مناقشة تفسير قوله تعالى : (( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب )) . حفظ
الشيخ : وهنا نناقش ما سبق، قوله : ((وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه )) كيف تعرب: (( يكتم إيمانه )) ؟ يجوز فيها وجهان: الأول ؟ صفة ثانية أو ثالثة ؟ ثالثة.
الشيخ : كيف جاز أن تكون حالا والموصوف بها نكرة ؟ والنكرة لا تأتي منها الحال ؟ بوصف.
لماذا كان يكتم إيمانه ؟ يعني يخفيه ؟
الطالب: خوفا من أن يقتلوه ...
الشيخ : خوفا من أن يقتلوه، لأنه ما دام هددوا موسى بالقتل فهو خاف على نفسه فأخفى إيمانه، طيب.
الشيخ : قوله تعالى: (( وقد جاءكم بالبينات من ربكم )) ما المراد بالبينات ؟ بالآيات البينات، طيب آيات على لماذا ؟ لماذا جاءت الآيات مع موسى ؟
الشيخ : لماذا قال: (( وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم )) ولم يقل كل ؟ المراد به عذاب الدنيا وليس كل العذاب طيب.
الشيخ : لماذا جاء هذا الترديد في قوله: إن يك و إن يك، مع أنه يؤمن بأنه صادق ؟
الطالب: أولا من باب التنزل.
الشيخ : إفحام الخصم، أن الحال لا تخلوا من أحد الأمرين نعم طيب.
الشيخ : قوله تعالى : (( إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب )) كيف نفى الهداية مع أنه قد يهدي مثل هؤلاء ؟
الطالب : الهداية المنفية هي هداية التوفيق، أما هدية الدلالة والإرشاد فهي لكل أحد.
الشيخ : طيب أليس من الناس من هو مسرف كذاب وهداه الله ؟
الطالب : ...
الشيخ : ما يخالف لكن الله يقول: (( إن الله لا يهدي )) مع أنه الله قد هدى قوما مسرفين كذابين ؟
الطالب : إن بقي على إسرافه وكذبه فإنه يحرم الهداية أما من تاب ورجع.
الشيخ : ما يخالف، لكن نحن نقول دعنا من هذه القضية، هذه القضية بقي فرعون على كفره حتى هلك، لكن غيره، قد يكون الإنسان مسرفا كذابا ثم يهتدي.
يعني لا يهدي من هو مسرف كذاب ما دام على ذلك ؟ الأقرب أن المراد به فرعون، لأنا نحن قلنا المسألة فيما سبق أمس أن المسألة إما أن يكون هو مسرف كذاب فلا يمكن أن يهتدي، أو أنتم فلا يمكن أن تهتدوا، وجواب آخر أن يقال أن من قضى الله عليه في الأزل أنه مسرف كذاب فإنه لا يهتدي، هذه نقطة لم نتكلم عنها بالأمس، ولذلك فأنتم معذورون في هذه الأقوال الكثيرة التي سقتموها.