باب السواك
حدثنا قتيبة بن سعيد وعمرو الناقد وزهير بن حرب قالوا حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم لولا أن أشق على المؤمنين وفي حديث زهير على أمتي لأمرتهم بالسواك ثم كل صلاة
حدثنا قتيبة بن سعيد وعمرو الناقد وزهير بن حرب قالوا حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لولا أن أشق على المؤمنين ) وفي حديث زهير (على أمتي لأمرتهم بالسواك عندكل صلاة )
الشيخ : هذه الأحاديث في السواك ، والسواك يطلق على معنيين، المعنى الأول عود الأراك، والمعنى الثاني التسوك الذي هو الفعل والقرينة والسياق هو الذي يبين المراد، وهكذا كل كلمة تحتمل معنيين ، فإن كانت تحتملهما بدون منافاة فهي على المعنيين وإن كان أحدهما ينافي الآخر طلب المرجح وإذا كان السياق يعين أحد المعنيين عمل به فإذا قيل نظف سواكك فالمراد بالسواك هنا عود الأراك وإذا قيل أحسن سواكك فالمراد التسوك الذي هو الفعل السواك ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم فائدتين عظيمتين فقال : ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ) وهاتان فائدتان عظيمتان ينبغي للإنسان أن ينتهز الفرصة في إدراكهما بكثرة التسوك لكن هناك مواضع يتأكد فيها السواك أكثر منها قوله صلى الله عليه وسلم : ( لولا أن أشق على المؤمنين ) وفي حديث زهير ( على أمتي ) والمراد بأمتي هنا أمة الإجابة الذين أجابوه والمشقة هو التعب والإعياء وما أشبه ذلك هذه المشقة وأنواعها كثيرة في مشقة قريبة ومشقة وسط ومشقة أكثر لكن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ) وهذه المشقة ليست مشقة كبيرة لكن مع ذلك أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يرفع الحرج عن أمته وقوله : ( كل صلاة ) يشمل الفريضة والنافلة وصلاة الجنازة وصلاة الكسوف وكل ما يسمى صلاة وبناء على ذلك هل يشرع التسوك في سجود التلاوة والشكر إن قلنا إنها صلاة فإنه يشرع وإذا قلنا لا فإنه لا يشرع والمسألة فيها خلاف يستفاد من هذا الحديث فوائد أولاً أن الأصل في الأمر الوجوب ووجه الدلالة أنه لو لم يكن كذلك لم يكن في أمر النبي صلى الله عليه وسلم مشقة لأن غير الواجب لا يلام الإنسان على تركه ولا يشق عليه تركه وهذه المسألة أعني هل الأمر المطلق للوجوب أو للاستحباب ؟ فيها خلاف طويل عريض بين الأصوليين ولكل منهم دليل وأقرب شيء عندي أن يقال ما ظهر فيه التعبد فالأمر فيه للوجوب وما كان من الآداب فالأمر فيه للاستحباب ما لم يدل الدليل على أنه للوجوب هذا أقرب شيء عندي مع أن المسألة فيها أمثلة كثيرة فيها الأمر ولم يقل أحد من العلماء أنه واجب وأمثلة كثيرة فيها أمر وقد اتفق العلماء على أنها واجبة لكن أقرب شيء عندي أن يقال : الأصل في الأمر الوجوب فيما سبيله التعبد والأصل في الأمر الاستحباب فيما سبيله الآداب والتوجيه وما أشبه ذلك طيب إذا قلنا هذا الأصل ثم ورد ما يدل على خلاف الأصل في المسألة الأولى صار الأمر إيش؟ للاستحباب وما يدل على الوجوب في الثانية صار الأمر للوجوب فمثلاً الأكل باليمين من الآداب وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بل قد نهى، أمر ونهى أمر بالأكل باليمين فقال لعمر ابن أبي سلمة : ( يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك ) وورد النهي عن الأكل بالشمال فقال : ( لا يأكل أحدكم بشماله ولا يشرب بشماله ) هذا من الآداب فعلى قاعدتنا نقول : الأصل فيه الاستحباب لكن ورد ما يدل على التحريم على وجوب الأكل باليمين وتحريم الأكل بالشمال فما هو؟ قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ) والشيطان أكفر الكافرين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيمن تشبه بالكفار : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) فمن تشبه بالشيطان فهو من الشياطين وهذا يدل على إيش ؟ على أن النهي عن الأكل بالشمال على إيش؟ التحريم والأمر على الوجوب وأما في العبادات فنقول الأصل في الأمر الوجوب إلا إذا قام دليل على أنه لغير الوجوب فيعمل به، فمثلاً قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول المؤذن ) هذا أمر، وهو عبادة ولا آداب؟ عبادة ، الأصل في هذا أنه للوجوب لكن دل الدليل على أنه ليس للوجوب وذلك حينما علم النبي صلى الله عليه وسلم مالك بن الحويرث ومن معه قال : ( إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبرهم ) أو قال : ( أكثركم قرآناً ) ولم يقل ولتقولوا مثله مع أن المقام مقام بيان وهؤلاء الوفد ربما لا يحضرون إلى المدينة بعد ذلك فلو كانت إجابة المؤذن واجبة لبينها الرسول صلى الله عليه وسلم لدعاء الحاجة إلى بيانها ويستفاد من هذا الحديث، حديث : ( لولا أن أشق على أمتي ) أن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يستقل بالأمر والنهي وجهه: لولا أن أشق على أمتي لأمرت فبين أن الأمر موكول إليه وهذا هو الصحيح أن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يستقل بالأمر لأنه رسول الله فإذا قال قائل : إذا استقل بالأمر فهل نقول هذا وحي أو نقول هذا إقرار من الله وإقرار الله عليه يقتضي أن يكون من شريعتنا الثاني هو المتعين أن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يأمر وينهى استقلالاً ولكن إقرار الله إياه على ذلك يجعل هذا الشيء من شريعة الله عز وجل ، كما قلنا إن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أقر أحداً على قول أو فعل كان ذلك من سنته فإن سنة الرسول قوله وفعله وإقراره
ومن فوائد هذا الحديث تأكد السواك عند الصلاة فإذا قارنا بين هذا وبين ما ورد من تأكيد السواك عند الوضوء عرفنا أن المقصود بذلك هو أن يدخل الإنسان الصلاة وفمه طاهر نظيف لماذا؟ لأنه سوف يتلو كتاب الله كلام الله عز وجل وسوف يناجي الله مناجاة محاورة فالمصلي يقول : ( الحمد لله رب العالمين فيقول الله : حمدني عبدي ) إذا ينبغي أن تدخل في صلاتك وأنت طاهر الفم وهذه المناسبة واضحة جداً ولكن ينبغي لنا أن نعرف أنه لا بد من تطهير السواك وتنظيف السواك تجد بعض الناس يتسوك عند الصلاة ولا بأس لكن متى غسل سواكه؟ يمكن له أسابيع أو أشهر وهو يدخل في المخباة وربما يعرق ويصيب المسواك منه، وربما يكون معه منديل يتمخط بها يتلوث المسواك ومع ذلك آخر عهد له بهذا المسواك إذا فرغ من التسوك عند الصلاة دخله في هذه المخبأة ولا يدري عنه هذا في الحقيقة لا يحصل به المقصود المهم أن تنظف السواك ولهذا لما دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في سياق الموت صلوات الله وسلامه عليه ومد بصره إليه كأنه يريد فسألته عائشة سألت النبي صلى الله عليه وسلم آخذه لك؟ قال : ( نعم ) فأخذته وقضمته وطيبته يعني جعلته صالحاً للتسوك وقضمته يعني قطعت منه ما لا يحصل أن يتسوك به حتى طيبته وأعطته النبي صلى الله عليه وسلم والمهم أنه ينبغي لنا أن نتعاهد سواكنا بالتنظيف وأنت إذا تسوكت في حال الوضوء تحصل فيه النظافة أو لا لأنك ستتسوك عند المضمضة عند غسل الفم بالماء فيحصل بذلك التنظيف نعم.
2 - حدثنا قتيبة بن سعيد وعمرو الناقد وزهير بن حرب قالوا حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم لولا أن أشق على المؤمنين وفي حديث زهير على أمتي لأمرتهم بالسواك ثم كل صلاة أستمع حفظ
هل يقوم مقام السواك معجون الأسنان؟
الشيخ : إي نعم المعجون يقوم مقام السواك وزيادة لأنه ينظف أكثر لكن هل يقوم الأصبع والخرقة مقام السواك ؟ الصحيح أنه يحصل بهم شيء من المقصود هو ليس كالسواك إنما يحصل به بعض المقصود وقد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يتسوك بأصبعه عند الوضوء.
هل السواك واجب؟
الشيخ : أنا قلت هذا يا شيخ ؟
السائل : رجحنا أنه إذا كان للتعبد فهو للجوب
الشيخ : لكن هل أنا قلت يا جماعة أن السواك واجب كيف هذا ؟ ما قلنا هذا الرسول يقول : ( لولا أن أشق لأمرت ) أنا قلت يؤخذ من هذا الحديث أن الأصل في الأمر المطلق الوجوب لكن صريح أن الرسول لم يوجبه ( لولا أن أشق لأمرت ) إذا لم يأمرنا أمر إيجاب لكن أمرنا أمر استحباب.
هل يـتأكد السواك عند احتضار الميت؟
الشيخ : قد يقال هذا قد يقال إنه يتأكد عند احتضار الميت والصواب أن يقال احتضار ليس استحضار، استحضار معناه تذكر الشيء.
حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا بن بشر عن مسعر عن المقدام بن شريح عن أبيه قال ثم سألت عائشة قلت بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته قالت بالسواك.
6 - حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا بن بشر عن مسعر عن المقدام بن شريح عن أبيه قال ثم سألت عائشة قلت بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته قالت بالسواك. أستمع حفظ
وحدثني أبو بكر بن نافع العبدي حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك.
الشيخ : هذا أيضاً مما يتأكد فيه السواك دخول البيت فإذا دخلت بيتك فأول ما تبدأ به أن تتسوك لأن هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم وقاس على ذلك بعض العلماء إذا دخلت المسجد فهل هذا القياس في محله ؟ الجواب لا ليس هذا في محله ووجهه أن دخول المسجد كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينقل عنه أنه إذا دخل المسجد تسوك وإذا وجد سبب الفعل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعله كانت السنة تركه لأن سنة الرسول إما فعل أو ترك هذا السبب وهو دخول المسجد موجود في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يفعله فلا يصح القياس ونظير هذا - أنا أقول لكم الشيء إذا وجد سببه في عهد الرسول ولم يفعله فتركه هو السنة - أن بعض أهل العلم قاس على مخالفة الطريق في العيد مخالفة الطريق في الجمعة وقال: ينبغي للإنسان إذا أتى المسجد للجمعة أن يأتي من طريق ويرجع من طريق آخر قياساً على صلاة العيد فيقال: هذا غير صحيح لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأتي الجمعة وليس يخالف الطريق وتوسع بعضهم فقال يقاس على ذلك :كل من أتى إلى المسجد ولو للصلوات الخمس وزاد على ذلك بعضهم أنه كلما مشى إلى طاعة ولو عيادة مريض فإن السنة أن يخالف الطريق وهذا توسع لا ينبغي.
7 - وحدثني أبو بكر بن نافع العبدي حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك. أستمع حفظ
إذا صلى الإنسان نوافل كثيرة فهل يكتفي بالسواك في الركعتين الأوليين أم يسن له الاستياك مع كل ركعتين؟
الشيخ : هذا سؤال جيد يقول إذا كان الإنسان يريد أن يصلي عدة ركعات هل كلما سلم من ثنتين تسوك أو يكفي الأول؟ الظاهر أنه يكفي الأول، لأن حديث ابن عباس في تسوك الرسول صلى الله عليه وسلم حين بات عنده عبد الله بن عباس لم يذكر فيه إلا مرة واحدة اللهم إلا أن يتغير فمه إن تغير فمه فليعد السواك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( السواك مطهرة للفم ) وبعض الناس يكون عنده شيء من التغير في فمه إذا سكت كثيراً فلا بد أن يتغير فمه.
8 - إذا صلى الإنسان نوافل كثيرة فهل يكتفي بالسواك في الركعتين الأوليين أم يسن له الاستياك مع كل ركعتين؟ أستمع حفظ
هل يستاك باليد اليمنى أم اليسرى؟
الشيخ : هذا سؤال معناه في أي اليدين أتسوك؟ هل باليد اليمنى أو باليد اليسرى ؟ فقيل إنك تتسوك باليد اليسرى، لأن السواك مطهرة والتطهير يكون باليسرى بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستجمر باليسرى ويستنجي باليسرى فالأولى أن تتسوك باليسرى وقال بعضهم : الأولى أن تتسوك باليمنى لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه التيامن في كل شأنه وفصل بعضهم فقال : إن تسوك تطهيراً للفم فباليسرى وإن تسوك فعلاً للسنة فباليمنى وهذا التفصيل لا بأس به لكننا لا نجزم به لأن المسألة ليس فيها سنة معينة إنما هو استحسان والأمر في هذا واسع سواء باليمين أو باليسار ولكن بأي الشقين تبدأ بالفم ؟ بالأيمن هذا هو الذي يدخل في قول عائشة : ( وفي شأنه كله ) وهل تستاك طولاً أو عرضاً ؟ إن قلت عرضاً أخطأت وإن قلت طولاً أخطأت إيش التفصيل؟ الأسنان العليا عرضاً والسفلى طولاً ليش؟ هو في الواقع طولاً بالنسبة للفم وعرضاً بالنسبة للأسنان فلا بد من هذا التفصيل عرضاً بالنسبة للأسنان وطولاً بالنسبة للفم تستاك باليمين إلى اليسار هذا طول الفم وبالنسبة للأسنان عرض نعم لو فرضنا أنه فيه تراكم أوساخ يعني أحياناً يكون تراكم أوساخ بين الأسنان فهنا قد يكون الطول أبلغ في الإنقاء فتستاك طولاً وعرضاً. الفرشة في الطول وفي العرض أقول الفرشة أظنها في الطول وفي العرض نحن نستعملها في الطول وفي العرض وأيضاً في بطون الأضراس.
هل السواك في غير أوقات التأكد لايكون سنة؟
الشيخ : لا سنة غير مؤكدة يعني مثل النفل المطلق والراتب إي نعم.
حدثنا يحيى بن حدثنا حماد بن زيد عن غيلان وهو بن جرير المعولي عن أبي بردة عن أبي موسى قال ثم دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وطرف السواك على لسانه.
11 - حدثنا يحيى بن حدثنا حماد بن زيد عن غيلان وهو بن جرير المعولي عن أبي بردة عن أبي موسى قال ثم دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وطرف السواك على لسانه. أستمع حفظ
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا هشيم عن حصين عن أبي وائل عن حذيفة قال ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام ليتهجد يشوص فاه بالسواك.
12 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا هشيم عن حصين عن أبي وائل عن حذيفة قال ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام ليتهجد يشوص فاه بالسواك. أستمع حفظ
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي وأبو معاوية عن الأعمش كلاهما عن أبي وائل عن حذيفة قال ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل بمثله ولم يقولوا ليتهجد.
الشيخ : في حديث أبي موسى قال : ( دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وطرف السواك على لسانه ) فيه بيان موضع التسوك هل هو الأسنان فقط ؟ أو الأسنان واللسان ؟ نقول هو الأسنان واللسان وكذلك اللثة تبعاً للأسنان فيكون موضع التسوك ثلاثة اللثة والأسنان ومنها الأضراس والثالث اللسان لكن قال العلماء لا ينبغي أن يدلك دلكا قويا بالنسبة للسان وذلك لأن اللسان مثل السفنجة فإذا دلكه دلكا قويا فربما يتجرح أو تضعف هذه الإسفنجة ويتأثر أما الأسنان فلا بأس أن يدلكها دلكاً قوياً ولهذا قال : ( إذا قام يتهجد يشوص فاه بالسواك ) يشوص بمعنى يدلك فاه بالسواك.
13 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي وأبو معاوية عن الأعمش كلاهما عن أبي وائل عن حذيفة قال ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل بمثله ولم يقولوا ليتهجد. أستمع حفظ
سؤال عن كيفية السواك؟
الشيخ : إي نعم حتى في داخل الأسنان لكن أرى وهو رأي لا سنة أرى أنه إذا كان بحضرة الناس فلا ينبغي أن يتسوك من داخل الأسنان لأنه سوف يفتح فاه فتحاً عظيماً وهذا ربما يتقزز الناس منه وكذلك بالنسبة للسان يعني ليس لازم إذا تسوك الإنسان تطلع اللسان تسوك وهو من داخل.
السائل : ...
الشيخ : وين شفت ؟ وين عندك. فيه ... عندك.
السائل : ...
الشيخ : خليها بعدين تعديناها الآن.
هل يكره السواك للصائم؟
الشيخ : إي نعم هذا أيضاً من الأسئلة المهمة هل السواك في كل وقت ؟ نقول نعم في كل وقت للصائم والمفطر فإذا قال قائل : إنه يكره للصائم بعد الزوال قلنا ما الدليل؟ وإذا قلنا باستحباب السواك للصائم بعد الزوال وطالبنا بالدليل قلنا له: الدليل عدم الدليل أين الدليل من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ) إلا للصائم بعد الزوال وفي حديث عمرو بن ربيعة الذي أخرجه البخاري تعليقاً قال : ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ما لا أحصي يتسوك وهو صائم ) فالصواب أنه لا يفطر وأما من كرهه مستدلاً بقوله صلى الله عليه وسلم : ( خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) وقال إنه إذا تسوك زال الخلوف لأن الخولف تغير رائحة الفم من أجل خلو المعدة من الطعام فيقال هذا لا يدل على كراهة السواك لأن أحاديث السواك أعم من هذا ولكن الرسول ذكر ذلك للترغيب في الصوم وبيان أن هذه الرائحة التي تكون مكروهة في مشام الناس ليست مكروهة عند الله عز وجل.
جاء في حديث عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ يالسواد ذا دخل بيته فهل كان يفعل ذلك تجملا لأهله أو ذلك لحكمة بالغة؟
الشيخ : نعم هو من الحكمة يعني من الحكم أن الإنسان يدخل على أهله وفمه طاهر لأنه ربما يريد يتكلم معهم وإن كان زوجته فربما يقبلها مثلاً فكان دخوله على وجه الطهارة أحسن.
16 - جاء في حديث عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يبدأ يالسواد ذا دخل بيته فهل كان يفعل ذلك تجملا لأهله أو ذلك لحكمة بالغة؟ أستمع حفظ
حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن منصور وحصين والأعمش عن أبي وائل عن حذيفة ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك.
الشيخ : إذاً الآن هذه الأحاديث في السواك بعد النوم كلها في القيام من نوم الليل وفي بعضها تقييد إذا قام ليتهجد وعلى هذه الرواية يكون الحكمة من التسوك هو القيام من النوم وإرادة الصلاة فهل يقاس على ذلك نوم النهار ؟ الجواب قال العلماء إنه يقاس على ذلك ولكن يرد على هذا القياس ما ذكرناه آنفاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينام من النهار ولم ينقل عنه أنه يتسوك لكن أجيب عن ذلك بأن قيل يتسوك بعد القيام من نوم النهار لأجل تغير رائحة الفم ويؤخذ هذا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( السواك مطهرة للفم ) فإذا قام من النوم ولو في النهار فإنه يجد فمه متغيراً فيحتاج إلى تنظيف وتطهير نعم.
17 - حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن منصور وحصين والأعمش عن أبي وائل عن حذيفة ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك. أستمع حفظ
حدثنا عبد بن حميد حدثنا أبو نعيم حدثنا إسماعيل بن مسلم حدثنا أبو المتوكل أن بن عباس حدثه أنه ثم بات ثم النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل فخرج فنظر في السماء ثم تلا هذه الآية في آل عمران إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار حتى بلغ فقنا عذاب النار ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ ثم قام فصلى ثم اضطجع ثم قام فخرج فنظر إلى السماء فتلا هذه الآية ثم رجع فتسوك فتوضأ ثم قام فصلى.
الشيخ : فعل ذلك صلى الله عليه وسلم ليجمع بين النظر في آيات الله الكونية والنظر في آيات الله الشرعية خرج في آخر الليل ولا شك أن آخر الليل ليس كأوله في كل شيء لا في برودة الجو ولا في اختلاف النجوم ولا في غير ذلك فتلا هذه الآية : (( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب )) ففي إيجاد السماوات والأرض آيات وفي اختلاف الليل والنهار طولاً وقصراً وحرارةً وبرودةً وخوفاً وأمناً وشدةً ورخاءً وعزاً وذلاً وملكاً وخلعاً وغير ذلك من أنواع الاختلاف كل ذلك فيه آيات تدل على عظمة الرب عز وجل وأن له الملك المطلق والتدبير المطلق: (( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير ))
من الاختلاف أنك في أيام الشتاء تنام في أدفأ ما يكون في القبو وعليك الأغطية وفي الصيف تنام في أرفع ما يكون وليس عليك أغطية هذا من الاختلاف تقول كيف سبحان الله قبل ست أشهر وأنا لا أستطيع أن أصعد إلى السطح في مثل هذه الساعة والآن لا أستريح في النوم إلا إذا كنت في هذا السطح هذا من اختلاف الليل والنهار الذي فيه آيات لأولي الألباب ذوي العقول (( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم )) وهذه أحوال الإنسانم إما قائم أو قاعد أو على جنب وعلى هذا يكون هؤلاء الألبا يذكرون الله على كل حال ومع ذكرهم ((يتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً )) نعم ما خلق الله هذا باطلا سماوات أرض نجوم شمس بشر رسل جهاد إلى غير ذلك هل هذا باطل هل خلقها الله باطلا ؟ كلا لو كان باطلاً لكان عبثاً ولانتفت حكمة الله عز وجل وقد قال الله تعالى : (( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق )) (( سبحانك )) أي تنزيها لك أن تخلقها باطلاً (( فقنا عذاب النار )) الفاء هذه للسببية وعلى هذا فيكون ما سبق من وصف الله تعالى بذلك من باب التوسل والتوسل إلى الله بأفعاله وربوبيته من أسباب إجابة الدعاء (( فقنا عذاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار )) وصدقوا من أدخله الله النار فقد أذله وخذله ولن يجد ناصراً ولهذا قال: (( وما للظالمين من أنصار )) إشارة إلى أن من أدخله الله النار فإن الله لم يظلمه ولكن هو الذي ظلم نفسه
(( ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا )) والمنادي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى الأمة إلى يوم القيامة أن آمنوا بربكم فآمنا (( ربنا فاغفر لنا ذنوبنا )) الفاء هذه للسببية تدل على أن الإيمان وسيلة للمغفرة والتوسل إلى الله تعالى بالإيمان والعمل الصالح من الأمور المشروعة، نعم (( ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك )) أي على أيديهم من الثواب الجزيل العاجل والآجل ولا تخزنا يوم القيامة كما أخزيت من؟ أصحاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته (( إنك لا تخلف الميعاد )) والثمرة: (( فاستجاب لهم ربهم )) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ كل العشر الآيات لكن في الحديث الذي معنا يقول : ( تلا هذه الآية في آل عمران حتى بلغ فقنا عذاب النار ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ ثم قام فصلى ثم اضطجع ثم قام فخرج فنظر إلى السماء فتلا هذه الآية ثم رجع فتسوك فتوضأ ثم قام فصلى ) فهذا الحديث يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعني فعل هذا عدة مرات.
سبق لنا في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخرج وينظر إلى السماء ليتفكر فيها فيستفاد منه أن من السنة أن ينظر الإنسان إلى السماء كما أن الله حث على ذلك في قوله : (( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج )) وهذه سبحان الله إذا كان الإنسان في مكان بعيد عن الكهرباء ثم نظر إلى السماء ليلا يزداد إيمانه بالله عز وجل وما فيها من العجائب من الكواكب والنجوم فهو من التفكر في خلق السماوات والأرض.
18 - حدثنا عبد بن حميد حدثنا أبو نعيم حدثنا إسماعيل بن مسلم حدثنا أبو المتوكل أن بن عباس حدثه أنه ثم بات ثم النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل فخرج فنظر في السماء ثم تلا هذه الآية في آل عمران إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار حتى بلغ فقنا عذاب النار ثم رجع إلى البيت فتسوك وتوضأ ثم قام فصلى ثم اضطجع ثم قام فخرج فنظر إلى السماء فتلا هذه الآية ثم رجع فتسوك فتوضأ ثم قام فصلى. أستمع حفظ
باب خصال الفطرة.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب الطهارة :
باب خصال الفطرة
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب جميعا عن سفيان قال أبو بكر حدثنا بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم الفطرة خمس أو خمس من الفطرة الختان والاستحداد وتقليم الأظفار ونتف الإبط وقص الشارب.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
باب خصال الفطرة
يذكر العلماء رحمهم لله خصال الفطرة والسواك وما يتعلق بهذا في كتاب الطهارة لأنها تنظيف هذه الخصال كلها تنظيف فكان من المناسب أن تذكر في هذا الموضع يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الفطرة خمس ) أو ( خمس من الفطرة ) وبينهما فرق إذا قيل (الفطرة خمس) فهذا دليل على الحصر وإذا قيل (خمس من الفطرة) فهذا لا يدل على الحصر يدل على أن هناك خمسة من الفطرة وهناك أشياء لم تذكر والشك هنا من الراوي ولكن هناك أشياء من الفطرة غير هذه الخمس ربما تذكر إن شاء الله ومعنى الفطرة الشيء الذي فطر الناس عليه من أصل الخلقة وإنما كانت هذه من الفطرة لأن كل ذي فطرة سليمة يستحسنها ويرى أنها مصلحة وخير أولاً يقول : ( الختان ) الختان وهو ما يعرف عندنا بالطهارة أو التطهير أو ما أشبه ذلك وهو عبارة عن قطع القلفة وهي جلدة تغطي حشفة الذكر وقطع جلدة في فرج الأنثى معروفة عند الخاتنات وإنما كان ذلك من الفطرة بالنسبة للرجل، لأن الختان يمنع احتقان البول بين الحشفة والقلفة وهذا تطهير لا شك أما بالنسبة للمرأة فقد قيل إنه يحد من شهوتها حتى لا تسيطر الشهوة عندها على العقل والدين فيحصل بذلك الشر وأما الثاني ( الاستحداد ) مأخوذ من الحديدة وهو حلق شعر العانة والعانة هي الشعر الخشن الذي ينبت حول القبل من رجل أو امرأة هذا من الفطرة لأنه لو أبقي وطال فإنه يتلوث بالبول ولاسيما بالنسبة للمرأة فتحصل بذلك النجاسة وذكروا أيضا أن من فوائد الاستحداد أنه يقوي المثانة التي هي مجمع البول ولهذا جاء الحديث بالاستحداد وفي الإبط بالنتف لأن النتف يضعف أصول الشعر وهذا بالعكس يقويه ( وتقليم الأظفار ) يعني قصها بالقلامة والقلامة هي عبارة عن سكين صغيرة تصلح بها الأقلام وكانت معروفة بالأول كنا بالأول نأخذ عيدان العصفر ثم نبراها بهذه المقلمة لتكون صالحة للكتابة يكتب بها أما الآن والحمد لله تغير الوضع تغيرا ًكبيراً الأظفار جمع ظفر وهو معروف في اليدين وفي الرجلين وخلقه من الحكمة العظيمة البالغة لأنه يحفظ رؤوس الأصابع من الكدمات والصدمات ويقويها ويحتاج الإنسان إليه أحياناً فلهذا خلقه الله عز وجل في هذه الأطراف الرابع ( نتف الأبط ) أو الإبط يعني نتف الشعر لأن هذا المكان منبت للشعر فإذا نبت فيه الشعر وكثر اجتمعت أوساخ العرق في هذا الشعر وصار له رائحة منتنة كريهة فكانت الفطرة تقتضي أن يزال ولكن كيف إزالته يزال بالنتف لأن النتف يضعف أصوله حتى لا يبقى مع طول المدة حتى لا يبقى فيه شعرة
وأما الخامس فقال : ( قص الشارب ) من الفطرة والشارب هو الشعر النابت فوق الشفة العليا وقصه من الفطرة لأنه تنظيف لو كثر لكان عرضة للأذى والقذر لأنه يختلف به الأذى الخارج من الأنف ثم إذا كان كثيرا تدلى في كأس الشراب وما أشبه ذلك وصار منظراً بشعاً مكروهاً فكان من الفطرة أن يقص
وقوله : ( قص الشارب ) ولم يقل حلق لأن الشارب لا يحلق وإنما يقص لأن بقاءه غير محلوقاً أجمل ولذلك نرى الذين يحلقونه يكون فيه شيء من التشويه حتى إن الإمام مالكاً رحمه الله قال : " أرى أن يؤدب فاعله " لأنه يوجب أن يظهر الإنسان بمظهر قبيح فهذه خمس من الفطرة كل الفطر السليمة تستحسنها وتميل إليها، ولكن لننظر هل هي واجبة كلها أو لا؟ من العلماء من يرى أنها ليست واجبة كلها إنما هي من الآداب والفطرة ومنهم من يرى أن يعضها واجب وبعضها غير واجب ومنهم من يرى أن جميعها واجب، لأن الفطرة يجب الرجوع إليها وسيأتي إن شاء الله أن الرسول وقت ألا تترك فوق أربعين والذي يترجح عندنا وهو ترجح ليس بذاك الراجح القوي أن الواجب منها هو الختان للرجل خاصة وليس واجباً على النساء وفي المسألة ثلاثة أقوال الأول الوجوب على الجميع والثاني الاستحباب للجميع ، والثالث التفصيل وهو الوجوب في حق الرجال والاستحباب في حق النساء وهذا هو الأرجح أما الاستحداد وهو حلق العانة فالذي يظهر لي أنه على سبيل الاستحباب ما لم يحصل أذية به فإن حصل به أذية وجب إزالة الأذى.