فوائد حفظ
الشيخ : نبدأ بالحديث الأول ، وفيه فوائد :
منها جواز الإرداف على الدابة ولكنه بشرط ألا يلحقها مشقة، بأن تقوى على الرجل ورديفه، فإن لم تقوى فإنه لا يجوز.
ومنها أن الفخذ ليس بعورة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كشفه وهو أشد الناس حياءً، ولو كان عورة لم يكشفه .
وهذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم : فمنهم من قال إنها ليست بعورة مطلقاً، ومنهم من قال إنها عورة مطلقاً، ومعنى مطلقاً في الصلاة وغيرها.
والصحيح أنها عورة في الصلاة وليس بعورة في خارج الصلاة، وذلك لأن الصلاة أدنى ما يتخذه الإنسان من اللباس أن يستر ما بين السرة والركبة، وقد قال الله تعالى : (( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد )) .
أما خارج الصلاة فلا بأس فليس بعورة، ولكن يختلف الحكم باختلاف الحال، فالرجل الشاب الوسيم لا شك أنه لا يجوز له أن يكشف فخذه، ولا يجوز لأحد أن ينظر إليه، لأن في ذلك فتنة، والعامل الكادح الذي رفع ثوبه من أجل العمل ليأخذ الطين وما أشبه ذلك فهذا فخذه ليس بعورة، ويجوز النظر إليه لا سيّما فيما دنا من الركبة، هذا هو الراجح في هذه المسألة.
ومن فوائد هذا الحديث أيضاً إطلاق الخراب النسبي حين قال : ( خربت خيبر )، ومن المعلوم أن الفتح الإسلامي لا يخرّب البلاد، لكن خربت باعتبار أهلها، يعني خربت عليهم ، لأنهم الآن سوف يخرجون منها أو يُصالحون عليها، وإلا فمن المعلوم أن الدين الإسلامي ليس دين خراب، بل هو دين بناء وعمارة، كما هو معروف مما جرى به التاريخ.
ومنها جواز افتخار الإنسان بنفسه لقوله : ( إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذَرين ) يعني أنا سنهزمهم ويكون السوء عليهم.
وفيها أيضاً التكبير عند حصول المقصود، لأن الإنسان إذا حصل له المقصود فإنه يتعالى في نفسه ويستكبر فيقول : الله أكبر ، من أجل أن يردّ هذا الكبرياء، ويُعلم نفسه أن الله تعالى أكبر .