شرح قول المصنف: " 3- فعل الطاعة، فإن الإيمان يزداد به بحسب حسن العمل وجنسه وكثرته، فكلما كان العمل أحسن كانت زيادة الإيمان به أعظم وحسن العمل يكون بحسب الإخلاص والمتابعة. وأما جنس العمل فإن الواجب أفضل من المسنون، وبعض الطاعات أوكد وأفضل من البعض الآخر، وكلما كانت الطاعة أفضل كانت زيادة الإيمان بها أعظم، وأما كثرة العمل فإن الإيمان يزداد بها لأن العمل من الإيمان فلا جرم أن يزيد بزيادته " حفظ
الشيخ : قال : " ثالثا : فعل الطاعة، فإن الإيمان يزداد به - أي بفعل الطاعة - بحسب حسن العمل وجنسه وكثرته. فكلما كان العمل أحسن كانت زيادة الإيمان به أعظم، وحسن العمل يكون بحسب الإخلاص والمتابعة ".
نعم، فعل الطاعة لا شك أنه يزيد في الإيمان لأن الإنسان عندما يعبد الله ويطيعه فإنما يفعل ذلك امتثالا لأمره، وهذا يؤدي إلى أن يكون متيقنا بوجوده وبفضله وسعة كرمه.
طيب، يتفاوت الإيمان بحسب حسن العمل. ومتى يكون العمل حسنا؟ بالإخلاص والمتابعة.
باعتبار جنسه، مثل : الصلاة أفضل الأعمال البدنية، ثم الصدقة، ثم الصيام، ثم الحج، ولهذا سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال : ( الصلاة على وقتها، ثم قلت أي؟ - يقول ابن مسعود وهو السائل - قال : بر الوالدين قلت : ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قال : ولو استزدته لزادني ).
فكلما كان العمل من حيث الجنس أفضل كان زيادة الإيمان به أكمل.
من حيث الكثرة أيضا، كثرة الأعمال الصالحة سبب لزيادة الإيمان، لأنك كلما أكثرت العمل الصالح ازددت صلة بالله سبحانه وتعالى فازداد بذلك إيمانك. وأما نعم.
" وأما جنس العمل فإن الواجب أفضل من المسنون، وبعض الطاعات أوكد وأفضل من البعض الآخر. وكلما كانت الطاعة أفضل كانت زيادة الإيمان بها أعظم ".
الواجب أفضل من المسنون ما الدليل؟ قوله صلى الله عليه وسلم عن الله : ( ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ) وهذا نص صريح وصحيح بأن العمل الواجب أحب إلى الله من العمل المستحب.
طيب، هل العمل الواجب أوكد من العمل المستحب؟ طبعا نعم، لأن الله ما أوجبه إلا لمحبته له وتأكده.
" وأما كثرة العمل فإن الإيمان يزداد بها لأن العمل من الإيمان فلا جرم أن يزيد بزيادته ".