شرح قول الناظم: فيا أيها القلب الذي ملك الهوى.....أزمته حتى متى ذا التلـــــــــــــوم وحتام لا تصحوا وقد قرب المدى.....ودنت كؤوس السر والناس نــــــوم بلى سوف تصحو حين ينكشف الغطا....ويبدو لك الأمر الذي أنت تكتم
" قضَى اللهُ ربُّ العرشِ فيمَا قضَى بهِ *** بأنَّ الهوَى يُعمِي القلــــُـــــــــــــــــــــــوبَ ويُبْكِمُ " هذه شرحناها.
الطالب : ...
الشيخ : " فيَا أيُّها القلبُ الذي مَلكَ الهَوَى *** أزِمَّتَهُ حتى مَــــــتى ذا التلوُّمُ "
الآن بدأ يخاطب نفسه يخاطب قلبه الذي ملك الهوى أزمته يعني جمع زمام وهو ما تـقاد به البعير.
" وحَتَّى مَلا تصْحُو وقدْ -قرُبَ الذي- وقد قرب المَدَى *** ودُنَّتْ كُـــــؤُوسُ السَّيْرِ والناسُ نوَّمُ "
يعني لماذا لا تصحو والمدى قد قرب ويعني به الموت ودنت كؤوس السير يعني قرِّبت. والناس نوم، فكأنه يحث نفسه على انتهاز الفرصة والعمل قبل أن يدنوا الأجل، ثم قال :
" بلى " هذه للإضراب
" سوف تصحُو حين ينكشفُ الغِطاء *** ويبدو لكَ الأمرُ الـــــذي أنتَ تكتُمُ ".
وهذا كقوله تعالى في سورة المؤمنون : (( بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ )). وكقوله في سورة ق : (( لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ )). ولكن هل ينفع هذا الانكشاف في ذلك اليوم ؟ لا ، لأن ذلك اليوم يوم جزاء وليس يوم عمل.
1 - شرح قول الناظم: فيا أيها القلب الذي ملك الهوى.....أزمته حتى متى ذا التلـــــــــــــوم وحتام لا تصحوا وقد قرب المدى.....ودنت كؤوس السر والناس نــــــوم بلى سوف تصحو حين ينكشف الغطا....ويبدو لك الأمر الذي أنت تكتم أستمع حفظ
شرح قول الناظم: ويا موقدا نار لغيرك ضوؤها....وحر لظاها بين جنبيك يضـــــــــرم أهذا جنى العلم الذي قدغرسته....وهذا الذي قد كنت ترجوه يطعم وهذا هو الحظ الذي قد رضيته....لنفسك في الدارين جاه ودرهـــم وهذا هو الربح الذي قدكسيته.....لعمرك لا ربح ولا الأصل يســـــلم ( نصيحة للعالم الذي لا يعمل بعلمه أو مال إلى الدنيا )
أهذا جَنَى العلمِ الذي قد غرستَهُ *** وهذا الــــــذي قد كنتَ ترجوهُ يُطْعِمُ "
يعني يخاطب عالما لم ينتفع بعلمه موقدا نارا وضوؤها ايش؟ لغيره وحرها بين جنبيه. فغيره منتفع بعلمه وهو لم ينتفع بعلمه يقول : " أهذا جَنَى العلمِ الذي قد غرستَهُ ؟ " أن تنفع الناس بعلمك ولا تنفع نفسك. وهذا الاستفهام استفهام إنكار.
قال : " وهذا هو الحظُّ الذي قد رضيتَهُ *** لِنفسكَ في الـــــــــــــــدارَيْنِ جاهٌ ودِرهمُ ".
الله أكبر ! كل حظوظ الدنيا تعود إلى هذين الأمرين ، كما قال المؤلف جاهٌ ودرهم . كثير من الناس ولو كان عالما لا يرضى من علمه إلا أن يكون له جاه بين الناس ، أو إنسان يحب المال فيجمع المال بعلمه. وكلا الإرادتـين إرادة خسيسة مذمومة، لأن العالم لا ينبغي له أن يكون همه أن يكــون له جاه أو ليس له جاه ينبغي أن يكون همه أن تكون كلمة الله هي العليا، لأنه مجاهد في سبيل الله. أما كون يكرم عند الناس أو ما يُكرم ؟ هذا إنما يسعى له من يريد النفع الذاتي لنفسه فقط ، وهو في الحقيقة ما أراد النفع ، لأن النفع الحقيقي بعلمك أن تصل به وجه الله وإعلاء كلمته حتى يكون حتى تكون شريعة الله هي المتمكنة في أرض الله. قال :
" وهذا هو الرِّبحُ الذي قد كسبتَهُ *** لَـــــعمرُكَ لا رِبحٌ "
صحيح ما في ربح ، إنسان ما ربح من علمه إلا جاها في الدنيا أو درهما ما ربح في الحقيقة. الذي لا يربح من علمه درجات عند الله عز وجل فهو خاسر، ( القرآن حجة لك أو عليك )، نسأل الله أن يخلص لنا ولكم النية. يقول : " لَــــعمرُكَ لا رِبحٌ ولا الأصلُ يَسْلَمُ ". ما حصل ربح والأصل ما سلم ، لأنه جاء في الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام : ( أن من طلب علماً وهو مما يُـبتـغى به وجه الله لا يريد إلا أن ينال عرضاً من الدنيا لم يرحْ رائحة الجنة ). نعوذ بالله فالأمر خطير.
2 - شرح قول الناظم: ويا موقدا نار لغيرك ضوؤها....وحر لظاها بين جنبيك يضـــــــــرم أهذا جنى العلم الذي قدغرسته....وهذا الذي قد كنت ترجوه يطعم وهذا هو الحظ الذي قد رضيته....لنفسك في الدارين جاه ودرهـــم وهذا هو الربح الذي قدكسيته.....لعمرك لا ربح ولا الأصل يســـــلم ( نصيحة للعالم الذي لا يعمل بعلمه أو مال إلى الدنيا ) أستمع حفظ
شرح قول الناظم: بخلت بشيء لا يضرك بذله.....وجدت بشيء مثله لا يقـــــــــــــــوم بخلت بذا الحظ الخسيس دناءة.....وجدت بدار الخلد لو كنت تفــــهم ( آداب العالم والطالب)
ثم فسر، قال : " بَخِلتَ بذا الحظِّ الخسِيسِ دناءةً *** وجُــــدْتَ بدارِ الخُلدِ لو كنتَ تَفهمُ "
هذه " لو" للتمني يعني ليتك تفهم ، شوف بخل بشيء لا يضره بذله ماهو ؟ الدنيا ، الدنيا لو تذهب كلها عنك ما تضرك.
" وجُدْتَ بشيءٍ مثلُهُ لا يُقَوَّمُ " وهو الجنة والآخرة يوم الفضل هذه لا يُقَوَّمُ. لا يمكن أن يكون قيمة لها كل الدنيا. قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لَموضع سَوطِ أحَدِكم في الجّنةِ خَيرٌ مِنَ الدُّنيا وما فيها ). أخرجه الإمام أحمد من حديث المستورد بن شداد. ( لموضع سوط أحدكم -في الدنيا- في الجنة خير من الدنيا وما فيها ). شوف موضع السوط كم مقداره ؟ متر مثلاً خير من الدنيا أي دنيا ؟ ليست دنياك التي تعيشها ولا دنيا عصر ، بل الدنيا كلها من أولها إلى آخرها ( موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) كل الذين يسعون للجاه أو يسعون للمال ماذا يصيبهم هو إن حصلوا عليه الجاه أو المال. وكل هذا لا يساوي شيئا عند الله عز وجل. فما بالنا نهدم هذا الصرح العظيم صرح العلم بهذه النية الدنيئة فالواجب أن يُصحح الإنسان نيته في طلب العلم وهذا من الآداب يا أحمد ؟! نعم من الآداب. ومن الآداب أيضا أن لا يسرح الطالب وهو في مكان الطلب. طيب
3 - شرح قول الناظم: بخلت بشيء لا يضرك بذله.....وجدت بشيء مثله لا يقـــــــــــــــوم بخلت بذا الحظ الخسيس دناءة.....وجدت بدار الخلد لو كنت تفــــهم ( آداب العالم والطالب) أستمع حفظ
شرح قول الناظم: وبعت نعيما لا انقضاء له ولا....نظير ببخس عن قليل سيــــــــــعدم فهلا عكست الأمر إن كنت حازما....ولكن أضعت الحزم لو كنت تعلم وتهدم ما تبني بكفك جاهدا.....فأنت مدى الأيام تبني وتـــــــــهدم وعند مراد الله تفنى كميت....وعند مراد النفس تسدي وتلــــــــــحم
صح وهو نعيم الجنة لا انقضاء له، ولا نظير له قال الله تعالى : (( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ )). وقال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى : ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ). وقال ابن عباس : ( ليس شيء في الدنيا، في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء ). رمان ورمان لكن فرق، فرق عظيم.
" فهلا عكستَ الأمرَ إنْ كنتَ حازمًا "
هلا هنا للتحضيض يعني يحضنا المؤلف رحمه الله على أن نعكس الأمر كيف نعكس ؟ نجود بشيء لا يضرنا بذله ونبخل بشيء مثله لا يُقَوَّم نعض عليه بالنواجذ. كذلك أيضا نبيع الشيء الخسيس الدنيء بشيءٍ لا نظير له ولا نفاذ.
" فهلا عكستَ الأمرَ إنْ كنتَ حازمًا *** ولكن أضعتَ الــحـزمَ لو كنتَ تعلَمُ
وتهدِمُ ما تَبنِي بكفِّك جاهدًا *** فأنتَ مَدى الأيامِ تبنِي وتَهْدِمُ ".
صحيح ، هذا حال من أضاع نفسه يبني ويهدم. ماهو بالبناء الحسي، البناء المعنوي ، تجده هذه طاعة وهذه معصية هذا ظلم وهذا فساد وهذا صلاح وهذا عدل وهكذا. يبني ما يهدم ويهدم ما يبني دائما فهو يقول : " فأنت مدى الأيام تبنى وتهدم ".
" و عندَ مرادِ الله تفنَى كمَيِّتٍ " :
الله أكبر! عند مراد الله شرعا وإلا قدرا ؟
الطالب : شرعا
الشيخ : شرعا، عند مراد الله شرعا يعني عند الذي يريده الله منك شرعا تفنى كميت ، يعني لا تتحرك يأمرك الله فلا تأتمر ينهاك فلا تنتهي.
" وعندَ مُرادِ النفسِ تُسْدِي وتُلْحِمُ " السدى واللحمة هذا في الذين يأخذون الغزل وينسجونه. النسيج له سدى ولحمة سدى ولحمة وإذا جعل في النسيج السدى واللـحمة صار نسيجا محكما. فعند مراد النفس تنسج تماما من أحسن ما يكون. لكن عند مراد الله تفنى كميت.
4 - شرح قول الناظم: وبعت نعيما لا انقضاء له ولا....نظير ببخس عن قليل سيــــــــــعدم فهلا عكست الأمر إن كنت حازما....ولكن أضعت الحزم لو كنت تعلم وتهدم ما تبني بكفك جاهدا.....فأنت مدى الأيام تبني وتـــــــــهدم وعند مراد الله تفنى كميت....وعند مراد النفس تسدي وتلــــــــــحم أستمع حفظ
شرح قول الناظم: وعند خلاف الأمر تحتج بالقضا.......ظهيرا على الرحمان للجبر تزعم تنزه منك النفس عن سوء فعلها.....وتعتب أقدار الإله وتظلـــــــم تحل أمور أحكم الشرع عقدها....وتقصد ما قد حله الشرع تبــرم ( الاحتجاج بالقدر في المعاصي والرد عليه)
عند خلاف أمر من ؟ أمر الله ،إذا خالفت أمر الله قلت والله هذا القضاء والقدر. أشركت قلت والله هذا قضاء وقدر. زنى قال هذا قضاء وقدر، شرب الخمر قال هذا قضاء وقدر.
" ظهيرًا على الرحمـــنِ للجَبْرِ تزْعُمُ " :
ظهيراً : يعني معينا عليه معينا عليه ، يعني تحتج على الله بقضائه فكأنك تقيم الحجة على ربك فتقول يا ربي أجبرتني. نعم؟
" تُنَزِّهُ منكَ النفسَ عن سوء فِعْلِها *** وتعتِبُ أقـــــــــــــــــــــــــدارَ الإلَهِ وتَظْلِمُ ".
النفس تُنـزها تقول أنا ما أبي الظلم ، لكن هذا القضاء والقدر هو اللي خلاني أظلم هو اللي خلاني أكذب هو اللي خلاني أسرق ...إلخ. وهذه حال كثير من الناس عند فعل المعاصي من أهل الجبر وعند فعل الطاعات قدري. جبري عند المعاصي قدري في الطاعات. وإيش معنى ذلك ؟
القدرية يقولون إن الإنسان مستقل بعمله ما لله فيه دخل، ما يدّخل الله في عمله. فإذا فعل الطاعة قال هذا مني هذا مني ، وفخِر بها على الله عز وجل. وإذا فعل المعصية قال هذا من الله هو مجبر فيكون جبريا في المعاصي قدريا في الطاعات ولهذا قال :
" تُنَزِّهُ منكَ النفسَ عن سوء فِعْلِها *** وتعتِبُ أقــــــــدارَ الإلَهِ وتَظْلِمُ
تَحُلُّ أمورا أحكمَ الشرعُ عَقْدَها *** وتقصِدُ ما قـد حَلَّهُ الشرْعُ تُبْرِمُ ".
هذه المعاكسة التامة ، الأمور التي أبرمها الشرع تحلها وما أحله الشرع تبرمه. ففي الواجبات التي أحكمها الشرع وأمر بها تذهب تحلها وتفكك عقدها. في المحرمات تـضيِّع تـضيِّع ولا يهمك ما حرمه الشارع. فأنت في الواقع مخالف لأمر الشارع في النهي والأمر. " وتفهم " نعم.
5 - شرح قول الناظم: وعند خلاف الأمر تحتج بالقضا.......ظهيرا على الرحمان للجبر تزعم تنزه منك النفس عن سوء فعلها.....وتعتب أقدار الإله وتظلـــــــم تحل أمور أحكم الشرع عقدها....وتقصد ما قد حله الشرع تبــرم ( الاحتجاج بالقدر في المعاصي والرد عليه) أستمع حفظ
قراءة الأبيات
مطيعٌ لِداعِي الغَيِّ عاصٍ لِرُشْدِهِ *** الى ربِّه يومـــــــــــــــــــــــــــــاً يُرَدُّ ويُعلَمُ
مُطيعٌ لأمرِ اللهِ قد غشَّ نفسَهُ *** مُهينٌ لهـــــــــــــــــــــــــا أنَّى يُحَبُّ ويُكرَمُ ".
الشيخ : أي نعم صح مضيع.
القارئ : " مضيعٌ لأمرِ اللهِ قد غشَّ نفسَهُ *** مَهينٌ لهـــــــــــــــــــــــــا ".
الشيخ : مُهين مُهين.
القارئ : " مضيعٌ لأمرِ اللهِ قد غشَّ نفسَهُ *** مُهينٌ لهـــــــــــــــــــــــــا أنَّى يُحَبُّ ويُكرَمُ
بطيءٌ عن الطاعاتِ أسرعُ للخَنَى *** مِــــــــــــــــنَ السيلِ في مَجْرَاهُ لا يَتَقَسَّمُ
وتَزْعم معْ هذا بأنكَ عارفٌ *** كذَبْتَ يقِينًا بالّــذي أنتَ تزعُمُ
وما أنتَ إلا جاهلٌ ثم ظالمٌ *** وأنكَ بين الجــــــــــــــــــــــــاهلِينَ مُقَدَّمُ
إذا كان هذا نصحُ عبدٍ لنفسِهِ *** فمَنْ ذا الــــــــــــــذي منه الهُدَى يُتَعَلَّمُ
وفي مثلِ هذا الحالِ قد قال مَن مَضَى *** و أحسنَ فيمــــــــــــــــــــــــــــــــا قالَهُ المتَكلِّمُ
فإنْ كنْتَ لا تدرِي فتلكَ مُصيبةٌ *** وإنْ كنتَ تَدْرِي فالمـــــــــــــصيبةُ أعْظَمُ
ولو تُبْصِرُ الدنيا وراءَ سُتُورِها *** رأيتَ خيَـــــــــــــــــــالا في
ولو تُبْصِرُ الدنيا وراءَ سُتُورِها *** رأيتَ خيَـــــــــــــــــــالا في منامٍ سَيُصْرَمُ "
الشيخ : الله أكبر!
السائل : خِيالا.
الشيخ : نعم خَيالا
السائل : مو خِيالا ...
الشيخ : خِيالا ايه خَيالا رأيت خَيالا.
السائل : ...
الشيخ : الا نعم
القارئ : " كَحُلمٍ بطيفٍ زار في النوم وانقضَى الـْ *** ـمنامُ وراحَ الطيفُ والـــــــــــــــــــــــصبُّ مُغْرَمُ
وظِلٍّ أرَتهُ الشمسُ عند طلوعِها *** سَيقْلَصُ في وقتِ الــــــــــــــــــزوالِ ويَفْصِمُ "
الشيخ : سيُقلَص
السائل : " وظِلٍّ أرتهُ الشمسُ "
الشيخ : لا أَرَتْه أَرَتْه ممكن راء
القارئ : " ومُزْنَةِ صيفٍ طابَ منها مَقِيلُها *** فولَّتْ سرِيعًــــــــــــــــــــــــا والحَرُورُ تَضَرَّمُ
ومَطْعَمِ ضيفٍ لذَّ منه مَسَاغُهُ *** وبعدَ قليلٍ حــَـــــــــــــــــــــــــــالُهُ تلكَ تُعْلَمُ "
الشيخ : حالُهُ
القارئ : " ومَطْعَمِ ضيفٍ لذَّ منه مَسَاغُهُ *** وبعدَ قليلٍ حــَـــــــــــــــــــــــــــالُهُ تلكَ تُعْلَمُ "
الشيخ : الله أكبر! الله أكبر!
القارئ : " كَذا هذهِ الدُّنيا كأحــــــــلامِ نائمٍ *** ومِنْ بعدِهــــــــــــــــــا دارُ البقاءِ سَتَقْدَمُ ".
الشيخ : الله أكبر! الله أكبر!
السائل : ... البقاء
الشيخ : البقاء
القارئ : " فجُزْها مَمَرٌ لا مقرٌ وكنْ بِها *** غريبًا تَعِشْ فيهـــــــــــا حمَيِدًا وتَسْلَمُ "
الشيخ : الله أكبر!
القارئ : " أو ابنَ سبيلٍ قالَ في ظِلِّ دَوْحَةٍ *** وراحَ وخلَّى ظِلَّهــــــــــــــــــــــــــــــــا يَتَقَسَّمُ
أخا سَفَرٍ لا يستقرُّ قَرارُهُ *** إلى أنْ يَرى أوطـــــــــــــــانَهُ ويُسَلَّمُ
فيا عجبًا ! كمْ مَصْرَعٍ وَعَظَتْ بِهِ *** بنِيها ولكنْ عن مَصارعِهــــــــــــــــــــــا عَمُوا "
الشيخ : الله أكبر الله أكبر!
القارئ : " سقتْهمْ كؤُوسَ الحُبِّ حَتى إذا نَشَوْا *** سقتْهم كــــــــــــــــــــــــؤُوسَ السُّمِّ والقومُ نُوَّمُ
و أعجبُ ما في العَبْدِ رؤيةُ هذه الـْ *** ـعَظـــــــــــــــــــــــــــــــــائِمِ والمغرورُ فيها مُتَيَّمُ "
الشيخ : المغموم عندنا بالميم. عندك المغرور؟
القارئ : لا بس انا مزينها في نسخة ثانية
الشيخ : ثانية. أي ... طيب نعم.
القارئ : " ومــــا ذاك إلا أنَّ خمرةَ حُبِّها *** لَتَسْلِبُ عقلَ المــــــــــــــــرءِ منه وتَصْلِمُ
وأعجبُ مِن ذا أن أحبَابَها الأُلى *** تُهينُ ولِلأَعْـــــــــــــــــــــــدَاء تُراعِي وتُكْرِمُ "
الشيخ : الله أكبر
القارئ : " وذلكَ بُرهـــانٌ على أنّ قدْرَها *** جنـــــــــــــــــــــاحُ بعوضٍ أو أدقُّ و أَلْأَمُ
وحَسْبُكَ ما قال الرسولُ مُمَثِّلا *** لها ولِـــــــــــــــــــــــدارِ الخُلدِ والحقُّ يُفهَمُ
كما يُدلِيَ الإنسانُ في اليمِّ أُصْبُعًا *** ويَنْزِعهُا منه فمـــــــــــــــــــــــــــــــا ذاكَ يَغْنَمُ ".
قصر الدنيا مع الآخرة
الطالب : لا شيء.
الشيخ : لا شيء لا شيء. الله أكبر! نعم.
السائل : ... الآن يعكسون الأمر ... الذكور ثوبه يسحب والبنات ثيابهن إلى نصف الساق يعني يعكسون الأمر.
الشيخ : ما ... يعكسون الأمر كثير
السائل : هذه يعني ظاهرة.
الشيخ : هذه مثل من الأمثلة ايه. نعم.
تتمة قراءة الآبيات
الشيخ : مبرم عندنا. محكم عندك؟
القارئ : ... .
الشيخ : نسخة ثانية. أي نعم. محكم نسخة ثانية.
القارئ : " وهلْ أرِدَنْ ماءَ الحياةِ وأرْتَوِي *** عَلى ظمإٍ مِن حــــــــــــــــــوضِهِ وهوَ مُفْعَمُ
وهلْ تَبْدُوَنْ أعلامُها بعدَما سَفَتْ *** على رَبْعِها تِلكَ السَّــــــــــــــــــــــــــــوافِي فَتُعْلَمُ
وهلْ أفرِشَنْ خدِّي ثَرَى عتَبَاتِهِمْ *** خُضُوعًـــــــــــــــــا لَهم كَما "
الشيخ : " وهلْ أُفرِشَنْ "
القارئ : " وهلْ أُفرِشَنْ خدِّي ثَرَى عتَبَاتِهِمْ *** خُضُوعًـــــــــــــــــا لَهم كَيما "
الشيخ : يَرِقُّوا
القارئ : " *** كَيما يَرِقُّوا ويَرْحَمُوا
وهلْ أفرِشَنْ خدِّي ثَرَى عتَبَاتِهِمْ *** خُضُوعًـــــــــــــــــا لَهم كَيْما يَرِقُّوا ويَرْحَمُوا
وهلْ أرْمِيَنْ نفسِي طرِيحًا ببابِهم *** وطَيْرُ المنايــــــــــــــــــــــــا الحبِّ "
الشيخ : " وطَيْرُ منايــــــــــــــــــــــــا "
القارئ : " وهلْ أرْمِيَنْ نفسِي طرِيحًا ببابِهم *** وطَيْرُ منايــــــــــــــــــــــــا الحبِّ فوقي تُحَوِّمُ
فيا أسفِي تفنَى الحياةُ وتنقضي *** وذا العتْبُ بـــــــــــــــــــــاقٍ ما بَقِيتُمْ وعِشْتُمُ
فما منكمُ بُدٌّ ولا عنكم غِنًى *** ومالِيَ مِن صَبْرٍ فأسْلـــــــــــــــــــــــُوَ عنْكُمُ
ومَن شاءَ فلْيَغْضَبْ سواكُم فلا أذى *** إذا كنتمُ عن عبْدِكُمْ قــــــــــــــــــــــــــدْ رَضِيتُمُ
وعُقْبَى اصْطِباري فِي هَواكُم حميدةٌ *** ولكنهــــــــــــــــــــــا عنكمْ عِقابٌ ومَأثَمُ "
الشيخ : الله أكبر
القارئ : " وما أنا بالشاكي لما ترتَضونَهُ *** ولكنَّنِي أرضَى به و أُسَلِّمُ
وحَسْبِي انْتِسابي مِن بُعَيْدٍ إلَيْكُمُ *** ألا إنهُ حــَــــــــــــــــــظٌّ عظيمٌ مُفْخَّمُ "
السائل : ...
الشيخ : آه كيف
السائل : ...
الشيخ : " ألا إنهُ حــَــــــــــــــــــظٌّ عظيمٌ " " وحَسْبِي انْتِسابي مِن بُعَيْدٍ إلَيْكُمُ "
السائل : ...
الشيخ : للوعيد من بعيد لا بعيد
القارئ : " إذا قيلَ هذا عبدُهُم ومُحِبُّهُم *** تَهَلَّلَ بِشْراً وجهُــــــــــــــــــــــهُ يَتَبَسَّمُ
وها هو قد أبدَى الضراعةَ سائلاً *** لكمْ بِلِسانِ الحالِ والقـــــــــــــــــــالُ مُعْلِمُ
أحِبَّتَهُ عَطْفًا عليهِ فــــــــإنهُ *** لَفِي ظمأٍ والمورد العَذْبُ أنْتُمُ "
الشيخ : المورد بالضم.
شرح قول الناظم: تحل أمور أحكم الشرع عقدها....وتقصد ما قد حله الشرع تبــــرم وتفهم من قول الرسول خلاف ما....أراد لأن القلب منك مــــــــعجم ( الرد على من قال إن النصوص في العقيدة تفيد الظن )
" تَحُلُّ أمورا أحكمَ الشرعُ عَقْدَها *** وتعقد وتقصِدُ ما قــــــــــد حَلَّهُ الشرْعُ تُبْرِمُ
وتَفهمُ من قولِ الرسولِ خلافَ ما *** أرادَ لأن القـــــــــــــــــــــــــلبَ منك مُعَجَّمُ ".
يقول إن هذا من صفات الإنسان أن الأمور التي أحكمهـا الشرع وعــقدها يحلها. والحل هنا ضد العقد فيفعل ما نهى الله عنه ، ويقصد ما قد حلّه الشرع يبرمه ويمنعه ،كأنما يقول هذا حلال لما حرم الله وهذا حرام لما أحل الله عز وجل ـ فلا يتبـع الشـرع .
قال : " و تَفهمُ من قولِ الرسولِ خلافَ ما *** أرادَ لأن القــــلبَ منك مُعَجَّمُ ".
إذا قال النبي عليه الصلاة والسلام قولا فإنك تفهم منه خلاف ما أراد. وأهل الباطل بالنـسبة لأقوال الرسول عليه الصلاة والسلام يسعون أولا إلى إبطـالها والـشك في ثبـوتها. فيقولون مـثلا هذه أخبار آحـاد لا تفيد القطع فلا يجوز أن نبني العقيدة عــليها وردوا بناء على هذه القاعدة الفاسدة الدامرة الخاربة ردوا أشياء كثيرة من أحاديث الصفات الذاتية والفعلية بناء على إيش؟ على أنها أخـبار آحـــاد لا تفـيد القطـع. والعقيدة لابد فيها من القطع، والظن كأنما نسوا قول الله عز وجل : (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ )) هذا مقام الرسالة ، مقام الرسالة عقيدة وإلا غير عقيدة ؟ عقيدة. ومع ذلك قال : (( اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )). ومن المعلوم أن خـبر غـيرك لا يفـيد القطـع عـندك إنما يفيد الظن وغلبة الظن. طيب.
إذن هذا أول هذا أول مِعول يهدمون به النصوص. فإذا عجزوا، اذا عجزوا عنها، وكانت النصوص متواترة عمدوا إلى أمر آخر وهو التعطـيل عن طريق التحريف ، التحـريف أصـوب من قولنا التأويل. هم يقولون تأويل ونحـن نقول تحريف ، لكـنهم يقولون تأويلا ليخف الأمر. إذ لو قالوا إنه تحـريف لـنفر الناس منه وما قبلوا منهم صرفا ولا عدلا. لكن يقـولون تأويل من باب التلطـيف. ونحن نقول ليس هذا بتأويل ، لأن التأويل هو : أن يُفسر كلام الله ورسوله بما أراد الله ورسوله. هذا التأويل الحقيقي الصحيح. أما أن يحرف فهـذا تحريف، فهم يفهمون من قول الرسول خلاف ما أراد الرسول عليه الصلاة والسلام. لماذا ؟ لأن القـلب - والعـياذ بالله - مُـعجم قد أُعـجِم عـليه فلا يفـهم. ولهــذا يجب على الإنسان أن يكـون دائمـاً يسأل الله تعـالى أن يفتح عـليه وأن يـصرّف قـلبه إلى طاعـته.
9 - شرح قول الناظم: تحل أمور أحكم الشرع عقدها....وتقصد ما قد حله الشرع تبــــرم وتفهم من قول الرسول خلاف ما....أراد لأن القلب منك مــــــــعجم ( الرد على من قال إن النصوص في العقيدة تفيد الظن ) أستمع حفظ
شرح قول الناظم: مطيع لداعي الغي عاص لرشده....إلى ربه يوما يرده ويعلــــــــم مضيع لأمر الله قد غش نفسه.....مهين لها أنى يحب ويكــــــــــرم بطيء عن الطاعات أسرع للخنا....من السيل في مجراه لا يتقسم ( بيان طبيعة الإنسان )
يعني أن هذا الإنـسان أيضـا يطــيع داعي الغـي ، ولـكنه يعصى داعي الرشد. والرشد في كل مقام يجمعه معنى واحد وهو حسن التـصرف وفي كل مـقام بحـسبِه. فالرشد حـسن التصرف. ففي باب العبادة أن يقوم الإنسان بما أمر الله به ورسوله ويترك ما نهى الله عنه ورسوله. في باب المال أن يبيع ويشتري ويؤجر ... ويستـأجر بدون غـبن. وفي كل مقام بحسبِه. وأما الغي فهو ضـد الرشـد.
" مُضِيعٌ مُضِيعٌ لأمرِ اللهِ قد غشَّ نفسَهُ *** مُهينٌ لهــــا أنَّى يُحَبُّ ويُكرَمُ " :
صحيح أن الذي يضيع، أن الذي يضيع أمر الله غاشٌ لـنفسه أكبر غش، لأنه يخدعها ويُمنيها ويقول التوبة غدا نحن في مهلة وما أشبه ذلك ، فيهوي من حيث لا يدري.
يقول : " بطيءٌ عن الطاعاتِ أسرعُ للخَنَى *** مِـــــنَ السيلِ في مَجْرَاهُ لا يَتَقَسَّمُ " :
قوله : " لا يَتَقَسَّمُ " يعني يأتي باندفاع واحد وكلما أتى السيل باندفاع واحد صار أقوى. وكلما توزع وتـفرق صار أخف. أليس كذلك؟ فهو يقول إنك بالنسبة للخنا وهو الفساد والمعاصي والفجور أسرع من السيل في مجراه ، وبالنسبة للطاعات بطيء .
10 - شرح قول الناظم: مطيع لداعي الغي عاص لرشده....إلى ربه يوما يرده ويعلــــــــم مضيع لأمر الله قد غش نفسه.....مهين لها أنى يحب ويكــــــــــرم بطيء عن الطاعات أسرع للخنا....من السيل في مجراه لا يتقسم ( بيان طبيعة الإنسان ) أستمع حفظ
شرح قول الناظم: وتزعم مع هذا بأنك عارف......كذبت يقينا في الذي أنت تزعــــم وما أنت إلا جاهل ثم ظالم....وإنك بين الجاهلين مقـــــــــــــــــدم ( الحذر من الغرور )
هذه مـشكلة ، المشكلة أن يتـصف الإنسان بهذه الصفات القبيحة ثم يدّعي أنه عارف وهذا له نصيب من قوله تعالى : (( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا )). وما ضاع الناس إلا بمثل هذا! لو أن الناس، الإنسان عرف نـفسه وعرف أنه ضال وأنه ليس على هدى سهل عــليه أن يتـعدل. لكن المـشكل أن يبقى في غيِّه يا أحمد ? ثم لا يظن أنه على خـطأ وهذا هو البلاء.
" وما أنت إلا جَاهِلٌ ، ثُمَّ ظَالِم *** وإنَّكَ بَيْن الْجَاهِلِينَ مُقَدَّمُ " كذا عندك؟
" وإنَّكَ بَيْن الْجَاهِلِينَ مُقَدَّمُ " ، " وما أنت إلا جَاهِلٌ ، ثُمَّ ظَالِم "
السائل : ...
الشيخ : ما هي مشكولة
السائل : ...
الشيخ : يصلح " وأنكَ " يعني وما أنت الا " انك بَيْن الْجَاهِلِينَ مُقَدَّمُ ". طيب.
أظن المسألة واضحة.