تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية : " ... قوله : " وأما الدرجة الثانية من القدر ... " إلخ ؛ فهي تتضمن شيئين أيضا : أولهما : الإيمان بعموم مشيئته تعالى ، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وأنه لا يقع في ملكه ما لا يريد ، وأن أفعال العباد من الطاعات والمعاصي واقعة بتلك المشيئة العامة التي لا يخرج عنها كائن ؛ سواء كان مما يحبه الله ويرضاه أم لا . وثانيهما : الإيمان بأن جميع الأشياء واقعة بقدرة الله تعالى ، وأنها مخلوقة له ؛ لا خالق لها سواه ، لا فرق في ذلك بين أفعال العباد وغيرها ؛ كما قال تعالى : (( والله خلقكم وما تعملون )) . ويجب الإيمان بالأمر الشرعي ، وأن الله تعالى كلف العباد ، فأمرهم بطاعته وطاعة رسله ، ونهاهم عن معصيته . ولا منافاة أصلا بين ما ثبت من عموم مشيئته سبحانه لجميع الأشياء وبين تكليفه العباد بما شاء من أمر ونهي ؛ فإن تلك المشيئة لا تنافي حرية العبد واختياره للفعل ، ولهذا جمع الله بين المشيئتين بقوله : { لمن شاء منكم أن يستقيم }{ وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين } . حفظ