ورد حديث صححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر وهو جالس و يرفع يديه أحيانا فهل هذا صحيح ؟ حفظ
السائل : جاء حديث رواه أبو يعلى صححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر وهو جالس ويرفع يديه أحيانا .
الشيخ : هذا غلط هذا شاذ ، ونحن ندرس في علم المصطلح أن ما خالف الثقات فهو شاذ ولا عبرة به ، وأنا أقول لكم من هذا المكان إن بعض علمائنا الذين لهم قدم راسخ في علم الحديث يعتمدون أحيانا على ظاهر السند ، وهذا قصور لأن العلماء قالوا في اشتراط الصحيح أن لا يكون معللا ولا شاذا ، فلا بد من النظر إلى المتن ، ولهذا أعجب عجبا كثيرا أن بعضهم صحح هذا الحديث المكذوب وهو أن ( لحم البقر داء ولبنها شفاء ، أو دواء ) ، سبحان الله لحم البقر داء والله أحله للعباد ، هل يحل الله لعباده المرض ؟! بالعكس الذي فيه المرض يحرمه الله على العباد فيأتي إنسان ويصحح هذا الحديث وهو يخالف القرآن صراحة ، أقول إن بعض الناس عنده قصور جدا في هذا الأمر ، ينظر إلى ظاهر السند ثم يصحح ، بدون أن ينظر إلى المتن ونكارته أو غرابته أو ما أشبه ذلك ، وهذا قصور وأحثكم على أن لا تسلكوا هذا المسلك ، انظروا أولا إلى السند ثم انظروا إلى المتن ، وإن شئتم قدموا الثاني انظروا إلى المتن إن كان مخالفا للمعلوم من الضرورة بالدين من الأصل لا تبحثوا عن سنده ولو جاء بأعلى الأسانيد اشطبوا عليه ، أما أن ننظر إلى ظاهر السند فهذا ليس بصحيح ، فالمهم أن رواية أنه يرفع يديه وهو جالس هذه مخالفة لرواية الثقات فتكون شاذة ولا يصح أن نقول إن هذا صفة أخرى فإذا كان هؤلاء الذين لازموا الرسول عليه الصلاة والسلام وحكوا عنه هذه الحكاية لا يحكون إلا هذا فما سواه فإنه شاذ ، نعم.