حدثني أبو كريب محمد بن العلاء والقاسم بن زكريا بن دينار وعبد بن حميد قالوا حدثنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال حدثني عمارة بن غزية الأنصاري عن نعيم بن عبد الله المجمر قال ثم رأيت أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه فأسبغ الوضوء ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد ثم يده اليسرى حتى أشرع في العضد ثم مسح رأسه ثم غسل رجله اليمنى حتى أشرع في الساق ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله
القارئ : حدثني أبو كريب محمد بن العلاء والقاسم بن زكريا بن دينار وعبد بن حميد قالوا حدثنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال حدثني عمارة بن غزية الأنصاري عن نعيم بن عبد الله المجمر قال: ( رأيت أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه فأسبغ الوضوء ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد ثم يده اليسرى حتى أشرع في العضد ثم مسح رأسه ثم غسل رجله اليمنى حتى أشرع في الساق ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله )
وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثني بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن نعيم بن عبد الله ثم أنه رأى أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل.
القارئ : وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثني ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن نعيم بن عبد الله ( أنه رأى أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أمتي يأتون يوم القيامة غراً محجلين من أثر الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل ). الشيخ : نعم بسم الله الرحمن الرحيم هذا الحديث يقول نعيم بن عبد الله المجمر ويقال المجمّر مأخوذ من الجمر لأنه كان يطيِّب مسجد رسول الله صلى الله عليه و على آله وسلم بالبخّور فيكون دائماً المجمرة معه يبخر بها المسجد فلقب بذلك رحمه الله قال رأيت أبا هريره رضي الله عنه يتوضأ فغسل وجهه فأسبغ الوضوء ، ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد ، شرع في العضد ، العضد هو المفصل ما بين الكف والمرفق ، وأشرع فيه يعني دخل فيه، ثم مسح رأسه ، ثم غسيل رجله اليمنى حتى أشرع في الساق ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق ، أشرع فيه يعني دخل فيه ، و الساق هو المفصل ما بين الركبه والقدم ثم قال : هكذا رأيت النبي صلى الله عليه و على آله وسلم يتوضأ . وقال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (أنتم الفر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء فمن استطاع منكم فليطل غرته و تحجيله ) هذه الصفة تدل على أن المرفقين داخلان في الغسل، و أن الكعبين داخلان في إيش؟ في الغسل وبهذا يتبين أن إلى التي للغاية ، والتي مدلولها أن ما بعدها لا يدخل فيما قبلها . ولهذا قال العلماء : ابتداء الغاية داخل لا انتهائها . لكن في آية الوضوء انتهاء الغاية داخل ، والذي دلنا على ذلك: فعل النبي صلى الله عليه و على اله و سلم، وقد زعم بعض النحاة أن إلى بمعنى مع، فمعنى وأيديكم إلى المرافق: أيدكم مع المرافق . واستدلوا بذلك بأن إلى تأتي بمعنى مع كما في قوله تعالى: (( ولا تأكلو أمولاهم إلى أموالكم )) أي مع أموالكم فأما الأول و قولهم أن إلى بمعنى مع في آية الوضوء فمسلم ، ودليله فعل النبي ( عليه الصلاة و السلام ) وأما الاستشهاد في الآيه ففيه نظر، لأن الآية ضمن الأكل معنى الضم ، فقوله (( لا تأكلو أموالهم إلى أموالكم )) أي لا تضموها إليها و بينهما فرق أي بين مدلول الآية ومدلول آية الوضوء وعلى هذا فيكون المرفقان والكعبان داخلين في الوضوء، وهو كذلك ، وأما قوله: ( أنت الغر المحجولون يوم القيامة ) فهذا من خصائص هذه الأمة ، أنهم يكونون يوم القيامة غراً محجلين والغر : بياض في وجه الفرس و التحجيل بياض في أرجلة وذلك لأن الوضوء يطهر به الوجهه ويطهر به الذراعان ويطهر به القدمان فيأتي الناس يوم القيامة أعني هذه الأمة غراً مجولين . و هذا التحجيل ليس مجرد بياض ، بل هو بياض في نور فتكون لهم هذه السيمة فضلاً من الله سبحانه وتعالى عليهم وأما قوله: ( فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله ) . فقد قال المحققون من العلماء إن هذا القيل من أبي هريرة رضي الله عنه وليس من كلام النبي صلى الله عليه و على آله وسلم واستدلوا لذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ لا يطيل لا غرته ولا تحجيله إمتثالاً لقوله تعالى: (( إلى المرافق )) و (( إلى الكعبين )) فقد حدد الله تعالى موضع الغسل ، ثم قال أيضاً : إن إطالة الغرة لا يمكن ، لأن الغرة بياض الوجه ، و الوجه لا تمكن الإطالة فيه وعلى هذا فلا يمكن أن يكون هذا القول من كلام رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم بل هو من كلام أبي هريرة و إلى هذا يشير قول ابن القيم في النونية بقوله: " وأبو هريره قال ذا من كيسه فغدا يميزه أولوا العرفان *** وإطالة الغرات ليس بممكن أيضاً وهذا واضح التبيان ". أما اللفظ الآخر ، فإنه لم ينسب هذا الفعل أي كونه يغسل حتى يصل إلى الكتفين لم ينسبه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام بل هو من اجتهاد أبي هريرة وهوه مدفوع بما ثبت في السنة.
السائل : قلنا أن الشم قد يكون محرماً كيف؟ الشيخ : مثل ما يفعله بعض الناس الآن نسأل الله العافيه فيه أشياء مواد كماوية إذا شمها الإنسان سكر أو يكون الإنسان يشم يتجول مثلاً في أسواق النساء يشم الطيب الذي قد يكون في بعض النساء أو غير ذلك لها أمثلة.
السائل : الحديث السابق هل يدخل فيه خطيئة الفرج؟ الشيخ : بارك الله فيك . هل غسل الفرج من الوضوء؟ السائل : لا الشيخ : إذن لا حاجة لذكره القارئ : ... الشيخ : كل ما حصل من الحين. أما الفرج فلا تتوهم أنه من الوضوء في شيء، الفرج غسل المحل من النجاسة وإن كان بعض العوام يظن أن غسل الفرج من الوضوء حتى أنه يستغرب لو قلت إذا إذا استنجيت بأول النهار وجاء وقت الظهر وتوضأت وضوءً فقط بدون غسل الفرج يستغرب يقول: كيف هذا.
حدثنا سويد بن سعيد وابن أبي عمر جميعا عن مروان الفزاري قال بن أبي عمر حدثنا مروان عن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق عن أبي حازم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم إن حوضي أبعد من آيلة من عدن لهو أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل باللبن ولآنيته أكثر من عدد النجوم وإني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه قالوا يا رسول الله أتعرفنا يومئذ قال نعم لكم سيما ليست لأحد من الأمم تردون علي غرا محجلين من أثر الوضوء.
القارئ : حدثنا سويد بن سعيد وابن أبي عمر جميعاً عن مروان الفزاري قال بن أبي عمر حدثنا مروان عن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق عن أبي حازم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ثم إن حوضي أبعد من أيلة من عدن لهو أشد بياضاً من الثلج وأحلى من العسل باللبن ولآنيته أكثر من عدد النجوم وإني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه قالوا يا رسول الله أتعرفنا يومئذ قال نعم لكم سيما ليست لأحد من الأمم تردون علي غراً محجلين من أثر الوضوء ).
وحدثنا أبو كريب وواصل بن عبد الأعلى واللفظ لواصل قالا حدثنا بن فضيل عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ترد علي أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله قالوا يا نبي الله أتعرفنا قال نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون فأقول يا رب هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول وهل تدري ما أحدثوا بعدك.
القارئ : وحدثنا أبو كريب وواصل بن عبد الأعلى واللفظ لواصل قالا حدثنا بن فضيل عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ترد علي أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله قالوا يا نبي الله أتعرفنا قال نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون علي غراً محجلين من آثار الوضوء وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون فأقول يا رب هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول وهل تدري ما أحدثوا بعدك ).
وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن سعد بن طارق عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إن حوضي لأبعد من أيلة من عدن والذي نفسي بيده إني لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه قالوا يا رسول الله وتعرفنا قال نعم تردون علي غرا محجلين من آثار الوضوء ليست لأحد غيركم.
القارئ : وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن سعد بن طارق عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثم إن حوضي لأبعد من أيلة من عدن والذي نفسي بيده إني لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه قالوا يا رسول الله وتعرفنا قال نعم تردون علي غراً محجلين من آثار الوضوء ليست لأحد غيركم ).
الشيخ : هذا أيضاً فيه دليل على فضيلة هذه الأمة لكونها تأتي يوم القيامة غراً محجلين وفيها الإشارة إلى حوض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، هذا الحوض يكون في عرصات يوم القامة ،ويروى به الناس أحوج ما يكونون إليه من الري ، وطوله شهر وعرضه شهر وهذا دليل على أنه مدور، ويصب فيه ميزابان من الكوثر الذي أعطيه النبي صلى الله عليه و على اله وسلم وهو نهر في الجنة ولا ينضب مائه أبداً ووصفه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بأن مائه أبيض من اللبن وأحلى من العسل وأطيب من رائحة المسك وهذه كلها صفات تدعو الإنسان إلى الشرب منه ، وأما آثاره فمن شرب منه شربة واحدة لم يظمأ بعدها أبداً ، ثم هذا الحوض موجود الآن و قد قال النبي عليه الصلاة و السلام ( إن منبري على حوضي ) واختلف العلماء في قوله: ( إن منبري على حوضي ) هل المعنى أن منبره الذي في المدينه على حوضه، أو المراد أنه يوضع هذا المنبر على حوضه يوم القيامة وهذا أقرب ، هذا الحوض ترده هذه الأمة فقط، فيأتي الناس عطاشاً يريدون الشرب، فيذودهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن هذا الحوض كما يذود الرجل صاحب الإبل عن حوض إبله الإبل الغريبة ،فسألوا النبي عليه الصلاة والسلام، هل تعرفونه قال : نعم ، وذلك بما يأتون به يوم القيامة من كونهم غراً محجلين ، وفي الحديث قال النبي عليه الصلاة والسلام: (وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون فأقول: يا رب هؤلاء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول وهل تدري ما أحدثوا بعدك ) يقول طائفة منكم . و الطائفة أقلها ثلاثه بل قيل إن أقلها واحد ، حتى قال بعض العلماء في قوله تعالى: (( وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين )) بأنه يكفي واحد في شهود إقامة حد الزنا على الزاني، وقالوا إن طائفة اسم فاعل من طاف يطوف إذا تردد وهو صفه لموصوف محذوف تقديره نفس طائفة وعلى هذا فالواحد يكون طائفة وإذا لم نسلم هذا القول فإن الثلاثة بلا شك تسمى طائفة، وهذه الثلاثة التي تسمى الطائفة أخذ منها الرافضة أن جميع الصحابة هم الطائفة، وأنهم كلهم يُصدون عن حوض النبي عليه الصلاة والسلام، قاتلهم الله، إلا نفراً قليلاً من آل البيت ومن يرون أنهم يستحقون أن يكونوا من آل البيت حكماً، فيقال: لا شك أن بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام ارتدت طائفة من المؤمنين، ومنهم من مات على الردة ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب وهؤلاء سوف يُصدون يوم القيامة عن حوض الرسول عليه الصلاة والسلام لأنهم ماتوا على الكفر، وقد قال الله تعالى : (( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) ولكن أتدرون ماذا يحصل من هذا القول الباطل الكذب من أن الصحابة كلهم ارتدوا إلا نفراً قليلاً، إنه يستلزم رد جميع الشريعة، إلا ما جاء عن طريق هؤلاء المستثنيين، وإلا فكلها مردودة، لأنهم يقولون كلهم ارتدوا عن دينهم والعياذ بالله ، والمرتد لا يقبل خبره ، وفي هذا بيان لخطورة هذا المذهب، وأنه لو قيل بلوازمه وهي لازمة سواءٌ قيل فيها أم لم يقل، إذا قيل بذلك معناه إبطال كل الشريعة التي جاءت من غير طرق هؤلاء، فالحاصل أن هذا الحديث ليس فيه دليل على أن أكثر الصحابة مرتدون، وإنما فيه طائفة، وإذا قلنا بأن أقلهم واحد فهو واحد، وإن قلنا إن أقلهم ثلاثة فهم ثلاثة، وليكونوا عشرة، لكن هل الذين ارتدوا أيضاً هل هم ممن رسخوا في الإسلام؟ أبداً، إن الذين رسخوا في الإسلام لم يرتدوا، بل إن الذين بايعوا تحت الشجرة ألف وأربع مئة كلهم لن يدخلوا النار لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه لن يدخل النار أحدٌ بايع تحت الشجرة ) ولقول الله تعالى : (( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة )) وكل الذي حضروا بدراً فإنهم لن يدخلوا النار، لأن الله اطلع إلى أهل بدر وقال: ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) ومن هؤلاء الخلفاء الأربعة، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، ومعلومٌ أن من الرافضة من يقول إن أبا بكر وعمر ماتا على النفاق، وأنهما مخلدان في نار جهنم والعياذ بالله، فالحاصل أن هذا الحديث ليس فيه متمسكٌ للرافضة الذين يقولون إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ماتوا على الكفر إلا نفراً قليلاً، بل نقول الطائفة معروفة في اللغة العربية، ونحن نخرج باليقين من بايعوا تحت الشجرة، ومن كانوا من أهل بدر، لأن خبر الله لا يدخله النسخ، (( لقد رضي الله عن المؤمنين )) وخبر النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخله النسخ، ( لا يدخل النار أحداً بايع تحت الشجرة )، وخبر النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخله النسخ ( إن الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) وقد نفذ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم تطبيقاً عملياً في قصة من؟ حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه حين جس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لصالح قريش فاستأذن عمر أو غيره من الصحابة أن يضرب عنقه فقال: ( لا إن الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم ). وهل لغير الرسول صلى الله عليه وسلم حوض، الصحيح أن لكل نبي حوضاً، لأنه ورد في السنن أن لكل نبي حوضاً لكن أكبر الأحواض هو حوض النبي صلى الله عليه وسلم، لأن أمته أكثر الأمم، أحواض الأنبياء كما دلت عليه السنة، التي جاءت في السنن وكذلك العقل دل عليها، لأنه من العدل أن يُجعل لكل أمةٍ حوضٌ يردونه كما وردوا شريعة أنبيائهم.
حدثنا يحيى بن أيوب وسريج بن يونس وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر جميعا عن إسماعيل بن جعفر قال بن أيوب حدثنا إسماعيل أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال ثم السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا قالوا أو لسنا إخوانك يا رسول الله قال أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد فقالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله فقال أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول الله قال فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم فيقال إنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وصلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. حدثنا يحيى بن أيوب وسريج بن يونس وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر جميعاً عن إسماعيل بن جعفر قال ابن أيوب حدثنا إسماعيل أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال: ثم السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا قالوا أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد فقالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال: أرأيت لو أن رجلاً له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول الله قال: فإنهم يأتون غراً محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلم فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقاً سحقاً )
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني الدراوردي ح وحدثني إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا ينعقد حدثنا مالك جميعا عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال ثم السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون بمثل حديث إسماعيل بن أن حديث مالك فليذادن رجال عن حوضي.
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني الدراوردي ح وحدثني إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا يعن حدثنا مالك جميعاً عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) بمثل حديث إسماعيل بن أن حديث مالك ( فليذادن رجال عن حوضي ) الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا الحديث سبق الكلام على أكثر جمله، وسبق الكلام على قوله، ، ( وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) وبينا الاستثناء يراد به أن لحوقنا بهم كائنٌ بمشية الله، وليس عن شك أو تردد، وقلنا إن مثل هذا قد يرد في الأمر المحقق مثل قوله تعالى: (( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله ءامنين )) فإن هذا خبر من الله لا تردد فيه، لكن معناه أن دخولهم سيكون بمشيئة الله عز وجل لا بفعلهم وجهدهم وشجاعتهم ، ولهذا لما ناقش عمر بن الخطاب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين صلح الحديبية وعزم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على أن يرجع ولا يُتم عمرته، قال: ( يا رسول الله الست تحدثنا انا نأتي البيت ونطوف به، قال بلى، ولكن أقلت لك العام )، يعني أنا قلت هذه السنة؟ ( قال : لا، قال أنك آتيه ومطوفٌ به ) لأن هذا أمر جزم، لا إشكال فيه. وفي هذا الحديث أيضاً قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( وددت أنا قد رأينا إخواننا، قالوا أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال أنتم أصحابي) تمنى صلى الله عليه وسلم أن يرى إخوانه لتقر بهم عينه ويسر ويستبشر، لأنه عليه الصلاة والسلام يعلم أو يغلب على ظنه أن من يأتي بعده من أمتة أكثر بكثير ممن معه بذلك الوقت، فقالوا يا رسول الله أولسنا أخوانك؟ قال أنتم أصحابي وأخواننا الذين لم يأتوا بعد ، يعني ممن يؤمنوا به ولم يرونه، وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( أنتم أصحابي ) لا يعني أنهم ليسوا إخوانه، بل هم إخوانه، لكن الصحبة أخص من الأخوة، إذ أن الإنسان يكون أخ لك في دين الله وهو بعيد عنك ولم تره، وأما الصاحب فهو أخص، ولهذا قال أنتم أصحابي يعني مع الأخوة ولا شك، لأنهم مؤمنوا به أكثر من إيماننا به عليه الصلاة والسلام، ثم سألوه كيف يعرف من لم يأتي بعده من أمته، فضرب لهم مثلاً بالخيل الغر المحجلة يعرفها صاحبها من غيرها من سائر الخيول، وفي قولهم: ( فقالوا كيف تعرف من لم يأتي من أمتك ) ثم قال : أرأيت إن كان هذا اللفظ محفوظاً فهو دليل على أن قول الواحد من الجماعة الذين لا يخالفونه قولٌ للجميع، ودليل هذا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خاطب واحدا ، فقال أرأيت، وهذه القاعدة لا إشكال فيها لكن قصدي هل تؤخذ من هذا الحديث أو لا، أما القاعدة فهي مقررة بما ذكر الله تعالى عن بني إسرائيل الذين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حيث يوبخهم على أمر فعله أسلافهم كما في قوله تعالى : (( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من موتكم لعلكم تشكرون )) هل اليهود الذين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم هم الذين قالوا ذلك؟ لا، لكنهم بنو إسرائيل في عهد موسى، لكن هؤلاء راضون بذلك، فما قاله أحد الأمة من القول الذي لا تنكره بقية الأمة فإنه يُعزى لمن؟ يُعزى للجميع، لأن الإقرار به والرضا به وعدم إنكاره يدل على أنهم راضون به.
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا خلف يعني بن خليفة عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم قال ثم كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة فكان يمد يده حتى تبلغ إبطه فقلت له يا أبا هريرة ما هذا الوضوء فقال يا بنى فروخ أنتم ههنا لو علمت أنكم ههنا ما توضأت هذا الوضوء سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا خلف يعني ابن خليفة عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم قال: ( كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة فكان يمد يده حتى تبلغ إبطه فقلت له يا أبا هريرة ما هذا الوضوء؟ فقال يا بنى فروخ أنتم هاهنا لو علمت أنكم ههنا ما توضأت هذا الوضوء سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول: تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء ) الشيخ : هذا الحديث كما سبق فيه أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يتجاوز محل الفرض في الوضوء، متأولاً قول النبي صلى ىالله عليه وعلى آله وسلم: ( تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء ) ظاناً أنه مهما بلغ الوضوء من العضو فإن الحلية تبلغه، ولكن الصواب خلاف ذلك، الصواب أن الوضوء يبلغ حيث حدده الله عز وجل فقد قال تبارك وتعالى في الأيدي: (( وأيديكم إلى المرافق )) وفي الأرجل إلى الكعبين ، فالحلية تبلغ هذا، وقوله الحلية ، يعني الحلية على الرجال والنساء هناك الجنة، وهي ثلاثة أنواع: ذهب وفضة ولؤلؤ، كما قال تعالى : (( يحلون فيها أساور من ذهب ولؤلؤ )) ولؤلؤ هذه فيها قراءتان، جر ولؤلؤٍ ، والفتح ولؤلؤً، والمعنى واحد، يحلون لؤلؤً، وفي سورة الإنسان (( وحلوا أساور من فضة )) وعلى هذا فتكون حلية المؤمن في الجنة ثلاثة أنواع، ذهب وفضة ولؤلؤ، لكن هل هو يلبسها على التناوب، أو يلبسها مجتمعة، الظاهر أنها مجتمعة وأنه يحصل بالكمال والجمال من اجتماعها ما لا يحصل منفرداً، هذا في الآخرة أما في الدنيا، فإن الرجال قد حرم عليهم لبس الذهب، حتى جعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك بمنزلة لجمرة يضعها الإنسان في يده، وأما الفضة فللإنسان أن يلبس الخاتم ونحوه من الفضة، وقال بعض أهل العلم له أن يتحلى بما يتحلى به الرجال من الفضة بدون قيد، لأنه لم يرد في الفضة نص عام يدل على تحريم التحلي بها على الرجال، لكن الأحوط الاقتصار على ما جاء به النص بمثل الخاتم ونحوه، نعم
السائل : هل لو مر الإنسان وهو في السيارة بالمقبرة يعتبر كالخروج إليها ويشرع السلام؟ الشيخ : الفقهاء قالوا إن المرور بها كالذهاب إليها وأنه يُسن لمن ذهب لزيارتها أو لمن مر بها أن يُسلم، ولكن كما ترى الآن السيارة لا تعطي الفرصة، من حين أن تبدأ بالسلام وأنت مغادر، فهذا هو محل الإشكال، أما لو كان الإنسان يمشي مشياً عادياً يتمكن من إلقاء السلام وإتمام السلام على أهل المقابر لكان الأمر أهون، لكن كونه ما يكمل الجملة الأولى إلا وقد غادر عندي فيه إشكال السائل : إذا كانت طويلة المقبرة يا شيخ؟ الشيخ : إذا كانت طويلة فهو كالماشي.
كيف نجمع بين ما ورد من قوله صلى الله عليه وسلم للرجل التمس ولو خاتما من حديث وبين ما جاء من النهي عن خاتم الحديد؟
السائل : كيف نجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم للرجل: ( التمس ولو خاتماً من حديد ) وقوله: أنه حلية أهل النار؟ الشيخ : جمع بينهما بعض العلماء بأن حديث أنه حلية أهل النار يعني الحديد حديث شاذ، لأنه مخاف للحديث الثابت في الصحيحين هو قوله: ( التمس ولو خاتم من حديد )
ما رأيكم فيمن قال أنّ المقصود بالحلية المذكورة في الحديث هو النور يوم القيامة؟
السائل : هنا المحشي قال في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم ( تبلغ الحلية ) قال أراد بها النور به يوم القيامة. الشيخ : لا ، هذا غلط، الذي يراد به النور يوم القيامة التحجيل، أما الحلية فلا.
ما المقصود بابني فروخ في الحديث؟ مع مواصلة ذكر فوائد الحديث.
الشيخ : أنظر الشرح في بني فروخ؟ القارئ : " فروخ: بفتح الفاء وتشديد الراء وبالفاء المعجمة، قال: خاتم العلم فروخ بلغنا أنه كان من ولد إبراهيم صلى الله عليه وسلم من ولد كان بعد إسماعيل وإسحاق كثر ونسله ونمى عدده، فولد العجم الذين هم في وسط البلاد، قال القاضي عياض: أراد أبو هريرة هنا الموالي وكان خطابه لأبي حازم، قال القاضي وإنما أراد أبو هريرة من كلامه هذا أنه لا ينبغي لمن بقتدي به ، إذا ترخص في أمر لضرورة أو تشدد فيه لوسوسة أو لاعتقاده بذلك مذهباً أدلى به عن الناس أن يفعله بحضرة العامة الجهلة لئلا يترخصوا برخصتة لغير ضرورة أو يعتقدوا أن ما تشدد به هو الفرض اللازم هذا كلام القاضي والله أعلم " الشيخ : صار المراد به ما سوا العرب ، العجم هؤلاء هم بنو فروخ، أما كونه ولداً لإبراهيم فهذا يُنظر فيه، وأما كونه يقول رضي الله عنه: لو علمت انكن هاهنا ما توضأت هذا الوضوء فلخوفه أن يظنوا أن هذا هو الواجب، ومعلومٌ أن الإنسان إذا كان يفعل السنن ويخشى أن يُظن أنها واجبة، أنه لا ينبغي أن يحافظ عليها، ولهذا كره بعض العلماء أن يداوم الإنسان على قراءة سورة السجدة وهل أتى على الإنسان فجر يوم الجمعة، قالوا لئلا يظن الظان أنها واجبة، ولكن الصحيح أنه ليس بمكروه، لأنه قد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يديم ذلك. فيه أيضاً يقول: سمعت يقول خليلي وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لو كنت متخذاً من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ) فكيف نجمع بين قول أبي هريرة وبين الحديث أنت الطالب : ... الشيخ : لا ...، ثم هو قد اتخذ أبا بكر خليفة إما بالإشارة أو بصريح العبارة الطالب : اتخاذ النبي صلى الله عليه خليل غير ممكن ، أما اتخاذ غيره له خليلاً فهو ممكن الشيخ : أحسنت يعني الخلة من غير الرسول للرسول جائزة بل هي مستحبة، والخلة من الرسول لغيره هي الممنوعة.
حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر جميعا عن إسماعيل بن جعفر قال بن أيوب حدثنا إسماعيل أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط
القارئ : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر جميعاً عن إسماعيل بن جعفر قال ابن أيوب حدثنا إسماعيل أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط )
حدثني إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا ينعقد حدثنا مالك ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة جميعا عن العلاء بن عبد الرحمن ثم بهذا الإسناد وليس في حديث شعبة ذكر الرباط وفي حديث مالك ثنتين فذلكم الرباط فذلكم الرباط
القارئ : حدثني إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا معن حدثنا مالك ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة جميعاً عن العلاء بن عبد الرحمن بهذا الإسناد وليس في حديث شعبة ذكر الرباط وفي حديث مالك ثنتين : ( فذلكم الرباط فذلكم الرباط ) الشيخ : إذن صار الرواة في قوله فذلكم الرباط على ثلاثة أوجه : منهم من حذف ، ومنهم من ذكرها مرة ،ومنهم من كررها مرتين . والقاعدة فيما إذا اختلف الرواة الثقات بالزيادة والنقص أن نأخذ بالزائد ما لم يكن منافياً لمن هو أرجح فيعتبر شاذاً أو منكراً طيب هذا الحديث قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ) هذا العرض للتشويق، الإستفهام هنا أو العرض للتشويق كقوله تعالى: ((هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم )) هذا أيضاً للتشويق ومعلوم أن كل واحد سيقول بلى لكن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعرض الخطاب على هذه الصفة من أجل الإصغاء والتنبيه ( يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ) فائدتان: محو الخطايا ورفعة الدرجات يعني في الجنة ،قالوا :بلى يا رسول الله قال: ( إسباغ الوضوءعلى المكاره ) إسباغه يعني إتمامه، لأن الإسباغ بمعنى الإتمام ، ومنه قوله تعالى: ( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ) وقوله على المكاره يعني الحال في الحال التي يكره الإنسان الماء فيه، إما لشدة البرد وإما لحرارة فيه هو أو لكون الماء حاراً ايضاً من الشمس أو لغيرها أو لأي سبب من الأسباب، يسبغ الوضوء على كراهة في ذلك هذا مما يرفع الله به الدرجات ويمحو به الخطايا ولا يراد بهذا الحديث أن يتقصد الإنسان ما يكرهه من الماء المتوضأ به بمعنى أنه يكون عنده ماء بارد وهو قادر على أن يسخنه ويسبغ الوضوء به فيقول: لا أنا سوف أتوضأ بالبارد لأكون مسبغ الوضوء على المكاره ، نقول هذا غلط لأن الله تعالى يقول : ( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ) ورأى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قائماً في الشمس، فقال ما هذا قالوا إنه نذر، فقال له عليه الصلاة والسلام استظل أو كلمة نحوها، فالله عز وجل لا يريد منا ما يشق علينا ، بل ما يشق علينا هو مرفوع عنا شرعاً الثاني يقول :(كثرة الخطا إلى المساجد ) هل معنى ذلك أن أتقصد أن أن أنزل في مكان بعيد عن المسجد حتى تكثر خطاياي؟ لا، لكن إذا صادف أن منزلك بعيد من المسجد، فإن كثرة الخطا مما يرفع به الله الدرجات ويمحو به الخطايا، وهو دليل على صدق إيمان الإنسان، ثم هل يُستحب بناءً على ذلك أن يقارب خطاه من أجل أن تكثر؟ لا، لأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يأمر بذلك، لم يقل قاربوا بين الخطا، بل قال كثرة الخطا وهو كناية عن بعد المكان، كلما بعد المكان كثرة الخطا إلى المساجد، وعلى هذا فيكون ما قاله بعض العلماء أنه يستحب أن يقارب بين الخطوات فيه نظر. والثالث: انتظار الصلاة بعد الصلاة ، والانتظار يكون بالبدن ويكون بالقلب، أما بالبدن فأن يبقى في مكان صلاته حتى تأتي الصلاة الأخرى، وأما بالقلب فأن يكون كلما انتهى من صلاة فإذا هو ينتظر الصلاة الأخرى، متى تأتي ليقف بين يدي ربه، لأنه يحب الصلاة، جعل الله قرة عينه بالصلاة فيحبها وينتظرها كلما فرغ من صلاة انتظر الصلاة الأخرى كما يقولون بفارغ الصبر، وهذا دليل على ايمانه، لأن الصلاة ايمان كما قال الله تعالى: ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) قال العلماء: أي صلاتكم إلى بيت المقدس، الشاهد من هذا الحديث قوله: ( إسباغ الوضوء على المكاره )
إذا كان للمسلم طريقان للمسجد أحدها بعيد والآخر قريب هل يستحب أن يذهب من البعيد أو من القريب؟
السائل : إذا كان له طريقان للمسجد أحدها بعيد والآخر قريب هل يستحب أن يذهب من البعيد أو من القريب؟ الشيخ : هذا يسأل يقول إذا كان له طريقان للمسجد أحدهما بعيد والآخر قريب هل يستحب أن يذهب من البعيد أو من القريب؟ هذا ينظر إلى المصلحة يعني ربما يقال ذهابه مع القريب أحسن حتى يصل المسجد ويصلي ويبقى في مصلاه، تصلي عليه الملائكة تقول : اللهم صل عليه ، اللهم اغفر له اللهم ارحمه . نعم
حدثنا قتيبة بن سعيد وعمرو الناقد وزهير بن حرب قالوا حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم لولا أن أشق على المؤمنين وفي حديث زهير على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة.
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد وعمرو الناقد وزهير بن حرب قالوا حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لولا أن أشق على المؤمنين ) وفي حديث زهير ( على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ). الشيخ : هذه الأحاديث في السواك ، والسواك يطلق على معنيين، المعنى الأول: عود الأراك، والمعنى الثاني: التسوك الذي هو الفعل والقرينة والسياق هو الذي يبين المراد وهكذا كل كلمة تحتمل معنين..