متفرقات للألباني-028
ما رأيكم في هذه العبارة التي قررها كاتب إسلامي كبير ( البدعة الإضافية والتركية والالتزام بها في العبادات المطلقة خلاف فقهي لكل فيه رأيه ولابأس بتمحيص الحقيقة بالدليل ) ؟
الشيخ : ... فإن الخير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
يقول
السائل : ما رأيكم في هذه العبارة التي قررها كاتب إسلامي كبير : والبدعة الإضافية والتركية والإلتزام بها في العبادات المطلقة خلاف فقهي لكل فيه رأيه ولا بأس بتنصيص الحقيقة بالدليل ؟
الشيخ : جوابا على هذه العبارة أقول لا شك أن المسائل الخلافية ينبغي ألا يشتد الخلاف فيها بحيث أن المختلفين يتخاصمون من أجل الخلاف ، ذلك لأن الخلاف أمرٌ طبيعي أي من السنن الكونية التي فرضها الله عز وجل على الناس فرضاً ، ولو استطاعوا أن يكونوا كلهم على فكرة واحدة وعلى رأي واحد لاستحال ذلك عليهم لكن ليس مستحيلاً أبداً أنهم حينما يختلفون ولا بد من الاختلاف فيهم ألا يحملهم هذا الاختلاف على التباغض وعلى التباعد وعلى الخصام والتعادي فهذا بإمكانهم ألا يقعوا فيه وأُسوتهم في ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم كما سمعتم في الحديث السابق خير الناس قرني فهم خير الناس من بعد النبي صلى الله عليه وسلم وإخوانه من الأنبياء المتقدمين ، فأقول إن هؤلاء الصحابة اختلفوا في مسائل كثيرة ولكن نلاحظ أن هذا الاختلاف لم يتعد الخلافات التي يسمونها بالفروع الفقهية ولم تتعد إلى الاختلافات الاعتقادية الفكرية وهذا من فضل الصحابة ، فهؤلاء لما اختلفوا في بعض المسائل الفقهية لم يعاد بعضهم بعضاً ، مثلاً فيهم من تمسك بقول الإمام أبي حنيفة فقال خروج الدم ينقض الوضوء وفيهم من تمسك بقول الإمام الشافعي فقال لمس المرأة ينقض الوضوء ، ونحو ذلك من اختلافات ولكن هل وصل الأمر إلى أن يعادي الذي يرى أن خروج الدم ينقض الوضوء باجتهاد منه ألا يصلي وراء أخيه الصحابي الذي رآه توضأ ثم خرج منه دم ولم يُعد الوضوء كما نفعل نحن اليوم ؟ الجواب لا، لم يؤدّ بهم الاختلاف إلى هذا الشقاق وهذا التنازع والتنافر .
إذن إذا كان لا بد من الاختلاف لأن الله فرض ذلك على الناس بسبب أنه جعل لكل منهم طاقة فكرية وعلمية خاصة به تختلف عن طاقات الآخرين ، نقول هذا الخلاف أمر طبيعي وفطري لا بد منه ولكن ينبغي هذا الاختلاف ألا يكون سبباً للنزاع والشقاق ومنه هذا الذي نهى عنه ربنا عز وجل في قوله ((وَلَا تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون )) هذا الذي نهى عنه ربنا عز وجل لكن لم ينه عنه الإنسان في اجتهاده إذا وصل لرأي خالف فيه الرأي الآخر ولم يصدم برأيه نصّاً كما يفعل المتأخرون اليوم والمقلدون ، هذه ضابطة لا بد منها قبل الدخول للإجابة عن السؤال مباشرة .
يقول
السائل : ما رأيكم في هذه العبارة التي قررها كاتب إسلامي كبير : والبدعة الإضافية والتركية والإلتزام بها في العبادات المطلقة خلاف فقهي لكل فيه رأيه ولا بأس بتنصيص الحقيقة بالدليل ؟
الشيخ : جوابا على هذه العبارة أقول لا شك أن المسائل الخلافية ينبغي ألا يشتد الخلاف فيها بحيث أن المختلفين يتخاصمون من أجل الخلاف ، ذلك لأن الخلاف أمرٌ طبيعي أي من السنن الكونية التي فرضها الله عز وجل على الناس فرضاً ، ولو استطاعوا أن يكونوا كلهم على فكرة واحدة وعلى رأي واحد لاستحال ذلك عليهم لكن ليس مستحيلاً أبداً أنهم حينما يختلفون ولا بد من الاختلاف فيهم ألا يحملهم هذا الاختلاف على التباغض وعلى التباعد وعلى الخصام والتعادي فهذا بإمكانهم ألا يقعوا فيه وأُسوتهم في ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم كما سمعتم في الحديث السابق خير الناس قرني فهم خير الناس من بعد النبي صلى الله عليه وسلم وإخوانه من الأنبياء المتقدمين ، فأقول إن هؤلاء الصحابة اختلفوا في مسائل كثيرة ولكن نلاحظ أن هذا الاختلاف لم يتعد الخلافات التي يسمونها بالفروع الفقهية ولم تتعد إلى الاختلافات الاعتقادية الفكرية وهذا من فضل الصحابة ، فهؤلاء لما اختلفوا في بعض المسائل الفقهية لم يعاد بعضهم بعضاً ، مثلاً فيهم من تمسك بقول الإمام أبي حنيفة فقال خروج الدم ينقض الوضوء وفيهم من تمسك بقول الإمام الشافعي فقال لمس المرأة ينقض الوضوء ، ونحو ذلك من اختلافات ولكن هل وصل الأمر إلى أن يعادي الذي يرى أن خروج الدم ينقض الوضوء باجتهاد منه ألا يصلي وراء أخيه الصحابي الذي رآه توضأ ثم خرج منه دم ولم يُعد الوضوء كما نفعل نحن اليوم ؟ الجواب لا، لم يؤدّ بهم الاختلاف إلى هذا الشقاق وهذا التنازع والتنافر .
إذن إذا كان لا بد من الاختلاف لأن الله فرض ذلك على الناس بسبب أنه جعل لكل منهم طاقة فكرية وعلمية خاصة به تختلف عن طاقات الآخرين ، نقول هذا الخلاف أمر طبيعي وفطري لا بد منه ولكن ينبغي هذا الاختلاف ألا يكون سبباً للنزاع والشقاق ومنه هذا الذي نهى عنه ربنا عز وجل في قوله ((وَلَا تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون )) هذا الذي نهى عنه ربنا عز وجل لكن لم ينه عنه الإنسان في اجتهاده إذا وصل لرأي خالف فيه الرأي الآخر ولم يصدم برأيه نصّاً كما يفعل المتأخرون اليوم والمقلدون ، هذه ضابطة لا بد منها قبل الدخول للإجابة عن السؤال مباشرة .
1 - ما رأيكم في هذه العبارة التي قررها كاتب إسلامي كبير ( البدعة الإضافية والتركية والالتزام بها في العبادات المطلقة خلاف فقهي لكل فيه رأيه ولابأس بتمحيص الحقيقة بالدليل ) ؟ أستمع حفظ
مراعاة منزلة ودرجة المختلفين في العلم ؟
الشيخ : ضابطة أخرى : الذين قد يختلفون من هم ؟ فهذه نقطة من المهم جداً لنفهم الجواب عن هذا السؤال ؟
إن الكاتب المشار إليه يقول خلاف فقهي ، البدعة الإضافية والتركية والإلتزام بها في العبادات المطلقة خلاف فقهي .
الخلاف الفقهي هل هو إذا كان هناك مجتهدون لهم رأي متفقون عليه ثم جاء بعض المقيّدين فبنوا رأياً لهم ثم جاء بعض المتأخرين فقالوا الخلاف فقهي ؟ هذا التعبير غير علمي وغير صحيح .
الخلاف الفقهي هو حينما يكون مداره بين الأئمة المجتهدين الذين هم في أنفسهم قبل أن يشهد لهم الناس يشعرون بأنهم قد بلغوا من المنزلة في العلم تمكنهم بأن يقول أحدهم أنا أرى كذا أنا أفهم كذا ، ثم فيما بعد شهد الناس لهم بأنهم قد وصلوا هذه المرتبة ، وهذه الشهادة ليست هي التي برّرت لهم ذلك وإنما هذه الشهادة تكشف عن حقيقة ما وصلوا إليه من المرتبة في العلم .
أمّا إذا كان الذين اختلفوا أو خالفوا هم ليسوا أولا مجتهدين في واقع أنفسهم بل هم يصرّحون بأنهم ليسوا كذلك يصرحون للناس بل وأكثر من ذلك يفخرون بأنهم ليسوا مجتهدين وإن كانوا هم لا يُفصحون هذا الإفصاح لكننا إذا فسّرنا قول بعضهم حينما يفخرون بأنهم مقلدون فتفسير ذلك بأنهم يفخرون بأنهم غير مجتهدين ، ولا فرق حين ذاك في التعبير إلا فرقاً لفظياً كذلك الفرق على مذهب الحنفية أو عند الحنفية " كل الدروب على الطاحون " فالمعنى واحد ، فهؤلاء الذين يفخرون بأنهم مقلدون ذلك يساوي أنهم يفخرون بأنهم غير مجتهدين وهذا يساوي في نهاية المطاف أنهم يفخرون بأنهم غير علماء وهذا يساوي بأنهم جهال .
إذا عرفنا هذه الحقيقة ولا مجال لأحد أبداً إلى إنكارها حينئذٍ أين هذا الخلاف الفقهي ، من هم الأئمة المجتهدون الذين قالوا بأنه هناك في الدين بدعة حسنة ؟ إمّا أن هناك مَن مِن المقلدين واستدل على ما ذهب إليه من استحسان البدعة في الدين فاحتج برأي إمام ، أبداً لا يوجد لديهم أثر واحد عن إمام من الأئمة المجتهدين لاسيّما حينما يحصرون الأئمة بالأربعة فقط .
إذن غرضي من هذا لفت النظر إلى أن هذا الكاتب لم يكن تعبيره تعبيراً علمياً دقيقاً لأنه حصر في جملة العلماء هؤلاء المقلدين الذين يتبرءون من أن يكونوا علماء ، هذا لازمهم - شاؤوا أم أبوا - ما دام يعترفون بأنهم مقلدون فإذن هم ليسوا بعلماء ، وهم يقولون ما هي وظيفة المقلد ، هذه حقائق نستطيع أن نجابه فيها أكبر مقلّد إذا كان هناك مقلّد كبير أو صغير .
إن الكاتب المشار إليه يقول خلاف فقهي ، البدعة الإضافية والتركية والإلتزام بها في العبادات المطلقة خلاف فقهي .
الخلاف الفقهي هل هو إذا كان هناك مجتهدون لهم رأي متفقون عليه ثم جاء بعض المقيّدين فبنوا رأياً لهم ثم جاء بعض المتأخرين فقالوا الخلاف فقهي ؟ هذا التعبير غير علمي وغير صحيح .
الخلاف الفقهي هو حينما يكون مداره بين الأئمة المجتهدين الذين هم في أنفسهم قبل أن يشهد لهم الناس يشعرون بأنهم قد بلغوا من المنزلة في العلم تمكنهم بأن يقول أحدهم أنا أرى كذا أنا أفهم كذا ، ثم فيما بعد شهد الناس لهم بأنهم قد وصلوا هذه المرتبة ، وهذه الشهادة ليست هي التي برّرت لهم ذلك وإنما هذه الشهادة تكشف عن حقيقة ما وصلوا إليه من المرتبة في العلم .
أمّا إذا كان الذين اختلفوا أو خالفوا هم ليسوا أولا مجتهدين في واقع أنفسهم بل هم يصرّحون بأنهم ليسوا كذلك يصرحون للناس بل وأكثر من ذلك يفخرون بأنهم ليسوا مجتهدين وإن كانوا هم لا يُفصحون هذا الإفصاح لكننا إذا فسّرنا قول بعضهم حينما يفخرون بأنهم مقلدون فتفسير ذلك بأنهم يفخرون بأنهم غير مجتهدين ، ولا فرق حين ذاك في التعبير إلا فرقاً لفظياً كذلك الفرق على مذهب الحنفية أو عند الحنفية " كل الدروب على الطاحون " فالمعنى واحد ، فهؤلاء الذين يفخرون بأنهم مقلدون ذلك يساوي أنهم يفخرون بأنهم غير مجتهدين وهذا يساوي في نهاية المطاف أنهم يفخرون بأنهم غير علماء وهذا يساوي بأنهم جهال .
إذا عرفنا هذه الحقيقة ولا مجال لأحد أبداً إلى إنكارها حينئذٍ أين هذا الخلاف الفقهي ، من هم الأئمة المجتهدون الذين قالوا بأنه هناك في الدين بدعة حسنة ؟ إمّا أن هناك مَن مِن المقلدين واستدل على ما ذهب إليه من استحسان البدعة في الدين فاحتج برأي إمام ، أبداً لا يوجد لديهم أثر واحد عن إمام من الأئمة المجتهدين لاسيّما حينما يحصرون الأئمة بالأربعة فقط .
إذن غرضي من هذا لفت النظر إلى أن هذا الكاتب لم يكن تعبيره تعبيراً علمياً دقيقاً لأنه حصر في جملة العلماء هؤلاء المقلدين الذين يتبرءون من أن يكونوا علماء ، هذا لازمهم - شاؤوا أم أبوا - ما دام يعترفون بأنهم مقلدون فإذن هم ليسوا بعلماء ، وهم يقولون ما هي وظيفة المقلد ، هذه حقائق نستطيع أن نجابه فيها أكبر مقلّد إذا كان هناك مقلّد كبير أو صغير .
مناقشة الشيخ لمسألة تقسيم البدع إلى حسنة وقبيحة .
الشيخ : فنقول حينذاك الذي يزعم بأن في المسألة ابتداع هو خلاف فقهي، من هم العلماء الفقهاء حقيقة الذين قالوا أن البدعة في الدين تنقسم إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة ؟ هذا أولاً كقاعدة والأخرى نطالبهم بالإتيان ببعض الأمثلة مما استحسنها وابتدعها أولئك الأئمة الذين يزعمون أنهم يتمسكون بأقوالهم ، لو سألنا اليوم مشايخ التقليد هاتوا نصوصا من البدع الحسنة لملؤوا كتباً ومجلدات في إحصائها كثيرة وكثيرة جداً فنقول لهم هاتوا عشرة بدع فقط عن إمام من أئمة المسلمين الذين تنتمون إليهم قالوا هذه بدعة حسنة وهذه بدعة حسنة وليس عليها دليل في الكتاب والسنة وهذا تفصيل ذكرناه مراراً ليس كل شيء حدث مجرد حدوثه ووقوعه بعد الرسول يكون بدعة وإنما الشرط ألا يكون عليه دليل من الكتاب والسنة ، ومن هنا يخطئ المتأخرون الذين يذهبون إلى تقسيم البدعة إلى خمسة أقسام فيقولون بدعة فرض مثالها جمع القرآن ، عياذاً بالله جمع القرآن بدعة ، لماذا يقولون هكذا لأن الجمع وقع بعد الرسول عليه السلام ، الجمع الصوري بكيفية معينة وقع بعد الرسول ، إذا قلنا الطباعة لم تكن موجودة في زمن الرسول فلا نسميها بدعة فهذه لها فصل وباب خاص في علم الأصول هو باب المصالح المرسلة .
فيقولون جمع القرآن بدعة فيقولون جمع عمر بن الخطاب الصحابة على التراويح بدعة ويقولون أقولها بتحفظ إخراج عمر بن الخطاب اليهود من خيبر بدعة مع أنه هذه الأشياء عليها نصوص صريحة التراويح تكلمنا عليها مرار وتكرارا سنّها الرسول عليه السلام بفعله وحضّ عليها بقوله فقال ( من صلى قيام رمضان مع الإمام وصلاة الفجر مع الإمام فكأنما قام الليل كله ) ، ومع ذلك يقال أن جمع الناس على التراويح بدعة ، فإما أنهم يجهلون هذه السنن ويسمّونها بغير اسمها وهذا ليس بعيد عن البعيدين عن التفقه بالكتاب والسنة أو إنهم وهذا خير الظنّين بهم يسمّون مجازاً كما وقع من بعض السلف عمر بن الخطاب مثلا سمى التراويح بدعة حينما قال نعمت البدعة هذه وهو لا يعني البدعة التي اصطلح عليها المتأخرون بدعة في الدين وهو إحداث عبادة على غير مثال سابق لا من فعله عليه السلام ولا من قوله .
فيقولون جمع القرآن بدعة فيقولون جمع عمر بن الخطاب الصحابة على التراويح بدعة ويقولون أقولها بتحفظ إخراج عمر بن الخطاب اليهود من خيبر بدعة مع أنه هذه الأشياء عليها نصوص صريحة التراويح تكلمنا عليها مرار وتكرارا سنّها الرسول عليه السلام بفعله وحضّ عليها بقوله فقال ( من صلى قيام رمضان مع الإمام وصلاة الفجر مع الإمام فكأنما قام الليل كله ) ، ومع ذلك يقال أن جمع الناس على التراويح بدعة ، فإما أنهم يجهلون هذه السنن ويسمّونها بغير اسمها وهذا ليس بعيد عن البعيدين عن التفقه بالكتاب والسنة أو إنهم وهذا خير الظنّين بهم يسمّون مجازاً كما وقع من بعض السلف عمر بن الخطاب مثلا سمى التراويح بدعة حينما قال نعمت البدعة هذه وهو لا يعني البدعة التي اصطلح عليها المتأخرون بدعة في الدين وهو إحداث عبادة على غير مثال سابق لا من فعله عليه السلام ولا من قوله .
إبطال الشيخ لدعوى صاحب العبارة ( خلاف فقهي ) .
الشيخ : إذن في هذه الجملة خلاف فقهي تسامح في التعبير لأن هذا الخلاف ليس قائماً بين المجتهدين وإنما هو قائم بين المجتهدين وبين المقلدين ، والمقلد لا رأي له بشهاداتهم أنفسهم فلا قيمة لقول أحدهم برأيه واجتهاده أبداً .
بعد تحرير الكلام على هذه الجملة خلاف فقهي وأنه لا يقع المخالف في مسألة الابتداع في الدين خلاف فقهي لأن هذا خلاف حادث ولا قيمة لخلاف حادث مخالف لاتفاق سابق ، الصحابة كلهم متفقون على أن البدعة في الدين ضلالة ، ونحن نبدأ الآن :
نحن نعتقد أن الابتداع في الدين وليس في الدنيا ينافي نصوصاً من الكتاب والسنة فقوله تعالى في الآية المعروفة (( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا )) لا تحتاج إلى بيان ولا إلى تفسير إلا أنها تعني أن الإسلام تام لا يحتاج إلى استدراك لا سيّما فيما يتعلق بالعبادات المحدودة النطاق العبادات التي يريد الإنسان التقرب بها إلى الله عزوجل ، أقول هذا لأن المعاملات واسعة جداً ففي كل يوم تحدث حوادث تحتاج إلى أحكام هذه الأحكام لا يعرفها إلا أهل الاجتهاد في كل زمان فهذه ليست محدودة ، أما العبادات فالعبادات التي كانت في زمن الرسول عليه السلام وتوفي عنها لا تقبل الزيادة ولا واحدة إطلاقاً لأن الرسول قال ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا أمرتكم به ، فما أخفى عنّه شيئاً ، لذلك الآية السابقة (( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا )) هي نص قاطع في موضوع الابتداع في الدين . من هنا يظهر لكم علم أحد الأئمة الأربعة التي ينتمي إليها جماهيرنا اليوم هنا قال " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ". اقرءوا قول الله تبارك وتعالى (( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا )) قال فما لكم يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً .
نحن نقول هكذا فإذا أراد أحد المقلدين أن يجادلنا فبماذا يجادلنا فإن جاءنا بنقل عن إمام كما يقولون ... أبو حنيفة قال بالاستحسان ، والاستحسان هو لا يعني الاستحسان بمعنى الابتداع في الدين أبداً وإنما هو ترجيح دليل على دليل له وجه مصلحة وما شابه ذلك كما هو مشروع في أصولهم ، فالغلط إن جاءنا مقلد بقول لإمام فضلا عن قول لمقلد لمشايخهم فنحن نقول فإمام دار الهجرة وهو أحد أئمة أهل السنة يقول : فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا .
نحن نقول يومئذ لم يكن من الدين أن يصعد المؤذن المنبر وينشد ويتكلم بكلام شيء جائز وشيء غير جائز قبل الأذان ، ما كان هذا ... لذلك يسمونها بدعة، يعني حدثت لكنها حسنة ، ولا أيضاً ما أضافوه بعد الأذان من الصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام ومن أشياء أخرى ، كل هذا وهذا لم يكن ، فمالك يقول فما لم يكن يومئذٍ ديناً فلا يكون اليوم ديناً ، إذن أذّن كأذان بلال وغيره من مؤذّني الرسول عليه الصلاة والسلام سوف يقول أنا مذهبي هكذا ؟ خلّيك أنت ومذهبك ، فلماذا تجادل في الباطل وبجهل ، إذا أردت أن تبحث على ضوء الكتاب والسنة تعال إلى الكتاب والسنة هذه أول آية وهذا تفسيرها من إمام دار الهجرة الذي بينه وبين الصحابي واسطة واحدة مالك عن نافع عن ابن عمر ، وعاش في عقر دار السنة المدينة المنورة فهو يقول " من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ، اقرءوا قول الله تبارك وتعالى (( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا )) فما لم يكن يومئذٍ ديناّ فلا يكون اليوم ديناً " ، لكن مالك رحمه الله جاء بعبارة قاصمة بهذه الجملة التي تستحق أن تكتب بماء الذهب كما كانوا يقولون ، نحن نعتمد هذه الجملة في منهجنا في الدعوة بينما الذي يقول هذا الكلام وغيره لا يرفعون لهذه الجملة وزناً ، ماذا يقول مالك : " ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " ، فهل صلاح هذه الأمة بأن تتقرب الأمة إلى الله بمئات بل بألوف من البدع ؟ يستحيل هذا ، هذا من باب " وداوني بالتي هي الداء " ، العبادات التي شرعها الله هي معالجة للأمراض النفسية قد يشعر بها بعض الناس وقد لا يشعر بها غيرهم فتأتي هذه التشاريع الإلهية الحكيمة كمرهم وعلاج هذه الأمراض النفسية ، وعلى العكس من ذلك حينما نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ونقيم البدعة مقام السنة زدنا مرضا على مرض بحيث أننا نصل إلى يأس من الشفاء ، لذلك فمن منهجنا نحن الدعاة إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح الذي يدل على هذا المنهج قول الإمام مالك " ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها "، وتأكيدا لما نقول نسأل فهناك جماعات إسلامية كثيرة وكثيرة جداً ، فهل هناك جماعة تسعى لتنوير بصائر الناس المسلمين ولكي يهتدوا بهذا المنهج السليم وهو أنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ؟ الجواب لا يوجد مع الأسف ، جماعات إسلامية لها اسمها ولها وزنها في العالم الإسلامي تدندن حول موضوع الاتباع الكتاب والسنة ليس اتباعا لفظياً ، قلنا لكم مرارا وتكراراً كل الطوائف الإسلامية التي بلغت الثلاثة وسبعين فرقة أو زادت كلها تقول كتاب وسنة لكن المهم كتاب وسنة أولاً تطبيق عملي وثانياً فهم سليم لما كان عليه السلف الصالح .
فهنا يقول أن هذه المسألة خلاف فقهي وكل واحد له ما ذهب إليه دليله ، ... إذن هذه الآية من أدلة العلماء من السلف الصالح من الصحابة والتابعين الذين ذهبوا إلى أنه لا بدعة في الإسلام .
بعد تحرير الكلام على هذه الجملة خلاف فقهي وأنه لا يقع المخالف في مسألة الابتداع في الدين خلاف فقهي لأن هذا خلاف حادث ولا قيمة لخلاف حادث مخالف لاتفاق سابق ، الصحابة كلهم متفقون على أن البدعة في الدين ضلالة ، ونحن نبدأ الآن :
نحن نعتقد أن الابتداع في الدين وليس في الدنيا ينافي نصوصاً من الكتاب والسنة فقوله تعالى في الآية المعروفة (( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا )) لا تحتاج إلى بيان ولا إلى تفسير إلا أنها تعني أن الإسلام تام لا يحتاج إلى استدراك لا سيّما فيما يتعلق بالعبادات المحدودة النطاق العبادات التي يريد الإنسان التقرب بها إلى الله عزوجل ، أقول هذا لأن المعاملات واسعة جداً ففي كل يوم تحدث حوادث تحتاج إلى أحكام هذه الأحكام لا يعرفها إلا أهل الاجتهاد في كل زمان فهذه ليست محدودة ، أما العبادات فالعبادات التي كانت في زمن الرسول عليه السلام وتوفي عنها لا تقبل الزيادة ولا واحدة إطلاقاً لأن الرسول قال ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا أمرتكم به ، فما أخفى عنّه شيئاً ، لذلك الآية السابقة (( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا )) هي نص قاطع في موضوع الابتداع في الدين . من هنا يظهر لكم علم أحد الأئمة الأربعة التي ينتمي إليها جماهيرنا اليوم هنا قال " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ". اقرءوا قول الله تبارك وتعالى (( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا )) قال فما لكم يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً .
نحن نقول هكذا فإذا أراد أحد المقلدين أن يجادلنا فبماذا يجادلنا فإن جاءنا بنقل عن إمام كما يقولون ... أبو حنيفة قال بالاستحسان ، والاستحسان هو لا يعني الاستحسان بمعنى الابتداع في الدين أبداً وإنما هو ترجيح دليل على دليل له وجه مصلحة وما شابه ذلك كما هو مشروع في أصولهم ، فالغلط إن جاءنا مقلد بقول لإمام فضلا عن قول لمقلد لمشايخهم فنحن نقول فإمام دار الهجرة وهو أحد أئمة أهل السنة يقول : فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا .
نحن نقول يومئذ لم يكن من الدين أن يصعد المؤذن المنبر وينشد ويتكلم بكلام شيء جائز وشيء غير جائز قبل الأذان ، ما كان هذا ... لذلك يسمونها بدعة، يعني حدثت لكنها حسنة ، ولا أيضاً ما أضافوه بعد الأذان من الصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام ومن أشياء أخرى ، كل هذا وهذا لم يكن ، فمالك يقول فما لم يكن يومئذٍ ديناً فلا يكون اليوم ديناً ، إذن أذّن كأذان بلال وغيره من مؤذّني الرسول عليه الصلاة والسلام سوف يقول أنا مذهبي هكذا ؟ خلّيك أنت ومذهبك ، فلماذا تجادل في الباطل وبجهل ، إذا أردت أن تبحث على ضوء الكتاب والسنة تعال إلى الكتاب والسنة هذه أول آية وهذا تفسيرها من إمام دار الهجرة الذي بينه وبين الصحابي واسطة واحدة مالك عن نافع عن ابن عمر ، وعاش في عقر دار السنة المدينة المنورة فهو يقول " من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ، اقرءوا قول الله تبارك وتعالى (( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا )) فما لم يكن يومئذٍ ديناّ فلا يكون اليوم ديناً " ، لكن مالك رحمه الله جاء بعبارة قاصمة بهذه الجملة التي تستحق أن تكتب بماء الذهب كما كانوا يقولون ، نحن نعتمد هذه الجملة في منهجنا في الدعوة بينما الذي يقول هذا الكلام وغيره لا يرفعون لهذه الجملة وزناً ، ماذا يقول مالك : " ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " ، فهل صلاح هذه الأمة بأن تتقرب الأمة إلى الله بمئات بل بألوف من البدع ؟ يستحيل هذا ، هذا من باب " وداوني بالتي هي الداء " ، العبادات التي شرعها الله هي معالجة للأمراض النفسية قد يشعر بها بعض الناس وقد لا يشعر بها غيرهم فتأتي هذه التشاريع الإلهية الحكيمة كمرهم وعلاج هذه الأمراض النفسية ، وعلى العكس من ذلك حينما نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ونقيم البدعة مقام السنة زدنا مرضا على مرض بحيث أننا نصل إلى يأس من الشفاء ، لذلك فمن منهجنا نحن الدعاة إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح الذي يدل على هذا المنهج قول الإمام مالك " ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها "، وتأكيدا لما نقول نسأل فهناك جماعات إسلامية كثيرة وكثيرة جداً ، فهل هناك جماعة تسعى لتنوير بصائر الناس المسلمين ولكي يهتدوا بهذا المنهج السليم وهو أنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ؟ الجواب لا يوجد مع الأسف ، جماعات إسلامية لها اسمها ولها وزنها في العالم الإسلامي تدندن حول موضوع الاتباع الكتاب والسنة ليس اتباعا لفظياً ، قلنا لكم مرارا وتكراراً كل الطوائف الإسلامية التي بلغت الثلاثة وسبعين فرقة أو زادت كلها تقول كتاب وسنة لكن المهم كتاب وسنة أولاً تطبيق عملي وثانياً فهم سليم لما كان عليه السلف الصالح .
فهنا يقول أن هذه المسألة خلاف فقهي وكل واحد له ما ذهب إليه دليله ، ... إذن هذه الآية من أدلة العلماء من السلف الصالح من الصحابة والتابعين الذين ذهبوا إلى أنه لا بدعة في الإسلام .
استدلال الشيخ على كون البدع كلها ضلال بخطبة الحاجة والكلام عليها وبيان أهميتها .
الشيخ : ... ومما يؤكد لكم ذلك الأحاديث المشهورة التي منها نبتدئ بها دروسنا :
خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
من عجائب الأمور التي نلاحظها والتي تؤكّد لنا صحة منهجنا وخطأ منهج غيرنا أنك لا تجد خطيباً من الخطباء يحافظ في خطبته على هذه الخطبة التي هي من خطبة الحاجة التي كان نبينا عليه الصلاة والسلام يحافظ عليها دائماً وأبداً ، لماذا ؟ لأنه أبسط إنسان سيقول له من صعودك المنبر إلى خروجك من الصلاة كله بدع وخلاف هدي الرسول الذي أنت تدعو إليه ، ولذلك فالشيطان أوحى إليهم كونوا متجاوزين لا تكونوا متداخلين في أنفسكم تطلع تخطب خير الكلام كلام الله وتختمها وكل ضلالة في النار وأنت تقول لا البدعة حسنة ورسولك يقول ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) فهذا تناقض ، لذلك زيّن لهم سوء عملهم ونسخ من شريعتهم هذه السنة التي واظب عليها الرسول عليه الصلاة والسلام ، لذلك أنا صار عندي مادة كاملة عندي بمجرد أن أسمع خطيب يفتتح الخطبة بهذه الخطبة أقول هذا لا بد لا أقول سلفي لكن عنده سلفية ، وإلا لا يمكن لأحد أن يقول بدعة حسنة ويأتي يخطب في الناس ويقول ( وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) ، وهذا من الأحاديث الدالة على خلاف ما يذهب المتأخرون المقلدة ليسوا مجتهدين أبداً باعترافهم إلى أن هناك بدعة حسنة ، ثم يتجرّءون بجهلهم بل بغباوتهم ويقولون يا أخي هذا نص عام لكنه مخصص كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار يقولون مخصص .
أولاً لا نعلم في ألفاظ الرسول عليه الصلاة والسلام التي هي من جوامع الكلم مثل هذا التعميم ثم يدخله تفصيل ، هذه لفظة كل من أصرح ألفاظ العموم والشمول كل بدعة ضلالة ، أقول دائماً وأبداً في هذه المناسبة على وزن قوله عليه الصلاة والسلام ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام ) ، ليس لأحد يقول لا ليس كل مسكر خمر وليس كل خمر حرام ؟ مستحيل هذا الكلام . وهناك كليات كثيرة : ( كل بني آدم من تراب ويتوب الله على من تاب ) ، فمن غير الممكن أن يأتي إنسان ويقول لا ليس من تراب إلا يكون أصله من تراب ، ( كلكم يدخل الجنة إلا من أبى قالوا ومن يأبى يا رسول الله قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) ، إذن كل من أطاع الرسول عليه الصلاة والسلام دخل الجنة ، فالكليات هذه لا تقبل التفصيل ، هذه الكلية جاءوا بها فعطّلوها فقالوا لا، بداية الحديث على عمومه مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية العارف بالله حقاً ما أدري هل نثني عليه خيراً حينما نصفه بما يصف غيرنا بعض كبارهم حينما نصف ابن تيمية بأنه العارف بالله حقاً ما ندري أنذمّه أم نثني عليه لكن إنما الأعمال بالنيات وفي الحقيقة هو عارف كتاب الله وبحديث رسول الله ، يقول رسول الله في كل خطبة جمعة فضلاً عن خطب أخرى يقول فيها ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) تقعيداً لهذه القاعدة ثم يأتي هؤلاء بأبسط حماقة ويقولون لا هذه ليست عامة ، ولا مرة يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ليست كل بدعة ضلالة لا بل دائماً يؤكد ويؤكد تكرار الجملة العامة على اختلاف المناسبات والملابسات من حيث الأسلوب العربي تأكيد أن هذا الكلام كما أنكم تسمعون لا يقبل التأويل ولا التقييد ولا التخصيص إطلاقاً .
فهنا يقول ( كل بدعة ) فهذه كلية وهناك يقول ( من أحدث ) وأيضاً مَن مِن صيغ العموم والشمول فمعنى من أحدث أي كل من أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد ، والبحث في هذا طويل لكن أذكّر أيضا بأثر عن صحابي جليل كان بارزاً من بين الصحابة بحبه للرسول عليه الصلاة والسلام وحبه لاتباعه لسنته ، فسّر لنا الجملة الأولى وكل بدعة ضلالة تفسيراً سدّ الطريق على هؤلاء المبتدعة ، هم يقولون كل بدعة ضلالة لا فيأتي ويرد عليهم وكأنما الله عز وجل كشف عن بصيرته ، ولو كنا نؤمن بالكشف الذي يقول عنه الصوفية وأتباعهم لقلنا انكشف له لأنه سيأتي ناس من بعدهم يقولون هناك بدعة حسنة وأن قول الرسول كل بدعة ضلالة من العام المخصوص ، كشف له آنذاك فأجابهم سلفاً فقال كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ، فأين تذهبون يا مقلدون ، أخطأ هذا الرجل من كبار الصحابة طيب نحن نقبل لأننا لا نقول بالعصمة لكن لا نرد كلام الصحابي الواحد فضلاً إذا كانوا أكثر بمجرد أن يرد عليه رجل مقلد بل ولو كان مجتهداً إلا بالدليل ، كيف وهناك من يقول من الصحابة وهو حذيفة بن اليمان : كل عبادة لم يتعبدها أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فلا تعبّدوها . عدوا العبادات التي يفعلها الناس اليوم اطلبوها من كتب التقليد وليس من كتب السنة اطلبوها من كتب التقليد فسوف لا تجدون لها ذكراً .
لماذا ؟ لأن نفس المقلدين الذين هم علماء بأقوال أئمتهم من قبل ما سطّروا هذه البدع ، وكل يوم في بدعة جديدة كل في بدعة جديدة ، لماذا ؟ لأن خرم البدع لا يكاد يمتلئ أبداً ... والشيطان بالمرصاد كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح لما خط للناس خطا مستقيما وقال (( وأن هذه صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) خط الخط المستقيم وخط على طرفيه خطوط قصيرة وقال هذه الخطوط للشيطان طرق وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه .
فشياطين الجن فضلاً عن شياطين الإنس لا يزالون أحياء يقومون بغريزتهم ولذلك فالسعيد من يستعصم ويستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها ، ما هي ؟ الكتاب والسنة ولعل في هذا القدر وإن كنت أشعر كما قلت لكم في ... الكللام موضوع البدعة في الإسلام يحتاج إلى محاضرات عددية فعساني في درس آت إن شاء الله أتبع بعض هذا ببعض نكمل أو نتتم بعضه على الأقل .. .ونعالج شبهات المتأخرين التي يتمسكون بها لرد هذه الأساطين من الأدلة ... عن الاتباع في الدين .
خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
من عجائب الأمور التي نلاحظها والتي تؤكّد لنا صحة منهجنا وخطأ منهج غيرنا أنك لا تجد خطيباً من الخطباء يحافظ في خطبته على هذه الخطبة التي هي من خطبة الحاجة التي كان نبينا عليه الصلاة والسلام يحافظ عليها دائماً وأبداً ، لماذا ؟ لأنه أبسط إنسان سيقول له من صعودك المنبر إلى خروجك من الصلاة كله بدع وخلاف هدي الرسول الذي أنت تدعو إليه ، ولذلك فالشيطان أوحى إليهم كونوا متجاوزين لا تكونوا متداخلين في أنفسكم تطلع تخطب خير الكلام كلام الله وتختمها وكل ضلالة في النار وأنت تقول لا البدعة حسنة ورسولك يقول ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) فهذا تناقض ، لذلك زيّن لهم سوء عملهم ونسخ من شريعتهم هذه السنة التي واظب عليها الرسول عليه الصلاة والسلام ، لذلك أنا صار عندي مادة كاملة عندي بمجرد أن أسمع خطيب يفتتح الخطبة بهذه الخطبة أقول هذا لا بد لا أقول سلفي لكن عنده سلفية ، وإلا لا يمكن لأحد أن يقول بدعة حسنة ويأتي يخطب في الناس ويقول ( وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) ، وهذا من الأحاديث الدالة على خلاف ما يذهب المتأخرون المقلدة ليسوا مجتهدين أبداً باعترافهم إلى أن هناك بدعة حسنة ، ثم يتجرّءون بجهلهم بل بغباوتهم ويقولون يا أخي هذا نص عام لكنه مخصص كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار يقولون مخصص .
أولاً لا نعلم في ألفاظ الرسول عليه الصلاة والسلام التي هي من جوامع الكلم مثل هذا التعميم ثم يدخله تفصيل ، هذه لفظة كل من أصرح ألفاظ العموم والشمول كل بدعة ضلالة ، أقول دائماً وأبداً في هذه المناسبة على وزن قوله عليه الصلاة والسلام ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام ) ، ليس لأحد يقول لا ليس كل مسكر خمر وليس كل خمر حرام ؟ مستحيل هذا الكلام . وهناك كليات كثيرة : ( كل بني آدم من تراب ويتوب الله على من تاب ) ، فمن غير الممكن أن يأتي إنسان ويقول لا ليس من تراب إلا يكون أصله من تراب ، ( كلكم يدخل الجنة إلا من أبى قالوا ومن يأبى يا رسول الله قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) ، إذن كل من أطاع الرسول عليه الصلاة والسلام دخل الجنة ، فالكليات هذه لا تقبل التفصيل ، هذه الكلية جاءوا بها فعطّلوها فقالوا لا، بداية الحديث على عمومه مع أن الرسول عليه الصلاة والسلام كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية العارف بالله حقاً ما أدري هل نثني عليه خيراً حينما نصفه بما يصف غيرنا بعض كبارهم حينما نصف ابن تيمية بأنه العارف بالله حقاً ما ندري أنذمّه أم نثني عليه لكن إنما الأعمال بالنيات وفي الحقيقة هو عارف كتاب الله وبحديث رسول الله ، يقول رسول الله في كل خطبة جمعة فضلاً عن خطب أخرى يقول فيها ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) تقعيداً لهذه القاعدة ثم يأتي هؤلاء بأبسط حماقة ويقولون لا هذه ليست عامة ، ولا مرة يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ليست كل بدعة ضلالة لا بل دائماً يؤكد ويؤكد تكرار الجملة العامة على اختلاف المناسبات والملابسات من حيث الأسلوب العربي تأكيد أن هذا الكلام كما أنكم تسمعون لا يقبل التأويل ولا التقييد ولا التخصيص إطلاقاً .
فهنا يقول ( كل بدعة ) فهذه كلية وهناك يقول ( من أحدث ) وأيضاً مَن مِن صيغ العموم والشمول فمعنى من أحدث أي كل من أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد ، والبحث في هذا طويل لكن أذكّر أيضا بأثر عن صحابي جليل كان بارزاً من بين الصحابة بحبه للرسول عليه الصلاة والسلام وحبه لاتباعه لسنته ، فسّر لنا الجملة الأولى وكل بدعة ضلالة تفسيراً سدّ الطريق على هؤلاء المبتدعة ، هم يقولون كل بدعة ضلالة لا فيأتي ويرد عليهم وكأنما الله عز وجل كشف عن بصيرته ، ولو كنا نؤمن بالكشف الذي يقول عنه الصوفية وأتباعهم لقلنا انكشف له لأنه سيأتي ناس من بعدهم يقولون هناك بدعة حسنة وأن قول الرسول كل بدعة ضلالة من العام المخصوص ، كشف له آنذاك فأجابهم سلفاً فقال كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ، فأين تذهبون يا مقلدون ، أخطأ هذا الرجل من كبار الصحابة طيب نحن نقبل لأننا لا نقول بالعصمة لكن لا نرد كلام الصحابي الواحد فضلاً إذا كانوا أكثر بمجرد أن يرد عليه رجل مقلد بل ولو كان مجتهداً إلا بالدليل ، كيف وهناك من يقول من الصحابة وهو حذيفة بن اليمان : كل عبادة لم يتعبدها أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فلا تعبّدوها . عدوا العبادات التي يفعلها الناس اليوم اطلبوها من كتب التقليد وليس من كتب السنة اطلبوها من كتب التقليد فسوف لا تجدون لها ذكراً .
لماذا ؟ لأن نفس المقلدين الذين هم علماء بأقوال أئمتهم من قبل ما سطّروا هذه البدع ، وكل يوم في بدعة جديدة كل في بدعة جديدة ، لماذا ؟ لأن خرم البدع لا يكاد يمتلئ أبداً ... والشيطان بالمرصاد كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح لما خط للناس خطا مستقيما وقال (( وأن هذه صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) خط الخط المستقيم وخط على طرفيه خطوط قصيرة وقال هذه الخطوط للشيطان طرق وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه .
فشياطين الجن فضلاً عن شياطين الإنس لا يزالون أحياء يقومون بغريزتهم ولذلك فالسعيد من يستعصم ويستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها ، ما هي ؟ الكتاب والسنة ولعل في هذا القدر وإن كنت أشعر كما قلت لكم في ... الكللام موضوع البدعة في الإسلام يحتاج إلى محاضرات عددية فعساني في درس آت إن شاء الله أتبع بعض هذا ببعض نكمل أو نتتم بعضه على الأقل .. .ونعالج شبهات المتأخرين التي يتمسكون بها لرد هذه الأساطين من الأدلة ... عن الاتباع في الدين .
ذكر الشيخ لقصة عمر مع الحبر اليهودي في مناسبة آية المائدة ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)
الشيخ : و لا أدري إن كنت ذكرت لكم كيف كان شعور وانتباه ذلك الرجل الذي كان من أحبار اليهود الذي تنبّه لخطورة هذه النعمة وعظمتها على المسلمين حين جاء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال ذلك الحبر اليهودي يا أمير المؤمنين آية لو أنها علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيداً ، قال ما هي ؟ قال (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً )) ، فقال عمر رضي الله عنه لقد نزلت في يوم عيد نزلت يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في عرفات . ومعنى هذا الكلام من هذا الحبر اليهودي أنه عرف بالغ أهمية هذه النعمة التي امتن الله بها على عباده المؤمنين حيث أكمل لهم الدين، ذلك لأنه سيفرغهم لأن يعملوا لشؤون حياتهم فيتفرغوا لها بعد قيامهم بواجبات ربهم ، فأغناهم بهذا التشريع الكامل أن يتوجهوا إلى التشريع والتقنين الذي ليس من اختصاصهم وليس من إمكانياتهم ذلك لأن الإنسان كما وصفه ربنا في القرآن (( أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )) فالإنسان لا ينظر بالنسبة لما يتعلق بمصالحه المستقبلة إلى أبعد من أرنبة أنفه كما يقول المثل العربي ، فلذلك نجد كل الذين يسمونهم بالمشرّعين والمقلدين في كل بلاد الدنيا كل يوم يأتوننا بدستور وكل يوم يأتوننا بقانون ذلك لأنه تبين لهم بالتجربة العملية أن هذه القوانين بل الدساتير لا تقوم بمصالح العباد .
ذاك الحبر اليهودي فعلاً كان من العلماء حينما عرف هذه النعمة وقدرها فجاء ليقول لعمر بن الخطاب لو علينا نحن اليهود نزلت هذه الآية لاتخذنا يوم نزولها عيداً فأخبره عمر بإنها فعلاً نزلت في يوم عيد .
ألم يكن المسلمون أحق وأولى بأن يعرفوا فضل هذه النعمة من ذاك اليهودي ، لقد كان الأمر كذلك وكان كذلك بالنسبة للسلف الأول فقد كانوا أبعد الناس عن الإحداث في الدين ... إلى هذه المرتبة وصل اهتمام السلف في إنكار البدعة ، فماذا يقول هؤلاء لو بُعثوا في زماننا هذا ونظروا إلى هذه البدع التي لا يمكن إحصاؤها لأنها بالألوف المؤلفة لا شك أن إنكارهم سيكون بالغاً جداً جدا على هؤلاء المحدثين لهذه البدع وأنهم سيذكّرونهم بأن هذا الإحداث في الدين هو التشريع والتشريع إنما هو من حقوق رب العالمين تبارك وتعالى .
ذاك الحبر اليهودي فعلاً كان من العلماء حينما عرف هذه النعمة وقدرها فجاء ليقول لعمر بن الخطاب لو علينا نحن اليهود نزلت هذه الآية لاتخذنا يوم نزولها عيداً فأخبره عمر بإنها فعلاً نزلت في يوم عيد .
ألم يكن المسلمون أحق وأولى بأن يعرفوا فضل هذه النعمة من ذاك اليهودي ، لقد كان الأمر كذلك وكان كذلك بالنسبة للسلف الأول فقد كانوا أبعد الناس عن الإحداث في الدين ... إلى هذه المرتبة وصل اهتمام السلف في إنكار البدعة ، فماذا يقول هؤلاء لو بُعثوا في زماننا هذا ونظروا إلى هذه البدع التي لا يمكن إحصاؤها لأنها بالألوف المؤلفة لا شك أن إنكارهم سيكون بالغاً جداً جدا على هؤلاء المحدثين لهذه البدع وأنهم سيذكّرونهم بأن هذا الإحداث في الدين هو التشريع والتشريع إنما هو من حقوق رب العالمين تبارك وتعالى .
6 - ذكر الشيخ لقصة عمر مع الحبر اليهودي في مناسبة آية المائدة ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) أستمع حفظ
طرح الشيخ لشبه واستدلالات مقسمي البدع إلى حسنة وقبيحة .
الشيخ : ولا بد سيقول قائل أو يسأل سائل أن جماهير المشايخ اليوم يذهبون إلى أن البدعة فيها حسنة وفيها سيئة فلا بد أن لهم بعض الأدلة ، فما هي هذه الأدلة وما جوابنا عنها ؟
الأمر ليس حديثاً فالحق والباطل دائماً في صراع مستمر وأن الله عز وجل يقول (( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ )) وهذا الاختلاف مستمر ولذلك حينما يأتي الإنسان بشبهة اليوم يتوهمه دليلاً وهو في الواقع لم يأت بشيء جديد ، ونحن حينما نرد هذه الشبهة أيضاً لم نأت بشيء جديد لأننا مسبوقون بهذا الحق الذي ندعو الناس إليه وهذا من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
الأمر ليس حديثاً فالحق والباطل دائماً في صراع مستمر وأن الله عز وجل يقول (( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ )) وهذا الاختلاف مستمر ولذلك حينما يأتي الإنسان بشبهة اليوم يتوهمه دليلاً وهو في الواقع لم يأت بشيء جديد ، ونحن حينما نرد هذه الشبهة أيضاً لم نأت بشيء جديد لأننا مسبوقون بهذا الحق الذي ندعو الناس إليه وهذا من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
استدلالهم بحديث ( من سن في الاسلام سنة حسنة........) ورد الشيخ عليهم .
الشيخ : من أشهر ما يستدل به الجماهير اليوم في استحسانهم للإبتداع في الدين الحديث المشهور في صحيح مسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيء ).
يستدلون بهذا الحديث على أن في الإسلام بدعة حسنة وبدعة سيئة ، وكشف الخطأ في هذا الإستدلال يمكن أن يقوم على أمرين اثنين :
الأمر الأول أن نستحضر سبب ورود الحديث فإن معرفتنا بسبب ورود الحديث سيكشف لنا مباشرة خطأ الاستدلال بالحديث على أن في الإسلام بدعة حسنة لم يأت بها الرسول عليه السلام ولا أمر بها وإنما يستحسنها المسلمون .
سبب هذا الحديث كما هو أيضاً مذكور مع الحديث في صحيح مسلم وغيره ، يقول جرير بن عبد الله البجلي : كنا جلوسا عند مع النبي صلى الله عليه و سلم فجاءه أعراب مجتابي النمار متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فلما رآهم رسول الله تمعر وجه أي ظهرت عليه ملامح الحزن والأسى لما رأى في هؤلاء المضريين من فقر مدقع فخطب عليه الصلاة والسلام في الناس فوعظهم وذكرهم وكان من جملة ذلك أن قال لهم (( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني فأصدق وأكن من الصالحين )) قرأ هذه الآية يحض فيها الصحابة الصدقة على هؤلاء وزاد في ذلك أن قال فيه عليه الصلاةوالسلام مفسرا تصدق بدرهم بديناره بصاع بره بصاع شعيره فكان أن قام رجل منهم لينطلق إلى داره ويعود ومعه ما تيسر له من صدقة وضعها أمام الرسول صلوات الله وسلامه عليه فلما رآه سائر الصحابة قام كل منهم أيضا وجاء بما تيس رمن صدقة فاجتمع أمام الرسول صلوات الله وسلامه عليه كأمثال الجبار من الطعام والدراهم فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صار وجهه كأنه مذهبة تهلل وجهه كأنه مذهبة أي فضة المطلية بالذهب تبرق أسارير وجهه عليه الصلاة والسلام فرحا لاستجابة أصحابه لدعوته عليه الصلاة وقال ( من سن في الإسلام سنة حسنة ... ) إلى آخر الحديث .
الآن هم يفسّرون من سن بمعنى من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ، وهنا في الشطر الثاني ( ومن سن في الإسلام سنة سيئة ) أي ابتدع في الإسلام بدعة سيئة يفسرون من سن بمعنى بمن ابتدع في كل من الموضعين الآن نعود إلى الشطر الأول من هذا الحديث الذي فيه ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) وهم يفسرونها بالبدعة الحسنة فأين البدعة في هذه القصة حتى يصح تفسير الحديث بما يذهبون إليه ، لا نجد في هذه القصة سوى الصدقة ، والصدقة مشروعة بنص القرآن فقبل هذه الحادثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكّرهم بالآية السابقة (( أنفقوا مما رزقناكم )) فإذن هذه الصدقة ليست بدعة وأكّد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضّهم أن يتصدّق أحدهم ولو بدرهم . فإذن ليس في هذه الحادثة بدعة حسنة حتى يقال إن الرسول قال بهذه المناسبة من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة . لا يتجاوب أبداً لو حرّفنا لفظ الحديث إلى هذا اللفظ من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة لا يتجاوب هذا اللفظ مع الحادثة مطلقاً لأن الحادثة ليس فيها بدعة مطلقاً ، فهذا يبين خطأ هذا التفسير ، وأنا كما أقول بمثل هذه المناسبة إن تفسير هذا الحديث بهذا التفسير المتأخر من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة لا يفعلها رجل أعجمي ليس عربياً إذا كان عنده شيء من الفقه الإسلامي وشيء من المعرفة باللغة العربية لأنه ليس هناك تطابق ولا أي موافقة بين الواقعة وبين قول من قد يقول من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة في مثل هذه المناسبة فهذا يدل على خطأ هذا التفسير ، والتفسير الصحيح واضح جداً من تأمّلنا تأمّلاً قليلاً في الحادثة ، فإذا عدنا إلى نظم الحديث : ( من سنّ في الإسلام سنّة حسنة ) ، نسأل الآن : الصدقة حسنة أم سيئة ؟ لا شك أنها حسنة . طيب هل كان قد شرعها الله عز وجل بنص الآية السابقة وشرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه أم لا ؟ الجواب نعم.
إذن هذا المتصدق الأول لم يأت ببدعة حسنة لم يأت بشيء جديد لم يكن معروفاً من قبل بل الصدقة من فضائل الأعمال وجاء فيها أحاديث كثيرة.
إذن ما معنى قول الرسول عليه السلام في هذا الحديث بالذات ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) ؟ واضح جداً من الحادثة أن الرجل الأول كان أول من استجاب لموعظة الرسول الله صلى الله عليه وسلم وأول من انطلق إلى داره ليأتي بما تيسر له من الصدقة فاتبعه الصحابة على ذلك فكان هو بانطلاقه أول كل إنسان أنّ لهؤلاء هذه السنة الحسنة . فهو إذن كي لا تكونوا من الغافلين عن مشروع خيري فيلهم الله أحدهم فيقوم بهذا المشروع ، هذا المشروع مذكور الأمر به في الكتاب والسنة ، فلو فرضنا جمع أموال لأيتام لمساكين لبناء مسجد لأي عمل خيري لا يمكن لإنسان عنده ذرة من الفقه أن يقول هذا العمل الخيري بدعة في الدين أبداً ، لكن كان هذا الإنسان أول من تحرك لهذا المشروع الخيري فأعانه الناس على ذلك . فهذا الإنسان الأول يطلق عليه أنه سن في الإسلام سنة حسنة لكن التحكيم ليس من عنده ، التحكيم ممن له التحكيم والتطبيق وهو الله تبارك وتعالى ، لكن هو كان أول من تحرك لفتح باب هذا المشروع الحسن بنص الشرع بنص الكتاب والسنة .
إذن من سن بمعنى من فتح طريقاً إلى سنة حسنة بالنص لا بالعقل والهوى كما يفسره جماهير الناس اليوم كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة .
كذلك تمام الحديث إذا ما قام به الإنسان ينطبق عليه ( من سن في الإسلام سنة سيئة ) ، ما هي السنة السيئة ؟ هي أمر منكر شرعاً معروف نكراته وضلالته بنص الشرع يقوم به إنسان فيفتح باب لهذا الشر فيكون عليه وزره ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، يعني مثلا التبرج ، رفع القبور والتفاخر ببنيانها بناء المساجد على القبور كل هذه محرمات في الإسلام ، فأول واحد فتح هذه السنة المنكرة عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، هو لم يأت بمنكر غير معروف في الشرع بل هو معروف شرعاً لكن الناس كانت في عافية من هذا المنكر فجاء زيد من الناس ففتح الباب لهذا المنكر ، فهو ليس معنى سن سنة سيئة بمعنى ابتدع وأحدث شيئا في الشرع ما نبّه على مكانته ربنا عز وجل وإنما هو فتح طريق المنكر أمام الناس فكان عليه وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة . هذا هو الأمر الأول الذي يمكن أن نفهم الحديث فهماً صحيحاً ونرد به التفسير الخاطئ الذي جاء في الأمر متأخراً لأن معنى الحديث ( من سنّ في الإسلام سنة حسنة ) أي من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة فهذا التفسير خطأ والتفسير الصحيح قد تبين لكم .
الأمر الثاني : أن نقول في هذا الحديث ذكر السنة الحسنة وذكر السنة السيئة ، فما هو المعيار للتمييز بين السنة الحسنة ولنكن معهم الآن مجاراة لهم على ألفاظهم : ما المعيار وما الميزان للتفريق بين البدعة الحسنة والبدعة السيئة ؟ إلا القرآن والسنة ليس عندنا سوى ذلك.
إذن كل من يقول هذه بدعة حسنة أو يقول وبدعة سيئة فلا بد أن يأتي على ما يقول بالدليل الذي يشهد بما يقول من كتاب وسنة ، أما مجرد القول كما نسمع دائماً وأبداً حينما يقول أنصار السنة للناس أن هذه يا أخي بدعة يكون الجواب وماذا بها يا أخي ؟ فلا بد للذي يستحسن هذه البدعة أن يأتي بالدليل المحسّن ، والذي ينكر البدعة ويسمّيها بدعة سيئة فعليه أيضاً أن يأتي بالدليل على أنها بدعة سيئة .
وهنا لا بد من التذكير بخطأ يقع فيه أولئك الناس ، حينما يقال هذه بدعة يأتيك الجواب أنت كلك بدعة هكذا يبادرونها كلك بدعة ليش ، هذا ليس من السنة وهذا ليس من السنة ؟ ... إلى آخره كل هذا لم يكن في عهد السلف الصالح فهذه غفلة منهم عن الشعور بمنّة الله وفضله على الناس دون الأمم السابقة فقال (( أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) ما قال أتممت عليكم دنياكم فأمور الدنيا ليس لها علاقة بالدين أبداً ، كل إنسان له أن يأكل وأن يشرب وأن يلبس ما يشاء لكن في حدود الشرع فالرسول صلى الله عليه وسلم صرّح من أجل هذا فقال ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) ، فيخلط هؤلاء الناس بين البدعة الدينية وبين البدعة الدنيوية فأول ما تنكر عليه بدعة من بدع الدين رأسا ينقلب يحذر من بدعة من بدع الدنيا ، يا أخي رسول الله ما جاء ليعلمنا المهن و الاختراع والابتكار في أمور الدنيا وإنما قال عليه السلام : ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ) . أما وسائل الدنيا والتوسع بها فهذه ليس لها علاقة بالدين .
إذن من يفسر الحديث بمن ابتدع بدعة حسنة عليه أن يأتي بالدليل من الكتاب والسنة أن هذه بدعة حسنة وحينذاك نحن نسلّم لهم تسليماً إذا جاءوا بالحديث يؤيد أن هذا الذي يسمّونه بأنها بدعة في الدين لكنها بدعة حسنة جاءوا بالدليل على أنها حسنة فيبقى حينذاك الخلاف بيننا وبينهم كما يقول الفقهاء خلافاً لفظياً . نحن لا نوافقهم على تسمية ما قام الدليل الشرعي على حسنه لا نوافقهم على تسميته بدعة وهم يسمّونها بدعة ، لا بأس بس المهم أم يكون هناك دليل يؤيد ما وصفوا به البدعة من أنها حسنة ، وآتيكم بمثال وهذا نستنكره أشد الاستنكار لما يقسمون البدعة إلى خمسة أقسام أول هذه الأقسام بدعة فرض واجبة .
يستدلون بهذا الحديث على أن في الإسلام بدعة حسنة وبدعة سيئة ، وكشف الخطأ في هذا الإستدلال يمكن أن يقوم على أمرين اثنين :
الأمر الأول أن نستحضر سبب ورود الحديث فإن معرفتنا بسبب ورود الحديث سيكشف لنا مباشرة خطأ الاستدلال بالحديث على أن في الإسلام بدعة حسنة لم يأت بها الرسول عليه السلام ولا أمر بها وإنما يستحسنها المسلمون .
سبب هذا الحديث كما هو أيضاً مذكور مع الحديث في صحيح مسلم وغيره ، يقول جرير بن عبد الله البجلي : كنا جلوسا عند مع النبي صلى الله عليه و سلم فجاءه أعراب مجتابي النمار متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فلما رآهم رسول الله تمعر وجه أي ظهرت عليه ملامح الحزن والأسى لما رأى في هؤلاء المضريين من فقر مدقع فخطب عليه الصلاة والسلام في الناس فوعظهم وذكرهم وكان من جملة ذلك أن قال لهم (( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني فأصدق وأكن من الصالحين )) قرأ هذه الآية يحض فيها الصحابة الصدقة على هؤلاء وزاد في ذلك أن قال فيه عليه الصلاةوالسلام مفسرا تصدق بدرهم بديناره بصاع بره بصاع شعيره فكان أن قام رجل منهم لينطلق إلى داره ويعود ومعه ما تيسر له من صدقة وضعها أمام الرسول صلوات الله وسلامه عليه فلما رآه سائر الصحابة قام كل منهم أيضا وجاء بما تيس رمن صدقة فاجتمع أمام الرسول صلوات الله وسلامه عليه كأمثال الجبار من الطعام والدراهم فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صار وجهه كأنه مذهبة تهلل وجهه كأنه مذهبة أي فضة المطلية بالذهب تبرق أسارير وجهه عليه الصلاة والسلام فرحا لاستجابة أصحابه لدعوته عليه الصلاة وقال ( من سن في الإسلام سنة حسنة ... ) إلى آخر الحديث .
الآن هم يفسّرون من سن بمعنى من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة ، وهنا في الشطر الثاني ( ومن سن في الإسلام سنة سيئة ) أي ابتدع في الإسلام بدعة سيئة يفسرون من سن بمعنى بمن ابتدع في كل من الموضعين الآن نعود إلى الشطر الأول من هذا الحديث الذي فيه ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) وهم يفسرونها بالبدعة الحسنة فأين البدعة في هذه القصة حتى يصح تفسير الحديث بما يذهبون إليه ، لا نجد في هذه القصة سوى الصدقة ، والصدقة مشروعة بنص القرآن فقبل هذه الحادثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكّرهم بالآية السابقة (( أنفقوا مما رزقناكم )) فإذن هذه الصدقة ليست بدعة وأكّد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحضّهم أن يتصدّق أحدهم ولو بدرهم . فإذن ليس في هذه الحادثة بدعة حسنة حتى يقال إن الرسول قال بهذه المناسبة من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة . لا يتجاوب أبداً لو حرّفنا لفظ الحديث إلى هذا اللفظ من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة لا يتجاوب هذا اللفظ مع الحادثة مطلقاً لأن الحادثة ليس فيها بدعة مطلقاً ، فهذا يبين خطأ هذا التفسير ، وأنا كما أقول بمثل هذه المناسبة إن تفسير هذا الحديث بهذا التفسير المتأخر من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة لا يفعلها رجل أعجمي ليس عربياً إذا كان عنده شيء من الفقه الإسلامي وشيء من المعرفة باللغة العربية لأنه ليس هناك تطابق ولا أي موافقة بين الواقعة وبين قول من قد يقول من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة في مثل هذه المناسبة فهذا يدل على خطأ هذا التفسير ، والتفسير الصحيح واضح جداً من تأمّلنا تأمّلاً قليلاً في الحادثة ، فإذا عدنا إلى نظم الحديث : ( من سنّ في الإسلام سنّة حسنة ) ، نسأل الآن : الصدقة حسنة أم سيئة ؟ لا شك أنها حسنة . طيب هل كان قد شرعها الله عز وجل بنص الآية السابقة وشرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه أم لا ؟ الجواب نعم.
إذن هذا المتصدق الأول لم يأت ببدعة حسنة لم يأت بشيء جديد لم يكن معروفاً من قبل بل الصدقة من فضائل الأعمال وجاء فيها أحاديث كثيرة.
إذن ما معنى قول الرسول عليه السلام في هذا الحديث بالذات ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) ؟ واضح جداً من الحادثة أن الرجل الأول كان أول من استجاب لموعظة الرسول الله صلى الله عليه وسلم وأول من انطلق إلى داره ليأتي بما تيسر له من الصدقة فاتبعه الصحابة على ذلك فكان هو بانطلاقه أول كل إنسان أنّ لهؤلاء هذه السنة الحسنة . فهو إذن كي لا تكونوا من الغافلين عن مشروع خيري فيلهم الله أحدهم فيقوم بهذا المشروع ، هذا المشروع مذكور الأمر به في الكتاب والسنة ، فلو فرضنا جمع أموال لأيتام لمساكين لبناء مسجد لأي عمل خيري لا يمكن لإنسان عنده ذرة من الفقه أن يقول هذا العمل الخيري بدعة في الدين أبداً ، لكن كان هذا الإنسان أول من تحرك لهذا المشروع الخيري فأعانه الناس على ذلك . فهذا الإنسان الأول يطلق عليه أنه سن في الإسلام سنة حسنة لكن التحكيم ليس من عنده ، التحكيم ممن له التحكيم والتطبيق وهو الله تبارك وتعالى ، لكن هو كان أول من تحرك لفتح باب هذا المشروع الحسن بنص الشرع بنص الكتاب والسنة .
إذن من سن بمعنى من فتح طريقاً إلى سنة حسنة بالنص لا بالعقل والهوى كما يفسره جماهير الناس اليوم كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة .
كذلك تمام الحديث إذا ما قام به الإنسان ينطبق عليه ( من سن في الإسلام سنة سيئة ) ، ما هي السنة السيئة ؟ هي أمر منكر شرعاً معروف نكراته وضلالته بنص الشرع يقوم به إنسان فيفتح باب لهذا الشر فيكون عليه وزره ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، يعني مثلا التبرج ، رفع القبور والتفاخر ببنيانها بناء المساجد على القبور كل هذه محرمات في الإسلام ، فأول واحد فتح هذه السنة المنكرة عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، هو لم يأت بمنكر غير معروف في الشرع بل هو معروف شرعاً لكن الناس كانت في عافية من هذا المنكر فجاء زيد من الناس ففتح الباب لهذا المنكر ، فهو ليس معنى سن سنة سيئة بمعنى ابتدع وأحدث شيئا في الشرع ما نبّه على مكانته ربنا عز وجل وإنما هو فتح طريق المنكر أمام الناس فكان عليه وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة . هذا هو الأمر الأول الذي يمكن أن نفهم الحديث فهماً صحيحاً ونرد به التفسير الخاطئ الذي جاء في الأمر متأخراً لأن معنى الحديث ( من سنّ في الإسلام سنة حسنة ) أي من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة فهذا التفسير خطأ والتفسير الصحيح قد تبين لكم .
الأمر الثاني : أن نقول في هذا الحديث ذكر السنة الحسنة وذكر السنة السيئة ، فما هو المعيار للتمييز بين السنة الحسنة ولنكن معهم الآن مجاراة لهم على ألفاظهم : ما المعيار وما الميزان للتفريق بين البدعة الحسنة والبدعة السيئة ؟ إلا القرآن والسنة ليس عندنا سوى ذلك.
إذن كل من يقول هذه بدعة حسنة أو يقول وبدعة سيئة فلا بد أن يأتي على ما يقول بالدليل الذي يشهد بما يقول من كتاب وسنة ، أما مجرد القول كما نسمع دائماً وأبداً حينما يقول أنصار السنة للناس أن هذه يا أخي بدعة يكون الجواب وماذا بها يا أخي ؟ فلا بد للذي يستحسن هذه البدعة أن يأتي بالدليل المحسّن ، والذي ينكر البدعة ويسمّيها بدعة سيئة فعليه أيضاً أن يأتي بالدليل على أنها بدعة سيئة .
وهنا لا بد من التذكير بخطأ يقع فيه أولئك الناس ، حينما يقال هذه بدعة يأتيك الجواب أنت كلك بدعة هكذا يبادرونها كلك بدعة ليش ، هذا ليس من السنة وهذا ليس من السنة ؟ ... إلى آخره كل هذا لم يكن في عهد السلف الصالح فهذه غفلة منهم عن الشعور بمنّة الله وفضله على الناس دون الأمم السابقة فقال (( أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) ما قال أتممت عليكم دنياكم فأمور الدنيا ليس لها علاقة بالدين أبداً ، كل إنسان له أن يأكل وأن يشرب وأن يلبس ما يشاء لكن في حدود الشرع فالرسول صلى الله عليه وسلم صرّح من أجل هذا فقال ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ) ، فيخلط هؤلاء الناس بين البدعة الدينية وبين البدعة الدنيوية فأول ما تنكر عليه بدعة من بدع الدين رأسا ينقلب يحذر من بدعة من بدع الدنيا ، يا أخي رسول الله ما جاء ليعلمنا المهن و الاختراع والابتكار في أمور الدنيا وإنما قال عليه السلام : ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ) . أما وسائل الدنيا والتوسع بها فهذه ليس لها علاقة بالدين .
إذن من يفسر الحديث بمن ابتدع بدعة حسنة عليه أن يأتي بالدليل من الكتاب والسنة أن هذه بدعة حسنة وحينذاك نحن نسلّم لهم تسليماً إذا جاءوا بالحديث يؤيد أن هذا الذي يسمّونه بأنها بدعة في الدين لكنها بدعة حسنة جاءوا بالدليل على أنها حسنة فيبقى حينذاك الخلاف بيننا وبينهم كما يقول الفقهاء خلافاً لفظياً . نحن لا نوافقهم على تسمية ما قام الدليل الشرعي على حسنه لا نوافقهم على تسميته بدعة وهم يسمّونها بدعة ، لا بأس بس المهم أم يكون هناك دليل يؤيد ما وصفوا به البدعة من أنها حسنة ، وآتيكم بمثال وهذا نستنكره أشد الاستنكار لما يقسمون البدعة إلى خمسة أقسام أول هذه الأقسام بدعة فرض واجبة .
استدلالهم بجمع القرآن على أنه بدعة حسنة والرد عليهم .
الشيخ : وأول مثال جمع القرآن الكريم ، جمع القرآن الكريم بدعة في الدين ؟؟ الله أكبر ، إذا كان الرسول عليه السلام هذف ألفاظنا إلى درجة قال ( لا يقولن أحدكم ما شاء الله وشاء محمد وإنما ليقل ما شاء الله وحده ) ( ولا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن لقست ) إلى آخر ذلك من الآداب اللفظية التي علمناها إيّاها الرسول عليه الصلاة والسلام ، فكيف نقول أن أُسّ الإسلام وهو القرآن جمعه بدعة في الدين ولو وصفناها بأنها بدعة حسنة لكن كيف نصفها بأنها بدعة يعني أمر حادث مع أن القرآن جُمع في عهد الرسول عليه السلام لكن كان جمعاً بدائياً على حسب الوسائل المتوفرة في ذلك العصر من جهة ولأن القرآن كان ينزل حسب الظروف والمناسبات ، فجمع أبو بكر وعمر بن الخطاب الجمع الأول القرآن الكريم بين دفتين، يسمّونه هذا بأنه بدعة واجبة ؟ نحن نقول هذا ليس ببدعة هذا أمر من أمور الدين ، ولكن هنا عبرة لا يحسن بنا أن نعبر عنها وألا نذكّر بها . هذا الأمر الواجب الذي هو المحافظة على القرآن الكريم أن يضيع بين الناس . تدرون ماذا كان موقف الخليفة الأول تجاه الاقتراح الذي قُدّم إليه بجمع القرآن ، ليس موقف هؤلاء الناس يكون مثل موقف أبي بكر بالنسبة لجمع القرآن .
أقول هذا المثال في الواقع أيضاً من جملة المنبّهات لخطر البدعة في مفهوم السلف الصالح .
لمّا قُدّم الاقتراح إلى أبي بكر لجمع القرآن جمعاً على صورة لم يكن قطعاً كعهد الرسول عليه السلام أي بين دفتين .
ماذا كان موقف أبي بكر وكذلك زيد بن ثابت لمّا طُلب منه القيام بهذا الواجب ؟ كيف تصنعون شيئاً لم يصنعه رسول الله عليه السلام ، جمع القرآن يقول فيه الخليفة الأول خشية أن يقع في إحداث الدين كيف تصنعون شيئاً لم يصنعه رسول الله عليه السلام ، فلم يزل أحدهما يراجع الآخر يقنعه ويبين أن هذا أمر ضروي ... وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، قال عمر حتى شرح الله صدري لما شرح الله له صدر أبي بكر ، وكذلك زيد بن ثابت ، فجُمعوا القرآن .
هذا الجمع قام الدليل القاطع على وجوبه فليس هذا من باب الاستحسان في الدين كما هو شأن بدع كثيرة .
كذلك مثلا إخراج عمر بن الخطاب لليهود من خيبر فهذا أمر حدث بعد الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه ليس بدعة في الدين لأن البدعة في الدين هي إحداث عبادة لم يشرعها الرسول صلى الله عليه وسلم لا بقوله ولا بفعله ولا بتقريره، أما إخراج اليهود فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك فقال ( أخرجوا اليهود من جزيرة العرب ) بل وفي العهد الذي تعاهد الرسول صلى الله عليه وسلم عليه مع اليهود قال لهم ( نُقرّكم فيها ما نشاء ) ، يعني الرسول صلى الله عليه وسلم اتفق مع اليهود أن يبقوا في خيبر وقد فتحها بالسيف عنوة ورغماً عن اليهود ولكن كانوا أهل زراعة فأبقاهم يستغلون هذه الأرض على مناصفة نصف الغلّة للرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين والنصف الآخر لليهود لكن ليس هذا للأبد قال عليه السلام في العقد ( نقرّكم فيها ما نشاء ) فوافق اليهود على ذلك ثم بدا لعمر بن الخطاب أن الأوان قد آن لذلك الآن لإخراج اليهود من خيبر لأن الأنصار أنفسهم صاروا متمكنين من استثمار الأرض ... فأخرجهم ، هذا الإخراج بلا شك بعد الرسول صلى الله عليه وسلم لكن لا يسمى بدعة في الدين لأنه لم يفعل عمر شيئاً لم يأمر به الرسول صلى الله عليه وسلم بل هو نفّذ أمر الرسول صلى الله عليه وسلم .
فهذا تسميته بدعة في الدين نحن لا نوافق عليه لكن كما قلنا آنفاً إذا هم أصرّوا على تسمية هذا النوع مما حدث بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه بدعة في الدين نقول هذا اصطلاحكم أنتم تسمّون هذا الشيء بأنه بدعة في الدين ، نحن لا نسمّيها بدعة في الدين وإنما هي بدعة لغة يعني حدث بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا أمر حادث بلا شك ، لكن هذا الأمر الحادث تارة يكون شرعاً وتارة يكون بدعة .
متى نميّز بين منا يكون شرعاً وبين ما يكون بدعة على اعتبار كل بدعة ضلالة ؟ إذا قام الدليل الشرعي على أن هذا الأمر الحادث أمر جائز شرعاً كفعل عمر وجمع القرآن فذلك لا نسمّيه بدعة وإنما هو أمر مشروع ، إن سمّيتموه بدعة حسنة فحينئذٍ نقول لا مشاحاة في الاصطلاح مع رفضنا لهذه التسمية لكن جئتم بالدليل على أن الذي فعله عمر هو بإذن من الرسول صلى الله عليه وسلم فيبقى الخلاف لفظي وفي الدرس الآتي إن شاء الله سنعالج بعض الأمثلة الأخرى مما يستدلون بها على الاستحسان في الدين وهي ليست من ذلك بسبيل وأبتدئ إن شاء الله بقول عمر هذا بالنسبة لصلاة التراويح نعمة البدعة ذه ونبين لكم أن فعل عمر في صلاة التراويح هو تماما كفعله حيث أخرج اليهود من خيبر وأنه ليس من الابتداع في الدين شيء وبهذا القدر كفاية ... .
أقول هذا المثال في الواقع أيضاً من جملة المنبّهات لخطر البدعة في مفهوم السلف الصالح .
لمّا قُدّم الاقتراح إلى أبي بكر لجمع القرآن جمعاً على صورة لم يكن قطعاً كعهد الرسول عليه السلام أي بين دفتين .
ماذا كان موقف أبي بكر وكذلك زيد بن ثابت لمّا طُلب منه القيام بهذا الواجب ؟ كيف تصنعون شيئاً لم يصنعه رسول الله عليه السلام ، جمع القرآن يقول فيه الخليفة الأول خشية أن يقع في إحداث الدين كيف تصنعون شيئاً لم يصنعه رسول الله عليه السلام ، فلم يزل أحدهما يراجع الآخر يقنعه ويبين أن هذا أمر ضروي ... وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، قال عمر حتى شرح الله صدري لما شرح الله له صدر أبي بكر ، وكذلك زيد بن ثابت ، فجُمعوا القرآن .
هذا الجمع قام الدليل القاطع على وجوبه فليس هذا من باب الاستحسان في الدين كما هو شأن بدع كثيرة .
كذلك مثلا إخراج عمر بن الخطاب لليهود من خيبر فهذا أمر حدث بعد الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه ليس بدعة في الدين لأن البدعة في الدين هي إحداث عبادة لم يشرعها الرسول صلى الله عليه وسلم لا بقوله ولا بفعله ولا بتقريره، أما إخراج اليهود فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك فقال ( أخرجوا اليهود من جزيرة العرب ) بل وفي العهد الذي تعاهد الرسول صلى الله عليه وسلم عليه مع اليهود قال لهم ( نُقرّكم فيها ما نشاء ) ، يعني الرسول صلى الله عليه وسلم اتفق مع اليهود أن يبقوا في خيبر وقد فتحها بالسيف عنوة ورغماً عن اليهود ولكن كانوا أهل زراعة فأبقاهم يستغلون هذه الأرض على مناصفة نصف الغلّة للرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين والنصف الآخر لليهود لكن ليس هذا للأبد قال عليه السلام في العقد ( نقرّكم فيها ما نشاء ) فوافق اليهود على ذلك ثم بدا لعمر بن الخطاب أن الأوان قد آن لذلك الآن لإخراج اليهود من خيبر لأن الأنصار أنفسهم صاروا متمكنين من استثمار الأرض ... فأخرجهم ، هذا الإخراج بلا شك بعد الرسول صلى الله عليه وسلم لكن لا يسمى بدعة في الدين لأنه لم يفعل عمر شيئاً لم يأمر به الرسول صلى الله عليه وسلم بل هو نفّذ أمر الرسول صلى الله عليه وسلم .
فهذا تسميته بدعة في الدين نحن لا نوافق عليه لكن كما قلنا آنفاً إذا هم أصرّوا على تسمية هذا النوع مما حدث بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه بدعة في الدين نقول هذا اصطلاحكم أنتم تسمّون هذا الشيء بأنه بدعة في الدين ، نحن لا نسمّيها بدعة في الدين وإنما هي بدعة لغة يعني حدث بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا أمر حادث بلا شك ، لكن هذا الأمر الحادث تارة يكون شرعاً وتارة يكون بدعة .
متى نميّز بين منا يكون شرعاً وبين ما يكون بدعة على اعتبار كل بدعة ضلالة ؟ إذا قام الدليل الشرعي على أن هذا الأمر الحادث أمر جائز شرعاً كفعل عمر وجمع القرآن فذلك لا نسمّيه بدعة وإنما هو أمر مشروع ، إن سمّيتموه بدعة حسنة فحينئذٍ نقول لا مشاحاة في الاصطلاح مع رفضنا لهذه التسمية لكن جئتم بالدليل على أن الذي فعله عمر هو بإذن من الرسول صلى الله عليه وسلم فيبقى الخلاف لفظي وفي الدرس الآتي إن شاء الله سنعالج بعض الأمثلة الأخرى مما يستدلون بها على الاستحسان في الدين وهي ليست من ذلك بسبيل وأبتدئ إن شاء الله بقول عمر هذا بالنسبة لصلاة التراويح نعمة البدعة ذه ونبين لكم أن فعل عمر في صلاة التراويح هو تماما كفعله حيث أخرج اليهود من خيبر وأنه ليس من الابتداع في الدين شيء وبهذا القدر كفاية ... .
هل يجوز التشهير بصاحب البدعة والتحذير منه ؟
السائل : هل يجوز التشهير بصاحب البدعة أو الكلام عليه وذمّه ؟
الشيخ : صاحب البدعة له حالتان : إما أن يكون منطوياً على نفسه أو أن يكون مشهوراً بين الناس ، ففي الحالة الأولى لا داعي للتشهير به لأن ضرره محصور في ذاته ، أمّا في الحالة الأخرى فلا بد من تشهيره والتحذير منه حتى لا يغتر الناس الذين يعيش بينهم به ، وليس ذلك من الغيبة في شيء كما قد يتوهم بعض المتنطعين ، وحديث ( الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ) هو من العام المخصوص وقد ذكرت لكم قول بعض الفقهاء في بيتين من الشعر جمعوا فيهما الغيبة المستثناة من الحرمة فقال قائلهم :
" القدح ليس بغيبة في ستة *** متظلم ومعرّف ومحذّر "
" ومجاهر فسقاً ومستفتٍ *** ومن طلب الإعانة في إزالة منكر " .
فهنا المبتدع والتشهير به يدخل في التعريف به ويدخل في التحذير ولذلك اتفق علماء الحديث على وصف كثير من رواة الحديث بما كانوا عليه من الابتداع في الدين ، وهذا كله من قيامهم بواجب البيان للناس حتى يعرفوا الراوي الصالح ويؤخذ بعقيدته والراوي المبتدع فيترك هو وعقيدته المنحرفة ... .
الشيخ : صاحب البدعة له حالتان : إما أن يكون منطوياً على نفسه أو أن يكون مشهوراً بين الناس ، ففي الحالة الأولى لا داعي للتشهير به لأن ضرره محصور في ذاته ، أمّا في الحالة الأخرى فلا بد من تشهيره والتحذير منه حتى لا يغتر الناس الذين يعيش بينهم به ، وليس ذلك من الغيبة في شيء كما قد يتوهم بعض المتنطعين ، وحديث ( الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ) هو من العام المخصوص وقد ذكرت لكم قول بعض الفقهاء في بيتين من الشعر جمعوا فيهما الغيبة المستثناة من الحرمة فقال قائلهم :
" القدح ليس بغيبة في ستة *** متظلم ومعرّف ومحذّر "
" ومجاهر فسقاً ومستفتٍ *** ومن طلب الإعانة في إزالة منكر " .
فهنا المبتدع والتشهير به يدخل في التعريف به ويدخل في التحذير ولذلك اتفق علماء الحديث على وصف كثير من رواة الحديث بما كانوا عليه من الابتداع في الدين ، وهذا كله من قيامهم بواجب البيان للناس حتى يعرفوا الراوي الصالح ويؤخذ بعقيدته والراوي المبتدع فيترك هو وعقيدته المنحرفة ... .
اضيفت في - 2008-06-18