تابع لكتاب الإيمان.
تتمة شرح باب قوله صلى الله عليه وسلم ( يقول الله لآدم أخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين).
والإنسان إنسان في الدنيا وفي الآخرى، فعلى كل حال هذا من الحقائق.
ومن فوائد الحديث أن هذه الأمه بالنسبة للأمم السابقة الكافرة قليلة جداً ، قليلة جداً كالشعرة السوداء في جلد الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود.
2 - تتمة شرح باب قوله صلى الله عليه وسلم ( يقول الله لآدم أخرج بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين). أستمع حفظ
ذكر فوائد الحديث.
أدخل عليه السرور حتى ينشرح صدره ،في الحديث إشكال وهو قوله : ( بعث النار من كل ألفٍ تسع مئةٍ وتسعة تسعين ) وفي آخر الحديث قال: ( منهم ألف ومنكم واحد) إيش وجه الإشكال؟
ألف يكون واحد ناجي من ألف واحد ،وعلى الأول واحد من ألف ومع العدد الكثير يكون فرق كبير جداً ، يعني مع العدد الكثير بنو آدم من يحصيهم إلا الله يكون فرق كثيراً جداً فكيف المخرج من هذا الإشكال ؟ نعم
الطالب : الأول بعث النار أما هذا هو عدد ... يكون العدد العام من كل ألف من يأجوج ومأجوج يقابله واحد من بني آدم أما بعث النار فهم من كل ألف من العموم يخرج تسع و تسعين من النار من يأجوج و مأجوج و واحد بني آدم آخرين .
الشيخ : فهمتم كلامه؟ تصورتموه
الطالب : نعم
الشيخ : يقول: من كل ألف تسعة وتسعين مضافاً إليهم من ليسوا من يأجوج ومأجوج من الكفار، و يأجوج ومأجوج منهم ألف ومن الصحابه واحد ، و إذا كان نسبة يأجوج ومأجوج للمجموع توافق هذا الجزء من الألف استقام الكلام نعم .
السائل : يمكن في الجبر والكسر قال صلى الله عليه و سلم ألف يقصد تسع مئة وتسع وتسعين
الشيخ : نعم هذا احتمال ، هو هذا ، هذا في هذا الإحتمال أن الرسول قال : ( منكم رجل ومنهم ألف ) يريد بالرجل هذا تكميل الألف ، تكميل الألف لكن مازال الإشكال.
ما في شيء؟ ما ذكر شيء.
المعروف من الأحاديث الأخرى أن من كل ألف رجل واحد.
السائل : بالنسبة لبعث النار هل هذا يفهم منه ...
الشيخ : أهل النار الذين هم أهل النار
السائل : ...
الشيخ : أهل النار الذين هم أهلها نعم
السائل : ...
الشيخ : لا يقول: الي خلقه الله، ولكني أنا أتكلم بمشيئته
السائل : ...
الشيخ : مشكلة سليم يقول ... جبرية مشكلة.
السائل : لا نحتج عليهم بخلق الله بأنه خلق كلامهم .
الشيخ : إي صحيح لكن هل أعطاه الله مشيئته متى شاء تكلم
السائل : يتكلم بإرادة الله
الشيخ : لكن جبراً ؟
السائل : لا ليس جبراً
السائل : شخ بارك الله فيك رجاء النبي صلى الله عليه وسلم تحقق؟
الشيخ : نعم .
بسم الله الرحمن الرحيم "كتاب الطهارة".
كتاب الطهارة .
باب فضل الوضوء.
حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا حبان بن هلال حدثنا أبان حدثنا يحيى أن زيدا حدثه أن أبا سلام حدثه عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها).
6 - حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا حبان بن هلال حدثنا أبان حدثنا يحيى أن زيدا حدثه أن أبا سلام حدثه عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها). أستمع حفظ
شرح من البسملة إلى قوله كتاب الطهارة.
قال المؤلف: بسم الله الرحمن الرحيم وهذه البسملة ساقطة في بعض النسخ و ثابتة في بعض النسخ ، أما وجه ثبوتها فلأن هذا الباب منفصل عما سبق لأن ما سبق كله يتعلق بالإيمان أما هذا فيتعلق بالأعمال، و الإيمان من أعمال القلب كما عرفتم وأقوال القلب وأما هذا فهو من أعمال الجوارح.
وبدأ المعلق رحمه الله كغيره بالطهاره لأن آكد أركان السلام بعد الشهادتين الصلاه ، والصلاة مفتاحها الطهور، مفتاحها الطهور، فلذلك بدؤوا رحمهم الله بالطهاره ،ثم اعلم أن الطهارة نوعان ، طهارة قلب وطهارة بدن.
أما طهاره البدن فتنقسم إلى قسمين طهارة عادية ، وطهاره تعبدية . فأما طهارة القلب، فإنها خاصه بالمسلم لقول الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنو إنما المشركون نجس )) ولقول النبي صلى الله عليه و سلم: (المؤمن لا ينجس) وأما الطهاره الحسية ، فالتعبديه خاصة بالمسلم ، لأن الكافر لا يتعبد لله تعالى بالطهارة ، حتى لو تروش ، تغسل فإنه لا يتعب لله بذلك ، والطهارة الحسية غير التعبدية يشترك فيها من ؟ المسلم و الكافر ، و لهذا لا يشترط لها الإسلام ، و المقصود بالطهارة بكلام المؤلف رحمه الله ، الطهاره الحسّيه التعبيدية وهي الوضوء و الغسل و التيمم ،لكن يجب علينا أن نعتني بالطهارة القلبية أكثر مما نعتني بهذا ،الطهاره القلبية من كل رجس من كل رجس، سواء فيما يتعلق بمعاملة الخالق أو ما يتعلق بمعاملة المخلوق ، فالشرك رجس ، والنفاق رجس ، والشك رجس ، والكبر عن عبادات الله رجس ، أما الرجس في معاملة الخلق كالحسد والكراهية والبغضاء والحقد وما أشبه ذلك.
فالواجب أن نطهر القلب من ذلك كله حتى يكون القلب صافياً نقياً ،أما الطهاره الحسيه فقد عرفتم أنها تنقسم إلى تعبدية وغير تعبدية والتعبديه خاصه بالمسلم وغيرها عام شامل.
شرح من بداية الحديث إلى قوله صلى الله عليه وسلم ( الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض والصلاة نور والصدقة برهان..).
وإن شئت فقل نصف الإيمان وذلك لأن الإيمان تخليه وتحلية، أو إن شئت فقل: " تنقيه و إثبات" ،انظر إلى كلمة التوحيد "لا إله الا الله " متضمنة لطهارة من كل معبود سوى لله و لإثبات ففيها شطران فالطهور شطر الإيمان ، لأن الإيمان كما قلت لكم: تحلية وتخليه فلهذا صار شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان أي ميزان هو؟ الميزان الذي ينصب يوم القيامة، توزن به أمال العباد وهو ميزان حقيقي ، له كفتان لقول الله تعالى: ((ونضع الموازين القسط ليوم القيامه فلا تظلم نفس شيئاً)).
وله كفتان لحديث صاحب البطاقة ، تجعل البطاقة في كفة و السجلات في كفة ، وقال بعض العلماء وله لسان ، واللسان هو الذي يشير إلى رجحان أحد الجانبين في الموازين وقال أهل البدع الذين يُحكمون عقولهم فيما جاءت به الأخبار قالو المراد بالميزان إقامة العدل ، إقامة العدل ولا شك أن هذا تحريف وإخراج للكلم من مواضعه ،لأن حديث صاحب البطاقة يدل دلالة صريحة على أن هناك كفتين وكذلك قال النبي عليه الصلاه والسلام : (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان خفيفتان على اللسان سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم ).
ثقيلتان في الميزان كيف؟ لو كان الميزان ميزاناً معنوياً لم يستقم مثل هذا التقسيم طيب الحمد لله تملاً الميزان، إذا قال قائل كيف تملأ الميزان وهي عمل ليس حجماً يوزن بل هو عمل قلنا إن الله عز وجل يجعل الأعمال أجساماً يوم القيامه فتوزن وحينئذ تملاً الميزان قال : (وسبحان الله والحمد لله تملأن أو تملأ ما بين السماء والأرض ) يعني الشك من الراوي هل قال تملآن أو قال تملأ ما بين السماء والأرض والظاهر أن المعنى لا يختلف يعني حتى لو قال سبحان الله والحمد لله تملاً، فإنه لا بأس أن يُخبر بالمفرد عن الإثنين لدلالة القرينه، و الجمع بين التسبيح والتحميد جمع بين تنزيه الله عز وجل عما لا يليق به، وإثبات صفات الكمال له . من أين يُؤخذ التنزيه ؟من سبحان الله، لأن سبحان الله تعني تنزيهاً لله ،و أما إثبات الكمال فيؤخذ من الحمد لأن الحمد يكون على صفات الكمال وعلى صفات الإفضال فالله يحمد على كماله وعلى إفضاله عز وجل ،سبحان إذا اردنا أن نحللها من حيث اللغة يقولون إنها اسم مصدر سبح والتسبيح مصدر ، لكن سبحان بمعنى التسبيح ، فسبحان الله يعني تسبيح الله فقالو إنها اسم مصدر و أنها ملازمة للنصب على المفعولية المطلقة، يعني أنها مفعول مطلق ، وأن عاملها محذوف دائماً ، أما معناها فعرفتم أن معناها هو تنزيه الله عما لا يليق به من صفات النقص أو سمات المحدثين، نعم و الحمد لله ،الحمد لله قلت لكم يكون الإفضال وعلى إيش؟ وعلى الكمال ، على الكمال وعلى الإفضال فيحمد عز وجل على كماله وعلى نعمه وبهذا يعرف الفرق بين الحمد والشكر ، لأن الشكر يكون في مقابل النعم ، بخلاف الحمد لكن قالو إن بين الشكر والحمد عموم وخصوص، لأن الشكر يتعلق باللسان والجوارح والقلب، والحمد يكون باللسان والأفعال فقط، وعلى هذا قول الشاعر:
"أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ، ولساني ، والضمير المحجباً "
أما الحمد فيكون بالثناء والثناء يكون بالقول بالسان وربما يكون بالأفعال.
ثم قال: ( الصلاة نور ) نور لإيش؟ للقلب وفي القبر ويوم القيامة بل والوجه للقلب والوجه وفي القبر ويوم القيامه لأن الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ أطلق قال : ( الصلاة نور ).
(الصدقة برهان) أي دليل . دليل على إيمان صاحبها ، وصدقه و تصديقه بوعد الله وذلك لأن الصدقة بذل شيء محبوب للنفوس وهو المال ، كما قال الله تعالى : ((وتحبون المال حباً جماً )) وقال : (( وإنه لحب الخير لشديد ))و معلوم أن الإنسان لا يبذل محبوباً إلا لما هو أحب و هذا يتضمن التصديق التام بثواب و الصدقه، ولهذا بذل ما يحبه لينال هذا الثواب من الله عز وجل.
8 - شرح من بداية الحديث إلى قوله صلى الله عليه وسلم ( الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماوات والأرض والصلاة نور والصدقة برهان..). أستمع حفظ
شرح بقية الحديث.من قوله صلى الله عليه وسلم ( والصبر ضياء ...).
الصبر عن المعصيه ما فيه مشقة على البدن ، لأنه ترك ، ما فيه إلا تحمل الصبر عن الفعل فقط ، فلذلك صار في المرتبه الثانية .
الصبر على الأقدار ما فيه صبر لا على الفعل ولا على ترك ، الأقدار من الذي قدرها ؟
الله سبحانه عز وجل ما لك فيها دخل ولهذا صار هو أدناها لكن قد يكون في بعض الأحيان أشق على النفس من الصبر على الطاعه، يقول بعض السلف في الصبر المصيبه، "إما أن تصبر صبر صبر الكرام وإما أن تسلو سلو البهائم" وش معنى هذا؟ يعني مثلاً لو فقد الإنسان حبيباً له فإما أن يصبر صبر الكرام ويرجو الثواب من الله و إما أن يسلو سلو البهائم ،أنتم الآن تتذكرون مصائب مرت بكم كنتم من حين المصيبه في حزنٍ شديد و مع الزمن إيش نسيتموها راحت ، فالمصيبة ستزول بكل حال سيزول أثرها لكن إن صبرت صبر الكرام أثبت وإن لم تصبر فسوف تسلو سلو البهائم كما لو فقدت الشاة ولدها فهيه تطلبه أول ما تطلبه ..
نعم إذا الصبر ينقسم الى كم؟ ثلاثة أقسام ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( القرآن حجة لك أو عليك ) ما أشد هذه الجمله! القرآن إذا قرأته فهو حجة لك أو عليك إن ءامنت بأخباره ،والتزمت بأوامره و اجتنبت، نواهيه فهوه إيش؟ فهوه لك حجه لك أمام الله عز وجل وإن كان الأمر بالعكس صار حجة عليك ، فلهذا فهو سلاح إما لك وإما عليك ، وما أكثر الذين يتلون الكتاب ولكنهم لا يتلونه لفظاً ويُّقّيمون حروفه ولكن لا يتلونه معنى ولا يقيمون شريعته وإذا تأملت حال العالم الإسلامي اليوم وجدت أكثر العالم الإسلامي على إيش ؟
إقامة الحروف دون إقامة المعنى والشريعة نسأل الله لنا ولهم الهدايه
المناقشة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الذي صدر به مسلم رحمه الله كتاب الطهاره حيث أبي مالك الأشوي قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملئان أو تملأ بين السماء و الأرض ) و أوردنا على هذه إشكالاً فما هو هذه الإشكال؟
قلنا كيف تملأ الميزان والأعمال معاني وليست أجساماً حتى تملأ وأجبنا عن ذلك .
الطالب : أن الله سبحانه و تعالى يغير الأعمال يوم القيامه إلى أجسامٍ فتوزن .
الشيخ : نعم صحيح تُجعل الأعمال أجساماً فتوزن ولا غرابة في ذلك فها هو الموت ؟ معنى من المعاني . ومع ذلك يؤتى به يوم القيامه على صورة كبش ويوقف بين الجنه والنار ويقال يا أهل النار و يا اأهل الجنه هل تعرفون ذلك؟ فيقول نعم هذا الموت فيذبح بين الجنه والنار ويقال يا أهل الجنه خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت ثم استمرينا نشرح الحديث إلى قوله: ( القرآن حجه لك أو عليك ) .
قال: ( كل الناس يغدوا فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ) يعني كل الناس يغدون إلى الأعمال والغدو : هو الذهاب صباحاً هذا الغدو كل يبيع نفسه ولكن منهم من يبيع نفسه إبتغاء مرضاة الله فيعتقها و منهم من يبيعها للشيطان فيوبقها ، وهذا كقوله القرآن حجه لك أو عليك نعم .
باب وجوب الطهارة للصلاة.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
باب وجوب الطهارة للصلاة
حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد وأبو كامل الجحدري واللفظ لسعيد قالوا حدثنا أبو عوانة عن سماك بن حرب عن مصعب بن سعد قال ثم دخل عبد الله بن عمر على بن عامر يعوده وهو مريض فقال ألا تدعو الله لي يا بن عمر قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول وكنت على البصرة
12 - حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد وأبو كامل الجحدري واللفظ لسعيد قالوا حدثنا أبو عوانة عن سماك بن حرب عن مصعب بن سعد قال ثم دخل عبد الله بن عمر على بن عامر يعوده وهو مريض فقال ألا تدعو الله لي يا بن عمر قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول وكنت على البصرة أستمع حفظ
حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة قال أبو بكر ووكيع عن إسرائيل كلهم عن سماك بن حرب بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم بمثله
13 - حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة قال أبو بكر ووكيع عن إسرائيل كلهم عن سماك بن حرب بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم بمثله أستمع حفظ
حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق بن همام حدثنا معمر بن راشد عن همام بن منبه أخي وهب بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ
14 - حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق بن همام حدثنا معمر بن راشد عن همام بن منبه أخي وهب بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ أستمع حفظ
شرح الحدثين المتقدمين حديث ابن عمر وحديث أبي هريرة رضي الله عنهما.
الشاهد من الحديث قوله: ( لا تقبل الصلاة بغير طهور ) و الطهور يكون من الحديث الأصغر ومن الحديث الأكبر ونفي القبول هنا نفي للإجزاء و الصحه فلا تصح ولا تجزء الصلاة بغير طهور وقد يكون نفي القبول من باب الوعيد مثل قوله صلى الله عليه و سلم من ( من أتى عرافاً فسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلية ) و كذلك ( من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين ليل ) فنفي القبول هنا ليس نفي للصحه والأحزاء لكنه من باب الوعيد الذي يخشى أن يكون إثم هذا الفعل مقابل لأجر الصلاة
وحينئذٍ تكون كأنها غير مقبولة وعلى هذا فنقول في القاعدة : " إذا نفى الشارع القبول عن شيء فإن كان ذلك لوجود مفسد أو لفقد شرط فنفي القبول هنا نفي للأجزاء والصحة، وإن كان لغير ذلك فنفي القبول هنا من باب الوعيد الذي يخشى أن يكون إثم هذا الذي رتب عليه عدم القبول يقابل القبول فكأنه لم يفعله " وظاهر الحديث أنه لا فرق بين الناسي و الذاكر فلو نسي الإنسان وصلى بغير وضوء فصلاته باطلة يجب عليه يتوضأ وأن يعيد الصلاهة وكذلك لو كان جاهلاً ؟
بأن أكل لحم الإبل وهو لا يعلم أنه لحم الإبل ثم علم بذلك فإنه يجب عليه أن يتوضأ و يعيد الصلاة وكذلك لو صلى ثم وجد في ثوبه أثر جنابة فإن صلاته لا تصح يجب عليه أن يغتسل ويعيد الصلاة فإن قال قائل : وهل تقولون بذلك فيما لو صلى الإنسان فوجد على ثوبه نجاسة فهل يعيد الصلاة؟
نقول في هذا خلاف بين العلماء فالمشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله الذي عليه أصحابه أنه يعيد الصلاة لأن اجتناب النجاسة شرط لصحة الصلاة والقول الثاني أنه لا يعيد الصلاة وهو صحيح و يدل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يصلى و أخبره أن في نعليه قذراً فخلع نعليه ومضى في صلاتة ولو كانت الصلاة تبطل لاستأنف الصلاة وكذلك يقال في من نسي وصلى في ثوب نجس أنه لا يعيد الصلاة كرجل علم بأن ثوبه أصيب بنجاسة ولكنه نسي أن يغسله فصلى فإن صلاتة صحيحه طيب لو ذكر في أثناء الصلاة أو علم في أثناء الصلاة ماذا يصنع يخلع الثوب أو السروال إذا كان يمكن في ذلك مع بقاء ستر العوره فإن كان لا يمكن إلا بكشف العورة وجب عليه أن يخرج من الصلاة وأن يستأنفها فإن قال قائل ما الفرق بين هذا وبين من صلى بغير وضوء ؟
قلنا الفرق هو أن اجتناب النجاسة من باب ترك المحذور و الوضوء من باب فعل المأمور والمأمور لا بد أن يفعل ويوجد والمحذور إذا فعله الإنسان لعذر نسيان أو جهل فإنه يسقط عنه الإثم وإذا سقط الإثم سقط الحكم المترتب على ذلك وهذه القاعده تنفعك هنا و في جميع أبواب الفقه حتى في الحج والعمره لو ارتكب الإنسان محظوراً من محظورات الإحرام ناسياً أو جاهلاً فليس عليه شيء حتى لو كان قتل صيد أو كان جماعاً فإنه لا شيء عليه فلو أن إنساناً جامعَ زوجته ليلة المزدلفة بعد الوقوف وقبل الرمي ظناً منه أن الحج قد انتهى لقول النبي صلى الله عليه و سلم ( الحج عرفه ) ثم جاء يسأل ماذا تقول لهظ
نقول لا شيء عليه على القول الراجح ليس عليك إثم ولا فساد نسك ولا وجوب قضاء ولا فديه، لأنك جاهل فهذه القاعدة تنفعك في كل أبواب العلم .
أن من فعل المحظور ناسياً أو جاهلاً أو مكروهاً إيش؟ فلا شيءً عليه إطلاقاً لا يترتب عليه إثم ولا كَّفْاره إن كانَ مما فيه كفاره ولا إعادة عبادة إن كان مما فيه إعادة و أما من ترك المأمور فلا بد من فعله حتى لو كان ناسياً أو جاهلاً
وقوله : ( ولا صدقة من غلول ). يعني لا يقبل الله الصدقه من الغلول و هذه إذا تصدق بها تقرباً إلى الله ، فأما لو غلّ ثم تاب و لم يتمكن من صرفه إلى بيت المال أو كان يعلم أنه إذا صرفه إلى بيت المال تلاعب به الحكام فهنا نقول تصدق به تخلصاً منه لا تقرباً به، لأنك لو تصدقت تقرباً به بقيت ذمتك مشغولة به ولم تستفيد شيئاً لأنه لا يقبل منك . أعرفتم؟.
ولو تصدقت به تخلصاً منه برأت ذمتك منه وسلمت من شره بل قد تثاب من أجل تحقيق التوبه لا تثاب على نفس المال مثلاً بل لأجل تحقيق التوبه نعم وحديث أبي هريره مثله : ( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ )
ويستفاد من حديث أبي هريرة أن الإنسان لو بقي في وضوء الفجر إلى العشاء فصلاتة صحيحه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (إذا أحدث حتى يتوضأ ) فعلم من ذلك أنه إذا لم يحدث ولو بقي نهاره كله فإنه لا يجب عليه أن يتوضأ لكن يسنُّ أن يتوضأ لكل صلاة كما مر عليكم نعم .
السائل : لو سأل سائل عن الدليل عن القاعده هذه؟
الشيخ : الدليل أدلة ليس دليلاً واحداً فالذي كان لا يطمئن في صلاته أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة أمره أن يعيد الصلاة، والذي رأى في قدمه لمعة قدر الظفر لم يصبها الماء أمره أن يعيد الوضوء لأن كلاً منهما ترك مأموراً وأما الجاهل فمثل حديث نعليه لما كان النبي صلى الله عليه وسلم جاهلاً لم يلزمه الإعادة وكذلك أيضاً الذين أفطروا في عهد النبي صلى الله عليه و سلم يظنون أن الشمس قد غربت لوجود الغيم ثم طلعت الشمس لم يأمروا بالقضاء ، وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من نسي و هو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ) وكذلك معاوية بن الحكم رضي الله عنه تكلم في الصلاة جاهلاً يظن أن الكلام جائزاً ، فلم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالإعاده والذي ترك الطمأنينه أمره بالإعاده وهذا فرق ظاهر ، أما من حيث التعليل فلأن فعل المحظور ، انتهى فعل وانتهى، لم يبقى إلا الإثم و الإثم مرفوع بالخطأ والنسيان (( ربنا لا تأخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) أما المأمور فإنه لا بد من إيجاده ، فإذا كان لا بد من إيجادة لم يسقط بالجهل والنسيان نعم .
سؤال عن حكم ترك الأمر فهل يؤتى بها إذا كان سبب تكره الجهل أو النسيان؟
الشيخ : لكن هذا جهل أصلاً ما عرف أن هذا واجب أصلاً ولهذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسئ بصلاة لم يأمره بإعادة ما مضى إنما أمره بإعادة الوقت الحاظر فقط لأنه مطالب به ، أما ذاك فقد إنتهى .
هذا من وجه ، من وجه آخر أن الصلاة على النبي عليه الصلاه والسلام في التشهد الأخير مختلف فيها يعني لو اسقطها الإنسان فقد اختلف العلماء هي هي واجبة أو ركن أو سنة ، التحيات فرض لكنها واجبة في التشهد الأول وركن في التشهد الثاني ،كما قلت لك هذا جهل فالإنسان الذي يجهل ما يعرف الأصل أصلاً هذا لا يلزمه القضاء ، لكن إذا كان الآن في الوقت الحاضر فهو مطالب بأن يؤدي هذه العباده في وقتها على الوجه الصحيح فنأمره بالإعاده .
السائل : لو كان يجهل نقض الوضوء؟
الشيخ : نعم ، نعم لو فرضنا أن الإنسان يأكل لحم الإبل ولا على باله ،ولا يطرأ على باله أن ينقض الوضوء وبقي على ذلك سنوات فإن عبادته صحيحة ،ما نأمره بالإعادة إلا في الوقت الحاضر . نعم
سؤال عن حكم العذر بالجهل في ترك الأوامر ؟
الشيخ : لا هو ما أمكن تداركه يجب أن يفعل ،و ما مضى فينظر، يعني المأمور الذي تركه جاهلاً فما مضى ينظر هل هو مفرط أو غير مفرط؟ إذا كان غير مفرط فلا شئ عليه ،كإنسان نشأ في بادية بعيدة ولا يعلم أن هذا الشيء واجب فهذا لا شيء عليه .
السائل : هذا لا يقع إلا نادر ؟
الشيخ : لا ما هو صيحيح ما هي نادرة، كثيرة يوجد الآن حتى عندنا هنا في المملكة يوجد مناطق لا يعلمون شيئاً حتى عن الوضوء نعم ثلاثة.
الشيخ : الآن شف هذه مثلاً المرأه إذا حاضت لأقل من خمسة عشرة سنة أكثر العامه حتى في المدن يظنون أنها لا يلزمها الصوم ولذلك يسألون كثيراً عن هذا
السائل : ...
الشيخ : لا ما هو على كل حال ،ما طرأ على بالهم.
السائل : في إشكال يا شيخ في المسألة.
الشيخ : وهي؟
السائل : ... ؟
الشيخ : ما هو صحيح هذا ما هو صحيح هم يقولون يظنون أنه لا يجب الصوم إلا على من أتم له خمس عشرة سنة هذا ظنهم .
السائل : أو يكون جسمها ضعيف.
الشيخ : هذا شيء آخر ينظر لها نظر ثاني إذا كان جسمها ضعيف نقول لا تصوم الآن في الصيف صومي في الشتاء نعم .
باب صفة الوضوء وكماله
حدثني أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح وحرملة بن يحيى التجيبي قالا أخبرنا بن وهب عن يونس عن بن شهاب أن عطاء بن يزيد الليثي أخبره أن حمران مولى عثمان أخبره ثم أن عثمان بن عفان رضي الله عنه دعا بوضوء فتوضأ فغسل كفيه ثلاث مرات ثم مضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك ثم مسح رأسه ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ثم غسل اليسرى مثل ذلك ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه قال بن شهاب وكان علماؤنا يقولون هذا الوضوء أسبغ ما يتوضأ به أحد للصلاة
حدثني أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح وحرملة بن يحيى التجيبي قالا أخبرنا بن وهب عن يونس عن ابن شهاب أن عطاء بن يزيد الليثي أخبره أن حمران مولى عثمان أخبره : ( أن عثمان بن عفان رضي الله عنه دعا بوضوء فتوضأ فغسل كفيه ثلاث مرات ثم مضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك ثم مسح رأسه ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ثم غسل اليسرى مثل ذلك ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه قال بن شهاب وكان علماؤنا يقولون هذا الوضوء أسبغ ما يتوضأ به أحد للصلاة )
19 - حدثني أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح وحرملة بن يحيى التجيبي قالا أخبرنا بن وهب عن يونس عن بن شهاب أن عطاء بن يزيد الليثي أخبره أن حمران مولى عثمان أخبره ثم أن عثمان بن عفان رضي الله عنه دعا بوضوء فتوضأ فغسل كفيه ثلاث مرات ثم مضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك ثم مسح رأسه ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ثم غسل اليسرى مثل ذلك ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه قال بن شهاب وكان علماؤنا يقولون هذا الوضوء أسبغ ما يتوضأ به أحد للصلاة أستمع حفظ