حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير حدثنا أبو سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشهر من السنة أكثر صياما منه في شعبان وكان يقول خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لن يمل حتى تملوا وكان يقول أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل
القارئ : حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير حدثنا أبو سلمة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشهر من السنة أكثر صياماً منه في شعبان وكان يقول : خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لن يمل حتى تملوا . وكان يقول : أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل ) .
فوائد حديث : ( ... عن عائشة رضي الله عنها قالت لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشهر من السنة أكثر صياما منه في شعبان وكان يقول خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لن يمل حتى تملوا وكان يقول أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل )
الشيخ : قولها رضي الله عنها : ( لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشهر من السنة أكثر صياما منه في شعبان ) يعني ما عدا رمضان لأنه معروف وجاء استثناؤه في الروايات السابقة. وقولها : وكان يقول تعني النبي صلى الله عليه وسلم : (خذوا من الأعمال ما تطيقون ) أي ما يكون في طاقتكم ويتيسر لكم ( فإن الله لن يمل حتى تملوا ) بمعنى أن الله سبحانه وتعالى مهما عملتم من الأعمال فإنه يثيبكم عليها وما عند الله خير مما عندكم ، والإنسان إذا تقرب إلى الله تعالى بشبر تقرب الله إليه ذراع وإن تقرب إليه ذراعاً تقرب إليه باعاً وإن أتاه يمشي أتاه هرولة . وقوله : ( لا يمل حتى تملوا ) تجرى على ظاهرها اللائق بالله عز وجل ويقال : يسعنا ما وسع الصحابة رضي الله عنهم من السكوت ولا حاجة إلى التعمق والتنطع والقول بأن الله هل يمل أو لا يمل ؟ . فنقول إن كان الرسول صلى الله عليه وسلم أراد إثبات الملل لله فإننا نعلم علم اليقين أنه ليس كمللنا لقوله تعالى : (( ليس كمثله شيء )) ولأن مللنا معناه تعب النفس وضيق النفس وضيق الصدر والفتور وكل هذا ممتنع عن الله عز وجل، فنحن نقول : آمنا بالله وبما جاء عن رسول الله على مراد الله ورسوله، إن كان هذا الحديث يدل على أن الله يمل فإننا نعلم علم اليقين بأنه ملل يليق به تبارك وتعالى وليس فيه نقص بأي وجه من الوجوه ، وإن كان لا يدل فالله أعلم فيسعنا ما وسع الصحابة. أما معناه من حيث الإجمال فالمعنى مهما أكثرتم من العمل فإن الله تعالى يكثر من الثواب ، ولن يمل من إثابتكم حتى تملوا من عملكم ، ثم إن كلمة يمل أيضاً نحن نترك العمل مللاً أو رغبة عنه ؟ . قد يكون مللاً الإنسان يتعب ويمل وقد يكون رغبة بمعنى يريد أن يقطع عمله مثلاً يريد أن يصلي ركعتين نفلاً فقط، لا مللاً من الصلاة لكن هو لا يريد أكثر من هذا، فتركنا للعمل ليس سببه الملل وحده قد يكون ملل وقد يكون انشغال بشغل آخر ، وقد يكون هناك مانع من الإتمام غير الملل . وفيه أيضاً من فوائد هذا الحديث، أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل، هذه نعمة من الله والحمد لله أن تداوم على العمل ولو قليلاً ، يعني مثلاً لو قلت أنا لست من الذين يقومون في آخر الليل مبكرين أقوم قبل الوقت بنصف ساعة ، ساعة ، ساعة إلى ربع ، ربع ساعة وأوتر مثلاً ، قلنا داوم على هذا ، أنت داوم على هذا وهذا أحب العمل إلى الله وإن قل، لأن مداومة الإنسان على العمل يدل على رغبته في عبادة ربه وأنه ليس عنده ملل منها ، فيحب الله ذلك من الإنسان ، والإنسان الذي يطيش ثم يعمل كثيراً وإذا به يهبط ويترك العمل ، هذا ليس أحب إلى الله وإن كان محبوباً إلى الله ، ولهذا كان قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل : ( يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل ثم ترك قيام الليل ) مع أن قيام الليل واجب ولا غير واجب ؟ . غير واجب ، لكن كون الإنسان يشرع في العمل ويترك هذا لا ينبغي . ومن ثم ظن بعض العامة أن الإنسان إذا تنفل بنافلة لزمته، حتى كانوا يسألون في أيام الصيف والحر الشديد : نحن نحب أن نصوم ستة أيام من شوال لكن نخشى إذا صمنا هذه السنة أن تلزمنا بقية السنين ، وهذا ليس بصحيح ما تلزم ، لكن لا شك أنه من الأفضل أن الإنسان إذا عمل عملاً أثبته ولو كان قليلاً. وفي الحديث إثبات محبة الله عز وجل وأنه يحب عز وجل من الأعمال ما يحب . وفيه أيضاً أن محبة الله تتفاوت ، وتؤخذ يا سمير من أين ؟. الطالب : ( أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل ). الشيخ : من أين أخذت أن المحبة تتفاوت ؟. الطالب : الذي يعمل ويترك العمل .. الشيخ : من أين أخذتها ؟. الطالب : مفهوم الحديث . الشيخ : مفهوم الحديث من أي كلمة ؟. الطالب : من قوله : ( وإن قل ). الشيخ : لا . الطالب : أحب ؟. الشيخ : أحب ، اسم التفضيل يدل على أنه يثبت التفاضل، كلما جاء اسم التفضيل فهو دليل على التفاضل، فهناك ما هو أحب وهناك ما هو دونه، ففيه إثبات المحبة لله وأنها تتفاوت بحسب العمل . فإن قائل : وهل المحبة حقيقة أن الله يحب الشيء ؟. قلنا: نعم حقيقة ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمان، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) فمحبة الله للعمل أمرٌ لا شك فيه ، وتفاضل ذلك أمرٌ لا شك فيه ، ونحن نؤمن بذلك ونؤمن بما يترتب على هذه المحبة وهو الثواب . لكن أهل التعطيل الذين يحكمون على الله بعقولهم لا بما نُزِّل يقولون إن الله لا يحب، أبداً ولكن يُثيب، فيفسرون كل نص فيه المحبة من القرآن والسنة بالثواب، يحب فلاناً يعني يثيبه ، والعجيب أنهم يقولون هكذا فيقعون في محذورين : إخراج النصوص عن ظاهرها وإثبات ما ليس ظاهراً ، ثم هم أيضاً يقعون فيما فروا منه، هل يثيب من لا يحب أو الثواب فرع عن المحبة ؟ . الثاني لا يثيب إلا من يحب، لا يمكن أن أحداً يعاقب من يحب أو يحرمه من الثواب، فصارت المحبة لازمة لهم على كل تقدير ، والذي غرهم في ذلك أنهم بعضهم قال : المحبة لا تكون إلا بين شيئين متناسبين ، ومعلوم أنه لا تناسب بين الخالق والمخلوق بل بينهما غاية التباين ، وهذا غلط ، هذا غير صحيح يكذبه الواقع، أليس الإنسان يحب أشياء من الجمادات ، ويحب أيضاً من الحيوانات ، يحب مثلاً هذه البعير الذلول الهينة اللينة ويكره الجمل الصعب أليس كذلك ؟، يحب السيارة التي لا تخرب عليه كثيراً ، ويكره السيارة التي تخرب عليه كثيراً ، أليس هكذا ؟ ، يحب الخبز اللين ولا يحب الخبز الجاف وهكذا مع أنه لا تناسب . بعضهم يقول : إذا كانت المحبة هي ميل الإنسان إلى ما يلائمه ، الميل إلى ما يلائمه فهل هذا صحيح ؟ . الميل من أثار المحبة ، ثم إن المحبة التي تفسر بهذا التفسير إنما هي محبة المخلوق، وأنتم تثبتون الإرادة ومعلوم أن الإرادة هي أن الإنسان يميل إلى شيء ينتفع به أو يدفع به ضرره . وعلى كل حال الحمد لله الذي هدى أهل الحق لما اختلف فيه من الحق بإذنه، أن نقول نحن نؤمن بأن الله يحب ونسأل الله أن يجعلنا من أحبابه ، ويحب أيضاً ولا مانع من ذلك لا عقلاً ولا حساً ، وأما الشرع فهو مثبت لهذا .. الطالب : ... الشيخ : ما في شك يقين، بعض الإبل تحن إلى صاحبها كما تحن إلى الصغير . الطالب : ... الشيخ : سبحان الله ، الله أكبر ، لا هذا الشيء مشاهد . الطالب : ... الشيخ : الأخيرة يقول : إذا تسابق الشباب الرعاة وشافت واحد يريد أن يسبق صاحبها راحت قدامه وردته . السائل : ... لفظاً وترك التعرض لمعناه ، ما رأيك يا شيخ ؟ الشيخ : لا ليس بصحيح ، اقرأ شرحنا على اللمعة ، نحن شرحنا اللمعة شرحاً موجزاً مفيداً إن شاء الله . السائل : إذا اتفق أشخاص أن صوموا بعض من شعبان أو يصوموا الست من شوال .. الشيخ : تكلمنا عليه البارحة .
حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا قط غير رمضان وكان يصوم إذا صام حتى يقول القائل لا والله لا يفطر ويفطر إذا أفطر حتى يقول القائل لا والله لا يصوم
القارئ : حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً كاملاً قط غير رمضان وكان يصوم إذا صام حتى يقول القائل : لا والله لا يفطر ويفطر إذا أفطر حتى يقول القائل : لا والله لا يصوم ) .
فوائد حديث : ( ... حتى يقول القائل لا والله لا يفطر ويفطر إذا أفطر حتى يقول القائل لا والله لا يصوم )
الشيخ : قوله رضي الله عنه : ( حتى يقول القائل ) هل المراد القول باللسان أم بالقلب ، يعني هل المراد الظن أو أن الناس يتحدثون ويقولون : والله لا يفطر الرسول ، والله لا يصوم الرسول ؟ . الظاهر أنه يحتمل هذا وهذا ، إما أن المعنى يقول القائل في نفسه فيكون المراد به الظن أو يقوله مع صاحبه فيكون المراد به قول اللسان وكلاهما صحيح ، نعم .
وحدثنا محمد بن بشار وأبو بكر بن نافع عن غندر عن شعبة عن أبي بشر بهذا الإسناد وقال شهرا متتابعا منذ قدم المدينة
القارئ : وحدثنا محمد بن بشار وأبو بكر بن نافع عن غندر عن شعبة عن أبي بشر بهذا الإسناد وقال : ( شهراً متتابعاً منذ قدم المدينة ) . الشيخ : شهراً متتابعاً هي بمعنى شهراً كاملاً ، لأنه إذا كان شهراً كاملاً لزم أن يكون متتابعاً وهذا مراده . وأيضاً منذ قدم المدينة الظاهر أن هذا بيان للواقع ، لأن فرض الصوم لم يكن إلا في المدينة نعم .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عثمان بن حكيم الأنصاري قال سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب ونحن يومئذ في رجب فقال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتي نقول لا يفطر ويفطر حتي نقول لا يصوم
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا عثمان بن حكيم الأنصاري قال : ( سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب ونحن يومئذٍ في رجب فقال : سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتي نقول لا يفطر ويفطر حتي نقول لا يصوم ) .
وحدثنيه علي بن حجر حدثنا علي بن مسهر ح وحدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى بن يونس كلاهما عن عثمان بن حكيم في هذا الإسناد بمثله
القارئ : وحدثنيه علي بن حجر حدثنا علي بن مسهر ح وحدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى بن يونس كلاهما عن عثمان بن حكيم في هذا الإسناد بمثله. الشيخ : جواب ابن عباس رضي الله عنهما واضح ، يعني كأنه يقول : إنه لا يخص رجب بصوم ، يصوم في أي وقت حتى يقال لا يفطر ويفطر حتى يقال لا يصوم. ابن عباس أو سعيد ابن جبير ؟ . يقول سألت ابن عباس. سألت سعيد ابن جبير عن صوم رجل ونحن يومئذٍ في رجب فقال : سمعت ابن عباس ، نعم هنا أجابه سعيد ابن جبير أجابه بأن الرسول لا يقصد صوم رجب، وإنما كان يصوم حتى يقال لا يفطر ويفطر حتى يقال لا يصوم .نعم
وحدثني زهير بن حرب وابن أبي خلف قالا حدثنا روح بن عبادة حدثنا حماد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه ح وحدثني أبو بكر بن نافع واللفظ له حدثنا بهز حدثنا حماد حدثنا ثابت عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى يقال قد صام قد صام ويفطر حتى يقال قد أفطر قد أفطر
القارئ : وحدثني زهير بن حرب وابن أبي خلف قالا حدثنا روح بن عبادة حدثنا حماد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه ح وحدثني أبو بكر بن نافع واللفظ له حدثنا بهز حدثنا حماد حدثنا ثابت عن أنس رضي الله عنه : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى يقال : قد صام قد صام ، ويفطر حتى يقال : قد أفطر قد أفطر ) .
جاء في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله هل نقول أن هذه الرواية تحمل على الأغلب حتى تخرج عن الشذوذ ؟
السائل : ... رواية البخاري ( كان يصوم شعبان كله ) إذا كان هؤلاء أوثق .. الشيخ : حتى في مسلم ذكره . السائل : هل ممكن أن نقول أن رواية البخاري تحمل على الأغلب حتى ... الشيخ : كله عن عائشة رضي الله عنها ، الأحاديث كلها عن عائشة وتقول : ( ما صام شهراً قط كامل إلا رمضان ) . السائل : يعني ما يمكن أن يحمل على الأغلبية ؟ الشيخ : ما يمكن وهي نفت ( ما صام شهراً ) عام .
السائل : نقل الترمذي عن ابن المبارك أنه ورد في كلام العرب أنه مثلاً في قوله شعبان كله أنه يقصد به الأغلب ، يعني يقولون شعبان كله ويقصدون أغلبه . الشيخ : يعني يمكن أن نقول هكذا ، لكن قد ذكر علماء البيان وعلماء النحو أن التوكيد ينفي احتمال المجاز ، فإذا قال شعبان كله ورمضان كله أكد ، هذا ينفي احتمال المجاز ، يعني لا يمكن أن نقول : كله مجازاً عن الأكثر ، لأن هذا مؤكِد ، وإلا هذه تطرأ على البال وسهل الجمع. نعم السائل : بعض العلماء قالوا في قوله : ( كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليل ) قالوا بأن هذا يعني كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يظن الظان أنه واجب عليهم صيام شعبان كله .. الشيخ : على كل حال كون الرسول يترك بعضه يعني له عدة حكم : منها أن يظن الوجوب . ومنها أن لا يتصل النفل بالفرض ، ومنها أن لا يظن الظان أنه صام يوم الثلاثين مثلاً احتياطاً لرمضان، لها حكم.
السائل : في حديث ابن المفلس والاقتصاص ، ما الذي أخرج الصوم من عموم الحسنات التي تؤخذ منه فقلنا أنه لا .. ؟ الشيخ : سبق الكلام عليه ، تكلمنا عليه وذكرنا لها ثلاث معان .
حديث : ( إنه ليغان على قلبي ) هل يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يفتر ؟
السائل : حديث : ( إنه ليغان على قلبي ) هل يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يفتر ؟ الشيخ : ما معنى يغان على قلبي ؟ السائل : ... الشيخ : نعم لكن ما معنى يغان ؟ لأجل أن نعرف ؟. هو لا شك أنه يمرض وأنه ينام كما قالت عائشة : ( إذا غلبه نوم أو وجع من الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ) لكن ما يمكن أن نقول أن الرسول يفتر ، نحن ما نعلم فنلحق الرسول صفة ذم بغير دليل . السائل : ... الشيخ : لا ليس معنى ( يغان على قلبي ) يعني يفتر ، لا .
حدثني أبو الطاهر قال سمعت عبد الله بن وهب يحدث عن يونس عن ابن شهاب ح وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب ...
القارئ : حدثني أبو الطاهر قال سمعت عبد الله بن وهب يحدث عن يونس عن ابن شهاب ح وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب ..
أيهما أحب إلى الله المداومة على الوتر بركعة أم الوتر بثلاث ؟
الشيخ : فيه سؤال يا عبد الوهاب ، لو داوم على ثلاثة أيها أحب إلى الله ؟ لو دام على ثلاثة الوتر أيهما أحب إلى الله أن يداوم على واحدة أو على ثلاث ؟ الطالب : ثلاث . الشيخ : ثلاث ، إذن معناه لا نقول الأفضل أن تداوم على واحدة ، لكن نقول إذا داومت على واحدة خير من كونك تصلي مرة واحدة ومرة لا تصلي .
أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يقول لأقومن الليل ولأصومن النهار ما عشت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آنت الذي تقول ذلك فقلت له قد قلته يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر ونم وقم وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر قال قلت فإني أطيق أفضل من ذلك قال صم يوما وأفطر يومين قال قلت فإني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله قال صم يوما وأفطر يوما وذلك صيام داود عليه السلام وهو أعدل الصيام قال قلت فإني أطيق أفضل من ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أفضل من ذلك قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما لأن أكون قبلت الثلاثة الأيام التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أهلي ومالي
القارئ : أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : ( أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يقول لأقومن الليل ولأصومن النهار ما عشت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : آنت الذي تقول ذلك ؟. فقلت له : قد قلته يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإنك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر ونم وقم وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر قال : قلت فإني أطيق أفضل من ذلك قال : صم يوما وأفطر يومين قال : قلت فإني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله قال : صم يوما وأفطر يوما وذلك صيام داود عليه السلام وهو أعدل الصيام قال : قلت فإني أطيق أفضل من ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا أفضل من ذلك )، قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : ( لأن أكون قبلت الثلاثة الأيام التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أهلي ومالي ).
فوائد حديث : ( ... قال قلت فإني أطيق أفضل من ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أفضل من ذلك قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما لأن أكون قبلت الثلاثة الأيام التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أهلي ومالي )
الشيخ : لأنه رضي الله عنه أحب أن لا يدع شيئاً فارق عليه رسول الله صلى الله عليه وسل ، وإلا فمن المعلوم أن هذا نفل وأنه لو تركه لا يلام عليه، لكنه لا يحب أن يدع شيئاً فارق عليه الرسول عليه الصلاة والسلام، ولهذا كان يصوم خمسة عشر يوماً تباعاً ، لأنه أهون عليه ، لكن لو قبل ثلاثة أيام وقد قال له الرسول إنها كصيام الدهر كله ، لكنا أهون له وأيسر وهذه من نعمة الله عزوجل ، وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا أفضل من ذلك ) دليل على أن صوم الدهر ليس أفضل منه وأنه مفضول ، وهذا هو الشاهد من هذا الحديث . السائل : ... يعني وش الضابط في الأسئلة ؟. الشيخ : الضابط أنه إذا انتهى الحديث برواياته أعطي الطلبة خمسة أسئلة . هذا الضابط أليس هكذا ؟.
وحدثنا عبد الله بن محمد الرومي حدثنا النضر بن محمد حدثنا عكرمة وهو ابن عمار حدثنا يحيى قال انطلقت أنا وعبد الله بن يزيد حتي نأتي أبا سلمة فأرسلنا إليه رسولا فخرج علينا وإذا عند باب داره مسجد قال فكنا في المسجد حتى خرج إلينا فقال إن تشاؤا أن تدخلوا وإن تشاؤا أن تقعدوا ههنا قال فقلنا لا بل نقعد ههنا فحدثنا قال حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال كنت أصوم الدهر وأقرأ القرآن كل ليلة قال فإما ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم وإما أرسل إلي فأتيته فقال لي ألم أخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة فقلت بلى يا نبي الله ولم أرد بذلك إلا الخير قال فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فإن لزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا ولجسدك عليك حقا قال فصم صوم داود نبي الله صلى الله عليه وسلم فإنه كان أعبد الناس قال قلت يا نبي الله وما صوم داود قال كان يصوم يوما ويفطر يوما قال واقرأ القرآن في كل شهر قال قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فاقرأه في كل عشرين قال قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فاقرأه في كل عشر قال قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك فإن لزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا ولجسدك عليك حقا قال فشددت فشدد علي قال وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر قال فصرت إلى الذي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه وسلم
القارئ : حدثنا عبد الله بن محمد الرومي حدثنا النضر بن محمد حدثنا عكرمة وهو ابن عمار حدثنا يحيى قال : ( انطلقت أنا وعبد الله بن يزيد حتي نأتي أبا سلمة فأرسلنا إليه رسولا فخرج علينا وإذا عند باب داره مسجد قال : فكنا في المسجد حتى خرج إلينا فقال : إن تشاؤا أن تدخلوا وإن تشاؤا أن تقعدوا ههنا قال : فقلنا لا بل نقعد ههنا فحدثنا قال : حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال :كنت أصوم الدهر وأقرأ القرآن كل ليلة قال : فإما ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم وإما أرسل إلي فأتيته فقال لي : ألم أخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة ؟. فقلت : بلى يا نبي الله ولم أرد بذلك إلا الخير قال : فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام قلت : يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال : فإن لزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا ولجسدك عليك حقا قال : فصم صوم داود نبي الله صلى الله عليه وسلم فإنه كان أعبد الناس قال : قلت يا نبي الله وما صوم داود ؟ قال : كان يصوم يوما ويفطر يوما قال : واقرأ القرآن في كل شهر قال : قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال : فاقرأه في كل عشرين قال : قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال : فاقرأه في كل عشر قال قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال : فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك فإن لزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا ولجسدك عليك حقا قال : فشددت فشدد علي قال : وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر قال : فصرت إلى الذي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه وسلم ) . الشيخ : هذا كما ترون فيه أن الرسول عليه الصلاة والسلام نازله إلى أنزل ما يكون وما يمكن أن يقدر عليه ، وأخبره بما توقع فصار أنه إذا كبر عجز وهذا هو وقع.
فوائد حديث : ( ... قال فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فإن لزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا ولجسدك عليك حقا قال فصم صوم داود نبي الله صلى الله عليه وسلم فإنه كان أعبد الناس قال قلت يا نبي الله وما صوم داود قال كان يصوم يوما ويفطر يوما قال واقرأ القرآن في كل شهر قال قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فاقرأه في كل عشرين قال قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فاقرأه في كل عشر قال قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك قال فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك فإن لزوجك عليك حقا ولزورك عليك حقا ولجسدك عليك حقا قال فشددت فشدد علي قال وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر قال فصرت إلى الذي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه وسلم ) .
الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على أن الرخصة ليست تطلق على الواجب فقط ، قد تطلق على مقابل ما التزم به الإنسان وإن كان نفلاً لقوله : ( قبلت رخصة نبي الله ) . وأما قول الأصوليين إنها لا تطق إلا في مقابل العزيمة فهذا ليس بصحيح ، نعم تطلق فيما التزم به الإنسان وإن لم يكن واجباً شرعاً.
حدثنيه زهير بن حرب حدثنا روح بن عبادة حدثنا حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد وزاد فيه بعد قوله من كل شهر ثلاثة أيام فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها فذلك الدهر كله وقال في الحديث قلت وما صوم نبي الله داود قال نصف الدهر ولم يذكر في الحديث من قراءة القرآن شيئا ولم يقل وإن لزورك عليك حقا ولكن قال وإن لولدك عليك حقا
القارئ : حدثنيه زهير بن حرب حدثنا روح بن عبادة حدثنا حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد وزاد فيه بعد قوله : ( من كل شهر ثلاثة أيام فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها فذلك الدهر كله ) وقال في الحديث : ( قلت : وما صوم نبي الله داود ؟ قال : نصف الدهر ) ولم يذكر في الحديث من قراءة القرآن شيئاً ولم يقل : ( وإن لزورك عليك حقاً ) ولكن قال : ( وإن لولدك عليك حقا ).
حدثني القاسم بن زكريا حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة عن أبي سلمة قال وأحسبني قد سمعته أنا من أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرإ القرآن في كل شهر قال قلت إني أجد قوة قال فاقرأه في عشرين ليلة قال قلت إني أجد قوة قال فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك
القارئ : حدثني القاسم بن زكريا حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة عن أبي سلمة قال : وأحسبني قد سمعته أنا من أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : ( قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرإ القرآن في كل شهر قال : قلت إني أجد قوة قال : فاقرأه في عشرين ليلة قال : قلت إني أجد قوة قال : فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك ) .
وحدثني أحمد بن يوسف الأزدي حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي قراءة قال حدثني يحيى بن أبي كثير عن ابن الحكم بن ثوبان حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله لا تكن بمثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل
القارئ : وحدثني أحمد بن يوسف الأزدي حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي قراءة قال حدثني يحيى بن أبي كثير عن ابن الحكم بن ثوبان حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عبد الله لا تكن بمثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل ).
وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج قال سمعت عطاء يزعم أن أبا العباس أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أني أصوم أسرد وأصلي الليل فإما أرسل إلي وإما لقيته فقال ألم أخبر أنك تصوم ولا تفطر وتصلي الليل فلا تفعل فإن لعينك حظا ولنفسك حظا ولأهلك حظا فصم وأفطر وصل ونم وصم من كل عشرة أيام يوما ولك أجر تسعة قال إني أجدني أقوى من ذلك يا نبي الله قال فصم صيام داود عليه السلام قال وكيف كان داود يصوم يا نبي الله قال كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى قال من لي بهذه يا نبي الله قال عطاء فلا أدري كيف ذكر صيام الأبد فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا صام من صام الأبد لا صام من صام الأبد لا صام من صام الأبد
القارئ : وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج قال سمعت عطاء يزعم أن أبا العباس أخبره أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول : ( بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أني أصوم أسرد وأصلي الليل فإما أرسل إلي وإما لقيته فقال : ألم أخبر أنك تصوم ولا تفطر وتصلي الليل ؟ فلا تفعل فإن لعينك حظاً ولنفسك حظاً ولأهلك حظاً فصم وأفطر وصل ونم وصم من كل عشرة أيام يوماً ولك أجر تسعة قال : إني أجدني أقوى من ذلك يا نبي الله قال : فصم صيام داود عليه السلام قال : وكيف كان داود يصوم يا نبي الله ؟ قال : كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ولا يفر إذا لاقى قال : من لي بهذه يا نبي الله ؟ ) قال عطاء : فلا أدري كيف ذكر صيام الأبد فقال : النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا صام من صام الأبد ، لا صام من صام الأبد ، لا صام من صام الأبد ) .
فوائد حديث : ( ... فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا صام من صام الأبد لا صام من صام الأبد لا صام من صام الأبد )
الشيخ : هذا النفي لانتفاء المشروعية ، يعني أن صيام الأبد ليس بمشروع ، وليس دعاءً عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما أظنه يدعوا بمثل هذا الدعاء على من تعبد لله تعالى باجتاد ، ولكن المعنى أنه منتف شرعاً أن يصوم الأبد، لأن صيام الأبد يترتب عليه إضاعة أشياء كثيرة، إضاعة الأهل وإضاعة الأصحاب وإضاعة حظ النفس وأشياء كثيرة ، لاسيما وأنه سيمر بالإنسان أيام الشتاء وأيام الصيف ولهذا قال : ( لا صام من صام الأبد ) وهذا يقتضي النهي عن صوم الأبد . وأما قول بعض أهل العلم أن المراد إذا أدخل في ذلك أيام العيدين والتشريق فهذا غير صحيح ، لأن صوم يوم العيد ليس بمشروع أصلاً وكذلك أيام التشريق . فالصواب أن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى أن يصوم الإنسان الدهر كله لما في ذلك من إضاعة الحقوق وعدم العدل في العبادة . أنظر إلى قوله : ( ولك أجل تسعة ). ما ذكر شيء ؟ القارئ : النووي لم يذكر شيئا . الشيخ : وعندك يا عبيد الله ؟ ما ذكر شيء ؟.
فوائد حديث : ( ... وصم من كل عشرة أيام يوما ولك أجر تسعة ... )
الشيخ : ظاهر : ( ولك أجر تسعة ) أن الحسنة تضاعف الطالب : ... الشيخ : ولك أجر تسعة، تسعة لكل يوم أو لثلاثة أيام ؟، لأنه قال : ( صم من كل عشرة أيام يوماً ، ولك أجر تسعة ) ؟. تبين المعنى ، لأن إذا صام يوم من عشرة بقي تسعة ، فكأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : يكتب لك أجر العشرة ، فإذا صام من العشرة الأولى يوماً كأنما صام العشرة كلها ، وكذلك في الثانية وكذلك في الثالثة فقوله : ( ولك أجر تسعة ) يعني بها التسعة الباقية بعد صوم اليوم ، لأنه إذا صام يوماً من عشرة كم يبقى ؟ تسعة . فكأنما صام تسعة وحينئذٍ يكون صيام ثلاثة أيام كصيام ثلاثين يوماً ، والحمد لله.
هل نقول لمن أراد أن يصوم صم ثلاثة أيام من كل شهر ولا تزد ؟
السائل : من أراد أن يصوم نفلا هل نقول له صم ثلاثة أيام ولا تزد ؟ وعندنا الترغيب في صيام الإثنين ... الشيخ : لا ، نقول صم ثلاثة أيام من كل شهر ، وإذا أراد أن يصوم أكثر بالعدد قلنا الثلاثة أفضل من العشرة، لكن إذا أراد أن يصوم الإثنين والخميس فهذا صوم بسبب جديد وهو الإثنين والخميس ، ولهذا نقول : الأفضل أن تجعل الأيام الثلاثة أيام البيض حتى يصلك الأجران جميعاً. السائل : شيخ لو أراد أن يزيد ؟. الشيخ : ما يضر إذا زاد ليس لأجل العدد لأجل اغتنام هذا اليوم المعين . السائل : إذا أراد أن يزداد في ... الشيخ : طيب . السائل : ظاهر الحديث يقول صم ثلاثة ولا تزد . الشيخ : نعم هذا ظاهر الحديث لكن عبد الله بن عمر كان يصوم الأيام كلها دون أن يقصد تخصيص اليوم بعينه . السائل : شيخ ما يمكن أن تكون قاعدة نقول : صم ثلاثة أيام فإن رأيت في نفسك زيادة يصوم مثلاً الاثنين والخميس ؟. الشيخ : هذه نقول الاثنين والخميس صومها ثابت على كل حال ، لكن الذي يريد أن يسرد نقول الثلاثة أفضل ، فهذيك ثابتة بعينها لأن صيامها بعينها فندبها ثابت .
السائل : في الحديث السابق : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً وأتبعه ستاً من شوال فكأنه صام الدهر ) وفي الحديث الذي معنا ( الحسنة بعشر من أمثالها ) أشكل علي ... الشيخ : ما وجه الإشكال ؟ السائل : الحديث : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً وأتبعه ست من شوال فكأنما صام الدهر كله ) وفي الحديث الذي معنا إذا صام يوماً كأنما صام عشرا . الشيخ : ما هو الإشكال ؟ يعني تقول لماذا يكتب له أجر سنتين ؟. السائل : لا يا شيخ ليس القصد هذا . الشيخ : ما هو القصد ؟ السائل : يعني قصدي في الحديث الذي سبق ... والحديث الذي معنا اليوم بعشر . الشيخ : طيب ثلاثة أيام عن الشهر كله، فيكون كأنما صام الدهر كله ، وصيام رمضان وستة أيام من شوال كأنما صام الدهر كله ، فيكون له أجران ، أجر صيام الدهر برمضان وستة أيام ، وأجر صيام الدهر بثلاثة أيام ، ثم من يقول إننا صمنا ، يعني حتى لو صام هل المراد مجرد الإمساك أو المراد الصوم الشرعي ، ربما يختل شرط من الشروط فيصوم رمضان وستة أيام من شوال ولا يحصل على صوم الدهر ، نعم يا خالد.
السائل : ما المراد بقراءة القرآن في أقل من سبع ؟ الشيخ : له إلى ثلاث . السائل : وأقل من ثلاث ؟ الشيخ : أقل من ثلاث لا ، لا ينبغي ، لكن بعض السلف استثنى رمضان وقال إنه شهر أنزل فيه القرآن وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتني بقراءة القرآن فيه ، والإنسان ربما يبقى في رمضان ساعات طويلة يمكنه أن يقرأ القرآن بترتيل.
لماذا استنثي الصوم من الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمئة ألف ؟
السائل : ... الحسنة بعشرة أمثالها ، واستثنى الصوم هنا ؟. الشيخ : لا ، عشر أمثالها من جهة الأجر ، يعني ثلاثة أيام عن عشرة أيام من جهة الأجر ، ثواب عشرة أيام غير محدود .
ألا يمكن أن نقول أن العبادة مردها إلى عمر الإنسان كل بحسبه ؟
السائل : بارك الله فيكم ، العمر مراحل فيه شباب وكهولة وشيخوخة فهل يمكن أن يقال أنه كلٌ بحسبه يعني أحيناً نرى بعض الكهول أشد نشاطاً في التعبد الله عز وجل بالصوم ومطلق النفل من الشباب، فيقال إذا كان ممكن لا يعارض حديث : ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ) أنه فيه الشباب قد يكون مثلاً أكثر عملاً وإذا جاءت الكهولة ينقص وإذا جاءت الشيخوخة كذلك ينقص ، ولا يكون بذلك يعني مثلاً دخل في أنه ليس من باب ... الشيخ : هو بارك الله فيك إذا ترك العمل يعذر سواء الكبر أو المرض أو السفر فكأنما كان يفعله ، ثم إن الغالب على الشباب أنه أضعف نشاطاً في العبادة ، ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم الشاب إذا نشأ في طاعة الله من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلى ظله ، لأن الغالب على الشباب أنه بعيد من كثرة العبادة الخشوع ، وما أشبه ذلك .
هل يمكن أن نقول أن حديث : ( ما صام من صام الدهر ) بيان لحال المستقبل من أن الإنسان لا يستطيع أن يداوم على الصيام ؟
السائل : ألا يمكن أن نقول يا شيخ في قوله صلى الله عليه وسلم : (لا صام من صام الأبد ) بيان لحال المستقبل أن الإنسان لن يداوم على الصيام ؟. الشيخ : لا لا ، الرسول يعرف أنه ما أحد باقي إلى يوم القيامة . السائل : خاصة أن بيان عبد الله بن عمرو بن العاص عجز في الكبر يا شيخ . الشيخ : لا ، لا ما يمكن حتى إن الرسول منعه أن يصوم الدهر كله.
وحدثنيه محمد بن حاتم حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج بهذا الإسناد وقال إن أبا العباس الشاعر أخبره قال مسلم أبو العباس السائب بن فروخ من أهل مكة ثقة عدل
القارئ : وحدثنيه محمد بن حاتم حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج بهذا الإسناد وقال : إن أبا العباس الشاعر أخبره قال مسلم : أبو العباس السائب بن فروخ من أهل مكة ثقة عدل .
وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثني أبي حدثنا شعبة عن حبيب سمع أبا العباس سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله بن عمرو إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل وإنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونهكت لا صام من صام الأبد صوم ثلاثة أيام من الشهر صوم الشهر كله قلت فإني أطيق أكثر من ذلك قال فصم صوم داود كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى
القارئ : وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثني أبي حدثنا شعبة عن حبيب سمع أبا العباس سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عبد الله بن عمرو إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل وإنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونهكت، لا صام من صام الأبد ، صوم ثلاثة أيام من الشهر صوم الشهر كله قلت : فإني أطيق أكثر من ذلك قال : فصم صوم داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ولا يفر إذا لاقى ) .
فوائد حديث : ( ... قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الله بن عمرو إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل وإنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونهكت لا صام من صام الأبد صوم ثلاثة أيام من الشهر صوم الشهر كله قلت فإني أطيق أكثر من ذلك قال فصم صوم داود كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى )
الشيخ : هذا السياق أظهر لنا معنى آخر في ( لا صام من صام الأبد ) وهو أنه من صام الأبد فإنه سوف يضعف عن الصوم ولا يصومه الصوم الكامل لأن العين تهجم والقوى تضعف ، ويكون الصوم عليه ثقيلاً فلا يألفه ولا يحبه، ويكون هذا المعنى كالتعليل لما سبق في أن المراد بذلك انتفاء الصوم شرعاً وانتفاؤه حساً ، أن الإنسان لا يد أن يتعب وتهجم العين ويضعف البدن ويكل . وفي قوله : ( ولا يفر إذا لاقى ) دليل على شجاعة داوود عليه السلام ، وأن عدم الفرار عند اللقاء من الخصال المحمودة التي يحمد عليها الإنسان ، وشريعتنا توجب على من لاقى أن لا يفر إلا لسبب قال الله تعالى : (( ومن يولهم يومئذٍ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله )) . وأيضاً يشير قوله : ( لا يفر إذا لاقى ) تشير إلى أن الإنسان إذا صام وأدام الصيام فيوشك أن يضعف فيفر إذا لاقى، يعني لو قال قائل ما فائدة هذه الجملة في ذكرها في هذا الحديث ؟ . نقول : فائدتها أنه لما كان عليه الصلاة والسلام يصوم يوماً ويفطر يوماً كان ذلك سبباً لقوته في الجهاد وشجاعته وثباته ، نعم .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار قلت إني أفعل ذلك قال فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عيناك ونفهت نفسك لعينك حق ولنفسك حق ولأهلك حق قم ونم وصم وأفطر
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار ؟ قلت : إني أفعل ذلك قال : فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عيناك ونفهت نفسك ، لعينك حق ولنفسك حق ولأهلك حق ، قم ونم وصم وأفطر )
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قال زهير حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحب الصيام إلى الله صيام داود وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه وكان يصوم يوما ويفطر يوما
القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قال زهير حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أحب الصيام إلى الله صيام داود ، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ، وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً ).