وكذاك قلنا لا ترى في هذه الدنيـ***ـا ولا يوم المعاد الثاني (بيان خلاف السلف في مسألة هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه في الدنيا أو لا وبيان الراجح من ذلك) حفظ
الشيخ : " وكذاك قلنا لا ترى في هذه *** الدنيا ولا يوم المعاد الثاني "
ها هنا مسألتان، المسألة الاولى: قولهم لا ترى في هذه الدنيا، وهذه المسألة اختلف فيها علماء السلف: هل يرى الله في الدنيا أو لأ؟ واختلافهم ليس لكل أحد، بل للنبي صلى الله عليه وسلم هل رأى ربه أو لأ؟ والراجح أنه لم ير الله سبحانه وتعالى، وقد سئل هو نفسه صلوات الله وسلامه عليه هل رأيت ربك، قال: ( رأيت نورا )، وفي لفظ قال: ( نور أنى أراه ) لأننا بيننا وبين الله حجب عظيمة من النور، حجب عظيمة لا يرى من ورائها الرب جل وعلا، ولهذا لما قال موسى (( رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا )) اندك الجبل لعظمة الله (( وخر موسى صعقا )) صعق غشي عليه (( فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين )) ففي الدنيا لا أحد يقوم لرؤية الله أبدا ولا يستطيع، وأما قوله تعالى في سورة النجم (( ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى )) فالمراد به جبريل على القول الراجح.
طيب، وفي الآخرة " ولا يوم المعاد الثاني " هذا لم يقل به أحد من أهل السنة أنه لا يرى، بل اتفق أهل السنة على أن الله تعالى يرى يوم القيامة عيانا بالبصر كما ترى الشمس.