سلسلة الهدى والنور-805
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
أهمية إتباع منهج السلف الصالح .
الشيخ : السلام عليكم .
السائل : و عليكم السلام و رحمة الله .
الشيخ : مسموع الصوت .
السائل : الصوت مسموع نعم مساك الله بخير .
الشيخ : أهلا مساك الله بخير و بارك فيك أمسينا و أمسى الملك لله و الحمد لله .
السائل : حفظك الله عندنا الآن مجموعة من الشباب يزيدون عن مائة أو أكثر .
الشيخ : ما شاء الله .
السائل : و هم من بلاد مختلفة من دول الخليج البحرين و الكويت و ليبيا و الجزائر و من أطراف المملك العربية السعودية .
الشيخ : آيه تفضل أتم كلمتك .
السائل : سلمك الله يا شيخ أولا قبل البدأ بالأسئلة أو بالسؤالين .
الشيخ : نعم .
السائل : الشباب كما ترى نحن في هذا الزمان .
الشيخ : نعم .
السائل : في أحوج ما يكون إلى توجيه أمثالكم من علماء أهل السنة و الجماعة فهم يريدون أن يتقربوا لله عز و جل بالعلم النافع و العمل الصالح فيريدون من فضيلتكم أولا كلمة حول هذا الموضوع سلمك الله ؟
الشيخ : نسأل الله أن يعيننا .
السائل : آمين .
الشيخ : و أن يوفقنا و إياكم لما يحبه من العلم النافع و العمل الصالح هل هناك غير ذلك ؟
السائل : نريد يا شيخ كلمة يعني .
الشيخ : طيب .
السائل : يعني كما تعرف شيخ الآن يعني ... قد يحتار ما يرى في الساحة من اختلاف في الآراء و المناهج و الأفكار فنحتاج نصيحة من فضيلتكم .
الشيخ : نستعين الله تبارك و تعالى و نقول لكم و لمن حولكم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
السائل : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
الشيح : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساألون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ظلالة و كل ظلالة في النار و بعد إخواننا السامعين لكلامي أسأل الله تبارك و تعالى أن يوفقنا جميعا لاتباع الكتاب و السنة على منهج السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم و ألفت أنظاركم إلى ضرورة التمسك بهذا القيد الأخير أعني قولي على منهج السلف الصالح ذلك لأن الكتاب و السنة هو منهج كل مسلم يؤمن بالله و رسوله حقا حتى تلك الفرق الضالة التي تنتمي إلى الإسلام و لا نستطيع أن نخرجها من دائرة الإسلام إلا إذا أنكرت شيء معلوما من الدين بالضرورة فأقول ليكون المسلم على الكتاب و السنة حقا و لا يكون من تلك الفرق الضالة التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في الحديث الصحيح الذي أخرجه أصحاب السنن و الإمام أحمد و غيرهم بأسانيد متنوعة و بألفاظ متقاربة ألا و هو قوله عليه الصلاة و السلام ( تفرقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة و تفرقت النارى على اثنتين و سبعين فرقة و ستفترق أمة على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال هي ما أنا عليه و أصحابي ) .
السائل : و عليكم السلام و رحمة الله .
الشيخ : مسموع الصوت .
السائل : الصوت مسموع نعم مساك الله بخير .
الشيخ : أهلا مساك الله بخير و بارك فيك أمسينا و أمسى الملك لله و الحمد لله .
السائل : حفظك الله عندنا الآن مجموعة من الشباب يزيدون عن مائة أو أكثر .
الشيخ : ما شاء الله .
السائل : و هم من بلاد مختلفة من دول الخليج البحرين و الكويت و ليبيا و الجزائر و من أطراف المملك العربية السعودية .
الشيخ : آيه تفضل أتم كلمتك .
السائل : سلمك الله يا شيخ أولا قبل البدأ بالأسئلة أو بالسؤالين .
الشيخ : نعم .
السائل : الشباب كما ترى نحن في هذا الزمان .
الشيخ : نعم .
السائل : في أحوج ما يكون إلى توجيه أمثالكم من علماء أهل السنة و الجماعة فهم يريدون أن يتقربوا لله عز و جل بالعلم النافع و العمل الصالح فيريدون من فضيلتكم أولا كلمة حول هذا الموضوع سلمك الله ؟
الشيخ : نسأل الله أن يعيننا .
السائل : آمين .
الشيخ : و أن يوفقنا و إياكم لما يحبه من العلم النافع و العمل الصالح هل هناك غير ذلك ؟
السائل : نريد يا شيخ كلمة يعني .
الشيخ : طيب .
السائل : يعني كما تعرف شيخ الآن يعني ... قد يحتار ما يرى في الساحة من اختلاف في الآراء و المناهج و الأفكار فنحتاج نصيحة من فضيلتكم .
الشيخ : نستعين الله تبارك و تعالى و نقول لكم و لمن حولكم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
السائل : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .
الشيح : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساألون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ظلالة و كل ظلالة في النار و بعد إخواننا السامعين لكلامي أسأل الله تبارك و تعالى أن يوفقنا جميعا لاتباع الكتاب و السنة على منهج السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم و ألفت أنظاركم إلى ضرورة التمسك بهذا القيد الأخير أعني قولي على منهج السلف الصالح ذلك لأن الكتاب و السنة هو منهج كل مسلم يؤمن بالله و رسوله حقا حتى تلك الفرق الضالة التي تنتمي إلى الإسلام و لا نستطيع أن نخرجها من دائرة الإسلام إلا إذا أنكرت شيء معلوما من الدين بالضرورة فأقول ليكون المسلم على الكتاب و السنة حقا و لا يكون من تلك الفرق الضالة التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في الحديث الصحيح الذي أخرجه أصحاب السنن و الإمام أحمد و غيرهم بأسانيد متنوعة و بألفاظ متقاربة ألا و هو قوله عليه الصلاة و السلام ( تفرقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة و تفرقت النارى على اثنتين و سبعين فرقة و ستفترق أمة على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال هي ما أنا عليه و أصحابي ) .
تكلم على وجوب لزوم الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة .
الشيخ : فقوله عليه الصلاة و السلام في هذا الحديث الصحيح ما أنا عليه و أصحابي فيه دليل واضح جدا أنه لا يكتفي المسلم بالانتساب إلى الكتاب و السنة فقط بل لابد من أن يضم إلى ذلك أن يتبع ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم لأنهم هم الذين تلقوا بيان الرسول عليه الصلاة و السلام للقرآن بيان شافيا بالطرق الثلاثة المعروفة عند أهل العلم أعني بذلك قوله عليه السلام و فعله و تقريره أعني بذلك قوله عليه السلام و فعله و تقريره هذه الطرق الثلاثة هي التي تبين كلام الله عز و جل الذي أو أمر الله تبارك و تعالى نبيه صلى الله عليه و آله و سلم أن يبين القرآن بذلك في مثل قوله تبارك و تعالى (( و أنزلنا إليك الذكرى لتبين للناس ما نزل إليهم )) (( و أنزلنا إليك الذكرى لتبين للناس ما نزل إليهم )) فبيانه عليه السلام على هذه الصفات الثلاث القول و الفعل و التقرير و لا سبيل لأمثالنا نحن و بخاصة في هذا الزمان أن نعرف ما قاله عليه السلام أو فعله أو أقره و كل ذلك كما ذكرت آنفا بيان للقرآن لا سبيل لنا لمعرفة ذلك إلا من طريق أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم هم الذين نقلوا إبتداء قوله و فعله و تقريره لهذا لا يكون المسلم من الفرقة الناجية إذ ما اقتصر فهمه للقرآن على حديث الرسول عليه الصلاة فقط بل لابد أن يضيف إلى ذلك فهم الصحابة إلى قوله عليه السلام و لفعله و لقريره و هذا أمر معلوم لدى علماء الأصول لا خالف بينهم أن قوله صلى الله عليه و آله و سلم و فعله و تقريره بيان للقرآن .
ما هو الفرق بين الفرقة الناجية و الفرق الأخرى ؟
الشيخ : و لكن الذي أريد أن أفكر به في هذه الساعة المباركة إن شاء الله إنما هو بيان الفرق بين الفرقة الناجية و بين الفرق الأخرى الضالة حتى من كان منها لايزال في دائرة الإسلام و لكنها قد ضلت عن بعض الإسلام كثيرا أو قليلا هذا ربنا هو الذي يعرفه أو يعلمه و يحكم به يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم فالفرق بين الفرقة الناجية و بين تلك الفرق كلها هو أن الفرقة الناجية تأبى أن تفهم القرآن و السنة برأي فلان و علان مهما كان شأنه عظيما عند المسلمين إلا من طريق الرسول عليه السلام أولا ثم من طريق أصحابه عليه الصلاة و السلام ثلاثا لأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم حينما سئل عن الفرقة الناجية لم يقل ما أنا عليه فقط و إنما عطف على ذلك قوله و أصحابي و هذا معناه أن العالم المسلم حقا كما يحرص على معرفقة ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من الهدى و النور قولا و فعلا و تقريرا فهو أيضا يحرص أن يعرف ما كان عليه أصحابه صلى الله عليه و سلم من حسن الاتباع لنبيهم عليه الصلاة و السلام فالفرقة الناجية هذه هي مزيتها على الفرق الأخرى و هذا ظاهر جدا في هذا الزمان كما سأبينه قريبا إن شاء الله تبارك و تعالى و لكني قبل ذلك أريد أن أذكر أخواننا السامعين بآية في القرآن الكريم تعتبر هذه الآية هي النص الذي منه إنطلق النبي صلى الله عليه و سلم أو منه اقتبس قوله السابق ( ما أنا عليه و أصحابي ) أعني قول الله تبارك و تعالى (( و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين )) (( و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا )) فقول ربنا تبارك و تعلى في هذه الآية (( و يتبع غير سبيل المؤمنين )) هو الذي بينه عليه السلام في الحديث السابق حينما قال و أصحابي فسبيل المؤمنين هو سبيل أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم لذلك فلا يكون المسلم من الفرقة الناجية إلا إذا تبنى هذا المنهج السلفي في اتباع الكتاب و السنة و ما كان عليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم و هذا هو الفارق الواضح في كل عصر و في كل مصر بين أهل السنة حقا و بين تلك الفرق الضالة التي تنتمي إلى الكتاب و السنة و لكنها تأبى و لكنها تأبى أن تنتسب إلى السلف الصالح حتى من كان من أهل السنة حقا كأتباع المذاهب الأربعة بغض النظر عن الفرق الضالة التي تضلل بعض السلف الصالح من الصحابة كالروافض و الخوارج
و نحوهم فهذا لا نعنيهم الآن و إنما نعني أهل السنة الذين هم يلتقون معنا في تعظيم و تبجيل أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم لا نفرق بينهم و لا نبغض أحدا منهم و إنما نجلهم لصحبتهم لنبيهم صلى الله عليه و آله و سلم مع الاحتفاظ بمقادير التفاضل بينهم لقدم الصحبة أو بالعلم أو بقدم الجهاد و الأسبقية للإسلام ونحو ذلك لكن أهل السنة كلهم يلتقون على الترضي عن أصحاب الرسول صلى الله عليه و آله و سلم كلهم أجمعين فالذي أريد أن أقوله أن كثيرا من اهل السنة الذين يلتقون معنا في الترضي على الصحابة هم نسو أن من الضروري جدا أن نفهم الكتاب و السنة على ما كان عليه هؤلاء الصحابة لأنهم كانوا أقرب عهدا من النبي صلى الله عليه و آله و سلم من الذين جاءوا من بعدهم لهذا ما يكون المسلم على الهدى و على النور بل لا يكون متمسكا بهدى الرسول الذي كان يؤمر بالتمسك به بخطبه دائما أبدا إلا إذا عرف ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم هذه المعرفة تفتح أمام العالم بها باب من العلم لا يمكن أن يليجه و أن يدخله من كان بعيدا عن التسليم بهذا القيد و الشرط و هو اتباع ما كان عليه السلف الصالح نحن أهل السنة حقا إن شاء الله تبارك و تعالى متفقون على عموم قوله عليه الصلاة و السلام الذي يذكر دائما في خطبة الحاجة ( كل بدعة ضلالة و كل ضلالة فى النار ) و على عموم قوله عليه السلام ( من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) هذا النص العام لا يمكن تطبيقه تطبيقا صحيحا إلا إذا عرفنا ما كان عليه أصحاب النبي صل الله عليه و آله و سلم من العبادات لأن معرفة كون الأمر الفلاني بدعة فى الإسلام لا سبيل إلى معرفة ذلك إلى إذا عرفنا ما كان عليه سلفنا صالح لأن قول قائل هذه بدعة إنما تعني أنها لم تكن فى عهد الرسول عليه السلام و لم تكن في عهد الصحابة و بالتالي لم تكن فى باقية القرون المشهود لها بالخيرية فإذا معرفة ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم هو الذي يمكننا ما أن نكون عند قوله عليه الصلاة و السلام ( كل بدعة ضلالة و كل ضلالة فى النار ) و لذلك يختلف منهج من انتمي إلى السلف عن منهج من انتمي فقط إلى القرآن و السنة و يفسره أو يفسرهما كما يفسره شيخه أو مذهبه دون أن يرجع فى ذلك إلى ما كان النبي ص الله عليه و آله و سلم و أصحابه و تابعين لهم بإحسان ، إذا لا ينبغي أن نغتر اليوم بدعوات كلها تلتقي على قول بأن نحن على الكتاب و السنة لأن أضل الفرق المشار إليها فى حديث الفرق لا يمكنها أن تقول إلى أنها على الكتاب و السنة فإذا ما قال بعضهم لا نحتج بالسنة فقد ارتد عن الإسلام لأنه كثيرا من آيات القرآن فمثل قوله تعالى (( و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا )) و لذلك فلا نتصور أن طائفة من الطوائف الإسلامية تنكر السنة و هذا هو الواقع فالخوارج يقولون نحن نأخذ و الشيعة تقول نحن نأخذ بالسنة لكن السنة التى يأخذونها ليست على الوجه الذي كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم و أتباعه من التابعين و أتباعهم لذلك نقول ينبغي لنا أن نرفع راية الدعوة في خطبنا و في دروسنا و في مواعظنا دائما و أبدا على القول بأن التمسك بالكتاب و السنة لا يكون تمسكا صحيحا إلى إذا كان مقرونا باتباع ما كان أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم و هنا لابد لي من ضرب مثلا يبين لنا أهمية الرجوع في الكتاب و السنة إلى ما كان عليه السلف الصالح مما نقلوه عن النببي صل الله عليه و آله و سلم قولا و فعلا و تقريرا نأخذ مثلا قوله تبارك و تعالى (( و السارق و السارق و فاقطعوا أيديهما )) فهنا نصان عامان شاملان الأول اسم السارق و الآخر اليد و قوله تعالى (( السارق )) يشمل كل سارق حتى الذي يسرق البيضة البيضة بيضة الدجاجة أو الدجاجة أو نحو ذلك مما لا قيمة له و هذا لغة اسمه سارق و لكن بيان الرسول صل الله عليه و آله و سلم القولي هو الذي يمنعنا من أن نفسر هذا اللفظ فى هذه الآية على إطلاقه و شموله فيمنعنا أن نقول كل سارق مهما كانت قيمة المسروق تقطع يده نقول لا هذا لا يجوز هذا مخالف للقرآن لأن الله يقول (( و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) و قد بين الرسول صلى الله عليه و آله و سلم السارق المذكور في هذه الآية في قوله ( لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدا ) إذا حينما نقرأ هذه الآية السارق ينبغي أن نفهم هذا اللفظ على ضوء قوله عليه السلام (( و السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما )) هنا الأيدي كما تعلمون جمع يد و اليد تطلق و يراد بها الكف كما جاء فى حديث التيمم أن تضرب بكفييك وجه الأرض و تطلق و يراد به الذراع كما هو فى حديث آية الوضوء فى آية الوضوء و تطلق و يراد بها اليد كلها من عند الكتف إلى الأصابع فياترى من أخذ بعموم الآية أيديهما (( فقطعوا أيديهما )) و طبق النص القرآني على هذا الإطلاق هل يكون متبعا للقرآن الكريم الجواب وضح بما سبق التعليق على كلمة السارق لا لأنه خالف بيان الرسول صلى الله عليه و آله و سلم لكن البيان هنا إنما كان منه صلى الله عليه و آله و سلم بيانا فعليا عمليا حيث كانت تقطع يد السارق من عند الرسغ و ليس من عند المرفقين و لا من عند الكتف هذه آية تتعلق بإقامة الحدود الشرعية و الآيات التي ذكرت في القرآن مطلقة أو عامة فهي كثيرة و كثيرة جدا و يروق لي أن أقترح على بعض طلاب العلم أن يجمعوا هذه الآيات المطلقة أو عامة في القرآن الكريم و أن يبنوا ما دخلها من التقييد أو التخصيص بما جاء في السنة و في السنة الصحيحة ليظهر للناس أنه لا مجال لفهم القرآن دون سنة الرسول عليه الصلاة و السلام و دون بيان أصحابه عليه الصلاة و السلام لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قلت آنفا إن الآيات المطلقة أو العامة كثيرة و كثيرة جدا خذوا مثلا الآيات التي تأمر بالزكاة و تأمر بالصلاة و تأمر بالحج لا يمكن أن تفهم إلا على ضوء الكتاب و السنة و من هنا يتببن لنا خروج الطائفة التي تسمي اليوم بالقرآنيين عن دائرة الإسلام و المسلمين حينما قالوا نحن في غنى عن فهم القرآن بالسنة ذلك لما أشرت أنفا من بيان أن الذي لا يأخذ بالسنة فهو لا يأخذ بالقرآن لأن القرآن المسلمين فى غير آية أن يتحاكموا إلى الله و إلى رسوله كما هو معلوم إلى آية معروفة (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و رسول إن كنتم تؤمنون بالله و رسوله )) و البحث في هذا طويل و طويل جدا إنما أردت فيه التنبيه فقط على ضرورة انتباه كل مسلم غيور على أن يكون من الفرقة الناجية أن لا يكتفي لنفسه و لا لغيره أن يقول أنا متبع للكتاب و السنة ليس إلا لابد من أن يقرن مع هذين مصدرين الأساسين أن نعرف ما كان عليه أصحاب الرسول عليه السلام من الهدى و النور و بذلك نحقق صفة الفرقة الناجية و هي أن نكون ما كان عليه رسوله و أصحابه و هذا كما قلت آنفا باب واسع و لكن لابد أن آتي بقيد جديد لإهمال كثير من الدعات الإسلامين إياه ألا وهو العناية بمعرفة ما صح من السنة و ما لم يصح منها لأنه إذا كان القرآن لا يمكن فهمه إلى بالسنة فلابد من أن تكون هذه السنة صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم و هنا نذكر بما اتفق عليه علماء المسلمين قاطبة على اختلاف مذاهبيهم أنه قد دخل فى السنة ما ليس منها منذ القديم و لا يزال كثير من الناس حتى اليوم ينسبون إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم أحاديث ققد وضعت حديثا و لذلك فلا بد من طائفة من علماء المسلمين أن يعنوا عناية خاصة بما يعرف عند العلماء بعلم الحديث و مصطلح الحديث و علم الجرح و التعديل حتى يصفوا السنة مما دخل فيها على مر العصور و الدهور من الأحاديث الضعيفة و الموضوعة و التي دخلت فى بطون كثير من كتب التفسير و الحديث و الفقه فضلا عن كتب المواضع و الرقائق و القصص عائدا على طائفة من علماء المسلمين أن يعنو عناية خاصة بعلم السنة حتى يتمكنو بها من تفسير القرآن تفسيرا صحيحا بعد هذا أقول تعلمون أيها الإخوة أن العلم الصحيح هو وسيلة للعمل به فلا ينبغي لطالب العلم أن يشغل نفسه بالعلم فقط دون قرن هذا العلم بالعمل لذلك ندعو دائما أن يلهمنا الله عز و جل العلم النافع و العمل الصالح (( و قول اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله ثم تردون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبأكم بما كنتم تعملون )) هذا ما تيسر لى من الكلمة التي طلبها الشيخ الفاضل الشيخ عبد الله و نسأل الله عز و جل أن يلهمنا رشدنا و أن يوفقنا جميعا لما يحبه و يرضاه .
و نحوهم فهذا لا نعنيهم الآن و إنما نعني أهل السنة الذين هم يلتقون معنا في تعظيم و تبجيل أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم لا نفرق بينهم و لا نبغض أحدا منهم و إنما نجلهم لصحبتهم لنبيهم صلى الله عليه و آله و سلم مع الاحتفاظ بمقادير التفاضل بينهم لقدم الصحبة أو بالعلم أو بقدم الجهاد و الأسبقية للإسلام ونحو ذلك لكن أهل السنة كلهم يلتقون على الترضي عن أصحاب الرسول صلى الله عليه و آله و سلم كلهم أجمعين فالذي أريد أن أقوله أن كثيرا من اهل السنة الذين يلتقون معنا في الترضي على الصحابة هم نسو أن من الضروري جدا أن نفهم الكتاب و السنة على ما كان عليه هؤلاء الصحابة لأنهم كانوا أقرب عهدا من النبي صلى الله عليه و آله و سلم من الذين جاءوا من بعدهم لهذا ما يكون المسلم على الهدى و على النور بل لا يكون متمسكا بهدى الرسول الذي كان يؤمر بالتمسك به بخطبه دائما أبدا إلا إذا عرف ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم هذه المعرفة تفتح أمام العالم بها باب من العلم لا يمكن أن يليجه و أن يدخله من كان بعيدا عن التسليم بهذا القيد و الشرط و هو اتباع ما كان عليه السلف الصالح نحن أهل السنة حقا إن شاء الله تبارك و تعالى متفقون على عموم قوله عليه الصلاة و السلام الذي يذكر دائما في خطبة الحاجة ( كل بدعة ضلالة و كل ضلالة فى النار ) و على عموم قوله عليه السلام ( من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) هذا النص العام لا يمكن تطبيقه تطبيقا صحيحا إلا إذا عرفنا ما كان عليه أصحاب النبي صل الله عليه و آله و سلم من العبادات لأن معرفة كون الأمر الفلاني بدعة فى الإسلام لا سبيل إلى معرفة ذلك إلى إذا عرفنا ما كان عليه سلفنا صالح لأن قول قائل هذه بدعة إنما تعني أنها لم تكن فى عهد الرسول عليه السلام و لم تكن في عهد الصحابة و بالتالي لم تكن فى باقية القرون المشهود لها بالخيرية فإذا معرفة ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم هو الذي يمكننا ما أن نكون عند قوله عليه الصلاة و السلام ( كل بدعة ضلالة و كل ضلالة فى النار ) و لذلك يختلف منهج من انتمي إلى السلف عن منهج من انتمي فقط إلى القرآن و السنة و يفسره أو يفسرهما كما يفسره شيخه أو مذهبه دون أن يرجع فى ذلك إلى ما كان النبي ص الله عليه و آله و سلم و أصحابه و تابعين لهم بإحسان ، إذا لا ينبغي أن نغتر اليوم بدعوات كلها تلتقي على قول بأن نحن على الكتاب و السنة لأن أضل الفرق المشار إليها فى حديث الفرق لا يمكنها أن تقول إلى أنها على الكتاب و السنة فإذا ما قال بعضهم لا نحتج بالسنة فقد ارتد عن الإسلام لأنه كثيرا من آيات القرآن فمثل قوله تعالى (( و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا )) و لذلك فلا نتصور أن طائفة من الطوائف الإسلامية تنكر السنة و هذا هو الواقع فالخوارج يقولون نحن نأخذ و الشيعة تقول نحن نأخذ بالسنة لكن السنة التى يأخذونها ليست على الوجه الذي كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم و أتباعه من التابعين و أتباعهم لذلك نقول ينبغي لنا أن نرفع راية الدعوة في خطبنا و في دروسنا و في مواعظنا دائما و أبدا على القول بأن التمسك بالكتاب و السنة لا يكون تمسكا صحيحا إلى إذا كان مقرونا باتباع ما كان أصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم و هنا لابد لي من ضرب مثلا يبين لنا أهمية الرجوع في الكتاب و السنة إلى ما كان عليه السلف الصالح مما نقلوه عن النببي صل الله عليه و آله و سلم قولا و فعلا و تقريرا نأخذ مثلا قوله تبارك و تعالى (( و السارق و السارق و فاقطعوا أيديهما )) فهنا نصان عامان شاملان الأول اسم السارق و الآخر اليد و قوله تعالى (( السارق )) يشمل كل سارق حتى الذي يسرق البيضة البيضة بيضة الدجاجة أو الدجاجة أو نحو ذلك مما لا قيمة له و هذا لغة اسمه سارق و لكن بيان الرسول صل الله عليه و آله و سلم القولي هو الذي يمنعنا من أن نفسر هذا اللفظ فى هذه الآية على إطلاقه و شموله فيمنعنا أن نقول كل سارق مهما كانت قيمة المسروق تقطع يده نقول لا هذا لا يجوز هذا مخالف للقرآن لأن الله يقول (( و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) و قد بين الرسول صلى الله عليه و آله و سلم السارق المذكور في هذه الآية في قوله ( لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدا ) إذا حينما نقرأ هذه الآية السارق ينبغي أن نفهم هذا اللفظ على ضوء قوله عليه السلام (( و السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما )) هنا الأيدي كما تعلمون جمع يد و اليد تطلق و يراد بها الكف كما جاء فى حديث التيمم أن تضرب بكفييك وجه الأرض و تطلق و يراد به الذراع كما هو فى حديث آية الوضوء فى آية الوضوء و تطلق و يراد بها اليد كلها من عند الكتف إلى الأصابع فياترى من أخذ بعموم الآية أيديهما (( فقطعوا أيديهما )) و طبق النص القرآني على هذا الإطلاق هل يكون متبعا للقرآن الكريم الجواب وضح بما سبق التعليق على كلمة السارق لا لأنه خالف بيان الرسول صلى الله عليه و آله و سلم لكن البيان هنا إنما كان منه صلى الله عليه و آله و سلم بيانا فعليا عمليا حيث كانت تقطع يد السارق من عند الرسغ و ليس من عند المرفقين و لا من عند الكتف هذه آية تتعلق بإقامة الحدود الشرعية و الآيات التي ذكرت في القرآن مطلقة أو عامة فهي كثيرة و كثيرة جدا و يروق لي أن أقترح على بعض طلاب العلم أن يجمعوا هذه الآيات المطلقة أو عامة في القرآن الكريم و أن يبنوا ما دخلها من التقييد أو التخصيص بما جاء في السنة و في السنة الصحيحة ليظهر للناس أنه لا مجال لفهم القرآن دون سنة الرسول عليه الصلاة و السلام و دون بيان أصحابه عليه الصلاة و السلام لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قلت آنفا إن الآيات المطلقة أو العامة كثيرة و كثيرة جدا خذوا مثلا الآيات التي تأمر بالزكاة و تأمر بالصلاة و تأمر بالحج لا يمكن أن تفهم إلا على ضوء الكتاب و السنة و من هنا يتببن لنا خروج الطائفة التي تسمي اليوم بالقرآنيين عن دائرة الإسلام و المسلمين حينما قالوا نحن في غنى عن فهم القرآن بالسنة ذلك لما أشرت أنفا من بيان أن الذي لا يأخذ بالسنة فهو لا يأخذ بالقرآن لأن القرآن المسلمين فى غير آية أن يتحاكموا إلى الله و إلى رسوله كما هو معلوم إلى آية معروفة (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و رسول إن كنتم تؤمنون بالله و رسوله )) و البحث في هذا طويل و طويل جدا إنما أردت فيه التنبيه فقط على ضرورة انتباه كل مسلم غيور على أن يكون من الفرقة الناجية أن لا يكتفي لنفسه و لا لغيره أن يقول أنا متبع للكتاب و السنة ليس إلا لابد من أن يقرن مع هذين مصدرين الأساسين أن نعرف ما كان عليه أصحاب الرسول عليه السلام من الهدى و النور و بذلك نحقق صفة الفرقة الناجية و هي أن نكون ما كان عليه رسوله و أصحابه و هذا كما قلت آنفا باب واسع و لكن لابد أن آتي بقيد جديد لإهمال كثير من الدعات الإسلامين إياه ألا وهو العناية بمعرفة ما صح من السنة و ما لم يصح منها لأنه إذا كان القرآن لا يمكن فهمه إلى بالسنة فلابد من أن تكون هذه السنة صحيحة ثابتة عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم و هنا نذكر بما اتفق عليه علماء المسلمين قاطبة على اختلاف مذاهبيهم أنه قد دخل فى السنة ما ليس منها منذ القديم و لا يزال كثير من الناس حتى اليوم ينسبون إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم أحاديث ققد وضعت حديثا و لذلك فلا بد من طائفة من علماء المسلمين أن يعنوا عناية خاصة بما يعرف عند العلماء بعلم الحديث و مصطلح الحديث و علم الجرح و التعديل حتى يصفوا السنة مما دخل فيها على مر العصور و الدهور من الأحاديث الضعيفة و الموضوعة و التي دخلت فى بطون كثير من كتب التفسير و الحديث و الفقه فضلا عن كتب المواضع و الرقائق و القصص عائدا على طائفة من علماء المسلمين أن يعنو عناية خاصة بعلم السنة حتى يتمكنو بها من تفسير القرآن تفسيرا صحيحا بعد هذا أقول تعلمون أيها الإخوة أن العلم الصحيح هو وسيلة للعمل به فلا ينبغي لطالب العلم أن يشغل نفسه بالعلم فقط دون قرن هذا العلم بالعمل لذلك ندعو دائما أن يلهمنا الله عز و جل العلم النافع و العمل الصالح (( و قول اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله ثم تردون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبأكم بما كنتم تعملون )) هذا ما تيسر لى من الكلمة التي طلبها الشيخ الفاضل الشيخ عبد الله و نسأل الله عز و جل أن يلهمنا رشدنا و أن يوفقنا جميعا لما يحبه و يرضاه .
هل يدخل المنهج في قسم العقيدة أو في قسم الأحكام ؟
السائل : شكر الله لك فضيلة الشيخ .
الشيخ : أهلا و سهلا .
السائل : هم سؤالين السؤال الأول هل يدخل المنهج فى باب العقيدة أم في باب الأحكام شق من السؤال و هي من المذاهب الدعوية تدخل في حديث الافتراق ؟
الشيخ : نحن لا يهمنا الجواب عن هذا السؤال الأمور الاصطلاحية التي طرأت و تطرأ خاصة في هذا الزمان فأنا أقول كما قال عليه السلام في حديث خطبة الحاجة التي ذكرتها أنفا و فيها يقول الرسول صل الله عليه و آله و سلم ( و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و آله و سلم ) و في رواية أخرى ( و خير الهدى هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم ) فهدي النبي صل الله عليه و آله و سلم يجب أن يأخذ كليا لا نفرق بين الغاية و بين الوسيلة لأن الوسيلة تؤدي إلى الغاية التي شرعها الله عز و جل فإذا كان هناك وسائل قد بينها الرسول عليه السلام للأمة و أمرهم باتخاذها أو حضهم عليها فلا يجوز لنا نحن أن نحدث مقابلها وسائل جديدة و لو كانت هذه الوسائل من الأمور المباحة و لكنها و لكننا نتخذها وسيلة لدعوة الأمة إلى الإسلام بعامة أو إلى الإسلام بتفاصيله التى جاء بها النببي صل الله عليه و آله و سلم نحن نعلم أنه قد جد فى هذا الزمان مفاهيم جديدة اتخذوها لتقريب الناس إلى الإسلام و اتخذو هذه الوسائل كأنها غايات يلتزمونها بزعم أنها تقربهم إلى الله زلفى إنهم يتخذون من الوسائل مثلا من الألعاب الحديثة التي ابتلي بها بلاد الكفر لأنهم هم مقصودون ابتداء بمثل قوله تبارك و تعالى (( اتخذوا دينهم لهوا و لعبا و غرتهم الحياة الدنيا )) فاتبع سبيل هؤلاء بعض المسلمين الذين زين لهم اللعب بهذه الألعاب الجديدة التى جاءتنا من بلاد الكفر الذين لا دين لهم إلا اللهو و اللعب فاتخذها بعض من ينتمي إلى بعض الأحزاب الإسلامية وسائل لتقريب الشباب إلى الإسلام الذي أصبحوا بعدين مع الأسف كل البعد عنه لم يكن هذا من هدى النبي صلى الله عليه و آله و سلم و إنما كان هديه هو دعوة الشباب و الشيوخ و الناس جميعا إلى عبادة الله تبارك و تعالى و حدىه لا شريك له و تذكيرهم بأن هناك حياة أخرى إما نعيما مقيما و إما جحيما و سعيرا و ذلك بحسب العمل الصالح أو العمل الطالح كما قال تعالى (( فأما من أعطي و اتقى و صدق بالحسنى فسنيسره لليسرى )) أي الجنة (( و أما من بخل و استغنى و كذب بالحسنى فسنيسره للعسرى )) و هي جهنم هكذا كان النبي صلى الله عليه و آله و سلم يذكر أصحابه بالجنة و بالنار و يجعل ذلك وسيلا لتقريبهم إلى عبادة الله تبارك و تعالى ... .
الشيخ : أهلا و سهلا .
السائل : هم سؤالين السؤال الأول هل يدخل المنهج فى باب العقيدة أم في باب الأحكام شق من السؤال و هي من المذاهب الدعوية تدخل في حديث الافتراق ؟
الشيخ : نحن لا يهمنا الجواب عن هذا السؤال الأمور الاصطلاحية التي طرأت و تطرأ خاصة في هذا الزمان فأنا أقول كما قال عليه السلام في حديث خطبة الحاجة التي ذكرتها أنفا و فيها يقول الرسول صل الله عليه و آله و سلم ( و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و آله و سلم ) و في رواية أخرى ( و خير الهدى هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم ) فهدي النبي صل الله عليه و آله و سلم يجب أن يأخذ كليا لا نفرق بين الغاية و بين الوسيلة لأن الوسيلة تؤدي إلى الغاية التي شرعها الله عز و جل فإذا كان هناك وسائل قد بينها الرسول عليه السلام للأمة و أمرهم باتخاذها أو حضهم عليها فلا يجوز لنا نحن أن نحدث مقابلها وسائل جديدة و لو كانت هذه الوسائل من الأمور المباحة و لكنها و لكننا نتخذها وسيلة لدعوة الأمة إلى الإسلام بعامة أو إلى الإسلام بتفاصيله التى جاء بها النببي صل الله عليه و آله و سلم نحن نعلم أنه قد جد فى هذا الزمان مفاهيم جديدة اتخذوها لتقريب الناس إلى الإسلام و اتخذو هذه الوسائل كأنها غايات يلتزمونها بزعم أنها تقربهم إلى الله زلفى إنهم يتخذون من الوسائل مثلا من الألعاب الحديثة التي ابتلي بها بلاد الكفر لأنهم هم مقصودون ابتداء بمثل قوله تبارك و تعالى (( اتخذوا دينهم لهوا و لعبا و غرتهم الحياة الدنيا )) فاتبع سبيل هؤلاء بعض المسلمين الذين زين لهم اللعب بهذه الألعاب الجديدة التى جاءتنا من بلاد الكفر الذين لا دين لهم إلا اللهو و اللعب فاتخذها بعض من ينتمي إلى بعض الأحزاب الإسلامية وسائل لتقريب الشباب إلى الإسلام الذي أصبحوا بعدين مع الأسف كل البعد عنه لم يكن هذا من هدى النبي صلى الله عليه و آله و سلم و إنما كان هديه هو دعوة الشباب و الشيوخ و الناس جميعا إلى عبادة الله تبارك و تعالى و حدىه لا شريك له و تذكيرهم بأن هناك حياة أخرى إما نعيما مقيما و إما جحيما و سعيرا و ذلك بحسب العمل الصالح أو العمل الطالح كما قال تعالى (( فأما من أعطي و اتقى و صدق بالحسنى فسنيسره لليسرى )) أي الجنة (( و أما من بخل و استغنى و كذب بالحسنى فسنيسره للعسرى )) و هي جهنم هكذا كان النبي صلى الله عليه و آله و سلم يذكر أصحابه بالجنة و بالنار و يجعل ذلك وسيلا لتقريبهم إلى عبادة الله تبارك و تعالى ... .
التكلم على النهي عن التشبه بالكفار .
الشيخ : ... فاتخذت اليوم بعض الوسائل من بعض الناس تشبها بؤلائك الكفار الذي حذرنا النبي صلى الله عليه و آله و سلم من أن نتشبه بهم في كثير من الأحاديث الصحيحة المعروفة لدي الحاضرين جميعهم إن شاء الله منها قوله عليه الصلاة و السلام كما في صحيح البخارى ( لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر و ذرعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود و النصارى قال فمن الناس ) و قال عليه الصلاة و السلام في حديث الصحيح فى مسند أحمد و غيره ( بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله و حده لا شريك له و جعل رزقى تحت ظل رمحي و جعل الذل و الصّغار على من خالف أمري و من تشبه بقوم فهو منهم ) إن النبي صلى الله عليه و آله و سلم الوقت الذي نهى التشبه بالكفار فقد حض المسلمين على شيء أسمى و ... من ذلك ألا و هو قوله عليه الصلاة و السلام ( إن اليهود و النصارى لا يصبغون فخالفوهم ) إن اليهود و النصارى لا يصبغون أي شيبهم لا يصبغون شعورهم فخالفوهم هكذا عني النبي صلى الله عليه و آله و سلم بالمسلمين أن لا يتشبهوا بالكفار بل و أن لا يشتركوا مع الكفار في شيء لا يملكون فيه إلا الاشتراك و لكن قد أمر الرسول عليه السلام لمغايرتهم بصبغ الشعر أعني بالأمر الذي لا يسعهم أن يخالفوهم فيه الشيب فالشيب سنة الله عز و جل فى خلقه لا فرق فيه بين مسلم و كافر فكل من بلغ سنا معينا من البشر سيصاب بالشيب فأمر الرسول صلى الله عليه و آله و سلم المسلم إذا وخطه الشيب أن يصبغه لأن الكفار من اليهود و النصارى لا يصبغون شعورهم قال عليه السلام ( فخالفوهم ) و الأحاديث التي تأمر بمخالفة المشركين هي كثيرة جدا جدا و قد كنت جمعت طائفة طيبة منها في كتاب حجاب المرأة المسلمة فبإمكان من أراد التوسع في هذا المجال أن يرجع إليه و الشاهد أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم في الوقت الذي نهى عن التشبه فقد أضاف إلى ذلك أنه حض على مخالفة الكافر فالمخالفة أوسع من التشبه فقد لا يتشبه المسلم بالكافر فيما إذا مثلا شاب لأن هذا من خلق عز و جل لكنه يستطيع أن يخالف الكافر بصبغ شعره ولذلك قال عليه السلام ( إن اليهود و النصارى لا يصبغون فخالفوهم ) إذا كان حرص النبي صلى الله عليه و آله و سلم قد بلغ إلى هذه المنزلة في حض المسلمين على مخالفة المشركين فكيف يجوز لبعض المسلمين اليوم أن يتخذوا بعض الوسائل التي عليها الكفار لجذب الناس إلى المساجد مثلا حتى وصل الأمر ببعضهم أن يدخلوا الصور إلى المساجد بل و أدخلوا بعض آلات الطرب لبعض البلاد باسم ترقيق قلوب المسلمين و أدهى و أمر من هذا من حيث التدليس على الناس ما اتخذوه من الوسائل التي أشاعوها و سجلت أشرطة كثيرة بها ألا و هو ما يسمونه بالأناشيد الإسلامية قد جرهم إبليس الرجيم إلى هذه الوسيلة في أول الأمر بالتطرييب و التلحين ببعض ما يسمونه بالأناشيد الإسلامية بالأوزان التي يتغنى بها المغنون الماجنون هكذا بدؤوا بنشر الأناشيد المزعومة بأنها أناشيد إسلامية ثم جرهم الشيطان و نقلهم من هذه المعصية الأولى إلى معصية أخرى هي أشنع من الأولى حيث أخذوا يضربون على الدفوف و على الطبول فيما يسمونه بالأناشيد الإسلامية ثم ترقى الشيطن بهم إلى أن أدخلوا بعض الآلات الموسيقي الأخرى التى ما كان يعرفها الماجنون السابقون و إنما هي من الآلات التى ابتكروها الكفار الأروبيون أدخلوا هذه الأناشيد و هذه الآلات إلى بيوت الله تبارك و تعالى مع الصور و مع الفيديو و نحو ذلك من وسائل زعموا أنها في جلب الناس إلى طاعة الله و إلى عبادة الله في بيوت الله فقد وقعوا فيما وقع الكفار من قبل حينما ذكرت بعض نساء النبي صلى الله عليه و آله و سلم حينما رجعنا من الحبشة ذكرتا لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كنيسة رأينها في الحبشة و ذكرنا من صور و تصاوير فيها فقال عليه الصلاة و السلام ( أولائك كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على مسجده قبرا و صوروا فيه تلك التصاوير أولائك شرار القوم عند الله تبارك و تعالى ) هكذا صارت المساجد اليوم قريبة جدا من كنائس النصارى من حيث تزينها و من حيث زخرفتها و من حيث التغني فيها بما يسمونه بالأناشيد الدينية و أخشى ما أخشى أن يأتي يوما يسمح للنساء المتبرجات بأن يدخلن المساجد كما تفعل النصارى تماما في الكنائس نسأل الله عز و جل أن يكفينا شر محدثات الأمور هذا ما يتيسر لي الجواب عن ذاك السّؤال و نسأل الله للمسلمين أن يعودوا إلى دينهم على ضوء الكتاب و السنة و على ما كان عليه السلف الصالح .
ما التقويم العلمي لحسن البنا والسيد قطب .؟
الشيخ : نعم .
السائل : بارك الله فيك نريد التقيم أو التقويم الشرعي المعتدل لبعض الدعاة الإسلامين الماضين الذين تكرر الكلام حولهم من حسن البنا و السيد قطب لأن تضاربت الأراء منهم من يقول شيخ ناصر يقول كذا و منهم من يقول كذا يريد التقويم الشرعي الذي يراه فضيلتكم لحسن البنا و سيد قطب ؟
الشيخ : نعم نحن انطلاقا من قوله تعالى (( و لا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب التقوى )) و نحن لا نبخس داعية حقه و نعتقد فيه دون إفراط و دون تفريط فحسن البنا أعتقد أن له يدا حسنة على كثير من الشباب المسلمين الذين كانوا ضائعين وراء اتباع الملاهي و العادات الغربية كالملاهي و السينمايات فجمعهم حول تكتل هو تكتل حزبي لا نرضاه لأن ... و لكن قد كان دعاهم إلى اتباع الكتاب و السنة و التمسك بالإسلام الذي كان هو على علم به فنفع به الله ما شاء من النفع و انتشرت دعوته في أقطار العالم الإسلامي هذا ما ندين الله به بالنسبة لدعوته لا نغالي فيه كما يغالي المتحزبين له فإنه لم يكن مع الأسف على علم بالكتاب و بالسنة و لم يكن داعية إلى الكتاب و إلى السنة على منهج السلف الصالح و قد قلت آنفا أنه لا يوجد فرقة أو طائفة على وجه الأرض من تنكر التمسك بالكتاب و السنة بل كل طائفة مهما كانت عريقة في الضلال كالشيعة و الخوارج مثلا هم يقولون نحن على الكتاب و السنة فضلا عن حسن البنا و سيد قطب و من سار وراءهما فهم أيضا يدعون التمسك بالكتاب و السنة و لكن إلى اليوم مع الأسف الشديد كحزب معروف حزب الإخوان المسلمين لا يعلونها صريحة أنهم متمسكون بالكتاب و السنة و على منهج السلف الصالح و إنهم هم يكتفون بالدعوة إلى الإسلام كتابا و سنة دعوة عامة و لذلك فنحن عرفنا بالتجربة أن الإخوان المسلمين يسلكون الآن مسلك حسن البنا في الدعوة إلى الإسلام و لو كانت مقرونة بالكتاب و السنة لكن دعوتهم عامة ليس فيها تفصيل حتى فيما يتعلق بالعقيدة فهم لا يعلنون التمسك بعقيدة السلف الصالح تفصيلا قد يقولونها كلمة مجملة لكن الذي نراه واقعا في كثير من البلاد التي ينتشر فيها حزب الإخوان المسلمين أنهم يقنعون التمسك بالإسلام كل حسب مذهبه و مشربه فالإخوان يجمعون بين السلفية و الخلفية أي بين من ينتمي إلى الخلف بل و قد يجمعون و يضمون إلى صفوفهم من قد يكون شيعي المذهب و أنا أعرف بتجربتي الخاصة أن الإخوان المسلمين بكون دعوتهم دعوة عامة ليست مفصلة و ليست على منهج السّلف الصالح تجد الإخوان المسلمين فى بلد غير الإخوان المسلمين فى بلد أخر هم مسلمون إخوانيون لكن فقههم و عقيدتهم مختلفة جدا فأنا أعرف مثلا على سبيل المثال أضرب مثلا حساسا و دقيقا جدا ألا و هو كتاب السيد سابق فقه السنة هذا الكتاب في الحقيقة أنا أنصح به الشباب المسلم الذي لم يسبق له أن يدرس الفقه المتبع على مذهب من المذاهب الأربعة كما هو شأن الشباب أكثر الشباب اليوم لا يدرسون الفقه لأنهم يدرسون الدراسة النظامية التي لا تدرس من الفقه إلى الشيء القليل و القليل جدا أنصح هؤلاء الشباب إذا أرادوا أن يتفقهوا أن يتفقهوا بكتاب فقه السنة للسيد سابق لأنه في الواقع قد فتح باب للمذهبين الجامدين الذين لا يعرفون الإسلام إلى في حدود مذهبهم الذي درسوه أو عاشوا عليه أو وجدوا عليه آبائهم و أجدادهم فقد فتح لهم طريقا في التمسك بما صح في السنة في المسائل الفقهية أنصح الشباب بهذا الكتاب و إن كان لي ملاحظات عليه فهذا أمر طبعي و لذلك كنت ألفت جزءا سميته تمام المنة في التعليق على فقه السنة غرضي من هذا الكتاب أن أقول بأن هذا كتاب فى بعض السرايا فى بعض البلاد الإسلامية يدرس على أنه قريب التناول و التفهم و أنه لا يتعصب لمذهب من مذاهب المتبعة اليوم و في بلد أخر ينبذ نبذ النواة من طائفة من الإخوان المسلمين و مؤلفه من رؤوس الإخوان المسلمين و من تلامذة حسن البنا رحمه الله تبارك و تعالى فإذا هم لا ينهجون منهجا في تبني الإسلام كليا و إنما يدعون دعوة عامة من يلتفون حولهم و على قاعدة بدت لي تتلخص بأن دعوتهم قائمة على كتل ثم ثقف ثم بعد ذلك لا ثقافة لأنهم يدعون الناس على حد التعبير في بعض البلاد الشامية " كل مين على دينه الله يعينه " ... و قد يلتقي مع هذا التعبير فقه منحرف قائم على حديث لا أصل له ألا وهو كما تعلمون ( اختلاف أمتي رحمة ) ( اختلاف أمتي رحمة ) و لذلك بنوا على ذلك كلمة لا أصل لها و هي قولهم " من قلد عالما لقي الله سالما " و لذلك نجد مع الأسف الشديد بعض الرؤوس البارزة منهم و الذين عندهم شيء من فقه الذي يسمونه بالفقه المقارن و لكن الفقه المقارن إذا لم يكن مقرونا بالترجيح بما يوافق الكتاب و السنة و السنة الصحيحة كان الجمود المذهبي خيرا منه نجد بعض هؤلاء الذين درسوا هذا الفقه المقارن يأخذون من كل مذهب ما يزعمونه من التيسير على الناس و تقريبهم إلى الدين و عدم تنفيرهم منه و لو باستحلال ما حرم الله فنجد مثلا بعضهم يحلل الآلات الموسيقية و لا يحرمها مع وجود الأحاديث الصحيحة في ذلك كما تعلمون ثم يشككون الناس بصحة هذه الأحاديث مع أنها صحيحة و يضيفون إلى ذلك شبهة ابتكروها و هي مخالفة ما عليه كافة الفقهاء من الأئمة الأربعة و أتباعهم و هي قول بعضهم في مثل هذا الأمر أعني آلات الطرب و تحريمها يقول بعضهم أنه لا يوجد هناك نص قاطع في التحريم يقول قاطع لا يوجد نص قاطع في التحريم و هو يعلم أن الأحكام الشرعية عند كافة علماء المسلمين لا يشترط فيها أن يوجد نص قاطع بل هؤلاء الفقهاء و بخاصة المتأخرين منهم يفصلون في علم أصولهم بين النصوص فيقولون قد يكون النص قطعي الثبوت غير قطعي الدلالة و قد يكون قطعي الدلالة غير قطعي الثبوت فهم يكتفون في الأحكام الشرعية أن يكون دلالة ظني الثبوت و لو كان ظني القطع أيضا ويعنون بالظن هنا كما لا يخفي على الحاضرين إن شاء الله هو الظن الغالب فنجد ذلك البعض يشترط في بعض الأحكام الشرعية التى استحلها على الرغم من وجود بعض الأحاديث الصحيحة فهو ينفى دلالتها لكونها غير قطعية الثبوت و غير قطعية الدلالة مثاله مثلا الحديث الذي رواه البخاري كما هو معلوم ( لا يكونن فى أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف يمسون فى لهو و لعب و يصبحون و قد مسخوا قردة و خنازير ) ، فهو يقول إن هذا الحديث ما صح على القطع و يورد هنا الشبهة التي ينقلها عن الإمام ابن حازم رحمه الله أن هذا الحديث منقطع بين الإمام البخاري و بين شيخي هشام بن عمار و لا انقطاع فى ذلك إطلاقا كما هو مذكور في غير هذا المحل و من المراجع التي ننصح الرجوع إليها لمعرفة الرد الصحيح على ابن حزم في هذه الدعوة و غيرها حول هذا الحديث هو كتاب فتح البارى للشيخ أحمد بن حجر العسقلاني رحمه الله فقد كفى و شفى في الرد على هذه الشبهة لا شك أن هذا البعض المشار إليه ققد وقف على كلام الحافظ ابن حجر و رده على ابن حزم بل و وقف على كلام ابن تيمية و ابن القيم و كثير من علماء الحديث الذين قطعوا بصحة هذا الحديث فهو يشكك في دلالة هذا الحديث و في ثبوته فيقول إنه من حيث الثبوت فيه شبهة القطع و من حيث الدلالة يقول إن الحديث يحرم هذه المجموعة و لا يحرم هذه المعازف لوحدها و البحث في هذه المسألة لخصوصها له مجال آخر و لكني أردت أن أقول إن الإخوان المسلمين مع أن دعوتهم أنصح للشباب إلى حد ما و لكنهم لا يسلكون في دعوتهم مسلك الدعوة على منهج السلف الصالح هكذا خطط لهم حسن البنا رحمه الله و غفر له و على ذلك جرى أيضا السيد قطب و لكني أعتقد بأن السيد قطب في آخر حياته و هو في سجنه قد بدا منه تحول كبير جدا إلى بعض الأصول السلفية و إن كان في كتبه القديمة فيها كثير من الأخطاء العلمية سواء ما يتعلق منها ببعض العقائد أو ببعض الأحكام و لكني أقول إنه في السجن قد ظهر منه أنه لا يدعو إلى مثل هذا التكتل و هذا التحزب الذي لا يقوم على ما نسميه نحن بالتصفية و التربية و كلامه هذا مسجل في مقالته المعروفة " لماذا أعدموني " و أنا أنصح الإخوان المسلمين أن يقرؤوا هذا البحث من هذا الرجل الذي تبين له أن مخططهم الذين لا يزالون يمشون عليه لا يحقق ما يرمون إليه من إقامة الحكم بالإسلام أو تحقيق الدولة المسلمة لأن ذلك يتطلب العلم النافع و العمل الصالح و العلم النافع لا يتحقق إلى بدراسته و على المنهج الذي تقدمنا له آنفا ألا و هو الرجوع إلى الكتاب و إلى السنة و على منهج السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم و ختاما أقول و كل خير في اتباع من سلف و كل شر فى ابتداع من خلف و لعلكم تسمحون لي الآن فى الإمساك عن الكلام فقد انتهي الوقت الذي أردتموه و جزاكم الله خيرا و سلامي على من يسمع صوتي و من يبلغه إن شاء الله .
السائل : و عليكم السلام و رحمة الله في الختام .
الشيخ : نعم .
السائل : نشكر فضيلتكم و السامع هنا كلهم رغبة فى سلام عليك .
الشيخ : عليك و عليهم السلام ورحمة الله و بركاته .
السائل : و كلهم كانوا آذانا صاغية و نحمد الله على وجود مثل فضيلتك نتنور بعلمه و نعتدل بعقله و حكمته و نسأل الله تبارك و تعالى أن يبارك في عمرك و أن ينفع بك الإسلام و مسلمين .
الشيخ : الله يبارك فيك يا شيخ عبد الله و فيك الخير و البركة و أنا أنصح الإخوان الذين حضروا عندك أن يهتبلوها فرصة ليتلقوا منك العلم النافع إن شاء الله و فيك غنية و كفاية إن شاء الله .
السائل : جزاك الله خيرا يا شيخ السلام عليكم .
الشيخ : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
السائل : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
السائل : بارك الله فيك نريد التقيم أو التقويم الشرعي المعتدل لبعض الدعاة الإسلامين الماضين الذين تكرر الكلام حولهم من حسن البنا و السيد قطب لأن تضاربت الأراء منهم من يقول شيخ ناصر يقول كذا و منهم من يقول كذا يريد التقويم الشرعي الذي يراه فضيلتكم لحسن البنا و سيد قطب ؟
الشيخ : نعم نحن انطلاقا من قوله تعالى (( و لا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب التقوى )) و نحن لا نبخس داعية حقه و نعتقد فيه دون إفراط و دون تفريط فحسن البنا أعتقد أن له يدا حسنة على كثير من الشباب المسلمين الذين كانوا ضائعين وراء اتباع الملاهي و العادات الغربية كالملاهي و السينمايات فجمعهم حول تكتل هو تكتل حزبي لا نرضاه لأن ... و لكن قد كان دعاهم إلى اتباع الكتاب و السنة و التمسك بالإسلام الذي كان هو على علم به فنفع به الله ما شاء من النفع و انتشرت دعوته في أقطار العالم الإسلامي هذا ما ندين الله به بالنسبة لدعوته لا نغالي فيه كما يغالي المتحزبين له فإنه لم يكن مع الأسف على علم بالكتاب و بالسنة و لم يكن داعية إلى الكتاب و إلى السنة على منهج السلف الصالح و قد قلت آنفا أنه لا يوجد فرقة أو طائفة على وجه الأرض من تنكر التمسك بالكتاب و السنة بل كل طائفة مهما كانت عريقة في الضلال كالشيعة و الخوارج مثلا هم يقولون نحن على الكتاب و السنة فضلا عن حسن البنا و سيد قطب و من سار وراءهما فهم أيضا يدعون التمسك بالكتاب و السنة و لكن إلى اليوم مع الأسف الشديد كحزب معروف حزب الإخوان المسلمين لا يعلونها صريحة أنهم متمسكون بالكتاب و السنة و على منهج السلف الصالح و إنهم هم يكتفون بالدعوة إلى الإسلام كتابا و سنة دعوة عامة و لذلك فنحن عرفنا بالتجربة أن الإخوان المسلمين يسلكون الآن مسلك حسن البنا في الدعوة إلى الإسلام و لو كانت مقرونة بالكتاب و السنة لكن دعوتهم عامة ليس فيها تفصيل حتى فيما يتعلق بالعقيدة فهم لا يعلنون التمسك بعقيدة السلف الصالح تفصيلا قد يقولونها كلمة مجملة لكن الذي نراه واقعا في كثير من البلاد التي ينتشر فيها حزب الإخوان المسلمين أنهم يقنعون التمسك بالإسلام كل حسب مذهبه و مشربه فالإخوان يجمعون بين السلفية و الخلفية أي بين من ينتمي إلى الخلف بل و قد يجمعون و يضمون إلى صفوفهم من قد يكون شيعي المذهب و أنا أعرف بتجربتي الخاصة أن الإخوان المسلمين بكون دعوتهم دعوة عامة ليست مفصلة و ليست على منهج السّلف الصالح تجد الإخوان المسلمين فى بلد غير الإخوان المسلمين فى بلد أخر هم مسلمون إخوانيون لكن فقههم و عقيدتهم مختلفة جدا فأنا أعرف مثلا على سبيل المثال أضرب مثلا حساسا و دقيقا جدا ألا و هو كتاب السيد سابق فقه السنة هذا الكتاب في الحقيقة أنا أنصح به الشباب المسلم الذي لم يسبق له أن يدرس الفقه المتبع على مذهب من المذاهب الأربعة كما هو شأن الشباب أكثر الشباب اليوم لا يدرسون الفقه لأنهم يدرسون الدراسة النظامية التي لا تدرس من الفقه إلى الشيء القليل و القليل جدا أنصح هؤلاء الشباب إذا أرادوا أن يتفقهوا أن يتفقهوا بكتاب فقه السنة للسيد سابق لأنه في الواقع قد فتح باب للمذهبين الجامدين الذين لا يعرفون الإسلام إلى في حدود مذهبهم الذي درسوه أو عاشوا عليه أو وجدوا عليه آبائهم و أجدادهم فقد فتح لهم طريقا في التمسك بما صح في السنة في المسائل الفقهية أنصح الشباب بهذا الكتاب و إن كان لي ملاحظات عليه فهذا أمر طبعي و لذلك كنت ألفت جزءا سميته تمام المنة في التعليق على فقه السنة غرضي من هذا الكتاب أن أقول بأن هذا كتاب فى بعض السرايا فى بعض البلاد الإسلامية يدرس على أنه قريب التناول و التفهم و أنه لا يتعصب لمذهب من مذاهب المتبعة اليوم و في بلد أخر ينبذ نبذ النواة من طائفة من الإخوان المسلمين و مؤلفه من رؤوس الإخوان المسلمين و من تلامذة حسن البنا رحمه الله تبارك و تعالى فإذا هم لا ينهجون منهجا في تبني الإسلام كليا و إنما يدعون دعوة عامة من يلتفون حولهم و على قاعدة بدت لي تتلخص بأن دعوتهم قائمة على كتل ثم ثقف ثم بعد ذلك لا ثقافة لأنهم يدعون الناس على حد التعبير في بعض البلاد الشامية " كل مين على دينه الله يعينه " ... و قد يلتقي مع هذا التعبير فقه منحرف قائم على حديث لا أصل له ألا وهو كما تعلمون ( اختلاف أمتي رحمة ) ( اختلاف أمتي رحمة ) و لذلك بنوا على ذلك كلمة لا أصل لها و هي قولهم " من قلد عالما لقي الله سالما " و لذلك نجد مع الأسف الشديد بعض الرؤوس البارزة منهم و الذين عندهم شيء من فقه الذي يسمونه بالفقه المقارن و لكن الفقه المقارن إذا لم يكن مقرونا بالترجيح بما يوافق الكتاب و السنة و السنة الصحيحة كان الجمود المذهبي خيرا منه نجد بعض هؤلاء الذين درسوا هذا الفقه المقارن يأخذون من كل مذهب ما يزعمونه من التيسير على الناس و تقريبهم إلى الدين و عدم تنفيرهم منه و لو باستحلال ما حرم الله فنجد مثلا بعضهم يحلل الآلات الموسيقية و لا يحرمها مع وجود الأحاديث الصحيحة في ذلك كما تعلمون ثم يشككون الناس بصحة هذه الأحاديث مع أنها صحيحة و يضيفون إلى ذلك شبهة ابتكروها و هي مخالفة ما عليه كافة الفقهاء من الأئمة الأربعة و أتباعهم و هي قول بعضهم في مثل هذا الأمر أعني آلات الطرب و تحريمها يقول بعضهم أنه لا يوجد هناك نص قاطع في التحريم يقول قاطع لا يوجد نص قاطع في التحريم و هو يعلم أن الأحكام الشرعية عند كافة علماء المسلمين لا يشترط فيها أن يوجد نص قاطع بل هؤلاء الفقهاء و بخاصة المتأخرين منهم يفصلون في علم أصولهم بين النصوص فيقولون قد يكون النص قطعي الثبوت غير قطعي الدلالة و قد يكون قطعي الدلالة غير قطعي الثبوت فهم يكتفون في الأحكام الشرعية أن يكون دلالة ظني الثبوت و لو كان ظني القطع أيضا ويعنون بالظن هنا كما لا يخفي على الحاضرين إن شاء الله هو الظن الغالب فنجد ذلك البعض يشترط في بعض الأحكام الشرعية التى استحلها على الرغم من وجود بعض الأحاديث الصحيحة فهو ينفى دلالتها لكونها غير قطعية الثبوت و غير قطعية الدلالة مثاله مثلا الحديث الذي رواه البخاري كما هو معلوم ( لا يكونن فى أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف يمسون فى لهو و لعب و يصبحون و قد مسخوا قردة و خنازير ) ، فهو يقول إن هذا الحديث ما صح على القطع و يورد هنا الشبهة التي ينقلها عن الإمام ابن حازم رحمه الله أن هذا الحديث منقطع بين الإمام البخاري و بين شيخي هشام بن عمار و لا انقطاع فى ذلك إطلاقا كما هو مذكور في غير هذا المحل و من المراجع التي ننصح الرجوع إليها لمعرفة الرد الصحيح على ابن حزم في هذه الدعوة و غيرها حول هذا الحديث هو كتاب فتح البارى للشيخ أحمد بن حجر العسقلاني رحمه الله فقد كفى و شفى في الرد على هذه الشبهة لا شك أن هذا البعض المشار إليه ققد وقف على كلام الحافظ ابن حجر و رده على ابن حزم بل و وقف على كلام ابن تيمية و ابن القيم و كثير من علماء الحديث الذين قطعوا بصحة هذا الحديث فهو يشكك في دلالة هذا الحديث و في ثبوته فيقول إنه من حيث الثبوت فيه شبهة القطع و من حيث الدلالة يقول إن الحديث يحرم هذه المجموعة و لا يحرم هذه المعازف لوحدها و البحث في هذه المسألة لخصوصها له مجال آخر و لكني أردت أن أقول إن الإخوان المسلمين مع أن دعوتهم أنصح للشباب إلى حد ما و لكنهم لا يسلكون في دعوتهم مسلك الدعوة على منهج السلف الصالح هكذا خطط لهم حسن البنا رحمه الله و غفر له و على ذلك جرى أيضا السيد قطب و لكني أعتقد بأن السيد قطب في آخر حياته و هو في سجنه قد بدا منه تحول كبير جدا إلى بعض الأصول السلفية و إن كان في كتبه القديمة فيها كثير من الأخطاء العلمية سواء ما يتعلق منها ببعض العقائد أو ببعض الأحكام و لكني أقول إنه في السجن قد ظهر منه أنه لا يدعو إلى مثل هذا التكتل و هذا التحزب الذي لا يقوم على ما نسميه نحن بالتصفية و التربية و كلامه هذا مسجل في مقالته المعروفة " لماذا أعدموني " و أنا أنصح الإخوان المسلمين أن يقرؤوا هذا البحث من هذا الرجل الذي تبين له أن مخططهم الذين لا يزالون يمشون عليه لا يحقق ما يرمون إليه من إقامة الحكم بالإسلام أو تحقيق الدولة المسلمة لأن ذلك يتطلب العلم النافع و العمل الصالح و العلم النافع لا يتحقق إلى بدراسته و على المنهج الذي تقدمنا له آنفا ألا و هو الرجوع إلى الكتاب و إلى السنة و على منهج السلف الصالح رضي الله تعالى عنهم و ختاما أقول و كل خير في اتباع من سلف و كل شر فى ابتداع من خلف و لعلكم تسمحون لي الآن فى الإمساك عن الكلام فقد انتهي الوقت الذي أردتموه و جزاكم الله خيرا و سلامي على من يسمع صوتي و من يبلغه إن شاء الله .
السائل : و عليكم السلام و رحمة الله في الختام .
الشيخ : نعم .
السائل : نشكر فضيلتكم و السامع هنا كلهم رغبة فى سلام عليك .
الشيخ : عليك و عليهم السلام ورحمة الله و بركاته .
السائل : و كلهم كانوا آذانا صاغية و نحمد الله على وجود مثل فضيلتك نتنور بعلمه و نعتدل بعقله و حكمته و نسأل الله تبارك و تعالى أن يبارك في عمرك و أن ينفع بك الإسلام و مسلمين .
الشيخ : الله يبارك فيك يا شيخ عبد الله و فيك الخير و البركة و أنا أنصح الإخوان الذين حضروا عندك أن يهتبلوها فرصة ليتلقوا منك العلم النافع إن شاء الله و فيك غنية و كفاية إن شاء الله .
السائل : جزاك الله خيرا يا شيخ السلام عليكم .
الشيخ : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
السائل : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اضيفت في - 2004-08-16