قال المؤلف "فإن قيل : إذا كان هذا اللازم لازماً من قوله، لزم أن يكون قولاً له، لأن ذلك هو الأصل لا سيما مع قرب التلازم. قلنا: هذا مدفوع بأن الإنسان بشر، وله حالات نفسية وخارجية توجب الذهول عن اللازم، فقد يغفل، أو يسهو، أو ينغلق فكره، أو يقول القول في مضايق المناظرات من غير تفكير في لوازمه، ونحو ذلك." حفظ
الشيخ : " فإذا قيل : إذا كان هذا اللازم لازماً من قوله، لزم أن يكون قولاً له، لأن ذلك هو الأصل لا سيما مع قرب التلازم، قلنا هذا مدفوع بأن الإنسان بشر، وله حالات نفسية وخارجية توجب الذهول عن اللازم، فقد يغفل، أو يسهو، أو ينغلق فكره، أو يقول القول في مضائق المناظرات من غير تفكير في لوازمه، ونحو ذلك " هذا إيراد حقيقي إذا قيل إذا كان هذا اللازم لازما من قوله لزم أن يكون قولا له فالجواب أنه لا يلزم لكنه فصل قال : " لأن ذلك هو الأصل لا سيما مع قرب التلازم " يعني معناه أن اللازم قريب لأنه إذا كان اللازم قريبا لم يكن غائبا عن القائل بخلاف اللوازم البعيدة فقد يغفل عنها الإنسان .
الخلاصة : أن هذا الإيراد المراد بهذا الإيراد أن لازم القول لازم على كل حال ولكن يجب أن نقول العدل فنقول : لا لأن الإنسان بشر الإنسان بشر ؟ كيف بشر ؟ نعم الإنسان بشر لماذا سمي بشر ؟ قيل لأنه عالي البشرة الحيوان الآخر له صوف أو ريش أو وبر يستره لكن الإنسان إيش ؟ عار وهذا من حكمة الله عز وجل حتى يعرف الإنسان أنه مفتقر إلى اللباس الحسي وإلى اللباس المعنوي فيتذكر أنه عار في اللباس المعنوي حتى يستره بالتقوى كما قال عز وجل : (( ولباس التقوى ذلك خير )) المهم أن الإنسان بشر له حالات نفسية وخارجية توجب الذهول عن اللازم وهذا يا إخواني واقع الإنسان له حالات نفسية أحيانا يضيق صدره ولا يتصور العلم جيدا ولا يغوص على جواهره ودرره وهذا لا شك أنه ينقص فهمه وعلمه بل أحيانا يأتي الإنسان من المضايقات النفسية ما لا يحب أن يكلمه أحد وتجده إذا تكلم أحد ينتهره أو يشدد عليه في القول وهذا لا يمكن أن نجعله سليقة للإنسان لأن بعض الناس لو يصادف أنه كلمك وأنت ضيق الصدر وعندك نفسية وهشت مثلا هشت فجرت يظن أن هذا هو الخلق نعم فيذهب يتكلم والله هذا الرجل فظ غليظ أنا أكلمه بغى يضربني ما هو هذا صحيح الإنسان له حالات ما دمت تعرف صاحبك حسن الخلق فاحمل هذه الحال على إيش ؟ على أن لها سببا توجب أنه فعل ولهذا لما جاء الذين الأشعريون إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلبون منه أن يحملهم في الجهاد أقسم قال : ( والله لا أحملهم ) الرسول يقسم ألا يحملهم هذه صدمة قوية أنه حلف ألا يحملهم لكن كأنهم والله أعلم ألحوا عليه فغضب وقال والله لا أحملكم مثل لو يجيك إنسان يعتريك بالسؤال أعطني أعطني تقول والله ما أعطيك ويش تكون نفسيته ؟ هذا سهل عليه ولا شديد ؟ شديد لكن أنت ضقت منهم ربما تحلف وبعدين تعطيه .
على كل حال الإنسان له حالات نفسية قد يذكر القول ونفسه مغلقة لا يفهم ما يترتب عليه أو خارجية ويش الخارجية ؟ خارجية يعني أحوال الناس مثلا الإنسان أحيانا إذا تأمل العالم أو إخوانه يحصل له ضيق الصدر توجب له ألا يتسع قلبه للفهم السليم توجب الذهول عن اللازم فقد يغفل أو يسهو أو ينغلق فكره أو يقول القول في مضايق المناظرات من غير تفكير في لوازمه وهذه تقع كثيرا في باب المناظرات قد يلزمك الخصم بشيء وتقول نعم أنا أقول بهذا ليش ؟ دفعا للخصومة والمناظرة مع أنك لا تقول بهذا لكن من أجل ضيق المناظرة والخصومة التزمت به دون أن تتأمل وتتفكر في لوازمه المهم هذا البحث مهم جدا وفيه العدالة في حكم على الناس .