تتمة فوائد حديث : ( ... عن قبيصة بن مخارق الهلالي قال تحملت حمالة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها فقال أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها قال ثم قال يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوى الحجا من قومه لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحتا يأكلها صاحبها سحتا )
الشيخ : يعني حتى يصيب ما يكفيه والثالث : ورجل أصابته فاقة أي حاجة وكان معروفاً بالغنى، فتحل له المسألة، لكن يقول : حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجا من قومه لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش. يعني هذا رجل معروف بالغنى، فأصيب بفقر أو حاجة ، فلا بد من شهود ثلاثة، من أصحاب العقل والمعرفة والدراية من قومه أي من قبيلة يشهدون بأن فلان أصابته جائحة فتحل له مسألة حتى أصيب قواماً من عيش أو سداداً من عيش وما سوى ذلك فإنه من المسألة فما سواه من المسألة يا قبيصة سحتاً يأكلها صاحبها سحتاً يعني تكون حراماً عليه فدل ذلك على فوائد منها أنه يجوز صرف الزكاة بصنف واحد ، وأصناف الزكاة ثمانية : الفقراء ، والمساكين، والعاملون عليها ، والمؤلفة قلوبهم في الرقاب، والغارمين في سبيل الله وابن السبيل وجه الدلالة : قول النبي صلى الله عليه وسلم أقم حتى تأتينا الصدقة ، فأمر لك بها، ولم يقل نأمل لك منها. من فوائده : أنه يجوز إعطاء الفقير شيئاً كثيراً لأن الصدقة التي تأتي للرسول عليه الصلاة والسلام ليست شاةً أو بعيراً، بل هي عجلٌ كبير. لكن إما أن يأتي للرسول صلى الله عليه وسلم جملة واحدة، وإما أن تأتي متفرقة، فهل نقول إننا نعطي هذا الفقير حتى يصبح غنياً ويقال إنه غني، أو نعطي الفقير بمقدار حاجته الفقهاء رحمهم الله يقولون : يعطى الفقير ما يكفيه لسنة فقط، ليس يعطي ما يكون به غنياً ، لأن هذا يستهلك مالاً كثيراً يُحرم به غيره من الفقراء المحتاجين ، فيعطى ما يكفيه سنة، وإنما قيدوه بسنة لأن الغالب أنه إذا درات السنة بدأت أموال الزكاة تتدفق على الفقراء ، لاسيما إذا كان غالب الأغنياء مقيدون ذلك برمضان مثلا ، فيعطى إلا وقد حلت زكاةٌ أخرى ، فيعطى منها. ومن فوائده الحديث : جواز حبس الفقير ووعده لانتظار الصدقة، لقوله أقم عندنا ، ولم يقل اذهب وإذا جاء وقت الصدقة فأتِ، بل إذا بقي يشاهده من يبذل الصداقة فهو أحسن ، حتى إذا توفرت عنده أعطاه. ومن فوائده هذا الحديث : أن من البينات ما يحتاج إلى ثلاثة ِرجال وذلك فيما إذا أصاب الغنيّ إيش؟ فاقة أو حاجة : فلا بد من ثلاثة رجال ونصاب الشهور ، وإما أربعة رجال ، وإما ثلاثة رجال و إما رجلان وإما رجلٌ وامرأتان وإما رجل ويمين مدعي. إما أربعة رجال وذلك في الزكاة ، كما قال الله تعالى : (( والذين يرمون أزواجهن ولم يكن لهم شهداء إلا انفسهم ))، (( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلده )). ثلاثة رجال : ماهي؟ هذه المسألة ، رجل أصابته فاقة فلا بد أن يشهد ثلاثة من قومه أنه أصيب بهذه الفاقة ثم يعطي ما يكفيه . ورجلان في بقية الحدود وما عدا الزنا واللواط وملحق بالزنا. رجل وامرأتان : في المال وما يقصد به المال ، رجل ويمين المدعي كذلك في المال ، امرأة واحدة : فيما لا يطلع عليه إلا النساء ، كالرضاع واستهلال الجنين إذا سقط وما أشبه ذلك مما لا يطلع عليه إلا النساء . ومن ذلك : مجمع النساء في العرس فإنه لا يطلع عليه إلا النساء وألحق بعض العلماء ألحقوا الرجل بذلك ، وقالوا : إذا قبلت شهادة المرأة في هذا ، فشهادة الرجل من باب أولى وعليه فنقول : إنه تقبل الشهادة الرجل الواحد فيما لا يحضره إلا النساء غالباً وهذا الأخير يحتاج إلى بحث، وتحرير، نعم. أما الذي معنا فهو ما تحدثنا عنه حديث عمر من أنه يجب قبول الهدية، وذكرنا أن ذلك مشروط بما إذا لم إيش؟ إذا لم يخش الأنسان على نفسه ضرراً بمنة أو أشبه ذلك. طيب ، فإن علمنا أن هذا المهدي إنما أهدى حياء، فإن قبوله حرام لأن هذا كالمكره على الإهداء ،نعم.
بالنسبة للأول الذي تحمل حمالة هل يشترط أن يكون فقيرا ؟
القارئ : يا شيخ أحسن الله إليك بالنسبة للأول الذي تحمل الذي تحمل حمالة هل يشترط أن يكون فقيرا؟ الشيخ : أي نعم الظاهر أنه يشترط لقوله : ( حتى يصيبه ثم يمسك ) وكذلك إذا تحمل حمالة بنية الرجوع فيرجع على بيت المال أو ما أشبه ذلك نعم. السائل : شيخ الاسلام ذكر أن الرجل إذا أعطى عطاء فله أن يرده ذكر أن هذا في محل إجماع واستشهد بقصة حكيم بن حزام مع عمر رضي الله عنه فهل هذا أبيك ... . الشيخ : نعم .
وحدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي عمر بن الخطاب رضي الله عنه العطاء فيقول له عمر أعطه يا رسول الله أفقر إليه مني فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خذه فتموله أو تصدق به وما جاءك من هذا المال و أنت مشرف ولا سائل فخذه ومالا فلا تتبعه نفسك قال سالم فمن أجل ذلك كان ابن عمر لا يسأل أحدا شيئا ولا يرد شيئا أعطيه
القارئ : وحدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي عمر بن الخطاب رضي الله عنه العطاء فيقول له عمر : أعطه يا رسول الله أفقر إليه مني فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذه فتموله أو تصدق به وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه ومالا فلا تتبعه نفسك. قال سالم : فمن أجل ذلك كان ابن عمر لا يسأل أحدا شيئا ولا يرد شيئا أعطيه ). الشيخ : امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث ما جاء من هذا المال وأنت غير مصرف ولا سائل فخذه فكان لا يسأل شيئا ولا يرد شيئا رضي الله عنه لأن هذا هو مقتضى الحديث الذي رواه أبوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم نعم.
وحدثني أبو الطاهر أخبرنا بن وهب قال عمرو وحدثني بن شهاب بمثل ذلك عن السائب بن يزيد عن عبد الله بن السعدي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
القارئ : وحدثني أبو الطاهر أخبرنا بن وهب قال عمرو وحدثني بن شهاب بمثل ذلك عن السائب بن يزيد عن عبد الله بن السعدي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن بكير عن بسر بن سعيد عن ابن الساعدي المالكي أنه قال استعملني عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الصدقة فلما فرغت منها وأديتها إليه أمر لي بعمالة فقلت إنما عملت لله وأجري على الله فقال خذ ما أعطيت فإني عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعملني فقلت مثل قولك فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن بكير عن بسر بن سعيد عن ابن الساعدي المالكي أنه قال : ( استعملني عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الصدقة فلما فرغت منها وأديتها إليه أمر لي بعمالة فقلت : إنما عملت لله وأجري على الله فقال خذ ما أعطيت فإني عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعملني فقلت مثل قولك فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق ).
فوائد حديث : ( ... عن ابن الساعدي المالكي أنه قال استعملني عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الصدقة فلما فرغت منها وأديتها إليه أمر لي بعمالة فقلت إنما عملت لله وأجري على الله فقال خذ ما أعطيت فإني عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعملني فقلت مثل قولك فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق ) .
الشيخ : في هذا الدليل على أن إنسان أذا نوى في عمله الدار الآخرة وأثيب على ذلك بشيء من الدنيا فلا حرج عليه أن يأخذ ولا يبطل أجره بهذا، لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قال له : إنما عملت لله واجري على الله ،قال : خذ خذ ما أعطيت بخلاف الإنسان الذي لا يعمل أولاً إلا لأجل الدنيا فهذا لا يثاب ، أما من عمل لله ثم اعطي فان ذلك لا ينقص أجره شيئا . القارئ : وحدثني هارون نعم . السائل : ... . الشيخ : السائل نعم .
وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن وعثمان عن بسر بن سعيد عن بن السعدي أنه قال استعملني عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الصدقة بمثل حديث الليث
القارئ : وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن بن الأشج عن بسر بن سعيد عن بن السعدي أنه قال : ( إستعملني عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الصدقة ) بمثل حديث الليث.
من عمل عملا من أجل الدنيا و لكن عمله وفق الشرع هل يؤجر عليه ؟
السائل : فلو عمل من أجل الأجر ولكنه أتى به موافقاً لشرع هل يؤجر على هذا العمل ؟ الشيخ : لكن أصل عمله. السائل : يأخذ عليها أجر . الشيخ : فرق بين إنسان يعمل عمل لأجل الدنيا وبين شخص آخر يعمل لله عز وجل ولكنه يلاحظ في قلبه أنه أراد الدنيا هذا له من أجر بحسب نيته نعم .
السائل : هل تقبل شهادة الأطفال فيما يقع بينهم ؟ الشيخ : إيش ؟ السائل : إيش؟ الأطفال فيما بينهم ؟ الشيخ : هذه مختلف فيها قيل أنها لا تقبل وقيل لأنها لا تقبل مطلقا وقيل : تقبل في إذا كان شهادته في نفس الوقت حتى لا يلقنوه فيما بعد أو ينسوا .نعم.
السائل : أحسن الله إليك ذكر رحمة الله رأي العلماء في هدية السلطان نعم فما هذا الصحيح فيها يا شيخ؟ لأن أحمد هجر ابنه صالح وهو قبل هدية السلطان . الشيخ : الصحيح أن هدية السلطان مقبولة إلا إذا علمنا أنه يسرق الناس أموالهم فهذه الورع تركها . أما إذا لم نعلم فإنها تقبل نعم .
حدثنا زهير بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلع به النبي صلى الله عليه وسلم قال قلب الشيخ شاب على حب اثنتين حب العيش والمال
القارئ : حدثنا زهير بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلع به النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( قلب الشيخ شاب على حب اثنتين حب العيش والمال ).
فوائد حديث : ( ... عن أبي هريرة يبلع به النبي صلى الله عليه وسلم قال قلب الشيخ شاب على حب اثنتين حب العيش والمال )
الشيخ : هذا صحيح الإنسان يشيب ، ويشب معه هذان الأمران حب العيش وحب المال . حب العيش : يعني حب أن يبقى ويعيش طويلاً والثانية حب المال، وغالباً الشباب لا يهتم هذا الاهتمام بطول البقاء ولا بكثرة المال، لكن كلما شاب الإنسان شاب معه الأمل وحب المال يعني معنى أنه يحب أن يعيش طويلاً، ولكن الإنسان الذي يعرف قدر الدنيا لا يهمه ، لأنه ينتقل من الدنيا إلى ما هو خير منها ، إذا كان مؤمناً إلى ما هو أفضل فهو ينتقل من النوم إلى اليقظة، ومن كدر وتنغيص وبلاء إلى راحة وطمأنينة ونعيم ، نعم .
وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلب الشيخ شاب على حب اثنتين طول الحياة وحب المال
القارئ : وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( قلب الشيخ شاب على حب اثنتين طول الحياة وحب المال ).
وحدثني يحيى بن يحيى وسعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد كلهم عن أبي عوانة قال يحيى أخبرنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يهرم بن آدم وتشب منه اثنتان الحرص على المال والحرص على العمر
القارئ : وحدثني يحيى بن يحيى وسعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد كلهم عن أبي عوانة قال يحيى أخبرنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يهرم بن آدم وتشب منه اثنتان الحرص على المال والحرص على العمر ).
حدثنا يحيى بن يحيى وسعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى وسعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ).
فوائد حديث : ( ... عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب )
الشيخ : هذا الأمر هو الواقع أو هذا الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم هو الواقع أن الإنسان يتمنى أن يطلع ماله ، لو كان له واديان من مال لا تبغى إليهما ثالث لكنه لا يملئ جوف ابن آدم إلا التراب معناه أنه لا يملأه إلا إذا دفن في قبره ، ولن ولا يزال طامع البطن ما دام في الحياه يطلب الزيادة ، ويتوب الله على من تاب ، يعني أن من تاب من الشح والبخل بالمال وطلب المال فإن الله تعالى يتوب عليه، والتوبة هي الرجوع من معصيه الله تعالى إلى طاعته وهي واجبة على الفور من كل ذنب فعله الإنسان، فإن كان محرماً فالتوبة منها أن يتخلص منها، و إن كان واجباً فالتوبة من تركه أن يأتي به أو ببدله ، أن إذا كان له بدل، وهذه الجملة يتوب الله على من تاب مأخوذة من قول الله تبارك وتعالى : (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمه الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )) نعم .
وحدثنا بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فلا أدري أشيء أنزل أم شيء كان يقوله بمثل حديث أبي عوانة
القارئ : وحدثنا بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فلا أدري أشيء أنزل أم شيء كان يقوله ) بمثل حديث أبي عوانة.
وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لو كان لابن آدم واد من ذهب أحب أن له واديا آخر ولن يملأ فاه إلا التراب والله يتوب على من تاب
القارئ : وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لو كان لابن آدم واد من ذهب أحب أن له واديا آخر ولن يملأ فاه إلا التراب والله يتوب على من تاب ).
وحدثني زهير بن حرب وهارون بن عبد الله قالا حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج قال سمعت عطاء يقول سمعت ابن عباس يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أن لابن آدم ملء واد مالا لأحب أن يكون إليه مثله ولا يملأ نفس بن آدم إلا التراب والله يتوب على من تاب قال ابن عباس فلا أدري أمن القرآن هو أم لا وفي رواية زهير قال فلا أدري أمن القرآن لم يذكر ابن عباس
القارئ : وحدثني زهير بن حرب وهارون بن عبد الله قالا حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج قال سمعت عطاء يقول سمعت ابن عباس يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لو أن لابن آدم ملء واد مالا لأحب أن يكون إليه مثله ولا يملأ نفس بن آدم إلا التراب والله يتوب على من تاب ). قال ابن عباس : ( فلا أدري أمن القرآن هو أم لا ) وفي رواية زهير قال : ( فلا أدري أمن القرآن ) لم يذكر ابن عباس.
حدثني سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن داود عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه قال بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرؤوا القرآن فقال أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني قد حفظت منها لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة
القارئ : حدثني سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن داود عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه قال : ( بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرؤوا القرآن فقال أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني قد حفظت منها لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة ).
فوائد حديث : ( ... قال بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرؤوا القرآن فقال أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني قد حفظت منها لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة ) .
الشيخ : هذا الحديث فيه فوائد منها : شهادة أبو موسى رضي الله عنه لهؤلاء القراء أنهم خيار أهل البصرة، وهذا معقول من قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( خيركم من تعلم القران وعلمه ) ومنها أنه أمرهم بتلاوته وقال : ( فاتلوه ) ، والمراد التلاوة اللفظية والتلاوة المعنوية . أما التلاوة اللفظية : فقراءته . وأما التلاوة المعنوية : فاتباعه والإنسان مأموراً بهذا وهذا . وهو معنى قوله تعالى : (( الذين أتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به )) . ومنها من فوائده : أن طول الأمد في عدم تلاوة القران يؤدي الى قسوة القلب لقوله : ( ولا يطولنّ عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ) . وقد أخذ هذا المعنى من ابن عبد القوي رحمه الله في قوله : " وحافظ على درس القران فإنه يلين قلباً قاسياً مثل جلمدي "، فالإكثار من قراءة القران تلين القلب ، لكن لمن يقرؤه بتدبر ، وتمهل والتعرف للمعنى ومنها أن هذه الكلمات لو كان لابن آدم وادي أو واديان من المال لبتغى لهما ثالثاً ، كانت قراءة تتلى بما أنزل من القرآن ولكنها نسخت من القران ولكنها بقيت من السنة فصارت الآن من الأحاديث لا من القرآن ، وكذلك الآية الثانية يقول : (( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون )) هذه موجودة ثابتة بالقرآن لكن فتكتب شهادة فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة هذه نسخت والله تعالى يمحو ما يشاء ويثبت نعم .
السائل : هل يلام الذي لا يختم القرآن في الشهر أو الشهرين ؟ الشيخ : والله قد يذم خصوصاً إذا كان الله قد من عليه بحفظه لكنه لا يقال إنه هجر القرآن لأن المسلم يقرأ القرآن كل يوم يقرأه في الصلاة الفاتحة كذلك ما تيسر من السور نعم .
هل صحيح أنه لا يجوز رد الفقير مع القدرة على إعطائه ؟
السائل : هل صحيح أنه لا يجوز رد الفقير مع القدرة على إعطائه ؟ الشيخ : ما هو صحيح ، القول هذا ما هو صحيح ولا دليل في الحديث عليه لأن المراد عن المنع منع ما يجب بذله ومتى يجب له الشروط نعم .
حدثنا زهير بن حرب وابن نمير قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس
القارئ : حدثنا زهير بن حرب وابن نمير قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس ).
فوائد حديث : ( ... عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس )
الشيخ : صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام كم من إنسان ليس عنده إلا مال قليل ولكنه قلبه غني لا يفتنه المال ولا يهتم به وكم من إنسان عنده أموال كثيرة لكنه كالفقير كالذي يأكل ولا يشبع ، ولكن بالنسبة للظاهر لنا الذي ليس عنده مال هو فقير وإن كان قلبه غنياً ولهذا نعطيه من الزكاة إلا إذا علمنا أنه لا يقبل الزكاة وهذا يقع من بعض الناس يرحم هذا الفقير المعين فيعطيه من الزكاة وهو لا يقبلها لكن يخفى عنه ، ويعطيه على أنها هدية ، أو صدقة أو هبة أو ما أشبه ذلك . وهذا لا يجوز ولهذا نقول : إذا علم الإنسان أن هذا الفقير لا يقبل الزكاة وأعطاه إياها بدون علمه فإنها لا تقبل منه لماذا ؟ لأن هذا الفقير لو علم أنها زكاة ما قبل أن تدخل في ملكه فيكون دخلت في ملكة بغير إرادته وهذا حرام ، فإن قال قائل فهل الأفضل إني اذا أردت أن أعطي أحداً أن أقول له هل أنت محتاج ؟ فنقول : لا ما دام يغلب على ظنك أنه أهل لذلك . فأعطه والأمر والحمد لله واسع حتى لو تبين فيما بعد أنه ليس بأهل فإنها مقبولة ، كما مر عليك . اللهم الا إذا كنا في عصر يغلب على ظننا أن بعض الناس يسأل المال تكثراً ، فهنا لا بأس أن نسأل ونقول هل تحل لك الزكاة ، لأن الناس فسدوا ، فصار بعضهم ليس له هم إلا أن يحصل على المال سواءً بحق أو بغير حق ، وإلا فما دام الناس على الهدى المستقيم ، فإنه لا يحتاج إلى السؤال ، بل متى غلب على ظنك أنه من أهل الزكاة فأده فأد الزكاة اليه ولا تسأل نعم .
هل أخذ المنح من البلدية يدخل في أخذ المال بإشراف نفس ؟
السائل : هل أخذ المنح من البلدية يدخل في أخذ المال بإشراف نفس ؟ الشيخ : ما في شيء هذا ، الشيء المستحق الإنسان بس يذهب ليخبر أنه من أهله ما فيها شيء لأن هذا ثابت له ولغيره نعم .
ما حكم من يضع في عين الميت التراب و يقول لا يملأ عين بن آدم إلا التراب ؟
السائل : ما حكم من يضع في عين الميت التراب ويقول لا يملأ عين بن آدم إلا التراب. الشيخ : في عينه وإلا في فمه ؟ السائل : في عينه وقال : لا يملأ عين ابن آدم إلا التراب. الشيخ : ماهو الحديث ما هو بعينه ؟ السائل : أي نعم . الشيخ : هذا غلط ولا يجوز فيه شيء من الإهانة نعم.
السائل : هل يجوز لمن خشي على نفسه العنت سؤال الناس المال ؟ الشيخ : أي نعم وليس عنده شيء هذا أجاز العلماء رحمه الله أن يسأل الإنسان ما يستحق ، فقالو : ما أبيح له أخذ شيء أبيح له سؤاله ولكن لا شك أن التعفف أحسن (( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله )).
وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا الليث بن سعد ح وحدثنا قتيبة بن سعيد وتقاربا في اللفظ قال حدثنا ليث عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عياض بن عبد الله بن سعد أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال لا والله ما أخشى عليكم أيها الناس إلا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا فقال رجل يا رسول الله أيأتي الخير بالشر فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم قال كيف قلت قال قلت يا رسول الله أيأتي الخير بالشر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الخير لا يأتي إلا بخير أو خير هو إن كل ما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت الشمس ثلطت أو بالت ثم اجترت فعادت فأكلت فمن يأخذ مالا بحقه يبارك له فيه ومن يأخذ مالا بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع
القارئ : وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا الليث بن سعد ح وحدثنا قتيبة بن سعيد وتقاربا في اللفظ قال حدثنا ليث عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عياض بن عبد الله بن سعد أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول : ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال لا والله ما أخشى عليكم : أيها الناس إلا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا فقال رجل يا رسول الله أيأتي الخير بالشر فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم قال كيف قلت قال قلت يا رسول الله أيأتي الخير بالشر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الخير لا يأتي إلا بخير أو خير هو إن كل ما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت الشمس ثلطت أو بالت ثم اجترت فعادت فأكلت فمن يأخذ مالا بحقه يبارك له فيه ومن يأخذ مالا بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع ).
فوائد حديث : ( ... أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال لا والله ما أخشى عليكم أيها الناس إلا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا فقال رجل يا رسول الله أيأتي الخير بالشر فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم قال كيف قلت قال قلت يا رسول الله أيأتي الخير بالشر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الخير لا يأتي إلا بخير أو خير هو إن كل ما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت الشمس ثلطت أو بالت ثم اجترت فعادت فأكلت فمن يأخذ مالا بحقه يبارك له فيه ومن يأخذ مالا بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع )
الشيخ : هذا فيه فوائد أولاً : مشروعية الخطبة العارضة لأن الخطب نوعان : خطب راتبة كخطب الجمعة . وخطب عارضة : يكون لها سبب، فإذا وجد السبب الذي يقضي الخطبة فإن من هدى النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوم الإنسان فيخطب. ومنها : خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته مما يخرج الله تعالى من زهرة الدنيا كثرة الأموال والبنين و المساكن وغيرها، هذا يخشى على الإنسان منه لأنه يصده عن ذكر الله وعن الصلاة و هذا هو الغالب . فقال الرجل يا رسول الله أيأتي الخير بالشر ؟ ويريد بالخير زهرة الدنيا وقوله بالشر لأن النبي صلى الله عليه وسلم خاف ذلك فصمت ساعة وليس المراد بالساعة هنا ستين دقيقه المراد برهة من الزمن ولو قلت لأن الساعة باللغة العربية تطلق على القليل والكثير فصمت ساعة ثم قال : كيف قلت ؟ فسأل عن الكيفية دون الأصل ، يعني ما لم يقل ماذا قلت ؟ قال كيف قلت ، لأن هذا الرجل أراد أن يعترض ما خافه النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته من كثرة المال فقال له كيف قلت ؟ يعني كأنه يقول ، كيف تقول هذا وأنا أقول : إني أخشى عليكم . قال : قلت : يا رسول الله أيأتي الخير بالشر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الخير لا يأتي إلا بالخير ). الخير لا يأتيإلا بالخير ، لكن هل هذا خير ، إذا فتح الله علينا زهرة الدنيا ولهذا قال أو خيرٌ هو ؟ الجواب : أجيبوا . لا قد يكون خيراً و قد يكون شراً . نعم المال الصالح عند الرجل الصالح ، لكن الغالب أنه يكون شراً ، الغالب أنه يكون شراً . وهذا هو الواقع لو رأيت الآن حال الناس في هذا الوقت الذي كثر فيه المال وحالتهم قبل ذلك لوجدت أنهم قبل ذلك أشد إقبالاً على الطاعات و أسلم قلوباً ، وأحسن سيرة ، ثم قال : ( إن كل من ينبت الربيع ) بهذا اللفظ إن كل ما ينبت ، ولكن رواية أخرى أصح ( إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطاً أو يلم ) يعني الربيع الذي تنبته الأرض كلنا نعرف أنه خير لكن منه ما يقتل حبطاً أو يلم يعني ما تأكل منه الدابة ثم يموت ينتفخ بطنها أو يلم يعني يقرب من الهلاك ، وهذا شيء مشاهد في بعض النوابت في الأرض الذي ينبت في المطر ، ما إذا رأته الإبل هلكت ، أو كادت تهلك مع أنه خضراً وزهرا قال إلا آكلة الخضر ، تأكل الخضر تأكل حتى إذا إمتلأت خاصرتاها يعني امتلأت من الأكل استقبلت الشمس ، فثلطت أو بالت وهذا الشيء يعرفه رعاة الإبل والذين يمارسون صحبتها إذا أكلت البعير وشبعت وامتدت خاصرتاها وامتلأت ، استقبلت الشمس ثم فرجت رجليها وجعلت تبول ، أو تثلطت فإذا ما في بطنها قد خفت وتهضم ثم تعود فتأكل أليس هكذا يا آدم . نعم . وهذا كما قال عليه الصلاة والسلام يقول : ثلطت وبالت ثم اجترت ويش المعنى اجترت ؟ يعني تخرج ما في معدتها إلى فهمها وتمضغه ثانية ثم تعيده ثم تفعل ذلك حتى ينزل ويقول العوام كل حيوان يجتر فإنه حلال هذا ضابط عامي نعم . ليس من عندي ، لكن هذا ما نسمعه ، إن كل حيوان يجتر فإنه حلال وليس كل حيوان لا يجتر يكون حرام . لكن يكون الذي يجتر حلالاً نعم فيقول فعادت فأكلت فمن يأخذه يعني فمن يأخذ مالاً بحق يبارك له فيه ومن يأخذه ، ومن يأخذ ملاً بغير حق ، فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع نعم .
حدثني أبو الطاهر أخبرنا عبد الله بن وهب قال أخبرني مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا قالوا وما زهرة الدنيا يا رسول الله قال بركات الأرض قالوا يا رسول الله وهل يأتي الخير بالشر قال لا يأتي الخير إلا بالخير لا يأتي الخير إلا بالخير لا يأتي الخير إلا بالخير إن كل ما أنبت الربيع يقتل أو يلم إلا آكلة الخضر فإنها تأكل حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس ثم اجترت وبالت وثلطت ثم عادت فأكلت إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع
القارئ : حدثني أبو الطاهر أخبرنا عبد الله بن وهب قال أخبرني مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا قالوا وما زهرة الدنيا يا رسول الله قال بركات الأرض قالوا يا رسول الله وهل يأتي الخير بالشر قال لا يأتي الخير إلا بالخير لا يأتي الخير إلا بالخير لا يأتي الخير إلا بالخير إن كل ما أنبت الربيع يقتل أو يلم إلا آكلة الخضر فإنها تأكل حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس ثم اجترت وبالت وثلطت ثم عادت فأكلت إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بحقه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ).
حدثني علي بن حجر أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشام صاحب الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وجلسنا حوله فقال إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها فقال رجل أو يأتي الخير بالشر يا رسول الله قال فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له ما شأنك تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكلمك قال ورأينا أنه ينزل عليه فأفاق يمسح عنه الرحضاء وقال إن هذا السائل وكأنه حمده فقال إنه لا يأتي الخير بالشر وإن مما ينبت الربيع يقتل أو يلم إلا آكلة الخضر فإنها أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت وإن هذا المال خضر حلو ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه من يأخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة
القارئ : حدثني علي بن حجر أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشام صاحب الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال : ( جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وجلسنا حوله فقال إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها فقال رجل أو يأتي الخير بالشر يا رسول الله قال فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له ما شأنك تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكلمك قال ورأينا أنه ينزل عليه فأفاق يمسح عنه الرحضاء وقال إن هذا السائل وكأنه حمده فقال إنه لا يأتي الخير بالشر وإن مما ينبت الربيع يقتل أو يلم إلا آكلة الخضر فإنها أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت وإن هذا المال خضر حلو ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه من يأخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة ).
فوائد حديث : ( ... عن أبي سعيد الخدري قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وجلسنا حوله فقال إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها فقال رجل أو يأتي الخير بالشر يا رسول الله قال فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له ما شأنك تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكلمك قال ورأينا أنه ينزل عليه فأفاق يمسح عنه الرحضاء وقال إن هذا السائل وكأنه حمده فقال إنه لا يأتي الخير بالشر وإن مما ينبت الربيع يقتل أو يلم إلا آكلة الخضر فإنها أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت وإن هذا المال خضر حلو ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه من يأخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة ) .
الشيخ : في هذا الحديث ما سبق من الأحاديث الدالة على التحذير والحذر من الدنيا إذا فتحت على الإنسان لأنها قد تشغله عن طاعة الله عز وجل وقد قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : (( ولا تمدنُّ عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خيراً و أبقى )) وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه الوحي في غير القرآن ، يعني أنه يوحى إليه في غير القرآن لكن هذا ليس دائماً بل أحياناً ، ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم يجد من نزول الوحي شدّة لقوله فقال : فأفاق يمسح عنه الرحضاء يعني العرق ونحن لا ندري أذلك في الصيف أم في الشتاء، ولكن الذي يتبين من الحديث أن سبب هذا العرق هو الوحي إليه ومنها أن الإنسان إذا أراد السؤال يريد بذلك الاستيضاح فإنه يحمد على ذلك لقول الراوي وكأنه حمده وهذا من أفضل ما يكون أن الإنسان يورد ما يوجب الإشكال ليزول عن نفسه وربما يكون هذا الإشكال الذي بنفسه هو أيضاً إشكال عند الآخرين فيحمد على هذا، لكن إيراد الأشياء التي يقصد بها التعنت أو أن يرى مكان السائل ونحن لا نتكلم في النيات ، النيات عند الله عز وجل لكن قد يظهر هذا خصوصاً في ما إذا أورد سؤالاً يعارض به المعلم فكأنه يقول للناس إن عندي اطلاعا لم يطلع عليه هذا المعلم ، أما إذا كان يسأل ليسترشد فيما قال المعلم فهذا حسن ، حتى لو فرض أنه طالت المجادلة والبيان هذا لا بأس به أما أن يقرر المعلم شيءً واضحاً ويستنبطه مثلاً من الأحاديث أو من القرآن ثم يأتي الإنسان بما يخالفه فهذا يعني أن عندي من العلم ما ليس عندك ، هذا ليس من الأدب ، ولا شك أنه يورد إشكالاً عند الأستاذ لكن يستطيع هذا الذي عنده هذا الإشكال ان يكلم المعلم في مكان آخر . ومن فوائد هذا الحديث أصلاً أن الخير لا يأتي بالبشر لكن الخير في نظر من في نظر الشر ، أما في نظر الإنسان فقد يظن الشر خيراً ، فيفعله ثم يتولد منه شراً ثم ذكر مثال، وفي هذا المثال الذي ذكره النبي - عليه الصلاة و السلام - هنا وفي الألفاظ السابقة إِشارة إلى أن من حسن التعليم ضرب الأمثال لأنها تقرب المعاني . المعاني قد تكون صعبة ، تصورها صعب فهمها صعب فإذا أتى الإنسان بالمثل السهل وأحسن مثال وأبرز مثال في هذا قصة الرجل الذي جاء عند النبي عليه الصلاة والسلام وقال : يا رسول الله إن امرأتي ولدت غلاماً أسود وهو أبيض وزوجته بيضاء فمن أين جاء ؟ يحتمل أنه يعرض بامرأته ، ويحتمل أنه يرد زوال الإشكال الذي بنفسه .