القراءة من قول المصنف: والتحقيق أن جنس الجهاد فرض عينٍ إما بالقلب وإما باللسان وإما بالمال وإما باليد فعلى كل مسلمٍ أن يجاهد بنوعٍ من هذه الأنواع . أما الجهاد بالنفس ففرض كفايةٍ وأما الجهاد بالمال ففي وجوبه قولان والصحيح وجوبه لأن الأمر بالجهاد به وبالنفس في القرآن سواءٌ كما قال تعالى : { انفروا خفافًا وثقالًا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون } وعلق النجاة من النار به ومغفرة الذنب ودخول الجنة فقال { يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارةٍ تنجيكم من عذابٍ أليمٍ تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبةً في جنات عدنٍ ذلك الفوز العظيم } وأخبر أنهم إن فعلوا ذلك أعطاهم ما يحبون من النصر والفتح القريب فقال { وأخرى تحبونها } أي ولكم خصلةٌ أخرى تحبونها في الجهاد وهي { نصرٌ من الله وفتحٌ قريبٌ } وأخبر سبحانه أنه { اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } وأعاضهم عليها الجنة وأن هذا العقد والوعد قد أودعه أفضل كتبه المنزلة من السماء وهي التوراة والإنجيل والقرآن ثم أكد ذلك بإعلامهم أنه لا أحد أوفى بعهده منه تبارك وتعالى ثم أكد ذلك بأن أمرهم بأن يستبشروا ببيعهم الذي عاقدوه عليه ثم أعلمهم أن ذلك هو الفوز العظيم حفظ