قراءة الأبيات
القارئ : بسم الله الرحمان الرحيم
" إذا طَلَعَتْ شمسُ النهارِ فإنَّها *** أمَارَة تسْلِيمي عليكمْ فسَلمُوا
سلامٌ مِن الرحمَنِ في كلِّ سَاعة *** وروحٌ وريحانٌ وفضلٌ وأَنعُمٌ
عَلى الصَّحْبِ والإخْوانِ والوِلْدِ والأُوْلى*** رَعَوْهُم بإحْسَانٍ فجَادُوا وأنْعُمُوا "
الشيخ : وأنعَموا.
القارئ : " عَلى الصَّحْبِ والإخْوانِ والوِلْدِ والأُوْلى*** رَعَوْهُم بإحْسَانٍ فجَادُوا وأنْعَمُوا "
الشيخ : بين العين ... دائما ... همزة
القارئ : رعوهم ... .
الشيخ : رعوهم بإحسان.
القارئ : " وسائرِ مَن للسُّنَّةِ المَحْضةِ اقتَفى *** ومَا زاغ عنها فهو حَقٌّ مُقدَّمُ "
الشيخ : حقًّا. نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : ... ولا خطأ لا لازم نرد الخطأ. لازم نرد الخطأ.
السائل : ... .
الشيخ : لا المهم ايش؟
السائل : ... .
الشيخ : الخبر مقدم فهو مقدم حقا يعني كل من للسنة المحضة اقتفى وما زاغ عنها فهو مقدم حقا يعني على غيرهم.
القارئ : " وسائرِ مَن للسُّنَّةِ المَحْضةِ اقتَفى *** ومَا زاغ عنها فهو حَقا مُقدَّمُ
أولئكَ أتباعُ النبيِّ وحِــــــــــــــــــــــــزْبُهُ *** ولوْلاهُمُ ما كان في الأرضِ مُسْلِمُ
ولولاهم كادَتْ تَمِيدُ بأهْلِـــــهَا *** ولكنْ رَوَاسِيها وأوْتادُها هُمُ
ولولاهم كانتْ ظلامًا بِأهْلِـــــها *** وَلكنْ هُمُ فِيها بُدُورٌ وَأنْجُمُ
أولئكَ أصْحَابي فحَيَّ هَلًا بهِمْ *** وحَيَّ هَلًا بـــــــــــــالطيِّبينَ وأُنعِمُ
لِكُلِّ امْرِئ ٍمنهم سَلامٌ يَخُصُّهُ *** يُبَلغُه الأدنَــــــــــــــــى إليهِ وَينعَمُ
فيَا مُحْسِنًا بَلغْ سَلامِي وَقُلْ لهُمْ *** محبــــــــــــــــــــكمُ يَدْعُو لكُم وَيُسَلمُ
ويَا لائِمِي فِـــي حُبِّهُمْ وَوَلائِهمْ *** تأمَّلْ هَدَاكَ اللهُ مَنْ هُوَ ألْوَمُ
بأيِّ دَلِيلٍ أمْ بأيَّةِ حُـــجةٍ *** ترَى حُبَّهُمْ عَارًا عَليَّ وَتنقِمُ
ومَا العارُ إلا بُغْضُهُمْ وَاجْتِنابُهُمْ *** وَحُبُّ عِـــــــدَاهُم ذاكَ عارٌ ومَأثمُ
أمَا وَالذِي شقَّ القلوبَ وأوْدَعَ الْـ *** ـمَحَبَّة فـــــــــــــــــيها حيثُ لا تَتصَرَّمُ
وحَمَّـــــــــلها قلبَ المُحِبِّ وإنَّهُ *** ليَضْعُفُ عنْ حَمْلِ القميصِ وَيَألمُ
وَذللها حتى اسْتكـــــــانَتْ لِصَوْلةِ الـْ *** ـمَحَبَّةِ لا تلــــــــــــــــــــــــــوي ولا تتلعْثمُ
وذَلَّلَ فيها أنفُسًا دُونَ ذلِّها *** حِياضُ المَنـــــــايا فوقها وَهْيَ حُوَّمُ
لأنْتُمْ عَلى قرْبِ الدِّيارِ وبُعْدِها *** أحِبَّتُنا إنْ غِبْتُمُ أو حَضَرْتُمُ
سَلُوا نَسَمَاتٍ الرِّيحِ كم قدْ تحمَّلتْ "
الشيخ : أعد أعد.
القارئ : " سَلُوا نَسَمَاتٍ الرِّيحِ كم قدْ تحمَّلتْ *** مَحَبَّة صَبٍّ شـــــــــــــوْقهُ ليْس يُكْتَمُ
وشاهِدُ هذا أنَّها في هَبُوبِها *** تكادُ تبُثُّ الوَجْدَ لوْ تتكَلمُ
وَكُنتُ إذا ما اشْتدَّ بي الشوقُ والجَوَى *** وكــــــــــــادَتْ عُرَى الصَّبر الجَمِيلِ تَفَصَّمُ
أعَللُ نَفْسِي بالتَّلاقي وَقُرْبِهِ *** وأُوهِــــــــــــــــــــــــمُها لَكِنَّهَا تَتوَهَّمُ ".
الشيخ : أعد. " بالتلاقي وقربه ".
القارئ : " أعَللُ نَفْسِي بالتَّلاقي وَقُرْبِهِ *** وأُوهِــــــــــــــــــــــــمُها لَكِنَّهَا تَتوَهَّمُ
وأتْبعُ طرْفِي وِجْهَةً أنتُمُ بها *** فلِي بحِمـــــــــــــــَاها مَرْبَعٌ ومُخَيَّمُ
وَأذْكُرُ بَيْتاً قالهُ بعضُ مَن خَلاً
وَأذْكُرُ بَيْتاً قالهُ بعضُ مَن خَلاً ".
الشيخ : لا لا غلط " من خلاَ ".
القارئ : " وَأذْكُرُ بَيْتاً قالهُ بعضُ مَن خَلا *** وَقدْ ضــــــــــلَّ عَنْهُ صبُرُهُ فهُوَ مُغْرمُ
أسَائِلُ عَنكُمْ كلَّ غادٍ ورائحٍ *** وأُومِـــــــــــــــي إلى أوطانِكُم وأسَلمُ ".
شرح قول الناظم: إذا طلعت شمس النهار فإنها ................أمارة تسليمي عليكم فسلموا
هذه الأبيات يقول فيها المؤلف رحمه الله لأحبابهِ إن بيني وبينكم علامة وهي طلوع الشمس وخص هذه العلامة ،لأنها ابتداء النور والوضوح والظهور ِ، العلامة :
" إذا طَلَعَتْ شمسُ النهارِ فإنَّها *** أمَارَة تسْلِيمي عليكمْ فسَلمُوا "
يعني ردوا السلام ، فإني الآن أسلّم عليكم ،وهذا يدل على شوقه ومحبته حيث ابتدأ ذلك بأول النهار، لأن الأحاديث الطوال إنما تبتدأ في أوّل النهار ، كما قال ابنُ عباس رضي الله عنهما لابن جُبير ٍلما سأله عن حديث الفتون قال : " استقبل النهار يا ابن جبير ٍ" يعني إنه حديث طويل. ثم ذكر رحمه الله أنه يسلّم عليهم سلاما ناشئا عن رحمة الرَّبِ عز وجل.
شرح قول الناظم: سلام من الرحمان في كل ساعة .............وروح وريحان وفضل وأنعم على الصحب والإخوان والولد والألى .... دعوهم بإحسان فجادواوأنعموا
المراد بـ الساعة : الوقت و إن قلّ. " وروحٌ وريحانٌ وفضلٌ وأَنعُمٌ ". على من ؟
" عَلى الصَّحْبِ والإخْوانِ والوِلْدِ والأُوْلى *** رَعَوْهُم بإحْسَانٍ فجَادُوا وأنْعَمُوا "
الظاهر أنه أراد بـ" الصحب " هنا : أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و" الإخوان " في الإيمان و " الوِلْدِ " أولاد هؤلاء لا أولاده هو ومن "رعوهم بإحْسَان ٍ" : أي تبعوهم وأحسنوا اتباعهم بالرعاية الكاملة كما قال الله تعالى (( لقد رضي الله )) كما قال الله تعالى : (( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )).
3 - شرح قول الناظم: سلام من الرحمان في كل ساعة .............وروح وريحان وفضل وأنعم على الصحب والإخوان والولد والألى .... دعوهم بإحسان فجادواوأنعموا أستمع حفظ
شرح قول الناظم: وسائر من للسنة المحضة اقتفى......... ومـــــــازاغ عنها فهو حقا مقدم
" المحضة " : الخالصة ، خالصة من أي شيء ؟ من كل ما يشوبها من ضعف أو نقص لأن السنة قد لا تكون خالصة. وذلك إذا كانت ضعيفة أو موضوعة فهذه ليست بسنة ، وإن نسبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
" ومَا زاغ عنها فهو حَقاً مُقدَّمُ " ما زاغَ : يعنى ما انحرفَ عن هذه السنة فهو حقا مقدم على غيره. فكل من تمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا فهو مقدم على غيره بلا شك . وكل ما كان وكل من كان لها أتبع كان لله أطوع.
شرح قول الناظم: أولئك أتباع النبي وحزبه ..... ولولاهم ما كان في الأرض مسلم، هل يجوز أن تقول لولا فلان لكان كذا
" ولوْلاهُمُ ما كان في الأرضِ مُسْلِمُ " يعني أنهم هم السبب الذين نشر الله بهم الإسلام. وهنا أطلق المؤلف قوله : " ولولاهم " ، لأن استعمال " لولا " في السبب الحقيقي الشرعي أو الحسي جائز سواء ذكر معها الله عز وجل الذي هو مسبّب الأسباب أم لم يذكر.
والمحذور أمران :
أحدهما : أن يضاف هذا الشيء إلى غير سببه الشرعي أو الحسي هذا لا يجوز .
مثل أن يقول القائل : لولا الولي فلان لحصل كذا وكذا ، و الولي ماهو حاضر أو ميت هذا لا يجوز.
أو المحذور الثاني أو الأمر الثاني من المحذور، أن يقرنها مع الله بواو يقتضي التسوية بحرف يقتضي التسوية كقولك " لولا الله وكذا " ، فهذا لا يجوز وإن كان السبب صحيحا حتى وإن كان السبب صحيحا.
لو قلت مثلا وقد غرقت وأخرجك إنسان من الغرق لو قلت :لولا الله وفلان لهلكت .
هذا لا يجوز لأنك قرنت الله مع غيره بحرف يقتضى التسوية ، هذان هما المحذوران! ما هما؟ أن يضيف الشيء إلى سبب الى غير سبب شرعي أو حسي.
ثانياً : أن يضيفه إلى سبب صحيح لكن مقرونا مع الله بحرف يقتضي التسوية كالواو.
أما لو ذكر السبب الصحيح الشرعي أو الحسي وحده ، فهذا لا بأس به أو ذكره مع الله مقرونا بالواو. فهذا؟
الطالب : ...
الشيخ : ذكره مع الله مقرونا بـثم ، مقرونا بـثم فلا بأس به كما لو قال : لولا الله ثم ألاحظ أننا قلنا السبب الصحيح .
أما لو جاء بسبب غير صحيح فإنه لا يصح ولو قرنه بـ ثم كما لو قال : لولا الله ثم الولي فلان الميت أو الغائب. هذا لا يجوز. أعرفتم الآن ؟
ابن القيم رحمه الله في هذه الأبيات قال : " لولاهم " فأضافه إلى سبب صحيح غير مقرون مع الله بالواو ، غير مقرون مع الله بالواو نعم؟
5 - شرح قول الناظم: أولئك أتباع النبي وحزبه ..... ولولاهم ما كان في الأرض مسلم، هل يجوز أن تقول لولا فلان لكان كذا أستمع حفظ
هل الصحابة هم السبب الوحيد في وجود المسلمين على الأرض ؟
هل هم السبب الوحيد في ذلك؟
الجواب: لا ، أصل ذلك الرسالة التي جاء بها محمد عليه الصلاة والسلام فكانوا هؤلاء حزبا له ، وناصرين له ، ففتح الله بهم من البلدان والقلوب ما لا يعلمه إلا الله عز وجل انتبهوا لهذه النقطة. والدليل على أن السبب الصحيح الشرعي أو الحسي جائز أن يضاف إليه الشيء بـلولا بدون ذكر الله قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لولا أنا ) يعني ( لولا لكان في الدرك الأسفل من النار ) ، يعني عمه أبا طالب أي نعم.
شرح قول الناظم: ولولاهم كادت تميد بأهلها..... ولكن رواسيها وأوتادهــــا هم ولولاهم كانت ظلاما بأهلها .... ولكن هم فيها بدور وأنـــــجم
المراد بـ " الـمَيَدَان " هنا ليس الـميدان الحسي ولكن المعنوي ، يعني لولا هؤلاء لاضطربت الأقوال واختلفت الآراء وفسدت الأرض.
" ولوْلاهُمُ كانتْ ظلامًا بِأهْلِها *** وَلكنْ هُمُ فِيها بُدُورٌ وَأنْجُمُ "
صحيح أن حزب الرسول عليه الصلاة والسلام القائمين بسنته الداعين إليها هم البدور والأنجم. هم البدور والأنجم النافعة للعباد والبلاد.
7 - شرح قول الناظم: ولولاهم كادت تميد بأهلها..... ولكن رواسيها وأوتادهــــا هم ولولاهم كانت ظلاما بأهلها .... ولكن هم فيها بدور وأنـــــجم أستمع حفظ
شرح قول الناظم: أولئك أصحابي فحي هلا بهم .... وحي هلا بالطيبين وأنــعم لكل امريء منهم سلام يخصه .... ..يبلغه الأدنى إليه وينعــــم
الطالب : دينية.
الشيخ : دينية ، " فحي هلا بهم .... وحي هلا بالطيبين " - ويش بعدها ؟ " وأنــعم " " وأنعم ".
ثم قال لما عمَّم السلام قال :
" لِكُلِّ امْرِئ ٍمنهم " هذا تخصيص " سَلامٌ يَخُصُّهُ *** يُبَلغُه الأدنَى إليهِ وَيُنعَمُ ". وهذا يدل على شدة تعلق قلب المؤلف بهؤلاء حيث سلّم عليهم ذلك السلام العام و أثنى عليهم ثم خصص.
8 - شرح قول الناظم: أولئك أصحابي فحي هلا بهم .... وحي هلا بالطيبين وأنــعم لكل امريء منهم سلام يخصه .... ..يبلغه الأدنى إليه وينعــــم أستمع حفظ
شرح قول الناظم: فيا محسنا بلغ سلامي وقل لهم ... محبكم يدعو لكم ويسلـــم ويا لائمي في حبهم وولائهم .... تأمل هداك الله من هو ألـوم
الظاهر من هنا أنه تصور شخصا محسـنا خاطبه بذلك ليبلغهم سلامه ، ولم يقصد بذلك الله عز وجل لم يقصد أن الله يبلغ سلامه إياهم. ولكن تصوّر شخصا محسنا يبلغ هؤلاء سلامه. وكل هذا من باب الخيال الواسع الذي يدور في ذهن الشعراء .
" ويَا لائِمِي فِي حُبِّهُمْ وَوَلائِهمْ *** تأمَّلْ هَدَاكَ اللهُ مَنْ هُوَ ألْوَمُ "
أيهم الألوم ؟! الذي يلوم الشخص في حب أصحاب الرسول وأتباعه وحزبه ؟ اه؟ أو الحاب ؟ الأول.
" تأمَّلْ هَدَاكَ اللهُ مَنْ هُوَ ألْوَمُ ".
9 - شرح قول الناظم: فيا محسنا بلغ سلامي وقل لهم ... محبكم يدعو لكم ويسلـــم ويا لائمي في حبهم وولائهم .... تأمل هداك الله من هو ألـوم أستمع حفظ
شرح قول الناظم: بأي دليل أم بأية حجــــــــة..... ترى حبهم عارا على وتنــقم وما العار إلا بغضهم واجتنابهم .... وحب عداهم ذاك عار ومأثم ( بيان فضل الصحابة والرد على الرافضة )
هذا النفي للإنكار ، يعنى ليس عندك أي دليل ، وأتحداك أن تأتي لي بدليل يجعل حبّ هؤلاء عارا ينقم علي به ، وكأنه يندد بالرافضة الذين يرون أن حب الصحابة عار ، و أنه يجب بغضهم وسبهم إلا من استثنوا منهم من آل البيت ونفرا قليلا من غيرهم.
قال : " ومَا العارُ إلا بُغْضُهُمْ وَاجْتِنابُهُمْ *** وَحُبُّ عِدَاهُم ذاكَ عارٌ ومَأثمُ "
صح؟ أي نعم حب الصحابة وحزب الرسول صلى الله، وحب الرسول صلى الله عليه وسلّم ليس بعارٍ، بل هو شرف وطاعة وأجر و ( المرء مع من أحبَّ ). لكن بغضهم هو العار.
10 - شرح قول الناظم: بأي دليل أم بأية حجــــــــة..... ترى حبهم عارا على وتنــقم وما العار إلا بغضهم واجتنابهم .... وحب عداهم ذاك عار ومأثم ( بيان فضل الصحابة والرد على الرافضة ) أستمع حفظ
شرح قول الناظم: أما والذي شق القلوب وأودع الـ ..... المحبة فيها حيث لا تتصــــــرم وحملها قلب المحب إنـــــــــــــه....... ليضعف عن حمل القميص ويألم ( إعراب أما وبيان أن المحبة القلبية هي من الله وحده وبيان ثمرة المحبة )
وحملها ... " إلى آخره.
" أما " هذه للتنبيه مثل " ألا " ، ثم أقسم بالله عز وجل الذي شق القلوب و أودع المحبة فيها. فالذي يلقي المحبة في القلوب هو الله عز وجل أحيانا تود أن تحب شخصا ولكن تعجز تعجز و كثيرا ما يلقي الله في قلبك محبة شخص من غير أي سبب وعمل، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( اللهم هذا قسمي فيما أملك ، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ). فالمحبة يلقيها الله عز وجل في قلب الإنسان. وما أجمل المحبة إذا ألقاها الله تعالى محبة الله ورسوله و المؤمنين. هذه أشرف أنواع المحبة التي يتمنى الإنسان أن الله سبحانه وتعالى يضعها في قلبه.
" وحَمَّلها قلبَ المُحِبِّ وإنَّهُ *** ليَضْعُفُ عنْ حَمْلِ القميصِ وَيَألمُ "
صح يقول إنَّ المحبة اللي هي من أشد ما يصير لأن المحبة جذّابة ، تجذب الإنسان بسلاسل ٍمن حديد إلى من ؟ إلى المحبوب. ولهذا لا يمكن أن تجد أحدا يحب الله عز وجل إلا ويعمل بطاعته ، لما ادعى قوم أنهم يحبون الله ماذا قال الله للرسول ؟ قال : (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي )) كان انك صادق فاتبع الرسول عليه الصلاة والسلام ، أما تقول والله أنا أحب الله والرسول تقعد تمسح دموعك وتقول أنا أحبهم ، وإذا بك من أفسق عباد الله فهذا كذب ، الميزان الذي لا يمكن أن يبخس هو اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام. كلّما رأيت الإنسان أتبع للرسول عليه الصلاة والسلام فاعلم أنه أحب إلى الله وأنه أحبُّ الناس لله ، يعني أنه يحب الله والله تعالى يحبه ، لأن محبته لله قادته إلى اتباع رسوله ، وأثمر الاتباع وأثمر الاتباع ايش؟ محبة الله .
فهنا ثلاثة ، سلسلة : محبة الإنسان ينتج عنها اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام تثمر محبة الله عز وجل . فهذه المحبة يحملها الله قلب المحب وإنه أي القلب أو المحب؟ يحتمل لكن ما الذي يلبس القميص ؟ المحب.
" ليضعفُ عن قلب القميص، عن حمل ِ القميص ويألمُ ".
11 - شرح قول الناظم: أما والذي شق القلوب وأودع الـ ..... المحبة فيها حيث لا تتصــــــرم وحملها قلب المحب إنـــــــــــــه....... ليضعف عن حمل القميص ويألم ( إعراب أما وبيان أن المحبة القلبية هي من الله وحده وبيان ثمرة المحبة ) أستمع حفظ
شرح قول الناظم: وذللها حتى استكانت لصولة الـ....... محبة لا تلوي و لاتتلــــــــــعثم ( الفرق بين محبة الله ومحبة العشاق )
ذللها : الظاهر أنها القلوب حتى استكانت لصولة المحبة. والمحبة أمرها عظيم ولا يعرف شأنها إلا من قرأ أخبار العشاق ، من قرأ أخبار العشّاق عرف كيف أثر المحبة وشأنها ، لكن محبة الله لا تولّد ما تولده محبة العشاق، لأن محبة العشاق قد تقتل العاشق. لكن محبة الله تزيده سرورا وانشراحا وفرحا وانبساطا ، فبين المحبتين ِأعظم من مابين السماء و الأرض .
المحبة شأنها عظيم حتى إن ابن القيّم رحمه الله في روضة المحبيّن قال : " إن كل شيء يدور على المحبةِ " لولا محبتك للخبز ما أكلت ، للنوم ما نمت ، للذهاب لأصحابك ما ذهبت ، وهكذا. نعم.
لكن الموفق من وفقه الله وجعل محبته تابعة لمحبة الله عز وجل نسأل الله أن يجعلني و إياكم منهم. نعم.
" ذللها حتى اسْتكانَتْ لِصَوْلةِ الـْ *** ـمَحَبَّةِ لا تلوي ولا تتلعْثمُ "
يعني لا تتأخر ولا تميل يمينا ولا شمالا.
12 - شرح قول الناظم: وذللها حتى استكانت لصولة الـ....... محبة لا تلوي و لاتتلــــــــــعثم ( الفرق بين محبة الله ومحبة العشاق ) أستمع حفظ
شرح قول الناظم: وذلل فيها أنفسا دون ذلهــــــا....... حياض المنايا فوقها وهي حوم ( ذكر قصة مغيث مع بريرة )
ذلل فيها : أي في المحبة أنفسا دون ذلها : و إذا شئت مثالا يضرب لذلك. فتذكر قصة مغيث و بريرة ، مغيث يحب بريرة ، و بريرة لا تحبه ، مغيث يمشي وراءها في سكك المدينة يبكي. رجل يبكي خلف امرأة ٍ! يصيح يطلب أن ترجع له أو أن تبقي النكاح، نعم؟ إذن نفسه ذلت لهذه المرأة من أجل المحبة. شوف كيف المحبة تصنع بالرجال حتى تجعلهم أذلة للنساء ؟ نعم. وهذا أمر كما قال المؤلف أمر من الله عز وجل هو الذي شق قلبه وأودع فيه المحبة نعم. ولهذا ينبغي لك دائما أن تسأل الله عز وجل أن يجعل محبتك تابعة لمحبته. اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني إلى حبك. نعم.
ثم قال المؤلف : " لأنتم " نعم " حِياضُ المَنايا فوقها وَهْيَ حُوَّمُ " يعني من شدة المحبة كأن حياض المنايا وهي موارد المنايا التي ترد إليها فوق هذه ... النفوس تحوم عليها لتقتلها من شدة ايش؟ من شدة المحبة .
13 - شرح قول الناظم: وذلل فيها أنفسا دون ذلهــــــا....... حياض المنايا فوقها وهي حوم ( ذكر قصة مغيث مع بريرة ) أستمع حفظ
شرح قول الناظم: لأنتم على قرب الديار وبعدها ..... أحبتنا إن غبتم أو حضــــــــــــــــــــرتم
الله أكبر ! هذه محبة عظيمة ، يعني أنتم أحبتنا قربتم أم بعدتم ، نعم ، غبتم أم حضرتم. وهذا دليل على أن محبة هؤلاء قد ملأت قلب ابن القيم رحمه الله.
14 - شرح قول الناظم: لأنتم على قرب الديار وبعدها ..... أحبتنا إن غبتم أو حضــــــــــــــــــــرتم أستمع حفظ
شرح قول الناظم: سلوا نسمات الريح كم قد تحملت .... محبة صب شوقه ليس يكــــــــــــــــتم وشاهد هذا أنها في هبوبها .... تكاد تبث الوجد لو تتكلـــــــــــــــــــــــم
" سَلُوا نَسَمَاتٍ الرِّيحِ كم قدْ تحمَّلتْ *** مَحَبَّة صَبٍّ شوْقهُ ليْس يُكْتَمُ "
نسمات ريح : يعني هبوبها، سلوها - كم تحملت؟ لأن الريح هي التي تأتي بالروائح ، سلوها كم تحمّلت من الأشواق؟ وهذا يعني أنها كثيرة وإلا قليلة ؟! كثيرة.
" وشاهِدُ هذا أنَّها في هَبُوبِها *** تكادُ تبُثُّ الوَجْدَ لوْ تتكَلمُ ".
الوجد : شدة المحبة ، يعني شاهد هذا أن هذه النسمات الريفية التي تحمل محبتنا إليكم ، تكاد ايش؟ تنشر الود بالصوت لو تتكلّم ! لكنها لا تتكلم إلا أنها تحمل الأشواق.
15 - شرح قول الناظم: سلوا نسمات الريح كم قد تحملت .... محبة صب شوقه ليس يكــــــــــــــــتم وشاهد هذا أنها في هبوبها .... تكاد تبث الوجد لو تتكلـــــــــــــــــــــــم أستمع حفظ
شرح قول الناظم: وكنت إذا ما اشتد بي الشوق والجوى ... وكادت عرى الصبر الجميل تفصم أعلل نفسي بالتلاقي وقربه ..... وأوهمها لكنها تتوهــــــــــــــــــــــــــم وأتبع طرفي وجهة أنتم بها .... فلي بحماها مربع ومخيـــــــــــــــــــــــم
خَبرُ " كنتُ " :
" أعَللُ نَفْسِي بالتَّلاقي وَقُرْبِهُ *** وأُوهِمُها لَكِنَّهَا تَتوَهَّمُ
وأتْبعُ طرْفِي وِجْهَةً أنتُمُ بها *** فلِي بحِمَاها مَرْبَعٌ ومُخَيَّمُ
وَأذْكُرُ بَيْتاً قالهُ بعضُ مَن خَلا *** وَقدْ ضلَّ عَنْهُ صبُرُهُ فهُوَ مُغْرمُ
أُسَائِلُ عَنكُمْ كُلَّ غادٍ ورائحٍ *** وأُومِي إلى أوطانِكُم وأسَلمُ " ما عندي.
السائل : ... .
الشيخ : تجينا تجينا جاءتنا.
يقول : " كُنتُ إذا ما اشْتدَّ بي الشوقُ والجَوَى " الشوق : معروف شدة المحبة ، والجوى : الظاهر هو أصله الحزن على فراق المحبوب.
" وكادَتْ عُرَى الصَّبر الجَمِيلِ تَفَصَّمُ " : كنت أعلل ، وأتبع ، وأذكر.
أعلل : هذا حديث النفس ، وأتبع طرفي : هذا عمل العين ، وأذكر بيتا: هذا عمل النفس، تسلية طيب.
" أعَللُ نَفْسِي بالتَّلاقي وَقُرْبِهُ " : وأقول العهد إن شاء الله واقول سيأتي اللقاء ، وكل آت قريب ، اصبر! سوف تتفقين بأحبابك.
" وأوهمُها اوهمها " : يعني أوهمها بقرب التلاقي وأنه ليس ببعيد ، لكنها تتوهم. يعني معناه يلحقها الوهم من شدة الشوق و لا تعي ما أقول لها.
ثانياً : " وأتْبعُ طرْفِي وِجْهَةً أنتُمُ بها " : كأني أتصوّر أن هذا الرجل خارج البلد ، ومحبوه نحو مكة وين يتجه ؟
الطالب : إلى مكة
الشيخ : إلى مكة ، ينظر إلى الجهة التي هم فيها " فلِي بحِمَاها مَرْبَعٌ ومُخَيَّم".
16 - شرح قول الناظم: وكنت إذا ما اشتد بي الشوق والجوى ... وكادت عرى الصبر الجميل تفصم أعلل نفسي بالتلاقي وقربه ..... وأوهمها لكنها تتوهــــــــــــــــــــــــــم وأتبع طرفي وجهة أنتم بها .... فلي بحماها مربع ومخيـــــــــــــــــــــــم أستمع حفظ
شرح قول الناظم: وأذكر بيتا قاله بعض من خلا .... وقد ضل عنه صبره فهو مــــــــــــــــغرم أسائل عنكم كل غاد ورائح .... وأومي إلى أوطانكم وأسلــــــــــــــــــم وكم يصبر المشتاق عمن يحبه ... وفي قلبه نار الأسى تتضــــــــــــــــــرم
يعني : أنه مغرم بالحب ، و أن غريما لازمه ، ما هذا البيت ؟
" أُسَائِلُ عَنكُمْ كلَّ غادٍ ورائحٍ "
غاد ٍ: يعني في الصباح ِ، ورائح ٍ: يعني في المساء.
" و أُومِي إلى أوطانِكُم وأسَلمُ ". هذا البيت لغير ابن القيم ، لكنه يتذكر هذا البيت ، يتذكر هذا البيت الذي كان يقوله صاحبه هذا القول :
" أسَائِلُ عَنكُمْ كلَّ غادٍ ورائحٍ *** وأومِي إلى أوطانِكُم وأسَلمُ ".
يعني لو تصوّرت هذا الحال او تخيلتها ، وجدت أنه في شوق عظيم. كل واحد يجي في الصباح أو في المساء يسأل. أين الأحبة؟ أين تركتهم؟ و أين وجدتهم؟ الخ. ومع ذلك يومي إلى أوطانهم ويسّلم كأنه المجنونِ من شدة الوله ومن شدة الشوقِ .
و" كمْ يَصْبِرُ المُشتاقُ عمَّن يُحِبُّهُ *** وفِي قلبِهِ نارُ الأسَى تتصرَّمُ " نعم هذا البيت عندكم تقديم وتأخير.
الطالب : عندنا تتضرم.
الشيخ : تتضرم بالضاد.
يعني يقول ما أكثر ما يصبر المشتاق عمن يحبه ، ويتصبر لكن في قلبه نار الأسى يعنى الحزن تتضرّم ، وهو كذلك. يصبر الإنسان ويعلّل نفسه بالتلاقي ويقول إن شاء الله اللقاء قريب وما أشبه ذلك وقلبه فيه النار تتضرّمُ ، يريد الوصول إلى؟ إلى محبوبه.
17 - شرح قول الناظم: وأذكر بيتا قاله بعض من خلا .... وقد ضل عنه صبره فهو مــــــــــــــــغرم أسائل عنكم كل غاد ورائح .... وأومي إلى أوطانكم وأسلــــــــــــــــــم وكم يصبر المشتاق عمن يحبه ... وفي قلبه نار الأسى تتضــــــــــــــــــرم أستمع حفظ
متى ألف الناظم هذه القصيدة
السائل : نكمل البيت؟ .
الشيخ : ها؟
القارئ : نكمل البيت؟
الشيخ : أي بيت؟
القارئ : الأخير.
الشيخ : كم يصبر المشتاق؟ ما هو عندكم بالأول مقدم؟
القارئ : لا هو آخر شيء.
الشيخ : هو آخر شيء. نعم طيب اقرأ.
القارئ : وكم ..