سلسلة الهدى والنور-856b
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
تتمة لا تفريق بين الإيمان والتصديق ، وإنما التفريق بين الإيمان والمعرفة .
الشيخ : لا إله إلا الله لا إله إلا الله فرعون عفواً إبليس الرجيم متفقون أنه كفر بعد أن كان مؤمناً
السائل : نعم
الشيخ : وأنا وجهت سؤالاً فبعد أن كفر هل بقي مؤمناً قلت لا لكن قلت بقي أيش مصدقا
السائل : مصدقاً أنا انسحبت منها وأقول
الشيخ : معليش معليش انسحبت منها
السائل : كان عارفاً أو عالماً
الشيخ : انسحبت منها
السائل : نعم
الشيخ : هذا الانسحاب قد يكون الآن لمناقشة لكن أنا أرجو منك أن تعيد النظر وتدرس المسألة من جديد فإما أن توصلك الدراسة إلى البقاء على ما كنت عليه من التفريق بين التصديق وبين الإيمان وهذا خلاف الآية الصريحة في القرآن وإما أن تجعل التصديق هو الإيمان نفسه وأن الإيمان والتصديق لفظان مترادفان بخلاف المعرفة فإذا رجعنا إلى كفر إبليس
الشيخ : فإذا رجعنا إلى كفر إبليس إبليس كفر وهنا نقطة لم يكفر إبليس بمجرد أنه خالف أمر الله
السائل : نعم
الشيخ : وإنما لأنه استكبر بنص القرآن الكريم وكان من الكافرين آه
السائل : أحسنتم
الشيخ : فمجرد المخالفة والمعصية عند أهل السنة جميعاً لا تكون سبباً للتكفير
السائل : نعم
الشيخ : لكن إذا اقترن مع هذه المعصية شيء ينبئ عن الكفر القلبي ولو بعد أن كان عامراً بالإيمان فهذا الإيمان يطيح و يزول بسبب هذا الكفر الذي يعتبر كفراً اعتقادياً أو يعتبر كفرا عمليا منبئ عن الكفر الإعتقادي نعم انتهى الوقت ومعذرة وأنا رجائي إليك أن نستفيد من بحثك مجدداً هذه النقطة لأنه حقيقة أنا لأول مرة أسمع التفريق بين التصديق وبين الإيمان وأعرف منذ القديم والحمد لله التفريق بين المعرفة وبين الإيمان وهذا لا شك فيه ولا إشكال أما التفريق بين التصديق وبين الإيمان في لغة القرآن هذا ما أعلمه فنرجو أن تمدنا بمددك
السائل : لكن أنتم عرفتم مقصدي وأني أريد بالتصديق المعرفة بالقلب وأنتم
الشيخ : المعرفة في القلب اليهود حينما يوصفون (( يَعْرِفُونَهُ )) كيف بقلبهم يعني
السائل : بقلبهم
الشيخ : فإذن ؟ المشكلة لن تزال يعرفونه بقلوبهم هل يؤمنون ستقول لا ، هل يصدقون أخشى أن تقول بلى
السائل : أقول يعرفون أقف عند القرآن
الشيخ : أنا معك في هذا يعرفون وانتهى الموضوع كل من يعرف ليس مؤمناً لكن كل من كان مؤمناً فهو عارف بلا شك
السائل : هذه النقطة مهمة جداً بارك الله فيكم لأن الكثير من الشباب يعتقدون أنكم تقولون إنه لا يكفر أحد إلا وهو قد كذب بقلبه فعرفنا الآن بما لا مجال للإفتراء على فضيلتكم أنكم تقولون لا يكفي المعرفة فقط وقد يكون الرجل كافراً ويعرف وأن الإيمان
الشيخ : كيف لا هذا صريح القرآن لا وأنا أقول أخي فيه هناك وقلت آنفاً فيه هناك أعمال تدل على كفر العامل ونحن في الحالة هذه نكفره وخطر في بالي وأنت تسمعني بعض النقول المفيدة إن شاء الله أن أستدرك عليك لكني أمسكت نفسي أردت أن أقول وإلا ما يعرب عنه بلسانه فقد يعرب عن كفره الذي في القلب ونحن لا ندريه بلسانه فندينه به هذا هو ولذلك فنحن لا نقف عند هذه الشكلية والظاهرة التي أشرت إلى أن بعضهم يتهموننا بها
السائل : إذن أنا فهمت منكم الآن أنكم تقولون الكفر يكون بالإعتقاد ويكون أيضاً بالقول ويكون أيضاً بالعمل كمن استهزأ بآيات الله
الشيخ : نعم لكن أقول من باب الإيضاح أن هذا العمل يكون دالاً على ما في القلب من الكفر لماذا هذا العمل كان كفراً ؟ لأنه دل على ما في القلب من الكفر
السائل : من التكذيب
الشيخ : نعم
السائل : كفر التكذيب أم لا
الشيخ : التكذيب شيء ثاني
السائل : هذا هو بارك الله فيك هذه النقطة الثالثة من الأهمية
الشيخ : بارك الله فيك و وفق جهودك
السائل : بارك الله فيك ما زلنا نتعلم من فضيلتكم وأسأل الله عز وجل أن يجمعنا بكم في جنات النعيم
الشيخ : آمين ومعذرة إليكم
السائل : نعم
الشيخ : وأنا وجهت سؤالاً فبعد أن كفر هل بقي مؤمناً قلت لا لكن قلت بقي أيش مصدقا
السائل : مصدقاً أنا انسحبت منها وأقول
الشيخ : معليش معليش انسحبت منها
السائل : كان عارفاً أو عالماً
الشيخ : انسحبت منها
السائل : نعم
الشيخ : هذا الانسحاب قد يكون الآن لمناقشة لكن أنا أرجو منك أن تعيد النظر وتدرس المسألة من جديد فإما أن توصلك الدراسة إلى البقاء على ما كنت عليه من التفريق بين التصديق وبين الإيمان وهذا خلاف الآية الصريحة في القرآن وإما أن تجعل التصديق هو الإيمان نفسه وأن الإيمان والتصديق لفظان مترادفان بخلاف المعرفة فإذا رجعنا إلى كفر إبليس
الشيخ : فإذا رجعنا إلى كفر إبليس إبليس كفر وهنا نقطة لم يكفر إبليس بمجرد أنه خالف أمر الله
السائل : نعم
الشيخ : وإنما لأنه استكبر بنص القرآن الكريم وكان من الكافرين آه
السائل : أحسنتم
الشيخ : فمجرد المخالفة والمعصية عند أهل السنة جميعاً لا تكون سبباً للتكفير
السائل : نعم
الشيخ : لكن إذا اقترن مع هذه المعصية شيء ينبئ عن الكفر القلبي ولو بعد أن كان عامراً بالإيمان فهذا الإيمان يطيح و يزول بسبب هذا الكفر الذي يعتبر كفراً اعتقادياً أو يعتبر كفرا عمليا منبئ عن الكفر الإعتقادي نعم انتهى الوقت ومعذرة وأنا رجائي إليك أن نستفيد من بحثك مجدداً هذه النقطة لأنه حقيقة أنا لأول مرة أسمع التفريق بين التصديق وبين الإيمان وأعرف منذ القديم والحمد لله التفريق بين المعرفة وبين الإيمان وهذا لا شك فيه ولا إشكال أما التفريق بين التصديق وبين الإيمان في لغة القرآن هذا ما أعلمه فنرجو أن تمدنا بمددك
السائل : لكن أنتم عرفتم مقصدي وأني أريد بالتصديق المعرفة بالقلب وأنتم
الشيخ : المعرفة في القلب اليهود حينما يوصفون (( يَعْرِفُونَهُ )) كيف بقلبهم يعني
السائل : بقلبهم
الشيخ : فإذن ؟ المشكلة لن تزال يعرفونه بقلوبهم هل يؤمنون ستقول لا ، هل يصدقون أخشى أن تقول بلى
السائل : أقول يعرفون أقف عند القرآن
الشيخ : أنا معك في هذا يعرفون وانتهى الموضوع كل من يعرف ليس مؤمناً لكن كل من كان مؤمناً فهو عارف بلا شك
السائل : هذه النقطة مهمة جداً بارك الله فيكم لأن الكثير من الشباب يعتقدون أنكم تقولون إنه لا يكفر أحد إلا وهو قد كذب بقلبه فعرفنا الآن بما لا مجال للإفتراء على فضيلتكم أنكم تقولون لا يكفي المعرفة فقط وقد يكون الرجل كافراً ويعرف وأن الإيمان
الشيخ : كيف لا هذا صريح القرآن لا وأنا أقول أخي فيه هناك وقلت آنفاً فيه هناك أعمال تدل على كفر العامل ونحن في الحالة هذه نكفره وخطر في بالي وأنت تسمعني بعض النقول المفيدة إن شاء الله أن أستدرك عليك لكني أمسكت نفسي أردت أن أقول وإلا ما يعرب عنه بلسانه فقد يعرب عن كفره الذي في القلب ونحن لا ندريه بلسانه فندينه به هذا هو ولذلك فنحن لا نقف عند هذه الشكلية والظاهرة التي أشرت إلى أن بعضهم يتهموننا بها
السائل : إذن أنا فهمت منكم الآن أنكم تقولون الكفر يكون بالإعتقاد ويكون أيضاً بالقول ويكون أيضاً بالعمل كمن استهزأ بآيات الله
الشيخ : نعم لكن أقول من باب الإيضاح أن هذا العمل يكون دالاً على ما في القلب من الكفر لماذا هذا العمل كان كفراً ؟ لأنه دل على ما في القلب من الكفر
السائل : من التكذيب
الشيخ : نعم
السائل : كفر التكذيب أم لا
الشيخ : التكذيب شيء ثاني
السائل : هذا هو بارك الله فيك هذه النقطة الثالثة من الأهمية
الشيخ : بارك الله فيك و وفق جهودك
السائل : بارك الله فيك ما زلنا نتعلم من فضيلتكم وأسأل الله عز وجل أن يجمعنا بكم في جنات النعيم
الشيخ : آمين ومعذرة إليكم
خلاصة وتقعيد للجلسة السابقة على نقل كلام خالد العنبري في إثبات أن التصديق مرادف للمعرفة .
السائل : الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين فضيلة الشيخ انتهينا في المجلس السابق المؤرخ بالحادي والعشرين من شهر رمضان عام ألف وأربعمائة وستة عشر انتهينا إلى القول بأن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ويتبعض ويتفاضل أهله فيه ثانياً وأن من عرف بقلبه وأقر بلسانه لم يكن بمجرد ذلك مؤمناً حتى يأتي بعمل القلب من التوقير والحب والبغض والموالاة والمعاداة ، ثالثاً وأن الكفر ستة أنواع : تكذيب وجحود وعناد وإعراض ونفاق وشك ، رابعاً وأن الكفر لا يكون بالإعتقاد وحده بل بالإعتقاد والقول والعمل خامساً وأن المرجئة هم الذين حصروا التكذيب بالقلب
الشيخ : عفواً وأن الكفر لا يكون
السائل : رابعاً وأن الكفر لا يكون بالاعتقاد وحده بل بالاعتقاد والقول والعمل
الشيخ : هل قلت آنفاً وحده
السائل : نعم قلت وحده
الشيخ : بل والإعتقاد والقول والعمل
السائل : بل وبالإعتقاد
الشيخ : بل وبالإعتقاد أيضا
السائل : بل وبالإعتقاد والقول والعمل
الشيخ : نعم
السائل : خامساً وأن المرجئة هم الذين حصروا الكفر في التكذيب بالقلب وذهبوا إلى أن كل من كفره الشارع فإنما كفره لانتفاء تصديق القلب بالرب تبارك وتعالى ثم حصل اختلاف لفظي فيما أتصور خلاصته أن يقولوا إن الرجل قد يكفر وهو مصدق بالحق وأنتم تقولون إنه لا يسمى مصدقاً ولكن عارفاً أي قد يكفر الرجل وهو عارف كإبليس اللعين
الشيخ : عفواً وأن الكفر لا يكون
السائل : رابعاً وأن الكفر لا يكون بالاعتقاد وحده بل بالاعتقاد والقول والعمل
الشيخ : هل قلت آنفاً وحده
السائل : نعم قلت وحده
الشيخ : بل والإعتقاد والقول والعمل
السائل : بل وبالإعتقاد
الشيخ : بل وبالإعتقاد أيضا
السائل : بل وبالإعتقاد والقول والعمل
الشيخ : نعم
السائل : خامساً وأن المرجئة هم الذين حصروا الكفر في التكذيب بالقلب وذهبوا إلى أن كل من كفره الشارع فإنما كفره لانتفاء تصديق القلب بالرب تبارك وتعالى ثم حصل اختلاف لفظي فيما أتصور خلاصته أن يقولوا إن الرجل قد يكفر وهو مصدق بالحق وأنتم تقولون إنه لا يسمى مصدقاً ولكن عارفاً أي قد يكفر الرجل وهو عارف كإبليس اللعين
2 - خلاصة وتقعيد للجلسة السابقة على نقل كلام خالد العنبري في إثبات أن التصديق مرادف للمعرفة . أستمع حفظ
نقل عن ابن تيمية أن التصديق مرادف للإيمان كما فهم الشيخ .
السائل : ثم طالبتم أن آتي ببعض النصوص تؤيد ما أذهب إليه وقد وفقني الله لذلك فهل تسمحون بأن أتلوا عليكم شيئاً من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية يؤيد الذي قلت ؟
الشيخ : تفضل
السائل : كان شيخ الإسلام يتكلم عن كفر العناد وأن الله تبارك وتعالى ربما يعاقب المعاند وهو الذي يقر بالحق ظاهراً وباطناً بيد أنه لا ينقاد له بغضاً واستكباراً واستهتاراً أقول كان شيخ الإسلام يتكلم عن سر من أسرار الله في خلقه أن الله ربما عاقب هذا المعاند بزيغ القلب وضلاله فقال في شرح العقيدة الأصفهانية
الشيخ : نعم
السائل : الصحيفة مائة وثلاثة وعشرين
الشيخ : نعم
السائل : " ثم هؤلاء إذا لم يتبعوا التصديق بموجبه من عمل القلب واللسان وغير ذلك فإنه قد يطبع على قلوبهم حتى يزول عنها التصديق كما قال تعالى (( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ )) فهؤلاء كانوا عالمين فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والمقصود هنا أن ترك ما يجب من العمل بالعلم الذي هو مقتضى التصديق والعلم قد يفضي إلى سلب التصديق والعلم كما قيل " العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل " وموضع الشاهد قوله والمقصود هنا أن ترك ما يجب من العمل بالعلم الذي هو مقتضى التصديق والعلم قد يفضي إلى سلب التصديق والعلم "
وقال أيضاً في " الصارم المسلول " وهو يبين كفر الجحود وكفر العناد فيقول " إن العبد إذا فعل الذنب مع اعتقاد أن الله حرمه عليه واعتقاده انقياده لله فيما حرمه و أوجبه فهذا ليس بكافر فأما إن اعتقد أن الله لم يحرمه أو أنه حرمه لكن امتنع من قبول هذا التحريم وأبى أن يذعن لله وينقاد فهو إما جاحد وإما معاند ولهذا قالوا من عصى الله مستكبراً كإبليس كفر باتفاق ومن عصى مشتهياً لم يكفر عند أهل السنة وإنما يكفره الخوارج فإن العاصي المستكبر وإن كان مصدقاً بأن الله ربه فإن معاندته له ومحادته تنافي هذا التصديق " إلى أن قال " وحقيقته كفر هذا لأنه يعترف لله و رسوله بكل ما أخبر به ويصدق بكل ما يصدق به المؤمنون ولكن يكره ذلك ويبغضه ويسخطه لعدم موافقته لمراده ومشتهاه ويقول أنا لا أقر بذلك ولا ألتزمه وأبغض هذا الحق وأنفر عنه فهذا نوع غير النوع الأول وتكفير هذا معلوم بالإضطرار من دين الإسلام والقرآن مملوء من تكفير مثل هذا النوع " وقال في " مجموع الفتاوى " وهو أيضاً يتكلم عن كفر العناد ويتكلم كذلك عن تارك أركان الإسلام يقول " الثاني أن لا يجحد وجوبها يعني أركان الإسلام ومبانيه الأربعة لكنه ممتنع من التزام فعلها كبراً أو حسداً أو بغضاً لله ورسوله فيقول أعلم أن الله أوجبها على المسلمين والرسول صادق في تبليغ القرآن ولكنه ممتنع عن التزام الفعل استكباراً أو حسداً للرسول أو عصبية لدينه أو بغضاً لما جاء به الرسول فهذا كافر بالإتفاق فإن إبليس لما ترك السجود المأمور به لم يكن جاحدً للإيجاب فإن الله باشره بالخطاب وإنما أبى واستكبر وكان من الكافرين وكذلك أبو طالب -وهذا موضع الشاهد- وكذلك أبو طالب كان مصدقاً للرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيما بلغه لكنه خاف اتباعه حمية لدينه وخوفاً من عار الإنقياد واستكباراً عن أن تعلو إسته رأسه فهذا ينبغي أن يتفطن له "إلخ كلام شيخ الإسلام فما تعليقكم أحسن الله إليكم وزادكم علماً وفهماً
الشيخ : جزاك الله خيرًا أولاً أظن كان كلامي بالأمس القريب هو الإحتجاج كما هو الأصل بالكتاب والسنة أنت الآن على التعبير النظام العسكري المتبع " مكانك راوح " ما جئت إلا بالآية التي جرى النقاش بيني وبينك حولها وهي قول موسى لفرعون " تعلم " وتذكر ما جرى بيني وبينك أنه تعلم بمعنى تعرف أنا كنت أود أن أحظى بآية أو بحديث صحيح يبين أن التصديق ينافي الإيمان ولا يرادفه كما اتفقنا على المعرفة تماماً
السائل : نعم
الشيخ : وقلنا بصراحة ووضوح لا خلاف فيه أن كل من كان مؤمناً فهو عارف ولا عكس فاختلفت معك هل الأمر كذلك أن المتفق عليه أن كل من كان مؤمناً فهو مصدق هل كل من كان مصدقاً هو مؤمن أم لا ؟ هذه نقطة الخلاف بيني وبينك أليس كذلك
السائل : بلى
الشيخ : طيب الآن أين الحجة الشرعية الملزمة كتاباً وسنة بأن التصديق ينافي الإيمان أحياناً ينافيه أحياناً وقد يلتقي أحياناً كما قلنا في المعرفة هذا شيء إلى الآن أنا أقول ما سمعت شيئاً جديداً سوى أن الإمام ابن تيمية رحمه الله يستعمل التصديق فيما أفهم مقابل الإيمان ولعلك تذكر لا أقول في مقابل إيمان وإنما أريد أن أقول بمعنى الإيمان فأقول ابن تيمية في هذا الكلام يستعمل التصديق فيما أفهم بمعنى الإيمان ولعلك تذكر أننا في الأمس القريب أتينا بآية (( ومُبشرا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ )) فاتفقنا أن التصديق هنا بمعنى الإيمان تماماً وأنا كنت أود أن أحظى منك بدليل من الكتاب أو السنة يبين لي شيئاً جديداً كنت عنه غافلاً في كل ما مضى وهو أن التصديق قد يأتي بمعنى المعرفة التي لا إيمان معها فأنا أقول الآن في كلام ابن تيمية رحمه الله أنا لم أجد أنه يستعمل التصديق بالمعنى الذي أنت شرحته بالأمس القريب وخلاصته أنه قد لا يكون المصدق مؤمناً فأنا أقول الآن احذف كلمة التصديق في كلام ابن تيمية كله وضع كلمة الإيمان هل يضطرب كلام الشيخ بهذا التعديل اللفظي أم يستقيم ؟
السائل : وكذلك أبو طالب كان مؤمناً
الشيخ : أيوه
السائل : بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم حينما بلغه لكنه ترك إتباعه حمية لدينه
الشيخ : أيش رأيك استقام المعنى
السائل : ما استقام المعنى بالمعنى الاصطلاحي للإيمان
الشيخ : ليه ؟
السائل : كوني أقول كان أبو طالب وكذلك أبو طالب كان مؤمناً معناه أنه أتى باعتقاد القلب وقول اللسان وعمل القلب أيضاً لكن أنا الآن تذكرت آية كريمة
الشيخ : تفضل
السائل : وهي قوله تعالى (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ))
الشيخ : طيب
السائل : فلا شك أن اليقين مرتبة أعلى من مرتبة التصديق وبذلك بقياس الأولى كما يقول العلماء يستقيم كلامي فيما أتصور جدا
الشيخ : نعم
السائل : فما رأيكم ؟
الشيخ : رأيي أن الذي استقر في قلبك يقينا هو إيمان لكن هذا الإيمان زال بالمبطلات الكثيرة التي نحن متفقون عليها
السائل : نعم
الشيخ : منها الإستكبار الذي هو يعنى علة كفر إبليس ومنها الجحد ومنها ومنها إلى آخره
السائل : نعم
الشيخ : هذا الذي أنا أراه فالصفات التي جاءت في كلام ابن تيمية تماما لا تنافي الإيمان الذي يخرّب بسبب من تلك الأسباب التي تخرّب التصديق فلا أرى هناك فرقا بين التصديق وبين الإيمان ما دام انه يوجد بين أيدينا الآن آية وحده وهي آية (( ومصدقا )) وما أعتقد وما أدري لعلك بحثت ولم تجد أو لم تبحث فلم تجد ولو تتبعنا كلمة التصديق في الآيات التي ذكر فيها هل نجده بمعنى الإيمان أم بمعنى غير الإيمان كما تريد أنت أن تقول وماذا ترى الآن دون أن تعود إلى تلك الآيات التي فيها لفظة الصدق ولفظة التصديق الآن ما الذي يخطر في بالك ومن الممكن الآن بطريقة سريعة جدا أن نفتح القرآن الكريم على بعض الآيات التي فيها لفظة الصدق وما اشتق منها ماشي ؟ فهل نجد فيها هذا التفريق الذي أنت تدندن حوله ؟
السائل : أنا أعدكم أن أبحث عن مادة التصديق في كتاب الله
الشيخ : كيف
السائل : أعدكم أن أبحث عن مادة التصديق
الشيخ : جميل
السائل : في نصوص الكتاب والسنة وأوافيكم إن شاء الله لما وصلت إليه
الشيخ : هذا هو الخط المستقيم
السائل : بارك الله فيك
الشيخ : وجزاك الله خير
الشيخ : تفضل
السائل : كان شيخ الإسلام يتكلم عن كفر العناد وأن الله تبارك وتعالى ربما يعاقب المعاند وهو الذي يقر بالحق ظاهراً وباطناً بيد أنه لا ينقاد له بغضاً واستكباراً واستهتاراً أقول كان شيخ الإسلام يتكلم عن سر من أسرار الله في خلقه أن الله ربما عاقب هذا المعاند بزيغ القلب وضلاله فقال في شرح العقيدة الأصفهانية
الشيخ : نعم
السائل : الصحيفة مائة وثلاثة وعشرين
الشيخ : نعم
السائل : " ثم هؤلاء إذا لم يتبعوا التصديق بموجبه من عمل القلب واللسان وغير ذلك فإنه قد يطبع على قلوبهم حتى يزول عنها التصديق كما قال تعالى (( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ )) فهؤلاء كانوا عالمين فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والمقصود هنا أن ترك ما يجب من العمل بالعلم الذي هو مقتضى التصديق والعلم قد يفضي إلى سلب التصديق والعلم كما قيل " العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل " وموضع الشاهد قوله والمقصود هنا أن ترك ما يجب من العمل بالعلم الذي هو مقتضى التصديق والعلم قد يفضي إلى سلب التصديق والعلم "
وقال أيضاً في " الصارم المسلول " وهو يبين كفر الجحود وكفر العناد فيقول " إن العبد إذا فعل الذنب مع اعتقاد أن الله حرمه عليه واعتقاده انقياده لله فيما حرمه و أوجبه فهذا ليس بكافر فأما إن اعتقد أن الله لم يحرمه أو أنه حرمه لكن امتنع من قبول هذا التحريم وأبى أن يذعن لله وينقاد فهو إما جاحد وإما معاند ولهذا قالوا من عصى الله مستكبراً كإبليس كفر باتفاق ومن عصى مشتهياً لم يكفر عند أهل السنة وإنما يكفره الخوارج فإن العاصي المستكبر وإن كان مصدقاً بأن الله ربه فإن معاندته له ومحادته تنافي هذا التصديق " إلى أن قال " وحقيقته كفر هذا لأنه يعترف لله و رسوله بكل ما أخبر به ويصدق بكل ما يصدق به المؤمنون ولكن يكره ذلك ويبغضه ويسخطه لعدم موافقته لمراده ومشتهاه ويقول أنا لا أقر بذلك ولا ألتزمه وأبغض هذا الحق وأنفر عنه فهذا نوع غير النوع الأول وتكفير هذا معلوم بالإضطرار من دين الإسلام والقرآن مملوء من تكفير مثل هذا النوع " وقال في " مجموع الفتاوى " وهو أيضاً يتكلم عن كفر العناد ويتكلم كذلك عن تارك أركان الإسلام يقول " الثاني أن لا يجحد وجوبها يعني أركان الإسلام ومبانيه الأربعة لكنه ممتنع من التزام فعلها كبراً أو حسداً أو بغضاً لله ورسوله فيقول أعلم أن الله أوجبها على المسلمين والرسول صادق في تبليغ القرآن ولكنه ممتنع عن التزام الفعل استكباراً أو حسداً للرسول أو عصبية لدينه أو بغضاً لما جاء به الرسول فهذا كافر بالإتفاق فإن إبليس لما ترك السجود المأمور به لم يكن جاحدً للإيجاب فإن الله باشره بالخطاب وإنما أبى واستكبر وكان من الكافرين وكذلك أبو طالب -وهذا موضع الشاهد- وكذلك أبو طالب كان مصدقاً للرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيما بلغه لكنه خاف اتباعه حمية لدينه وخوفاً من عار الإنقياد واستكباراً عن أن تعلو إسته رأسه فهذا ينبغي أن يتفطن له "إلخ كلام شيخ الإسلام فما تعليقكم أحسن الله إليكم وزادكم علماً وفهماً
الشيخ : جزاك الله خيرًا أولاً أظن كان كلامي بالأمس القريب هو الإحتجاج كما هو الأصل بالكتاب والسنة أنت الآن على التعبير النظام العسكري المتبع " مكانك راوح " ما جئت إلا بالآية التي جرى النقاش بيني وبينك حولها وهي قول موسى لفرعون " تعلم " وتذكر ما جرى بيني وبينك أنه تعلم بمعنى تعرف أنا كنت أود أن أحظى بآية أو بحديث صحيح يبين أن التصديق ينافي الإيمان ولا يرادفه كما اتفقنا على المعرفة تماماً
السائل : نعم
الشيخ : وقلنا بصراحة ووضوح لا خلاف فيه أن كل من كان مؤمناً فهو عارف ولا عكس فاختلفت معك هل الأمر كذلك أن المتفق عليه أن كل من كان مؤمناً فهو مصدق هل كل من كان مصدقاً هو مؤمن أم لا ؟ هذه نقطة الخلاف بيني وبينك أليس كذلك
السائل : بلى
الشيخ : طيب الآن أين الحجة الشرعية الملزمة كتاباً وسنة بأن التصديق ينافي الإيمان أحياناً ينافيه أحياناً وقد يلتقي أحياناً كما قلنا في المعرفة هذا شيء إلى الآن أنا أقول ما سمعت شيئاً جديداً سوى أن الإمام ابن تيمية رحمه الله يستعمل التصديق فيما أفهم مقابل الإيمان ولعلك تذكر لا أقول في مقابل إيمان وإنما أريد أن أقول بمعنى الإيمان فأقول ابن تيمية في هذا الكلام يستعمل التصديق فيما أفهم بمعنى الإيمان ولعلك تذكر أننا في الأمس القريب أتينا بآية (( ومُبشرا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ )) فاتفقنا أن التصديق هنا بمعنى الإيمان تماماً وأنا كنت أود أن أحظى منك بدليل من الكتاب أو السنة يبين لي شيئاً جديداً كنت عنه غافلاً في كل ما مضى وهو أن التصديق قد يأتي بمعنى المعرفة التي لا إيمان معها فأنا أقول الآن في كلام ابن تيمية رحمه الله أنا لم أجد أنه يستعمل التصديق بالمعنى الذي أنت شرحته بالأمس القريب وخلاصته أنه قد لا يكون المصدق مؤمناً فأنا أقول الآن احذف كلمة التصديق في كلام ابن تيمية كله وضع كلمة الإيمان هل يضطرب كلام الشيخ بهذا التعديل اللفظي أم يستقيم ؟
السائل : وكذلك أبو طالب كان مؤمناً
الشيخ : أيوه
السائل : بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم حينما بلغه لكنه ترك إتباعه حمية لدينه
الشيخ : أيش رأيك استقام المعنى
السائل : ما استقام المعنى بالمعنى الاصطلاحي للإيمان
الشيخ : ليه ؟
السائل : كوني أقول كان أبو طالب وكذلك أبو طالب كان مؤمناً معناه أنه أتى باعتقاد القلب وقول اللسان وعمل القلب أيضاً لكن أنا الآن تذكرت آية كريمة
الشيخ : تفضل
السائل : وهي قوله تعالى (( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ))
الشيخ : طيب
السائل : فلا شك أن اليقين مرتبة أعلى من مرتبة التصديق وبذلك بقياس الأولى كما يقول العلماء يستقيم كلامي فيما أتصور جدا
الشيخ : نعم
السائل : فما رأيكم ؟
الشيخ : رأيي أن الذي استقر في قلبك يقينا هو إيمان لكن هذا الإيمان زال بالمبطلات الكثيرة التي نحن متفقون عليها
السائل : نعم
الشيخ : منها الإستكبار الذي هو يعنى علة كفر إبليس ومنها الجحد ومنها ومنها إلى آخره
السائل : نعم
الشيخ : هذا الذي أنا أراه فالصفات التي جاءت في كلام ابن تيمية تماما لا تنافي الإيمان الذي يخرّب بسبب من تلك الأسباب التي تخرّب التصديق فلا أرى هناك فرقا بين التصديق وبين الإيمان ما دام انه يوجد بين أيدينا الآن آية وحده وهي آية (( ومصدقا )) وما أعتقد وما أدري لعلك بحثت ولم تجد أو لم تبحث فلم تجد ولو تتبعنا كلمة التصديق في الآيات التي ذكر فيها هل نجده بمعنى الإيمان أم بمعنى غير الإيمان كما تريد أنت أن تقول وماذا ترى الآن دون أن تعود إلى تلك الآيات التي فيها لفظة الصدق ولفظة التصديق الآن ما الذي يخطر في بالك ومن الممكن الآن بطريقة سريعة جدا أن نفتح القرآن الكريم على بعض الآيات التي فيها لفظة الصدق وما اشتق منها ماشي ؟ فهل نجد فيها هذا التفريق الذي أنت تدندن حوله ؟
السائل : أنا أعدكم أن أبحث عن مادة التصديق في كتاب الله
الشيخ : كيف
السائل : أعدكم أن أبحث عن مادة التصديق
الشيخ : جميل
السائل : في نصوص الكتاب والسنة وأوافيكم إن شاء الله لما وصلت إليه
الشيخ : هذا هو الخط المستقيم
السائل : بارك الله فيك
الشيخ : وجزاك الله خير
ذكر ضوابط وأصول التكفير .
السائل : إذا ننتقل إلى نقطة أخرى
الشيخ : تفضل
السائل : نعم وهذه النقطة خاصة بموضوع أصول التكفير
الشيخ : أصول التكفير
السائل : التكفير
الشيخ : نعم
السائل : نعم فكنت قد كتبت شيئا من أصول التكفير فكنت أود أن أقرأها عليكم باختصار شديد حتى تصوبوني إن كنت صائبا وتخطئوني إن كنت مخطئا ومن ثم يستفيد من ورائي
الشيخ : نعم قبل هذا إذا سمحت كنت سجلت أنا هنا كلمة من كلام ابن تيمية ذكر يقر جاء في تبع الكلام يقر
السائل : نعم
الشيخ : ماذا يرادف كلمة يقر يؤمن أم يعرف ؟
السائل : يعرف
الشيخ : فإذن ما فيه خلاف . نعود الآن إلى المسألة التي تريد أن تبحثها بس أردت أن أركز في ذلك هذه الملاحظة أيضا
السائل : أحسنتم وأجملتم
الشيخ : تفضل
السائل : أقول لا ينبغي لمؤمن أن يخوض في مسائل التكفير من قبل أن يقف على أصوله ويتحقق من شروطه وضوابطه وإلا أورد نفسه المهالك والآثام وباء بغضب الرحمن ذلك أن مسائل التكفير من أعظم مسائل الدين وأكثرها دقة
الشيخ : صح
السائل : لا يتمكن منها إلا الأكابر من أهل العلم الواسع والفهم الثاقب وهذه هي أهم أصوله وضوابطه ، الأول التكفير حكم شرعي وحق محض لله سبحانه وتعالى لا تملكه هيئة من الهيئات أو جماعة من الجماعات ولا اعتبار فيه لعقل أو ذوق ولا دخل فيه لحماسة طاغية
الشيخ : نعم
السائل : أو ... ظاهرة ولا يحمل عليه ظلم ظالم تمادى في ظلمه وغيه أو بطش جبار عنيد تماهى في بطشه وغدره فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله ، الثاني أن المسلم لا يكفر بقول أو فعل أو اعتقاد إلا بعد أن تقام عليه الحجة وتزال عنه الشبهة ، الثالث ولا فرق في ذلك بين أصول وفروع أو اعتقاد وفتية ، الرابع والعذر في المسائل الدقيقة الخفية آكد و أولى من العذر في غيرها ، الخامس والعذر في الزمان والمكان الذي يغلب فيه الجهل ويقل العلم فذلك أولى و آكد ، السادس والعذر في حق غير المتمكن أو العاجز عنه أولى وآكد من المتمكن منه القادر على تحصيله ، السابع التكفير يختلف بحسب اختلاف حال الشخص فليس كل مخطئ ولا مبتدع ولا جاهل ولا ضال يكون كافرا بل ولا فاسقا بل ولا عاصيا كما يقول شيخ الإسلام
الشيخ : أعد علي الفقرة من أولها
السائل : التكفير يختلف بحسب اختلاف حال الشخص فليس كل مخطئ ولا مبتدع ولا جاهل ولا ضال يكون كافرا بل ولا فاسقا بل ولا عاصيا كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية
الشيخ : ألا ترى أن العبارة تحتاج إلى قيد ولو وقع في الكفر
السائل : جميل أرى ذلك
الشيخ : كمل
السائل : تاسعا وأنه يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين فإن نصوص الوعيد في الكتاب والسنة ونصوص الأئمة بالتكفير والتفسيق ونحو ذلك لا يستلزم ثبوت موجبها في حق المعين إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع لا فرق في ذلك بين الأصول والفروع
الشيخ : لو ذكرت لا فرق أيضا أيضا
السائل : نعم
الشيخ : لأنك ذكرت مثل هذا فيما تقدم
السائل : أي نعم ، عاشرا وأما الكفر ذو أصل وشعب
الشيخ : ذو ؟
السائل : أصل وشعب وأما العاشر
الشيخ : لماذا إفراد الأولى وجمع الأخرى لماذا لا يقال أصول وشعب
السائل : أي نعم
الشيخ : على كل حال هذا اقتراح أنت بتدرسه فيما بعد
السائل : إن شاء الله
الشيخ : وبتفكر فيه إن رأيته حسنا سجلته
السائل : أي نعم ، الحادي عشر ولا يلزم من قيام شعبة من شعب الإيمان بالعبد أن يسمى مؤمنا وإن كان ما قام به إيمانا ولا من قيام شعبة من شعب الكفر أن يسمى كافرا وإن كان ما قام به كفرا
الشيخ : أن يسمى كافرا
السائل : نعم
الشيخ : أم أن يكون كافرا أو أن يصير كافرا
السائل : هذه من الخيارات اللفظية التي فيما أظن
الشيخ : ها
السائل : الخيارات اللفظية
الشيخ : أنا أعتقد أن المسألة يعني كما لا يخفى على الجميع الآن نحن في صدد بيان فكرة وعقيدة مهمة جدا
السائل : نعم
الشيخ : فهل نحن نقصد يعني أن نسميه كافرا أم أن يكون عند الله كافرا
السائل : نقصد أن نطلق عليه كلمة الكفر
الشيخ : أي لكن هل كل من أطقلنا نحن عليه كلمة الكفر يكون عند الله كافرا
السائل : لا نتدخل فيما بين الله وبين عباده
الشيخ : طيب هذا هو
السائل : نعم
الشيخ : فبحثنا الآن في أي جانب من الجانبين بماذا يكفر بحيث أنه يستحق الخلود في النار أم بماذا يستحق أن نطلق نحن عليه لفظة كافر ولو أنه كان يمكن أن يكون عند الله ليس بكافر ما هو بحثنا الآن
السائل : الثاني
الشيخ : الثاني
السائل : أي نعم
الشيخ : وهو ؟
السائل : وهو هل يستحق أن نطلق عليه كلمة الكفر أم لا
الشيخ : أنا ما أفهم هذا أن البحث كله في هذا البحث كله فيما يكون مؤمنا وفيما يكون كافرا عند الله ، أنت ذكرت آنفا بأنه إذا كان فيه شعبة من شعب الإيمان لا يصير بذلك مؤمنا
السائل : نعم
الشيخ : طيب لا يصير عندنا أم عند الله ؟
السائل : عندنا في الظاهر
الشيخ : نعم ؟
السائل : لأننا نحكم على الظاهر
الشيخ : طيب نحن حينما رأيناه أتى شعبة من شعب الإيمان ماذا نحكم ؟
السائل : نعم
الشيخ : ظاهرا
السائل : نعم نحكم عليه
الشيخ : بماذا ؟
السائل : بأنه مؤمن ولكن لو تخلل في إيمانه
الشيخ : اصبر عندك الآن خرجت عما قلت آنفا
السائل : لا يا شيخ
الشيخ : كيف ؟
السائل : أنا عندما أقول ولا يلزم من قيام شعبة من شعب الإيمان بالعبد أن يسمى مؤمنا كمن قام به شعبة الصلاة ولكنه التبس بجحود معلوم من الدين بالضرورة وأقيمت عليه الحجة هل يسمى مؤمنا
الشيخ : عفوا أرجو أن لا يطول البحث لأن تشعب الموضوع بيضيعنا عن الأصل الموضوع أنت قلت الآن البحث ليس محصورا فيمن يكون عند الله مؤمنا أو كافرا وإنما فيمن نطلق نحن عليه إنه مؤمن أو إنه كافر
السائل : نعم
الشيخ : الآن حينما نرى شخصا تحققت فيه خصلة من خصل الإيمان حسب اعترافك آنفا أننا لسنا نحكم بما يكون مؤمنا أو بما يكون كافرا أنه ما ينبغي أن نقول عنه أنه مؤمن بينما قلت لا هذا نقول فيه مؤمن صح
السائل : نعم
الشيخ : طيب وذلك إذا الذي وقع في الكفر نقول عنه كافرا لكن الواقع نحن نقول عند الله هل يكون مؤمنا أم يكون كافرا نقول مجرد تحقق شعبة من شعب الإيمان لا يجعله مؤمنا عند الله عز وجل كما أن الشخص الآخر الذي وقع في شعبة من شعب الكفر ممكن ألا يكون عند الله عز و جل كافرا
السائل : نعم
الشيخ : فهذه النقطة سجلها أيضا على الهامش وافتكر فيها
السائل : إن شاء الله
الشيخ : ثم بتحرر الموضوع بما ينتهي إليه رأيك
السائل : إن شاء الله ، الثاني عشر وقد يجتمع في الرجل كفر وإيمان وشرك وتوحيد وتقوى وفجور ونفاق وإيمان وهذا من أعظم أصول السنة كما يقول بن قيم الجوزية وخالفهم في ذلك غيرهم من أهل البدع كالخوارج والمعتزلة إلى آخر كلام ابن القيم ، الثالث عشر والكفر نوعان كفر عمل وكفر جحود وعناد
الشيخ : نعم
السائل : الرابع عشر أن جاحد الحكم المجمع عليه إنما يكفر إذا كان معلوما من الدين بالضرورة وأما المجمع الذي ليس معلوما من الدين بالضرورة فلا يكفر بإنكاره مثل كون بنت الابن لها السدس مع البنت مجمع عليه وليس معلوما بالضرورة فلا يكفر منكره والذي يكفر جاحده إذا كان معلوما بالضرورة إنما هو الحكم الشرعي لأنه من الدين والصلاة والزكاة والحج إلى آخر كلام السبكي وقال مثله ابن حجر العسقلاني وابن دقيق العيد وتتمته في الأصل الخامس عشر
الشيخ : عفوا لأنه حكم شرعي قلت
السائل : أي نعم
الشيخ : أو نقلت
السائل : نعم
الشيخ : طيب المسألة الإرثية التي ذكرتها والتي لا يكفر جاحدها أو منكرها أليس حكما شرعيا ؟
السائل : حكم شرعي
الشيخ : إذن ما قيمة هذا التعليل هناك
السائل : على قيد آخر يا شيخ قيد آخر أن الذي يكفر جاحده إذا كان معلوما من الدين بالضرورة هو الحكم الشرعي فلو أن شيء معلوم بالضرورة من أشياء الدنيا لا يكفر جاحدها إذا جحد إنسان أن هذه ... .
الشيخ : بارك الله ما في داعي لهذا التفصيل لأنه هذا ما نقل خلاف
السائل : فما في
الشيخ : عندنا مسألتين
السائل : نعم
الشيخ : كلتاهما شرعيتان
السائل : نعم
الشيخ : الأولى ما يتعلق بالإرث الذي ذكرته
السائل : نعم
الشيخ : هذه قضية شرعية
السائل : نعم
الشيخ : ومجمع عليها ومجمع عليها شرعية ومجمع عليها لا يكفر منكرها
السائل : نعم
الشيخ : بينما تلك الأخرى عللته بأنه حكم شرعي والمسألة شرعية أيضا
السائل : ما هي يا شيخ المسألة الشرعية الأخرى
الشيخ : ذكرني بالجملة التي جئت فيها في أول الحديث
السائل : نقطة أخرى أقول يعني نقطة أخرى والذي يكفر جاحده إذا كان معلوما بالضرورة إنما هو الحكم الشرعي
الشيخ : ذاك ليس حكما شرعيا ؟
السائل : هذا حكم شرعي انتهينا منه
الشيخ : معليش خذ وأعطي خذ وأعطي أليس حكما شرعيا الجواب بلى إرث قضية الإرث
السائل : حكم شرعي
الشيخ : طيب ومجمع عليه
السائل : نعم
الشيخ : طيب لماذا لا يكفر وهو حكم شرعي ومجمع عليه
السائل : يكفر يا شيخ عفوا عفوا هذا لا يكفر
الشيخ : ... يعني كلام أجب عن سؤالي لماذا لا يكفر لماذا لا يكفر ما الفرق بين هذه المسألة والمسألة الثانية كلاهما حكم شرعي
السائل : الفرق أننا نكفر جاحد الحكم الشرعي أما إذا كان حكما غير شرعيا فلا نكفره هذا ما أقصده بكلامي أنا
الشيخ : سبحان الله
السائل : لذلك أرجوا أن أقرأ الكلام مرة ثانية
الشيخ : لا يا أخي لا أنت افهمني وأجبني
السائل : طيب
الشيخ : قضية الإرث التي ذكرتها وقلت أنها مجمع عليها هذا حكم شرعي
السائل : نعم
الشيخ : طيب لماذا لا يكفره أجبني ؟
السائل : لأنه ليس معلوما من الدين بالضرورة
الشيخ : أليس مجمعا عليه
السائل : بلى
الشيخ : طيب جميل المجمع عليه لا يرادف قولنا معلوما من الدين بالضرورة ؟
السائل : لا يرادفه
الشيخ : هاه ؟
السائل : لا يرادف المجمع عليه
الشيخ : آه
السائل : قد يكون معلوما من الدين بالضرورة
الشيخ : اه
السائل : وقد لا يكون معلوما من الدين بالضرورة
الشيخ : الآن سلكنا الجادة إذا هناك إجماع معلوم من الدين بالضرورة فيكون التعديل في المسألة الأولى هو مع كون الإجماع ولكنها ليست من معلوم من الدين بالضرورة
السائل : أي نعم
الشيخ : هذا مش مبين في العبارة
السائل : إي
الشيخ : لأنك تعلم أنت أن كثيرا من الإجماعات لا يضلل منكرها فضلا عن أن يكفر لكن يقينا بالمقابل في بعض الإجماعات من أنكرها فهو كافر
السائل : نعم
الشيخ : لماذا ؟ للعلة التي ذكرتها أخيرا ذكرتها أنت مش أنا وهي أنها من المعلوم من الدين بالضرورة فلا بد من هذا القيد لإيضاح السبب الحقيقي في عدم تكفير من جحد هذا الحكم الإرثي
السائل : أي نعم ، الخامس عشر وكون الشيء معلوما من الدين بالضرورة أمر إضافي فحديث العهد بالإسلام ومن نشأ ببادية بعيدة قد لا يعلم هذا بالكلية فضلا عن كونه يعلمه بالضرورة وكثير من العلماء يعلم بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد للسهو وقضى أن الولد للفراش وغير ذلك مما يعلمه الخاصة بالضرورة وأكثر الناس لا يعلمه البتة كما قال شيخ الإسلام في كتاب الفرقان
الشيخ : ما في كلام
السائل : السادس عشر ولا تكفير بما يلزم من المذاهب والأقوال ولا اعتبار بما تؤول إليه من أفكار ، الأخير وأخيرا فإنه لا يكفر إلا من اتفق أهل السنة على تكفيره أو قام على كفره دليل لا مدفع له
الشيخ : ماشي
السائل : انتهى ما تيسر لي من جمع لأصول التكفير
الشيخ : جزاكم الله خيرا
السائل : ما رأيكم فيها بالجملة
الشيخ : جزاك الله خيرا لا أرى فيها شيئا إلا بعض الفروع التي جرى النقاش فيها
السائل : أي نعم
الشيخ : لكن عادت الذاكرة إلى بعض ما سبق في بعض تلك الشروط في ما أظن ذُكر فيها لفظة المعاداة
السائل : نعم
الشيخ : المعاداة القلبية هذه
السائل : نعم
الشيخ : ممكن أن تذكرني في العبارة التي جاء فيها هذه اللفظة
السائل : هذه العبارة أن من عرف بقلبه و أقر بلسانه لم يكن بمجرد ذلك مؤمنا حتى يأتي بعمل القلب من التوقير والحب والبغض والموالاة والمعاداة وهذه اللفظة جاءت في نصوص شيخ الإسلام و ابن القيم وغيره من العلماء
الشيخ : نعم، الموالاة والمعاداة حينما تطلق هل يراد بها الموالاة والمعاداة القلبية أم العملية ؟
السائل : إذا أطلقت ؟
الشيخ : نعم .
السائل : القلبية
الشيخ : ما أظن
السائل : في كلامي هنا المراد بها القلبية فإذا كان يوالي
الشيخ : هذا قيد جيد
السائل : أي نعم حتى أخرج من شيء حتى أخرج من مسألة الموالاة والمعادة فإن كثيرا من الناس يكفرون الشخص بمجرد أن يوالي فلانا من أعداء الله عز وجل من غير ...
الشيخ : هذا الذي خشيته أن يفهم
السائل : أي نعم
الشيخ : فيا ترى ما تحتاج العبارة إلى توضيح أكثر ؟
السائل : وضحتها في تضاعيف الكتاب
الشيخ : كيف ؟
السائل : وضحت مثل هذا في تضاعيف الكتاب
الشيخ : ذلك ما نبغيه
الشيخ : تفضل
السائل : نعم وهذه النقطة خاصة بموضوع أصول التكفير
الشيخ : أصول التكفير
السائل : التكفير
الشيخ : نعم
السائل : نعم فكنت قد كتبت شيئا من أصول التكفير فكنت أود أن أقرأها عليكم باختصار شديد حتى تصوبوني إن كنت صائبا وتخطئوني إن كنت مخطئا ومن ثم يستفيد من ورائي
الشيخ : نعم قبل هذا إذا سمحت كنت سجلت أنا هنا كلمة من كلام ابن تيمية ذكر يقر جاء في تبع الكلام يقر
السائل : نعم
الشيخ : ماذا يرادف كلمة يقر يؤمن أم يعرف ؟
السائل : يعرف
الشيخ : فإذن ما فيه خلاف . نعود الآن إلى المسألة التي تريد أن تبحثها بس أردت أن أركز في ذلك هذه الملاحظة أيضا
السائل : أحسنتم وأجملتم
الشيخ : تفضل
السائل : أقول لا ينبغي لمؤمن أن يخوض في مسائل التكفير من قبل أن يقف على أصوله ويتحقق من شروطه وضوابطه وإلا أورد نفسه المهالك والآثام وباء بغضب الرحمن ذلك أن مسائل التكفير من أعظم مسائل الدين وأكثرها دقة
الشيخ : صح
السائل : لا يتمكن منها إلا الأكابر من أهل العلم الواسع والفهم الثاقب وهذه هي أهم أصوله وضوابطه ، الأول التكفير حكم شرعي وحق محض لله سبحانه وتعالى لا تملكه هيئة من الهيئات أو جماعة من الجماعات ولا اعتبار فيه لعقل أو ذوق ولا دخل فيه لحماسة طاغية
الشيخ : نعم
السائل : أو ... ظاهرة ولا يحمل عليه ظلم ظالم تمادى في ظلمه وغيه أو بطش جبار عنيد تماهى في بطشه وغدره فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله ، الثاني أن المسلم لا يكفر بقول أو فعل أو اعتقاد إلا بعد أن تقام عليه الحجة وتزال عنه الشبهة ، الثالث ولا فرق في ذلك بين أصول وفروع أو اعتقاد وفتية ، الرابع والعذر في المسائل الدقيقة الخفية آكد و أولى من العذر في غيرها ، الخامس والعذر في الزمان والمكان الذي يغلب فيه الجهل ويقل العلم فذلك أولى و آكد ، السادس والعذر في حق غير المتمكن أو العاجز عنه أولى وآكد من المتمكن منه القادر على تحصيله ، السابع التكفير يختلف بحسب اختلاف حال الشخص فليس كل مخطئ ولا مبتدع ولا جاهل ولا ضال يكون كافرا بل ولا فاسقا بل ولا عاصيا كما يقول شيخ الإسلام
الشيخ : أعد علي الفقرة من أولها
السائل : التكفير يختلف بحسب اختلاف حال الشخص فليس كل مخطئ ولا مبتدع ولا جاهل ولا ضال يكون كافرا بل ولا فاسقا بل ولا عاصيا كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية
الشيخ : ألا ترى أن العبارة تحتاج إلى قيد ولو وقع في الكفر
السائل : جميل أرى ذلك
الشيخ : كمل
السائل : تاسعا وأنه يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين فإن نصوص الوعيد في الكتاب والسنة ونصوص الأئمة بالتكفير والتفسيق ونحو ذلك لا يستلزم ثبوت موجبها في حق المعين إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع لا فرق في ذلك بين الأصول والفروع
الشيخ : لو ذكرت لا فرق أيضا أيضا
السائل : نعم
الشيخ : لأنك ذكرت مثل هذا فيما تقدم
السائل : أي نعم ، عاشرا وأما الكفر ذو أصل وشعب
الشيخ : ذو ؟
السائل : أصل وشعب وأما العاشر
الشيخ : لماذا إفراد الأولى وجمع الأخرى لماذا لا يقال أصول وشعب
السائل : أي نعم
الشيخ : على كل حال هذا اقتراح أنت بتدرسه فيما بعد
السائل : إن شاء الله
الشيخ : وبتفكر فيه إن رأيته حسنا سجلته
السائل : أي نعم ، الحادي عشر ولا يلزم من قيام شعبة من شعب الإيمان بالعبد أن يسمى مؤمنا وإن كان ما قام به إيمانا ولا من قيام شعبة من شعب الكفر أن يسمى كافرا وإن كان ما قام به كفرا
الشيخ : أن يسمى كافرا
السائل : نعم
الشيخ : أم أن يكون كافرا أو أن يصير كافرا
السائل : هذه من الخيارات اللفظية التي فيما أظن
الشيخ : ها
السائل : الخيارات اللفظية
الشيخ : أنا أعتقد أن المسألة يعني كما لا يخفى على الجميع الآن نحن في صدد بيان فكرة وعقيدة مهمة جدا
السائل : نعم
الشيخ : فهل نحن نقصد يعني أن نسميه كافرا أم أن يكون عند الله كافرا
السائل : نقصد أن نطلق عليه كلمة الكفر
الشيخ : أي لكن هل كل من أطقلنا نحن عليه كلمة الكفر يكون عند الله كافرا
السائل : لا نتدخل فيما بين الله وبين عباده
الشيخ : طيب هذا هو
السائل : نعم
الشيخ : فبحثنا الآن في أي جانب من الجانبين بماذا يكفر بحيث أنه يستحق الخلود في النار أم بماذا يستحق أن نطلق نحن عليه لفظة كافر ولو أنه كان يمكن أن يكون عند الله ليس بكافر ما هو بحثنا الآن
السائل : الثاني
الشيخ : الثاني
السائل : أي نعم
الشيخ : وهو ؟
السائل : وهو هل يستحق أن نطلق عليه كلمة الكفر أم لا
الشيخ : أنا ما أفهم هذا أن البحث كله في هذا البحث كله فيما يكون مؤمنا وفيما يكون كافرا عند الله ، أنت ذكرت آنفا بأنه إذا كان فيه شعبة من شعب الإيمان لا يصير بذلك مؤمنا
السائل : نعم
الشيخ : طيب لا يصير عندنا أم عند الله ؟
السائل : عندنا في الظاهر
الشيخ : نعم ؟
السائل : لأننا نحكم على الظاهر
الشيخ : طيب نحن حينما رأيناه أتى شعبة من شعب الإيمان ماذا نحكم ؟
السائل : نعم
الشيخ : ظاهرا
السائل : نعم نحكم عليه
الشيخ : بماذا ؟
السائل : بأنه مؤمن ولكن لو تخلل في إيمانه
الشيخ : اصبر عندك الآن خرجت عما قلت آنفا
السائل : لا يا شيخ
الشيخ : كيف ؟
السائل : أنا عندما أقول ولا يلزم من قيام شعبة من شعب الإيمان بالعبد أن يسمى مؤمنا كمن قام به شعبة الصلاة ولكنه التبس بجحود معلوم من الدين بالضرورة وأقيمت عليه الحجة هل يسمى مؤمنا
الشيخ : عفوا أرجو أن لا يطول البحث لأن تشعب الموضوع بيضيعنا عن الأصل الموضوع أنت قلت الآن البحث ليس محصورا فيمن يكون عند الله مؤمنا أو كافرا وإنما فيمن نطلق نحن عليه إنه مؤمن أو إنه كافر
السائل : نعم
الشيخ : الآن حينما نرى شخصا تحققت فيه خصلة من خصل الإيمان حسب اعترافك آنفا أننا لسنا نحكم بما يكون مؤمنا أو بما يكون كافرا أنه ما ينبغي أن نقول عنه أنه مؤمن بينما قلت لا هذا نقول فيه مؤمن صح
السائل : نعم
الشيخ : طيب وذلك إذا الذي وقع في الكفر نقول عنه كافرا لكن الواقع نحن نقول عند الله هل يكون مؤمنا أم يكون كافرا نقول مجرد تحقق شعبة من شعب الإيمان لا يجعله مؤمنا عند الله عز وجل كما أن الشخص الآخر الذي وقع في شعبة من شعب الكفر ممكن ألا يكون عند الله عز و جل كافرا
السائل : نعم
الشيخ : فهذه النقطة سجلها أيضا على الهامش وافتكر فيها
السائل : إن شاء الله
الشيخ : ثم بتحرر الموضوع بما ينتهي إليه رأيك
السائل : إن شاء الله ، الثاني عشر وقد يجتمع في الرجل كفر وإيمان وشرك وتوحيد وتقوى وفجور ونفاق وإيمان وهذا من أعظم أصول السنة كما يقول بن قيم الجوزية وخالفهم في ذلك غيرهم من أهل البدع كالخوارج والمعتزلة إلى آخر كلام ابن القيم ، الثالث عشر والكفر نوعان كفر عمل وكفر جحود وعناد
الشيخ : نعم
السائل : الرابع عشر أن جاحد الحكم المجمع عليه إنما يكفر إذا كان معلوما من الدين بالضرورة وأما المجمع الذي ليس معلوما من الدين بالضرورة فلا يكفر بإنكاره مثل كون بنت الابن لها السدس مع البنت مجمع عليه وليس معلوما بالضرورة فلا يكفر منكره والذي يكفر جاحده إذا كان معلوما بالضرورة إنما هو الحكم الشرعي لأنه من الدين والصلاة والزكاة والحج إلى آخر كلام السبكي وقال مثله ابن حجر العسقلاني وابن دقيق العيد وتتمته في الأصل الخامس عشر
الشيخ : عفوا لأنه حكم شرعي قلت
السائل : أي نعم
الشيخ : أو نقلت
السائل : نعم
الشيخ : طيب المسألة الإرثية التي ذكرتها والتي لا يكفر جاحدها أو منكرها أليس حكما شرعيا ؟
السائل : حكم شرعي
الشيخ : إذن ما قيمة هذا التعليل هناك
السائل : على قيد آخر يا شيخ قيد آخر أن الذي يكفر جاحده إذا كان معلوما من الدين بالضرورة هو الحكم الشرعي فلو أن شيء معلوم بالضرورة من أشياء الدنيا لا يكفر جاحدها إذا جحد إنسان أن هذه ... .
الشيخ : بارك الله ما في داعي لهذا التفصيل لأنه هذا ما نقل خلاف
السائل : فما في
الشيخ : عندنا مسألتين
السائل : نعم
الشيخ : كلتاهما شرعيتان
السائل : نعم
الشيخ : الأولى ما يتعلق بالإرث الذي ذكرته
السائل : نعم
الشيخ : هذه قضية شرعية
السائل : نعم
الشيخ : ومجمع عليها ومجمع عليها شرعية ومجمع عليها لا يكفر منكرها
السائل : نعم
الشيخ : بينما تلك الأخرى عللته بأنه حكم شرعي والمسألة شرعية أيضا
السائل : ما هي يا شيخ المسألة الشرعية الأخرى
الشيخ : ذكرني بالجملة التي جئت فيها في أول الحديث
السائل : نقطة أخرى أقول يعني نقطة أخرى والذي يكفر جاحده إذا كان معلوما بالضرورة إنما هو الحكم الشرعي
الشيخ : ذاك ليس حكما شرعيا ؟
السائل : هذا حكم شرعي انتهينا منه
الشيخ : معليش خذ وأعطي خذ وأعطي أليس حكما شرعيا الجواب بلى إرث قضية الإرث
السائل : حكم شرعي
الشيخ : طيب ومجمع عليه
السائل : نعم
الشيخ : طيب لماذا لا يكفر وهو حكم شرعي ومجمع عليه
السائل : يكفر يا شيخ عفوا عفوا هذا لا يكفر
الشيخ : ... يعني كلام أجب عن سؤالي لماذا لا يكفر لماذا لا يكفر ما الفرق بين هذه المسألة والمسألة الثانية كلاهما حكم شرعي
السائل : الفرق أننا نكفر جاحد الحكم الشرعي أما إذا كان حكما غير شرعيا فلا نكفره هذا ما أقصده بكلامي أنا
الشيخ : سبحان الله
السائل : لذلك أرجوا أن أقرأ الكلام مرة ثانية
الشيخ : لا يا أخي لا أنت افهمني وأجبني
السائل : طيب
الشيخ : قضية الإرث التي ذكرتها وقلت أنها مجمع عليها هذا حكم شرعي
السائل : نعم
الشيخ : طيب لماذا لا يكفره أجبني ؟
السائل : لأنه ليس معلوما من الدين بالضرورة
الشيخ : أليس مجمعا عليه
السائل : بلى
الشيخ : طيب جميل المجمع عليه لا يرادف قولنا معلوما من الدين بالضرورة ؟
السائل : لا يرادفه
الشيخ : هاه ؟
السائل : لا يرادف المجمع عليه
الشيخ : آه
السائل : قد يكون معلوما من الدين بالضرورة
الشيخ : اه
السائل : وقد لا يكون معلوما من الدين بالضرورة
الشيخ : الآن سلكنا الجادة إذا هناك إجماع معلوم من الدين بالضرورة فيكون التعديل في المسألة الأولى هو مع كون الإجماع ولكنها ليست من معلوم من الدين بالضرورة
السائل : أي نعم
الشيخ : هذا مش مبين في العبارة
السائل : إي
الشيخ : لأنك تعلم أنت أن كثيرا من الإجماعات لا يضلل منكرها فضلا عن أن يكفر لكن يقينا بالمقابل في بعض الإجماعات من أنكرها فهو كافر
السائل : نعم
الشيخ : لماذا ؟ للعلة التي ذكرتها أخيرا ذكرتها أنت مش أنا وهي أنها من المعلوم من الدين بالضرورة فلا بد من هذا القيد لإيضاح السبب الحقيقي في عدم تكفير من جحد هذا الحكم الإرثي
السائل : أي نعم ، الخامس عشر وكون الشيء معلوما من الدين بالضرورة أمر إضافي فحديث العهد بالإسلام ومن نشأ ببادية بعيدة قد لا يعلم هذا بالكلية فضلا عن كونه يعلمه بالضرورة وكثير من العلماء يعلم بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد للسهو وقضى أن الولد للفراش وغير ذلك مما يعلمه الخاصة بالضرورة وأكثر الناس لا يعلمه البتة كما قال شيخ الإسلام في كتاب الفرقان
الشيخ : ما في كلام
السائل : السادس عشر ولا تكفير بما يلزم من المذاهب والأقوال ولا اعتبار بما تؤول إليه من أفكار ، الأخير وأخيرا فإنه لا يكفر إلا من اتفق أهل السنة على تكفيره أو قام على كفره دليل لا مدفع له
الشيخ : ماشي
السائل : انتهى ما تيسر لي من جمع لأصول التكفير
الشيخ : جزاكم الله خيرا
السائل : ما رأيكم فيها بالجملة
الشيخ : جزاك الله خيرا لا أرى فيها شيئا إلا بعض الفروع التي جرى النقاش فيها
السائل : أي نعم
الشيخ : لكن عادت الذاكرة إلى بعض ما سبق في بعض تلك الشروط في ما أظن ذُكر فيها لفظة المعاداة
السائل : نعم
الشيخ : المعاداة القلبية هذه
السائل : نعم
الشيخ : ممكن أن تذكرني في العبارة التي جاء فيها هذه اللفظة
السائل : هذه العبارة أن من عرف بقلبه و أقر بلسانه لم يكن بمجرد ذلك مؤمنا حتى يأتي بعمل القلب من التوقير والحب والبغض والموالاة والمعاداة وهذه اللفظة جاءت في نصوص شيخ الإسلام و ابن القيم وغيره من العلماء
الشيخ : نعم، الموالاة والمعاداة حينما تطلق هل يراد بها الموالاة والمعاداة القلبية أم العملية ؟
السائل : إذا أطلقت ؟
الشيخ : نعم .
السائل : القلبية
الشيخ : ما أظن
السائل : في كلامي هنا المراد بها القلبية فإذا كان يوالي
الشيخ : هذا قيد جيد
السائل : أي نعم حتى أخرج من شيء حتى أخرج من مسألة الموالاة والمعادة فإن كثيرا من الناس يكفرون الشخص بمجرد أن يوالي فلانا من أعداء الله عز وجل من غير ...
الشيخ : هذا الذي خشيته أن يفهم
السائل : أي نعم
الشيخ : فيا ترى ما تحتاج العبارة إلى توضيح أكثر ؟
السائل : وضحتها في تضاعيف الكتاب
الشيخ : كيف ؟
السائل : وضحت مثل هذا في تضاعيف الكتاب
الشيخ : ذلك ما نبغيه
ثناء السائل على الشيخ في مسألة أن من لم يحكم بما أنزل الله منه ما هو كفر عملي ومنه ما هو إعتقادي وأنه كلام العلماء.
السائل : بارك الله فيكم
الشيخ : وفيك بارك
السائل : إذا انتهينا من هذه القضية
الشيخ : تفضل لسه معك ربع ساعة أو ثلث ساعة
السائل : نأتي إلى قضية القضايا
الشيخ : قضية
السائل : القضايا
السائل : أي نعم
الشيخ : تفضل
السائل : كما في هذا العصر
الشيخ : يعني خلصت مما عندك في الكتاب انتهيت
السائل : ما انتهيت
الشيخ : وإذن
السائل : لكن هناك قضية هي من لب الكتاب كنت أحب أن أستغل الوقت ما دام الوقت وقتي فندندن حول هذه القضية حتى يكون المجلس عامرا بجميع مسائل التكفير
الشيخ : تفضل
السائل : هذه المسألة التي ما زلتم تدندنون حولها وهي قضية من حكم بغير ما أنزل الله وتفريقكم الذي ذهبتم إليه بين من حكم بغير ما أنزل الله جحودا واستحلالا وبين من حكم بغير ما أنزل الله من غير ما جحود واستحلال وهذا الرأي الذي ذهبتم إليه وهو مذهب السلف عامة ولم أجد فيما اطلعت عليه من يخالف في هذا وللعلم فقد نشرت مجلة الشرق الأوسط والمسلمون مقالا لكم في هذا الشأن وعلق عليه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز بالإقرار والموافقة والتأييد ثم بعد ذلك قرئ كلامكم وكلام الشيخ عبد العزيز على فضيلة الشيخ ابن عثيمين فأقر الكلام جميعه وأيده فأقول
الشيخ : وبارك الله في الشيخين
السائل : وبارك الله فيكم وفي الشيخين وفي جميع علماء السنة بعد ذلك أقول لا ينبغي للشباب أن يخالف في هذه المسألة الخطيرة أفلا ترون فضيلة الشيخ أن هذه المسألة هي الباب الأكبر للخروج على الأمراء والسلاطين وحدوث فتن مدلهمة ومشاكل لا تخفى على الجميع وهل ترون قبل ذلك أن هذه المسألة يسوغ الخلاف فيها إذ إن أهل العلم فيما قرأت لم أجد أحدا منهم يخالف هذا الرأي الذي ذهبتم إليه وتبين لي أن أهل العلم مجمعون على الرأي الذي ذهبتم إليه من ثلاثة طرق الطريق الأول أن أهل العلم وأهل التفسير لم يختلفوا في تفسير قوله تعالى (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) وأما ما ظهر من اختلاف في عباراتهم إنما هو من قبيل اختلاف التنوع وليس اختلاف التضاد وقد صرح أنه ليس بين العلماء اختلاف في تفسير هذه الآية بعض العلماء وقد سجلته في الكتاب ثانيا لا يخفى عليكم أن البدعة تشريع ما لم يأذن به الله وأن الحكم بغير ما أنزل الله تشريع ما لم يأذن به الله وأن كليهما مستدرك على الشارع الشريف وأن الحاكم بغير ما أنزل الله هو في حقيقة الأمر أخطر من المبتدع إذ أن المبتدع قد انتهى أمره ولا أظن أن المسلمين يأخذون فتوى من الحاكم بغير ما أنزل الله في حين يأخذون الفتوى من المبتدع ولذلك يقول إن المبتدع أشد خطرا على المسلمين من الحاكم بغير ما أنزل الله فإن المبتدع يقول إن هذه البدعة هي من عند الله وهي من شرع الله حينما لا يجرؤ على هذا الحاكم بغير ما أنزل الله بل هو يصرح أن هذه القوانين هي نتاج البشر ثالثا وقد اتفق أهل السنة على أن البدعة قسمان بدعة مكفرة وبدعة غير مكفرة ومن ثم إذا كان الحاكم بغير ما أنزل الله حكم بغير ما أنزل الله من غير ما جحود ولا استحلال فإنه لا يكفر وينزل منزلة المبتدع في دين الله عز وجل الطريق الثالثة وتعلمون أن أهل السنة أجمعوا على عدم تكفير مرتكب الكبيرة وقد جعل العلماء الحكم بغير ما أنزل الله من كبائر الذنوب كما صرح بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وكما نقل إجماع أهل العلم حافظ أهل المغرب ابن عبد البر ومن ثم فإذا ثبت الإجماع فهل يسوغ لأحد أن يخالف في هذه المسألة الخطيرة وقبل ذلك ألا ترون أن الخطأ في هذه المسألة يجلب على المسلمين شرورا كثيرة وفتنا مدلهمة وكبيرة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وبارك الله فيكم وأحسن الله إليكم
الشيخ : أعطاك الله العافية ونفع بك ، أنا أقول جوابا على نقطتين بدت لي من كلامك النقطة الأولى هل يجوز لأحد أن يخالف ؟ أقول بطبيعة الحال لا يجوز إلا إن كان من أهل العلم المخلصين للعلم الخاشين لله والخائفين منه فقد يمكن أن يجتهد فيخالف ولذلك فنحن نقول قد يقع بل قد وقع بعض الأئمة في البدعة ولا يسمون بمبتدعين لأن ليس كل ما وقع في البدعة وقعت البدعة عليه وشملته فصار بذلك مبتدعا لا وكذلك قد يكون من وقع في الكفر لا نقول بأن الكفر تلبسه وانغمس فيه ومن هنا نجد أن من مذهب السلف الصالح عدم تكفير الفرق الضالة إلا من كانت قد ذرت قرنها بكفرها ولا شك أن في مثل هذه الفرق من وقعت في الكفر لكننا لا نكفر لوجود مانع من موانع التكفير التي جاء ذكرها في تضاعيف كلامك فيما أذكر فهذا فيما يتعلق بسؤالك هل يجوز الجواب لا يجوز إلا بالقيد الذي ذكرته آنفا ، أما أنه يجر شرا مستطيرا فالأمر لا شك ولا ريب فيه والواقع المؤسف في العالم الإسلامي يجعل الأمر مع الأسف ليس نظريا بل أمرا واقعيا فقد خرج كثيرون ممن يعني ينتمون للإسلام وقد ينتمون إلى الكتاب والسنة وقد يكون فيهم من ينتمي إلى السلف الصالح لكنهم ما عرفوا بعد منهج السلف الصالح فكثير من هؤلاء قد خرجوا على الحكام وكانوا سببا كبيرا جدا لسفك دماء المسلمين من الفريقين الذين خرجوا والذين خرجوا عليهم فأي فتنة أشد من هذه الفتنة أنا قلت في كثير مما تحدثنا في هذه المسألة وسجل الشيء الكثير منها أننا نقول لو وجد في هؤلاء الحكام من أعلن كفره بالإسلام وأعلن ردته عن الإسلام بحيث لم يبق لمتأول مجال للتأويل أنا أقول لا يجوز الخروج عليهم ليس من حيث النص الشرعي وإنما هو من حيث ملاحظة القواعد الإسلامية التي منها ترجيح المفسدة الغالبة على المصلحة والتي منها ما أشار إليه الرسول عليه الصلاة والسلام في حديث ( لولا أن قومك حديثي عهد بالشرك لهدمت الكعبة ولبنيتها على أساس إبراهيم عليه السلام ولجعلت لها بابين مع الأرض بابا يدخلون منه وبابا يخرجون منه ) كم في هذا الإصلاح من فائدة ومن تيسير لعملية الحجاج وأداء مناسكهم لم يصنع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القادر عليه قدرة وقوة وكان متمكنا لأن الله نصره على المشركين كافة لكنه نظر إلى بعيد فقال ( لولا أن قومك حديثي عهد بالشرك ) فأنا أقول لو أن حاكما من هؤلاء الحكام أعلن كفره على الناس من الذين يخرجون عليهم ؟ من الذين يستطيعون أن يقاتلوهم وأين المسلمين الذين أخذوا على الأقل بمثل قوله تبارك وتعالى (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )) لا يوجد شيء من هذا الإستعداد وأنا أقول بهذه المناسبة وأنهي هذه الكلمة لأن الوقت انتهى أنا أفهم من هذه الآية شيئا كمينا في طواياها حينما قال الله عز وجل (( وأعدوا )) كان الخطاب للمؤمنين الأولين المربيين التربية المحمدية فهذا الخطاب اليوم لا يتوجه إلى هؤلاء لأن أكثرهم منحرفون عن أن يستحقوا مثل هذا الخطاب لذلك نحن نقول إن وجد هناك حاكم أعلن كفره فيجب أن نهيئ أنفسنا للخروج عليه بحق ولنتمكن من قتاله وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين
الشيخ : وفيك بارك
السائل : إذا انتهينا من هذه القضية
الشيخ : تفضل لسه معك ربع ساعة أو ثلث ساعة
السائل : نأتي إلى قضية القضايا
الشيخ : قضية
السائل : القضايا
السائل : أي نعم
الشيخ : تفضل
السائل : كما في هذا العصر
الشيخ : يعني خلصت مما عندك في الكتاب انتهيت
السائل : ما انتهيت
الشيخ : وإذن
السائل : لكن هناك قضية هي من لب الكتاب كنت أحب أن أستغل الوقت ما دام الوقت وقتي فندندن حول هذه القضية حتى يكون المجلس عامرا بجميع مسائل التكفير
الشيخ : تفضل
السائل : هذه المسألة التي ما زلتم تدندنون حولها وهي قضية من حكم بغير ما أنزل الله وتفريقكم الذي ذهبتم إليه بين من حكم بغير ما أنزل الله جحودا واستحلالا وبين من حكم بغير ما أنزل الله من غير ما جحود واستحلال وهذا الرأي الذي ذهبتم إليه وهو مذهب السلف عامة ولم أجد فيما اطلعت عليه من يخالف في هذا وللعلم فقد نشرت مجلة الشرق الأوسط والمسلمون مقالا لكم في هذا الشأن وعلق عليه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز بالإقرار والموافقة والتأييد ثم بعد ذلك قرئ كلامكم وكلام الشيخ عبد العزيز على فضيلة الشيخ ابن عثيمين فأقر الكلام جميعه وأيده فأقول
الشيخ : وبارك الله في الشيخين
السائل : وبارك الله فيكم وفي الشيخين وفي جميع علماء السنة بعد ذلك أقول لا ينبغي للشباب أن يخالف في هذه المسألة الخطيرة أفلا ترون فضيلة الشيخ أن هذه المسألة هي الباب الأكبر للخروج على الأمراء والسلاطين وحدوث فتن مدلهمة ومشاكل لا تخفى على الجميع وهل ترون قبل ذلك أن هذه المسألة يسوغ الخلاف فيها إذ إن أهل العلم فيما قرأت لم أجد أحدا منهم يخالف هذا الرأي الذي ذهبتم إليه وتبين لي أن أهل العلم مجمعون على الرأي الذي ذهبتم إليه من ثلاثة طرق الطريق الأول أن أهل العلم وأهل التفسير لم يختلفوا في تفسير قوله تعالى (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) وأما ما ظهر من اختلاف في عباراتهم إنما هو من قبيل اختلاف التنوع وليس اختلاف التضاد وقد صرح أنه ليس بين العلماء اختلاف في تفسير هذه الآية بعض العلماء وقد سجلته في الكتاب ثانيا لا يخفى عليكم أن البدعة تشريع ما لم يأذن به الله وأن الحكم بغير ما أنزل الله تشريع ما لم يأذن به الله وأن كليهما مستدرك على الشارع الشريف وأن الحاكم بغير ما أنزل الله هو في حقيقة الأمر أخطر من المبتدع إذ أن المبتدع قد انتهى أمره ولا أظن أن المسلمين يأخذون فتوى من الحاكم بغير ما أنزل الله في حين يأخذون الفتوى من المبتدع ولذلك يقول إن المبتدع أشد خطرا على المسلمين من الحاكم بغير ما أنزل الله فإن المبتدع يقول إن هذه البدعة هي من عند الله وهي من شرع الله حينما لا يجرؤ على هذا الحاكم بغير ما أنزل الله بل هو يصرح أن هذه القوانين هي نتاج البشر ثالثا وقد اتفق أهل السنة على أن البدعة قسمان بدعة مكفرة وبدعة غير مكفرة ومن ثم إذا كان الحاكم بغير ما أنزل الله حكم بغير ما أنزل الله من غير ما جحود ولا استحلال فإنه لا يكفر وينزل منزلة المبتدع في دين الله عز وجل الطريق الثالثة وتعلمون أن أهل السنة أجمعوا على عدم تكفير مرتكب الكبيرة وقد جعل العلماء الحكم بغير ما أنزل الله من كبائر الذنوب كما صرح بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وكما نقل إجماع أهل العلم حافظ أهل المغرب ابن عبد البر ومن ثم فإذا ثبت الإجماع فهل يسوغ لأحد أن يخالف في هذه المسألة الخطيرة وقبل ذلك ألا ترون أن الخطأ في هذه المسألة يجلب على المسلمين شرورا كثيرة وفتنا مدلهمة وكبيرة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وبارك الله فيكم وأحسن الله إليكم
الشيخ : أعطاك الله العافية ونفع بك ، أنا أقول جوابا على نقطتين بدت لي من كلامك النقطة الأولى هل يجوز لأحد أن يخالف ؟ أقول بطبيعة الحال لا يجوز إلا إن كان من أهل العلم المخلصين للعلم الخاشين لله والخائفين منه فقد يمكن أن يجتهد فيخالف ولذلك فنحن نقول قد يقع بل قد وقع بعض الأئمة في البدعة ولا يسمون بمبتدعين لأن ليس كل ما وقع في البدعة وقعت البدعة عليه وشملته فصار بذلك مبتدعا لا وكذلك قد يكون من وقع في الكفر لا نقول بأن الكفر تلبسه وانغمس فيه ومن هنا نجد أن من مذهب السلف الصالح عدم تكفير الفرق الضالة إلا من كانت قد ذرت قرنها بكفرها ولا شك أن في مثل هذه الفرق من وقعت في الكفر لكننا لا نكفر لوجود مانع من موانع التكفير التي جاء ذكرها في تضاعيف كلامك فيما أذكر فهذا فيما يتعلق بسؤالك هل يجوز الجواب لا يجوز إلا بالقيد الذي ذكرته آنفا ، أما أنه يجر شرا مستطيرا فالأمر لا شك ولا ريب فيه والواقع المؤسف في العالم الإسلامي يجعل الأمر مع الأسف ليس نظريا بل أمرا واقعيا فقد خرج كثيرون ممن يعني ينتمون للإسلام وقد ينتمون إلى الكتاب والسنة وقد يكون فيهم من ينتمي إلى السلف الصالح لكنهم ما عرفوا بعد منهج السلف الصالح فكثير من هؤلاء قد خرجوا على الحكام وكانوا سببا كبيرا جدا لسفك دماء المسلمين من الفريقين الذين خرجوا والذين خرجوا عليهم فأي فتنة أشد من هذه الفتنة أنا قلت في كثير مما تحدثنا في هذه المسألة وسجل الشيء الكثير منها أننا نقول لو وجد في هؤلاء الحكام من أعلن كفره بالإسلام وأعلن ردته عن الإسلام بحيث لم يبق لمتأول مجال للتأويل أنا أقول لا يجوز الخروج عليهم ليس من حيث النص الشرعي وإنما هو من حيث ملاحظة القواعد الإسلامية التي منها ترجيح المفسدة الغالبة على المصلحة والتي منها ما أشار إليه الرسول عليه الصلاة والسلام في حديث ( لولا أن قومك حديثي عهد بالشرك لهدمت الكعبة ولبنيتها على أساس إبراهيم عليه السلام ولجعلت لها بابين مع الأرض بابا يدخلون منه وبابا يخرجون منه ) كم في هذا الإصلاح من فائدة ومن تيسير لعملية الحجاج وأداء مناسكهم لم يصنع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو القادر عليه قدرة وقوة وكان متمكنا لأن الله نصره على المشركين كافة لكنه نظر إلى بعيد فقال ( لولا أن قومك حديثي عهد بالشرك ) فأنا أقول لو أن حاكما من هؤلاء الحكام أعلن كفره على الناس من الذين يخرجون عليهم ؟ من الذين يستطيعون أن يقاتلوهم وأين المسلمين الذين أخذوا على الأقل بمثل قوله تبارك وتعالى (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ )) لا يوجد شيء من هذا الإستعداد وأنا أقول بهذه المناسبة وأنهي هذه الكلمة لأن الوقت انتهى أنا أفهم من هذه الآية شيئا كمينا في طواياها حينما قال الله عز وجل (( وأعدوا )) كان الخطاب للمؤمنين الأولين المربيين التربية المحمدية فهذا الخطاب اليوم لا يتوجه إلى هؤلاء لأن أكثرهم منحرفون عن أن يستحقوا مثل هذا الخطاب لذلك نحن نقول إن وجد هناك حاكم أعلن كفره فيجب أن نهيئ أنفسنا للخروج عليه بحق ولنتمكن من قتاله وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين
5 - ثناء السائل على الشيخ في مسألة أن من لم يحكم بما أنزل الله منه ما هو كفر عملي ومنه ما هو إعتقادي وأنه كلام العلماء. أستمع حفظ
قرأة الشيخ آيات من سورة غافر .
قراءة الشيخ لما تيسر من " سورة غافر من الآية (( 38 إلى الآية 44 )) "
اضيفت في - 2004-08-16