وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني ح وحدثني علي بن حجر السعدي واللفظ له أخبرنا علي بن مسهر أخبرنا أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت كان إحدانا إذا كانت حائضا أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تأتزر في فور حيضتها ثم يباشرها قالت وأيكم يملك أربه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يملك أربه. حفظ
القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني ح وحدثني علي بن حجر السعدي واللفظ له أخبرنا علي بن مسهر أخبرنا أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت : ( كان إحدانا إذا كانت حائضا أمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تأتزر في فور حيضتها ثم يباشرها قالت وأيكم يملك إربه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يملك إربه )
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف رحمه الله المترجم لأحاديث مسلم كتاب الحيض
الحيض هو دم طبيعة وجبلة يعتاد الأنثى عند البلوغ ، خلقه الله عز وجل لحكمة غذاء الجنين في البطن ويعتاد الأنثى في أيام معلومة والغالب أنه يعتادها كل شهر خمسة أيام أو سبعة هذا هو الغالب في النساء ، لكن منهن من تزيد على ذلك ومنهن من تنقص لأن هذا طبيعة ووراثة ، وله أحكام كثيرة تتعلق بالصلاة والصيام والعدد وغير ذلك ، ولهذا يحسن بالإنسان أن يفهم أحكام الحيض ويتقنها بقدر المستطاع ، ويذكر أن بعض طلبة العلم لما قرأ ما كتبه الفقهاء في الحيض والمتحيرة والشاكة وما أشبه ذلك كأنه عجز عن فهم الموضوع فقال لشيخه يا شيخ نحن لا نحيض فقد أراحنا الله منه قدرا فأرحنا منه شرعا ، ولكن هذا غير صحيح لأنه وإن كان الرجل لا يحيض فإن زوجه يحيض أمه بنته أخته لا بد أن نفهم هذا ، إلا أن الغالب أن النساء أعلم بالحيض من الرجال كما مر علينا في البخاري عن بعض السلف أنه يُسأل عن مسائل الحيض فيقول النساء أعلم منا بذلك ، ثم إن المرأة الأصل أن ما يصيبها من الدم في وقت الحيض الأصل أنه حيض ما لم يتبين أنه ليس بحيض بحسب الأوصاف التي ذكرها أهل العلم ، فمما يترتب على الحيض هل يجوز للإنسان أن يباشر زوجته وهي حائض ؟ والجواب نعم لأن الله تعالى قال : (( فاعتزلوا النساء في المحيض )) أي في مكان الحيض ومكان الحيض هو الفرج وعلى هذا فيجوز للإنسان أن يباشر من زوجته ما سوا الجماع وقد أيدت السنة ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اصنعوا كل شيء إلا النكاح ) وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يأمر زوجاته أن يتزرن ثم يباشرهن وإنما أمرهن بذلك لئلا يرى من زوجته ما تتكرهه النفس من الدم فيحصل بذلك وحشة ويحصل بذلك اشمئزاز ، والمطلوب من الرجل مع زوجته أن يتجنب كل شيء يحصل به مثل ذلك ، فلهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر نساءه أن يتزرن فيباشرهن وهن حيض ، وقد نبهت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في آخر الحديث على أن الإنسان يجب أن يحتاط لنفسه فإذا كان امرءا لا يملك نفسه فليتجنب المباشرة فيما حول الفرج ، لأنها قالت رضي الله عنها : ( وأيكم يملك إربه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يملك إربه ) وأما الإنسان الذي يملك نفسه ولا يخشى على نفسه فلا بأس أن يباشر حتى بين الفخذين لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اصنعوا كل شيء إلا النكاح )