حياته فتكون مخطأ على أقل تقدير في دعواك أن إحسانه عليه السلام ممتد لأمته ممن بعد موته أو أننا نكون قد دخلنا حيز التأويل لكي لا ندفع صحة سند الحديث و حينئذ إما أن نخطئك في الحكم على الحديث بالصحة وإما أن نظن الظن المحير في قول لرسول الله صلى الله عليه و سلم و لا ريب وأنت معنا في ذلك أن القول بتخطئتك أولى و أولى وأولى وإن قلنا إن استغفاره عليه السلام لأمته بعد موته هو كاستغفاره لها قبل موته يلزم منه أن الأمة كلها ستنجوا من النار و لن يمس أبشارها العذاب إلا تحلة القسم كما جاء في الحديث الصحيح ذلكم أن استغفاره عليه الصلاة و السلام دعاء و دعائه عليه السلام لا يرد و لسوف ينال فضل دعائه هذا العصاة و الفساق و الظلمة من يستغفر منه و من لا يستغفر من يتوب و من لم يتوب لأنه كما أنه لم يستثن فإنه لا يشترط لينال فضل دعائه من بعد موته من أمته بعض منها أن يكون من المستغفرين حيث قال في الحديث ( تعرض عليّ أعمالكم أي بعد موتي فما رأيت من خير حمد الله و ما رأيت من سوء من شر استغفرت الله لكم ) و لا شك في من لم يستغفر و لم يتب من ذنب هم ممن تعرض أعمالهم عليه صلوات الله و سلامه عليه و هم من بعض أمته و لا استثناء يرفعهم و لا شرط يوجب إبعادهم فهم بإستغراق لكل أفراد الأمة جزء منها و لا ريب ولذا فإن الحديث سيتناولهم جميعا و بذلك يكون كل وحد منهم مغفورا له قطعا بصريح هذا الحديث أظن يا شيخ عبد الرحيم أنك معنا في هذا الفهم العدل لهذا الحديث الذي جزمت بصحته و أوجبت بتضعيفه الحجر على الشيخ ناصر رفع الله قدره في الدارين فهل من العدل أن تسوي بين العصاة الفساق من هذه الأمة الذين لم يفعلوا خيرا قط و بين الطائعين المخبتين في مغفرة ذنوبهم التي يصيبونها بدعوة نبيهم صلى الله عليه و سلم من بعد موته و لو أنك ذهبت إلى هذه التسوية لكان الظلم بعينه و الله ليس بظلام للعبيد و حشاه أن يكون ظالما و قد نفاه عن نفسه كما أننا لو ذهبا إلى هذه التسوية لكان منا شبه تكذيب و إطاحة بجمهرة كبيرة من الأحاديث المقطوع بصحتها من أحاديث الشفاعة إذ معلوم أن الشفاعة منه عليه السلام تدرك جما غفيرا من عصاة الأمة بعد أن يصيروا حمما في نار جهنم عياذا بالله تعالى فكيف يمكن التوفيق يا شيخ عبد الرحيم بين أحاديث الشفاعة التي ستدرك الأمة أو كثيرا من الأمة بعد أن يدخلوا النار و بين هذا الحديث الذي حملك على سوء قولك في الشيخ و بين قبيح حكمك عليه و هو ( حياتي خير لكم و مماتي خير لكم ) ألا ساء ما حكمت و بئس ما قلت .
نعود إلى المحضور الذي أومأنا إليه من قبل و حذرنا أنه لا يجدي إن خامر الأمة و سكنت إليه و اطمأنت قلوبها به معه تنزيل القواعد الشرعية عليه ليحال بين الأمة و الآثار الخطيرة المترتبة عليه و هو أن تصبح زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم و تعظيمه أي تعظيم القبر نفسه أمرا مشروعا لذاته و تصير الأحاديث التي شهرت في فضل الزيارة على أنها تتردد بين الوضع و الضعف ثابتة سليمة الإسناد أو يقال فيها صحيحة المعنى أو تصلح للاستشهاد و الاعتضاد بها إلى غير ذلك من العبارات و المصطلحات الحديثية ثم لا يلبث الناس أن يتواضعوا على كل ما يكون من منكر فيهم نشأ أو ينشأ من اعتياد الزيارة و إتخاذها سنة في خاصتهم و عامتهم و هذا ما ورثته الأجيال عن أولئك الذين خيب الله لهم أن يكونوا على غير هداية في فهمهم و اتباعهم لنبيهم و لعل الشيخ عبد الرحيم لا يقر ما ألفه الناس على مر السّنين و توالي الأيام و الشهور من البدع و منكرات العادات التي عادت في السنين الأخيرة تملأ السهل والوعر وتطرق أبواب القرى و المدن و تشيع في البادية و الحضر حتى إننا لنشهد هذه الأيام عودة الخرافة ضجيعة الشرك ... البدعة تمشي في غير حياء و لا خوف من الله و لا خشية من سلطان فوق الأرض التي أقلت ركائب الفتوح و عمرتها زمانا كلمة التوحيد و صفقت في آفاقها أجنحة النور و العلم و الهدى و كنا نأمل أن تبقى دعوة التوحيد موصولا حبلها بالقرون الأولى يانعا ثمرها باسقتا أغصانها ترويها أقلام و عقول أصبغ الله عليها نعمة العلم و حكمة الدعوة لا تألو جهدا و لا تبخل على نفسها ولا على الأمة التي شرفها الله بالانتساب إليها غير أن كثيرا من هذه العقول و الأقلام نأت بنفسها عن السبيل الأقوم و هي ترتدي ثوب المصلحة و الحرص على جمع كلمة الأمة و تأليف صفها على أنها تعلم علم اليقين أنها تمشي إلى سراب بقيعة و أن كل الجهود التي تبذلها لما تتصوره ممكن هي جهود ذاهبة و كان خيرا لها و أعود عليها بالنفع لو ظلت ماضية على السيل التي أنشأ التسيير عليه من أول الأمر و العبرة لا تكون بطول الطريق لكن بثبات القلوب و سداد الخطى و سلامة النهج و إني لأرجو أن يكون إنكار الشيخ عبد الرحيم على من ذهب إلى تضعيف الحديث إنكارا بريئا من الهوى و استئثار حظ المغالبة و السمعة و الانتصار للنفس و عليه فإن أرجو أن تعيد النظر مرة أخرى في كلام الشيخ ناصر في هذا الحديث الذي دندنت حوله ( حياتي خير لكم و مماتي ... ) فلا طالما كانت له استدركات عالية واقع بها علم السابقين بل و ربما فاق بعضهم و إني على مثل اليقين أنك واجد شيئا فاتك وغاب عن بصرك و عن سمعك ربما لو كنت سمعت كلامه الذي سجله في هذا الشريط و لا أحسب أنه يعيا به حسن ظنك إن شاء الله ستكون من الذين امتثلوا قول الله سبحانه (( فتعاونوا على البر و التقوى )) و المقام هنا لا يتسع لأكثر خلاصة نردها لعل فيها مقنع لك إن أردت الحق و اتباعه فأقول خلاصة القول في هذا الحديث أن طريق ابن مسعود أن طريق بن مسعود منكر وهم فيه عبد المجيد و أن طريق أنس موضوع الإسناد وأن حديث بكر بن عبد الله المزني مرسل فإذا سقط المنكر و الموضوع فهل يصلح المرسل أن يقوم دليلا يقوى على إثبات حكم أو إبطاله .
نصيحتي لعبد الرحيم أن يقف عن الطعن في أمثال الشيخين فإن مثلك و ألفا مثلك لا يقف حائلا بين الشيخين و بين قبول الناس لهما و و الله لو أنفقت شيئا من جهدك الذي تنفقه في النيل منهما و أمثالهما في الثناء عليهما و على علمهما و فضلهما و رسوخ قدميهما في الدعوة لكان خيرا لك و أعود لك بالنفع عليك فإن أبيت فوالله ما غير نفسك ثلبت أو ذممت و أقول أيضا و أرجو أن تصغي إصغاء حسنا لما أقول فوالله ما نريد لك الشر و الذي رفع السماوات بغير عمد و بسط الأرض و سواها لا نريد لك إلا الخير لكن ما أردت والله لنفسك إلا الشر و المؤمن لا يكون مؤمنا إلا إذا أحب لأخيه ما يحب لنفسه و نحن و الله نحب لك أن تكون على الهدى و ليس أيسر على الإنسان المسلم من أن يجعل لنفسه سبيلا واضحة لا يلتبس فيها حق بباطل و لا ينبهم فيها شر بخير و لا ينتقص فيها صواب بخطأ أو بجار فيها بخطأ على صواب فلا يلحب فيها إلا على بكر الخميلة الخضراء و هذه السبيل لا يهدي إليها و لا يدعو الناس للمشي عليها إلا من كان على علم بها من قبل و استبانت له مناراتها و ربما لا يكون قد أتاها إلا بعد طول معانات ونصب فيكون بذلك شديد الحرص على أن لا يحيد عنها و أحق الأحقين بها هم حملة الدعوة على منهاج القرون الثلاثة الأولى هم أوليائه في كل قرن ليسوا بمنفكين عنها و لا هي منفكة عنهم يتلون أحكامها و يتجملون بأدابها و لا يهنأ لهم عيش إلا في ضلالها و كأنهم ما كانوا إلا ليكونوا هم وحدهم دون الناس الهداة إليها المبينين عن الله سبحانه ما نزل للناس ليظلوا مستمسكين بالحبل الموثوق إليها و من كان يعرف الشيخ عبد الرحيم الطحان ما كان يظن أن سيأتي يوم عليه يرمي فيه عن قوس من لا يرى نفسه أهلا لمثل ذلك الأمر الشريف الجليل الذي قام على رعايته الأنبياء و الرسل و استبان على بلجه بالنور الذي شرفهم الله بالوحي به إليهم و ندب إليه من بعدهم من كان على مثل الذي كانوا عليه و في ألوهية و ربوبية و استقامة على مقتضاهما الحق و لعل الشيخ عبد الرحيم يرى غير الذي نرى فيه و لسنا و الله بحانفيه و لا بصاديه و لا براديه عن شيء حقا يراه لنفسه لكننا نذكره و لا نعلمه و نبين له مؤكدين لا موجبين و لا فارضين أن من حق الدعوة عليك أن لا تمر شيء من بين لحييك يكون حجة عليك بسوء تأويل يصرف عن الحق لا لك أو بخطأ يظهر لك وجه الصواب في غيره ثم لا ترجع عنه أو بنسيان إن ذكرت الحقيقة بعده ثم لا تقف عندها لتقدمها على ما سواها و استطارت الأمر على غير وجهه ينعطف على صاحبه ... يصيب من ضرائها ما لا قبل له برده عنه إلا أن ينعطف هو عن ذلك الأمر تائبا من ذنبه منيبا إلى ربه راجيا عفوه واضعا نصب عينبه أن من وراءه أناسا يصغون إليه و يسمعون ما يقولون فيستجبون له منهم الضعيف الجاهل و منهم طالب العلم المبتدئ فانظر من أنت و من تكون يا شيخ عبد الرحيم و أن تقول إن البركة هي العمل لتجعل منها ملتمسا في وجوه الأنيباء و الصالحين نظرا و تقبيلا لا لليد و الوجه فحسب بل و للسان أيضا و تدعو الناس إلى التماسها في الصالحين و العلماء على نحو ما تلتمس في الأنبياء على ما تذهب إليه من معناها أي أنك تعتقد أن البركة عمل يكتسب و لا غرابة أن يسعى المسلم إلى التماسها ممن يعتقد أنها فيه من صالح تقي أو عالم حفي فضلا على أن يكون نبيا على أنها عمل من عمله أي من عمل السعي إليه و قبل أن نبدأ في تبيين هذه المسألة و هي المسألة الثانية من المسائل التي أدرت موعظة من مواعظك حولها و قبل أن نبدأ بكشف النقاب عن صوابها أحب أن أذكر بأمرين اثنين هما قاعدتان أو شبه قاعدتين أما الأمر الأول فهو ما يعرف بقاعدة سد الذريعة و هي ما يكون فيها الشيء سببا منشأ أمرا يحظر فعله و إتيانه سواء كان هذا السبب مباحا في ذاته أم كان محظورا فيمنع الأخذ بالسبب مخافة الوقوع في المسبوب الناشئ منه و أمثلته كثيرة لا تحصى و لاربما كان السبب المنشئ هذا محظورا في ذاته و ينشأ من ما قد يكون مباحا في ذاته فأولى بالحظر و أما الأمر الثاني فهو أن المشروع المندوب إليه إذا خشي من الاستمرار عليه ظن وجوبه فيشرع تركه أحيانا دفعا لتوهم أنه واجب كما فعل النبي صلى االله عليه و سلم حينما لم يخرج لصلاة القيام في رمضان جماعة بعد ثلاث من صلاته في جماعة و أحسب كل من له معرفة بهذين الأمرين على مثل اليقين أن المخالفات الكثيرة و البدع العديدة التي شاعت في الأمة و بخاصة على يد أهل الخرافة و التصوف البليدي و أشباه العامة ممن يسمون إلى العلم ما كادت لتكون لو كان فهم و علم و نظر سديد بعيد في ضوء هاتين القاعدتين الجليلتين و ساعد على ذلك الفساد سكوت الخاصة على ما تجنيه أيدي العامة من مخالفات و بدع في غياب العلم الصحيح و قلة أهل العلم ... قلوبهم و عقولهم بالتقوى و الشجاعة و الصبر على تبعات المنهج الحق منهج الكتاب و السنة و لست أدري إن كانت عزائم هذه القلة قد اعتراه الوهن في بعضهم أو باتت على وشيك مفارقة لبعضهم الآخر من خوف فوت دنيا خالط حبها قلوب السواد الأعظم في الأمة فعزائم من إذا ستبقى ثابتة على منهج الحق و حبل تبعاته و بعد فهل لي أن أسأل الشيخ عبد الرحيم عن معنى البركة في لغة القرآن التي خاطب الله بها سبحانه الأمة و كلفهم بأحكامه و شرائعه على وفق فقهها و لابئس أن ندلي معنا بدلو صغيرة في الإجابة عن هذا السؤال تقريبا و تسهيلا و توضيحا يقول صاحب الهادي أي قاموس الهادي البركة هي النماء و الزيادة حسية كانت أو معناوية و بركة الله رضاه و يقال في الطعام بركة أي كفاية و قال صاحب المحيط البركة النماء و الزيادة و السّعادة و التبريك الدعاء بها و تبرك به تيمن و على ضوء ما قبسناه من قواميس اللغة يتبن لنا أن البركة إما أن تكون ذاتية إما أن تكون مكتسبة فإن كانت ذاتية فهو شيء موهوب لما هي فيه لا تتعدى صاحبها الموهوبة له و إن كانت مكتسبة فهي حينئذ بمعنى الزيادة في الأعمال الصالحة و تتحقق بالحرص عليها و إتيانها و التقرب إلى الله بها فعلى أنها ذاتية فلا تتعدى صاحبها و لا ينالها أو يحصل شيئا منها إلا من أخذ بالسبيل المحصلة لها و هي السبيل التي درج عليها صاحبها السابق و تستأنس فيه و تعرف ببهاء الوجه و الوقار و السكينة و سماء الصلاح و معان أخر لا تدرك يعرفها في أهلها البصير و السميع و الأعمى و الأصم و قد تظهر في كلام ألسنتهم و طريقة نظمهم و أسلوب حديثهم و هذه كلها كما أسلفنا أشياء ذاتية يهبها الله من يشاء من عباده و لا سبيل إلى قبسها بالنظر فيها أو إلقاء السمع إليها أو إطالة التأمل في وجه صاحبها لأنها ليست من أعمال الناظر أو السامع أو المتأمل و هي تشبه إلى حد كبير ما جاء بالمعنى قوله عليه السلام في الحديث القدسي ( ما تقرب إليّ عبدي بمثل ما افترضت عليه و لا زال عبدي يتقرب إليا بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها ) إلى آخر الحديث بل إن هذه البركة التي ... .
نعود إلى المحضور الذي أومأنا إليه من قبل و حذرنا أنه لا يجدي إن خامر الأمة و سكنت إليه و اطمأنت قلوبها به معه تنزيل القواعد الشرعية عليه ليحال بين الأمة و الآثار الخطيرة المترتبة عليه و هو أن تصبح زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم و تعظيمه أي تعظيم القبر نفسه أمرا مشروعا لذاته و تصير الأحاديث التي شهرت في فضل الزيارة على أنها تتردد بين الوضع و الضعف ثابتة سليمة الإسناد أو يقال فيها صحيحة المعنى أو تصلح للاستشهاد و الاعتضاد بها إلى غير ذلك من العبارات و المصطلحات الحديثية ثم لا يلبث الناس أن يتواضعوا على كل ما يكون من منكر فيهم نشأ أو ينشأ من اعتياد الزيارة و إتخاذها سنة في خاصتهم و عامتهم و هذا ما ورثته الأجيال عن أولئك الذين خيب الله لهم أن يكونوا على غير هداية في فهمهم و اتباعهم لنبيهم و لعل الشيخ عبد الرحيم لا يقر ما ألفه الناس على مر السّنين و توالي الأيام و الشهور من البدع و منكرات العادات التي عادت في السنين الأخيرة تملأ السهل والوعر وتطرق أبواب القرى و المدن و تشيع في البادية و الحضر حتى إننا لنشهد هذه الأيام عودة الخرافة ضجيعة الشرك ... البدعة تمشي في غير حياء و لا خوف من الله و لا خشية من سلطان فوق الأرض التي أقلت ركائب الفتوح و عمرتها زمانا كلمة التوحيد و صفقت في آفاقها أجنحة النور و العلم و الهدى و كنا نأمل أن تبقى دعوة التوحيد موصولا حبلها بالقرون الأولى يانعا ثمرها باسقتا أغصانها ترويها أقلام و عقول أصبغ الله عليها نعمة العلم و حكمة الدعوة لا تألو جهدا و لا تبخل على نفسها ولا على الأمة التي شرفها الله بالانتساب إليها غير أن كثيرا من هذه العقول و الأقلام نأت بنفسها عن السبيل الأقوم و هي ترتدي ثوب المصلحة و الحرص على جمع كلمة الأمة و تأليف صفها على أنها تعلم علم اليقين أنها تمشي إلى سراب بقيعة و أن كل الجهود التي تبذلها لما تتصوره ممكن هي جهود ذاهبة و كان خيرا لها و أعود عليها بالنفع لو ظلت ماضية على السيل التي أنشأ التسيير عليه من أول الأمر و العبرة لا تكون بطول الطريق لكن بثبات القلوب و سداد الخطى و سلامة النهج و إني لأرجو أن يكون إنكار الشيخ عبد الرحيم على من ذهب إلى تضعيف الحديث إنكارا بريئا من الهوى و استئثار حظ المغالبة و السمعة و الانتصار للنفس و عليه فإن أرجو أن تعيد النظر مرة أخرى في كلام الشيخ ناصر في هذا الحديث الذي دندنت حوله ( حياتي خير لكم و مماتي ... ) فلا طالما كانت له استدركات عالية واقع بها علم السابقين بل و ربما فاق بعضهم و إني على مثل اليقين أنك واجد شيئا فاتك وغاب عن بصرك و عن سمعك ربما لو كنت سمعت كلامه الذي سجله في هذا الشريط و لا أحسب أنه يعيا به حسن ظنك إن شاء الله ستكون من الذين امتثلوا قول الله سبحانه (( فتعاونوا على البر و التقوى )) و المقام هنا لا يتسع لأكثر خلاصة نردها لعل فيها مقنع لك إن أردت الحق و اتباعه فأقول خلاصة القول في هذا الحديث أن طريق ابن مسعود أن طريق بن مسعود منكر وهم فيه عبد المجيد و أن طريق أنس موضوع الإسناد وأن حديث بكر بن عبد الله المزني مرسل فإذا سقط المنكر و الموضوع فهل يصلح المرسل أن يقوم دليلا يقوى على إثبات حكم أو إبطاله .
نصيحتي لعبد الرحيم أن يقف عن الطعن في أمثال الشيخين فإن مثلك و ألفا مثلك لا يقف حائلا بين الشيخين و بين قبول الناس لهما و و الله لو أنفقت شيئا من جهدك الذي تنفقه في النيل منهما و أمثالهما في الثناء عليهما و على علمهما و فضلهما و رسوخ قدميهما في الدعوة لكان خيرا لك و أعود لك بالنفع عليك فإن أبيت فوالله ما غير نفسك ثلبت أو ذممت و أقول أيضا و أرجو أن تصغي إصغاء حسنا لما أقول فوالله ما نريد لك الشر و الذي رفع السماوات بغير عمد و بسط الأرض و سواها لا نريد لك إلا الخير لكن ما أردت والله لنفسك إلا الشر و المؤمن لا يكون مؤمنا إلا إذا أحب لأخيه ما يحب لنفسه و نحن و الله نحب لك أن تكون على الهدى و ليس أيسر على الإنسان المسلم من أن يجعل لنفسه سبيلا واضحة لا يلتبس فيها حق بباطل و لا ينبهم فيها شر بخير و لا ينتقص فيها صواب بخطأ أو بجار فيها بخطأ على صواب فلا يلحب فيها إلا على بكر الخميلة الخضراء و هذه السبيل لا يهدي إليها و لا يدعو الناس للمشي عليها إلا من كان على علم بها من قبل و استبانت له مناراتها و ربما لا يكون قد أتاها إلا بعد طول معانات ونصب فيكون بذلك شديد الحرص على أن لا يحيد عنها و أحق الأحقين بها هم حملة الدعوة على منهاج القرون الثلاثة الأولى هم أوليائه في كل قرن ليسوا بمنفكين عنها و لا هي منفكة عنهم يتلون أحكامها و يتجملون بأدابها و لا يهنأ لهم عيش إلا في ضلالها و كأنهم ما كانوا إلا ليكونوا هم وحدهم دون الناس الهداة إليها المبينين عن الله سبحانه ما نزل للناس ليظلوا مستمسكين بالحبل الموثوق إليها و من كان يعرف الشيخ عبد الرحيم الطحان ما كان يظن أن سيأتي يوم عليه يرمي فيه عن قوس من لا يرى نفسه أهلا لمثل ذلك الأمر الشريف الجليل الذي قام على رعايته الأنبياء و الرسل و استبان على بلجه بالنور الذي شرفهم الله بالوحي به إليهم و ندب إليه من بعدهم من كان على مثل الذي كانوا عليه و في ألوهية و ربوبية و استقامة على مقتضاهما الحق و لعل الشيخ عبد الرحيم يرى غير الذي نرى فيه و لسنا و الله بحانفيه و لا بصاديه و لا براديه عن شيء حقا يراه لنفسه لكننا نذكره و لا نعلمه و نبين له مؤكدين لا موجبين و لا فارضين أن من حق الدعوة عليك أن لا تمر شيء من بين لحييك يكون حجة عليك بسوء تأويل يصرف عن الحق لا لك أو بخطأ يظهر لك وجه الصواب في غيره ثم لا ترجع عنه أو بنسيان إن ذكرت الحقيقة بعده ثم لا تقف عندها لتقدمها على ما سواها و استطارت الأمر على غير وجهه ينعطف على صاحبه ... يصيب من ضرائها ما لا قبل له برده عنه إلا أن ينعطف هو عن ذلك الأمر تائبا من ذنبه منيبا إلى ربه راجيا عفوه واضعا نصب عينبه أن من وراءه أناسا يصغون إليه و يسمعون ما يقولون فيستجبون له منهم الضعيف الجاهل و منهم طالب العلم المبتدئ فانظر من أنت و من تكون يا شيخ عبد الرحيم و أن تقول إن البركة هي العمل لتجعل منها ملتمسا في وجوه الأنيباء و الصالحين نظرا و تقبيلا لا لليد و الوجه فحسب بل و للسان أيضا و تدعو الناس إلى التماسها في الصالحين و العلماء على نحو ما تلتمس في الأنبياء على ما تذهب إليه من معناها أي أنك تعتقد أن البركة عمل يكتسب و لا غرابة أن يسعى المسلم إلى التماسها ممن يعتقد أنها فيه من صالح تقي أو عالم حفي فضلا على أن يكون نبيا على أنها عمل من عمله أي من عمل السعي إليه و قبل أن نبدأ في تبيين هذه المسألة و هي المسألة الثانية من المسائل التي أدرت موعظة من مواعظك حولها و قبل أن نبدأ بكشف النقاب عن صوابها أحب أن أذكر بأمرين اثنين هما قاعدتان أو شبه قاعدتين أما الأمر الأول فهو ما يعرف بقاعدة سد الذريعة و هي ما يكون فيها الشيء سببا منشأ أمرا يحظر فعله و إتيانه سواء كان هذا السبب مباحا في ذاته أم كان محظورا فيمنع الأخذ بالسبب مخافة الوقوع في المسبوب الناشئ منه و أمثلته كثيرة لا تحصى و لاربما كان السبب المنشئ هذا محظورا في ذاته و ينشأ من ما قد يكون مباحا في ذاته فأولى بالحظر و أما الأمر الثاني فهو أن المشروع المندوب إليه إذا خشي من الاستمرار عليه ظن وجوبه فيشرع تركه أحيانا دفعا لتوهم أنه واجب كما فعل النبي صلى االله عليه و سلم حينما لم يخرج لصلاة القيام في رمضان جماعة بعد ثلاث من صلاته في جماعة و أحسب كل من له معرفة بهذين الأمرين على مثل اليقين أن المخالفات الكثيرة و البدع العديدة التي شاعت في الأمة و بخاصة على يد أهل الخرافة و التصوف البليدي و أشباه العامة ممن يسمون إلى العلم ما كادت لتكون لو كان فهم و علم و نظر سديد بعيد في ضوء هاتين القاعدتين الجليلتين و ساعد على ذلك الفساد سكوت الخاصة على ما تجنيه أيدي العامة من مخالفات و بدع في غياب العلم الصحيح و قلة أهل العلم ... قلوبهم و عقولهم بالتقوى و الشجاعة و الصبر على تبعات المنهج الحق منهج الكتاب و السنة و لست أدري إن كانت عزائم هذه القلة قد اعتراه الوهن في بعضهم أو باتت على وشيك مفارقة لبعضهم الآخر من خوف فوت دنيا خالط حبها قلوب السواد الأعظم في الأمة فعزائم من إذا ستبقى ثابتة على منهج الحق و حبل تبعاته و بعد فهل لي أن أسأل الشيخ عبد الرحيم عن معنى البركة في لغة القرآن التي خاطب الله بها سبحانه الأمة و كلفهم بأحكامه و شرائعه على وفق فقهها و لابئس أن ندلي معنا بدلو صغيرة في الإجابة عن هذا السؤال تقريبا و تسهيلا و توضيحا يقول صاحب الهادي أي قاموس الهادي البركة هي النماء و الزيادة حسية كانت أو معناوية و بركة الله رضاه و يقال في الطعام بركة أي كفاية و قال صاحب المحيط البركة النماء و الزيادة و السّعادة و التبريك الدعاء بها و تبرك به تيمن و على ضوء ما قبسناه من قواميس اللغة يتبن لنا أن البركة إما أن تكون ذاتية إما أن تكون مكتسبة فإن كانت ذاتية فهو شيء موهوب لما هي فيه لا تتعدى صاحبها الموهوبة له و إن كانت مكتسبة فهي حينئذ بمعنى الزيادة في الأعمال الصالحة و تتحقق بالحرص عليها و إتيانها و التقرب إلى الله بها فعلى أنها ذاتية فلا تتعدى صاحبها و لا ينالها أو يحصل شيئا منها إلا من أخذ بالسبيل المحصلة لها و هي السبيل التي درج عليها صاحبها السابق و تستأنس فيه و تعرف ببهاء الوجه و الوقار و السكينة و سماء الصلاح و معان أخر لا تدرك يعرفها في أهلها البصير و السميع و الأعمى و الأصم و قد تظهر في كلام ألسنتهم و طريقة نظمهم و أسلوب حديثهم و هذه كلها كما أسلفنا أشياء ذاتية يهبها الله من يشاء من عباده و لا سبيل إلى قبسها بالنظر فيها أو إلقاء السمع إليها أو إطالة التأمل في وجه صاحبها لأنها ليست من أعمال الناظر أو السامع أو المتأمل و هي تشبه إلى حد كبير ما جاء بالمعنى قوله عليه السلام في الحديث القدسي ( ما تقرب إليّ عبدي بمثل ما افترضت عليه و لا زال عبدي يتقرب إليا بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها ) إلى آخر الحديث بل إن هذه البركة التي ... .
اضيفت في - 2004-08-16