باب تحريم النظر إلى العورات. حفظ
القارئ : باب تحريم النظر إلى العورات.
الشيخ : مشددة الياء ؟
القارئ : بالضم والكسر العين عندي.
الشيخ : إي ما يخالف عِرية وعُرية لكن الياء مشددة ؟
القارئ : لا ليست مشددة.
الشيخ : نحن نتكلم عن الياء العين فيها وجهان نعم.
القارئ : وقال مكان عورة عرية الرجل وعرية المرأة.
الشيخ : وهذه لغتنا ، لغتنا العامية عِرية والحمد لله أنها كانت لغة عربية ، طيب قوله : ( لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة ) ما هي عروة الرجل وما هي عورة المرأة ؟ أكثر العلماء أو كثير منهم يرون أن العورة ما بين السرة والركبة ، ومنهم من يرى أنها الفرجان وأن الفخذ ليس بعورة ، وهذا في النظر أما في الصلاة فلا بد من أخذ الزينة كما قال الله تعالى ، وقد ظن بعض النساء أن هذا الحديث يدل على جواز لبس المرأة الثياب القصيرة وهذا خطأ في الفهم ، لأن النهي هنا لم يوجه إلى اللابسة وإنما وجه إلى من ؟ إلى الناظرة ، اللابسة لها أحكام أخذت من أحاديث أخرى ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من اللباس القصير ولا الخفيف والضيق ضيقا تاما لقوله : ( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد ، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسرة كذا وكذا ) ومعنى ذلك لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة أنه لو فرض أن المرأة كشفت شيئا من بدنها لحاجة فإن المرأة لا يجوز أن تنظر إلى عورتها ، فلو كشفت المرأة ثوبها لإرضاع ولدها وبان الثدي وأعلى الصدر وعندها امرأة فإن ذلك لا بأس به لكن أن تتخذ ثوبا لا يستر إلا ما بين السرة والركبة حتى تطلع المرأة عارية إلا من هذا المحل فهذا لا يقول به أحد ولا أحد يفهم الحديث على هذا ، ووجهه ظاهر ، ومحاولة بعض النساء أن تقول لا عورة إلا ما بين السرة والركبة نقول طيب هل يمكن لأحد أن يفهم من هذه الشريعة أن المرأة تخرج للنساء ليس عليها لباس إلا ما بين السرة والركبة لا أحد يفهم هذا حتى نساء الكفار الآن ما يلبسن هذا اللباس لا بد أن تضع على ثدييها شيئا يسترهما ، فيجب أن يفهم كلام الله ورسوله على ما أراد الله ورسوله لا على ما يهواه الإنسان لأن من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ، وكذلك من فسر حديث النبي صلى الله عليه وسلم فإنه قد قال على رسول الله ما لم يقله ، لأن تفسير اللفظ معناه أن هذا هو الذي قاله الرسول أو أن هذا هو معنى ما قاله الرسول ، وأما قوله : ( ولا يفضي الرجل ولا المرأة ) فالإفضاء بمعنى الإنهاء ومنه قوله تعالى : (( كيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض )) يعني انهى إليه أو انتهى إليه فما معنى هذا الإفضاء هل معناه أن الرجل يمكن أن يأتي إلى الرجل ويلتحفا في لحاف واحد بدون ثوب أما ماذا ؟ أم أن المراد أنه لا يقابل الرجل الآخر بثوب واحد خوفا من ألا يكون هذا الثوب ساترا لما يجب ستره ؟ هذا إن نظرنا لظاهر اللفظ فهو المعنى الأول وإن نظرنا إلى أن المعنى الأول فيه شيء من البعد لأنه لم تجر العادة أن الرجل يأتي إلى الرجل مباشرة حتى ينهى عنه ولعل الشارح يبينه.