سلسلة الهدى والنور-820
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
كلمة للشيخ حول تقسيم بعض أصحاب الأحزاب أن الاسلام ينقسم إلى قشور ولباب .
الشيخ : جاهز
السائل : نعم
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل افلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده ورسوله . أما بعد ، فإننا في زمان قليل علماؤه كثير خطباءه ، ومن هؤلاء بعض الذين ينتمون إلى بعض الأحزاب الإسلامية ويدعون أنهم من الدعاة إلى الإسلام ، وفي سبيل دعوتهم هذه ، قد يستبيحون استعمال عبارات لا تضيق استعمالها وإطلاقها على الشرع وأحكامه ، من ذلك أن بعضهم يقسمون الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية ، إلى قسمين إثنين ويعبرون عنهما بقولهم : أن قسمًا منها لبًا والقسم الآخر قشرًا .
الذي أريد أن أذكر به بين يدي الدخول في المسألة ، و هو مقدمة وجيزة وهي أنه أولًا : لا يجوز للمسلم أن يقسم الإسلام إلى تعبيران غير مشروعين ، أن نقول : الإسلام قشر ولب . وأن على المسلمين أن يهتموا باللب دون القشر .
هذا التقسيم ما أنزل الله به من سلطان ، بل هو ضرب للإسلام من حيث يشعرون أو لا يشعرون . نعم الإسلام فيه أحكام مختلفة كما تعلمون ، من الفرض إلى الأمر المدد ، هذه حقائق مشروعة ، لكن اللب الذي هو من العبادات ، أدناها منزلة وفضيلة عند الله مع ذلك لا يجوز تسميتها بالقشر .
وذلك لأن المقصود بهذه التسمية هو الخفض من قيمة هذا الذي يسمونه بالقشر ، نقول نحن نقول : المندوب أو المستحب .
وكلنا يعلم أن الله عز وجل ببالغ حكمته حينما شرع الإسلام على مراتب كما ذكرنا أنفًا من الفرض إلى الندب ، لم يكن ذلك إلا بحكمة بالغة . ولعل منا يوضح هذا المعنى قوله عليه الصلاة و السلام : (أول ما يُحاسب العبد يوم القيامة الصلاة ، فأن تمت فقد أفلح وأنجح ، وأن نقصت قال الله عز وجل و هنا الشاهد : انظروا هل لعبدي من تطوع فتتم له به فريضته) الشاهد هنا ، انظروا هل لعبدي من تطوع والتطوع هو التنفل ،يعني ما ليس بفرض ، هل له من تطوع فتتمون به فريضته أي : إن المسلم وهو مطبوع على كما قال عليه الصلاة والسلام : (كل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون ) . فلابد من أن الإنسان أن يقع في بعض العصيان هكذا ، طبع الله بني الإنسان خلافًا للملائكة الذين وصفهم بقوله تبارك وتعالى في القرآن : (( لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )) أما الإنسان فقد طبعوا على خلاف ذلك حتى قال عيه الصلاة والسلام : ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ) . أي : طبيعة الإنسان أن يقع في المعصية ولكن ليس من رغبات الشارع الحكيم أن يقنع هذا الإنسان بالمعصية و انما إن وقع فيها أن يتابعها بالإنابة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى والاستغفار والتوبة فإذاً إذا كان من كبيرة الإنسان أن يعصي الرحمن وأن ذلك مما لابد منه ، لذلك أنه قد يخل بالعبادة بالصلاة مثلًا ، وهذا الإخلال قد يكون تارة كمًا وتارة يكون كيفًا ، وأظنكم تعلمون معي ما الفرق بين الكم والكيف ؟ أما الكم فكلنا يعلم أن الله عز وجل فرض على كل مسلم بالغ مكلف خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فقد يهمل صلاة أو أكثر . هذا قصر في الكم ، وقد يكون حريصًا على المحافظة على صلاة الخمس كما هو مشابه الحمد لله كثير من الناس ، لكن لجهلهم بالشرع أو بالسنة فهم يقعون في النقص في الكيف ، وليس في الكم فهم محافظون على الصلوات الخمس ، كما نعلم ولكن قد تكون صلاتهم هذه ناقصة وقد يكون النقص في ركن من الأركان ، أو في واجب من الواجبات أو في سنة أو مستحبة من المستحبات ، هذا كله نقص في الكيف وهذا قلما ينجو منه مصلي إلا من شاء الله وقليل ما هم كثير من الناس يصلون مع محافظتهم على الصلوات الخمس ، لا يطمئنون في الصلاة ، يسارعون فيها . وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( لا تجزئ صلاة رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده ) هذا صلى ولكنه ما صلى ، كما جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان ذات يوم في المسجد ، وحينما دخل رجل فأخذ يصلي بعد أن صلى أقبل إلى النبي صلى الله عليه وآله سلم وقال : السلام عليك يا رسول الله ، قال : ( وعليك السلام ، إرجع فصلي فإنك لم تصل ) فرجع الرجل وصلى
وبعد الصلاة أقبل أيضًا على النبي صلى الله عليه وآله سلم قال : السلام عليك يا رسول الله . قال : (وعليك السلام ، إرجع فصلي فإنك لم تصلٍ) وهكذا في المرة الثالثة . في هذه المرة كما يُقال أسخط في هذا الرجل ، وعرف أنه لا يحسن الصلاة ، واعترف بذلك وقال : والله يا رسول الله لا أحسن غيرها ، فعلمني قال عليه السلام : ( إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما أمرك الله ، ثم استقبل القبلة ثم أذن ثم أقيم ثم كبر ، ثم أقرأ ما تيسر من القرآن ، ثم أركع حتى تطمئن راكعًا ، ثم ارفع حتى تطمئن قائمًا ، ثم أسجد حتى تطمئن ساجدًا ، ثم أرفع حتى تطمئن جالسًا ، ثم أسجد حتى تطمئن ساجدًا ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ) فإذا أنت فعلت ذلك فقد تمت صلاتك ، وإن أنت أنقصت منها ، فقد أنقصت من صلاتك.
الشيخ : أهلا وسهلاً أهلين:
الشيخ : أقول : حديثنا المذكور آنفًا قبل حديث المسيء صلاته ، الذي فيه أن ذلك الرجل عاد الصلاة ثلاث مرات وهو لا يحسنها ، فقال معترفًا بأنه لا يحسن غيرها: علمني . فقال له عليه السلام كما سمعتم . الشاهد في الحديث الذي قبله وهو قوله عليه وسلم : ( أول ما يُحاسب العبد يوم القيامة الصلاة ، فأن تمت فقد أفلح وأنجح ، وإن نقصت قال الله عز وجل لملائكته : انظروا هل لعبدي من تطوع فتتم له به فريضته ) .
الشاهد من هذا الحديث أن الأحكام الشرعية فيها ما لابد منه ، وفيها ما يخير الإنسان فيه ، لكن هذا القسم الثاني يعتبر رديفًا احتياطيًا للقسم الأول ، القسم الأول كما شرحت آنفًا إذا وقع فيه نقص كمًا أو كيفًا ، فدارك الأمر ملائكة الله يوم القيامة من التطوع الذي هو ليس هو بفرض إذًا لا يصح أن نقسم الإسلام إلى لب وقشر ، و بخاصة إذا قصدنا بهذا التعبير الركيك المرفوض ، أن القشر لا يُعنى به ، وإنما هو اللب ، ذلك لأن الله عز وجل كما نشاهَد أو نشاهِد فيما خلق الله عز وجل من الثمار والخضار ونحو ذلك قد جعل لكثير منها قشرًا ولبًا ، وما كان هذا القشر قد خُلق عبثًا وإنما للمحافظة على اللب ، هذا تقريبًا للأحكام الشرعية التي فيها ما هو فرض و فيها ما هو مستحب ويسمي بعض المعاصرين اليوم ما هو فرض لأنه لبً ، وما هو ليس بفرض أنه قشر ، وليتهم يعنون أنه يُعنى بهذا القشر ، لكنهم يربحون بأنه ما ينبغي إلا الاعتناء باللب فقط ، وهنا يقعون في مشكلة أخرى حينما قسموا الإسلام إلى لب وقشر وهم يضيعون اللب أيضاً مع القشر ، ليس فقط من الناحية التي أشرت إليها بأن الله عز وجل خلق القشر للمحافظة على اللب بل من ناحية أخرى تتعلق بالعلم بالشريعة فهم لا يستطيعون بسبب جهلهم خاصة بالكتاب والسنة ، لا يستطيعون أن يفرقوا على حد تعبيرهم بينما هو لب عندهم وما هو قشر فيهملون كثيرًا من اللب بإسم قولهم: أنه من القشر ، بينما هم قد ضيعوا اللب والقشر معًا .
أعود الآن إلى المسألة التي أردت التنصيص والتنبيه عليها وهي أنه إذا دخل الداخل ، وكان الجالسون يودون به أنه من أولئك الذين يستحقون الإجلال والإكبار ، والتعظيم ، ولو في حدود الشرع ، فهم يبادرون إلى تقبيل يد هذا الشخص الجليل ، أنا أريد أن أذكر الآن بأمرين اثنين :
أولًا : ما حكم هذا التقبيل ؟ وثانيًا : هل هذا التقبيل هو الذي سنتحدث عنه أم هو شيء آخر ؟
الحقيقة أنه شيء آخر ، نحن بما علمنا من الأحاديث النبوية والآثار السلفية أن تقبيل اليد كان أمرًا معروفًا في عهد السلف الصالح من عامة الناس إلى أكابر الناس ، ولذلك فما نستطيع أن ننكر جواز تقبيل يد العالم الفاضل ، ولكن هنا لابد من التذكير بأمرين إثنين : أحدهما : أنه لا ينبغي أن نجعل هذا التقبيل ليد العالم الفاضل سنة مستمرة مطردة ، لأن هذا خلاف في السنة ، السنة كما قال أحد الصحابة ، ولعله أبو ذر رضي الله تعالى عنه قال : ما لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وصافحنا ، فالمصافحة هي سنة تلاقي المسلم مع أخيه المسلم بعد السلام ، وقد جاء في ذلك أحاديث كثيرة تحض على المصافحة كمثل قوله عليه الصلاة والسلام ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا تحاطت عنهما ذنوبهما ، كما يتحاط الورق عن الشجر في الخريف ) ، المصافحة هي السنة الرتيبة أما تقبيل اليد فأنا بأسميها من باب تفشيش الخلق ، يعني : رجل يحب هذا الرجل العالم ، فقد سمح له الشارع بتقبيل يده ، أما أن يجعلها ديدنه كلما لقيه قبل يده ، هذا لم يكن من عمل السلف إطلاقًا لكن أكثر من هذا وهنا في بيت القصيد كما يقال ، وبذلك تنتهي هذه الكلمة ، أنه لا ينبغي بعد التقبيل أن نضعه على جبهة ، وهذا الذي يشاهده دائمًا مع الأسف الشديد ، يعني : يقبل هكذا ثم يضعه على جبهته هذا ما يشبه السجود ، وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام قال لمعاذ بن جبل حينما قدم من الشام وقد سافر من المدينة إلى الشام ثم رأوا هناك النصارى كيف يعظمون قسيسيهم ورهبانهم فلما وقع بصره على النبي صلى الله عليه وسلم هم أن يسجدوا له فقال له عليه الصلاة والسلام : ( مه يا معاذ ، قال : يا رسول الله أني أتيت الشام فرأيت النصارى يسجدون لقسيسيهم و رهبانهم ، وجدتك أنت أحق بالسجود منهم ، فقال عليه الصلاة والسلام ، لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها ) . في حديث آخر لكن لا يصلح السجود إلا لله ، لهذا فما ينبغي ونذكر إخواننا الطيبين بأمرين اثنين أحدهما أهم من الآخر ، الآن أن لا تفعلوا هكذا ، الأمر الثاني : أن لا تتخذوا تقبيل يد العالم عادة وسنة ، وإنما على سبيل الندرة وهذا ما أردت التذكير به والذكرى تنفع المؤمنين .
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم إخواننا الذين قدموا من بلاد الغرب ، عندهم مجموعة كبيرة من الأسئلة وكل واحد من هذه الأسئلة يحتاج إلى وقت طويل ، ولكن نختار منها بعضها ، ولعل الله عز وجل يفسح في الأجل فنلقاهم ويكون لنا أيضًا أو لكم أجوبة على هذه الأسئلة التي كتبوها ، ونختار منها لا على سبيل الترتيب وإنما نختار منها اختيارًا عشوائيًا .
السائل : نعم
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل افلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده ورسوله . أما بعد ، فإننا في زمان قليل علماؤه كثير خطباءه ، ومن هؤلاء بعض الذين ينتمون إلى بعض الأحزاب الإسلامية ويدعون أنهم من الدعاة إلى الإسلام ، وفي سبيل دعوتهم هذه ، قد يستبيحون استعمال عبارات لا تضيق استعمالها وإطلاقها على الشرع وأحكامه ، من ذلك أن بعضهم يقسمون الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية ، إلى قسمين إثنين ويعبرون عنهما بقولهم : أن قسمًا منها لبًا والقسم الآخر قشرًا .
الذي أريد أن أذكر به بين يدي الدخول في المسألة ، و هو مقدمة وجيزة وهي أنه أولًا : لا يجوز للمسلم أن يقسم الإسلام إلى تعبيران غير مشروعين ، أن نقول : الإسلام قشر ولب . وأن على المسلمين أن يهتموا باللب دون القشر .
هذا التقسيم ما أنزل الله به من سلطان ، بل هو ضرب للإسلام من حيث يشعرون أو لا يشعرون . نعم الإسلام فيه أحكام مختلفة كما تعلمون ، من الفرض إلى الأمر المدد ، هذه حقائق مشروعة ، لكن اللب الذي هو من العبادات ، أدناها منزلة وفضيلة عند الله مع ذلك لا يجوز تسميتها بالقشر .
وذلك لأن المقصود بهذه التسمية هو الخفض من قيمة هذا الذي يسمونه بالقشر ، نقول نحن نقول : المندوب أو المستحب .
وكلنا يعلم أن الله عز وجل ببالغ حكمته حينما شرع الإسلام على مراتب كما ذكرنا أنفًا من الفرض إلى الندب ، لم يكن ذلك إلا بحكمة بالغة . ولعل منا يوضح هذا المعنى قوله عليه الصلاة و السلام : (أول ما يُحاسب العبد يوم القيامة الصلاة ، فأن تمت فقد أفلح وأنجح ، وأن نقصت قال الله عز وجل و هنا الشاهد : انظروا هل لعبدي من تطوع فتتم له به فريضته) الشاهد هنا ، انظروا هل لعبدي من تطوع والتطوع هو التنفل ،يعني ما ليس بفرض ، هل له من تطوع فتتمون به فريضته أي : إن المسلم وهو مطبوع على كما قال عليه الصلاة والسلام : (كل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون ) . فلابد من أن الإنسان أن يقع في بعض العصيان هكذا ، طبع الله بني الإنسان خلافًا للملائكة الذين وصفهم بقوله تبارك وتعالى في القرآن : (( لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )) أما الإنسان فقد طبعوا على خلاف ذلك حتى قال عيه الصلاة والسلام : ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ) . أي : طبيعة الإنسان أن يقع في المعصية ولكن ليس من رغبات الشارع الحكيم أن يقنع هذا الإنسان بالمعصية و انما إن وقع فيها أن يتابعها بالإنابة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى والاستغفار والتوبة فإذاً إذا كان من كبيرة الإنسان أن يعصي الرحمن وأن ذلك مما لابد منه ، لذلك أنه قد يخل بالعبادة بالصلاة مثلًا ، وهذا الإخلال قد يكون تارة كمًا وتارة يكون كيفًا ، وأظنكم تعلمون معي ما الفرق بين الكم والكيف ؟ أما الكم فكلنا يعلم أن الله عز وجل فرض على كل مسلم بالغ مكلف خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فقد يهمل صلاة أو أكثر . هذا قصر في الكم ، وقد يكون حريصًا على المحافظة على صلاة الخمس كما هو مشابه الحمد لله كثير من الناس ، لكن لجهلهم بالشرع أو بالسنة فهم يقعون في النقص في الكيف ، وليس في الكم فهم محافظون على الصلوات الخمس ، كما نعلم ولكن قد تكون صلاتهم هذه ناقصة وقد يكون النقص في ركن من الأركان ، أو في واجب من الواجبات أو في سنة أو مستحبة من المستحبات ، هذا كله نقص في الكيف وهذا قلما ينجو منه مصلي إلا من شاء الله وقليل ما هم كثير من الناس يصلون مع محافظتهم على الصلوات الخمس ، لا يطمئنون في الصلاة ، يسارعون فيها . وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( لا تجزئ صلاة رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده ) هذا صلى ولكنه ما صلى ، كما جاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان ذات يوم في المسجد ، وحينما دخل رجل فأخذ يصلي بعد أن صلى أقبل إلى النبي صلى الله عليه وآله سلم وقال : السلام عليك يا رسول الله ، قال : ( وعليك السلام ، إرجع فصلي فإنك لم تصل ) فرجع الرجل وصلى
وبعد الصلاة أقبل أيضًا على النبي صلى الله عليه وآله سلم قال : السلام عليك يا رسول الله . قال : (وعليك السلام ، إرجع فصلي فإنك لم تصلٍ) وهكذا في المرة الثالثة . في هذه المرة كما يُقال أسخط في هذا الرجل ، وعرف أنه لا يحسن الصلاة ، واعترف بذلك وقال : والله يا رسول الله لا أحسن غيرها ، فعلمني قال عليه السلام : ( إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما أمرك الله ، ثم استقبل القبلة ثم أذن ثم أقيم ثم كبر ، ثم أقرأ ما تيسر من القرآن ، ثم أركع حتى تطمئن راكعًا ، ثم ارفع حتى تطمئن قائمًا ، ثم أسجد حتى تطمئن ساجدًا ، ثم أرفع حتى تطمئن جالسًا ، ثم أسجد حتى تطمئن ساجدًا ، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ) فإذا أنت فعلت ذلك فقد تمت صلاتك ، وإن أنت أنقصت منها ، فقد أنقصت من صلاتك.
الشيخ : أهلا وسهلاً أهلين:
الشيخ : أقول : حديثنا المذكور آنفًا قبل حديث المسيء صلاته ، الذي فيه أن ذلك الرجل عاد الصلاة ثلاث مرات وهو لا يحسنها ، فقال معترفًا بأنه لا يحسن غيرها: علمني . فقال له عليه السلام كما سمعتم . الشاهد في الحديث الذي قبله وهو قوله عليه وسلم : ( أول ما يُحاسب العبد يوم القيامة الصلاة ، فأن تمت فقد أفلح وأنجح ، وإن نقصت قال الله عز وجل لملائكته : انظروا هل لعبدي من تطوع فتتم له به فريضته ) .
الشاهد من هذا الحديث أن الأحكام الشرعية فيها ما لابد منه ، وفيها ما يخير الإنسان فيه ، لكن هذا القسم الثاني يعتبر رديفًا احتياطيًا للقسم الأول ، القسم الأول كما شرحت آنفًا إذا وقع فيه نقص كمًا أو كيفًا ، فدارك الأمر ملائكة الله يوم القيامة من التطوع الذي هو ليس هو بفرض إذًا لا يصح أن نقسم الإسلام إلى لب وقشر ، و بخاصة إذا قصدنا بهذا التعبير الركيك المرفوض ، أن القشر لا يُعنى به ، وإنما هو اللب ، ذلك لأن الله عز وجل كما نشاهَد أو نشاهِد فيما خلق الله عز وجل من الثمار والخضار ونحو ذلك قد جعل لكثير منها قشرًا ولبًا ، وما كان هذا القشر قد خُلق عبثًا وإنما للمحافظة على اللب ، هذا تقريبًا للأحكام الشرعية التي فيها ما هو فرض و فيها ما هو مستحب ويسمي بعض المعاصرين اليوم ما هو فرض لأنه لبً ، وما هو ليس بفرض أنه قشر ، وليتهم يعنون أنه يُعنى بهذا القشر ، لكنهم يربحون بأنه ما ينبغي إلا الاعتناء باللب فقط ، وهنا يقعون في مشكلة أخرى حينما قسموا الإسلام إلى لب وقشر وهم يضيعون اللب أيضاً مع القشر ، ليس فقط من الناحية التي أشرت إليها بأن الله عز وجل خلق القشر للمحافظة على اللب بل من ناحية أخرى تتعلق بالعلم بالشريعة فهم لا يستطيعون بسبب جهلهم خاصة بالكتاب والسنة ، لا يستطيعون أن يفرقوا على حد تعبيرهم بينما هو لب عندهم وما هو قشر فيهملون كثيرًا من اللب بإسم قولهم: أنه من القشر ، بينما هم قد ضيعوا اللب والقشر معًا .
أعود الآن إلى المسألة التي أردت التنصيص والتنبيه عليها وهي أنه إذا دخل الداخل ، وكان الجالسون يودون به أنه من أولئك الذين يستحقون الإجلال والإكبار ، والتعظيم ، ولو في حدود الشرع ، فهم يبادرون إلى تقبيل يد هذا الشخص الجليل ، أنا أريد أن أذكر الآن بأمرين اثنين :
أولًا : ما حكم هذا التقبيل ؟ وثانيًا : هل هذا التقبيل هو الذي سنتحدث عنه أم هو شيء آخر ؟
الحقيقة أنه شيء آخر ، نحن بما علمنا من الأحاديث النبوية والآثار السلفية أن تقبيل اليد كان أمرًا معروفًا في عهد السلف الصالح من عامة الناس إلى أكابر الناس ، ولذلك فما نستطيع أن ننكر جواز تقبيل يد العالم الفاضل ، ولكن هنا لابد من التذكير بأمرين إثنين : أحدهما : أنه لا ينبغي أن نجعل هذا التقبيل ليد العالم الفاضل سنة مستمرة مطردة ، لأن هذا خلاف في السنة ، السنة كما قال أحد الصحابة ، ولعله أبو ذر رضي الله تعالى عنه قال : ما لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وصافحنا ، فالمصافحة هي سنة تلاقي المسلم مع أخيه المسلم بعد السلام ، وقد جاء في ذلك أحاديث كثيرة تحض على المصافحة كمثل قوله عليه الصلاة والسلام ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا تحاطت عنهما ذنوبهما ، كما يتحاط الورق عن الشجر في الخريف ) ، المصافحة هي السنة الرتيبة أما تقبيل اليد فأنا بأسميها من باب تفشيش الخلق ، يعني : رجل يحب هذا الرجل العالم ، فقد سمح له الشارع بتقبيل يده ، أما أن يجعلها ديدنه كلما لقيه قبل يده ، هذا لم يكن من عمل السلف إطلاقًا لكن أكثر من هذا وهنا في بيت القصيد كما يقال ، وبذلك تنتهي هذه الكلمة ، أنه لا ينبغي بعد التقبيل أن نضعه على جبهة ، وهذا الذي يشاهده دائمًا مع الأسف الشديد ، يعني : يقبل هكذا ثم يضعه على جبهته هذا ما يشبه السجود ، وإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام قال لمعاذ بن جبل حينما قدم من الشام وقد سافر من المدينة إلى الشام ثم رأوا هناك النصارى كيف يعظمون قسيسيهم ورهبانهم فلما وقع بصره على النبي صلى الله عليه وسلم هم أن يسجدوا له فقال له عليه الصلاة والسلام : ( مه يا معاذ ، قال : يا رسول الله أني أتيت الشام فرأيت النصارى يسجدون لقسيسيهم و رهبانهم ، وجدتك أنت أحق بالسجود منهم ، فقال عليه الصلاة والسلام ، لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها ) . في حديث آخر لكن لا يصلح السجود إلا لله ، لهذا فما ينبغي ونذكر إخواننا الطيبين بأمرين اثنين أحدهما أهم من الآخر ، الآن أن لا تفعلوا هكذا ، الأمر الثاني : أن لا تتخذوا تقبيل يد العالم عادة وسنة ، وإنما على سبيل الندرة وهذا ما أردت التذكير به والذكرى تنفع المؤمنين .
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم إخواننا الذين قدموا من بلاد الغرب ، عندهم مجموعة كبيرة من الأسئلة وكل واحد من هذه الأسئلة يحتاج إلى وقت طويل ، ولكن نختار منها بعضها ، ولعل الله عز وجل يفسح في الأجل فنلقاهم ويكون لنا أيضًا أو لكم أجوبة على هذه الأسئلة التي كتبوها ، ونختار منها لا على سبيل الترتيب وإنما نختار منها اختيارًا عشوائيًا .
إذا شذ إمام من أئمة السنة في مسألة من مسائل العقيدة فهل يكون ضالا أم هو مجتهد له أجر .؟
السائل : بسم الله الرحمان الرحيم خوننا الذين قديموا من بلاد الغرب عندهم مجموعو كبيرة من الأسئلة و كل واحد من هذه الأسئلة يحتاج وقت طويل و لكن نختار منها بعضها و لعل الله عز و جل يفسح و الأجل فنلقهم و يكون لنا أيضا و لكم أجوبة على هذه الأسئلة التى كتبوها و نختار منها على سبيل لا على سبيل الترتيب و إنما نختار منها إختيار عشوائيا السؤال الأول : إذا شذَّ إمام من الأئمة في أمر من أمور الدين والعقيدة ، كنفي بعض الصفات ، فهل يكون ضالًا أم مجتهدًا وله أجر ؟ هذا السؤال
الشيخ : يعني من إمام عالم؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : الجواب عن هذا السؤال يتعلق بمثل قوله عليه الصلاة والسلام ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر واحد ) ذلك أن هذا الحديث وإن اشتهر عند العلماء إستعماله في الأحكام الشرعية والمسائل التي يسمونها من المسائل الفرعية دون إستعمال هذا الحديث في المسائل الأصولية أو الاعتقادية ، وإن كان هذا إشتهر عند الأصوليين ، فأنه مما لا شك ولا ريب فيه أن الحديث يشمل الاجتهاد في كل من الأمرين المذكورين أي سواء كان فرعًا أو أصلًا سواء كان عقيدة أو حكمًا فقهيًا المهم أن العالم المسلم لا يلقي هكذا الكلام على عواهله ، إنما يجتهد في معرفة حكم ربه في كل ما كلف الله عز وجل عباده سواء كان فرعًا أو أصلًا ، سواء كان فقهًا أو عقيدةً ومعلوم أن الله عز وجل يقول في صريح القرآن الكريم (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) والآية ينبغي أن نتنبه للمعنى الحقيقي منها ، لأن ظاهر الآية (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) أي بشخصه وهذا بلا شك هو الخطوة الأولى من بعثة الرسول ولكن ليس المقصود هو شخص الرسول بذاته وإنما المقصود دعوة الرسول عليه السلام أكثر من الشخص ونحن نقرب لكم القضية لمثلين سامحين سهلين جداً بُعث الرسول أو بُعث رسول ما إلى قوم ما وفي هؤلاء القوم فيهم شخص أصم فهو لم يسمع دعوة الرسول ، هذا بُعث إليه رسول إلى قومه ، لكن هو ما سمع دعوة هذا الرسول ، فهو لم تقم حجة الله عليه وقيسوا على ذلك الشيخ الفاني بمعنى الخرفان ونحو ذلك الأظفال الصغار ، فهؤلاء بالرغم أنهم كانوا في الوقت ، الذي بُعث الرسول إلى قومهم فهم لم تبلغهم الدعوة ، هذا هو المثال الأول واعكسوا الآن دعوة هذا الرسول جاءت الجيل الثاني وهم لم يروا الرسول ولا سمعوا دعوته منه مباشرة ، ولكن الدعوة بلغتهم فهل تشملهم الآية الكريمة الجواب نعم . (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) فإذاً إما أن تقوم الحجة تقوم بواسطة الرسول مباشرة أو بواسطة غيره ممن يبلغ رسالته ، كما بلغها هو قومه إذاً الحجة تقوم ببلوغ الدعوة إلى المكلف .
والدعوة كما ذكرنا آنفًا قد تكون متعلقة بالعقيدة ، وقد تكون متعلقة بحكم شرعي ، فإذا افترضنا إنسانًا بلغته دعوة نبي على الوجه الصحيح في حكم شرعي فقهي ، ومع ذلك هو أن أنكر هذا الحكم ، فإنكاره و أؤكد ما قلت آنفًا بلغه الحكم كما لو كان سمع الحكم من النبي أو الرسول مباشرة ، ومع ذلك فهو أنكر فهذا يكفر .
على العكس من ذلك إنسانًا آخر لم تبلغه دعوة الرسول فيما يتعلق بعقيدة ما ، ولنضرب على ذلك مثلًا ، فنقول : مثل عقيدة عذاب القبر ، أو سؤال أو منكر ونكير ، ونحو ذلك من الغيبيات التي تدخل في عموم قوله تعالى (( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ )) فهذا المثال الثاني الرجل الثاني ، لم تبلغه دعوة الرسول فيما يتعلق بمثالنا هذا عذاب القبر ، هذا ليس مكلفًا ليس مسئولًا ، فيما إذا لم يؤمن بعذاب القبر ، بأن الحجة لم تبلغه ولم تقم عليه إذا عرفنا هذه الحقيقة .
حينئذٍ نعود إلى أصل السؤال ، أي إمام من أئمة المسلمين ، سواء كان خطأه متعلقًا بعقيدة أو كان خطأه متعلقًا بحكم فقهي ، فهو غير مؤاخذ إذا لم تبلغه الحجة ، والعكس بالعكس تمامًا ، كل من بلغته الحجة سواء في العقيدة أو في الفقه ، وأنكرها فهو الذي قامت عليه حجة الله ، فذلك نجين وهذا هالك فلا فرق إذًا بين من يقع في خطأ إنكار صفة من الصفات مثلًا الإلهية إذا كان إنكارها ليس عنادًا وليس جحودًا ، وإنما كان باجتهاد منه ، ولو أنه هذا الاجتهاد كان منه خطأ هنا يرد الحديث الذي ابتدأنا الجواب به عن هذا السؤال ( إذاحكم الحاكم فأصاب فله أجران وأن أخطأ فله أجر واحد ) لذلك ما يشيع في هذا الزمان ، أن من أخطأ في الأصول أو في العقيدة فهو غير معذور ، هذا الإطلاق خطأ جلي جدًا ، لا يصح أن يتبناه المسلم.
السائل : بسم الله الرحمان الرحيم عودًا إلى السؤال الأول قبل أن ننتقل إلى السؤال الثاني ، حيث أن أحد الإخوان يريد أن يستفسر عن جزئية من السؤال أو الجواب لا أدري .
الشيخ : يعني من إمام عالم؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : الجواب عن هذا السؤال يتعلق بمثل قوله عليه الصلاة والسلام ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإن أخطأ فله أجر واحد ) ذلك أن هذا الحديث وإن اشتهر عند العلماء إستعماله في الأحكام الشرعية والمسائل التي يسمونها من المسائل الفرعية دون إستعمال هذا الحديث في المسائل الأصولية أو الاعتقادية ، وإن كان هذا إشتهر عند الأصوليين ، فأنه مما لا شك ولا ريب فيه أن الحديث يشمل الاجتهاد في كل من الأمرين المذكورين أي سواء كان فرعًا أو أصلًا سواء كان عقيدة أو حكمًا فقهيًا المهم أن العالم المسلم لا يلقي هكذا الكلام على عواهله ، إنما يجتهد في معرفة حكم ربه في كل ما كلف الله عز وجل عباده سواء كان فرعًا أو أصلًا ، سواء كان فقهًا أو عقيدةً ومعلوم أن الله عز وجل يقول في صريح القرآن الكريم (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) والآية ينبغي أن نتنبه للمعنى الحقيقي منها ، لأن ظاهر الآية (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) أي بشخصه وهذا بلا شك هو الخطوة الأولى من بعثة الرسول ولكن ليس المقصود هو شخص الرسول بذاته وإنما المقصود دعوة الرسول عليه السلام أكثر من الشخص ونحن نقرب لكم القضية لمثلين سامحين سهلين جداً بُعث الرسول أو بُعث رسول ما إلى قوم ما وفي هؤلاء القوم فيهم شخص أصم فهو لم يسمع دعوة الرسول ، هذا بُعث إليه رسول إلى قومه ، لكن هو ما سمع دعوة هذا الرسول ، فهو لم تقم حجة الله عليه وقيسوا على ذلك الشيخ الفاني بمعنى الخرفان ونحو ذلك الأظفال الصغار ، فهؤلاء بالرغم أنهم كانوا في الوقت ، الذي بُعث الرسول إلى قومهم فهم لم تبلغهم الدعوة ، هذا هو المثال الأول واعكسوا الآن دعوة هذا الرسول جاءت الجيل الثاني وهم لم يروا الرسول ولا سمعوا دعوته منه مباشرة ، ولكن الدعوة بلغتهم فهل تشملهم الآية الكريمة الجواب نعم . (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) فإذاً إما أن تقوم الحجة تقوم بواسطة الرسول مباشرة أو بواسطة غيره ممن يبلغ رسالته ، كما بلغها هو قومه إذاً الحجة تقوم ببلوغ الدعوة إلى المكلف .
والدعوة كما ذكرنا آنفًا قد تكون متعلقة بالعقيدة ، وقد تكون متعلقة بحكم شرعي ، فإذا افترضنا إنسانًا بلغته دعوة نبي على الوجه الصحيح في حكم شرعي فقهي ، ومع ذلك هو أن أنكر هذا الحكم ، فإنكاره و أؤكد ما قلت آنفًا بلغه الحكم كما لو كان سمع الحكم من النبي أو الرسول مباشرة ، ومع ذلك فهو أنكر فهذا يكفر .
على العكس من ذلك إنسانًا آخر لم تبلغه دعوة الرسول فيما يتعلق بعقيدة ما ، ولنضرب على ذلك مثلًا ، فنقول : مثل عقيدة عذاب القبر ، أو سؤال أو منكر ونكير ، ونحو ذلك من الغيبيات التي تدخل في عموم قوله تعالى (( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ )) فهذا المثال الثاني الرجل الثاني ، لم تبلغه دعوة الرسول فيما يتعلق بمثالنا هذا عذاب القبر ، هذا ليس مكلفًا ليس مسئولًا ، فيما إذا لم يؤمن بعذاب القبر ، بأن الحجة لم تبلغه ولم تقم عليه إذا عرفنا هذه الحقيقة .
حينئذٍ نعود إلى أصل السؤال ، أي إمام من أئمة المسلمين ، سواء كان خطأه متعلقًا بعقيدة أو كان خطأه متعلقًا بحكم فقهي ، فهو غير مؤاخذ إذا لم تبلغه الحجة ، والعكس بالعكس تمامًا ، كل من بلغته الحجة سواء في العقيدة أو في الفقه ، وأنكرها فهو الذي قامت عليه حجة الله ، فذلك نجين وهذا هالك فلا فرق إذًا بين من يقع في خطأ إنكار صفة من الصفات مثلًا الإلهية إذا كان إنكارها ليس عنادًا وليس جحودًا ، وإنما كان باجتهاد منه ، ولو أنه هذا الاجتهاد كان منه خطأ هنا يرد الحديث الذي ابتدأنا الجواب به عن هذا السؤال ( إذاحكم الحاكم فأصاب فله أجران وأن أخطأ فله أجر واحد ) لذلك ما يشيع في هذا الزمان ، أن من أخطأ في الأصول أو في العقيدة فهو غير معذور ، هذا الإطلاق خطأ جلي جدًا ، لا يصح أن يتبناه المسلم.
السائل : بسم الله الرحمان الرحيم عودًا إلى السؤال الأول قبل أن ننتقل إلى السؤال الثاني ، حيث أن أحد الإخوان يريد أن يستفسر عن جزئية من السؤال أو الجواب لا أدري .
2 - إذا شذ إمام من أئمة السنة في مسألة من مسائل العقيدة فهل يكون ضالا أم هو مجتهد له أجر .؟ أستمع حفظ
هل إذا أجمع السلف على مسألة وجاء هذا العالم وخالفهم هل هو مجتهد في ذلك.؟
السائل : شيخنا بارك الله فيك بالنسبة لقضية الاجتهاد في العقيدة ، هنالك قاعدة عند أهل السنة أن الأمور السمعية لا يُجتهد فيها ، وقد سألت شيخ مشهور جزاه الله خير:
الشيخ : سألت ايش؟
السائل : الشيخ مشهور
الشيخ : نعم
السائل : و قال لي هذه القاعدة لكن هنا الذي نريد أن نتوضح منه أو نستوضحه هو أن إذا إلى جاء عالم من العلماء قول ، وقد أجمع السلف عليه جميعًا من الصحابة والتابعين إلى غيرهم إلى عصره ، ثم هذا القول رده ، وقد أطلق عليه مثل هذه الصفات وهو عالم معروف له بالعلم ومشهود له عند كافة أهل العلم ، فرد هذا القول بعقله أو برأيه أو بإجتهاد منه وأطلق على هؤلاء القوم بكلام من إجتهاده وبذلك أنكر الصفات فهل نقول هل هو فعلًا هنا اجتهد بأن الصحابة هم مجموعون على ذلك؟
الشيخ : يا أخي بارك الله فيك ، نحن ما نستطيع أن ندخل إلى قلوب الناس ، حينما قلنا ما قلنا آنفاً إنما نعني بذلك هل هذا الإنسان مؤاخذ عند الله عز وجل أو غير مؤاخذ ، هل هو مؤاخذ عند الله بمعنى أُقيمت الحجة عليه فهو مؤاخذ أو غير مؤاخذ ، البشر لا يستطيع أن يتعمق ويصل إلى ما في القلب ، ما يعلم ما في القلوب إلا علام الغيوب كما هو معلوم .
الآن أنت دندنت حول ما نقلت عن قضية الإجماع ، هل الإجماع إذا صح عند شخص لازمه أن يصح عند كل شخص ؟
السائل : الجواب لا طبعا
الشيخ : طبعاً لا ولذلك فأنت حينما أنت تفترض أنه السلف الصالح كلهم أجمعوا على كذا ، وجاء رجل عالم وأنكر هذا الإجماع ، وقال قولًا مخالفًا لهم . نحن نستطيع أن نخطيء هذا المخالف لكن لا نستطيع أن نكفره أي لا نستطيع أن ندخل إلى قلبه ونحكم عليه بأنه كما قال تعالى في بعض المشركين : (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ )). ما نستطيع أن نصل لهذه النقطة ، نحن كل الذي نستطيعه أن نحكم بأن هذا أخطأ ، وإن شئتَ أو شئتُ قلتَ أو قلتُ بلي ، أما كفر وجحد فهذا أمر قلبي لا نستطيع نحن أن نتواصل إليه .
السائل : شيخنا بارك الله فيك انا لا أقصد بكلامي التكفير أو التفسيق أو التضليل، لكن الذي أقصده هل يعني برده مثلا برده للعلماء ... غير الإجماع عند عالم آخر بس لكن هل فعلًا هو اجتهد ... ؟
الشيخ : مكانك واضح ما في شيء جديد في كلامك الاجتهاد بالنسبة للمكلف يتعلق بالقلب والعمل ، أما بالنسبة للآخرين فلا يستطيعون أن يحكموا عليه بأنه اجتهد أو لم يجتهد ، صحيح هذه البدهية أم لا ؟ يعني أنت ما تستطيع أن تحكم عليّ أنني اجتهدت أو لم اجتهد ، أنني تابعت البحث متابعة بحيث يقصد هذا قوله عليه والسلام : (إذا حكم الحاكم فإجتهد ) أنت لا تستطيع أن تحكم على أي إنسان أنه اجتهد أو ما يجتهد ، حتى تبني على إجتهاده أنه معذور ، أو تبني على عدم اجتهاده أنه غير معذور لكنه هو يدري ماذا يفعل ؟ فهو إذا أخرج جهده لمعرفة الحق ، بطرق التى تتيسر له وعلم الله منه الصدق والإخلاص في معرفة الحق ، لكنه لم يوفق إليه . هنا يأتي الحديث ( وإن أخطأ فله أجر واحد ) لا أشاهد فرق في تكرار لما سمعت منك آنفًا من الكلام إذا كان الحديث الواحد الحديث الواحد يختلف عالمان في تصحيحه وتضعيفه الذي ضعفه أنكر صحته ، فإن أنكر وهو معذور ، فهو معذور ، وأن أنكر نكاية وجحداً لجهد ذلك المجتهد الأول المصيب فهو الضلال المبين ما فيه فرق بين الفقه وبين العقيدة وبين الحديث تصحيحاً وتضعيفًا تعرف أنت أن الحديث قد يكون صحيحًا عندهم جميعًا ولكن قد يبلغ مبلغ التواتر عند بعضهم دون بعض آخر إلى أخره فالقضية نسبية ، والحكم عند علام الغيوب ، هو الذي يعلم ما في القلوب ، فهو الذي سيحكم ويدين كل إنسان بما فعل إن إجتهد فأصاب فله أجران ، وأن أخطأ فله أجر واحد على كل حال أنا يعني لا تكن في حرج صرح ما عندك حتى أفهم جيدًا وأعطيك ما عندي إن كان عندي.
السائل : شيخ هي القضية إن الأسماء والصفات معروف إنه قضية سمعية يعني أهل السنة متفقون عليها أومسلمين بها ، لكن نحن كما قلت نحن لا نريد أن نطلق هذه الألفاظ نحن نقول أنه إجتهد وأخطأ وضل أو مثل هذه الألفاظ نحن لا نريد أن نكفر أحد في هذه القضية ، لكن أنا قصدي إنه في مثل هذه مثل قضية أصولية عند أهل السنة والجماعة
عندما يأتي مثلا شخص ويرد هذه الصفات كلها صفة واحدة نقول مثلا اجتهد في فرعية من الفرعيات لكن عندما مثلًا يرد جميع الصفات وينكر على غيره ، ويستعمل ألفاظ لا تجوز لهذا هذا يعني الذي أريد ... أفهمه .
الشيخ : أنا شايف الأن تطورت المسألة كان السؤال في إمام أنكر صفة ، الآن أنت قفزت قفزت الغزلان أنكر كل الصفات.
السائل أنا قصدي هذا
الشيخ : نعم
السائل : أنا قصدي هذا ... وضحت.
الشيخ : معلش هو أنت كنت سائل السؤال الأول؟
السائل : لا مش انا بس
الشيخ : طيب يا أخي لكل سؤال جواب أنا ما أتصور الآن كما يقال نضع النقاط على الحروف ما أتصور إمامًا من أئمة المسلمين أنكر الصفات هذه كلها ، هذا من يكون يعني لجهم بن صفوان أو جعد او أمثاله أما إمام من أئمة المسلمين ينكر الصفات كلها هذا لا يتصور الآن أنت بتقول أنكر كل الصفات طيب خلينا بقي نحدد رجل أنكر الصفات كلها شو السؤال؟ حتى أعطيك الجواب بأوجز العبارات .
السائل : السؤال.
الشيخ : أنكر كل الصفات شو السؤال؟
السائل : هل هو يكون في هذه الحالة اجتهد أم لا ؟
الشيخ : لا ما يكون مجتهدًا.
السائل : ... .
الشيخ : طبعًا . لكن يعود للبحث السابق ما أنكر كل الصفات آمن بالبعض وأنكر البعض ممكن يكون مجتهدًا؟
السائل : في هذه الحال ممكن.
الشيخ : إذا
السائل : أنا قصدي معلش أغتذر عن مسألة يعني الصفات كلها
الشيخ : خير إن شاء الله:
السائل : الان ننتقل إلى السؤال الثاني لو سمحت
الشيخ : سألت ايش؟
السائل : الشيخ مشهور
الشيخ : نعم
السائل : و قال لي هذه القاعدة لكن هنا الذي نريد أن نتوضح منه أو نستوضحه هو أن إذا إلى جاء عالم من العلماء قول ، وقد أجمع السلف عليه جميعًا من الصحابة والتابعين إلى غيرهم إلى عصره ، ثم هذا القول رده ، وقد أطلق عليه مثل هذه الصفات وهو عالم معروف له بالعلم ومشهود له عند كافة أهل العلم ، فرد هذا القول بعقله أو برأيه أو بإجتهاد منه وأطلق على هؤلاء القوم بكلام من إجتهاده وبذلك أنكر الصفات فهل نقول هل هو فعلًا هنا اجتهد بأن الصحابة هم مجموعون على ذلك؟
الشيخ : يا أخي بارك الله فيك ، نحن ما نستطيع أن ندخل إلى قلوب الناس ، حينما قلنا ما قلنا آنفاً إنما نعني بذلك هل هذا الإنسان مؤاخذ عند الله عز وجل أو غير مؤاخذ ، هل هو مؤاخذ عند الله بمعنى أُقيمت الحجة عليه فهو مؤاخذ أو غير مؤاخذ ، البشر لا يستطيع أن يتعمق ويصل إلى ما في القلب ، ما يعلم ما في القلوب إلا علام الغيوب كما هو معلوم .
الآن أنت دندنت حول ما نقلت عن قضية الإجماع ، هل الإجماع إذا صح عند شخص لازمه أن يصح عند كل شخص ؟
السائل : الجواب لا طبعا
الشيخ : طبعاً لا ولذلك فأنت حينما أنت تفترض أنه السلف الصالح كلهم أجمعوا على كذا ، وجاء رجل عالم وأنكر هذا الإجماع ، وقال قولًا مخالفًا لهم . نحن نستطيع أن نخطيء هذا المخالف لكن لا نستطيع أن نكفره أي لا نستطيع أن ندخل إلى قلبه ونحكم عليه بأنه كما قال تعالى في بعض المشركين : (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ )). ما نستطيع أن نصل لهذه النقطة ، نحن كل الذي نستطيعه أن نحكم بأن هذا أخطأ ، وإن شئتَ أو شئتُ قلتَ أو قلتُ بلي ، أما كفر وجحد فهذا أمر قلبي لا نستطيع نحن أن نتواصل إليه .
السائل : شيخنا بارك الله فيك انا لا أقصد بكلامي التكفير أو التفسيق أو التضليل، لكن الذي أقصده هل يعني برده مثلا برده للعلماء ... غير الإجماع عند عالم آخر بس لكن هل فعلًا هو اجتهد ... ؟
الشيخ : مكانك واضح ما في شيء جديد في كلامك الاجتهاد بالنسبة للمكلف يتعلق بالقلب والعمل ، أما بالنسبة للآخرين فلا يستطيعون أن يحكموا عليه بأنه اجتهد أو لم يجتهد ، صحيح هذه البدهية أم لا ؟ يعني أنت ما تستطيع أن تحكم عليّ أنني اجتهدت أو لم اجتهد ، أنني تابعت البحث متابعة بحيث يقصد هذا قوله عليه والسلام : (إذا حكم الحاكم فإجتهد ) أنت لا تستطيع أن تحكم على أي إنسان أنه اجتهد أو ما يجتهد ، حتى تبني على إجتهاده أنه معذور ، أو تبني على عدم اجتهاده أنه غير معذور لكنه هو يدري ماذا يفعل ؟ فهو إذا أخرج جهده لمعرفة الحق ، بطرق التى تتيسر له وعلم الله منه الصدق والإخلاص في معرفة الحق ، لكنه لم يوفق إليه . هنا يأتي الحديث ( وإن أخطأ فله أجر واحد ) لا أشاهد فرق في تكرار لما سمعت منك آنفًا من الكلام إذا كان الحديث الواحد الحديث الواحد يختلف عالمان في تصحيحه وتضعيفه الذي ضعفه أنكر صحته ، فإن أنكر وهو معذور ، فهو معذور ، وأن أنكر نكاية وجحداً لجهد ذلك المجتهد الأول المصيب فهو الضلال المبين ما فيه فرق بين الفقه وبين العقيدة وبين الحديث تصحيحاً وتضعيفًا تعرف أنت أن الحديث قد يكون صحيحًا عندهم جميعًا ولكن قد يبلغ مبلغ التواتر عند بعضهم دون بعض آخر إلى أخره فالقضية نسبية ، والحكم عند علام الغيوب ، هو الذي يعلم ما في القلوب ، فهو الذي سيحكم ويدين كل إنسان بما فعل إن إجتهد فأصاب فله أجران ، وأن أخطأ فله أجر واحد على كل حال أنا يعني لا تكن في حرج صرح ما عندك حتى أفهم جيدًا وأعطيك ما عندي إن كان عندي.
السائل : شيخ هي القضية إن الأسماء والصفات معروف إنه قضية سمعية يعني أهل السنة متفقون عليها أومسلمين بها ، لكن نحن كما قلت نحن لا نريد أن نطلق هذه الألفاظ نحن نقول أنه إجتهد وأخطأ وضل أو مثل هذه الألفاظ نحن لا نريد أن نكفر أحد في هذه القضية ، لكن أنا قصدي إنه في مثل هذه مثل قضية أصولية عند أهل السنة والجماعة
عندما يأتي مثلا شخص ويرد هذه الصفات كلها صفة واحدة نقول مثلا اجتهد في فرعية من الفرعيات لكن عندما مثلًا يرد جميع الصفات وينكر على غيره ، ويستعمل ألفاظ لا تجوز لهذا هذا يعني الذي أريد ... أفهمه .
الشيخ : أنا شايف الأن تطورت المسألة كان السؤال في إمام أنكر صفة ، الآن أنت قفزت قفزت الغزلان أنكر كل الصفات.
السائل أنا قصدي هذا
الشيخ : نعم
السائل : أنا قصدي هذا ... وضحت.
الشيخ : معلش هو أنت كنت سائل السؤال الأول؟
السائل : لا مش انا بس
الشيخ : طيب يا أخي لكل سؤال جواب أنا ما أتصور الآن كما يقال نضع النقاط على الحروف ما أتصور إمامًا من أئمة المسلمين أنكر الصفات هذه كلها ، هذا من يكون يعني لجهم بن صفوان أو جعد او أمثاله أما إمام من أئمة المسلمين ينكر الصفات كلها هذا لا يتصور الآن أنت بتقول أنكر كل الصفات طيب خلينا بقي نحدد رجل أنكر الصفات كلها شو السؤال؟ حتى أعطيك الجواب بأوجز العبارات .
السائل : السؤال.
الشيخ : أنكر كل الصفات شو السؤال؟
السائل : هل هو يكون في هذه الحالة اجتهد أم لا ؟
الشيخ : لا ما يكون مجتهدًا.
السائل : ... .
الشيخ : طبعًا . لكن يعود للبحث السابق ما أنكر كل الصفات آمن بالبعض وأنكر البعض ممكن يكون مجتهدًا؟
السائل : في هذه الحال ممكن.
الشيخ : إذا
السائل : أنا قصدي معلش أغتذر عن مسألة يعني الصفات كلها
الشيخ : خير إن شاء الله:
السائل : الان ننتقل إلى السؤال الثاني لو سمحت
هل يجوز تكفير الفرق الضالة كالخوارج والرافضة بعد إقامة الحجة عليهم .؟
السائل : الأن ننتقل إلى السؤال الثاني لو سمحت
السائل : جزاكم الله خيرا
السائل : و إياكم شيخنا السؤال هذا يبدو أنه يمكن إدخاله في السؤال الأول والسؤال يقول هل يجوز تكفير الفرق الضالة كالخوارج والمعتزلة والرافضة وغيرهم بعد إقامة الحجة عليهم ؟
الشيخ : إذا كان السؤال مقيدًا بما جاء في آخره بعد إقامة الحجة عليهم الجواب نعم ولكن لابد هنا من القول هل لكل من إدعى بأنه أقام الحجة على المنكر أو المخالف هو أهل لإقامة الحجة على ذلك المخالف لأننا نشاهد اليوم مع الأسف أن كثيرًا من شبابنا السلفي إذا ما تعلم بعض المسائل ، وإختلف هو وأحد المشايخ العلماء وقد يكونون علماء فعلًا بما يسمونه بعلوم الآلة يعني بعلم النحو الصرف والبيان وو وإلى آخره والأصوليين أصول الحديث وأصول الفقه لكن ما طبقوا ذلك فيأتي أحد إخواننا المبتدئين في العلم ويكون تعلم مسألة أو مسألتين أو ثلاثة وإختلف مع ذلك العالم ، فيقول أنا أقمت الحجة عليه ما أظن بمثل هذه السهولة نستطيع أن نقول بأن الحجة قد أُقيمت عليه ولذلك فأنا أقول في هذا السؤال إذا أُقيمت الحجة عليه فعلًا فقد سبق الجواب في هذا تمامًا ، لكن من الذي يقيم الحجة ؟ هم أهل العلم أهل المعرفة بالكتاب والسنة ، وما كان عليه السلف الصالح من المنهج السليم ، فكما قلت في هذا سؤال تقدم جوابه في تضاعيف الجواب عن السؤال الأول.
السائل : جزاكم الله خيرا
السائل : و إياكم شيخنا السؤال هذا يبدو أنه يمكن إدخاله في السؤال الأول والسؤال يقول هل يجوز تكفير الفرق الضالة كالخوارج والمعتزلة والرافضة وغيرهم بعد إقامة الحجة عليهم ؟
الشيخ : إذا كان السؤال مقيدًا بما جاء في آخره بعد إقامة الحجة عليهم الجواب نعم ولكن لابد هنا من القول هل لكل من إدعى بأنه أقام الحجة على المنكر أو المخالف هو أهل لإقامة الحجة على ذلك المخالف لأننا نشاهد اليوم مع الأسف أن كثيرًا من شبابنا السلفي إذا ما تعلم بعض المسائل ، وإختلف هو وأحد المشايخ العلماء وقد يكونون علماء فعلًا بما يسمونه بعلوم الآلة يعني بعلم النحو الصرف والبيان وو وإلى آخره والأصوليين أصول الحديث وأصول الفقه لكن ما طبقوا ذلك فيأتي أحد إخواننا المبتدئين في العلم ويكون تعلم مسألة أو مسألتين أو ثلاثة وإختلف مع ذلك العالم ، فيقول أنا أقمت الحجة عليه ما أظن بمثل هذه السهولة نستطيع أن نقول بأن الحجة قد أُقيمت عليه ولذلك فأنا أقول في هذا السؤال إذا أُقيمت الحجة عليه فعلًا فقد سبق الجواب في هذا تمامًا ، لكن من الذي يقيم الحجة ؟ هم أهل العلم أهل المعرفة بالكتاب والسنة ، وما كان عليه السلف الصالح من المنهج السليم ، فكما قلت في هذا سؤال تقدم جوابه في تضاعيف الجواب عن السؤال الأول.
تعقيب أبو مالك فيمن له حق إقامة الحجة .
السائل : شيخنا تعقيبًا على كلمتكم حيث قلتم من الذي يملك إقامة الحجة على
الشيخ : نعم
السائل : من يجب إقامة الحجة عليه ليؤوب إلى الحق ، دائمًا نذكر لكم كلمة لطيفة كنتم تقولنها وأطلقتموها منذ عقود "العلماء قسمان عالم عامل وعامل عالم" ، وقد جرى قياسًا على ذلك حيث أصبحت كلمة العالم الأن اُستبدلت بكلمة أخرى وجرت على ألسنة الكثيرين حيث صاروا يقولون شيخ .
الشيخ : ههه وكثر الشيوخ في هذا الزمان .
السائل : هههه أي نعم فأقول أيضًا قياسًا على تلك الكلمة ونسجاً على منوالها الشيوخ قسمان
الشيخ : هههههه
السائل : ههههه شيخ عالم وعامل شيخ هههههه
الشيخ : ههههه الحقيقة اليوم اتصلوا أهلي ببيت وسألوا فلان باسمه.
السائل : عنكم؟
الشيخ : لا أهل اتصلوا بدار وسألوا عن صاحب الدار لكن باسمه ما عرفوه بعدين قال اللى بيبيت إلى أجاب تعني أنتي الكلام أهلي الشيخ فلان؟
السائل : هههههه
الشيخ : ههه حينئذ فهيموا
السائل : ههههههه أي نعم
الشيخ : الحقيقة بالمناسبة أريد أن نذكر إخواننا أن لا يستعملوا هذه الكلمة يعني أن ينبهوا أهاليهم أن ما ينادووا رب البيت مثلًا وهو طالب علم مثلًا الشيخ فلان ، إنما بدل الاسم بالكنية أبو فلان أبو أحمد أبو محمد أبو عبد الرحمن ، أبو عبد الله أبو زيد إلى آخر أما الشيخ فلان في الحقيقة التعبير السوري يعني كلمة اتبهدلت ،هههه يعني : نزلت قيمتها
السائل : إي و الله
الشيخ : سبحان الله ككلمة العالم .
السائل : هنا يا شيخنا ما دام أننا ذكرنا هذه المسألة ، لقيني بالأمس قريب ، بعض الإخوة كنت ذاهب للسوق ، فجاءوا مسرعين إليّ وقالوا : أنجدنا أنجدك الله ، قلت : أسأل الله أن يعيننا على النجدة ، ما وراءكم ؟ قال : نحن من تلامذة فلان وهناك إخوة لنا من تلامذة فلان وقبل أن ينقسم التلامذة إلى شيخين كنا نحب بعضنا بعضًا .
الشيخ : الله أكبر .
السائل : والآن صار يكره بعضنا بعضًا .
الشيخ : أعوذ بالله .
السائل : وحدثت منافرة قلبية حتى إن الواحد منا صار لا يحب أن يلقى أخاه ، والسبب في ذلك هما الشيخان فلان وفلان ، ولذلك نرجوا أنك تتدارك الأمر بينهما لعل الله يصلح بينهما على يديك
الشيخ : الله المستعان الله
السائل : الأمر يزداد نسأل الله العافية بسبب الهوى .
الشيخ : إي نعم ، هذا الداء العضال .
السائل : إي نعم
الشيخ : نعم
السائل : من يجب إقامة الحجة عليه ليؤوب إلى الحق ، دائمًا نذكر لكم كلمة لطيفة كنتم تقولنها وأطلقتموها منذ عقود "العلماء قسمان عالم عامل وعامل عالم" ، وقد جرى قياسًا على ذلك حيث أصبحت كلمة العالم الأن اُستبدلت بكلمة أخرى وجرت على ألسنة الكثيرين حيث صاروا يقولون شيخ .
الشيخ : ههه وكثر الشيوخ في هذا الزمان .
السائل : هههه أي نعم فأقول أيضًا قياسًا على تلك الكلمة ونسجاً على منوالها الشيوخ قسمان
الشيخ : هههههه
السائل : ههههه شيخ عالم وعامل شيخ هههههه
الشيخ : ههههه الحقيقة اليوم اتصلوا أهلي ببيت وسألوا فلان باسمه.
السائل : عنكم؟
الشيخ : لا أهل اتصلوا بدار وسألوا عن صاحب الدار لكن باسمه ما عرفوه بعدين قال اللى بيبيت إلى أجاب تعني أنتي الكلام أهلي الشيخ فلان؟
السائل : هههههه
الشيخ : ههه حينئذ فهيموا
السائل : ههههههه أي نعم
الشيخ : الحقيقة بالمناسبة أريد أن نذكر إخواننا أن لا يستعملوا هذه الكلمة يعني أن ينبهوا أهاليهم أن ما ينادووا رب البيت مثلًا وهو طالب علم مثلًا الشيخ فلان ، إنما بدل الاسم بالكنية أبو فلان أبو أحمد أبو محمد أبو عبد الرحمن ، أبو عبد الله أبو زيد إلى آخر أما الشيخ فلان في الحقيقة التعبير السوري يعني كلمة اتبهدلت ،هههه يعني : نزلت قيمتها
السائل : إي و الله
الشيخ : سبحان الله ككلمة العالم .
السائل : هنا يا شيخنا ما دام أننا ذكرنا هذه المسألة ، لقيني بالأمس قريب ، بعض الإخوة كنت ذاهب للسوق ، فجاءوا مسرعين إليّ وقالوا : أنجدنا أنجدك الله ، قلت : أسأل الله أن يعيننا على النجدة ، ما وراءكم ؟ قال : نحن من تلامذة فلان وهناك إخوة لنا من تلامذة فلان وقبل أن ينقسم التلامذة إلى شيخين كنا نحب بعضنا بعضًا .
الشيخ : الله أكبر .
السائل : والآن صار يكره بعضنا بعضًا .
الشيخ : أعوذ بالله .
السائل : وحدثت منافرة قلبية حتى إن الواحد منا صار لا يحب أن يلقى أخاه ، والسبب في ذلك هما الشيخان فلان وفلان ، ولذلك نرجوا أنك تتدارك الأمر بينهما لعل الله يصلح بينهما على يديك
الشيخ : الله المستعان الله
السائل : الأمر يزداد نسأل الله العافية بسبب الهوى .
الشيخ : إي نعم ، هذا الداء العضال .
السائل : إي نعم
وردت بعض الأثار في كفر شاتم الرسول عن بعض الصحابة وعن بعض العلماء فهل هذا على إطلاقه .؟
السائل : شيخنا أيضًا وردت بعض الآثار عند بعض الأئمة وعن بعض الصحابة كخالد بن الوليد وبعض الأئمة كالإمام أحمد بكفر شاتم الله أو الرسول ، واعتبروه كفر ردة فهل هذا على إطلاقه نرجو الإفادة ؟
الشيخ : ما نرى ذلك على الإطلاق وقد يكون السب والشتم ناتجًا عن الجهل وعن سوء التربية ، وقد يكون عن غفلةٍ وأخيرًا قد يكون عن قصد ومعرفة ، فإذا كان بهذه الصورة عن قصد ومعرفة فهو الردة الذي لا إشكال فيه أما إذا احتمل وجهًا من الوجوه الأخرى التي أشرت إليها ، فالاحتياط في عدم التكفير أهم إسلاميًا من المسارعة إلى التكفير ، ويعجبني بهذه المناسبة أن لبعض الفقهاء قولٌ إذا إتفق تسعٌ وتسعون عالمًا على القول بتكفير شخص بسبب ما بدر منه من مكفر وواحد في المائة قال هذا ليس كفرًا فإنما هو الفسق ، قال لا يكفر هذا حتى يجمع على تكفيره من المائة هذا هو الحيطة والحذر الذي يستفاد من مثل قوله عليه الصلاة والسلام ( من كفر مسلمًا فقد حار الكفر على أحدهما ) ، والعبارة الأشهر ( من كفر مسلمًا فقط كفر ) فلذلك ينبغي التحفظ والاحتياط من إطلاق الكفر على مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وبهذه المناسبة أذكر بالحديث الصحيح المعروف بأن رجلاً من أصحاب الرسول عليه والسلام لقي مشركًا وبدأ بالمبارزة والمقاتلة فلما صار المشرك تحت ضربة سيف المسلم قال أشهد إلا إله إلا الله ، فما باله بل قلته فلما بلغ خبره النبي صلى الله عليه وسلم غضب غضبًا شديدًا وأنكر على الرجل المسلم الصحابي الذي قتل ذلك المشرك حينما سمع منه تلك الكلمة الطيبة لا إله إلا الله ، ( قال يا رسول الله ما قاله إلا فرارًا من القتل ، قال : هلا شققت عن قلبه ؟ ) ، هنا الشاهد ( هلا شققت عن قلبه ؟ ) ظاهر هذا المشرك الذي كان يقاتل المسلم على دينه في تلك اللحظة التي شعر بأنه أصبح تحت ضربة سيف الصحابي ، قال : أشهد ألا إله إلا الله ، الظاهر أنه ما قالها إلا تقيةً ، لكن مع ذلك إعتد عليه الصلاة والسلام بهذه الكلمة الطيبة ونهى ذلك الصحابي عن فعلته التي فعلها إذًا التكفير أمر صعب جدًا ثم أنا أرى وهذا يوصلنا بطبيعة البحث إلى لفت النظر إلى ما عليه الكثير من الشباب المتحمس اليوم من أن يضيع وقته في إطلاق كلمة الكفر على الكثير إن لم يكون على كل حكام المسلمين ، إنهم هؤلاء كلهم كفار شغلوا أنفسهم بإطلاق هذه الكلمة ، فنحن نقول : إن هؤلاء الذين يكفرون قد يكون فيهم من يصلي مثلاً وقد يكون فيهم من يصوم ومن يحج إلى آخره ، فهناك ظواهر تدل على إسلامهم ، وهناك ظواهر أخرى قد تدل على كفرهم ، فما ينبغي نحن أن نسارع إلى تغليب الكفر على الإسلام بخطورة التكفير كما ذكرنا آنفًا هذا من جهة من جهة أخرى ما الذي نستفيده نحن اليوم من تشهير سلاح التكفير على الحكام أو على بعض أتباع الحكام ما دام أننا لا نستطيع أن نعمل شيئًا مما أباحه الرسول عليه السلام في مثل الحديث المعروف لمَّا قالوا : ( أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ما صلوا ) ، وفي الحديث ا لآخر ( ما لم ترو كفرًا بواحًا ) فإذا رأينا الكفر الصريح ، ونحن لا نستطيع أن نقاتلهم فما الفائدة من إثارة هذا الموضوع سوى تشغيل أنفسنا أولًا : بما ليس هو الأهم بالنسبة إلينا كطلبة علم وفقه وثانيًا : بما قد يضرنا فيّ حياتنا الإسلامية ثانيًا إذًا نحن يجب أن نتورع في إستعمال كلمة تكفير ومن أجل التحذير من فعلة هؤلاء الذين يريد أولئك أن يصدروا عليهم أحكام الكفر ، نكتفي بأنهم ضالون ، وأنهم قد حادوا على أحكام الشريعة في الكثير منها أو في قليل ، فهذا يكفينا أن نقول : أن هذا هو الضلال المبين أما فلان كافر وفلان كافر ومن قال كذا فقد كفر إلى آخره ، على هذا نحن نقول بالنسبة لذاك السؤال : أن من صدر منه كلمة الكفر فهو معروف عند المسلمين أنه يستتاب ، فإن تاب فهذا يدل على أنه لم يكن قاصدًا لكلمة كفر ، وإن أصر على ذلك قُتل قتل ردة وكفر ولا يدفن في مقابر المسلمين مسألة الكفر الحقيقة مسألة خطيرة جدًا وهنا أذكر بالحديث وأنهي الجواب عن هذا السؤال ، الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه و أله و سلم أنه قال : ( كان فيمن قبلكم رجلٌ قتل تسعةً وتسعين نفسًا ) ، عفوًا هذا ما يهمنا الآن ( كان فيما قبلكم رجلٌ لم يعمل خيرًا قط ، فلما حضرته الوفاة جمع بنيه حوله فقال لهم : أي أبٍ كنت لكم ؟ قالوا : خير أبٍ ، قال ) ، قال وهنا الشاهد ، قال : ( فلئن قدر الله عليّ ليعذبني عذابًا شديدًا ) ، هذا هو الكفر ، شك في قدرة الله عز وجل أن يتمكن من تعذيب هذه المجرم الذي لم يعمل في حياته خيرًا قط ، قال ( ولئن قدر الله عليّ ليعذبني عذابًا شديدًا ) ، ولتكملة هذه الكفرية ماذا أوصى ؟ ( قال : فإذا أنا مت فحرقوني بالنار ثم خذو ذروا الرماد نصفه في البحر ونصفه في الريح ) ، لماذا ؟ في زعمه ليضل عن ربه الشاهد ( فلما مات حرقوه بالنار وأخذوا الرماد ونصفه في الريح الهائج والنصف الثاني في البحر المائج ، فقال الله تعالى لذراته هذه : كون فلانًا فكان فلانًا ، أي عبدي ما حملك على ما فعلت ؟ قال : خشيتك ، قال : فقد غفرت لك ) هنا الآن نأتي إلى قوله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) ، هذا أشرك ، وقد يقول بعضكم لا هذا ما أشرك هذا كفر ، فأقول بمثل هذه المناسبة أن الشرك والكفر في لغة الشرع لفظان مترادفان ، فكل من كفر فقد أشرك ، ومن أشرك فقد كفر ، وهذا له بحثٌ آخر ولا نخوض فيه الآن الشاهد أن هذا الرجل حينما ظهر منه أقول حينما ظهر منه أنه ينكر قدرة الله على جمعه وعلى بعثه ثم على تعذيبه بناءً على أنه لم يعمل خيرًا قط لمَّا ظهر منه هذا هذا كفر ، إذا ما جوابنا عن قوله تعالى : (( وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) ، هذا كفره ومع ذلك قد غفر ؟ الجواب : إنه كفرٌ لم يكن مقصودًا بالقلب ، لم يكن معقودًا في القلب ، وإنما من خوفه من ربه تبارك وتعالى على ما جنت يداه من المعاصي والآثام أوصى بمثل هذه الوصية الجائرة التي ربما لم تقع مثلها في تاريخ هذه الدنيا كلها فما أوصى بتلك الوصية فإنها كفرٌ وإنها ضلالٌ لكننا نقول ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه ، هذه حقيقة يجب أن نستحضرها حتى ما نكون من الخوارج الذين يبالغون في تكفير المسلمين بسبب ارتكابهم لبعض الذنوب والمعاصي وإن كان بحثنا ليس في الذنب والمعصية وإنما هو في الكفر ولكننا نفرق بين الكفر المقصود قلبًا وبين الكفر الذي لم يقصد قلبًا وإنما قالبًا وفعلاً ، هذا ما أردت التذكير به.
الشيخ : ما نرى ذلك على الإطلاق وقد يكون السب والشتم ناتجًا عن الجهل وعن سوء التربية ، وقد يكون عن غفلةٍ وأخيرًا قد يكون عن قصد ومعرفة ، فإذا كان بهذه الصورة عن قصد ومعرفة فهو الردة الذي لا إشكال فيه أما إذا احتمل وجهًا من الوجوه الأخرى التي أشرت إليها ، فالاحتياط في عدم التكفير أهم إسلاميًا من المسارعة إلى التكفير ، ويعجبني بهذه المناسبة أن لبعض الفقهاء قولٌ إذا إتفق تسعٌ وتسعون عالمًا على القول بتكفير شخص بسبب ما بدر منه من مكفر وواحد في المائة قال هذا ليس كفرًا فإنما هو الفسق ، قال لا يكفر هذا حتى يجمع على تكفيره من المائة هذا هو الحيطة والحذر الذي يستفاد من مثل قوله عليه الصلاة والسلام ( من كفر مسلمًا فقد حار الكفر على أحدهما ) ، والعبارة الأشهر ( من كفر مسلمًا فقط كفر ) فلذلك ينبغي التحفظ والاحتياط من إطلاق الكفر على مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وبهذه المناسبة أذكر بالحديث الصحيح المعروف بأن رجلاً من أصحاب الرسول عليه والسلام لقي مشركًا وبدأ بالمبارزة والمقاتلة فلما صار المشرك تحت ضربة سيف المسلم قال أشهد إلا إله إلا الله ، فما باله بل قلته فلما بلغ خبره النبي صلى الله عليه وسلم غضب غضبًا شديدًا وأنكر على الرجل المسلم الصحابي الذي قتل ذلك المشرك حينما سمع منه تلك الكلمة الطيبة لا إله إلا الله ، ( قال يا رسول الله ما قاله إلا فرارًا من القتل ، قال : هلا شققت عن قلبه ؟ ) ، هنا الشاهد ( هلا شققت عن قلبه ؟ ) ظاهر هذا المشرك الذي كان يقاتل المسلم على دينه في تلك اللحظة التي شعر بأنه أصبح تحت ضربة سيف الصحابي ، قال : أشهد ألا إله إلا الله ، الظاهر أنه ما قالها إلا تقيةً ، لكن مع ذلك إعتد عليه الصلاة والسلام بهذه الكلمة الطيبة ونهى ذلك الصحابي عن فعلته التي فعلها إذًا التكفير أمر صعب جدًا ثم أنا أرى وهذا يوصلنا بطبيعة البحث إلى لفت النظر إلى ما عليه الكثير من الشباب المتحمس اليوم من أن يضيع وقته في إطلاق كلمة الكفر على الكثير إن لم يكون على كل حكام المسلمين ، إنهم هؤلاء كلهم كفار شغلوا أنفسهم بإطلاق هذه الكلمة ، فنحن نقول : إن هؤلاء الذين يكفرون قد يكون فيهم من يصلي مثلاً وقد يكون فيهم من يصوم ومن يحج إلى آخره ، فهناك ظواهر تدل على إسلامهم ، وهناك ظواهر أخرى قد تدل على كفرهم ، فما ينبغي نحن أن نسارع إلى تغليب الكفر على الإسلام بخطورة التكفير كما ذكرنا آنفًا هذا من جهة من جهة أخرى ما الذي نستفيده نحن اليوم من تشهير سلاح التكفير على الحكام أو على بعض أتباع الحكام ما دام أننا لا نستطيع أن نعمل شيئًا مما أباحه الرسول عليه السلام في مثل الحديث المعروف لمَّا قالوا : ( أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ما صلوا ) ، وفي الحديث ا لآخر ( ما لم ترو كفرًا بواحًا ) فإذا رأينا الكفر الصريح ، ونحن لا نستطيع أن نقاتلهم فما الفائدة من إثارة هذا الموضوع سوى تشغيل أنفسنا أولًا : بما ليس هو الأهم بالنسبة إلينا كطلبة علم وفقه وثانيًا : بما قد يضرنا فيّ حياتنا الإسلامية ثانيًا إذًا نحن يجب أن نتورع في إستعمال كلمة تكفير ومن أجل التحذير من فعلة هؤلاء الذين يريد أولئك أن يصدروا عليهم أحكام الكفر ، نكتفي بأنهم ضالون ، وأنهم قد حادوا على أحكام الشريعة في الكثير منها أو في قليل ، فهذا يكفينا أن نقول : أن هذا هو الضلال المبين أما فلان كافر وفلان كافر ومن قال كذا فقد كفر إلى آخره ، على هذا نحن نقول بالنسبة لذاك السؤال : أن من صدر منه كلمة الكفر فهو معروف عند المسلمين أنه يستتاب ، فإن تاب فهذا يدل على أنه لم يكن قاصدًا لكلمة كفر ، وإن أصر على ذلك قُتل قتل ردة وكفر ولا يدفن في مقابر المسلمين مسألة الكفر الحقيقة مسألة خطيرة جدًا وهنا أذكر بالحديث وأنهي الجواب عن هذا السؤال ، الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه و أله و سلم أنه قال : ( كان فيمن قبلكم رجلٌ قتل تسعةً وتسعين نفسًا ) ، عفوًا هذا ما يهمنا الآن ( كان فيما قبلكم رجلٌ لم يعمل خيرًا قط ، فلما حضرته الوفاة جمع بنيه حوله فقال لهم : أي أبٍ كنت لكم ؟ قالوا : خير أبٍ ، قال ) ، قال وهنا الشاهد ، قال : ( فلئن قدر الله عليّ ليعذبني عذابًا شديدًا ) ، هذا هو الكفر ، شك في قدرة الله عز وجل أن يتمكن من تعذيب هذه المجرم الذي لم يعمل في حياته خيرًا قط ، قال ( ولئن قدر الله عليّ ليعذبني عذابًا شديدًا ) ، ولتكملة هذه الكفرية ماذا أوصى ؟ ( قال : فإذا أنا مت فحرقوني بالنار ثم خذو ذروا الرماد نصفه في البحر ونصفه في الريح ) ، لماذا ؟ في زعمه ليضل عن ربه الشاهد ( فلما مات حرقوه بالنار وأخذوا الرماد ونصفه في الريح الهائج والنصف الثاني في البحر المائج ، فقال الله تعالى لذراته هذه : كون فلانًا فكان فلانًا ، أي عبدي ما حملك على ما فعلت ؟ قال : خشيتك ، قال : فقد غفرت لك ) هنا الآن نأتي إلى قوله تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) ، هذا أشرك ، وقد يقول بعضكم لا هذا ما أشرك هذا كفر ، فأقول بمثل هذه المناسبة أن الشرك والكفر في لغة الشرع لفظان مترادفان ، فكل من كفر فقد أشرك ، ومن أشرك فقد كفر ، وهذا له بحثٌ آخر ولا نخوض فيه الآن الشاهد أن هذا الرجل حينما ظهر منه أقول حينما ظهر منه أنه ينكر قدرة الله على جمعه وعلى بعثه ثم على تعذيبه بناءً على أنه لم يعمل خيرًا قط لمَّا ظهر منه هذا هذا كفر ، إذا ما جوابنا عن قوله تعالى : (( وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) ، هذا كفره ومع ذلك قد غفر ؟ الجواب : إنه كفرٌ لم يكن مقصودًا بالقلب ، لم يكن معقودًا في القلب ، وإنما من خوفه من ربه تبارك وتعالى على ما جنت يداه من المعاصي والآثام أوصى بمثل هذه الوصية الجائرة التي ربما لم تقع مثلها في تاريخ هذه الدنيا كلها فما أوصى بتلك الوصية فإنها كفرٌ وإنها ضلالٌ لكننا نقول ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه ، هذه حقيقة يجب أن نستحضرها حتى ما نكون من الخوارج الذين يبالغون في تكفير المسلمين بسبب ارتكابهم لبعض الذنوب والمعاصي وإن كان بحثنا ليس في الذنب والمعصية وإنما هو في الكفر ولكننا نفرق بين الكفر المقصود قلبًا وبين الكفر الذي لم يقصد قلبًا وإنما قالبًا وفعلاً ، هذا ما أردت التذكير به.
6 - وردت بعض الأثار في كفر شاتم الرسول عن بعض الصحابة وعن بعض العلماء فهل هذا على إطلاقه .؟ أستمع حفظ
تعقيب لأبي مالك .
السائل : و الله يا شيخنا أنت ذكرتم هذه المسألة وأنا أظن أنها قاعدة عظيمة من القواعد العلمية الأصولية التي قلتم فيها "ليس كل من وقع الكفر منه وقع الكفر عليه"
الشيخ : أي نعم.
السائل : هذه قاعدة مهمة جدًا وأنا أريد أن أنبه أيضًا أضيف إلى هذه المسائل التي ذكرتموها حول هذه المسألة قولي : إن الذين يكفرون الآن الحكام أم بعض الحكام أو جل الحكام على تفاوت بينهم هم يريدون أن يصلوا إلى واحدٍ من أمرين إما أن يقولوا للأمة هؤلاء كفارٌ فلا تطيعوهم وإما أن يقولوا لهم : هؤلاء كفارٌ فلا ينبغي أن تسكتوا على كفرهم ويجب عليكم أن تعملوا على إزالتهم وكلا الهدفين أو القصدين هما في الواقع خياليان تمامًا لأن الذي يقول إنه يجب إشهار السلاح في وجه هؤلاء الحكام الكفار هو لا يملك سكينة صغيرًة في بيته ، والمسلمون جميعًا اليوم على مثل ما هم عليه من ضعفٌ و إستهزاء لو أنهم أصروا على مثل هذه المقولة بتأليب المسلمين على الكفار بمقاتلهم ومنازعتهم وإنزالهم عن كراسيهم ، هم يعلمون تمام العلم أنهم هم المؤودون ، وأنهم لن يستطيعوا أو يستطيع الواحد منهم أن يحرك لسانه في فمه بكلمةٍ لو قيل له تعالى أو إبتعد أو أقبل أو أدبر لذلك هذه المسألة مسألة خيالية أولًا ، وهي خياليةٌ لأمرين : لأنها مترتبة على مقولةٍ متخلية أو على جهلٍ بمقاصد الشريعة في التكفير وعدم إثبات هؤلاء بإيمانهم على إيمانهم وأما المسألة الثانية أو الأمر الثاني : فإنهم يعلمون أنه ليس في قدرتهم ولا في وسعهم إلا أن يسكتوا ، ولذلك ما أشرتم بارك الله فيكم إن من مضار هذه المقولة والإصرار عليها أو أشاعتها على الجهل بها أو على الجهل بمقصدها أنها تضر بنا نحن المسلمين أكثر مما تنفعنا هذه واحدة
أما المسألة الثانية فأين المسلمون الذين يريد التغيير هل حقيقةً هناك مسلمون يريدون التغيير ؟ والرسول صلى الله عليه وآله وسلم
الشيخ : الله أكبر
السائل : عندما أشار في الأحاديث المعروفة ( لا ما أقاموا فيكم الصلاة ) ، أو ( إلا أن تروا كفرًا بواحًا ) ، إنما كان يعني جماعة المسلمين الذين يستطيعوا أن يقولوا لهؤلاء إذا بدا منهم ناجد الكفر ، أن أنزلوا فينزلون أما أن يكن لهم معاندةً وإصرارًا وجهلاً وهوًى ثم بعد ذلك عجزًا وضعفًا هذا الحقيقة لا يدل إلا على أن الخيال لا يولد إلا خيالًا.
الشيخ : صحيح ، والله المستعان .
الشيخ : أي نعم.
السائل : هذه قاعدة مهمة جدًا وأنا أريد أن أنبه أيضًا أضيف إلى هذه المسائل التي ذكرتموها حول هذه المسألة قولي : إن الذين يكفرون الآن الحكام أم بعض الحكام أو جل الحكام على تفاوت بينهم هم يريدون أن يصلوا إلى واحدٍ من أمرين إما أن يقولوا للأمة هؤلاء كفارٌ فلا تطيعوهم وإما أن يقولوا لهم : هؤلاء كفارٌ فلا ينبغي أن تسكتوا على كفرهم ويجب عليكم أن تعملوا على إزالتهم وكلا الهدفين أو القصدين هما في الواقع خياليان تمامًا لأن الذي يقول إنه يجب إشهار السلاح في وجه هؤلاء الحكام الكفار هو لا يملك سكينة صغيرًة في بيته ، والمسلمون جميعًا اليوم على مثل ما هم عليه من ضعفٌ و إستهزاء لو أنهم أصروا على مثل هذه المقولة بتأليب المسلمين على الكفار بمقاتلهم ومنازعتهم وإنزالهم عن كراسيهم ، هم يعلمون تمام العلم أنهم هم المؤودون ، وأنهم لن يستطيعوا أو يستطيع الواحد منهم أن يحرك لسانه في فمه بكلمةٍ لو قيل له تعالى أو إبتعد أو أقبل أو أدبر لذلك هذه المسألة مسألة خيالية أولًا ، وهي خياليةٌ لأمرين : لأنها مترتبة على مقولةٍ متخلية أو على جهلٍ بمقاصد الشريعة في التكفير وعدم إثبات هؤلاء بإيمانهم على إيمانهم وأما المسألة الثانية أو الأمر الثاني : فإنهم يعلمون أنه ليس في قدرتهم ولا في وسعهم إلا أن يسكتوا ، ولذلك ما أشرتم بارك الله فيكم إن من مضار هذه المقولة والإصرار عليها أو أشاعتها على الجهل بها أو على الجهل بمقصدها أنها تضر بنا نحن المسلمين أكثر مما تنفعنا هذه واحدة
أما المسألة الثانية فأين المسلمون الذين يريد التغيير هل حقيقةً هناك مسلمون يريدون التغيير ؟ والرسول صلى الله عليه وآله وسلم
الشيخ : الله أكبر
السائل : عندما أشار في الأحاديث المعروفة ( لا ما أقاموا فيكم الصلاة ) ، أو ( إلا أن تروا كفرًا بواحًا ) ، إنما كان يعني جماعة المسلمين الذين يستطيعوا أن يقولوا لهؤلاء إذا بدا منهم ناجد الكفر ، أن أنزلوا فينزلون أما أن يكن لهم معاندةً وإصرارًا وجهلاً وهوًى ثم بعد ذلك عجزًا وضعفًا هذا الحقيقة لا يدل إلا على أن الخيال لا يولد إلا خيالًا.
الشيخ : صحيح ، والله المستعان .
نقل بعض الحاضرين لنقول فيها نقل الإجماع على كفر الحاكم بغير ما أنزل الله ومناقشته للشيخ الألباني في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله ومسألة أنواع الكفر والفرق بين كفر الاعتقاد وكفر العمل .
الشيخ : صحيح و الله المستعان
السائل : إي و الله
السائل : إجماع الذي قاله إبن كثير في البداية والنهاية أن من حكم الياسق فهو كافر بإجماع المسلمين ، وأيضًا يا شيخنا يعني إذا قلنا كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومعنى الطاغوت أو رؤوس الطواغيت خمسة ، وذكر منهم الثاني و الثالث قال الحاكم الجائر المغير لأحكم الله ، وذكر الثالث قال الحاكم بغير ما أنزل الله و كما نعلم أن الكفر بالطاغوت الركن الثاني من أركان التوحيد لأن الله عز وجل قال في سورة البقرة وقال في سورة النحل ، في سورة النحل غيرها لا هي في البقرة : (( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ) فالكفر بالطاغوت هو الركن الثاني من أركان الإيمان ، وإذا قلنا أن الإجماع قد انعقد على كفر المستبدل لشرع الله عز وجل فينبغي أن تقيم هذه العقيدة وأقيم دولة الإسلام مما سمعنا منكم في قلبي ، فأنا لا ينبغي أن أعتقد بهذا في قلبي ، فخاصة أن علماء المسلمين أكثر من عالم نقلوا الإجماع على كفر الحاكم المستبدل ومنهم محمود شاكر ومنهم الدكتور عمر الأشقر تقريبًا ست علماء نقلوا الإجماع في هذه المسألة .
الشيخ : أنت بارك الله فيك هل انتبهت سابقًا أو لاحقًا في هذه الجلسة أن الكفر عملٌ قلبي وليس عمل بدني ، هل انتبهت لهذا أم لا ؟
السائل : نحن لا نقر بهذا .
الشيخ : نعم ؟ .
السائل : لا نقر بهذا .
الشيخ : هنا تكمن المشكلة ، طيب ما هو الكفر إيش معنى كفر لغةً وشرعًا ؟
السائل : الكفر قيل في اللغة : هو الجحود ، وأما في الشرع قسمه العلماء إلى كفر عملي أو اعتقادي أو كفر أكبر وكفر أصغر ، فالكفر الأكبر قالوا هو الكفر الذي يخرج من الملة ، والكفر الأصغر هو الذي .
الشيخ : معلش بارك الله فيك ما بدنا أن نلقي الآن محاضرات ، بدنا التفاهم سين وجيم ، الآن أنت بدر منك أنه في هناك كفر عملي وفي كفر اعتقادي ، هل أنت تعني ما تقول ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، الكفر العملي يكفر به صاحبه ؟
السائل : نعم ، إن كان مخرجًا من الملة .
الشيخ : الكفر العلمي يكفر به صاحبه ؟
السائل : نعم ، إن كان مخرجًا من الملة إذا كان كفرًا أكبر ، لأن الكفر العملي يوجد منه كفرًا أكبر وكفرًا أصغر .
الشيخ : يا أخي بارك الله فيك أنا قلت لك كلمة ، آنفًا ما بدنا نلقي محاضرات الآن ، بدنا نتفاهم كلمة يقولوا عنها في سورية كلمة وفاءها ، نحن كأننا اتفقنا أنه في كفر اعتقادي وفي كفر عملي ، فسألتك هل الكفر العملي هو يخرج صاحبه من الملة ؟ الجواب : إما أن تقول : نعم ، أو أن تقول لا ، ثم لا مانع من التفصيل إن لزم الأمر للتفصيل .
السائل : هنا يلزم التفصيل .
الشيخ : لسه ما إجينا أنت أجبنا قل : إن الكفر العملي هو ردة أو لا ؟
السائل : ما أجيب إلا بتفصيل .
الشيخ : سبحان الله ، الكفر الاعتقادي كفر ردة ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب لماذا لم تفصل ؟
السائل : لأن هذا متفق عليه ولكن الكفر العملي هو محل الخلاف بين المرجئة وأهل السنة .
الشيخ : طيب ، الكفر العلمي له ارتباط بالكفر الاعتقادي الذي تقول عنه إنه ردة أم ليس له ارتباط ؟
السائل : له ارتباط .
الشيخ : إذًا رجع إلى الكفر الاعتقادي بارك الله فيك ، رجع إذًا إلى الكفر الاعتقادي الكفر العملي فيما يبدو ولا تؤاخذني وإن كنت أحاول أن ألطف العبارة ، لم يتبين لك بعد الفرق بين الكفر الاعتقادي والكفر العملي ليتبين لك ثمرة هذا الاختلاف بين الكفر الاعتقادي و الكفر العملي الكفر العملي عملٌ يصدر من المسلم هو عمل الكفار ، لكن هذا العمل الذي يصدر من المسلم هو مشابه لذاك العمل الذي يصدر من الكافر من جهة أي من حيث العمل لكنه يختلف من جهةٍ أخرى عن ذلك العمل الذي يصدر من الكافر ، ذلك العمل الذي يصدر من الكافر مقرون بالكفر الاعتقادي أما هذا المسلم هنا يظهر الفرق والثمرة بين الكفرين ، هذا المسلم إن صدر منه كفرٌ عملي وأيضًا مقترنٌ معه كفرٌ اعتقادي ككفر الكافر فهو كفر ردة لا إشكال فيه أما إذا لم يخرج منه ما يدل على أنه قد اقترن بكفره العملي كفر اعتقادي حينئذٍ لا يكون كفرًا اعتقاديًا لأن الكفر الاعتقادي يختلف عن الكفر العملي من حيث أنه كفرٌ قلبي ، أما الكفر العملي ليس كفرًا قلبيًا وإنما هو كفرٌ عملي خذ مثلا الحديث الصحيح المتفق عليه ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( سباب المسلم فسوقٌ وقتاله كفرٌ ) ، قتال المسلم لأخيه المسلم كفر الآن أنا أسألك مسلمٌ يقاتل مسلمًا هل كفر بهذه المقاتلة ؟
السائل : لا يكفر لأن هذا كفر أصغر .
الشيخ : يا أخي بارك الله فيك .
السائل : لا لا يكفر .
الشيخ : خير الكلام ما قل ودل ، طيب هذا كفر ؟
السائل : نعم كفر .
الشيخ : أن الآن تسميه كفرًا أصغر طيب ، أنا أسمه كفر عملي ، ما الفرق بيني وبينك ؟ أنا سميته كفرًا عمليًا أنت سميته كفر أصغر ، الآن نحن نقول : هذا كفر عملي لماذا ؟ لأنه عمِل عمل الكفار ، الكفار من طبيعتهم كما هو مشاهد دائمًا وأبدًا أن بعضهم يقاتل بعضًا وقد أشار النبي عليه الصلاة والسلام إلى هذه الحقيقة التي تساعدنا نحن عليك وعلى تأويلك بأن هذا الكفر كفر أصغر ، يساعدنا على تفسير كفر أي كفرًا عمليًا قوله عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع كما جاء في صحيح البخاري من حديث جرير بن عبد الله البجلي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( استنصت لي الناس ) ، فخطبهم عليه الصلاة والسلام وقال : ( لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض ) ، جملة ( يضرب بعضكم رقاب بعض ) ، جملة بعضطم يضرب رقاب بعض هذا بلا شك عمل وهو تفسير لقوله عليه السلام من قبل ( كفارًا ) ، ( لا ترجعوا بعدي كفارًا ) ، كيف ؟ ( يضرب بعضكم رقاب بعض ) إذًا هذا كفر عملي سباب المسلم فسوقٌ وقتاله كفرٌ فهو لا يخرجه عن الملة ولكن إذا اقترن مع قتال المسلم لأخيه المسلم إستحلال دمه قلبًا وهو يعتقد أنه مسلم حينئذٍ يتحول كفره العملي إلى كفر اعتقادي أنت تحتج بالإجماع الذي نقلته عن فلان وفلان من المتقدمين أو من المعاصرين ، لابد أنك قرأت في تفسير الأئمة في مثل قوله تبارك وتعالى : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) أعني أنك قرأت أن الآية نزلت في اليهود الذين كانوا يدفعون بعضهم إلى أن يسألوا الرسول لأنهم كانوا حزبين ومتخاصمين فيدفعون محمدًا إلى أن يسأل محمد ، فإن أجابهم بما يوافقهم قبلوه وإلا رفضوه ومن أئمة المفسرين المعروفين والمشهورين إبن جرير الطبري يقول في تفسير هذه الآية فأولئك هم الكافرون لأنهم لا يؤمنون بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم قلبًا لأنهم هم في الأصل كفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إذا حكم لهم ولصالحهم فحينئذٍ يتبنون هذا الحكم لأنه لصالحهم لكن إذا لم يكن لذلك فهم يرفضونه قلبًا وقالبًا ولذلك فهو يقرر وكذلك ابن كثير أنه لا يجوز سحب هذه الآية على المسلم الفاجر الفاسق الذي يدين ويؤمن بما أنزل الله عز وجل ولكنه قد يحكم إما في نفسه أو في غيره بخلاف ما حكم الله عز وجل في كتابه أو نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته لا يجوز سحب هذه الآية على أولئك المسلمين لأنهم يختلفون عن المشركين بأنهم آمنوا بما أنزل الله ، لكن إيمانٌ بما أنزل الله لم يقترن به العمل بينما أولئك الكفار جحدوا ما أنزل الله قلبًا وقالبًا لذلك فالعلماء علماء المسلمين في تفسير هذه الآية التي يحتج بها الكثير من الذين يتمسكون بالتكفير إطلاقًا ومنه قولك أن الكفر العملي قد يكون كفر خروج عن الملة ، ولم تلاحظ أن هذا يستحيل أن يكون الكفر العملي خروج عن الملة إلا إذا كان الكفر قد إنعقد في قلب هذا الكافر عملاً فيجب التفريق بين الكفر الاعتقادي والكفر العملي ، لا يوجد عندنا في الشريعة أبدًا نصٌ يصرح ويدل دلالةً واضحة على أن من آمن بما أنزل الله لكنه لم يفعل بشيءٍ مما أنزل الله هذا هو كافر ، الذي مثلاً يأكل الربا ما حكمه ؟ هل هو كافر مرتد عن دينه ؟ ستقول : لا ، أليس كذلك ؟
السائل : بلى .
الشيخ : أنا لا أقول بقولك هكذا أنا أقول قد وقد ، أي إذا استحب الربا بقلبه أيضًا كما استحبه بعمله فهو كفر ردة وإلى جهنم وبئس المصير ، أما إذا قال الله يتوب علينا وبدنا نعيش من الكلمات الفارغة هذه إلى آخره ، مما يشعرنا بأنه هو يؤمن بأنه يعصي الله عز وجل ورسوله ولكنه من جهة أخرى إتبع هواه ولا فرق يا حضرة الأخ المسلم بين من يعصي الله عز وجل في أكله الربا مثلاً وبين من يعصي الله عز و جل في أن يحكم بغير ما أنزل الله ، والآن أنهي هذه الكلمة بمثال بسيط جدًا أقول قاضٍ شرعي يحكم لا أقول يحكم بالشرع بل أقول كما نقول نحن دائمًا يحكم بالكتاب والسنة ، لكن في حكومةٍ وفي قضيةٍ معينة تقاضى عنده اثنان فحكم للظالم بحق المظلوم هل هذه حكم بما أنزل الله ؟ .
السائل : أنا أجيب بس في استفسار قبل ما أجيب أستفسر عن سؤالك ، هل هذا .
الشيخ : بيقولوا عندنا في الشام اللي ما بيجي معك تعالى معه تفضل .
السائل : ماشي هل هذا القاضي جعل هذا الحكم شريعة يقضي بها في كل حال في هذه الحالة في القضية هذه فلنضرب مثال إنسان سرق وجاء عند القاضي الذي يحكم بما أنزل الله عز وجل ولكن في هذه القضية لهوى أو لقرابة قال ما بدي أقطع يديه وبدي أقيم عليه حد ثاني مع أن شروط السرقة توفرت فيه ، مهما أنه في الحالات الأخرى يقطع اليد ، فهذا لا نقول :كفر ، ننزل عليه قول ابن عباس كفرٌ دون كفر أما إن جعل حد السرقة السجن أو الحبس نقول هذا كفر بمجرد حكمه في هذه القضية أن جعلها شرعًا يتبع ، لأنه جعل نفيه ندًا لله .
الشيخ : أنت بارك الله فيك ما تؤاخذني أنت تعيد عبارة قرأتها وطلبك أن تقطع كلامي لتبين هذا لا يفيدك شيئًا أنا سأقول : هذا الإنسان الذي حكم للظالم على المظلوم هل حكم بشرع الله ؟ المفروض أن تقول لا المفروض ان تقول ونتابع الموضوع إلى نهايته بعد ذلك إن وجدت مناسبةً لتقول ما قلته تقول ذلك السائل الأن ندخل في الموضوع أما بعد
الشيخ : نعود إلى ما كنا في صدده هذا المسلم والقاضي الذي يحكم بما أنزل الله عادةً حكم في قضيةٍ ما بغير ما أنزل الله ما أظن أن مسلمًا عالمًا يحكم بمجرد أن صدر منه هذا الحكم المخالف في الشرع أنه يحكم عليه بأنه كفر ، ما أظن أحد يفعل هذا فأريد أن أقول في قضيةٍ أخرى لسببٍ أو آخر تكرر ذلك السبب أو تجدد مش مهم ، وإنما حكم أيضًا بغير ما أنزل الله ، كذلك أنا أقول لا أستطيع أن أقول : بأنه كفر كفر اعتقادٍ وكفر ردةٍ إلى متى سنكرر ؟ خمس مرات عشر مرات عشرين مرة مائة مرة إلى آخره ، متى أستطيع أن أقول بأن حكمه هذا يدينه بأنه كفر رده وليس كفر عمل فقط ؟ إذا ما بدا منه ما ينبي عما وقر في قلبه ، فإذا بدا منه شيء ينبئ عما وقر في قلبه وهو أن هذا الحكم لا يصلح الحكم به بالرغم أنه مما أنزله الله هنا يقال بأن كفره كفر ردة فلا نعود لعلنا نلتقي أنه هذا الذي اتخذ نظامًا قد يكون سبب قول القائلين بأن هذا كفر ردة هو أنهم اتخذوا نظامه دليلاً على ما وقر في نفسه لأن الحكم في الإسلام لا يصلح أنا أقول : إن صح حكمهم أو استنباطهم فيكون هذا حكمًا صحيحًا مطابقًا للكفر الاعتقادي ، إذًا الآن مناط الحكم والبحث والتفريق بين كفر و كفر ، هو أن ننظر إلى القلب فإن كان القلب مؤمنًا والعمل كافرًا فهنا يتغلب الحكم المستقر في القلب على الحكم المستقر في العمل أما إذا كان ما في القلب مطابق للعمل أي هو لا يقر بهذا الحكم الذي جاء في الشرع إما إعرابًا وإفصاحًا بلسانه أو تعبيرًا كما يقال بلسان قاله بلسان حاله ، يعني التعبير قد يكون بلسان قال أو بلسان الحال إذا كان تعبيره عن كفره القلبي بلسانه قال انتهى الموضوع ، أما إذا كان بلسان الحال هنا لسان الحال قد يقبل الجدال فماذا تقول الآن بالنسبة لهذا التفصيل ؟ وألخص ما سبق ، الكفر العملي الذي قد يكون كفرًا اعتقاديًا كما قلت في أول جوابك ، هذا لابد أن يكون مربوطًا بالكفر الاعتقادي ، أما كفر عملي وهو حكمه كان الكفر الاعتقادي أي مرتد عن الملة وهو مؤمن بقلبه هذا لا وجود له في الإسلام ، والآن تفضل ما عندك .
السائل : أول شيء جزآكم الله خير .
الشيخ : وإياك .
السائل : ما نعتقده أن هناك كفرٌ علمي يخرج من الملة بغض النظر عن الاعتقاد كان مؤمنًا أو كان غير مؤمن ولنا بذلك سلف ، منهم شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى.
الشيخ : بدنا أدلة من الكتاب قبل كل شيء .
السائل : من الأدلة : (( ولقد قالوا كلمة الكفر )) .
الشيخ : اسمح لي يا أخي رجعت إلى قولي قلت لك آنفًا : الكفر الاعتقادي أرجوك ما تستعجل علي الكفر الإعتقادي الذي مركزه القلب إما أن يدل عليه لسان القال أو لسان الحال ، أنت الآن تحتج بالآية (( ولقد قالوا كلمة الكفر )) ، سبحان الله هذا لي ؟ هذا لي ؟ ما تشعر معي ؟
السائل : لا ما أشعر ، لأن الله عز وجل ما بيّن أنهم استحلوا أو لم يستحلوا الله عز وجل أطلق وهذا .
الشيخ : يا أخي الله يهديك أنا عم أقول لك بلسانٍ عربيٍ مبين ، المؤمن بما تحكم على إيمانه ، أليس بقوله ؟
السائل : إقراره نعم .
الشيخ : طيب والكافر بما تحكم عليه ؟ بقوله ، وأنا معك أنا سبقتك قلت لك الكفر الذي وقر في القلب نحن ما نصل إلى القلب ، لكن تخذه طريقًا للوصول إلى ما في القلب أحد طريقين
إما القال ، وهذا لسان القال وإما لسان الحال تفرق معي بين الأمرين أم لا ؟
السائل : نعم
الشيخ : طيب فالآن أنت احتججت بالآية الآية حجة لي .
السائل : لكن ما فهمت من كلامك أنا أنك لا تكفره ما دام قال كلمة الكفر بدليل أنك قلت : إنسان سيئة التربية في بيت أهله يشتم الله عز وجل هذا لا نكفره ، وهذا مخالف لإجماع العلماء الذي نقله ابن تيمية ، هذا بغض النظر لو كان مؤمن أو غير مؤمن ، بمجرد شمته لله كفر .
الشيخ : طيب ، هل يقتل ؟
السائل : نعم يقتل .
الشيخ : لا ، يستتاب .
السائل : على خلاف بين العلماء .
الشيخ : الخلاف بين العلماء ما هو الراجح ؟ .
السائل : الذي رجحه ... في هذه المسألة أنه لا يقتل .
الشيخ : طيب يكفر أو لا يكفر ؟
السائل : يكفر ويستتاب .
الشيخ : لا يستتاب ؟
السائل : يستتاب .
الشيخ : نحن قلنا : هل يستتاب أم لا ؟ قلت قولين ، طيب ما هو الراجح ؟
السائل : الذي ما قرأنه الذي رجحه أنه لا .
الشيخ : طيب الذي أعلن الردة عن دينه يستتاب ؟
السائل : يستتاب .
الشيخ : الذي أعلن الردة عن دينه ؟
السائل : الذي يكفر يستتاب نعم .
الشيخ : ( من بدل دينه فاقتلوه ) ، يستتاب ؟ .
السائل : اللي أعلم أنه يستتاب .
الشيخ : في فرق يا أخي بين إنسان يعلن الردة عن دينه وبين إنسان يتكلم بكلمة الكفر قد يكون له في ذلك عذر كما ذكرنا بالنسبة للجهال آنفًا ، ولعلك تذكر معي أن سبب رواية الصحابي لهذا الحديث ( من بدل دينه فاقتلوه ) ، أن أنا أشك الآن هي القضية تدور بين معاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري كانا في اليمن لمَّا أرسلهم الرسول عليه السلام فإما نزل أبو موسى ضيفًا هنا شكي فقط إما نزل أبي موسى ضيفًا على معاذ أو العكس تمامًا فوجد عنده رجل مغلل في الأصفاد سأل عنه قال هذا بدل دينه ، رأسًا سحب السيف وقتله ، ما بيهمنا هو أبو موسى الذي فعل أو معاذ بن جبل وكلاهما صحابي جليل ورأسًا نفذ فيه الحكم ( فمن بدل دينه فاقتلوه ) ، تبديلاً لا يحتمل عذرًا له هذا لا يستتاب ، أما الذي يتكلم بكلمة الكفر وقد يكون له وجهة نظر خاطئة من ناحية العلم أو من ناحية الجهل أو من أي سبب من الأسباب كما ألمحت أنا آنفًا إلى شيءٍ من ذلك وكررته وهو سوء التربية مثلاً فهؤلاء نحن نسمعهم اليوم بسبب سوء التربية تجد الواحد عم يتكلم بكلمة الكفر بحالة ثورة وطنية وإذا به فورًا شو بيقول ؟ أستغفر الله ، الله يلعن الشيطان إلى آخره ، هذا ما تحكم هذا متناقض مع نفسه ، هذا إذا كان هناك حكم بالإسلام يتوبه إلا ما هو تاب إذا سب الرسول عليه السلام كما كان في بعض الأسئلة هذا يستتاب فإن تاب وإلا قتل أما وهو فورًا إستغفر الله وأناب فهذا دليل على أن الرجل ما خرج ذلك عن قصد منه للكفر فالشاهد نحن نكرر في كلامنا أن الكفر الاعتقادي طريقة معرفتنا نحن به إما بإقرار الكافر كما في الآية التي ذكرتها إما أن نستدل بلسان حاله إما أن نستدل بلسان حاله ، الاستدلال بلسان الحال مجال للاختلاف والمناقشة يا ترى هذا استنباط صحيح ولا غير صحيح ؟ لكن حينما يكون يعلن الكفر بلسانه انتهى الموضوع فما هو الدليل الآن إذا كان بدنا نقول بالكفر العملي غير مقرون بالكفر الاعتقادي أنه كفر يخلد صاحبه في النار ، ما هو الدليل من كتاب الله أو من حديث رسول الله ونحن نعلم أن الحجة إنما تكون بمعرفته بالحكم الشرعي ، فإذا لم يعلم لسببٍ أو آخر وهذا موضوع سبق الإشارة إليه ، فما هو الدليل على أنه من وقع في شيء من المكفرات قولًا ، وبجهلهم أو غفلة كما في كما ذكرنا في قصة الذي أوصى بتلك الوصية أو بعمله ؟ ما هو دليل أن هذا كفر كفرًا يخلد صاحبه في النار؟ ما في عندنا دليل ، أما أن نقول : قال فلان وقال فلان فهذا الأقوال متناقضة والله عز وجل يقول : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الأخر )) إلى اخر الآية
السائل : إي و الله
السائل : إجماع الذي قاله إبن كثير في البداية والنهاية أن من حكم الياسق فهو كافر بإجماع المسلمين ، وأيضًا يا شيخنا يعني إذا قلنا كما قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومعنى الطاغوت أو رؤوس الطواغيت خمسة ، وذكر منهم الثاني و الثالث قال الحاكم الجائر المغير لأحكم الله ، وذكر الثالث قال الحاكم بغير ما أنزل الله و كما نعلم أن الكفر بالطاغوت الركن الثاني من أركان التوحيد لأن الله عز وجل قال في سورة البقرة وقال في سورة النحل ، في سورة النحل غيرها لا هي في البقرة : (( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ) فالكفر بالطاغوت هو الركن الثاني من أركان الإيمان ، وإذا قلنا أن الإجماع قد انعقد على كفر المستبدل لشرع الله عز وجل فينبغي أن تقيم هذه العقيدة وأقيم دولة الإسلام مما سمعنا منكم في قلبي ، فأنا لا ينبغي أن أعتقد بهذا في قلبي ، فخاصة أن علماء المسلمين أكثر من عالم نقلوا الإجماع على كفر الحاكم المستبدل ومنهم محمود شاكر ومنهم الدكتور عمر الأشقر تقريبًا ست علماء نقلوا الإجماع في هذه المسألة .
الشيخ : أنت بارك الله فيك هل انتبهت سابقًا أو لاحقًا في هذه الجلسة أن الكفر عملٌ قلبي وليس عمل بدني ، هل انتبهت لهذا أم لا ؟
السائل : نحن لا نقر بهذا .
الشيخ : نعم ؟ .
السائل : لا نقر بهذا .
الشيخ : هنا تكمن المشكلة ، طيب ما هو الكفر إيش معنى كفر لغةً وشرعًا ؟
السائل : الكفر قيل في اللغة : هو الجحود ، وأما في الشرع قسمه العلماء إلى كفر عملي أو اعتقادي أو كفر أكبر وكفر أصغر ، فالكفر الأكبر قالوا هو الكفر الذي يخرج من الملة ، والكفر الأصغر هو الذي .
الشيخ : معلش بارك الله فيك ما بدنا أن نلقي الآن محاضرات ، بدنا التفاهم سين وجيم ، الآن أنت بدر منك أنه في هناك كفر عملي وفي كفر اعتقادي ، هل أنت تعني ما تقول ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب ، الكفر العملي يكفر به صاحبه ؟
السائل : نعم ، إن كان مخرجًا من الملة .
الشيخ : الكفر العلمي يكفر به صاحبه ؟
السائل : نعم ، إن كان مخرجًا من الملة إذا كان كفرًا أكبر ، لأن الكفر العملي يوجد منه كفرًا أكبر وكفرًا أصغر .
الشيخ : يا أخي بارك الله فيك أنا قلت لك كلمة ، آنفًا ما بدنا نلقي محاضرات الآن ، بدنا نتفاهم كلمة يقولوا عنها في سورية كلمة وفاءها ، نحن كأننا اتفقنا أنه في كفر اعتقادي وفي كفر عملي ، فسألتك هل الكفر العملي هو يخرج صاحبه من الملة ؟ الجواب : إما أن تقول : نعم ، أو أن تقول لا ، ثم لا مانع من التفصيل إن لزم الأمر للتفصيل .
السائل : هنا يلزم التفصيل .
الشيخ : لسه ما إجينا أنت أجبنا قل : إن الكفر العملي هو ردة أو لا ؟
السائل : ما أجيب إلا بتفصيل .
الشيخ : سبحان الله ، الكفر الاعتقادي كفر ردة ؟
السائل : نعم .
الشيخ : طيب لماذا لم تفصل ؟
السائل : لأن هذا متفق عليه ولكن الكفر العملي هو محل الخلاف بين المرجئة وأهل السنة .
الشيخ : طيب ، الكفر العلمي له ارتباط بالكفر الاعتقادي الذي تقول عنه إنه ردة أم ليس له ارتباط ؟
السائل : له ارتباط .
الشيخ : إذًا رجع إلى الكفر الاعتقادي بارك الله فيك ، رجع إذًا إلى الكفر الاعتقادي الكفر العملي فيما يبدو ولا تؤاخذني وإن كنت أحاول أن ألطف العبارة ، لم يتبين لك بعد الفرق بين الكفر الاعتقادي والكفر العملي ليتبين لك ثمرة هذا الاختلاف بين الكفر الاعتقادي و الكفر العملي الكفر العملي عملٌ يصدر من المسلم هو عمل الكفار ، لكن هذا العمل الذي يصدر من المسلم هو مشابه لذاك العمل الذي يصدر من الكافر من جهة أي من حيث العمل لكنه يختلف من جهةٍ أخرى عن ذلك العمل الذي يصدر من الكافر ، ذلك العمل الذي يصدر من الكافر مقرون بالكفر الاعتقادي أما هذا المسلم هنا يظهر الفرق والثمرة بين الكفرين ، هذا المسلم إن صدر منه كفرٌ عملي وأيضًا مقترنٌ معه كفرٌ اعتقادي ككفر الكافر فهو كفر ردة لا إشكال فيه أما إذا لم يخرج منه ما يدل على أنه قد اقترن بكفره العملي كفر اعتقادي حينئذٍ لا يكون كفرًا اعتقاديًا لأن الكفر الاعتقادي يختلف عن الكفر العملي من حيث أنه كفرٌ قلبي ، أما الكفر العملي ليس كفرًا قلبيًا وإنما هو كفرٌ عملي خذ مثلا الحديث الصحيح المتفق عليه ألا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( سباب المسلم فسوقٌ وقتاله كفرٌ ) ، قتال المسلم لأخيه المسلم كفر الآن أنا أسألك مسلمٌ يقاتل مسلمًا هل كفر بهذه المقاتلة ؟
السائل : لا يكفر لأن هذا كفر أصغر .
الشيخ : يا أخي بارك الله فيك .
السائل : لا لا يكفر .
الشيخ : خير الكلام ما قل ودل ، طيب هذا كفر ؟
السائل : نعم كفر .
الشيخ : أن الآن تسميه كفرًا أصغر طيب ، أنا أسمه كفر عملي ، ما الفرق بيني وبينك ؟ أنا سميته كفرًا عمليًا أنت سميته كفر أصغر ، الآن نحن نقول : هذا كفر عملي لماذا ؟ لأنه عمِل عمل الكفار ، الكفار من طبيعتهم كما هو مشاهد دائمًا وأبدًا أن بعضهم يقاتل بعضًا وقد أشار النبي عليه الصلاة والسلام إلى هذه الحقيقة التي تساعدنا نحن عليك وعلى تأويلك بأن هذا الكفر كفر أصغر ، يساعدنا على تفسير كفر أي كفرًا عمليًا قوله عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع كما جاء في صحيح البخاري من حديث جرير بن عبد الله البجلي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( استنصت لي الناس ) ، فخطبهم عليه الصلاة والسلام وقال : ( لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض ) ، جملة ( يضرب بعضكم رقاب بعض ) ، جملة بعضطم يضرب رقاب بعض هذا بلا شك عمل وهو تفسير لقوله عليه السلام من قبل ( كفارًا ) ، ( لا ترجعوا بعدي كفارًا ) ، كيف ؟ ( يضرب بعضكم رقاب بعض ) إذًا هذا كفر عملي سباب المسلم فسوقٌ وقتاله كفرٌ فهو لا يخرجه عن الملة ولكن إذا اقترن مع قتال المسلم لأخيه المسلم إستحلال دمه قلبًا وهو يعتقد أنه مسلم حينئذٍ يتحول كفره العملي إلى كفر اعتقادي أنت تحتج بالإجماع الذي نقلته عن فلان وفلان من المتقدمين أو من المعاصرين ، لابد أنك قرأت في تفسير الأئمة في مثل قوله تبارك وتعالى : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) أعني أنك قرأت أن الآية نزلت في اليهود الذين كانوا يدفعون بعضهم إلى أن يسألوا الرسول لأنهم كانوا حزبين ومتخاصمين فيدفعون محمدًا إلى أن يسأل محمد ، فإن أجابهم بما يوافقهم قبلوه وإلا رفضوه ومن أئمة المفسرين المعروفين والمشهورين إبن جرير الطبري يقول في تفسير هذه الآية فأولئك هم الكافرون لأنهم لا يؤمنون بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم قلبًا لأنهم هم في الأصل كفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا إذا حكم لهم ولصالحهم فحينئذٍ يتبنون هذا الحكم لأنه لصالحهم لكن إذا لم يكن لذلك فهم يرفضونه قلبًا وقالبًا ولذلك فهو يقرر وكذلك ابن كثير أنه لا يجوز سحب هذه الآية على المسلم الفاجر الفاسق الذي يدين ويؤمن بما أنزل الله عز وجل ولكنه قد يحكم إما في نفسه أو في غيره بخلاف ما حكم الله عز وجل في كتابه أو نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته لا يجوز سحب هذه الآية على أولئك المسلمين لأنهم يختلفون عن المشركين بأنهم آمنوا بما أنزل الله ، لكن إيمانٌ بما أنزل الله لم يقترن به العمل بينما أولئك الكفار جحدوا ما أنزل الله قلبًا وقالبًا لذلك فالعلماء علماء المسلمين في تفسير هذه الآية التي يحتج بها الكثير من الذين يتمسكون بالتكفير إطلاقًا ومنه قولك أن الكفر العملي قد يكون كفر خروج عن الملة ، ولم تلاحظ أن هذا يستحيل أن يكون الكفر العملي خروج عن الملة إلا إذا كان الكفر قد إنعقد في قلب هذا الكافر عملاً فيجب التفريق بين الكفر الاعتقادي والكفر العملي ، لا يوجد عندنا في الشريعة أبدًا نصٌ يصرح ويدل دلالةً واضحة على أن من آمن بما أنزل الله لكنه لم يفعل بشيءٍ مما أنزل الله هذا هو كافر ، الذي مثلاً يأكل الربا ما حكمه ؟ هل هو كافر مرتد عن دينه ؟ ستقول : لا ، أليس كذلك ؟
السائل : بلى .
الشيخ : أنا لا أقول بقولك هكذا أنا أقول قد وقد ، أي إذا استحب الربا بقلبه أيضًا كما استحبه بعمله فهو كفر ردة وإلى جهنم وبئس المصير ، أما إذا قال الله يتوب علينا وبدنا نعيش من الكلمات الفارغة هذه إلى آخره ، مما يشعرنا بأنه هو يؤمن بأنه يعصي الله عز وجل ورسوله ولكنه من جهة أخرى إتبع هواه ولا فرق يا حضرة الأخ المسلم بين من يعصي الله عز وجل في أكله الربا مثلاً وبين من يعصي الله عز و جل في أن يحكم بغير ما أنزل الله ، والآن أنهي هذه الكلمة بمثال بسيط جدًا أقول قاضٍ شرعي يحكم لا أقول يحكم بالشرع بل أقول كما نقول نحن دائمًا يحكم بالكتاب والسنة ، لكن في حكومةٍ وفي قضيةٍ معينة تقاضى عنده اثنان فحكم للظالم بحق المظلوم هل هذه حكم بما أنزل الله ؟ .
السائل : أنا أجيب بس في استفسار قبل ما أجيب أستفسر عن سؤالك ، هل هذا .
الشيخ : بيقولوا عندنا في الشام اللي ما بيجي معك تعالى معه تفضل .
السائل : ماشي هل هذا القاضي جعل هذا الحكم شريعة يقضي بها في كل حال في هذه الحالة في القضية هذه فلنضرب مثال إنسان سرق وجاء عند القاضي الذي يحكم بما أنزل الله عز وجل ولكن في هذه القضية لهوى أو لقرابة قال ما بدي أقطع يديه وبدي أقيم عليه حد ثاني مع أن شروط السرقة توفرت فيه ، مهما أنه في الحالات الأخرى يقطع اليد ، فهذا لا نقول :كفر ، ننزل عليه قول ابن عباس كفرٌ دون كفر أما إن جعل حد السرقة السجن أو الحبس نقول هذا كفر بمجرد حكمه في هذه القضية أن جعلها شرعًا يتبع ، لأنه جعل نفيه ندًا لله .
الشيخ : أنت بارك الله فيك ما تؤاخذني أنت تعيد عبارة قرأتها وطلبك أن تقطع كلامي لتبين هذا لا يفيدك شيئًا أنا سأقول : هذا الإنسان الذي حكم للظالم على المظلوم هل حكم بشرع الله ؟ المفروض أن تقول لا المفروض ان تقول ونتابع الموضوع إلى نهايته بعد ذلك إن وجدت مناسبةً لتقول ما قلته تقول ذلك السائل الأن ندخل في الموضوع أما بعد
الشيخ : نعود إلى ما كنا في صدده هذا المسلم والقاضي الذي يحكم بما أنزل الله عادةً حكم في قضيةٍ ما بغير ما أنزل الله ما أظن أن مسلمًا عالمًا يحكم بمجرد أن صدر منه هذا الحكم المخالف في الشرع أنه يحكم عليه بأنه كفر ، ما أظن أحد يفعل هذا فأريد أن أقول في قضيةٍ أخرى لسببٍ أو آخر تكرر ذلك السبب أو تجدد مش مهم ، وإنما حكم أيضًا بغير ما أنزل الله ، كذلك أنا أقول لا أستطيع أن أقول : بأنه كفر كفر اعتقادٍ وكفر ردةٍ إلى متى سنكرر ؟ خمس مرات عشر مرات عشرين مرة مائة مرة إلى آخره ، متى أستطيع أن أقول بأن حكمه هذا يدينه بأنه كفر رده وليس كفر عمل فقط ؟ إذا ما بدا منه ما ينبي عما وقر في قلبه ، فإذا بدا منه شيء ينبئ عما وقر في قلبه وهو أن هذا الحكم لا يصلح الحكم به بالرغم أنه مما أنزله الله هنا يقال بأن كفره كفر ردة فلا نعود لعلنا نلتقي أنه هذا الذي اتخذ نظامًا قد يكون سبب قول القائلين بأن هذا كفر ردة هو أنهم اتخذوا نظامه دليلاً على ما وقر في نفسه لأن الحكم في الإسلام لا يصلح أنا أقول : إن صح حكمهم أو استنباطهم فيكون هذا حكمًا صحيحًا مطابقًا للكفر الاعتقادي ، إذًا الآن مناط الحكم والبحث والتفريق بين كفر و كفر ، هو أن ننظر إلى القلب فإن كان القلب مؤمنًا والعمل كافرًا فهنا يتغلب الحكم المستقر في القلب على الحكم المستقر في العمل أما إذا كان ما في القلب مطابق للعمل أي هو لا يقر بهذا الحكم الذي جاء في الشرع إما إعرابًا وإفصاحًا بلسانه أو تعبيرًا كما يقال بلسان قاله بلسان حاله ، يعني التعبير قد يكون بلسان قال أو بلسان الحال إذا كان تعبيره عن كفره القلبي بلسانه قال انتهى الموضوع ، أما إذا كان بلسان الحال هنا لسان الحال قد يقبل الجدال فماذا تقول الآن بالنسبة لهذا التفصيل ؟ وألخص ما سبق ، الكفر العملي الذي قد يكون كفرًا اعتقاديًا كما قلت في أول جوابك ، هذا لابد أن يكون مربوطًا بالكفر الاعتقادي ، أما كفر عملي وهو حكمه كان الكفر الاعتقادي أي مرتد عن الملة وهو مؤمن بقلبه هذا لا وجود له في الإسلام ، والآن تفضل ما عندك .
السائل : أول شيء جزآكم الله خير .
الشيخ : وإياك .
السائل : ما نعتقده أن هناك كفرٌ علمي يخرج من الملة بغض النظر عن الاعتقاد كان مؤمنًا أو كان غير مؤمن ولنا بذلك سلف ، منهم شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى.
الشيخ : بدنا أدلة من الكتاب قبل كل شيء .
السائل : من الأدلة : (( ولقد قالوا كلمة الكفر )) .
الشيخ : اسمح لي يا أخي رجعت إلى قولي قلت لك آنفًا : الكفر الاعتقادي أرجوك ما تستعجل علي الكفر الإعتقادي الذي مركزه القلب إما أن يدل عليه لسان القال أو لسان الحال ، أنت الآن تحتج بالآية (( ولقد قالوا كلمة الكفر )) ، سبحان الله هذا لي ؟ هذا لي ؟ ما تشعر معي ؟
السائل : لا ما أشعر ، لأن الله عز وجل ما بيّن أنهم استحلوا أو لم يستحلوا الله عز وجل أطلق وهذا .
الشيخ : يا أخي الله يهديك أنا عم أقول لك بلسانٍ عربيٍ مبين ، المؤمن بما تحكم على إيمانه ، أليس بقوله ؟
السائل : إقراره نعم .
الشيخ : طيب والكافر بما تحكم عليه ؟ بقوله ، وأنا معك أنا سبقتك قلت لك الكفر الذي وقر في القلب نحن ما نصل إلى القلب ، لكن تخذه طريقًا للوصول إلى ما في القلب أحد طريقين
إما القال ، وهذا لسان القال وإما لسان الحال تفرق معي بين الأمرين أم لا ؟
السائل : نعم
الشيخ : طيب فالآن أنت احتججت بالآية الآية حجة لي .
السائل : لكن ما فهمت من كلامك أنا أنك لا تكفره ما دام قال كلمة الكفر بدليل أنك قلت : إنسان سيئة التربية في بيت أهله يشتم الله عز وجل هذا لا نكفره ، وهذا مخالف لإجماع العلماء الذي نقله ابن تيمية ، هذا بغض النظر لو كان مؤمن أو غير مؤمن ، بمجرد شمته لله كفر .
الشيخ : طيب ، هل يقتل ؟
السائل : نعم يقتل .
الشيخ : لا ، يستتاب .
السائل : على خلاف بين العلماء .
الشيخ : الخلاف بين العلماء ما هو الراجح ؟ .
السائل : الذي رجحه ... في هذه المسألة أنه لا يقتل .
الشيخ : طيب يكفر أو لا يكفر ؟
السائل : يكفر ويستتاب .
الشيخ : لا يستتاب ؟
السائل : يستتاب .
الشيخ : نحن قلنا : هل يستتاب أم لا ؟ قلت قولين ، طيب ما هو الراجح ؟
السائل : الذي ما قرأنه الذي رجحه أنه لا .
الشيخ : طيب الذي أعلن الردة عن دينه يستتاب ؟
السائل : يستتاب .
الشيخ : الذي أعلن الردة عن دينه ؟
السائل : الذي يكفر يستتاب نعم .
الشيخ : ( من بدل دينه فاقتلوه ) ، يستتاب ؟ .
السائل : اللي أعلم أنه يستتاب .
الشيخ : في فرق يا أخي بين إنسان يعلن الردة عن دينه وبين إنسان يتكلم بكلمة الكفر قد يكون له في ذلك عذر كما ذكرنا بالنسبة للجهال آنفًا ، ولعلك تذكر معي أن سبب رواية الصحابي لهذا الحديث ( من بدل دينه فاقتلوه ) ، أن أنا أشك الآن هي القضية تدور بين معاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري كانا في اليمن لمَّا أرسلهم الرسول عليه السلام فإما نزل أبو موسى ضيفًا هنا شكي فقط إما نزل أبي موسى ضيفًا على معاذ أو العكس تمامًا فوجد عنده رجل مغلل في الأصفاد سأل عنه قال هذا بدل دينه ، رأسًا سحب السيف وقتله ، ما بيهمنا هو أبو موسى الذي فعل أو معاذ بن جبل وكلاهما صحابي جليل ورأسًا نفذ فيه الحكم ( فمن بدل دينه فاقتلوه ) ، تبديلاً لا يحتمل عذرًا له هذا لا يستتاب ، أما الذي يتكلم بكلمة الكفر وقد يكون له وجهة نظر خاطئة من ناحية العلم أو من ناحية الجهل أو من أي سبب من الأسباب كما ألمحت أنا آنفًا إلى شيءٍ من ذلك وكررته وهو سوء التربية مثلاً فهؤلاء نحن نسمعهم اليوم بسبب سوء التربية تجد الواحد عم يتكلم بكلمة الكفر بحالة ثورة وطنية وإذا به فورًا شو بيقول ؟ أستغفر الله ، الله يلعن الشيطان إلى آخره ، هذا ما تحكم هذا متناقض مع نفسه ، هذا إذا كان هناك حكم بالإسلام يتوبه إلا ما هو تاب إذا سب الرسول عليه السلام كما كان في بعض الأسئلة هذا يستتاب فإن تاب وإلا قتل أما وهو فورًا إستغفر الله وأناب فهذا دليل على أن الرجل ما خرج ذلك عن قصد منه للكفر فالشاهد نحن نكرر في كلامنا أن الكفر الاعتقادي طريقة معرفتنا نحن به إما بإقرار الكافر كما في الآية التي ذكرتها إما أن نستدل بلسان حاله إما أن نستدل بلسان حاله ، الاستدلال بلسان الحال مجال للاختلاف والمناقشة يا ترى هذا استنباط صحيح ولا غير صحيح ؟ لكن حينما يكون يعلن الكفر بلسانه انتهى الموضوع فما هو الدليل الآن إذا كان بدنا نقول بالكفر العملي غير مقرون بالكفر الاعتقادي أنه كفر يخلد صاحبه في النار ، ما هو الدليل من كتاب الله أو من حديث رسول الله ونحن نعلم أن الحجة إنما تكون بمعرفته بالحكم الشرعي ، فإذا لم يعلم لسببٍ أو آخر وهذا موضوع سبق الإشارة إليه ، فما هو الدليل على أنه من وقع في شيء من المكفرات قولًا ، وبجهلهم أو غفلة كما في كما ذكرنا في قصة الذي أوصى بتلك الوصية أو بعمله ؟ ما هو دليل أن هذا كفر كفرًا يخلد صاحبه في النار؟ ما في عندنا دليل ، أما أن نقول : قال فلان وقال فلان فهذا الأقوال متناقضة والله عز وجل يقول : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الأخر )) إلى اخر الآية
اضيفت في - 2004-08-16