شرح قول الناظم: فبشراكم يا أهل ذا الموقف الذي.... به يغفر الله الذوب ويرحـــــــم فكم من عتيق فيه كمل عتقه..... وآخر يستسعى وربك أرحـــــــــم وما رئي الشيطان أغيظ في الورى.... وأحقر منه عندها وهــو ألأم
الشيخ :" فبُشراكُمُ " يقول ابن القيم : " فبُشراكُمُ يا أهلَ ذا المَوقفِ الذِي *** به يَغفرُ اللهُ الذنوبَ ويَرحمُ فكمْ مِن عتيقٍ فيه كُمِّلَ عِتقهُ *** وآخرَ يَسْتسعَى وربُّكَ أرْحَمُ " هذه " كم " : للتكثير ، يعني ما أكثر العتقاء فيه من النار " وآخر يسْتسعَى " : يعني معناه سيكمّل عتقه فيما بعد ، لكونه فاته العتق في هذا اليوم ، لكن خفف عنه فصار كالعبد الذي يستسعى ليكمل عتقه .
شرح قول الناظم: وما رئي الشيطان أغيظ في الورى.... وأحقر منه عندها وهــو ألأم وذاك لأمر قد رآه فغاظه..... فأقبل يحثو الترب غيظا ويلطـــــــــــم ( الكلام على غزوة بدر وما وقع للكفار من الذل )
الشيخ :" ومَا رُؤيَ الشيطانُ أغيظَ في الوَرَى *** وأحْقرَ منهُ عندها وهو ألأَمُ " الشيطان لا شك أنه عدو لنا ، وكل عدو فإنه يغيظه أن يرحم عدوه ، أليس كذلك ؟ وكل عدو يفرح بما يسوء عدوه ، الشيطان إذا رأى رحمة الله عز وجل في هذا اليوم تنزل على أهل الموقف فإنه يغيظه هذا الشيء. ما رؤي الشيطان أغيظ في يوم من الأيام من يوم عرفة ، إلا ما رؤي يوم بدر فإنه صار غيظه في يوم بدر أشد وأعظم، لأن يوم بدر حصل فيه من نصرة النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه ، بل من نصرتنا نحن إلى يوم القيامة ما لم يحصل مثله حتى سمّاه الله تعالى يوم الفرقان. قتل من صناديد قريش عدد لم يقتل في أي في أي وقعة مثل ما قتل في يوم بدر ، ومع ذلك كان المسلمون كم عددهم ؟ ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا يقابلون نحو ألف رجل ، والمسلمون ليس معهم إلا سبعون بعيرا وفرسان فقط ، يتعاقبون عليها وأولئك القوم أعداؤهم قد جاءوا بعددهم وعددهم ، جاءوا كما قال الله عز وجل : (( خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاء النَّاسِ )). يقول زعيمهم أبو جهل : " واللهِ ما نرجع حتى نقدم بدراً ، فنقيم فيها ثلاثاً ، ننحر الجــزور، ونسقي الخمور ، وتعزف علينا القِيان وتسمع بنا العرب ، فلا يزالون يهابوننا أبدا ". لأمور أربعة إيش هي؟ ننحر الجزور ، ونشرب الخمور اه؟ الطالب : ... الشيخ : آه " نسقي الخمور " وايش؟ الطالب : ... الشيخ : نعم " وتسمع بنا العرب وتضرب " نسيت الله يهديكم " حتى نقيم فيها ثلاثا ، ننحر الجزور ، ونسقي الخمور ، وتعزف علينا القيان ، وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبدا ". هذه الأغراض الأربعة صارت على عكس ما أراد. صارت والحمد لله ذلا لهم إلى يوم القيامة ، سمعت بهم العرب ، لكن سمعت بإيش بذلهم وهزيمتهم ، قـتـل من صناديدهم أربعة وعشرون رجلا ، سحبوا في القليب ، ألقوا في قليب من قـلب بدر ، خبيثة ، ( ووقف النبي عليه الصلاة والسلام عليهم يقول بأسمائهم وأسماء آبائهم : يا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً ؟ فإني وجدتُ ما وعدني ربي حقاً ) . كلّمهم وهم أموات توبيخا وتقريعا وتنديما لهم ( لما قالوا له : يا رسول الله كيف تكلم أقواما جيـَّفوا ؟ قال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ) يعني يسمعون أكثر مما تسمعون ، لكنهم لا يجيبون . فالمهم أن الشيطان يغتاظ يوم عرفة يغتاظ يوم عرفة. وما رؤي أغيظ من يوم عرفة إلا يوم الا يوم بدر، لأن يوم بدر شأنه عظيم. سمّاه الله تعالى يوم الفرقان. ويأتي إن شاء الله بقية الكلام عنها. سم. القارئ : بسم الله الرحمان الرحيم ، بسم الله الرحمان الرحيم ... الشيخ : ايش؟ الطالب : ... . الشيخ : ايش ... اه؟ الطالب : ... قرأنا قراءة فقط . الشيخ : ... منين ؟ كيف؟ الطالب : ... . الشيخ :" ولما رأت أبصارهم بيته " أو بعدها؟ الطالب : بعدها. الشيخ : أي طيب. قال المؤلف رحمه الله تعالى : " ومَا رُؤْيَ الشيطانُ أغيظَ في الوَرَى *** وأحْقرَ منهُ عندها وهو ألأَمُ " يعني أن الشيطان يصيبه من الغيظ والذل والاحتقار ، أو بل الحقارة ما لم يصبه من قبل ، إلا ما كان في من يوم بدر ، لأن الشيطان عدو لبني آدم ، فإذا غفر الله لهم ساءه ذلك واغتم ، ولهذا قال : " وَذاكَ لأمْرٍ قد رَآه فغــــاظــــــــهُ *** فأقبـــــلَ يَحْثُو التُّرْبَ غَيْظا وَيَلطِمُ "
شرح قول الناظم: لما عاينت عيناه من رحمة أتت.............ومغفرة من عند ذي العرش تقسم بنى ما بنى حتى إذا ظن أنه............. تمكن من بنيانه فهو محكم أتى الله بنيان له من أساسه............. فخر عليه ساقط يتهدم وكم قدر ما يعلو البناء وينتهي.............. إذا كان ما يبنيه وذو العرش يهدم
الشيخ :" لِما عاينَتْ عيناه مِن رحمةٍ أتتْ ***ومغفرةٍ مِن عندِ ذي العرْشِ تُقْسَمُ " قوله ( لِما ) اللام هنا للتعليل ، يعنى فعل هذا لأجل ما عاينت عيناه من الرحمات العظيمة. " بنَى ما بَنى حتى إذا ظــنَّ أنــــه *** تمَكَّنَ مِن بُنيــانِهِ فهو مُحْـــــكَمُ أتَى اللهُ بُنيَـــانًا له مِن أســـاسِهِ ***فخــرَّ عليه ســـاقِـطاً يتهـــــــدَّمُ وَكمْ قدْرُ ما يعلو البناءُ ويَنْتهي *** إذا كان يَبْنِيهِ وذو العرش يهدِمُ " يعني أنه إذا كان الله عز وجل يهدم ما بناه إبليس في لحظة ، فهل يمكن أن يعلو بناء إبليس ؟! لا ، لأنك مهما عملت من المعاصي ، إذا تبت إلى ربك وأنبت ، بإخلاص وصدق ، فإن هذه المعاصي كلها تزول (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً )).
شرح قول الناظم: وراحوا إلى جمع فباتوا بمشعر الـ.....حرام وصلوا الفجر ثم تقدموا ( معنى الرواح ومتى الدفع من عرفة )
الشيخ : قال : " وراحُوا إلى جَمْعٍ " أي الحجاج ، " راحوا إلى جمع " والرّواح قد يراد به مجرد الانطلاق ، ليس الانطلاق في آخر النهار ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة فيمن تقدم إلى يوم الجمعة قال : ( مَنْ رَاحَ في السَّاعَةِ الأُولى ) وهذا في أول النهار وقول من يقول إن الرواح في آخر النهار ولا يصح لغير ذلك ، قولٌ لا أصل له. فاللغة العربية تدل على أن الرواح وإن كان في الأصل يكون بعد الزوال. لكن قد يطلق على مجرد الذهاب ، حتى في لغتنا العامية الآن ، تقول للرجل في الصباح : أين ذهبت ؟ فيقول إيش ؟ رحت لفلان رحت لفلان ، فقوله : " راحوا إلى جمعٍ " متى راحوا ؟ ما يذهبون إلى جمعٍ إلا بعد غروب الشمس.
شرح قول الناظم: إلى الجمرة الكبرى يريدون رميها.... لوقت صلاة العيد ثم تيممـــوا منازلهم للنحر يبغون فضله......وإحياء نسك من أبيهم يعـــــــــظم فلو كان يرضي الله نحرنفوسهم....لدانوا به طوعا وللأمر سلمـــوا كما بذلوا عند الجهاد نحورهم....لأعدائه حتى جرى منهم الـــــــدم ولكنهم دانو بوضع رؤوسهم......وذلك ذل للعبيد وميســـــــــــــــم (الكلام على مناسك الحج وبيان أن الحلق أنه تعظيم لله وفضل الجهاد في سبيل الله )
الشيخ :" فباتُوا بمَشعَرِ الْـ *** ـحَرَامِ وصَلَّوْا الفجْرَ ثمَّ تقدَّموا إلى الجَمْرةِ الكُبرَى يُريدون رَمْيَها " إلى آخره. أظنُّ أن هذا واضح : أنهم باتوا في مِنى ، ثم أتوا المشعر الحرام ، ووقفوا فيه إلى أن يسفروا جدا ، ثم تقدموا إلى الجمرة الكبرى وهي جمرة العقبة يرمونها لوقت صلاة العيد ثـم تيمّموا منازلهم للنّحـر. " يَبغـــــونَ فضلَهُ *** وإحياءَ نُسْكٍ مِن أبيهمْ يُعَظَّــمُ " ثمَّ قال : " فلوْ كان يُرضِي اللهَ نَحْرُ نفوسِهمْ *** لدانُوا بهِ طوْعًا وللأمرِ سلَّمُوا كما بَذلُوا عندَ الجِهـادِ نُحـــورَهُمْ *** لأعدائِهِ حتَّى جرَى منهمُ الدَّمُ ولكنَّهمْ دانُــوا بوضْــعِ رؤوسِـهمْ *** وذلِكَ ذلٌّ للعبيــــــــدِ ومِيْــسَمُ ". يعني أن هؤلاء نزّلوا شعور رؤوسهم تعظيما لله ، فإن حلق الرأس لا شك أنه تعظيم. بل إن العسكر الآن إذا مرّ بهم من يعظمونهم خلعوا ما فوق رؤوسهم من القلنسوات تعظيما له. فهذا تعظيم لله ولو رضي الله منهم أن يحلقوا نفوسهم لحلقوها ، يعني لذبحوا أنفسهم. انظر إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما أمره الله تعالى أن يقتل ابنه ، يذبحه ماذا صنع ؟ اه؟ امتثل ، مع أنّه ليس له ابن سواه ، وقد جاءه على كبر ، ولكنه امتثال لأمر الله ، استسلم ، إلا أن رحمة الله عز وجل أدركته ، فأوحى الله تعالى إليه ، أن يفديه بذبح عظيم ، وآتاه أجره كاملا ، وبنو إسرائيل لما قيل لهم في التوبة (( اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ )) قتلوا أنفسهم ، أخذوا السكاكين واجتمعوا ثم صار بعضهم يقتل بعضا تحقيقا للتوبة. المؤمنون لو أنّ الله رضي منهم أن يقتلوا أنفسهم لكانوا يقتلونها ، يعني لو قال لك ربُّك : اقتل نفسك ، فمقتضى الإيمان أن تقول : سمعا وطاعة وتقتل نفسك ، ثمّ ضرب المؤلّف مثلا قال : " كما بَذلُوا عندَ الجِهادِ نُحورَهُمْ *** لأعدائِهِ حتَّى جرَى منهمُ الدَّمُ " نعم. المؤمن حقا المحب لله المعظم له لا يهمه أن يقدّم نحره لعدوه وعدو ربه ، إعلاء لكلمة الله عز وجل فهم بذلوا نحورهم لأعدائه حتى جرى منهم الدم ، حتى إن الواحد منهم إذا طعن قال : " فزت ورب الكعبة "، نعم. ويرى أنّ هذا فوز ، وهو والله فوز ، لأنه ينتقل من حياة الصقب، الصخب والندم والتعب والحزن والتنغيص والتكدير إلى دار فيها ( ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر )(( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ )) عند من؟ عند الله (( عِندَ رَبِّهِمْ )) وهذه الربوبية الخاصة ، إضافة خاصة لم ينلها إلا من كان مثلهم أو أعلى منهم (( عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ )) حي يرزق ، روحــهم ( أرواحهم في أجواف طير خضر ) كما هو من فضله ( تسرح في الجنة وتأكل حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلّقة تحت العرش ). هذا فضل عظيم. لمّا خرجت أنفسهم من هذه الأجساد الذائبة الترابية جعلت في أجساد طير أخضر يسرح في الجنة حيث شاء. فلذلك قتـلهم في سبيل الله فوز لهم فوز لهم (( فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )). طيب. قال : " ولكنَّهمْ دانُوا بوضْعِ رؤوسِهمْ *** وذلِكَ ذلٌّ للعبيــــــــدِ ومَيْــسَمُ " أي علامة. ميسم : يعني علامة على الذل. أي نعم. انتهى؟ أقول انتهى الآن؟ باقي؟ الطالب : ... . الشيخ : كلها الميمية الطالب : ... . الشيخ : أي طيب.
شرح قول الناظم: ولما تقضوا ذلك التفث الذي..... عليهم وأوفوا نذرهم ثم تممــــــوا دعاهم إلى البيت العتيق زيارة...... فيا مرحبا بالزائرين وأكــــرم فالله ما أبهى زيارتهم له......وقد حصلت تلك الجوائز تقســـــــــم ولله أفضال هناك ونعمة....وبر وإحسان وجود ومرحـــــــــــــــم ( الكلام على طواف الإفاضة ) أقاموا بها يوما ويوما وثالثا.....وأذن فيهم بالرحيل وأعلمـــــوا
وراحوا إلى رمي الجمار عشية..... شعارهم التكبير والله معــــهم
الشيخ : ثم قال : " ولمّا تقضَّوْا ذلكَ التَّفَـــــثَ الذِي *** عليهمْ وأوْفَوا نَذرَهُمْ ثمَّ تَمَّمُوا دعاهُم إلى البيتِ العتيقِ " نعم " قضوا ذلك التفَث " ، يعني أنهم تحلّلوا ، وقصوا أظفارهم وما ينبغي قصه من الشعور وإزالته ، وأوفوا النّذر بذبح الأنساك ، تيمموا نعم ثم تمموا. " دعاهُم إلى البيتِ العتيقِ زيارةً *** فيَــــا مرحَبًا بالـزائِـرين وأكرمُ " : نعم. دعاهم من ؟ الله عز وجل ( إلى البيت العتيق ) ، العتيق : القديم وقيل العتيق : الذي يعتق من النار من طاف حوله. وقوله : " فلِلهِ ما أبْهَى زيارتَهُمْ لهُ *** وقدْ حَصَلَتْ تلكَ الجَوائزِ تُقْسَمُ ". " لله ما أبهى " هذه كلمة تعجبية كقول العرب : " لله دره " ، " ما أبهى " من البهاء والحسن . " *** وقد حصلت تلك الجوائز تقسم وَللهِ إفضـــالٌ هنــاكَ ونِعْمَةٌ *** وبِرٌّ وإحْسَــانٌ وجُودٌ ومَرْحَمُ " هذا طواف الإفاضة.
شرح قول الناظم: وعادوا إلى تلك المنازل من منى.....ونالوا مناهم عندها وتنعموا أقاموا بها يوما ويوما وثالثا.....وأذن فيهم بالرحيل وأعلمـــــوا وراحوا إلى رمي الجمار عشية..... شعارهم التكبير والله معــــهم ( الكلام على أيام التشريق وهل يشرع التلبية فيها ورمي الجمرات )
الشيخ : ثم قال : " وعادُوا إلى تلكَ المنازل مِن مِنَى ***ونـــالُوا مُناهُمْ عندَها وتَنَعَّمُوا " هذا الرجوع من طـــواف الإفاضة يوم العيد للمبيت في منى. ولهذا قال : " أقامُوا بها يومًا ويومًا وثالثًا *** وأُذِّنَ فِيهمْ بالرحيلِ وأُعْـــلِمُوا " أقاموا بها يوما أي يوم ؟ الظاهر أنه أول ايام التشريق و" يوما " الثاني و " ثالثا " الثالث. " وراحُوا إلى رمْيِ الجمارِ عَشِيَّةً " : يعنى بعد الزوال في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر. "شعــارُهُمُ التكْبيــرُ واللهُ معْهُــمُ " : يعني يكبرون ولا يلبون لأن التلبية انقطعت عند رمى جمرة العقبة يوم العيد ما في تلبية بعدها فيها التكبير لأن أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله ــ عز وجل ــ.
شرح قول الناظم: فلوأبصرت عيناك موقفهم بها....وقد بسطوا تلك الأكف ليرحمــــوا ينادونه يا رب يا رب إننا..... عبيدك لا ندعو سواك وتعلـــــــــــــــم وها نحن نرجو منك ما أنت أهله....فأنت الذي تعطي الجزيل وتنعم و
الشيخ :" فلو أبْصرَتْ عينــــاكَ موقفَهمْ بها *** وَقدْ بسَطوا تلكَ الأكفَّ لِيُرْحَمُوا ينــادونَــهُ يــا ربِّ يــا ربِّ إننـــا *** عبيـــــدُكَ لا ندْعو سواكَ وتَعْلمُ وها نحنُ نرجو منكَ ما أنتَ أهلُهُ *** فأنتَ الذي تُعْطِي الجزيلَ وتُنْعِمُ " ويعنى بهذا الدعاء مابين الجمرتين الأولى والوسطى، والوسطى وجمرة العقبة.
شرح قول الناظم: لما قضوا من منى كل حاجة.....وسالت بهم تلك البطاح تقدمــــــوا إلى الكعبة البيت الحرام عشية....وطافوا بها سبعا وصلوا وسلمــوا ولما دنا التوديع منهم وأيقنوا.....بأن التداني حبله متصــــــــــــــرم ولم يبق إلا وقفة لمودع.....فالله أجفان هناك تسجـــــــــــــــــــــــم
الشيخ :" ولمَّا تقضَّوْا مِن مِنًى كلَّ حاجةٍ *** وســـالتْ بهمْ تلكَ البِطـاحُ تقدَّموا إلى الكعبةِ البيتِ الحَرامِ عشيةً *** فطافُوا بها سبْعًا وصَلوْا وسَلَّمُوا ولمَّا دَنا التوْدِيعُ منهمْ وأيْقنُوا *** بأنَّ التــــدَانِي حبْـلُهُ مُتَصَـــــــرِّمُ ولمْ يبقَ إلا وقفــةٌ لِمُــــــوَدِّعٍ *** فلِلهِ أجفـــانٌ هنـــاكَ تُسَجَّـــــــــمُ ". هذا طواف الوداع كأن المؤلف يريد أن يسوق صفة الحج على صفة ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما رمى الجمرات يوم الثالث عشر بعد الزوال نزل إلى مكة وأقام في الأبطح في المحصب. فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ثم رقد رقدة ولما كان في آخر الليل أذن بالرحيل فارتحلوا من الأبطح إلى مكة وطاف للوداع ثم صلى الصبح هناك، ثم ركب راجعا إلى المدينة صلوات الله وسلامهُ عليه لأنه قضى حاجته وانتهى الحج وانتهى. وهو ما جاء إلا للحج.
شرح قول الناظم: ولله أكباد هنالك أودع الـ.....غرام بها فالنار فيها تضــــــــــــــــرم ولله أنفاس يكاد بحرها.....يذوب المحب المستهام المتيــــــــــــــــــم فلم تر إلا باهتا متحيرا.....وآخر يبدي شجوهيتــــــــــــــــــــــــــرنم رحلت وأشواقي إليكم مقيمة.....ونار الأسى مني تشب وتضــــــــرم أودعكم و الشوق يثني أعنتي....وقلبي أمسى في حماكم مخيـــم هنالك لا تثريث يوما علىامرئ.....إذا ما بدا منه الذي كان يكتـــــــم ( بيان حال الحجاج في عصرنا )
الشيخ : يقول المؤلف : " وللهِ أكبـــادٌ هنــالِكَ أودِعَ -نعم- أُودِعَ الْـ *** ـغــرامُ بها فالنـارُ فيها تَضــرَّمُ وللهِ أنفــاسٌ يكـــادُ بِحَـــرِّها *** يذوبُ المُحِـبُّ المُسْتهَـامُ المُتيَّمُ فلمْ تـــرَ إلا بــــاهتا مُتَحَـيِّرًا *** وآخـرَ يُبْدِي شجــوَهُ يَتــرَنَّـــــمُ رَحَلتُ وأشْواقِي إليكمْ مُقِيمَةٌ *** ونارُ الأسَى مِنِّي تُشَبُّ وتَضْرمُ أوَدِّعُكُمْ والشوقُ يُثنِي أعِنَّتِي *** وقلبيَ أمْسَى فِي حِمــاكُمْ مُخَيِّمُ " الله أكبر ! هذا تصوير عجيب لحال الإنسان عند طواف الوداع كيف يكون في هذه الحال قلبه مربوط بالبيت ، أشواقه لا تتعداه. ولكن لابد من الفراق. " هناك هنالِكَ لا تَثْريبَ يومًا عَلىَ امرئٍ *** إذا ما بَدا منهُ الذي كانَ يَكْتُمُ " يكتم من إيش ؟ من الأشواق والأحزان لفراق البيت. وطبعا في العادة أن مثل هذا يلحقه البكاء فهذه حالهم عند فراق البيت. وإذا قست هذه الحال التي صورها المؤلف رحمه الله بحالنا اليوم وجدت الفرق العظيم بيننا وبين هذه الحالة التي ذكرها المؤلف ، فغالب الناس ببغاوات خلف هؤلاء المطوف اللهم ، اللهم ولا يدري ماذا يقول ولا ما يقال له. أحيانا يُحرّف المطوف الكلم عن مواضعه وذاك يحرف معه ماشي. نعم؟ يأتي في أيام العمرة " اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا "، ما أدري هو مطلع على حديث عمر بن حزم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سمي العمرة حجا أصغر ) نعم أو أنه على الأصل نعم. وأمثال هذا، لكنهم بدأوا الآن، يعني خففوا الأمر، اللهم اجعلها عمرة مقبولة، كأنهم نبهوا على هذا. لكن الحاج المسكين أحيانا لا يدري ماذا يقول، أحيانا ما يدري، لو أنك تستمع إليهم وهم ينقلون هذه الكتيبات ويدعون، لسمعت العجب العجاب. أي نعم . أقول أن من تصور هذه الحال التي ذكر المؤلف ـــ رحمه الله ـــ وقرنها بأحوالنا اليوم لوجد الفرق العظيم بنا.
شرح قول الناظم: فيا سائقين العيس بالله ربكم.....قفوا لي على تلك الربوع وسلمــــــــوا وقولوا محب قاده الشوق ونحوكم.....قضى نحبه فيكم تعيشوا وتسلموا قضى الله رب العرش فيما قضى به.....بأن الهوى يعمي القلوب ويبكــم وحبكم أصل الهوى ومداره.....عليه وفوز للمحب ومغنـــــــــــــــــــــــم وتفنى عظام الصب بعد مماته.....وأشواقه وقف عليه محــــــــــــــــــرم
الشيخ : قال المؤلف : " فيَـــا سـائِقـينَ العِـيـسَ باللهِ ربِّكمْ *** قِفوا لِي على تلكَ الرُّبوعِ وسَلِّمُوا وقولوا مُحِبٌّ قادهُ الشوقُ نحوكُمْ *** قضَى نحبَهُ فيكُمْ تَعِيشُوا وَتسْلمُوا ". نعم بعد؟ طيب السائل : العيس الشيخ : العيس الإبل. " وقولوا مُحِبٌّ قادهُ الشوقُ نحوكُمْ قضَى نحبَهُ " أي حاجته " فيكم تعيشوا وتسلموا قضَى اللهُ ربُّ العرشِ فيمَا قضَى بهِ *** بأنَّ الهوَى يُعمِي القلوبَ ويُبْكِمُ " صحيح. الإنسان الذي له هوى تجده أعمى وأبكم أعمى لا يرى الحق وأبكم لا ينطق بالحق، صاحب الهوى والعياذ بالله. ولهذا لا يؤمن أحدنا حتى يكون هواه تبعا لما جاء به الرسول. قال : " وحُبُّكُمُ أصْــلُ الهُـــدى ومَـــــــدَارُهُ *** عليهِ وفــوزٌ للمُحِبِّ ومَغْــــنَمُ " السائل : ... . الشيخ : لا أصل الهدى ... السائل : ... قضى نحبه. الشيخ : أي حاجته السائل : معناها ... الشيخ : أي نعم.قضى نحبه يعني هلك فقضى حاجته من الدنيا نعم. قال: " وحُبُّكُمُ أصْــلُ الهُـــدى ومَـــــــدَارُهُ *** عليهِ وفــوزٌ للمُحِبِّ ومَغْــــنَمُ وتفنَى عِظامِ الصَّبِّ بعدَ مَمـــــــاتِهِ *** وأشواقُهُ وقْفٌ عليهِ مُحــــَرَّمُ ". إلى هنا؟ طيب. قال : " وتفنَى عِظامِ الصَّبِّ " : الصب معناه المحب، ومنه الصبابة. والصبابة يعني الحب الذي يميل صاحبه إلى محبوبه كأنما يتصبب الماء من العالي. أي نعم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم. " فيَا أيُّها القلبُ الذي مَلكَ الهَوَى *** أزِمَّتَهُ حتى مَـــــــــــــــــــــــــــتى ذا التلوُّمُ. وحَتَّى مَلا وحَتَّى مَلا ". الشيخ : ملا. القارئ : "وحَتَّى مَلا تصْحُو وقدْ قرُبَ المَدَى *** ودَنَتْ كؤس " .. الشيخ : ودُنَّت ، دُنَّتْ الطالب : دانت ... الشيخ : دانت؟ عندي ودُنَّت. لأن دانت ما في معنى أي صحيح اللي عندنا صحيح. القارئ : " وحَتَّى مَلا تصْحُو وقدْ قرُبَ المَدَى ودنت " الشيخ : ودُنَّت القارئ : " ودُنَّتْ كُـــــــــــــــــــــــؤُوسُ السَّيْرِ والناسُ نوَّمُ. انتفاضة بعث. بَلى سوفَ تصحُو حين ينكشفُ الغِطاء *** ويبدو لكَ الأمرُ الـــــــــــــــــــــذي أنتَ تكتُمُ ويا مُوقِدًا نارًا لغيركَ ضوؤُها *** وحرُّ لَظاهـــــــــــــــــــا بينَ جنْبَيْك يَضرِمُ ". الشيخ : يُضرم. القارئ : " أهذا جَنَى العلمِ الذي غرستَهُ *** وهذا الـــــــــــــــــــذي كنتَ ترجوهُ يُطْعِمُ " . الشيخ : قد كنت قد كنت ترجوه القارئ : ... الشيخ : أي ما قلت قد. القارئ : " أهذا جَنَى العلمِ الذي قد غرستَهُ *** وهذا الـــــــــــــــــــذي قد كنتَ ترجوهُ يُطْعِمُ وهذا هو الحظُّ الذي قد رضيتَهُ *** لِنفسكَ في الـــــــــــــــدارَيْنِ جاهٌ ودِرهمُ " الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله القارئ : " وهذا هو الرِّبحُ الذي قد كسبتَهُ *** لَـــــــــــــــــــعمرُكَ لا رِبحٌ ولا الأصلُ يَسْلَمُ " الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله القارئ : " بَخِلتَ بشيءٍ لا يضرُّكَ بذلُهُ *** وجُـــــــــــــدْتَ بشيءٍ مثلُهُ لا يُقَوَّمُ بَخِلتَ بذا الحظِّ الخسِيسِ دناءةً *** وجُـــــــــدْتَ بدارِ الخُلدِ لو كنتَ تَفهمُ وبِعْتَ نعيمًا لا انقضاءَ له ولا *** نظيرَ ببخْسٍ عن قليـــــــــــــــــلٍ سيُعْدَمُ فهلا عكستَ الأمرَ إنْ كنتَ حازمًا *** ولكن أضعتَ الــــــحـزمَ لو كنتَ تعلَمُ وتهدِمُ ما تَبنِي بكفِّك جاهدًا *** فأنتَ مَدى الأيامِ تبنِي وتَهْدِمُ و عندَ مرادِ الله تفنَى كمَيِّتٍ *** وعندَ مُرادِ النفسِ تُسْدِي وتُلْحِمُ " الشيخ : الله أكبر القارئ : " وعند خِـــــــــــــــــــــــــــــــلافِ الأمر تحتَجُّ بالقَضَاء *** ظهيرًا على الرحمــــــــــــــــــــــــــنِ بالجَبْرِ تزْعُمُ ". الشيخ : للجبر للجبر. القارئ : " وعند خِـــــــــــــــــــــــــــــــلافِ الأمر تحتَجُّ بالقَضَاء *** ظهيرًا على الرحمــــــــــــــــــــــــــنِ للجَبْرِ تزْعُمُ. تَنَزَّه منك النفس ". الشيخ : تُنَزِّه ، تُنَزِّه. القارئ : تُنَزِّه الشيخ : تُنَزِّه القارئ : " تُنَزِّه منك النفسُ عن سوء فعلها ". الشيخ : النفسَ. القارئ : " تُنَزًه منك النفسَ عن سوء فعلها *** وتعتب أقــــــــــــــــــــــــدار الإله وتظلم تَحِلُّ أمورا أحكمَ الشرعُ عَقْدَها *** وتقصِدُ ما قــــــــــد حَلَّهُ الشرْعُ تُبْرِمُ " الشيخ : تُحِلُّ. قال " قضى قضى رب العرش " خلصنا. " قضَى اللهُ ربُّ العرشِ فيمَا قضَى بهِ *** بأنَّ الهوَى يُعمِي القلــــُـــــــــــــــــــــــوبَ ويُبْكِمُ " هذه شرحناها.
شرح قول الناظم: فيا أيها القلب الذي ملك الهوى.....أزمته حتى متى ذا التلـــــــــــــوم وحتام لا تصحوا وقد قرب المدى.....ودنت كؤوس السر والناس نــــــوم بلى سوف تصحو حين ينكشف الغطا....ويبدو لك الأمر الذي أنت تكتم
الشيخ :" فيَا أيُّها القلبُ الذي مَلكَ الهَوَى *** أزِمَّتَهُ حتى مَــــــتى ذا التلوُّمُ " الآن بدأ يخاطب نفسه يخاطب قلبه الذي ملك الهوى أزمته يعني جمع زمام وهو ما تـقاد به البعير. " وحَتَّى مَلا تصْحُو وقدْ -قرُبَ الذي- وقد قرب المَدَى *** ودُنَّتْ كُـــــؤُوسُ السَّيْرِ والناسُ نوَّمُ " يعني لماذا لا تصحو والمدى قد قرب ويعني به الموت ودنت كؤوس السير يعني قرِّبت. والناس نوم، فكأنه يحث نفسه على انتهاز الفرصة والعمل قبل أن يدنوا الأجل، ثم قال : " بلى " هذه للإضراب " سوف تصحُو حين ينكشفُ الغِطاء *** ويبدو لكَ الأمرُ الـــــذي أنتَ تكتُمُ ". وهذا كقوله تعالى في سورة المؤمنون : (( بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ )). وكقوله في سورة ق : (( لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )). ولكن هل ينفع هذا الانكشاف في ذلك اليوم ؟ لا ، لأن ذلك اليوم يوم جزاء وليس يوم عمل. قال : " ويا مُوقِدًا نارًا لغيركَ ضوؤُها *** وحرُّ لَظاهــــا بينَ جنْبَيْك يُضرِمُ أهذا جَنَى العلمِ الذي قد غرستَهُ *** وهذا الــــــذي ".