وقد ذكر عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم مع ما نطق به القرآن من قول الله تعالى وفوق كل ذي علم عليم فعلى نحو ما ذكرنا من الوجوه نؤلف ما سألت من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما ما كان منها عن قوم هم عند أهل الحديث متهمون أو عند الأكثر منهم فلسنا نتشاغل بتخريج حديثهم كعبد الله بن مسور أبي جعفر المدائني وعمرو بن خالد وعبد القدوس الشامي ومحمد بن سعيد المصلوب وغياث بن إبراهيم وسليمان بن عمر وأبي داود النخعي وأشباهم ممن اتهم بوضع الأحاديث وتوليد الأخبار وكذلك من الغالب على حديثه المنكر أو الغلط أمسكنا أيضا عن حديثهم وعلامة المنكر في حديث المحدث إذا ما عرضت روايته للحديث على رواية غيره من أهل الحفظ والرضا خالفت روايته روايتهم أو لم تكد توافقها فإذا كان الأغلب من حديثه كذلك كان مهجور مقبولة ولا مستعملة حفظ
القارئ : " وقد ذكر عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنّها قالت : ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزّل النّاس منازلهم ) مع ما نطق به القرآن من قول الله تعالى (( وفوق كلّ ذي علمٍ عليمٌ )) ، فعلى نحو ما ذكرنا من الوجوه ، نؤلّف ما سألت من الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمّا ما كان منها عن قومٍ هم عند أهل الحديث متّهمون ، أو عند الأكثر منهم ، فلسنا نتشاغل بتخريج حديثهم ، كعبد الله بن مسورٍ أبي جعفرٍ المدائنيّ ، وعمرو بن خالدٍ ، وعبد القدّوس الشّاميّ ، ومحمّد بن سعيدٍ المصلوب ، وغياث بن إبراهيم ، وسليمان بن عمرٍو أبي داود النّخعيّ ، وأشباههم ممّن اتّهم بوضع الأحاديث ، وتوليد الأخبار ، وكذلك من الغالب على حديثه المنكر ، أو الغلط أمسكنا أيضًا عن حديثهم ، وعلامة المنكر في حديث المحدّث ، إذا ما عرضت روايته للحديث على رواية غيره من أهل الحفظ والرّضا خالفت روايته روايتهم ، أو لم تكد توافقها ، فإذا كان الأغلب من حديثه كذلك كان مهجور الحديث ، غير مقبوله ، ولا مستعمله .. "
الشيخ : هذه علامة جيدة ، إذا أردت أن تعرف أن الرجل غير متقن في الحديث فاعرض ما يحدث به على أحاديث الثقات ، إذا كان يوافقها فهو ثقة ، وإذا كان يخالفها فإنه ليس بثقة ، وهذا هو معنى قول أهل الاصطلاح : " الشاذ ما خالف فيه من هو أرجح منه " نعم