فوائد قول الله تعالى : (( قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار )) . حفظ
قال تعالى (( قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار )) .
في هذه الآية من الفوائد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعلان رسالته لقوله : (( قل إنما أنا منذر )).
و من فوائدها أنه ينبغي في الكلام مراعاة الحال حيث أن المقام هنا مقام تهديد فلهذا اقتصر على الإنذار فقط مع أن الله تعالى قال : (( إنا أرسلناك بالحق بشيرا و نذيرا )).
و من فوائدها توحيد الله تعالى بالإلوهية و نفيها عما سواه لقوله : (( و ما من إله إلا الله )).
و من فوائدها أن الأسماء لا تغير المسميات فإن هناك من يسمى إله ولكنه حقا ليس بإله. و يتفرع على هذه الفائدة أننا لو سمينا الشيء المحرم باسم حلال فإنه لا يتغير الحكم فيه. و لهذا جاء في الحديث أنه يشرب الخمر أناس يسمونها بغير اسمها و هذا يدل على أن الأسماء لا تغير المسميات و الحقائق .
و من فوائد الآية إثبات الوحدانية لله في قوله ((الواحد)) .
و من فوائدها الرد على النصارى القائلين بأن الله تعالى ثالث ثلاثة. و يتفرع على هذه الفائدة أيضا أن دينهم كذب و أعني دينهم الذي يدينون به الآن. لأن عيسى عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يأتي بآلهة متعددة و لهذا يقول الله يوم القيامة : (( أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتي به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم )) الآية .
و من فوائد الآية الكريمة إثبات القهر التام لله عز وجل لقوله ((القهار)) و هذا يستلزم للمؤمن به أن يخاف من الله عز وجل من قهره و يستلزم أيضا تقوية المؤمن الواثق بالله في قهر أعدائه. لأنك إذا وثقت أن الله هو القهار و أن الله معك لكونك أتيت بالأوصاف التي تستوجب معية الله لك فإن هذا يقويك على عدوك و تعلم أن هذا العدو لا بد أن يكون مقهورا بقهر الله عز وجل.