تفرس الامام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ في الرجل أنه مبتدع؟
الشيخ : تفرس في هذا الرجل أنه إيش ؟ أنه مبتدع ولهذا حكم بمقتضى هذه الفراسة وأمر أن يخرج من مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام يخرج من المسجد النبوي الذي هو عام للمسلمين ليش ؟ لأن هذا مفسد والإمام مالك في المدينة له قوله وله ميزانه ولهذا أمر بإخراجه لكن معبد الجهني وعمرو بن عبيد في مجلس الحسن البصري رحمه الله لما سأله عن القدر ما قال : أخرجوهم أخبرهم بالحق ثم اعتزلا إلى مكان آخر في المسجد وجعلا يقرران مذهب المعتزلة لأن لكل مقام مقالا والإنسان قد يكون له وزنه في مكان دون مكان آخر طيب قال رحمه الله نعم ربيعة الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول كما قال تلميذه .
قال المؤلف :" وقد مشى أهل العلم بعدهما على هذا الميزان. وإذا كان الكيف غير معقول ولم يرد به الشرع فقد انتفى عنه الدليلان العقلي والشرعي فوجب الكف عنه. فالحذر الحذر من التكييف أو محاولته، فإنك إن فعلت وقعت في مفاوز لا تستطيع الخلاص منها، وإن ألقاه الشيطان في قلبك فاعلم أنه من نزغاته، فالجأ إلى ربك فإنه معاذك، وافعل ما أمرك به فإنه طبيبك قال الله تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم}."
الشيخ :" وقد مشى أهل العلم بعدهما على هذا الميزان وإذا كان الكيف غير معقول ولم يرد به الشرع فقد انتفى عنه الدليلان العقلي والشرعي فوجب الكف عنه " والحمد لله يعني نحن في سلامة يا إخوان الأمور الغيبية ما دمنا سالمين والحمد لله نسلم هؤلاء الذين يقال إنهم يريدون التعمق وتحقيق العقيدة تجده يسأل كم أصابع الله ؟ السؤال هذا جائز ولا غير جائز ؟ غير جائز، اسكت عما سكت الكتاب والسنة عنه كم أنامله ؟ ما يجوز لا يجوز اسكت على ما جاء في الكتاب والسنة وأنت في خير وفي سلامة لا تتعمق فتغرق اسلك ما سلكه السلف رحمهم الله في هذا وغيره " فالحذر الحذر من التكييف أو محاولته، فإنك إن فعلت وقعت في مفاوز لا تستطيع الخلاص منها، وإن ألقاه الشيطان في قلبك فاعلم أنه من نزغاته، فالجأ إلى ربك فإنه معاذك، وافعل ما أمرك به فإنه طبيبك قال الله تعالى : (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم )) " الحمد لله ذكر الله الداء والدواء ما هو الداء المتوقع ؟ أن ينزغك من الشيطان نزغ سواء في العقيدة أو في المعاصي أو في الأخلاق واعلم أن الشيطان لا يأمر إلا بالفحشاء لا يأمر بالخير أبدا وإنما يأمر بالشر فكلما هممت بالشر فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم استعمل هذا الدواء فإنه دواء ناجع نعم .
قال المؤلف :"القاعدة السابعة: صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها فلا نثبت لله تعالى من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث" (انظر القاعدة الخامسة في الأسماء)."
الشيخ :" القاعدة السابعة : صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها فلا نثبت لله تعالى من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته " هذه القاعدة لها قاعدة سبقت في الأسماء إيش هي ؟ أنها توقيفية كذلك الصفات توقيفية لا يمكن أن تصف الله شوف التعبير إلا ما دل الكتاب والسنة على ثوبته في الأسماء ويش قلنا ؟ قاعدة الأسماء ارجع لها اقرأ اقرأ القاعدة . القارئ : " القاعدة الخامسة : أسماء الله تعالى توقيفية، لا مجال للعقل فيها وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يزاد فيها ولا ينقص " . الشيخ : تمام شوف على ما جاء به الكتاب والسنة إذا اللفظ ما نثبته لكن الصفات قلنا ما دل عليه الكتاب والسنة لأن الكتاب والسنة قد يدل على المعنى وإن لم يرد بلفظه فهنا فرق الأسماء لا تثبت أي اسم إلا إذا جاء في الكتاب والسنة الصفات أثبت كل ما دل عليه الكتاب والسنة والفرق أنه قد يكون هناك صفات لم ينص عليها في الكتاب والسنة لكن لا تنافي الكمال أثبتها ولا ضرر وقد سبق لنا أن الصفات تنقسم إلى ثلاثة أقسام : كمال محض، ونقص محض، وفيه تفصيل طيب . يقول المؤلف : " قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى : لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله، لا يتجاوز القرآن والحديث " ثم قال : " انظر القاعدة الخامسة في الأسماء " . الإمام أحمد رحمه الله تعرفون أنه في زمن محنة يجادل من ؟ الجهمية والمعتزلة وأصحاب الإرجاء وغيرهم فلهذا قال : " لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله لا يتجاوز القرآن والحديث " ظاهر كلام الإمام أحمد أنك لا تثبت أي صفة إلا وهي منصوص بعينها لقوله : " لا يوصف إلا بما وصف به نفسه " على أنه يحتمل أن يكون المراد إلا ما وصفه به نفسه جنسا لا عينا وحينئذ يكون كما ذكرنا في القاعدة لكن الإمام أحمد رحمه الله يحترز في مثل هذه الأشياء حتى إنه قال : " من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال : غير مخلوق فهو مبتدع " فخطأ من قال مخلوق وغير مخلوق مع أنه عند التفصيل إن أراد باللفظ الملفوظ به فهو لا يا إخواني من قال لفظي بالقرآن مخلوق وأراد الملفوظ به فهو جهمي وإن أراد التلفظ بذلك فحق مخلوق لأنه صوت الإنسان ومن قال غير مخلوق يقول إنه مبتدع مع أنه عند التحقيق إذا كان يريد دفع أولئك الذين يقولون إنه مخلوق فهو محق ولهذا لا تجد هذه العبارة غير مخلوق في كلام السلف الأقدمين لأنه لم يكن هناك بدعة بالقول بإيش ؟ بخلق القرآن نعم . القاعدة لا .
قال المؤلف :"ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه: الأول: التصريح بالصفة كالعزة، والقوة، والرحمة، والبطش، والوجه، واليدين ونحوها. الثاني: تضمن الاسم لها مثل: الغفور متضمن للمغفرة، والسميع متضمن للسمع ونحو ذلك (انظر القاعدة الثالثة في الأسماء)."
الشيخ :" ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه : الأول : التصريح بالصفة كالعزة، والقوة، والرحمة، والبطش، والوجه، واليدين ونحوها " العزة أين الدليل ؟ (( ولله العزة ولرسوله )) القوة (( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )) الرحمة (( وربك الغفور ذو الرحمة )) البطش (( إن بطش ربك لشديد )) الوجه (( ويبقى وجه ربك )) اليدين (( بل يداه مبسوطتان )) ونحوها كالعين مثلا . " الثاني : تضمن الاسم لها " أن تكون الصفة غير منصوص عليها بعينها لكن الاسم يتضمنها وقد سبق لنا أن أسماء الله لا يتم الإيمان بها إلا بإثباتها اسما لله وإثبات ما تضمنته من صفة . " والثالث : إثبات ما تضمنته من حكم إذا كانت متعدية " طيب " مثل الغفور متضمن للمغفرة، والسميع متضمن للسمع ونحو ذلك انظر القاعدة الثالثة في الأسماء " مع أن الغفور قد ورد في القرآن ذو المغفرة (( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم )) لكن لا يمنع أن يكون لثبوت المغفرة أي لصفة المغفرة أن يكون لها دليلان أحدهما التصريح بها والثاني الاسم المتضمن لها .
قال المؤلف :"الثالث: التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة، والانتقام من المجرمين الدال عليها ـ على الترتيب ـ قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} وقول النبي، صلى الله عليه وسلم،: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا". الحديث. وقول الله تعالى: {وجاء ربك والملك صفاً صفاً}. وقوله: {إنا من المجرمين منتقمون}."
الشيخ :" الثالث : التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش " لا تجد اسما من مادة استوى لكن لك أن تقول إن الله مستو على العرش استوى فعل ولا اسم ؟ فعل لك أن تقول : إن الله مستو على العرش فإذا قال قائل : كيف تأتي بمستو اسم فاعل والذي ورد استوى بالفعل نقول لأن هذا الفعل يدل على شيئين على حدث وزمن وإن شئت فقل على معنى وزمن المعنى في استوى ما هو الاستواء والزمن الوقت نعم " كالاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا " يصح أن تقول إن الله تبارك وتعالى نازل إلى السماء الدنيا في الثلث الآخر من الليل كيف تقول نازل والحديث ينزل ؟ لأن الفعل يدل على المعنى الذي هو النزول طيب الثالث : " والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة " من أين أخذ ؟ من قوله : (( وجاء ربك والملك صفا صفا )) ومثل الإتيان موجودة نعم " والانتقام من المجرمين الدال عليها على الترتيب الدال عليها ـ أي على هذه الصفات ـ على الترتيب قوله تعالى : (( الرحمن على العرش استوى )) وقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ) الحديث وقول الله تعالى : (( وجاء ربك والملك صفاً صفاً )). وقوله : (( إنا من المجرمين منتقمون )) " لكن لاحظ في هذا أن الصفة المأخوذة من الفعل لا بد أن تقيد بما قيد به الفعل ما تخليها مطلقة فمثلا لو قال لك قائل هل من أسماء الله المنتقم ؟ فالجواب : لا حتى لو قرن بالعفو مع أنه في عد الأسماء المذكورة المعروفة العفو المنتقم نقول ما نقول هكذا ما نقول العفو المنتقم لا بد إذا أثبتنا الصفة هذه أو أثبتناه اسما من أسماء الله أن نقيده ولا يمكن أن نقول إنه اسما من أسماء الله وهو لا يصح إلا مقيدا وهذا فرق لاحظوا الفرق بين الاسم والوصف أن الاسم يصح مطلقا والوصف لا يصح إذا كان مقيدا إلا بما قيد به . فنقول لنا أن نقول إن الله منتقم ممن ؟ من المجرمين قيد به ولا نقول إن الله منتقم حتى ولو قرنا به كلمة عفو .
قال المؤلف :"قواعد في أدلة الأسماء والصفات: القاعدة الأولى: الأدلة التي تثبت بها أسماء الله تعالى وصفاته، هي: كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا تثبت أسماء الله، وصفاته، بغيرهما."
الشيخ :" قواعد في أدلة الأسماء والصفات " . هذه من أهم ما يكون في هذه القواعد : " القاعدة الأولى : الأدلة التي تثبت بها أسماء الله تعالى وصفاته، هي : كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلا تثبت أسماء الله، وصفاته بغيرهما " انتبه لا يمكن أن نثبت لله اسما ولا صفة إلا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد عرفتم أن الصفات أوسع من الأسماء .
كيف نرد على من يقول أن صفات الله ليست لها كيفية لا معلومة ولا مجهولة مستدلين بقول مالك :"والكيف غير معقول " والممتنع غير معقول .؟
السائل : ... نحن أثبتنا كيفية مجهولة فما ردنا لمن يقول إن صفات الله ليس لها كيفية ولا معلومة ولا مجهولة وذلك لأن قول الإمام مالك : " الكيف غير معقول " يمكن أن يكون ممتنع لأنه غير معقول يقال للممتنع كذلك في أخذنا من الآية (( ليس كمثله شيء )) ليس قطعية الثبوت يعني ظنية الدلالة ثم أخذنا بالعقل أن كل موجود له كيف نحن نفينا أن نأخذ الصفات من العقل فكيف نستدل نثبت هذه الكيفية من العقل ؟ الشيخ : نعم أحسنت هذا ليس من دلالة العقل المجردة هذا من اللازم لازم كل موجود أن يكون له صفة ما هو دلالة العقل هو لو لم يثبت أصلا كلمة الموجود قلنا ما يجوز نقولها لكن هي ثابتة وإذا كانت ثابتة فإنه يلزم من ثبوتها أن يكون لها صفة ولهذا قلنا إن الذي يقول إن الله ليس فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال قلنا إن هذا عدم هذا واضح كل شيء موجود لا بد له . الطالب : كيف هذا يقولون لازم القول ليس بقول القائل لا يقول بلازم ؟ الشيخ : لا، نقول باللازم هذا لازم عقلي كل يعلم أن الموجود لا بد له من صفة ولو لم يكن فيه إلا صفة الوجود .
هل يصح أن نقول إن صفات الله تعالى على ما أخبر به.؟
السائل : هل يصح شيخ أحسن الله إليكم أن نقول إن صفات الله سبحانه وتعالى على ما أخبر به ؟ الشيخ : لا لا إي نعم من غير كيف أي من غير تكييف لكن هي موجودة حقا لأنك لو قلت ليس لها كيفية إطلاقا هذا هو النفي المحض سبحان الله الآن وجه الله عز وجل هل تعتقد له كيفية ؟ لا بد له كيفية على صفة الله أعلم بها . النزول إلى السماء الدنيا لا بد له كيفية والله أعلم بها ما من شيء موجود إلا وله كيفية والممنوع هو نفي المماثلة كما جاء في الآية (( ليس كمثله شيء )) نعم القاعدة السادسة . السائل : القاعدة السادسة قلنا الدليل الثاني من العقل على إبطال التمثيل أن يقال كيف يكون وصف الخالق الكامل من جميع الوجوه مشابهاً في صفاته للمخلوق في المربوب الناقص كيف يستقيم يا شيخ تقول في ؟ الشيخ : كيف إيش ؟ السائل : كيف يستقيم اللفظ ؟ الشيخ : القاعدة السادسة هذه هي من وجوه الأول الثاني أن يقال اقرأ . القارئ : " أن يقال : كيف يكون الرب الخالق الكامل من جميع الوجوه مشابهاً في صفاته للمخلوق في المربوب " فيه زيادة يا شيخ زائدة . الشيخ : زائدة وين ؟ إي ويش يقول ؟ اقرأ النسخة اللي عندك . القارئ : " أن يقال : كيف يكون الرب الخالق الكامل من جميع الوجوه مشابهاً في صفاته للمخلوق في المربوب الناقص " . الشيخ : ها في هذه زائدة وأنت تأخرت بالسؤال عنها أنا ما أذكر أن أحدا سأل عنها بس المفروض أنها اشطبوا عليها في غلط نعم .
يذكر البعض في قوله تعالى " ثم استوى إلى السماء" ثم قصد إلى السماء هل يصح.؟
السائل : أحسن الله إليكم شيخ يذكر البعض عن قول الله تعالى : (( ثم استوى إلى السماء )) يقول ثم قصد إلى السماء ؟ الشيخ : بإرادة تامة نعم لا شوف قصد بإرادة تامة . السائل : يعني لا يخالف ما قررناه أن إلى في هذه الآية بمعنى انتهى ؟ الشيخ : لا لا ما يخالف لأنه قصد بإرادة تامة ويجعلون الإرادة هنا بمعنى الكمال بمعنى كمال الإرادة . الطالب : مثل الأسماء يجب الوقوف على النص أما الصفات ما يدل على ذلك في دلالة الكتاب والسنة . الشيخ : أوسع نعم .
السائل : لكن القول الثالث تصريح الفعل أو الوصف دال عليه كالاستواء قلنا إن الله مستوي إن الله نازل نسمي هذا ما يكون هذا اسم يا شيخ ؟ الشيخ : لا ما نسميه نصفه . السائل : يعني صفة النزول . الشيخ : صفة النزول صفة الاستواء . السائل : ما تكون اسم يا شيخ ؟ الشيخ : لا ما هو اسم الاسم أن تقول مثلا يا مستو على العرش اغفر لي مع أن قلت لكم أنا أن التوسل إلى الله بالصفة التي لا تصح إلا له جائزة حتى لو لم تكن اسما طيب نرجع نعم .
كيف قال المؤلف " الأدلة التي تثبت بها أسماء الله تعالى وصفاته هي الكتاب والسنة "ولم يذكر إلا دليلين ,وهل تؤخذ عن الصحابة.؟
الشيخ : هذه القاعدة أيضا مهمة على الأدلة التي تثبت بها أسماء الله وصفاته هي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعندي إشكال في التعبير، الأدلة ولم يذكر إلا شيئين ؟ فالجواب : أن هذا مثل قوله تعالى : (( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا )) يعني المراد بالأدلة الجنس الكتاب كم فيه من دليل ؟ مئات الأدلة وكذلك السنة فلا تثبت أسماء الله أو فلا تثبت أسماء الله، وصفاته بغيرهما إن قال قائل : إذا جاءنا شيء عن السلف عن الصحابة خاصة هل نثبته أو لا نثبته ؟ القاعدة عند علماء المصطلح أنه إن كان هذا الصحابي ممن عرف بالأخذ عن بني إسرائيل فإننا لا نقبل قوله لأن هذه أمور غيبية ليس للعقل فيها مجال حتى نقول هذا رأي له وإن لم يكن ممن عرف بالأخذ عن بني إسرائيل فإننا نأخذ بقوله لا على أنه قوله ولكن على أن له حكم الرفع . وقد ذكر علماء المصطلح أن ما ورد عن الصحابي مما لا مجال للعقل فيه ولم يعرف بالأخذ عن بني إسرائيل فإن له حكم الرفع كأحكام القيامة كأخبار القيامة وما أشبه ذلك .
الشيخ : وهنا تنبيه مثل بعض علماء المصطلح بمن يأخذ عن بني إسرائيل مثلوا بابن عباس رضي الله عنهما، وابن عباس هو من أشد الناس تحذيرا من الأخذ عن بني إسرائيل كما جاء في * صحيح البخاري * حيث عاتب الصحابة قال : ( كيف تأخذون من حديثهم وهم والله لن يرجعوا إلى ما جاء في كتابكم ) أنكر هذا أشد الإنكار ولا شك أن بعض الناس قد يغفل عن حديث ورد مع أنه بحر في الحديث أفهمتم لأن الإنسان لا يحيط بكل شيء علما أحيانا يرد نفي حديث في * فتح الباري * وناهيك بابن حجر اطلاعا وإذا هو بنفسه ذكره في موضع آخر هو بنفسه عندنا على هذا أمثلة لكن لا تحضرني الآن إنما نقيدها على الهامش هو نفسه ذكرها ثم يقول لم يرد فلذلك نقول إن الذين عدوا ابن عباس ممن عرف بالأخذ من بني إسرائيل لم يبلغهم أن ابن عباس ينكر الأخذ من بني إسرائيل .
قال المؤلف :"وعلى هذا فما ورد إثباته لله تعالى من ذلك في الكتاب أو السنة وجب إثباته. وما ورد نفيه فيهما وجب نفيه، مع إثبات كمال ضده.
وما لم يرد إثباته ولا نفيه فيهما وجب التوقف في لفظه فلا يثبت ولا ينفى لعدم ورود الإثبات والنفي فيه. وأما معناه فيفصل فيه: فإن أريد به حق يليق بالله تعالى فهو مقبول. وإن أريد به معنى لا يليق بالله عز وجل وجب رده."
الشيخ :" وعلى هذا فما ورد إثباته لله تعالى من ذلك في الكتاب أو السنة وجب إثباته " فما ورد إثباته من ذلك في الكتاب والسنة وجب إثباته . قوله : فما ورد أي على وجه صحيح بالنسبة للسنة ولهذا كان على المؤلف أن يذكر هذا القيد لأنه قد يرد في السنة حديث ضعيف فيه إثبات اسم من أسماء الله ولا يجب علينا إثباته فلا بد من قيد الصحة فيما ورد في الكتاب ولا فيما ورد في السنة ؟ فيما ورد في السنة إذ لا بد أن يصح من ذلك كلمة ( إن الله حيي ستير ) أنا ما وجدتها بهذا اللفظ ستير وإنما الذي وجدته في * النهاية في غريب الحديث * سَتير كسميع ولهذا نحن أطالب من كان منكم مختصا بالحديث أن يثبت لنا أن اللفظ الوارد ستّير نعم . الطالب : سمعت الشيخ ابن باز يقولها يا شيخ . الشيخ : إي ولو قالها ما هو حجة لأن صاحب النهاية عالم في اللغة وفي الحديث وهو قال إنه سَتير أنا لا أنكر أن يكون في اللغة فعّيل بمعنى المبالغة قد يكون اللغة واسعة فعّيل بمعنى المبالغة لكن كوننا نثبت هذا الاسم لله عز وجل بدون يقين وهذا لا يمكن إلا بضبط من يوثق بضبطه أو بالنقل مشافهة فلذلك نرجو منكم وأخص بهذا الذين يعتنون بالحديث أن تحققوا في هذه المسألة هل هي ستّير ولا ستير لأنه جرى حتى على لساني أنا أقول سِتّير لكن مر علينا قبل أيام في باب الغسل من الجنابة فقرأها القارئ سَتير فرجعت إلى كتب الحديث الغريب وجدتهم يقولون سَتير على وزن فعيل وقالوا إنه مبالغة في ساتر كسميع من منكم ينتدب لهذا ؟ فؤاد نعم نعم أرنا إياه . طيب ما ورد إثباته من أسماء الله وصفاته في الكتاب والسنة والمراد صحيح السنة فإنه يجب إثباته وما ورد نفيه فيهما وجب نفيه مع إثبات كمال ضده لا بد أن نقيد نفيه مع إثبات كمال ضده وما لم يرد إثباته ولا نفيه فيهما أي في الكتاب والسنة " وجب التوقف في لفظه فلا يثبت ولا ينفى لعدم ورود الإثبات والنفي فيه وأما معناه فيفصل فيه : فإن أريد به حق يليق بالله عز وجل فهو مقبول وإن أريد به معنى لا يليق بالله عز وجل وجب رده " وهذا غاية ما يكون من العدل غاية ما يكون من الأدب مع الله ورسوله نقول الشيء الذي لم يرد إثباته ولا نفيه لا يجوز أن نثبته ولا ننفيه واضح يا إخوان طيب لماذا ؟ علل لأنه لم يرد إثباته ولا نفيه وليس لنا الحق أن نتقدم بين يدي الله ورسوله فنثبت ما لم يرد وننفي ما ورد ولكن المعنى . واعلم أن العلماء رحمهم الله لم يلجؤوا إلى هذا التفصيل إلا لأن أهل التعطيل ألجؤوهم إلى ذلك في مسألة الجسم والجهة والحادث والمحدود وما أشبه ذلك وإلا فنحن في غنى عن هذا لكن لما ألجؤوهم إلى أن يتكلموا في هذا وجب على أهل السنة أن إيش ؟ أن ينزلوا في الميدان ويتكلموا وإلا فالسكوت عما لم يرد أسلم لكن " إِذا لم يكن إِلا الأسنةَ مركبٌ - إيش ؟ - *** فما حيلة المضطرِ إِلا ركوبُها " لا يمكن أن ندع لهم الميدان يتجارون فيه ونحن ساكتون . طيب صار الذي لم يرد نفيه ولا إثباته ما موقفنا نحوه ؟ أما اللفظ فنتوقف ولنا أن نتوقف ونقول لا تلزمنا بأن نثبت ولا ننفي لأنه ما ورد لكن إن ألجأنا أو صارت الحال تقتضي ذلك نقول نستفصل عن المعنى إن أريد به حق فهو مقبول المعنى لاحظ يعني معناه ما يستقر في نفوسنا من المعنى لكن هل اللفظ نثبته أو لا ؟ لا وإن أريد به معنى لا يليق بالله عز وجل وجب رده .
قال المؤلف :" فمما ورد إثباته لله تعالى: كل صفة دل عليها اسم من أسماء الله تعالى دلالة مطابقة، أو تضمن، أو التزام.
ومنه كل صفة دل عليها فعل من أفعاله كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين عباده يوم القيامة ونحو ذلك من أفعاله التي لا تحصى أنواعها، فضلاً عن أفرادها {ويفعل الله ما يشاء}."
الشيخ :" فمما ورد إثباته لله تعالى كل صفة دل عليها اسم من أسماء الله " صح مما ورد إثباته لله تعالى كل صفة دل عليها اسم من أسماء الله تعالى دلالة مطابقة أو تضمن أو التزام صح ؟ صحيح وسبق لنا بيان دلالة التضمن والمطابقة والالتزام إذا دل اللفظ على المعنى كله بجميع أجزاءه فهو مطابقة ودلالته على جزء المعنى تضمن ودلالة على أمر خارج لازم التزام ومثلنا بكلمة الخالق فقلنا الخالق يدل على ثبوت الذات وصفة الخلق إيه ؟ دلالة مطابقة على الأمرين جميعا وعلى الذات وحدها وهو الله عز وجل تضمن وعلى الخلق وحده تضمن أيضا وعلى العلم والقدرة والإرادة التزام نعم . طيب " ومنه أي مما ورد كل صفة دل عليها فعل من أفعاله فهو مما يجب إثباته كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء للفصل بين عباده يوم القيامة ونحو ذلك من أفعاله التي لا تحصى أنواعها فضلاً عن أفرادها كما قال الله عز وجل : (( ويفعل الله ما يشاء )) " .
الشيخ : طيب صانع يصلح ؟ أن نصف الله بأنه صانع الدليل ؟ الطالب : ... . الشيخ : قوله : (( صنع الله الذي أتقن كل شيء )) من عبارات العوام عندنا يقولون : يا صانع كل مصنوع هل هذا صحيح أو غير صحيح ؟ الطالب : صحيح الشيخ : هاه صحيح لأنه إن كان من فعله فهو من فعله واضح وإن كان من فعل العباد فقد قال الله تعالى : (( والله خلقكم وما تعملون )) ولهذا لا ننكر على العامة اللهم إلا أن يردوا معنى آخر أنه يحتاج في صنعه إلى آلات وإلى زنبيل وإلى فاروع ... يعرفوا الفاروع هاه تعرفه ؟ الطالب : ما أعرفه . الشيخ : ما تعرفه نعم إيش ؟ والأول ما تعرفه الزنبيل ؟ الطالب : لا الشيخ : سبحان الله طيب الزنبيل خصف من خوص النخل توضع فيه الأشياء يوضع فيه التمر يوضع فيه الحبوب وغيرها هذا يسمى زنبيل وما حسبت أحدا يجهل الزنبيل إلا أنت . الطالب : السلة. الشيخ : سلة هاه لا ما نعرف هذه السلة في سلة الدولاب تجرها طيب إذا لا تعلم الفاروع تعرفه ؟ الطالب : لا الشيخ : من باب أولى طيب نشوف الإخوان يحي ما تعرفه ؟ أبدا لا ستعرفه إن شاء الله الحين والأخ اللي بجنبك أظنه بعد تعرفه الفاروع سبحان الله ويش هو ؟ هاه . الطالب : الذي يحفر به الأرض الشيخ : تحفر به الأرض تمام هو عبارة عن حديدة لها طرف مسنم هكذا والطرف الثاني بالعكس مسنم هكذا ولها يد من خشب تدخل في ثقب بالوسط أنت معي ولا لا طيب ثم تضرب به الأرض فتحفر به الأرض عرفتها الآن ما اسمها عندك ؟ الزنبيل عرفنا أن اسمها عندك سلة وهذه ما اسمها عندك نيجيريا ما فيها فعرير ؟ الطالب : يسمى بقع . الشيخ : بقع طيب على كل حال يجب علينا أن نفهم أننا إذا قلنا هذا صنع الله أن ليس معنى ذلك أن الله محتاج إلى آلات يصنع بها السماء بنيناها هل أحد يتصور أن الله عز وجل أتى بالعمال والزنابيل والفواريع التي تسمى في لغة النيجيريين بقع نعم هل جاء بهذا ؟ لا واضح يا إخوان . طيب على كل حال لا ننكر على العامة الذين يقولون يا صانع كل مصنوع لأننا نعرف قصدهم أنه موجد كل موجود طيب .
قال المؤلف :"ومنه: الوجه، والعينان، واليدان ونحوها. ومنه الكلام، والمشيئة، والإرادة بقسميها: الكوني، والشرعي. فالكونية بمعنى المشيئة ، والشرعية بمعنى المحبة. ومنه: الرضا، والمحبة، والغضب، والكراهة ونحوها."
الشيخ :" ومنه أي مما ورد إثباتها الوجه والعينان واليدان " أدلة هذا إن شاء الله معروفة عندكم " ومنه الكلام والمشيئة والإرادة بقسميها : الكوني، والشرعي فالكوني بمعنى المشيئة والشرعية بمعنى المحبة " وهذه جرى تفصيلها في أي درس ؟ في درس * العقيدة الواسطية * " ومنه الرضا والمحبة، والغضب، والكراهة ونحوها " وهذه أيضا مرت بأدلتها في * العقيدة الواسطية * جاء دور السؤال .
الطالب : ... . الشيخ : لأن الاسم إنشاء والإخبار خبر عن شيء وقع ويتضح هذا بالمثال لو أراد أحد أن يسمي ابنه عبد المطلب يجوز أو لا يجوز ؟ الطالب : لا يجوز . الشيخ : مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر هذا وقال : ( أنا ابن عبد المطلب ) لأن هذا من باب الإخبار عن شيء واقع حتى مثلا لو فرضنا أن إنسان له أب وجد واسم جده عبد النبي وقال : أنا فلان بن فلان بن عبد النبي يجوز ولا لا ؟ لو أراد أن يسمي عبد النبي ما يجوز هذا معنى قولهم : إن باب الإخبار أوسع من باب الإنشاء .
هل يصح تقسيم ما يضاف لله إلى اسم وإلى صفة و إلى خبر عنه إذا تضمن كمالا.؟
الطالب : أن يجعل قسيما الإخبار عن الله عز وجل بإخبار لا تتضمن نقصا بل تتضمن كمالا قسيم هذا هذا القسم يكون قسيما للأسماء والصفات ؟ الشيخ : تقسيما يعني ؟ الطالب : يعني تنقسم الأشياء إلى ثلاث أمور. الشيخ : إلى إيش ؟ الطالب : إلى ثلاثة أشياء الشيخ : نعم الطالب : إلى ثلاثة أشياء التسمية والوصف والإخبار . الشيخ : لا لأن الوصف والتسمية كلها مندرجة تحت الإخبار لا لا بل هي أصح حتى التسمية لا نسمي الله إلا بما أخبر أنه تسمى به وكذلك الوصف . الطالب : طيب والإخبار قلنا في مثل يا دليل هون . الشيخ : نعم إيش ؟ الطالب : قول العوام يا دليل يا مهون . الشيخ : يا مهون لا بأس . الطالب : لأنها من باب الإخبار . الشيخ : من باب الإخبار . الطالب : وإن لم يرد . الشيخ : هذا ذكرناه قبل أن تحضر أنت ذكرنا هذه الأقسام ثلاثة أقسام ارجع إلى الأشرطة نعم يا محمد .
بماذا نثبت معاني صفات الله تعالى هل بدلالة اللغة.؟
السائل : شيخ بارك الله فيكم بماذا نثبت معاني صفات الله عز وجل ؟ نرجع إلى الدلالة اللغوية يعني هل إلى دلالة اللغة ؟ الشيخ : نعم كل ما في القرآن والسنة يرجع فيه إلى اللغة العربية لأن القرآن نزل باللغة العربية إلا ما نقله الشرع عن معناه فيرجع إلى الحقيقة الشرعية خل هذه معك سواء كانت للعقيدة أو كانت في الأحكام العملية لأن هذا الشرع كله باللغة العربية فكله يحمل على اللغة العربية ما لم يكن له تسمية شرعية فيرجع للشرع على أن الشرع حتى الذي له حقيقة شرعية أحيانا يكون هناك قرائن تدل على أن المراد به الحقيقة اللغوية مثل : (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم )) الآن لو أردنا أن نأخذ الصلاة هنا بالصلاة الشرعية كان المعنى إذا جاءنا إنسان بصدقته قلنا له اضطجع وصلينا عليه صلاة الجنازة لأن هذا معنى صل عليهم أليس هكذا ؟ لكن الآن نقول هنا قرينة تدل بل تفسير من الرسول عليه الصلاة والسلام يدل على أن المراد بذلك الدعاء فإنه كان إذا آتاه أحد بصدقته قال : ( اللهم صل على آل فلان ) نعم .
في الحديث "وإن ربكم ليس بأعور"قلنا أن له عينين و لو كانت أكثر لذكرها لأنها كمال فلماذا لا نثبتها له .؟
السائل : أحسن الله إليكم ذكرنا في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وإن ربكم ليس بأعور ) استدللنا به على إثبات العينين لله من وجهين ذكرنا أن الوجه الثاني هو أنه لو كان لله أكثر م عينين لذكره النبي صلى الله عليه وسلم لأنه أكمل الإشكال أحسن الله إليك أنه لو كان هذا صفة كمال لكان الله متصفا بها لأن كل صفة كمال ثابتة لله ؟ الشيخ : وإذا كان متصفا بها فلا بد أن يذكرها الرسول ؟ السائل : الإشكال يا شيخ إذا كانت هذه صفة كمال ليش ما كانت ثابتة لله ؟ الشيخ : ما هي صفة كمال لو كانت صفة كمال لثبتت والنبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يميز بين الدجال وبين الرب عز وجل فذكر أنه أعور حتى لا يشتبه لا تقل لماذا لم يذكر أشياء أخرى عقلية بأن هذا الدجال محدث نقول لأن المسألة كبيرة ولهذا أعظم فتنة منذ خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة الدجال والناس في تلك الحال قد لا يتصورون الأمور المعقولة ولكن يفهمون الباطل والحق بالأمور المحسوسة ولا من المعلوم هناك فروق كثيرة ليس الفرق بس أنه أعور والرب ليس بأعور اصبر التمييز بأن له ثلاثة أعين يحصل ولا ما يحصل ؟ يحصل فلما لم يذكره علم أنه ليس له ثلاثة أعين . السائل : لكن هل ثلاثة أعين أكمل من عينين ؟ الشيخ : لا .
السائل : بعض الناس إذا رأى مثلا ظلما في مجتمع وكذا قال اللهم انتقم هل يكفي القيد الأول ؟ الشيخ : لا أنا أرى أنه يقيد أرى أنه يقيد فيقال : اللهم انتقم من الظالمين أحسن .
قال المؤلف :"ومما ورد نفيه عن الله سبحانه لانتفائه وثبوت كمال ضده:الموت، والنوم، والسنة، والعجز، والإعياء، والظلم، والغفلة عن أعمال العباد، وأن يكون له مثيل أو كفؤ ونحو ذلك.
ومما لم يرد إثباته ولا نفيه لفظ (الجهة) فلو سأل سائل هل نثبت لله تعالى جهة؟. قلنا له: لفظ، الجهة، لم يرد في الكتاب والسنة إثباتاً ولا نفياً، ويغني عنه ما ثبت فيهما من أن الله تعالى في السماء. وأما معناه فإما أن يراد به جهة سفل أو جهة علو تحيط بالله أو جهة علو لا تحيط به.
فالأول باطل. لمنافاته لعلو الله تعالى الثابت بالكتاب، والسنة، والعقل والفطرة، والإجماع. والثاني باطل أيضاً: لأن الله تعالى أعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته. والثالث حق، لأن الله تعالى العلي فوق خلقه ولا يحيط به شيء من مخلوقاته."
القارئ : والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه يقول المؤلف حفظه المولى سبحانه وتعالى : " ومما ورد نفيه عن الله سبحانه لانتفائه وثبوت كمال ضده : الموت، والنوم، والسنة، والعجز، والإعياء، والظلم، والغفلة عن أعمال العباد، وأن يكون له مثيل أو كفؤ ونحو ذلك، ومما لم يرد إثباته ولا نفيه لفظ الجهة فلو سأل سائل هل نثبت لله تعالى جهة ؟ قلنا له لفظ الجهة لم يرد في الكتاب والسنة إثباتاً ولا نفياً، ويغني عنه ما ثبت فيهما من أن الله تعالى في السماء وأما معناه فإما أن يراد به جهة سفل أو جهة علو تحيط بالله أو جهة علو لا تحيط به . فالأول باطل لمنافاته لعلو الله تعالى الثابت بالكتاب، والسنة، والعقل والفطرة، والإجماع، والثاني باطل أيضاً : لأن الله تعالى أعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته. والثالث حق، لأن الله تعالى العلي فوق خلقه ولا يحيط به شيء من مخلوقاته " . الشيخ : سبق لنا هذه القاعدة المفيدة وهي ما ثبت في الكتاب والسنة من أسماء الله فإننا نثبته وما ثبت نفيه فإننا ننفيه وما لم يرد نفيه ولا إثباته مما تنازع الناس فيه فإننا نتوقف في لفظه ومعنى التوقف ألا نثبته ولا ننفيه ونسأل عن معناه فإن كان حقا وجب قبوله وإن كان باطلا وجب رده من ذلك لفظ الجهة وهي هل نقول إن لله جهة أو إن الله في جهة أو ما أشبه ذلك ؟ فالجواب يقول : لفظ الجهة لم يرد في الكتاب والسنة فليس علينا إثباته ولا علينا نفيه لماذا ؟ لأنه لم يرد في الكتاب والسنة حتى يجب علينا أن نثبت أو ننفي وهل لنا أن نثبت أو ننفي ؟ لا إذا ليس علينا وليس لنا أن نثبت لفظه أو أن ننفيه ولكن اعلموا أن هذا يورده أهل التعطيل على أهل الإثبات من أجل إلزامهم بما يرون أنه باطل حتى يقولوا هذا باطل فلماذا ذهبتم إليه نقول أما الجهة فلا نثبتها ولا ننفيها ويغني عن ذلك، عن كلمة أن الله في جهة أن نقول إن الله في العلو إن الله في السماء إن الله فوق عباده وما أشبه ذلك لأن هذا كله وارد في الكتاب والسنة فيغني عن هذه الجهة أو عن هذا اللفظ ما جاء في الكتاب والسنة من إثبات علو الله تبارك وتعالى . أما معناه فإننا نسأل هذا الذي وجه إلينا هذا السؤال ماذا تعني بالجهة ؟ هل تريد بذلك جهة سفل أو تريد جهة علو تحيط به أو جهة علو لا تحيط به . الأقسام ثلاثة : جهة سفل، جهة علو تحيط به، جهة علو لا تحيط به، ودليل هذه الأقسام الحصر فلا يمكن أن يوجد شيء رابع والجواب الأول باطل ما هو ؟ جهة السفل هذا باطل لأن الله تعالى قد ثبت له العلو بدلالة الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة وهذه سبقت في .