تفسير قول الله تعالى : (( وهو العزيز الحكيم )) حفظ
ثم قال: (( وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )) قال: " (العَزِيزُ) الغَالِب على أَمْرِه (الحكيم) في فِعْلِه " أظُنُّ أنَّ كُلَّ واحِدٍ منكم بإمْكَانِه أَنْ يقول: إِنَّ هذا التفسير قَاصِر، تفسِير المؤلف الآن قَاصِر، لأنَّ قولَه: " (العزيز) الغالب على أمره " هذا أحَدُ مَعَاني العَزِيز، فإنَّ (العزِيز) لَه ثلاثة معاني: عِزَّةُ القَدْر والقَهْر والامْتِنَاع، طيب القَهْر هو معنى قولِه: " الغالِب على أمْرِه " ونقول: إنَّه يَشْمَل الغالِب عَلَى أَمْرِه الذي لَا يُغْلَب وهذا هو القَاهِر، ذُو القَدْر الرَّفِيع العَالي وهذا معنى قولنا: عِزَّة القَدْر، عِزَّةُ الامتناع يعني أنَّه يَمْتَنِع أن يَنَالَه سُوءٌ أو نَقْص أو عَيْب، فالعِزَّةُ إذًا ثلاثَةُ معاني، وليست معنًى واحدًا، أمَّا (( الحكيم )) فقال المؤلِّف: " في فِعْلِه " وهذا أيضًا قُصُور فإنَّ الله تعالى حَكِيمٌ في فِعْلِه وقَوْلِه، في قَدَرِهِ وشَرْعِه، في الكُلّ، بل إنَّ الحكيم لها معنًى آخَر، لأنها مأخوذة مِن الحُكْم والإِحْكَام فهُو ذو حُكْمٍ وذو إِحْكَام، والحُكْم كَوْنِيٌّ وشَرْعِيّ، والإِحْكَامُ في الغَاية أو في الصُّورَة التي عليها الشيء، فالجميعُ أربعةُ أنْوَاع، طيب، ولكن يقْرِنُ الله تعالى دائِمًا بين العِزَّة والحكمة لِمَا في ذلك مِن كَمَال يزداد به