تتمة الحديث : ( قال فغضبت قريش فقالوا أيعطي صناديد نجد ويدعنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني إنما فعلت ذلك لأتألفهم فجاء رجل كث اللحية مشرف الوجنتين غائر العينين ناتىء الجبين محلوق الرأس فقال اتق الله يا محمد قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن يطع الله إن عصيته أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني قال ثم أدبر الرجل فاستأذن رجل من القوم في قتله يرون أنه خالد بن الوليد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من ضئضيء هذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد
القارئ : ( قالوا أيعطي صناديد نجد ويدعنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني إنما فعلت ذلك لأتألفهم، فجاء رجل كث اللحية مشرف الوجنتين غائر العينين ناتىء الجبين محلوق الرأس فقال : اتق الله يا محمد قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فمن يطع الله إن عصيته أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني قال ثم أدبر الرجل فاستأذن رجل من القوم في قتله يرون أنه خالد بن الوليد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن من ضئضيء هذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ).
فوائد حديث : ( ... قال فغضبت قريش فقالوا أيعطي صناديد نجد ويدعنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني إنما فعلت ذلك لأتألفهم فجاء رجل كث اللحية مشرف الوجنتين غائر العينين ناتىء الجبين محلوق الرأس فقال اتق الله يا محمد قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن يطع الله إن عصيته أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني قال ثم أدبر الرجل فاستأذن رجل من القوم في قتله يرون أنه خالد بن الوليد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من ضئضيء هذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ) .
الشيخ : هذا أيضاً فيه دليل على صفة الخوارج فالنبي عليه الصلاة والسلام يعطي القوم ويتألفهم، حتى إن الله تعالى جعل للمؤلفة قلوبهم سهم من الزكاة، وهذا الرجل، قال : اتق الله يا محمد، يشير إلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يتق الله في هذه القسمة، وفي قوله عليه الصلاة والسلام : ( من يطع الله إن عصيته )، دليل على أن التقوى هي الطاعة، وأن تقوى الله يعني طاعته، للقيام بأمره واجتناب نهيه، ثم قال : أيأمنني أي الرب عز وجل على أهل الأرض وذلك مما يأتيه من الوحي، كما قال في حديث آخر : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) فالله تعالى قد أمنه على أهل الأرض بما ينزل عليه من الوحي، فكيف لا يُأمن على ... من العيش، ثم أدبر الرجل، فاستأذن رجل من القوم في قتله يُرون أنه خالد بن الوليد، يُرون وإلا يَرون؟ يرون بالضم، وهي بالضم بمعني الظن، وبالفتح بمعنى العلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من ضئضيء هذا قوما يقرأون القرآن ) من ضئضىء أي من جنسه، والجامع بينهم وبين هو الخروج والإعتراض على ولي الامر، فهو خارجي لكن بالقول، وأجناسه خارجيون لكن بالفعل، ولهذا قال : ( إن من ضئضي هذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم ) اللهم ... القرآن إلى قلوبنا ، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، وهذا هو الظاهر، الخوارج قاتلوا الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتركوا أهل الشرك، وصاروا يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، نسأل الله العلفية ، ( يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلنه، يعني حتى لا أبقي منهم أحداً، لأن عاداً أهلكم الله بالريح حتى أصبحوا لا يُرى إلا مساكنهم، وفي هذا دليل على أن هؤلاء الخوارج دمهم حلال، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لئن أدركتهم لأقتلنهم )، وفيه أيضاً أن الخارجي قد يكون ظاهره الصلاح، وأنه يدعو إلى الصلاح، وإلى الإصلاح، وليس كذلك، الرجل هذا كث اللحية، يعني عظيم اللحية واسعة لكنه نسأل الله العافية قلبه خالٍ من الإيمان، إذ أنه يقرأ القرآن ولا يتجاوز حنجرته، نعم.
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد الواحد عن عمارة بن القعقاع حدثنا عبد الرحمن بن أبي نعم قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول بعث علي بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بذهبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها قال فقسمها بين أربعة نفر بين عيينة بن حصن والأقرع بن حابس وزيد الخيل والرابع إما علقمة بن علاثة وإما عامر بن الطفيل فقال رجل من أصحابه كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء قال فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء قال فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار فقال يا رسول الله اتق الله فقال ويلك أو لست أحق أهل الأرض أن يتقي الله قال ثم ولى الرجل فقال خالد بن الوليد يا رسول الله ألا أضرب عنقه فقال لا لعله أن يكون يصلي قال خالد وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم قال ثم نظر إليه وهو مقف فقال إنه يخرج من ضئضئي هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية قال أظنه قال لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد الواحد عن عمارة بن القعقاع حدثنا عبد الرحمن بن أبي نعم قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول : ( بعث علي بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بذهبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها قال فقسمها بين أربعة نفر بين عيينة بن حصن والأقرع بن حابس وزيد الخيل والرابع إما علقمة بن علاثة وإما عامر بن الطفيل فقال رجل من أصحابه كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء قال فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء قال فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار فقال : يا رسول الله اتق الله فقال : ويلك أو لست أحق أهل الأرض أن يتقي الله قال : ثم ولى الرجل فقال خالد بن الوليد : يا رسول الله ألا أضرب عنقه فقال لا لعله أن يكون يصلي قال خالد وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم قال ثم نظر إليه وهو مقف فقال إنه يخرج من ضئضئي هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية قال أظنه قال لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود ).
فوائد حديث : ( ... بعث علي بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بذهبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها قال فقسمها بين أربعة نفر بين عيينة بن حصن والأقرع بن حابس وزيد الخيل والرابع إما علقمة بن علاثة وإما عامر بن الطفيل فقال رجل من أصحابه كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء قال فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحا ومساء قال فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار فقال يا رسول الله اتق الله فقال ويلك أو لست أحق أهل الأرض أن يتقي الله قال ثم ولى الرجل فقال خالد بن الوليد يا رسول الله ألا أضرب عنقه فقال لا لعله أن يكون يصلي قال خالد وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم قال ثم نظر إليه وهو مقف فقال إنه يخرج من ضئضئي هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية قال أظنه قال لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود )
الشيخ : في هذا أيضاً مثل ما قبله، يقول في أديم مقروظ، القرظ بمعنى الدبغ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( يطهرها الماء والقرظ ) وهو نبات معروف تدبغ به الجلود وقوله فقسمها بين أربعة واضح، فقال رجلٌ من أصحابه يعني من قريش : كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام أجاب عن ذلك بماذا؟ لأنه يتألفهم عليه الصلاة والسلام، وإن كان هؤلاء أحق منهم لأنهم نصروا الرسول عليه الصلاة والسلام وجاهدوا معه، لكن التأليف مهم، ولاسيما أن هؤلاء من كبراء قومهم، فينتفع كل قومم بذلك، وقوله عليه الصلاة والسلام : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) من هو الذي في السماء ؟ هو الله عز وجل ، وقوله في السماء صريح، في إثبات علوه الله تبارك وتعالى، علوا ذاتياً، كما أنه سبحانه وتعالى عالٍ علوً معنوياً، علو معنوي بإجماع المسلمين، لا أحد ينكر، علو ذاتي أنكره طائفتان، طائفة غلت، وطائفة غلت من وجهٍ آخر، طائفة قالت إنه ليس في السماء، لكنه في كل مكان، كل مكان فالله به، في المسجد، في السوق، في الجو، في البحر ، في كل مكان، وهذا لا شك أن كفر لأنه مناقض تماماً، لما تواترت به السنة ، بل وما جاء في القرآن صريحا، طائفة أخرى ليست دونها في القبح تقول إن الله تعالى ليس في السماء ولا في الأرض، ولا متصل بالعالم ولا منفصل ، ولا مباين ولا محايد، فوصفوه بإيش؟ بالعدم، لو أنك طلبت من إنسان أن يصف العدم ، بمثل هذه الأوصاف، لربما يعجز، أما من هداهم الله إلى الحق بإذنه، فقالوا إن الله في السماء، هو نفسه جل وعلا في السماء، لكن لا يحيط به مكان، لأنه في العلو والعلو يعني هواء ما في شيء يقال يعني يحاذي الله عز وجل، كل شيء فهو تحت الله، والله تعالى فوق كل شيء، لا يحيط به شيء، وهو سبحانه وتعالى عالٍ على كل شيء، وعلوه الذاتي من صفاته الذاتية التي لا يمكن أن ينفك عنها، فإن قال قائل : في السماء، المعروف أن في للظرفية، فهل تقولون أن السماء تحيط به، نقول إذا قلنا السماء يعني العلو المطلق، فلا يقتضي أن تحيط به، لأن ما فوق العالم ليس بشيء، إلا الرب عز وجل، فلا يكون هناك ظرف حتى نقول أنه يحيط بالله، هذا إذا جعلنا السماء إيش ؟ بمعنى العلو، ما في شيء يحيط بالله، كل شيء فهو تحت الله عزوجل، فلا إشكال في هذه المسألة، والسماء بمعنى العلو واقع في الكلام والسنة وكلام العرب، قال الله تعالى : (( أنزل من السماء ماءً فسالت أوديةٌ بقدرها )) من السماء من منين؟ من العلو، ما هو من السماء من السقف المحفوظ، ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى : (( والسحاب المسخر بين السماء والأرض، أو يقال إن في بمعنى علا، إذا جعلنا السماء هي السقف المحفوظ ففي هنا بمعنى علا، ولا غرابة أن تأتي في بمعنى علا، لأنها جاءت بالقران أفصح الكلام، قال الله تعالى : (( قل سيروا في الأرض )) يعني على الأرض، عليها وإلا فيها؟ عليها ما هو في باطنها، وقال فرعون للسحرة : (( لأصلبنكم في جذوع النخل )) يعني عليها، يعني ليس معناه أنه يقطع النخلة أو يشق النخلة ثم يقتل هؤلاء فيها، لكن أراد أن يصلبهم عليها، صلباً يجعلهم كالداخلين فيها، يمعنى أنه يشد عليهم الحبال، حتى يكونوا كأنهم من النخلة، طيب، إذاً لنا في تخريجها وجهان، الوجه الأول : أن السماء هي العلو، وفي للظرفية ولا يعني ذلك انه أحيط به شيء من مخلوقاته، لأن ما فوق المخلوقات عدم، ما في شيء، إلا الرب عز وجل، أو نجعل في بمعنى علا، طيب، إذا قال قائل : أثبتم أن علو الله عز وجل الذاتية صفةُ ذاته، والصفات الذاتية على اسمها، صفة ذات ما تنفك عن الذات، فكيف تجمعون بين هذا وبين قوله تعالى : ( ينزل إلى الساء الدنيا حين يبقى ثلث الليل كل ليلة ) فالجواب : أن نزول الله عز وجل ليس كنزولنا، إذا نزل عن شيء، حل في الشيء الآخر، إن السماوات كلها السبع، والأراضين السبع في كف الرحمن كخردل في كف أحدنا، فالسماء لا تحيط به، لو نزل إليها ، ولا يمكننا أن نتصور أو يحيط عقلنا أو تحيط عقولنا بكيفية صفات الله أبداً، نؤمن بأنه تعالى ينزل حقاً ولا ينافي علوه لأنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، أما من حرف وقال : المراد تنزل الرحمة أو المراد ينزل ملك من ملائكته، فهذا تحريف، لا يستقيم به المعنى إطلاقاً لأنه مثلاً ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له، فيقول ، من الذي يقول؟ الله، الله النازل هو الذي يقول، هل يمكن أن تقول الملائكة من يدعوني فأستجيب له؟ أجيبوا، لا، هل يمكن أن الرحمة تقول هكذا؟ لا، إذا كان نزول الرحمة إلى السماء الدنيا أي فائدةٍ لنا من رحمةٍ تنزل إلى السماء الدنيا ولا تصل إلينا ، أي فائدة ؟ ليس هناك فائدة، ولهذا من نظروا إلى النصوص بعين الأعور، خفي عليهم هذا، وظنوا أن هناك تناقضاً ، والواجب على المسلم أن يسلم ويستسلم للنصوص كما جاءت، وفيه أيضاً يقول : يأتينا خبر السماء صباحاً ومساءً، وذلك بالوحي الذي يوحيه الله عز وجل إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، البقية أنه قال لما استأذنه خالد بن الوليد أن يقتله، قال : ( لا لعله أن يكون يصلي ) وفي هذا إشارة واضحة إلى أن من لا يصلي فهو حلال الدم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجعل مانعا من قتل هذا الرجل إلا أنه يصلي، وهو شاهدٌ واضح للأدلة الكثيرة الدالة على كفر تارك الصلاة كفراً أكبر مخرجاً من الملة، مبيحاً للدم، وهذا القول ولله الحمد، كان مهجوراً وكان لا يُسمع به إلا قليلاً، لمن في الآونة الأخيرة ولله الحمد انتشر هذا القول، ومع ذلك لم يعدم معارضاً، لكنهم يعارضون فيما ليس بمعارض، لأن الأحاديث الدالة على كفر تارك الصلاة بل النصوص من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة بل يكاد يكون إجماعاً، تأبى ما ذكره هؤلاء ، وعليه فهذا الحديث ينبغي أن يُضم إلى أدلة كفر تارك الصلاة، يقول نعم، قال خالد : (كم من مصلٍ يقول بلسانه ما ليس في قلبه ) هذا صحيح؟ نعم صحيح، المنافقون يقومون إلى الصلاة، لكنهم إذا قاموا قاموا كسالا، يصلون لكن قلبهم خالي من الإيمان نسأل الله العافية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ) بل ولم يُؤمر أن ينقب عن أفعال الناس، وأقوال الناس، فنحن لا نؤمر بأن ننقب عن قلوب الناس، لأن القلوب لا يعلم ما فيها إلا الله عز وجل، حتى أفعال الناس وأقوال الناس لم نؤمر بالتنقيب عنها، قال الله تعالى : (( ولا تجسسوا )) فنحن لم نؤمر، لكن من أبدى لنا شيئاً عاملناه بمقتضى ما أبدى لنا، أما القلوب فلا،يقول كم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه،فقال : ( إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم ) شق البطن إيش؟ ليصل إلى القلب، أو أشق بطونهم لأنظر ما أكلوا وما طعموا، هل هو حلال أو حرام، لأن الواقع أن القلب لا يشق للاطلاع عليه من البطن ،وإنما من الصدر، كما قال تعالى : (( ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) ، فإما أن يقال أن الرسول عليه الصلاة والسلام، أراد بذلك ترك الشق يعني لا بالصدور ولا بالبطون ، أو يقال: لأشق بطونهم لأنظر ما يأكلون وماذا يشربون، وأحياناً تأتي الكلمة مرادفةً للأخرى من باب التوكيد، ومنه ما يُعرف ذهبوا شذر مذر، وما أشبه ذلك من الكلمات التي توجد في اللغة العربية نعم، وفي آخر الحديث ما في الأحاديث الأولى السابقة، هنا النبي عليه الصلاة والسلام ذكر مانعاً من قتله غير الذي ذكره لعمر، عمر ذكر مانعا؟ ذكر لعمر مانعاً وهو؟ أنه لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه، وهنا ذكر مانعاً آخر، وهو أننا لا نعلم ما قي قلوب الناس، ولم نؤمر بأن ننقب عما في قلوبهم، ولا مانع من تعدد المانع، كما أنه لا مانع من تعدد الأسباب. نعم، هنا قال لأقتلنهم قتل ثمود، والحديث السابق قتل عاد، ولا منافاة لأن ثمود أيضاً أهلكوا جميعهم بالرجفة والصيحة والعياذ بالله، فأصبحوا في ديارهم جاثمين.
حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع بهذا الإسناد قال وعلقمة بن علاثة ولم يذكر عامر بن الطفيل وقال ناتىء الجبهة ولم يقل ناشز وزاد فقام إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله ألا أضرب عنقه قال لا قال ثم أدبر فقام إليه خالد سيف الله فقال يا رسول الله ألا أضرب عنقه قال لا فقال إنه سيخرج من ضئضيء هذا قوم يتلون كتاب الله لينا رطبا وقال قال عمارة حسبته قال لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود
القارئ : حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع بهذا الإسناد قال وعلقمة بن علاثة ولم يذكر عامر بن الطفيل وقال : ناتىء الجبهة ولم يقل ناشز وزاد ( فقام إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله ألا أضرب عنقه قال لا قال ثم أدبر فقام إليه خالد سيف الله فقال : يا رسول الله ألا أضرب عنقه قال لا فقال : إنه سيخرج من ضئضيء هذا قوم يتلون كتاب الله لينا رطبا ) وقال قال عمارة حسبته ( قال : لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود ).
وحدثنا ابن نمير حدثنا ابن فضيل عن عمارة بن القعقاع بهذا الإسناد وقال بين أربعة نفر زيد الخير والأقرع بن حابس وعيينة بن حصن وعلقمة بن علاثة أو عامر بن الطفيل وقال ناشز الجبهة كرواية عبد الواحد وقال إنه سيخرج من ضئضيء هذا قوم ولم يذكر لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود
القارئ : وحدثنا ابن نمير حدثنا ابن فضيل عن عمارة بن القعقاع بهذا الإسناد وقال بين أربعة نفر زيد الخير والأقرع بن حابس وعيينة بن حصن وعلقمة بن علاثة أو عامر بن الطفيل وقال ناشز الجبهة كرواية عبد الواحد وقال إنه سيخرج من ضئضيء هذا قوم ولم يذكر لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود.
وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة وعطاء بن يسار أنهما أتيا أبا سعيد الخدري فسألاه عن الحرورية هل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكرها قال لا أدري من الحرورية ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج في هذه الأمة ولم يقل منها قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم فيقرأون القرآن لا يجاوز حلوقهم أو حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ...
القارئ : وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة وعطاء بن يسار : ( أنهما أتيا أبا سعيد الخدري فسألاه عن الحرورية هل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكرها قال : لا أدري من الحرورية ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يخرج في هذه الأمة ولم يقل منها قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم فيقرأون القرآن لا يجاوز حلوقهم أو حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ).
الشيخ : الحرورية : هم الخوارج وسموا بذلك لأنهم اجتمعوا في موضعٍ يقال له الحروراء في ظاهر الكوفة لقتال علي بن أبي طالب، هؤلاء الخواج كانوا بالأول معه ضد معاوية رضي الله عنه، ولما حصل الصلح، لما حصل الصلح، قالوا لا حكم إلا لله، واتهموا علي رضي الله عنه بأنه خرج عن حكم الله عز وجل وكفروه وقاتلوه، وهم كانوا بالأول معه. أي نعم.
حدثني أبو الطاهر أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري ح وحدثني حرملة بن يحيى وأحمد بن عبد الرحمن الفهري قالا أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن والضحاك الهمداني أن أبا سعيد الخدري قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله اعدل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلك ومن يعدل إن لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أعدل فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه فلا يوجد فيه شيء وهو القدح ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر يخرجون على حين فرقة من الناس قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فوجد فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعت
القارئ : حدثني أبو الطاهر أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري ح وحدثني حرملة بن يحيى وأحمد بن عبد الرحمن الفهري قالا أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن والضحاك الهمداني أن أبا سعيد الخدري قال : ( بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال : يا رسول الله اعدل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويلك ومن يعدل إن لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أعدل فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه فلا يوجد فيه شيء وهو القدح ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر يخرجون على حين فرقة من الناس. قال أبو سعيد : فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فوجد فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعت ).
فوائد حديث : ( ... آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر يخرجون على حين فرقة من الناس قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فوجد فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعت )
الشيخ : قال : آيتهم يعني علامتهم، فعلا وجد هذا الرجل، وكان علي رضي الله عنه أول ما قدم إلى محل المعركة طلبه ولكنه لم يره، فكان في نفسه بعض الشيء ثم قال يعني فتشوا في القتلى وإذا هو صار عليه أناس من القتلى وهو في أسفل القتلى، فخرج كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم. نعم.
وحدثني محمد بن المثنى حدثنا بن أبي عدي عن سليمان عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قوما يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق قال هم شر الخلق أو من أشر الخلق يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق قال فضرب النبي صلى الله عليه وسلم لهم مثلا أو قال قولا الرجل يرمي الرمية أو قال الغرض فينظر في النصل فلا يرى بصيرة وينظر في النضي فلا يرى بصيرة وينظر في الفوق فلا يرى بصيرة قال قال أبو سعيد وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق
القارئ : وحدثني محمد بن المثنى حدثنا بن أبي عدي عن سليمان عن أبي نضرة عن أبي سعيد : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قوما يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحالق قال هم شر الخلق أو من أشر الخلق يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق قال فضرب النبي صلى الله عليه وسلم لهم مثلا أو قال قولا الرجل يرمي الرمية أو قال الغرض فينظر في النصل فلا يرى بصيرة وينظر في النضي فلا يرى بصيرة وينظر في الفوق فلا يرى بصيرة. قال قال أبو سعيد : وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق ).
حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا القاسم وهو بن الفضل الحداني حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق
القارئ : حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا القاسم وهو بن الفضل الحداني حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق ).
فوائد حديث : ( ... عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق )
الشيخ : والمراد بهؤلاء هم الخوارج الذي خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يقتلها أولى الطائفتين بالحق ) أي الطائفتين؟ المراد الطائفتان المرتبقتان، وهم أهل الشام وأهل العراق.
كلمة حق من الشيخ فيما حصل بين علي بن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم من هذا الحديث .
الشيخ : وفي هذا دليل على أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أولى بالحق من معاوية وجنوده، ولكن لا يعني ذلك أن معاوية ليس معه حق، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ( أولى الطائفتين بالحق ) ولا شك أن علي رضي الله عنه أقرب إلى الصواب من معاوية، لكن كون نضلل معاوية ونكفره ونلعنه وما أشبه ذلك هذا حرام لا يجوز، وفرق بين أن يقول أولى الطائفتين بالحق وبين أن يقول هم أهل الحق، لو قال هم أهل الحق عرفنا أن معاوية ومن معه إيش؟ ليسوا على حق، وليس معه حق، لكن لما قال أولى هم بالحق، عرفنا أن معه حقاً، فما هو هذا الحق؟ الحق أنه مجتهد، والمجتهد قد يُخطىء وقد يصيب، فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر، هذا من حيث الحكم على الطائفتين. ولكن أما أن نقيم الحروب بيننا من أجل حب هذا أو هذا، أو بغض هذا وهذا فإنه لا شك من الخطأ في العقل والخطأ في الشرع ، لأن الأمر كما قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله قال: " إن هذه دماء طهر الله أسيافنا منها فعلينا أن نطهر ألسنتنا منها وأن لا نقول شيئاً " وهذا هو الصواب، هذا هو الصواب، نقول هم مجتهدون، المصيب منهم له أجران والمخطىء له أجر واحد، وحسابهم على الله، يقضي الله بينهم بالحق وهو أحكم الحاكمين.
حدثنا أبو الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد قال قتيبة حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في أمتي فرقتان فيخرج من بينهما مارقة يلي قتلهم أولاهم بالحق
القارئ : حدثنا أبو الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد.