تفسير سورة النمل-15a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير قوله تعالى : << ألم يروا أنا جعلنا اليل ليسكنوا فيه و النهار مبصرا إن في ذلك لأيات لقوم يؤمنون >>
قرأنا (( أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ))[النمل:86] وقلنا أن فيه اختلاف وبينا ذلك، أتذكرون؟
(( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ))[النمل:86] آيات: جمع آية، وهي تدل على أن ما ذُكر فيه عدة آيات منها: إظلام الليل، والسكون فيه، وإبصار النهار، والتصرف فيه. أربع آيات، مع ما تتضمنه أيضاً من آية أخرى تستلزمها، ولهذا جمع فقال: (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ ))[النمل:86] فإذا قال قائلٌ: لكم. أين الآيات في الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصراً؟ نقول:
الطالب:...
الشيخ : السكون في الليل والتصرف في النهار، لأنا نحن قلنا: حُذف من النهار ما ذُكر في الليل، وحُذف من الليل ما ذُكر في النهار. يعني: بالمقابلة.
أما الفوائد مما سبق فهي
(( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ))[النمل:86] آيات: جمع آية، وهي تدل على أن ما ذُكر فيه عدة آيات منها: إظلام الليل، والسكون فيه، وإبصار النهار، والتصرف فيه. أربع آيات، مع ما تتضمنه أيضاً من آية أخرى تستلزمها، ولهذا جمع فقال: (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ ))[النمل:86] فإذا قال قائلٌ: لكم. أين الآيات في الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصراً؟ نقول:
الطالب:...
الشيخ : السكون في الليل والتصرف في النهار، لأنا نحن قلنا: حُذف من النهار ما ذُكر في الليل، وحُذف من الليل ما ذُكر في النهار. يعني: بالمقابلة.
أما الفوائد مما سبق فهي
1 - تتمة تفسير قوله تعالى : << ألم يروا أنا جعلنا اليل ليسكنوا فيه و النهار مبصرا إن في ذلك لأيات لقوم يؤمنون >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دآبة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بئاياتنا لا يقنون >>
أولاً: قال الله تعالى: (( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ ))[النمل:82].
يستفاد من هذا: خروج هذه الدابة إذا وقع القول على الناس، وذلك بأن كفروا وأعرضوا عن دين الله سبحانه وتعالى، أخرج الله لهم هذه الدابة.
الفائدة الثانية: أن هذه الدابة التي ذكر الله مبهمة، فلا تُعلم صفتها، ولا كيف تخرج، ولا من أين تخرج. وما ذُكر من الآثار في ذلك فكلها ضعيفة لا يعوّل عليها، وحسبنا أن نؤمن بما ذكر الله تبارك وتعالى مطلقاً.
الفائدة الثالثة: بيان قدرة الله عز وجل، حيث كانت هذه الدابة تكلم الناس بكلامٍ يفهمونه، مع أن الحيوانات تتكلم بكلام لا يفهمه الإنس إلا من علمه الله تعالى منطقها كما في قصة سليمان.
الفائدة الرابعة: بيان حكمة الله تبارك وتعالى في الإنذار، وأنه سبحانه وتعالى ينذر عباده بالآيات الكونية إذا لم تفدهم الآيات الشرعية. وهذا كثير كالكسوف، والزلازل، والفيضانات، والصواعق، والحاصل من السماء بالبرد أو غيره.. كل هذا إنذارٌ بالآيات الكونية إذا لم تُفد الآيات الشرعية.
وقد قيل:
العبد يُضرب بالعصا
والحر تكفيه الإشارة
فالمؤمن الواعي الحي يكفيه ما في القرآن من الآيات العظيمة، ولكن المعرض اللئيم لا ينفع فيه إلا العصا.. إلا الآيات الكونية التي تخضعه غصباً عنه، هذا إذا لم يكن أيضاً قلبه ميتاً للغاية، فإن كان قلبه ميتاً للغاية لن تنفع فيه حتى الآيات الكونية (( وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا )) ماذا يقولون؟ قطع من العذاب تنزل من السماء (( يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ ))[الطور:44]، وعاد (( فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ))[الأحقاف:24] وفي الوقت الحاضر إذا رأوا هذه العقوبات يقولون: هذا أمر طبيعي، فيضانات طبيعية، براكين .. وما أشبه ذلك من الكلام الذي يدل على موت القلوب.
فإذاً: نستفيد من هذه الآية (( أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ))[النمل:82] : إنذار الله تعالى بالآيات الكونية كما هو عادته سبحانه وتعالى.
الفائدة الخامسة: أنه يُعطي سبحانه وتعالى العلم حتى البهائم، هذه الدابة تقول: (( أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ ))[النمل:82] على أحد القولين فيها.
والقول الثاني: أن هذا الكلام من كلام الله -انتهى الكلام على الدابة-، تكلمهم يعني كأنها منهم ثم يعلل الله هذا الإخراج بقوله: (( أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ ))[النمل:82].
الفائدة السادسة: فيه أن عدم اليقين بآيات الله سبحانه وتعالى سببٌ للهلاك، وأنه لا يكفي التردد أو الإيمان الضعيف، بل لا بد من إيقان، فالمتردد بما يجب الإيمان به مؤمن وإلا لا؟ ليس بمؤمن لأنه لم يوقن، فلا بد من الإيقان. وأما التردد والشك حتى مع ترجح ما ذكر الله فإنه لا يفيد الإنسان. يعني: لو أن إنساناً آمن لكن عنده بعض الشك، فإن ذلك ليس بمؤمن، لأنه لا بد من اليقين بما يجب الإيمان به
يستفاد من هذا: خروج هذه الدابة إذا وقع القول على الناس، وذلك بأن كفروا وأعرضوا عن دين الله سبحانه وتعالى، أخرج الله لهم هذه الدابة.
الفائدة الثانية: أن هذه الدابة التي ذكر الله مبهمة، فلا تُعلم صفتها، ولا كيف تخرج، ولا من أين تخرج. وما ذُكر من الآثار في ذلك فكلها ضعيفة لا يعوّل عليها، وحسبنا أن نؤمن بما ذكر الله تبارك وتعالى مطلقاً.
الفائدة الثالثة: بيان قدرة الله عز وجل، حيث كانت هذه الدابة تكلم الناس بكلامٍ يفهمونه، مع أن الحيوانات تتكلم بكلام لا يفهمه الإنس إلا من علمه الله تعالى منطقها كما في قصة سليمان.
الفائدة الرابعة: بيان حكمة الله تبارك وتعالى في الإنذار، وأنه سبحانه وتعالى ينذر عباده بالآيات الكونية إذا لم تفدهم الآيات الشرعية. وهذا كثير كالكسوف، والزلازل، والفيضانات، والصواعق، والحاصل من السماء بالبرد أو غيره.. كل هذا إنذارٌ بالآيات الكونية إذا لم تُفد الآيات الشرعية.
وقد قيل:
العبد يُضرب بالعصا
والحر تكفيه الإشارة
فالمؤمن الواعي الحي يكفيه ما في القرآن من الآيات العظيمة، ولكن المعرض اللئيم لا ينفع فيه إلا العصا.. إلا الآيات الكونية التي تخضعه غصباً عنه، هذا إذا لم يكن أيضاً قلبه ميتاً للغاية، فإن كان قلبه ميتاً للغاية لن تنفع فيه حتى الآيات الكونية (( وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا )) ماذا يقولون؟ قطع من العذاب تنزل من السماء (( يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ ))[الطور:44]، وعاد (( فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ))[الأحقاف:24] وفي الوقت الحاضر إذا رأوا هذه العقوبات يقولون: هذا أمر طبيعي، فيضانات طبيعية، براكين .. وما أشبه ذلك من الكلام الذي يدل على موت القلوب.
فإذاً: نستفيد من هذه الآية (( أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ))[النمل:82] : إنذار الله تعالى بالآيات الكونية كما هو عادته سبحانه وتعالى.
الفائدة الخامسة: أنه يُعطي سبحانه وتعالى العلم حتى البهائم، هذه الدابة تقول: (( أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ ))[النمل:82] على أحد القولين فيها.
والقول الثاني: أن هذا الكلام من كلام الله -انتهى الكلام على الدابة-، تكلمهم يعني كأنها منهم ثم يعلل الله هذا الإخراج بقوله: (( أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ ))[النمل:82].
الفائدة السادسة: فيه أن عدم اليقين بآيات الله سبحانه وتعالى سببٌ للهلاك، وأنه لا يكفي التردد أو الإيمان الضعيف، بل لا بد من إيقان، فالمتردد بما يجب الإيمان به مؤمن وإلا لا؟ ليس بمؤمن لأنه لم يوقن، فلا بد من الإيقان. وأما التردد والشك حتى مع ترجح ما ذكر الله فإنه لا يفيد الإنسان. يعني: لو أن إنساناً آمن لكن عنده بعض الشك، فإن ذلك ليس بمؤمن، لأنه لا بد من اليقين بما يجب الإيمان به
2 - فوائد قوله تعالى : << وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دآبة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بئاياتنا لا يقنون >> أستمع حفظ
الأسئلة
الطالب: السؤال: قول الله تعالى: ... ما عندهم نوع من الشك؟
الشيخ : لا ما عندهم نوع من الشك، لكن عندهم نوع من الانقياد يعني: ضعف في الانقياد، وعدم علم ما أنزل الله، وأما لو كان عندهم شك ما صاروا مؤمنين إطلاقاً ولا مسلمين أيضاً، فهذا نفي كمال الإيمان لا نفي أصل الإيمان، وأما مع الشك فإن أصل الإيمان لم يوجد.
الطالب: السؤال: الإيمان الاعتقادي؟
الشيخ : الجواب: الإيمان الاعتقادي إذا لم يوجد كاملاً فهو ما ينفع الإسلام. فالإيمان يكون مفقوداً عند الشك فيه، لا بد من الإيمان الجازم، ولهذا من شك فيما وعد الله به ومن شك في أركان الإيمان الستة، وإذا شك في واحدٍ منها فهو كافر، لا بد أن يؤمن ...
الطالب: خبر الله.
الشيخ : فهو كافر أيضاً. يعني: خبر الله يجب التصديق به.
الطالب: هل يمكن أن يؤمن الإيمان كاملاً في جميع أركان الإسلام، يحصل مثلما حصل مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هؤلاء انحراف؟
الشيخ : يكون ما عنده .... في هذا، لكن عنده انحراف سوء تصرف فيما يجب عمله. مثلاً: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ) هذا يؤمن الإنسان بالرسول، وبأنه موجود، لكن تنقص محبته للرسول فيكون هنا ينتفى عنه الإيمان يعني: كماله.
وإلا لو يشك هل الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حق أو ليس بحق ما صار مؤمناً، لا بد أن يجزم جزماً بأنه رسول الله، ثم عاد هل مثلاً يقدّم محبته على محبة نفسه وأهله؟ هذا محل الكمال والنقص
الشيخ : لا ما عندهم نوع من الشك، لكن عندهم نوع من الانقياد يعني: ضعف في الانقياد، وعدم علم ما أنزل الله، وأما لو كان عندهم شك ما صاروا مؤمنين إطلاقاً ولا مسلمين أيضاً، فهذا نفي كمال الإيمان لا نفي أصل الإيمان، وأما مع الشك فإن أصل الإيمان لم يوجد.
الطالب: السؤال: الإيمان الاعتقادي؟
الشيخ : الجواب: الإيمان الاعتقادي إذا لم يوجد كاملاً فهو ما ينفع الإسلام. فالإيمان يكون مفقوداً عند الشك فيه، لا بد من الإيمان الجازم، ولهذا من شك فيما وعد الله به ومن شك في أركان الإيمان الستة، وإذا شك في واحدٍ منها فهو كافر، لا بد أن يؤمن ...
الطالب: خبر الله.
الشيخ : فهو كافر أيضاً. يعني: خبر الله يجب التصديق به.
الطالب: هل يمكن أن يؤمن الإيمان كاملاً في جميع أركان الإسلام، يحصل مثلما حصل مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هؤلاء انحراف؟
الشيخ : يكون ما عنده .... في هذا، لكن عنده انحراف سوء تصرف فيما يجب عمله. مثلاً: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ) هذا يؤمن الإنسان بالرسول، وبأنه موجود، لكن تنقص محبته للرسول فيكون هنا ينتفى عنه الإيمان يعني: كماله.
وإلا لو يشك هل الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حق أو ليس بحق ما صار مؤمناً، لا بد أن يجزم جزماً بأنه رسول الله، ثم عاد هل مثلاً يقدّم محبته على محبة نفسه وأهله؟ هذا محل الكمال والنقص
فوائد قوله تعالى : << ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بئاياتنا فهم يوزعون >>
(( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ))[النمل:83] إلى آخره.
في هذا دليل على إثبات الحشر لقوله: (( وَيَوْمَ نَحْشُرُ ))[النمل:83] لأن هذا على تقدير محذوف، ما هو المحذوف؟ اذكر يوم، لكن اذكره لمجرد العلم أو للعلم والعقيدة؟ للعلم والعقيدة، كل شيء في القرآن ليس يُذكر لمجرد النظر أو لمجرد أن نعلم به، بل هو يُذكر للاعتقاد إن كان عقيدة وللعمل إن كان عملاً.
الفائدة الثانية: أن الله سبحانه وتعالى يحشر من الأمم أفواجاً معيّنة يكونون أمة للباقين لقوله: (( نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ))[النمل:83] من كل الأمم فوج، ومن هم هؤلاء الفوج؟ أشدهم على الرحمن عتياً (( ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا ))[مريم:69] لأجل والعياذ يخزون خزياً أعظم، لأنهم قادة في الدنيا فيكونون قادة إلى النار في الآخرة، (( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ))[هود:98].
الفائدة الثالثة: يستفاد مما قررنا الآن: عظم الإمامة بالسوء، كما أنها أيضاً عظيمة في الخير. فالإمام في الخير له أجر من اتّبعه، والإمام في الشر عليه وزر من اتّبعه.
فالإمامة في الخير أو في الشر هي أمرٌ عظيم، وخير الناس من دلهم إلى الخير، وشر الناس من دلهم على الشر.
الفائدة الرابعة:... قوله: (( مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا ))[النمل:83] فيه دليل على أن التكذيب بالآيات كفر، لأنه يُحشر هؤلاء القوم إلى النار، لأنهم يكذبون بآيات الله، والتكذيب بآيات الله سبق أنه ينقسم إلى قسمين: التكذيب بالآيات الشرعية، وبالآيات الكونية.أما التكذيب بالآيات الكونية أقل من التكذيب بالآيات الشرعية.
الفائدة الخامسة: ما يفيده قوله: (( فَهُمْ يُوزَعُونَ ))[النمل:83] يُجمع أولهم إلى آخرهم، وآخرهم إلى أولهم، لأن ذلك زيادةٌ في خزيهم وعارهم والعياذ بالله، حيث يعرفون أنفسهم ويُعرفون عند الخلق
في هذا دليل على إثبات الحشر لقوله: (( وَيَوْمَ نَحْشُرُ ))[النمل:83] لأن هذا على تقدير محذوف، ما هو المحذوف؟ اذكر يوم، لكن اذكره لمجرد العلم أو للعلم والعقيدة؟ للعلم والعقيدة، كل شيء في القرآن ليس يُذكر لمجرد النظر أو لمجرد أن نعلم به، بل هو يُذكر للاعتقاد إن كان عقيدة وللعمل إن كان عملاً.
الفائدة الثانية: أن الله سبحانه وتعالى يحشر من الأمم أفواجاً معيّنة يكونون أمة للباقين لقوله: (( نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ))[النمل:83] من كل الأمم فوج، ومن هم هؤلاء الفوج؟ أشدهم على الرحمن عتياً (( ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا ))[مريم:69] لأجل والعياذ يخزون خزياً أعظم، لأنهم قادة في الدنيا فيكونون قادة إلى النار في الآخرة، (( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ))[هود:98].
الفائدة الثالثة: يستفاد مما قررنا الآن: عظم الإمامة بالسوء، كما أنها أيضاً عظيمة في الخير. فالإمام في الخير له أجر من اتّبعه، والإمام في الشر عليه وزر من اتّبعه.
فالإمامة في الخير أو في الشر هي أمرٌ عظيم، وخير الناس من دلهم إلى الخير، وشر الناس من دلهم على الشر.
الفائدة الرابعة:... قوله: (( مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا ))[النمل:83] فيه دليل على أن التكذيب بالآيات كفر، لأنه يُحشر هؤلاء القوم إلى النار، لأنهم يكذبون بآيات الله، والتكذيب بآيات الله سبق أنه ينقسم إلى قسمين: التكذيب بالآيات الشرعية، وبالآيات الكونية.أما التكذيب بالآيات الكونية أقل من التكذيب بالآيات الشرعية.
الفائدة الخامسة: ما يفيده قوله: (( فَهُمْ يُوزَعُونَ ))[النمل:83] يُجمع أولهم إلى آخرهم، وآخرهم إلى أولهم، لأن ذلك زيادةٌ في خزيهم وعارهم والعياذ بالله، حيث يعرفون أنفسهم ويُعرفون عند الخلق
فوائد قوله تعالى : << حتى إذا جآءوا قال أكذبتم بئاياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون >>
قال: (( حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ))[النمل:84].
يستفاد من هذه الآية أولاً: إثبات الكلام لله عز وجل، لقوله: (( قَالَ أَكَذَّبْتُمْ ))[النمل:84] وأنه بحرف وصوت، لأن الجمل التي هي مقول القول ... وأنه بصوت، ما هو وجه أنه بصوت؟
لأنه لولا أنهم يسمعون لم يكن لهذا فائدة، ولا سماع إلا بصوت.
الفائدة الثانية: توبيخ هؤلاء على تكذيبهم بآيات الله، وتعرفون أن التوبيخ لا سيما في ذلك المقام أشد من وقع السهام، لأنه توبيخٌ في مكانٍ يقع فيه الندم والحسرة، لأنه ما يمكن التخلص ولا التكذيب ولا الرجوع عما كان، وهو من أعظم ما يكون من العذاب والعياذ بالله مثل هذا التوبيخ لقوله: (( أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي ))[النمل:84].
الفائدة الثالثة: أنه يزداد خبث التكذيب إذا لم يحط الإنسان علماً بما كذّب به لقوله: (( وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا ))[النمل:84] وهذه الجملة محلها من الإعراب أي شيء يا عبد الرحمن...ايش محلها من الاعراب ...
الطالب: حالية
الشيخ : نعم الجملة حالية. يعني: والحال أنكم لم تحيطوا بها علماً.
الجملة إذا صار يصلح قبله والحال كذا فهي جملة حالية. ففيها زيادة توبيخ في كونهم يكذبون من غير أن يحيطوا علماً بما كذّبوا به (( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ))[يونس:39].
طيب المؤلف فسّر ولم تحيطوا بها علماً على وجهٍ آخر، ما هو الوجه الآخر؟ يعني: كذّبتم بلا علم عن وجه هذا التكذيب.
الفائدة الرابعة: توبيخ هؤلاء على عملهم كما وبّخوا على التكذيب، وبّخوا أيضاً على العمل في قوله: (( أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ))[النمل:84] وتقدم إعراب أمّاذا وما يجوز فيها من الوجهين
يستفاد من هذه الآية أولاً: إثبات الكلام لله عز وجل، لقوله: (( قَالَ أَكَذَّبْتُمْ ))[النمل:84] وأنه بحرف وصوت، لأن الجمل التي هي مقول القول ... وأنه بصوت، ما هو وجه أنه بصوت؟
لأنه لولا أنهم يسمعون لم يكن لهذا فائدة، ولا سماع إلا بصوت.
الفائدة الثانية: توبيخ هؤلاء على تكذيبهم بآيات الله، وتعرفون أن التوبيخ لا سيما في ذلك المقام أشد من وقع السهام، لأنه توبيخٌ في مكانٍ يقع فيه الندم والحسرة، لأنه ما يمكن التخلص ولا التكذيب ولا الرجوع عما كان، وهو من أعظم ما يكون من العذاب والعياذ بالله مثل هذا التوبيخ لقوله: (( أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي ))[النمل:84].
الفائدة الثالثة: أنه يزداد خبث التكذيب إذا لم يحط الإنسان علماً بما كذّب به لقوله: (( وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا ))[النمل:84] وهذه الجملة محلها من الإعراب أي شيء يا عبد الرحمن...ايش محلها من الاعراب ...
الطالب: حالية
الشيخ : نعم الجملة حالية. يعني: والحال أنكم لم تحيطوا بها علماً.
الجملة إذا صار يصلح قبله والحال كذا فهي جملة حالية. ففيها زيادة توبيخ في كونهم يكذبون من غير أن يحيطوا علماً بما كذّبوا به (( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ))[يونس:39].
طيب المؤلف فسّر ولم تحيطوا بها علماً على وجهٍ آخر، ما هو الوجه الآخر؟ يعني: كذّبتم بلا علم عن وجه هذا التكذيب.
الفائدة الرابعة: توبيخ هؤلاء على عملهم كما وبّخوا على التكذيب، وبّخوا أيضاً على العمل في قوله: (( أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ))[النمل:84] وتقدم إعراب أمّاذا وما يجوز فيها من الوجهين
5 - فوائد قوله تعالى : << حتى إذا جآءوا قال أكذبتم بئاياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون >> أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : << ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون >>
قال الله تعالى: (( وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنطِقُونَ ))[النمل:85].
وقع القول يستفاد منه: أن العذاب قد حق على هؤلاء، أو أن المعنى (( وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا ))[النمل:85] أنه صدق القول عليهم فلم يستطيعوا الجواب، يعني: عما وبّخ بالتكذيب وبالعمل، فقال:
(( وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ )) أي: ما قيل لهم من هذا التوبيخ صدق عليهم فلم يستطيعوا الدفاع.
بقينا في قوله: (( فَهُمْ لا يَنطِقُونَ ))[النمل:85] وهذا الوجه لم نذكره بالأمس، لكنه فتح الله به علينا اليوم إن كان حقاً فالحمد لله، وإلا فنستغفر الله.
(( وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا ))[النمل:85] أي: أن هذا القول الذي وبّخوا به صدق عليهم. ولهذا قال:
(( فَهُمْ لا يَنطِقُونَ ))[النمل:85] لأن من وبّخ على أمرٍ لم يقع عليه، يستطيع أن ينطق فيدافع، لكن هؤلاء ما استطاعوا وقوله: (( بِمَا ظَلَمُوا ))[النمل:85] يستفاد منها إثبات السبب، لأن الباء هنا للسببية، وإثبات الأسباب هو مذهب أهل السنة والجماعة، وأن الأمور مقرونة بأسبابها.
يقول العوام: وقد قال الله تعالى: وجعلنا لكل شيءٍ سبباً. صحيح هذا ؟ لا هذا ليس في القرآن، ولكنه كقراءة بعضهم لما ذُكر له الأعراب قال: ألم تسمع قول الله في الأعراب: سود الوجوه إذا لم يُظلموا ظلموا؟ هذا صحيح؟
هذا ليس من قول الله، لكن أحياناً العامة يحملون أشياء يعتقدونها من القرآن، فنحن نثبت الأسباب ولكن ما نقول: أن الله في القرآن ذكر أن لكل شيءٍ سبباً، إنما القرآن مملوء من إثبات الأسباب.
الطالب: ... سورة الكهف.
الشيخ : الظاهر أن آية الكهف حرّفوها .طيب فهمنا من هذا إثبات الأسباب وهو مذهب أهل السنة والجماعة، فهل أحدٌ من أهل البدع يخالفهم في ذلك؟ من؟
الطالب: الأشاعرة
الشيخ : من بعد؟
الطالب: الجبرية.
الشيخ : بالجبرية والأشاعرة ما يثبتون الأسباب، ويقولون: إن فعل الله سبحانه وتعالى بمجرد المشيئة، المعتزلة على العكس من هؤلاء يرون أن الأسباب موجبة، ولهذا يقولون: إن الله يجب عليه فعل الأصلح والصلاح!
الصواب أن نقول: إن المعقول والمنقول يدل على أن الأسباب مؤثرة، ولكن بأمر الله.. مؤثرة لكن بأمر الله.
وكم من سبب كان مؤثراً ثم لم ينفع إذا لم يرد الله تعالى أن ينفّذ هذا الشيء.
الفائدة الخامسة: أن الله تعالى لا يظلم الناس شيئاً (( وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ))[يونس:44]. فهمتم؟
الثالثة: لقوله: (( بِمَا ظَلَمُوا ))[النمل:85] يعني: فهذا الأمر الذي نزل بهم بسبب ظلمهم، ولم يظلمهم الله سبحانه وتعالى.
الفائدة الرابعة: أن للناس في يوم القيامة أحوالاً، فهم أحوال مختلفة. من أين؟ (( فَهُمْ لا يَنطِقُونَ ))[النمل:85] لأن الله ذكر في بعض الآيات أنهم ينطقون ويدافعون، يقولون: (( وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ))[الأنعام:23]، ويقول تعالى: (( يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ))[النساء:42].
فأنت الآن ما يمكن أن تجمع بين الآيات هذه إلا إذا قلت: إن الناس لهم أحوال: حال يمكنهم الكلام، وحال لا يمكنهم فيها الكلام، وبهذا يتآلف القرآن وهو مؤتلف
وقع القول يستفاد منه: أن العذاب قد حق على هؤلاء، أو أن المعنى (( وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا ))[النمل:85] أنه صدق القول عليهم فلم يستطيعوا الجواب، يعني: عما وبّخ بالتكذيب وبالعمل، فقال:
(( وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ )) أي: ما قيل لهم من هذا التوبيخ صدق عليهم فلم يستطيعوا الدفاع.
بقينا في قوله: (( فَهُمْ لا يَنطِقُونَ ))[النمل:85] وهذا الوجه لم نذكره بالأمس، لكنه فتح الله به علينا اليوم إن كان حقاً فالحمد لله، وإلا فنستغفر الله.
(( وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا ))[النمل:85] أي: أن هذا القول الذي وبّخوا به صدق عليهم. ولهذا قال:
(( فَهُمْ لا يَنطِقُونَ ))[النمل:85] لأن من وبّخ على أمرٍ لم يقع عليه، يستطيع أن ينطق فيدافع، لكن هؤلاء ما استطاعوا وقوله: (( بِمَا ظَلَمُوا ))[النمل:85] يستفاد منها إثبات السبب، لأن الباء هنا للسببية، وإثبات الأسباب هو مذهب أهل السنة والجماعة، وأن الأمور مقرونة بأسبابها.
يقول العوام: وقد قال الله تعالى: وجعلنا لكل شيءٍ سبباً. صحيح هذا ؟ لا هذا ليس في القرآن، ولكنه كقراءة بعضهم لما ذُكر له الأعراب قال: ألم تسمع قول الله في الأعراب: سود الوجوه إذا لم يُظلموا ظلموا؟ هذا صحيح؟
هذا ليس من قول الله، لكن أحياناً العامة يحملون أشياء يعتقدونها من القرآن، فنحن نثبت الأسباب ولكن ما نقول: أن الله في القرآن ذكر أن لكل شيءٍ سبباً، إنما القرآن مملوء من إثبات الأسباب.
الطالب: ... سورة الكهف.
الشيخ : الظاهر أن آية الكهف حرّفوها .طيب فهمنا من هذا إثبات الأسباب وهو مذهب أهل السنة والجماعة، فهل أحدٌ من أهل البدع يخالفهم في ذلك؟ من؟
الطالب: الأشاعرة
الشيخ : من بعد؟
الطالب: الجبرية.
الشيخ : بالجبرية والأشاعرة ما يثبتون الأسباب، ويقولون: إن فعل الله سبحانه وتعالى بمجرد المشيئة، المعتزلة على العكس من هؤلاء يرون أن الأسباب موجبة، ولهذا يقولون: إن الله يجب عليه فعل الأصلح والصلاح!
الصواب أن نقول: إن المعقول والمنقول يدل على أن الأسباب مؤثرة، ولكن بأمر الله.. مؤثرة لكن بأمر الله.
وكم من سبب كان مؤثراً ثم لم ينفع إذا لم يرد الله تعالى أن ينفّذ هذا الشيء.
الفائدة الخامسة: أن الله تعالى لا يظلم الناس شيئاً (( وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ))[يونس:44]. فهمتم؟
الثالثة: لقوله: (( بِمَا ظَلَمُوا ))[النمل:85] يعني: فهذا الأمر الذي نزل بهم بسبب ظلمهم، ولم يظلمهم الله سبحانه وتعالى.
الفائدة الرابعة: أن للناس في يوم القيامة أحوالاً، فهم أحوال مختلفة. من أين؟ (( فَهُمْ لا يَنطِقُونَ ))[النمل:85] لأن الله ذكر في بعض الآيات أنهم ينطقون ويدافعون، يقولون: (( وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ))[الأنعام:23]، ويقول تعالى: (( يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ))[النساء:42].
فأنت الآن ما يمكن أن تجمع بين الآيات هذه إلا إذا قلت: إن الناس لهم أحوال: حال يمكنهم الكلام، وحال لا يمكنهم فيها الكلام، وبهذا يتآلف القرآن وهو مؤتلف
فوائد قوله تعالى : << ألم يروا أنا جعلنا اليل ليسكنوا فيه و النهار مبصرا إن في ذلك لأيات لقوم يؤمنون >>
(( أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ))[النمل:86].
(( أَلَمْ يَرَوْا ))[النمل:86] في هذا تقرير هذه القدرة الإلهية وهي: جعل الليل مظلماً للسكن والنهار مبصراً للمعيشة. ياولد وهذه النعمة كل يقر بها، ولهذا يقول: (( أَلَمْ يَرَوْا ))[النمل:86].
الفائدة الثانية: الاستدلال بالشاهد على الغائب، فإن هذا الليل والنهار ما أحد من الخلق يستطيع أن يغير فيهما أقل تغيير، (( مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ ))[القصص:71]، (( مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ))[القصص:72].
فالقادر على هذا التغيير قادرٌ على البعث، الإنسان في الليل يموت يتوفى، ثم يُبعث في النهار (( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ))[الأنعام:60] فالقادر على هذا قادرٌ على إعادة الناس بعد موتهم.
الفائدة الثالثة: بيان فضل الله سبحانه وتعالى في جعل الليل والنهار على هذا الوصف.
ظلام للسكنى، وإبصار للعمل، لو كان الدهر كله ظلاماً ما عمل الناس، ولو قُدِّر أنهم رتّبوا أعمالهم لاختلفوا، وكذلك لو كان نهاراً ما سكن الناس، ولو قُدِّر أنهم رتّبوا أوقاتهم وجعلوا مثلاً نصف الوقت سكن ونصف الوقت عمل لم يتفقوا فيه، ولكن من رحمة الله سبحانه وتعالى أنه جعل الليل والنهار ليسكن الناس جميعاً، ويبتغوا من فضله جميعاً.
الفائدة الرابعة: أنه ينبغي للعاقل أن يعتبر بهذه الآيات، وأن الاعتبار بها من الإيمان، لقوله: (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ))[النمل:86].
الفائدة الخامسة: أن الانتفاع بالآيات بقدر ما مع الإنسان من الإيمان، لأنها رُتّبت على وصف، والمرتب على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه.
(( أَلَمْ يَرَوْا ))[النمل:86] في هذا تقرير هذه القدرة الإلهية وهي: جعل الليل مظلماً للسكن والنهار مبصراً للمعيشة. ياولد وهذه النعمة كل يقر بها، ولهذا يقول: (( أَلَمْ يَرَوْا ))[النمل:86].
الفائدة الثانية: الاستدلال بالشاهد على الغائب، فإن هذا الليل والنهار ما أحد من الخلق يستطيع أن يغير فيهما أقل تغيير، (( مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ ))[القصص:71]، (( مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ))[القصص:72].
فالقادر على هذا التغيير قادرٌ على البعث، الإنسان في الليل يموت يتوفى، ثم يُبعث في النهار (( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ))[الأنعام:60] فالقادر على هذا قادرٌ على إعادة الناس بعد موتهم.
الفائدة الثالثة: بيان فضل الله سبحانه وتعالى في جعل الليل والنهار على هذا الوصف.
ظلام للسكنى، وإبصار للعمل، لو كان الدهر كله ظلاماً ما عمل الناس، ولو قُدِّر أنهم رتّبوا أعمالهم لاختلفوا، وكذلك لو كان نهاراً ما سكن الناس، ولو قُدِّر أنهم رتّبوا أوقاتهم وجعلوا مثلاً نصف الوقت سكن ونصف الوقت عمل لم يتفقوا فيه، ولكن من رحمة الله سبحانه وتعالى أنه جعل الليل والنهار ليسكن الناس جميعاً، ويبتغوا من فضله جميعاً.
الفائدة الرابعة: أنه ينبغي للعاقل أن يعتبر بهذه الآيات، وأن الاعتبار بها من الإيمان، لقوله: (( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ))[النمل:86].
الفائدة الخامسة: أن الانتفاع بالآيات بقدر ما مع الإنسان من الإيمان، لأنها رُتّبت على وصف، والمرتب على وصف يزيد بزيادته وينقص بنقصانه.
7 - فوائد قوله تعالى : << ألم يروا أنا جعلنا اليل ليسكنوا فيه و النهار مبصرا إن في ذلك لأيات لقوم يؤمنون >> أستمع حفظ
الأسئلة
الطالب: ... لو قلنا مثلاً النص .... هو الذي فيه الفائدة، والنص المدرج هو الذي لا فائدة فيه، كما قلنا ذلك في إثبات الأنساب وغيره.
الشيخ : لا ما يصلح، لأن هذا الأصل إذا أمكن أن يُجعل الشيء على حقيقته فهو الواجب، وهذا ممكن فلا حاجة إلى التأويل.
الطالب: والأنساب؟
الشيخ : الأنساب ثابت (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ))[الطور:21] وهذا في الجنة، إذاً فالنسب ثابت حتى في الآخرة.
الطالب: يرد مثلاً قوله تعالى: (( فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ ))[المؤمنون:101].
الشيخ : نعم. الأنساب لا تنفعهم، يعني: النفي هنا بنفي النفع، لأن النسب ثابت في الدنيا والآخرة كما سمعت، فلذلك احتجنا إلى تأويله.
الطالب: الفائدة ...
الشيخ : الفائدة .... هي الاختصار مع تمام المعنى.
قال الله تعالى: (( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ))[النمل:87] القرن، هذه معطوفة على قوله: (( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ ))[النمل:83] فيكون من جملة المأمور بذكره، يعني: واذكر يوم يُنفخ في الصور.
والصور يقول المؤلف: " القرن " وقيل: إنه البوق. ولا تنافي بين القولين، لأن القرن المعوجّ يكون مثل البوق.
ولكن هذا القرن يوافق القرن المعروف في الاسم دون الحقيقة، قد ورد في بعض الآثار أن سعته كما بين السماء والأرض، وهو لا بد أن يكون بهذه السعة والعظمة، لأن النفخ فيه ايش يستلزم؟ الفزع والموت، ومثل هذا لو كان صغيراً يفزع الناس ويموتون منه كلهم؟ الجواب: لا.
وأيضاً يُنفخ فيه فتخرج منه الأرواح كلها وتعود إلى أجسامها. إذاً: فهو قرنٌ عظيم ما يعلم قدره إلا الله سبحانه وتعالى
الشيخ : لا ما يصلح، لأن هذا الأصل إذا أمكن أن يُجعل الشيء على حقيقته فهو الواجب، وهذا ممكن فلا حاجة إلى التأويل.
الطالب: والأنساب؟
الشيخ : الأنساب ثابت (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ))[الطور:21] وهذا في الجنة، إذاً فالنسب ثابت حتى في الآخرة.
الطالب: يرد مثلاً قوله تعالى: (( فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ ))[المؤمنون:101].
الشيخ : نعم. الأنساب لا تنفعهم، يعني: النفي هنا بنفي النفع، لأن النسب ثابت في الدنيا والآخرة كما سمعت، فلذلك احتجنا إلى تأويله.
الطالب: الفائدة ...
الشيخ : الفائدة .... هي الاختصار مع تمام المعنى.
قال الله تعالى: (( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ))[النمل:87] القرن، هذه معطوفة على قوله: (( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ ))[النمل:83] فيكون من جملة المأمور بذكره، يعني: واذكر يوم يُنفخ في الصور.
والصور يقول المؤلف: " القرن " وقيل: إنه البوق. ولا تنافي بين القولين، لأن القرن المعوجّ يكون مثل البوق.
ولكن هذا القرن يوافق القرن المعروف في الاسم دون الحقيقة، قد ورد في بعض الآثار أن سعته كما بين السماء والأرض، وهو لا بد أن يكون بهذه السعة والعظمة، لأن النفخ فيه ايش يستلزم؟ الفزع والموت، ومثل هذا لو كان صغيراً يفزع الناس ويموتون منه كلهم؟ الجواب: لا.
وأيضاً يُنفخ فيه فتخرج منه الأرواح كلها وتعود إلى أجسامها. إذاً: فهو قرنٌ عظيم ما يعلم قدره إلا الله سبحانه وتعالى
قال الله تعالى : << ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات و من في الأرض إلا من شآء الله وكل أتوه داخرين >>
(( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ))[النمل:87] قال: النفخة الأولى من إسرافيل، وفيه نفخة ثانية وإلا ؟(( ثم نفخ فيه فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ))[الزمر:68].
وقوله: من إسرافيل بيان للنافخ يعني: الذي ينفخ هو إسرافيل، ولكنه لا ينفخ بإرادته هو بل بإرادة الله.
وإسرافيل هو أحد حملة العرش، وهو أحد الملائكة الثلاثة الذين يستفتح بهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاة الليل، والثاني جبرائيل، والثالث ميكائيل.
والحكمة من ذلك: أن هؤلاء الثلاثة كلٌ منهم موكلٌ بحياة: فجبرائيل موكلٌ بالوحي الذي به حياة القلوب، وميكائيل بالقطر والنبات الذي به حياة الأرض، وإسرافيل بالصور الذي به حياة الأجساد.
ومناسبة الافتتاح في صلاة الليل ظاهرة جداً، لأنه بُعث الإنسان بعد موته أو وفاته بالنوم فهذه حياة، فناسب أن يبتدئ هذه الصلاة التي هي باب الحياة بمن وكّلوا بالحياة، وطبعاً هذا من باب التوكل، لأنك تقول: اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ... إلى آخره.
وقوله: من إسرافيل بيان للنافخ يعني: الذي ينفخ هو إسرافيل، ولكنه لا ينفخ بإرادته هو بل بإرادة الله.
وإسرافيل هو أحد حملة العرش، وهو أحد الملائكة الثلاثة الذين يستفتح بهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاة الليل، والثاني جبرائيل، والثالث ميكائيل.
والحكمة من ذلك: أن هؤلاء الثلاثة كلٌ منهم موكلٌ بحياة: فجبرائيل موكلٌ بالوحي الذي به حياة القلوب، وميكائيل بالقطر والنبات الذي به حياة الأرض، وإسرافيل بالصور الذي به حياة الأجساد.
ومناسبة الافتتاح في صلاة الليل ظاهرة جداً، لأنه بُعث الإنسان بعد موته أو وفاته بالنوم فهذه حياة، فناسب أن يبتدئ هذه الصلاة التي هي باب الحياة بمن وكّلوا بالحياة، وطبعاً هذا من باب التوكل، لأنك تقول: اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ... إلى آخره.
9 - قال الله تعالى : << ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات و من في الأرض إلا من شآء الله وكل أتوه داخرين >> أستمع حفظ
الأسئلة
الطالب: ....؟
الشيخ : الظاهر في قيام الليل، لأنه يفتتح قيام الليل بركعتين خفيفتين، فمعنى ذلك أن هذا ليس منها، ويحتمل أنه في الركعتين، لكن خفتهما يدل على أنها تخفف بأقل ما يمكن.
الطالب: في جميع الركعات؟
الشيخ : لا. في الركعة الأولى فقط.
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم. فيه دليل ذكره .... حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.
الطالب: ....؟
الشيخ : هذا ذكره الترمذي لكن في ظني أن فيه ضعف
الشيخ : الظاهر في قيام الليل، لأنه يفتتح قيام الليل بركعتين خفيفتين، فمعنى ذلك أن هذا ليس منها، ويحتمل أنه في الركعتين، لكن خفتهما يدل على أنها تخفف بأقل ما يمكن.
الطالب: في جميع الركعات؟
الشيخ : لا. في الركعة الأولى فقط.
الطالب: ...؟
الشيخ : نعم. فيه دليل ذكره .... حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.
الطالب: ....؟
الشيخ : هذا ذكره الترمذي لكن في ظني أن فيه ضعف
تتمة تفسير الآية السابقة .
قال: (( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ ))[النمل:87].
(( مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ ))[النمل:87] من العقلاء وإلا غيرهم؟
الطالب: وغيرهم.
الشيخ : وغيرهم لماذا جاءت من؟
الطالب: للتغليب.
الشيخ : تغليباً، ولأن العاقل أشد فزعاً من غير العاقل، لأن العاقل يفزع للحاضر والمستقبل، وغير العاقل للحاضر فقط ولا يهمه المستقبل.
ولهذا لو سمعت صدمة دف بالباب قويّة، وعندك صبي كلكم يفزع من هذه الصدمة القوية، لكن الصبي إذا انتهت الصدمة ما صار عنده شيء ...في قلبه ، وأنت تفكّر في المستقبل وتخاف، فلهذا غُلِّب من هنا في جانب الفزع، لأن فزعهم أعظم يكون للحاضر والمستقبل.
وهنا قال: (( فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ ))[النمل:87]، وفي آية في الزمر (( فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ ))[الزمر:68] فهل هما نفختان فإذا جُمعت إلى الثالثة فإذا هم قيام ينظرون صارت ثلاث نفخات، أو أن نفخة الفزع والصعق واحدة، وأن الناس يفزعون أولاً ثم يموتون فزعٌ يليه الموت؟
لأن الظاهر والله أعلم أنه إذا نُفخ يكون صوت عظيم ممتد، فيفزعون ثم يموتون، مثل الصيحات التي يُصاح بالمجرمين كالتي أخذت ثمود.
هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم، فمنهم من يرى أن النفخات ثلاث: نفخة يفزع الناس ويتأهبون ويكونون على حذر، ثم أخرى للصعق فيموتون، ثم ثالثة للبعث.
وقيل: إن نفخة الفزع بعد نفخة الصعق والبعث وأنهم يصعقون، ثم يُنفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يُنفخ ثالثة فيفزعون إلى الداعي، لكن هذا القول ضعيف.
المشهور: القولان السابقان: هل هما ثلاث: فزع، ثم نفخة أخرى فيها الصعق، ثم نفخة ثالثة فيها البعث.
أو هما نفختان: نفخة فيها فزعٌ وصعق، ونفخة فيها بعث. وهذا هو الأقرب، لأن حديث أبي هريرة رضي الله عنه يدل على هذا، فإنه ذكر النفختين وذكر أن بينهما أربعين، قيل له: يوم، أو شهر، أو سنة. قال: أبيت. ولم يبيّن لأنه ما يعلم.. سمع من الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين ولا يعلم هي أربعين يوم أو سنة أو شهر.
بعد النفخة هذه التي هي الفزع والصعق يرسل الله تبارك وتعالى مطراً كأنه الطل، والطل تعرفونه: هو الندى الذي ينزل من السماء عند الصحو في الليل، أو أنه الرذاذ الخفيف جداً (( فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ))[البقرة:265].
ثم تنبت الأجسام بإذن الله من هذا الماء، تنبت وهي في القبور، فإذا تكامل نباتها نُفخ في الصور النفخة الثانية، وحينئذ تخرج الأرواح وتعود إلى أجسامها، فيخرج الناس من القبور، وليس كما يتوهم بعض الناس أنهم ينبتون على قبورهم، بل هم ينبتون في القبور، لقوله تعالى: (( يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ))[ق:44] فمعنى ذلك أنهم يخرجون من القبور وهم مسرعون، فهم أحياء، وهذا بعد تكامل أجسادهم في القبور.
ثم إن هذا أيضاً مقتضى القياس في بدأ الخلق، لأن الإنسان يتكامل خلقه في بطن أمه، ويخرج حياً، والأرض للإنسان مثل بطن الأم له، والله سبحانه وتعالى حكيم (( سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ))[الفتح:23]، أفعاله دائماً تكون متناسبة ليس فيها تناقض ولا تنافر.
طيب يقول الله عز وجل: (( فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ ))[النمل:87] حتى الملائكة يفزعون؟ نعم وكذلك يصعقون، (( فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ))[الزمر:68] يقول المؤلف: أي: " خافوا الخوف المفضي إلى الموت كما في آية أخرى فصعق " فعلى هذا يكون رأي المؤلف أنهما نفختان: الأولى تتضمن الفزع والصعق.ثم: " فصعق والتعبير فيه بالماضي لتحقق وقوعه " أين الماضي يا سعود؟
الطالب: الماضي سبق.
الشيخ : لا. ما زال مع الآية.
الطالب: أعد الآية.
الشيخ : (( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ))[النمل:87].
الطالب: ففزع.
الشيخ : ففزع، هذه في الماضي، يُنفخ مضارع وليس الكلام في يُنفخ، لأنه مضارع للمستقبل، لكن قوله: ففزع ولم يقل: فيفزع. يقول المؤلف: " لتحقق وقوعه " والشيء المتحقق الوقوع كالماضي، ولهذا قال الله تعالى: (( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ))[النحل:1] كيف أتى فلا تستعجلوه؟ إذاً ما أتى، ما دام فلا تستعجلوه معناه ما بعد جاء، فعبّر بأتى لتحقق الوقوع، ... فيه أيضاً كأنه يقول فيه شيءٌ حصل.
فهنا ذكر يوم ينفخ بلفظ المضارع لأنه لم يكن، وذكر الفزع الذي يتصف به الناس بلفظ الماضي، كأنه شيءٌ قد وقع بهم.
(( إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ))[النمل:87] ثم عيّن المؤلف هذا المبهم فقال: " أي: جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت " أربعة هؤلاء.
" وعن ابن عباس هم الشهداء إذ هم أحياء عند ربهم يرزقون " فيكون المستثنى خمسة، هكذا قال المؤلف: وهذا يحتاج إلى توقيف ونص، إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام لا يدري فمن الذي يدري، أخبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أول من يفيق فيجد موسى عليه الصلاة والسلام آخذاً بقائمة من قوائم العرش يقول: ( فلا أدري أجوزي بصعقة الصور أم هو أفاق قبلي ).
إذاً: الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يدري من المستثنى، لأنه جهل أن يكون ممن استثنى الله، ولو كان عنده علمٌ به لعلم مثلاً أن موسى ليس منهم أو أنه منهم، فإذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يعلم فغيره من باب أولى، ولهذا الصواب أنه يجب علينا أن نبهم ما أبهمه الله، إلا إذا جاءنا عن الرسول عليه الصلاة والسلام فإن الله يقول: (( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ))[الجن:26 - 27] وأما إذا ما جاءنا عن المعصوم شيءٌ في هذا، فالواجب علينا أن نبهم ما أبهمه الله.والأمر في هذه المسائل من الخطورة بمكان
(( مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ ))[النمل:87] من العقلاء وإلا غيرهم؟
الطالب: وغيرهم.
الشيخ : وغيرهم لماذا جاءت من؟
الطالب: للتغليب.
الشيخ : تغليباً، ولأن العاقل أشد فزعاً من غير العاقل، لأن العاقل يفزع للحاضر والمستقبل، وغير العاقل للحاضر فقط ولا يهمه المستقبل.
ولهذا لو سمعت صدمة دف بالباب قويّة، وعندك صبي كلكم يفزع من هذه الصدمة القوية، لكن الصبي إذا انتهت الصدمة ما صار عنده شيء ...في قلبه ، وأنت تفكّر في المستقبل وتخاف، فلهذا غُلِّب من هنا في جانب الفزع، لأن فزعهم أعظم يكون للحاضر والمستقبل.
وهنا قال: (( فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ ))[النمل:87]، وفي آية في الزمر (( فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ ))[الزمر:68] فهل هما نفختان فإذا جُمعت إلى الثالثة فإذا هم قيام ينظرون صارت ثلاث نفخات، أو أن نفخة الفزع والصعق واحدة، وأن الناس يفزعون أولاً ثم يموتون فزعٌ يليه الموت؟
لأن الظاهر والله أعلم أنه إذا نُفخ يكون صوت عظيم ممتد، فيفزعون ثم يموتون، مثل الصيحات التي يُصاح بالمجرمين كالتي أخذت ثمود.
هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم، فمنهم من يرى أن النفخات ثلاث: نفخة يفزع الناس ويتأهبون ويكونون على حذر، ثم أخرى للصعق فيموتون، ثم ثالثة للبعث.
وقيل: إن نفخة الفزع بعد نفخة الصعق والبعث وأنهم يصعقون، ثم يُنفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يُنفخ ثالثة فيفزعون إلى الداعي، لكن هذا القول ضعيف.
المشهور: القولان السابقان: هل هما ثلاث: فزع، ثم نفخة أخرى فيها الصعق، ثم نفخة ثالثة فيها البعث.
أو هما نفختان: نفخة فيها فزعٌ وصعق، ونفخة فيها بعث. وهذا هو الأقرب، لأن حديث أبي هريرة رضي الله عنه يدل على هذا، فإنه ذكر النفختين وذكر أن بينهما أربعين، قيل له: يوم، أو شهر، أو سنة. قال: أبيت. ولم يبيّن لأنه ما يعلم.. سمع من الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين ولا يعلم هي أربعين يوم أو سنة أو شهر.
بعد النفخة هذه التي هي الفزع والصعق يرسل الله تبارك وتعالى مطراً كأنه الطل، والطل تعرفونه: هو الندى الذي ينزل من السماء عند الصحو في الليل، أو أنه الرذاذ الخفيف جداً (( فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ))[البقرة:265].
ثم تنبت الأجسام بإذن الله من هذا الماء، تنبت وهي في القبور، فإذا تكامل نباتها نُفخ في الصور النفخة الثانية، وحينئذ تخرج الأرواح وتعود إلى أجسامها، فيخرج الناس من القبور، وليس كما يتوهم بعض الناس أنهم ينبتون على قبورهم، بل هم ينبتون في القبور، لقوله تعالى: (( يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ))[ق:44] فمعنى ذلك أنهم يخرجون من القبور وهم مسرعون، فهم أحياء، وهذا بعد تكامل أجسادهم في القبور.
ثم إن هذا أيضاً مقتضى القياس في بدأ الخلق، لأن الإنسان يتكامل خلقه في بطن أمه، ويخرج حياً، والأرض للإنسان مثل بطن الأم له، والله سبحانه وتعالى حكيم (( سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ))[الفتح:23]، أفعاله دائماً تكون متناسبة ليس فيها تناقض ولا تنافر.
طيب يقول الله عز وجل: (( فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ ))[النمل:87] حتى الملائكة يفزعون؟ نعم وكذلك يصعقون، (( فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ))[الزمر:68] يقول المؤلف: أي: " خافوا الخوف المفضي إلى الموت كما في آية أخرى فصعق " فعلى هذا يكون رأي المؤلف أنهما نفختان: الأولى تتضمن الفزع والصعق.ثم: " فصعق والتعبير فيه بالماضي لتحقق وقوعه " أين الماضي يا سعود؟
الطالب: الماضي سبق.
الشيخ : لا. ما زال مع الآية.
الطالب: أعد الآية.
الشيخ : (( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ))[النمل:87].
الطالب: ففزع.
الشيخ : ففزع، هذه في الماضي، يُنفخ مضارع وليس الكلام في يُنفخ، لأنه مضارع للمستقبل، لكن قوله: ففزع ولم يقل: فيفزع. يقول المؤلف: " لتحقق وقوعه " والشيء المتحقق الوقوع كالماضي، ولهذا قال الله تعالى: (( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ ))[النحل:1] كيف أتى فلا تستعجلوه؟ إذاً ما أتى، ما دام فلا تستعجلوه معناه ما بعد جاء، فعبّر بأتى لتحقق الوقوع، ... فيه أيضاً كأنه يقول فيه شيءٌ حصل.
فهنا ذكر يوم ينفخ بلفظ المضارع لأنه لم يكن، وذكر الفزع الذي يتصف به الناس بلفظ الماضي، كأنه شيءٌ قد وقع بهم.
(( إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ))[النمل:87] ثم عيّن المؤلف هذا المبهم فقال: " أي: جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت " أربعة هؤلاء.
" وعن ابن عباس هم الشهداء إذ هم أحياء عند ربهم يرزقون " فيكون المستثنى خمسة، هكذا قال المؤلف: وهذا يحتاج إلى توقيف ونص، إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام لا يدري فمن الذي يدري، أخبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أول من يفيق فيجد موسى عليه الصلاة والسلام آخذاً بقائمة من قوائم العرش يقول: ( فلا أدري أجوزي بصعقة الصور أم هو أفاق قبلي ).
إذاً: الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يدري من المستثنى، لأنه جهل أن يكون ممن استثنى الله، ولو كان عنده علمٌ به لعلم مثلاً أن موسى ليس منهم أو أنه منهم، فإذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يعلم فغيره من باب أولى، ولهذا الصواب أنه يجب علينا أن نبهم ما أبهمه الله، إلا إذا جاءنا عن الرسول عليه الصلاة والسلام فإن الله يقول: (( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ))[الجن:26 - 27] وأما إذا ما جاءنا عن المعصوم شيءٌ في هذا، فالواجب علينا أن نبهم ما أبهمه الله.والأمر في هذه المسائل من الخطورة بمكان
الأسئلة .
الطالب: حتى آدم يا شيخ؟
الشيخ : حتى آدم، ما نستثني أحداً أبداً إلا من شاء الله، فإذا قال قائل: من الذي شاء الله؟ نقول: الله أعلم، نفهم أن الله سبحانه وتعالى استثنى أحداً قد يكون واحد، وقد يكون ألفاً، وقد يكون ألفين، وقد يكون عشرة آلاف.. ما ندري. إلا من شاء الله.
الطالب: إسرافيل ما يتعين؟
الشيخ : كيف؟
الطالب: يعني هو الذي ينفخ.
الشيخ : ولو ربما ينفخ ويصعق من حين النفخ، المهم ما هنا شيء يمكن أن يتعين أو أن نعينه، إلا بدليل عن معصوم، وهذا أيضاً يجب عليكم في كل شيءٍ أبهمه الله.. كل شيءٍ أبهمه الله ما يمكن أن نعيّن نحن إلا بدليل، بدليل عن الرسول عليه الصلاة والسلام.
الطالب: ....؟
الشيخ : الله أعلم إن صح عن ابن عباس فقد يقول قائل: أن ابن عباس ممن عُرفوا بالأخذ عن الإسرائيليات، فيُخشى أن يكون هذا مما أخذه من بني إسرائيل، وإن كان يُبعد أن يفسّر القرآن بما أخذه عن بني إسرائيل، لأن الصحابة عندهم من الورع ما يمنعهم من ذلك.
هذه نقطة يجب أن نتفطن لها: إذا جاءنا عن ابن عباس ونفهم ممن عُرفوا الأخذ عن الإسرائيليات تفسيراً للقرآن بهذا، فإنه قد يُمانع في كونه مردوداً، لأن ابن عباس ما يمكن يفسّر كلام الله بما أخذه عن بني إسرائيل وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( إذا حدثكم بنو إسرائيل فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ) لأن هذا يقتضي أننا إذا فسّرنا القرآن بما قالوا فقد صدّقناهم، وهذا بعيدٌ من الصحابة أن يفعلوا.
فالإنسان يتوقف فيما إذا جاء تفسير الآية عن ابن عباس وغيرهم من الصحابة الذين أخذوا من بني إسرائيل يتوقف في رده، وذلك لهذا الوجه الذي ذكرنا، وإن كانوا إذا ذكروا شيئاً لا يتعلق بالتفسير، كالقصص الذي ما أشار إليه القرآن فهذه يمكن أن يأخذها، أما إذا جعلوه تفسيراً لشيءٍ معين من القرآن كما في هذه الآية فالإنسان يتوقف.
الطالب: ....؟
الشيخ : لا. القصص ما تدخل في هذا.. القصص إذا ما هي في القرآن، لكن لو يفسّر شيءٍ في قصة فهذا هو الذي ذكرنا، لكن قصة مستقلة ما أشار إليها القرآن، هذا يكون على بابه.
الطالب: ....؟
الشيخ : والله ما .... قد يكون، نكله إليك إن شاء الله.
الشيخ : حتى آدم، ما نستثني أحداً أبداً إلا من شاء الله، فإذا قال قائل: من الذي شاء الله؟ نقول: الله أعلم، نفهم أن الله سبحانه وتعالى استثنى أحداً قد يكون واحد، وقد يكون ألفاً، وقد يكون ألفين، وقد يكون عشرة آلاف.. ما ندري. إلا من شاء الله.
الطالب: إسرافيل ما يتعين؟
الشيخ : كيف؟
الطالب: يعني هو الذي ينفخ.
الشيخ : ولو ربما ينفخ ويصعق من حين النفخ، المهم ما هنا شيء يمكن أن يتعين أو أن نعينه، إلا بدليل عن معصوم، وهذا أيضاً يجب عليكم في كل شيءٍ أبهمه الله.. كل شيءٍ أبهمه الله ما يمكن أن نعيّن نحن إلا بدليل، بدليل عن الرسول عليه الصلاة والسلام.
الطالب: ....؟
الشيخ : الله أعلم إن صح عن ابن عباس فقد يقول قائل: أن ابن عباس ممن عُرفوا بالأخذ عن الإسرائيليات، فيُخشى أن يكون هذا مما أخذه من بني إسرائيل، وإن كان يُبعد أن يفسّر القرآن بما أخذه عن بني إسرائيل، لأن الصحابة عندهم من الورع ما يمنعهم من ذلك.
هذه نقطة يجب أن نتفطن لها: إذا جاءنا عن ابن عباس ونفهم ممن عُرفوا الأخذ عن الإسرائيليات تفسيراً للقرآن بهذا، فإنه قد يُمانع في كونه مردوداً، لأن ابن عباس ما يمكن يفسّر كلام الله بما أخذه عن بني إسرائيل وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( إذا حدثكم بنو إسرائيل فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ) لأن هذا يقتضي أننا إذا فسّرنا القرآن بما قالوا فقد صدّقناهم، وهذا بعيدٌ من الصحابة أن يفعلوا.
فالإنسان يتوقف فيما إذا جاء تفسير الآية عن ابن عباس وغيرهم من الصحابة الذين أخذوا من بني إسرائيل يتوقف في رده، وذلك لهذا الوجه الذي ذكرنا، وإن كانوا إذا ذكروا شيئاً لا يتعلق بالتفسير، كالقصص الذي ما أشار إليه القرآن فهذه يمكن أن يأخذها، أما إذا جعلوه تفسيراً لشيءٍ معين من القرآن كما في هذه الآية فالإنسان يتوقف.
الطالب: ....؟
الشيخ : لا. القصص ما تدخل في هذا.. القصص إذا ما هي في القرآن، لكن لو يفسّر شيءٍ في قصة فهذا هو الذي ذكرنا، لكن قصة مستقلة ما أشار إليها القرآن، هذا يكون على بابه.
الطالب: ....؟
الشيخ : والله ما .... قد يكون، نكله إليك إن شاء الله.
تتمة تفسير الآية السابقة .
(( إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ))[النمل:87].
" (( وَكُلٌّ )) تنوينه عوض عن المضاف إليه أي: وكلهم بعد إحيائهم يوم القيامة (( أَتَوْهُ )) " أي: أتوا الله عز وجل (( دَاخِرِينَ ))[النمل:87]. يقول: " تنوينه عوض عن المضاف إليه " ايش المضاف إليه، ايش التقدير؟
الطالب: وكلهم.
الشيخ : وكلهم. إذاً تعويض عن اسم -عن كلمة-، والتنوين -تنوين العوض- يقولون إنه ثلاثة أقسام، وأنتم ملحّين علينا أنا ما نتعدى وندخل في النحو وإلا نحن مبينين وإلا ما هو من شأننا، فتنوين العوض ثلاثة أقسام: عوض عن جملة، وعوض عن كلمة، وعوض عن حرف.
مثل: (( فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ))[الواقعة:83 - 84] يكون هنا التنوين عن جملة يعني: حينئذ بلغت، (( غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ))[الروم:2 - 4].
ويومئذٍ عوضاً عن جملة وهي: ويومئذ يغلب الروم، عوض عن اسم مثل هذا تنوين كل وبعض، فإنها عوض عن اسم مثل قوله: (( وَكُلٌّ )) أي: وكلهم.(( وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ))[يس:32] أي: وإن كلهم.
(( وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ))[هود:111] أي: وإن كلهم.
العوض عن حرف: هو الذي يلحق مثل: جوارٍ، وغواش. يقول: أصلها جواري وغواشي فحذفت الياء وعوّض عنها التنوين، وهذا بالحقيقة مسألة التعويض عن الحرف ما له قيمة، المهم الذي يترتب عليه المعنى أو فهم المعنى هو العوض عن جملة أو اسم.قال: (( وَكُلٌّ أَتَوْهُ ))[النمل:87] أتوا من؟ أتوا الله.
" بصيغة الفعل واسم الفاعل " ذكرها باسم الفاعل؟
الطالب: داخرين؟
الشيخ : (( أَتَوْهُ ))[النمل:87] يقول: " بصيغة الفعل واسم الفاعل ".
الطالب: يأتوا؟
الشيخ : لا.
الطالب: كلٌ آتوه.
الشيخ : اسم الفاعل على وزن فاعل آتي، وإذا .... بالواو تقول: آتوه.. وكلٌ آتوه.
طيب. كلٌ أتوه هذا الفعل، واسم الفاعل: كلٌ آتوه. طيب. (( دَاخِرِينَ ))[النمل:87] صاغرين ما هو إعرابه؟ حال، حال من أين؟ اعوذ بالله ...من مفعول أتوه من الهاء.
إذا كان فعلاً واضح أنه حال، لكن كلاً آتوه داخرين كيف تكون حال؟ أين العامل فيها؟ اسم الفاعل.. العامل فيها اسم الفاعل، لأن اسم الفاعل يعمل عمل فعله.
وقوله: (( دَاخِرِينَ ))[النمل:87] أي: صاغرين. في ذلك الوقت حتى الرؤساء، وحتى الملوك، وحتى الأمراء، وحتى الأسياد.. كلهم واحد، كلهم يأتون في حال الصغار، أعظم ملك في الدنيا وأعظم رئيس في الدنيا الذي ما يمشي إلا على الزل وبين يديه وخلفه وعن يمينه وعن شماله خلائق البشر، يأتي يوم القيامة صاغراً، ولكن هذا الصغار بالنسبة لعظمة لخالق (( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ))[غافر:16]. ثم قد يكون بالنسبة للشخص أيضاً وقد يكون بالنسبة لعظمة الخالق ...
" (( وَكُلٌّ )) تنوينه عوض عن المضاف إليه أي: وكلهم بعد إحيائهم يوم القيامة (( أَتَوْهُ )) " أي: أتوا الله عز وجل (( دَاخِرِينَ ))[النمل:87]. يقول: " تنوينه عوض عن المضاف إليه " ايش المضاف إليه، ايش التقدير؟
الطالب: وكلهم.
الشيخ : وكلهم. إذاً تعويض عن اسم -عن كلمة-، والتنوين -تنوين العوض- يقولون إنه ثلاثة أقسام، وأنتم ملحّين علينا أنا ما نتعدى وندخل في النحو وإلا نحن مبينين وإلا ما هو من شأننا، فتنوين العوض ثلاثة أقسام: عوض عن جملة، وعوض عن كلمة، وعوض عن حرف.
مثل: (( فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ))[الواقعة:83 - 84] يكون هنا التنوين عن جملة يعني: حينئذ بلغت، (( غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ))[الروم:2 - 4].
ويومئذٍ عوضاً عن جملة وهي: ويومئذ يغلب الروم، عوض عن اسم مثل هذا تنوين كل وبعض، فإنها عوض عن اسم مثل قوله: (( وَكُلٌّ )) أي: وكلهم.(( وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ))[يس:32] أي: وإن كلهم.
(( وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ ))[هود:111] أي: وإن كلهم.
العوض عن حرف: هو الذي يلحق مثل: جوارٍ، وغواش. يقول: أصلها جواري وغواشي فحذفت الياء وعوّض عنها التنوين، وهذا بالحقيقة مسألة التعويض عن الحرف ما له قيمة، المهم الذي يترتب عليه المعنى أو فهم المعنى هو العوض عن جملة أو اسم.قال: (( وَكُلٌّ أَتَوْهُ ))[النمل:87] أتوا من؟ أتوا الله.
" بصيغة الفعل واسم الفاعل " ذكرها باسم الفاعل؟
الطالب: داخرين؟
الشيخ : (( أَتَوْهُ ))[النمل:87] يقول: " بصيغة الفعل واسم الفاعل ".
الطالب: يأتوا؟
الشيخ : لا.
الطالب: كلٌ آتوه.
الشيخ : اسم الفاعل على وزن فاعل آتي، وإذا .... بالواو تقول: آتوه.. وكلٌ آتوه.
طيب. كلٌ أتوه هذا الفعل، واسم الفاعل: كلٌ آتوه. طيب. (( دَاخِرِينَ ))[النمل:87] صاغرين ما هو إعرابه؟ حال، حال من أين؟ اعوذ بالله ...من مفعول أتوه من الهاء.
إذا كان فعلاً واضح أنه حال، لكن كلاً آتوه داخرين كيف تكون حال؟ أين العامل فيها؟ اسم الفاعل.. العامل فيها اسم الفاعل، لأن اسم الفاعل يعمل عمل فعله.
وقوله: (( دَاخِرِينَ ))[النمل:87] أي: صاغرين. في ذلك الوقت حتى الرؤساء، وحتى الملوك، وحتى الأمراء، وحتى الأسياد.. كلهم واحد، كلهم يأتون في حال الصغار، أعظم ملك في الدنيا وأعظم رئيس في الدنيا الذي ما يمشي إلا على الزل وبين يديه وخلفه وعن يمينه وعن شماله خلائق البشر، يأتي يوم القيامة صاغراً، ولكن هذا الصغار بالنسبة لعظمة لخالق (( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ))[غافر:16]. ثم قد يكون بالنسبة للشخص أيضاً وقد يكون بالنسبة لعظمة الخالق ...
اضيفت في - 2007-08-13