حدثني أبو الطاهر أخبرنا عبدالله بن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن جابر بن عبدالله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمر الظهران ونحن نجني الكباث فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( عليكم بالأسود منه ) قال فقلنا يا رسول الله كأنك رعيت الغنم قال ( نعم وهل من نبي إلا وقد رعاها ) أو نحو هذا من القول
القارئ : حدثني أبو الطاهر أخبرنا عبد الله بن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله قال : ( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمر الظهران ونحن نجني الكباث فقال النبي صلى الله عليه وسلم : عليكم بالأسود منه، قال فقلنا يا رسول الله كأنك رعيت الغنم قال : نعم وهل من نبي إلا وقد رعاها ) أو نحو هذا من القول. الشيخ : الكباث ، هو ليس من ... ، لكننا لا نعرفه.
القارىء : " قال أهل اللغة : هو النضيج من ثمر الأراك ". الشيخ : النضيج من ثمر الأراك ، يعني الشجرة ... ، والنضيج الظاهر أنه إذا نضج اسودّ ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بالأسود منه ) لأنه يكون ناضجا ، والغالب أن الثمر إذا كان ناضجا يكون سهل الهضم ولا يتعب المعدة بخلاف ما إذا كان لم ينضج. هذا غير صحيح ، لا يلزم أن ... لا يتداوى إلا بالأعشاب ، يتداوى بالأعشاب وبالمصنوعات ، وهذه المصنوعات هي من الأعشاب لكنها صنّعت على وجه معين يرون أنه أنفع وأحفظ لها إذا بقيت لمدة طويلة ، وإلا هي هي ، نعم.
السائل : أحسن الله إليك الإقعاء الذي ذكره الشارح ما هو بواضح يعني ... الساقين هكذا الشيخ : أي هكذا. السائل : لكن فيه صعوبة. الشيخ : أي أي قرب الساق من الفخذ. السائل : هكذا بدون احتباء. الشيخ : بدون احتباء ، وش الاحتباء متى يأتي الاحتباء ؟ السائل : ... . الشيخ : لا لا لا ، مو لازم ، نعم.
هل من السنة أن يدعوا الشخص نفسه إلى الطعام دون أن يدعوه صاحب الطعام؟
السائل : أحسن الله إليك هل من السنة أن يدعو الشخص نفسه إلى الطعام دون أن يدعوه صاحب البيت ؟ الشيخ : يدعو نفسه إلى الطعام ؟ السائل : نعم. الشيخ : كيف ؟ السائل : كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم. الشيخ : مثل أيش ؟ السائل : مثل أن يذهب إلى الشخص في وقت غدائه ، يتغدى عنده دون أن يدعوه صاحب البيت ، هل هذا من السنة ؟ الشيخ : هذا طفيلي ، نهي الرجل أن يفجأ القوم وهم على الطعام ، يتحرى وقت طعامهم ثم إذا جاء السلام عليكم. السائل : هل هذه خاصة بالرسول ؟ الشيخ : لا ما هي خاصة ، لكن الحاجة وأيضا النبي عليه الصلاة والسلام يعلم أن صاحب البستان يرضى بهذا.
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ القثاء ما هو ؟ الشيخ : القثاء يسمى عندنا خربز أظن ، تعرفون الخربز ، ويسمى عندنا نحن بلغة القصيم ... ، نعم ولا مشاحة في اللغة. االقارئ : انتهى الوقت يا شيخ. الشيخ : طيب ، نعم.
ما ذكره النووي في شرح حديث الخياط أن بعض الصحابة شرب بول النبي صلى الله عليه وسلم هل يصح؟
السائل : قول النووي في شرح حديث الخياط الذي دعا الرسول صلى الله عليه وسلم أن بعض الصحابة شرب بول النبي صلى الله عليه وسلم الشيخ : شرب ؟ السائل : بول النبي. الشيخ : آه ، شرب بول النبي ، لا ما هو بصحيح هذا ، ولا يمكن ، أقول هذا لا يمكن ، النبي عليه الصلاة والسلام أليس يستنجي من البول ويستجمر ، لأنه ، لأنه أيش ؟ لأنه نجس ، فكيف يشرب النجس.
حدثني عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي أخبرنا يحيى ابن حسان أخبرنا سليمان ابن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائش: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( نعم الأدم أو الإدام الخل)
القارئ : حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى بن حسان أخبرنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( نعم الأدم أو الإدام الخل ). الشيخ : الحمد لله رب العالمين ، الخل هو أن يوضع التمر في الماء ويبقى ليلة أو ليلتين فيمتص ما في الماء من الأذى ويكسب الماء حلاوة ، أشبه ... الآن الشاي ، كأنه شبه الخل ، والإنسان يأتدم به كثيرا ولا سيما في بعض أنواع الخبز التي إذا غمستها شالت نصف الفنجان ، هذا يؤتدم به ونعم الإدام ، لكن الخل لما كان طبيعيا كان أفضل.
حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو عوانة عن أبي بشر عن أبي سفيان عن جابر بن عبدالله: أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهله الأدم فقالوا ما عندنا إلا خل فدعا به فجعل يأكل به ويقول ( نعم الأدم الخل نعم الأدم الخل)
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو عوانة عن أبي بشر عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهله الأدم فقالوا ما عندنا إلا خل فدعا به فجعل يأكل به ويقول : نعم الأدم الخل نعم الأدم الخل ). الشيخ : ثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليه لأن أهله كأنهم استقلوه وقالوا ليس عندنا إلا خل فأراد أن يرفع من شأنه وقال : ( نعم الأدم الخل ).
حدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا إسماعيل ( يعني ابن علية ) عن المثنى ابن سعيد حدثني طلحة بن نافع أنه سمع جابر بن عبدالله يقول
: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ذات يوم إلى منزله فأخرج إليه فلقا من خبز فقال ( ما من أدم ؟ ) فقالوا لا إلا شيء من خل قال ( فإن الخل نعم الأدم )
قال جابر فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من نبي الله صلى الله عليه وسلم وقال طلحة ما زلت أحب الخل منذ سمعتها من جابر
القارئ : حدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا إسماعيل يعني ابن علية عن المثنى بن سعيد حدثني طلحة بن نافع أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : ( أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ذات يوم إلى منزله فأخرج إليه فلقا من خبز فقال : ما من أدم ؟ فقالوا لا إلا شيء من خل قال : فإن الخل نعم الأدم ، قال جابر : فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من نبي الله صلى الله عليه وسلم وقال طلحة : ما زلت أحب الخل منذ سمعتها من جابر ).
حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثني أبي حدثنا المثنى بن سعيد عن طلحة ابن نافع حدثنا جابر بن عبدالله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده إلى منزله بمثل حديث ابن علية إلى قوله ( فنعم الأدم الخل ) ولم يذكر ما بعده
القارئ : حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثني أبي حدثنا المثنى بن سعيد عن طلحة ابن نافع حدثنا جابر بن عبدالله : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده إلى منزله ) بمثل حديث ابن علية إلى قوله : ( فنعم الأدم الخل ) ولم يذكر ما بعده.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حجاج بن أبي زينب حدثني أبو سفيان طلحة بن نافع قال سمعت جابر بن عبدالله قال
: كنت جالسا في داري فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إلي فقمت إليه فأخذ بيدي فانطلقنا حتى أتى بعض حجر نسائه فدخل ثم أذن لي فدخلت الحجاب عليها فقال ( هل من غداء ؟ ) فقالوا نعم فأتي بثلاثة أقراصة فوضعن على نبي فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرصا فوضعه بين يديه وأخذ قرصا آخر فوضعه بين يدي ثم أخذ الثالث فكسره باثنين فجعل نصفه بين يديه ونصفه بين يدي ثم قال ( هل من أدم ؟ ) قالوا لا إلا شيء من خل قال ( هاتوه فنعم الأدم هو
القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حجاج بن أبي زينب حدثني أبو سفيان طلحة بن نافع قال سمعت جابر بن عبد الله قال : ( كنت جالسا في داري فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إلي فقمت إليه فأخذ بيدي فانطلقنا حتى أتى بعض حجر نسائه فدخل ثم أذن لي فدخلت الحجاب عليها فقال : هل من غداء ؟ فقالوا نعم فأتي بثلاثة أقراصة فوضعن على نبي فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرصا فوضعه بين يديه وأخذ قرصا آخر فوضعه بين يدي ثم أخذ الثالث فكسره باثنين فجعل نصفه بين يديه ونصفه بين يدي ثم قال : هل من أدم ؟ قالوا : لا إلا شيء من خل قال : هاتوه فنعم الأدم هو ).
الشيخ : في هذا دليل على استصحاب من يشاء من أصحابه إلى البيت ، وفيه أيضا دليل على تواضع النبي صلى الله عليه وسلم حيث أنه أخذ القرص فبدأ بنفسه ثم أعطى جابرا ، ثم أخذ القرص الثالث فكسره نصفين ، فأخذ النصف وأعطى جابرا النصف ، فإن قال قائل : هذه العادة قد تستغرب عندنا ؟ لأن العادة أن صاحب البيت لا يبدأ بنفسه وإنما يبدأ بالضيف ، قلنا هذه عادة لكن العادة النبوية أفضل تبدأ بنفسك وفيها أيضا دليل على مشاركة الرجل لضيوفه ، خلافا لما يفعله بعض الناس الآن تجده يقدم القِرى ثم يذهب إلى البيت أو يجلس أو يقف على الرؤوس ، والسنة أن يشاركهم وإذا شاركهم فالسنة أن لا يقوم الأول لأنه إذا قام الأول فإنه سيقومون ويخجلون أن يبقوا فلإكرامهم أن يتأخر ، لكن بعض الناس عندهم عادات عجيبة ، يقولون إنه إذا دخل الضيف قدموا له القرى من طعام وشراب ثم ذهبوا وأغلقوا الباب عليه وذهبوا إلى البيت وإذا ظنوا أنه انتهى جاؤوا ، وحدثني بعضهم أنه إذا كان في الليل أطفؤوا المصباح وجعلوه يأكل يعني جعلوا الضيوف يأكلون في الظلماء من أجل أن لا يستحي بعضهم كما فعل الأنصاري حينما استضاف ضيف النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه دخل البيت أعني الأنصاري ولم يكن فيه إلا طعامه وطعام أولاده فقال لزوجته أطفئي المصباح وأريهم أنّا نأكل ، فأكل الضيوف حتى شبعوا والرجل وأهل بيته ما أكلوا ، فعجب الله عز وجل من صنيعهما تلك الليلة ، لأن هذا إيثار بالغ ، وهو من أفضل الأخلاق التي عليها الأنصار كما قال عز وجل : (( والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )) يعني لا يجدون في قلوبهم حاجة مما أوتيه المهاجرون من الفضائل والأجر ، وهذه العادة أخيرا ، كان بالأول الناس يجعلون الطعام في صحن كبير ويأكل الناس كلهم سواء ، الآن بدأوا يعطون كل واحد بصحن ثم تطورت بل تدهورت الحال إلى أن يضعوا الطعام على ماصة ثم يمر الناس كأنهم فقراء كل واحد يأخذ صحن. الطلاب : هههه. الشيخ : نعم.
القارئ : يقول : " نبي هكذا هو في أكثر الأصول نبي بنون مفتوحة ثم باء موحدة مكسورة ثم ياء مثناة تحت مشددة وفسروها بمائدة من خوص ". الشيخ : بما. القارئ : " بمائدة من خوص ". الشيخ : أيش ؟ القارئ : " مائدة من خوص ". الشيخ : مائدة. القارئ : " ونقل القاضي عياض عن كثير من الرواة أو الأكثرين أنه بتيّ بباء مفتوحة ثم مثناة فوق مكسورة مشدودة ثم ياء مثناة من تحت مشددة ، والبِتّ كساء من وبر أو صوف فلعله منديل وضع عليه هذا الطعام ، قال ورواه بعضهم بضم الباء وبعدها نون مكسورة مشددة قال القاضي الكناني هذا هو الصواب وهو طبق من خوص ". الشيخ : يعني هو شيء يوضع عليه الخبز.
حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار ( واللفظ لابن المثنى ) قالا حدثنا محمد ابن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة عن أبي أيوب الأنصاري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطعام أكل منه وبعث بفضله إلي وإنه بعث إلي يوما بفضلة لم يأكل منها لأن فيها ثوما فسألته أحرام هو ؟ قال ( لا ولكني أكرهه من أجل ريحه )
قال فإني أكره ما كرهت
القارئ : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بطعام أكل منه وبعث بفضله إلي وإنه بعث إلي يوما بفضلة لم يأكل منها لأن فيها ثوما فسألته أحرام هو ؟ قال : لا ولكني أكرهه من أجل ريحه ، قال فإني أكره ما كرهت ).
الشيخ : في هذا دليل على ما سبق من أن الإنسان إذا كره الشيء بطبيعته فلا حرج أن يمتنع منه ، فالنبي صلى الله عليه وسلم كرهه من أجل رائحته ، ثم أخبر في أحاديث أخرى أنه إنما كره ذلك لأنه يناجي من لا يناجيه الخلق وهو جبريل في حال نزول الوحي ، أي نعم.
وحدثني الحجاج بن الشاعر وأحمد بن سعيد بن صخر ( واللفظ منهما قريب ) قالا حدثنا أبو النعمان حدثنا ثابت ( في رواية حجاج بن يزيد أبو زيد الأحول ) حدثنا عاصم بن عبدالله ابن الحارث عن أفلح مولى أبي أيوب عن أبي أيوب: أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه فنزل النبي صلى الله عليه وسلم في السفل وأبو أيوب في العلو قال فانتبه أبو أيوب ليلة فقال نمشي فوق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنحوا فباتوا في جانب ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( السفل أرفق ) فقال لا أعلو سقيفة أنت تحتها فتحول النبي صلى الله عليه وسلم في العلو وأبو أيوب في السفل فكان يصنع للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما فإذا جيء به إليه سأل عن موضع أصابعه فيتتبع موضع أصابعه فصنع له طعاما فيه ثوم فلما رد إليه سأل عن موضع أصابع النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له لم يأكل ففزع وصعد إليه فقال أحرام هو ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا ولكني أكرهه ) قال فإني أكره ما تكره أو ما كرهت قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى
القارئ : وحدثني الحجاج بن الشاعر وأحمد بن سعيد بن صخر واللفظ منهما قريب قالا حدثنا أبو النعمان حدثنا ثابت في رواية حجاج بن يزيد أبو زيد الأحول حدثنا عاصم بن عبد الله بن الحارث عن أفلح مولى أبي أيوب عن أبي أيوب الأنصاري : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه فنزل النبي صلى الله عليه وسلم في السفل وأبو أيوب في العلو قال فانتبه أبو أيوب ليلة فقال نمشي فوق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنحوا فباتوا في جانب ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : السفل أرفق . فقال : لا أعلو سقيفة أنت تحتها فتحول النبي صلى الله عليه وسلم في العلو وأبو أيوب في السفل ، فكان يصنع للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما فإذا جيء به إليه سأل عن موضع أصابعه فيتتبع موضع أصابعه فصنع له طعاما فيه ثوم فلما رد إليه سأل عن موضع أصابع النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له لم يأكل ففزع وصعد إليه فقال أحرام هو ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا ولكني أكرهه . قال فإني أكره ما تكره أو ما كرهت قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى ). الشيخ : يؤتى يعني يوحى إليه.
الشيخ : في هذا فوائد : منها جواز بناء البيت على طبقتين أو أكثر ، وهذا لا ينافي قول النبي صلى الله عليه وسلم في أشراط الساعة : ( أن ترى الحفاة العراة العالة يتطاولون في البنيان ) لأن هذا خبر عن واقع ولم يحرمه النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنها شدة احترام الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم ، أن أبا أيوب امتنع أن يكون في السقف الأعلى والنبي صلى الله عليه وسلم في الأرض ، ومنها أنه ينبغي للإنسان أن يختار ما هو أرفق إذا كان في بيت وكانت المنازل السفلى تكفيه وتقوم باللازم ، فالأولى ألا يصعد إلا لسبب ، لأن ذلك أرفق ، وكلما كان أرفق للإنسان فهو أولى لأن الله تعالى رفيق يحب الرفق ، وفيه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التواضع حيث أن أبا أيوب رضي الله عنه أبى إلا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم هو الأعلى مع أن الأسفل أرفق برسول الله صلى الله عليه وسلم لكن لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم هوى أبي أيوب وافقه على ذلك ، ومنها ما ساق المؤلف الحديث من أجله وهو إباحة أكل الثوم ، ولكن إذا قال قائل : هل يأكله الإنسان وهو يريد أن يصلي مع الجماعة ؟ قلنا هو مباح فإن أكله ليتخلف عن الجماعة فهذا حرام ولا يجوز ، وإن أكله لأنه صادف أكله في هذا الوقت فلا حرج عليه وحينئذٍ نقول لا تصل في المسجد ، رفقا به أو دفعا لأذاه ؟ دفعا لأذاه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنسان وهذا يدل على أنه لا يدخل المسجد لا وقت الجماعة ولا إذا لم يكن فيه جماعة إلى متى ؟ إلى أن يذهب الريح ، الريح في البصل يذهب قريب ، لكن في الثوم لا يذهب قريبا بل إن الثوم إذا عرق الإنسان شُمت الرائحة من العرق لأنه شديد ، فإن قيل هل يمكن أن يذهب ريحهما مع بقاء النفع ؟ فالجواب نعم ، وذلك بالطبخ ، إذا طبخا فالنفع باقي ولكن الرائحة تزول ، ولهذا قال عمر : ( من أراد أن يأكلهما فليمتهما طبخا )، نعم.
هل يقال بأنه يجب عليه أن يزيل رائحة الثوم بناء على قاعدة ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب؟
السائل : هل يقال أنه يجب عليه أن يزيل هذه الرائحة ، بناء على ... . الشيخ : بناء على أيش ؟ السائل : أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. الشيخ : لا أظن ذلك ، ما دام أنه لم يأكلها لاسقاط الجماعة فلا يلزمه ، ثم الآن هل وجد مثلا شيء يزيل الرائحة ذي ، نعم ؟ السائل : نعم يا شيخ ، في الصيدليات. الشيخ : نعم ؟ السائل : يباع في الصيدليات. الشيخ : يذهبه ؟ السائل : أي نعم يذهبه ، حبات صغيرة تؤكل بعد أكل الثوم والبصل تذهب برائحته تماما. الشيخ : طيب هذا ، لا الهيل ما ينفع ، الهيل وكذلك ما قيل من الجريد الأخضر ، يعلكه الإنسان وتذهب الرائحة ما هو بصحيح ، وليد.
السائل : ما الضابط يا شيخ في الرائحة ... بحيث إذا أكل يشم ... ؟ الشيخ : في الغالب يعني ، في الغالب لأنه أحيانا يكون بعض الناس شمه قوي ، يشم الرائحة من بعيد ، وبعض الناس شمه رديء ما يشم إلا إذا حط أنفه بفمه. السائل : ... . الشيخ : المهم أن الللي جنبه يعني يحس بالرائحة ؟ ، ما يحس ، وعند النفس ؟ السائل : ... . الشيخ : ههه ، عندك زميل ، إذا أردت أن تمتحن تقول تعال ثم انفخ في أنفه ، يتبين. الطلاب : ههههه. السائل : طيب الملائكة يا شيخ ؟ الشيخ : الملائكة مثل بني آدم الرسول قال تتأذى مما يتأذى منه الإنسان ، فهي مثل الآدمي ، نعم.
السائل : بعضهم يبتلع ، هل من ابتلع الثوم كمن أكل ؟ الشيخ : أي ، هذا سؤال وجيه يقول بعضهم يبتلعه بدون مضغ ، يقال أنه لا تكون له رائحة وهذا في الفم مسلم ، ما يكون رائحة لكن في المعدة ما أظن ، لا بد أن يتحلل ، لأن المعدة مستعدة الآن ، يوم ينزل الشيء فيها والمعامل تمشي ، فأخشى أنه إذا تحلل في المعدة ثم تنفس الإنسان أو تجشأ يتبين. السائل : ما يروح المسجد ؟ الشيخ : إذا كان يجد رائحة لا يروح ، ولكن جرّب يا عبد الرحمن ، عندك شيء الليلة ، جرب ابلع واحدة بلع وشوف ، إن شاء الله ، وغدا تخبرنا إن شاء الله ، طيب.
حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير بن عبدالحميد عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني مجهود فأرسل إلى بعض نسائه فقالت والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك حتى قلن كلهن مثل ذلك لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء فقال ( من يضيف هذا الليلة رحمه الله ) فقام رجل من الأنصار فقال أنا يا رسول الله فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته هل عندك شيء ؟ قالت لا إلا قوت صبياني قال فعلليهم بشيء فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه قال فقعدوا وأكل الضيف فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة)
القارئ : حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير بن عبد الحميد عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة قال : ( جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني مجهود فأرسل إلى بعض نسائه فقالت : والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك حتى قلن كلهن مثل ذلك لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء فقال : من يضيف هذا الليلة رحمه الله ؟ فقام رجل من الأنصار فقال : أنا يا رسول الله فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته هل عندك شيء ؟ قالت : لا إلا قوت صبياني . قال : فعلليهم بشيء فإذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أنا نأكل فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى السراج حتى تطفئيه قال فقعدوا وأكل الضيف فلما أصبح غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة ).
الشيخ : في هذا الحديث دليل على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من قلة العيش ، وصبره على ذلك ولقد كان صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة وهو عليه الصلاة والسلام أكرم الخلق ، وفيه دليل على كرم الأنصار رضي الله عنهم وإيثارهم على أنفسهم حيث آثر هذا الرجل ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه وأهله وفيه دليل على جواز التورية لكن بشرط أن يكون على وجه مباح ، والتورية أن يري الإنسان غيره الشيء على غير وجهه لكن على وجهٍ مباح ، ويسمى هذا عند أهل العلم التأويل ، يكون في الأيمان وغيرها ، وقد قال عمر فيما أظن : ( إن في التأويل لمندوحة عن الكذب ) يعني الإنسان يستطيع إذا كان عنده علم بالتأويل وهو أن يريد بلفظه ما يخالف ظاهره مندوحة عن الكذب ، فمثلا لو أن أحدا استأذن عليك وقلت لأهلك إذا استأذن أحد علي فقولوا ليس فيه ، فلان ليس فيه وانووا حجرة معينة من البيت ، فهذا جائز والمستأذن يحسب أنه ليس في البيت أبدا ليس موجودا في البيت هذا لا بأس به ، ويقال أن رجلا سأل في حلقة الإمام أحمد رحمه الله عن المروذي فقال ليس المروذي ها هنا ويشير إلى راحته وما يصنع المروذي ها هنا ، فانصرف الرجل ، مع أن المروذي كان مع الطلبة فهذا من باب التأويل ، وهل يجوز التأويل أو لا يجوز ؟ هذا على ثلاثة أقسام : الأول أن يكون الإنسان ظالما فلا ينفعه التأويل ولا يحل له ، الثاني أن يكون مظلوما فالتأويل في حقه جائز وينفعه ، الثالث لا هذا ولا هذا فمختلف فيه ، أما الأول إذا كان ظالما فهو أن يدّعي عليه صاحب الحق بحق عند القاضي ، ويقول والله ما له عندي درهم وينوي بما اسما موصول يعني أن له عندي درهم ، السامع يحسب أن ما أيش ؟ نافية وهو يريدها مثبتة اسما موصولا ، هذا لا ينفعه حتى لو حكم ببراءته فإن ذلك لا ينفعه عند الله عز وجل لأنه ظالم ، والثاني المظلوم أن يدّعي عليه إنسان بشيء معين وهو كاذب فيحلف ويتأول هذا لا بأس به ، ومن ذلك لو قيل له دلنا على محل فلان وهو يعلم أنه سيأخذونه ظلما فهنا يجب عليه أن يتأول ، فيقول والله لا أعلم عنه ، وباب العلم واسع يعني مثلا لا أعلم عنه أنائم هو أم يقظان أواقف أم قاعد أفي البيت أم في السوق ، هذا جائز لأنه مظلوم ، وكذلك لو قيل له هذه المرأة ليست زوجتك وهي زوجته ، يتأول وقال والله ليست زوجتي ويريد ليست زوجتي قبل العقد عليها ، صحيح هذا ولا غير صحيح ؟ صحيح ، لأنه مظلوم ، أما من ليس ظالما ولا مظلوما فاختلف العلماء في جواز التأويل فبعضهم قال إنه جائز وبعضهم قال إنه غير جائز والأقرب أنه ليس بجائز.