إن كثيرا من الناس يأتون إلى مكة لإغتنام فرص الخير وخاصة في شهر رمضان ويسكنون حول الحرم وبعضهم يسكن في أماكن توجد بها مساجد تقام فيها الجمع والجماعات هل الأفضل لهؤلاء الإتيان إلى المسجد الحرام لأداء الصلوات الخمس وصلاة التراويح والقيام أم البقاء في أماكنهم ؟ حفظ
السائل : أثابكم الله وهذا سائل يقول مختصرا لسؤاله أن كثيرا من الناس يأتون إلى مكة لاغتنام فرص الخير وخاصة في شهر رمضان ويسكنون حول الحرم وبعضهم يسكن في أماكن توجد به مساجد تقام فيها الجمع والجماعات هل الأفضل لهؤلاء الذين يسكنون أماكن توجد فيها مساجد الإتيان للمسجد الحرام لأداء الصلاة الخمس وصلاة التراويح والقيام أم البقاء في أماكنهم وأداء الصلوات المفروضة إلى غير ذلك في المسجد القريب منهم ؟
الشيخ : الأفضل أن يفعل الإنسان ما يرى أنه أطيب لقلبه وأقوى لإيمانه قد يكون صلاته في المسجد البعيد عن المسجد الحرام أشد خشية لله وأكثر استحضارا فيرجح هذا المكان وأما عند التساوي في المصالح هل يكون في المسجد الحرام أو في المساجد الأخرى فإنه لا شك أن المسجد الحرام أفضل من غيره .
والخلاصة أنه إذا كانت صلاته في المساجد الأخرى أكثر خشوعا وطمأنينة فإنه يصلي فيها وإذا تساوى الأمران فإنه يصلي في المسجد الحرام .
ولدينا قاعدة ذكرها أهل العلم وهي : أن الفضل المتعلق بذات العبادة أولى من الفضل المتعلق بزمانها أو مكانها وبنوا على ذلك :
أولا : الصلاة في أول الوقت أفضل فإذا كان حاقنا أي محصورا بالبول فإنه يؤخر حتى يقضي حاجته ثم يتوضأ لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان ) مع أن تأخيره يقتضي أن تؤخر عن أول الوقت الذي هو أفضل بناء على أن ما يتعلق بذات العبادة أولى بالمراعاة مما يتعلق بزمانها .
وأما المكان فقال الفقهاء رحمهم الله : إن الرمل في طواف القدوم أولى بالمراعاة من القرب من الكعبة، القرب من الكعبة أفضل في المكان والرمل أفضل من حيث ذات العبادة فيقدم ما يتعلق بذات العبادة على ما يتعلق بصفة العبادة بمكان العبادة نعم .